على شَفَا مَقْبَرةِ اليَأسِ
 

تحدث القلب يوما قال وا عجبا
ما لي أراك سقيم الحال مضطربا

أهزك الشوق أم نابتك نائبة
أم شفك الوجد حتى بت منتحبا

فقلتُ أنت الذي أذويت أوردتي
لما غزوت سمائي تنهب السحبا

من أين أشرب هذا اليوم موعظة
وقد تكدر صفو الوعظ وانسحبا

سألت ذات مساء نجمة سقطت
يا شمعة النور من ذا أسقط الشهبا؟

تقول: أسقطنا الحطاب يحسبنا
-حين انطفا النور من أحداقنا- حطبا

وصار نور بنات النعش يحرقها
وأشعل الحزن في أعماقها اللهبا

ردوا إليَّ نجومي أستنير بها
في بحر تيهي أخاف الموت والعطبا

قد كنت ألبس ثوبا من ملائكة
يا لهف نفسي على الثوب الذي ذهبا

في هدأة الليل أشباح تهدهدني
لا أغمض الله جفنا زادني نصبا

من لي وقد سكنتني خنجر زرعت
بين الضلوع لتفري اللحم والعصبا

جاورت مقبرة اليأس التي هرمت
تلك التي تبلع المضنى إذا اقتربا

إن لم أعد طائرا أروي السما نغما
خارت قوى نغمي المحزون وانسكبا

وعدت كالتيه للتيه المرقَّع في
تيهاءَ وجهُ الرضا من وجهها هربا

يا واحة الصدر لو أوردتنا كرما
لا تصدرينا إلى أن نطفئ السغبا

أراك وسط ظلام العمر شامخة
نخيلك الباسقات ازينت رطبا

أنا أموت جوار النخل من غرث
ولا تمدين لي حبلا ولا سببا

حبستِ تمر حياتي غير عابئة
والتمر ينهبه من رأسك الغُرَبَا

يا نخلةً شوكةً في الصدر جاثمةً
قد جف صدري وهذا دمعه نضبا

علام أودعتِ جذر الموت في كبدي
يطارد الدم في الشريان مغتصبا

يا أيها الكون أنشدني مقطعة
برنة الحزن لا مقطوعة طَرِبَا

إني نحرت فؤادي حين ألقمني
سم الغوايات يا ويلي لقد وجبا

أراه ينزع مذبوحا غوايته
يا أيها الرشد أدركه إذا انقلبا

أرجو قراءة القصيدة والتعليق عليها بالنقد الهادف. شكرا لكم

القدير سعيد النوتكي
السلام عليكم
وعدت كالتيه للتيه المرقَّع في
تيهاءَ وجهُ الرضا من وجهها هربا
التيه المرقع / صورة رائعة

"تيهاء"أظنها اسم مكان أليس كذلك ؟ان لم تكن كذلك فلما نصبتها؟

أنا أموت جوار النخل من غرث
ولا تمدين لي حبلا ولا سببا

"وغرث"أظنها غرسٍ

صور جميلة تحمل من المعاني والدلالات الكبيرة بحيث تؤدي
الغرض المطلوب من توصيف حالة الشاعر وما يعتريها من حزن وغضب طفيف ...

بوركت شاعرنا وأهلا ومرحبا بكم

السلام عليكم غادة قويدر
أشكرك على المرور ،
بالنسبة لكلمة تيهاء تعني صحراء ، وهي مجرورة بحرف الجر في وعلامة جرها الفتحة لأنها ممنوعة من الصرف.
أما كلمة غرث فهي تعني الجوع.
شكرا مرة أخرى

إني نحرت فؤادي حين ألقمني
سم الغوايات يا ويلي لقد وجبا



قصيدة رائقة ذات معان سامية
شكرأً لك أخي .

شكرا على مرورك الأخت وفاء

سألت ذات مساء نجمة سقطت
يا شمعة النور من ذا أسقط الشهبا؟

تقول: أسقطنا الحطاب يحسبنا
-حين انطفا النور من أحداقنا- حطبا


سعيد كالعادة تذهل وتدهش!
أبدعت بحق

شكرا على مرورك طلال ، وأرجو أن أكون عند حسن الظن