المشعوذ هي لوحة للرسام الهولندي المبكر هيرونيموس بوش أو ورشته، تم تنفيذها حوالي عام 1502.

هناك خمس نسخ من هذه اللوحة ونقش واحد، لكن معظم الخبراء يعتقدون أن النسخة الأكثر موثوقية هي جزء من مجموعة متحف البلدية في سان جيرمان أونلي ، والتي يتم الاحتفاظ بها في خزنة وتم إعارتها على أساس محدود للمعارض الخاصة في فرنسا وخارجها. في 1 ديسمبر 1978، سُرقت اللوحة من المتحف وأُعيدت في 2 فبراير 1979.

تأتي اللوحة من وصية لويس ألكسندر دوكاستيل، كاتب العدل في سان جيرمان أونلي منذ عام 1813، والذي كان أيضًا عضوًا في مجلس المدينة وعمدة في أغسطس 1835 و(مؤقتًا) في عام 1839. ويبدو أن المجموعة قد تم تشكيلها بشكل خاص على يد والده جون ألكسندر دوكاستيل، رسام وجامع.









الوصف

يصور بوش كيف ينخدع الناس بسبب الافتقار إلى اليقظة والبصيرة، مما يخلق "توترًا ساحرًا" يظهر مرة أخرى في لوحاته اللاحقة.

يلتقط الساحر الموجود على يمين الصورة جمهوره المناسب والمتنوع من خلال لعبة الكؤوس والكرات . الشخصية المركزية والتركيز الحقيقي للصورة هو الرجل ذو الرتبة في المقدمة الذي ينحني ويثبت على اللؤلؤة في يد المشعوذ وهو غير مدرك أنه تم إعفائه من محفظة أمواله . يصور بوش المشعوذ على أنه مجرم عادي يستدرج الفريسة.

تُستخدم الوحوش في اللوحة لترمز إلى السمات البشرية التي تسمح بالخداع والإيذاء. البومة الصغيرة من السلة عند خصر المشعوذ تدل على ذكائه.

يمثل قفز الضفادع من فم الشخصية المركزية مدى تخلي الضحية عن عقلها واستسلمت للنبضات الوحشية.

يبدو أن الطفل المنغمس في ضحيتنا والرجل الذي يسرق محفظة النقود يجسدان المثل الفلمنكي : "من يسمح لنفسه بأن ينخدع بحيل السحر يخسر ماله ويصبح أضحوكة الأطفال". مثل فلمنكي آخر، تم نشره وتوزيعه على نطاق واسع حوالي عام 1480 في مسقط رأس بوش في سيرتوخيمبوس في وقت قريب من هذه اللوحة، هو: "لا يوجد أحد أحمق بقدر ما هو أحمق متعمد". وكان بوش قد استخدم أمثالاً أخرى كأساس للوحاته، مثل "العالم كومة قش ، وكل رجل يقطف منه ما يستطيع" في لوحته "عربة القش".

تستكشف مقالة إلينا غيرتسمان حول هذه اللوحة هذه اللوحة من منظور الثقافة الفلمنكية والشخصيات الدينية والجزء اللاحق من أعمال بوش. وجهة النظر الأبسط بكثير التي قدمها أدريان مابين، المخرج السينمائي لحياة بوش وعمله، هي:

المشعوذ، قصة غير عادية لمشعوذ يحاول إقناع المشاهد بأنه يسحب الضفادع أو الضفادع من فمه. وفي الوقت نفسه هناك شخص يقف خلف هذا المتفرج، الذي يسرق محفظته. إنها لوحة صغيرة رائعة، للأسف ليس لدينا النسخة الأصلية، لكنها نسخة جيدة جدًا. إنها لوحة علمانية وقد ابتعدت عن الموقف الأخلاقي والديني الذي يربطه المرء عادةً ببوش.

أصبحت هذه اللوحة ذات النوعية شائعة جدًا في هولندا والشمال بشكل عام، لأنها كانت معارضة للرسم الأسطوري لإيطاليا. هنا كان لديك مشاهد من الحياة اليومية، كان يبتعد عن القديسين الشبيهين بالخزف، وينزل إلى الشارع. أعتقد أنها كانت حديثة جدًا.

يظهر الساحر مرة أخرى في ثلاثية بوش لإغراء القديس أنتوني .