منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1739)

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:16 PM

من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة )
 
أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
( ابن خفاجة )


أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
ويَكحَلَ، أجفانَ المحبّ، سُهادُ
فبِتّ وَلي، من قانىء ِ الدّمعِ، قهوَة ٌ
تدارُ ومن إحدى يديّ وسادُ
تنوحُ لي الورقاءُ وهيَ خلية ٌ
ويَنهَلّ دَمعُ المُزنِ، وهوَ جَمادُ
وقد كانَ في خَدّيّ للشُّهبِ مَلعَبٌ،
فقَد صارَ فيهِ للورِادِ طِرادُ
و ليلٍ كما مدّ الغرابُ جناحَهُ
و سالَ على وجهِ السجِلّ مدادُ
به من وَميضِ البرقِ، واللّيلُ فَحمة ٌ،
شرارٌ ترامىو الغمامُ زنادُ
سريتُ بهِ أحييهِ لا حيّة ُ السُّرى
تموتُ ولا ميتُ الصباحِ يعادُ
يُقَلّبُ منّي العَزمُ إنسانَ مُقلَة ٍ،
لها الأفقُ جفنٌ والظلامُ سوادُ
بخرقٍ لقلبِ البرقِ خفقة ُ روعة ٍ
بهِ، ولجَفنِ النّجمِ فيهِ سُهادُ
سَحيقٍ، ولا غَيرَ الرّياحِ رَكائِبٌ،
هناكَ ولا غيرض الغمامِ مزادُ
كأني وأحشاءُ البلادِ تجنّني
سَريرَة ُ حُبٍ، والظّلامُ فؤادُ
أجوبُ جيوبَ البيدِ والصبحُ صارمٌ
لهُ الليلُ غمدٌ والمجرّ نجادُ
وفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كواكِبٍ،
علاها من الفجرِ المطلِّ رمادُ
ولمّا تفرّى ، من دُجى اللّيل، طِحلِبٌ،
و أعرضَ من ماءِ الصباحِ ثمادُ
حننتُ وقد ناحَ الحمامُ صبابة ً
و شُقّ من الليلِ البهيمِ حدادُ
على حِينَ شَطّتْ، بالحبَائبِ، نيّة ٌ،
وحالَتْ فَيافٍ، بَينَنا، وبِلادُ
عشيّة َ لا مثلَ الجوادِ ذخيرة ٌ
و لا مثلَ رقراقِ الحديدِ عتادُ
إذا زارَ خَطْبٌ خَفّرَتني ثَلاثَة ٌ:
سنانٌ، وعضبٌ صارِمٌ، وجَوادُ
فبِتّ، ولا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ،
و لا غيرَ ظهرِ الأعوجيّ مهادُ
معانقَ خلٍّ لا يخلّ وإنما
مكانُ ذراعيهِ عليّ نجادُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:17 PM

أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
( ابن خفاجة )


أبِشرُكَ أمْ ماءٌ يَسُحّ، وبُستانُ،
وذِكرُكَ أمْ راحٌ تُدارُ، ورَيحانُ؟
وإلاّ فما بالي، وفَوديَ أشمَطٌ،
تَلَوّيتُ في بُردي، كأنّيَ نَشوانُ؟
و هل هي إلاّ جملة ٌ من محاسنٍ
تغايرُ أبصارُ عليها وآذانُ؟
بأمثالِها من حِكمَة ٍ، في بلاغَة ٍ،
تُحَلَّلُ أضغانٌ، وتُرحلُ أظعانُ
وتُنظَمُ، في نَحرِ المَعالي، قِلادَة ٌ،
وتُسحَبُ، في نادي المَفاخرِ، أردانُ
كلامٌ كما استشرفتَ جيدَ جداية ٍ
وفُصّلَ ياقُوتٌ، هناكَ، ومَرجانُ
تدَفّقَ ماءُ الطّبعِ فيهِ تَدَفّقاً،
فجاءَ كما يصفو على النارِ عقيانُ
أتاني يَرِفّ النَّورُ فيهِ نَضارَة ً،
ويَكرَعُ منهُ في الغَمامَة ِ ظَمآنُ
وتأخذُ عنهُ صَنعَة َ السّحرِ بابِلٌ،
وتَلوي إليهِ أخدَعَ الصّبّ بَغْدانُ
و جدتُ بهِ ريحَ الشبابِ لدونة ً
ودونَ صِبا ريحِ الشّبيبَة ِ أزمانُ
و شاقَ إلى تفاحِ لبنانَ نفحهُ
و هيهاتِ من أرضِ الجزيرة ِ لبنانُ
فهل تردُ الأستاذَ مني تحيّة ٌ
تَسيرُ كما عاطَى ، الزّجاجَة َ، نَدمانُ
تهشّ إليها روضة ُ الحزنِ سحرة ً
و يثني إليها حملَ السريرة ِ سوسانُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:18 PM

أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
( ابن خفاجة )


أحببتُ وقد نادى الغرامُ فأسمعا
عشية َ غنّاني الحمامُ فرجعا
فقُلتُ، ولي دَمعٌ تَرَقرَقَ، فانهَمَى
يَسيلُ، وصَبرٌ قد وَهَى ، فتَضَعضَعَا:
ألا هل إلى أرضِ الجزيرة ِ أوبة ٌ
فأسكُنَ أنْفاساً وأهدأ مَضْجَعَا
و أغدو بواديها وقد نضحَ الندى
مَعاطِفَ هاتيكَ الرّبَى ، ثمّ أقشَعَا
أغزلُ فيه للغزالة ِ سنّة ً
تَحُطّ الصَّبا عَنها، من الغيمِ، بُرقُعَا
و قد فضّ عقدَ القطرِ في كلّ تلعة ٍ
نَسيمٌ تَمَشّى بينَها، فتَضَوّعَا
وباتَ سَقيطُ الطّلّ يَضرِبُ سَرحَة ً
ترفّ بواديها وينضحُ أجراعا
و أينَ فنا دارٍ إليّ حبيبة ٍ
وحَسبُكَ مُصطافاً، هناك، وَمربَعَا
لقد تركتني بينَ جفنٍ جفا الكرى
و جنبٍ تقلّى لا يلائمُ كضجعا
أُقَلّبُ طرفي في السماءِ لعلّني
أشيمُ سنا برقٍ هناك تطلعا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:18 PM

أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
( ابن خفاجة )


أرأيتَ أيَّ بنية ٍ
تعزى إلى الروضِ النضيرِ
أهدَى الرّبيعُ صَغيرَة ً
منها، تَهَشّ إلى الكَبيرِ
فلَثَمتُها كَلَفاً بها،
و الشيخُ يكلفُ بالصغيرِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:19 PM

أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
( ابن خفاجة )


أرقتُ وقد نامَ الحليّ لنازحٍ
تشظّتْ حصاة ُ القلبِ في حبّه صَدعَا
وما شاقَني إلاّ وميضُ غَمامَة ٍ،
تطَلّعَ من نجدٍ، فحَيّا اللِّوَى رَبْعَا
أشيمُ سناهُ والسماءُ مغيمة ٌ
كما اغرورقتْ عيني لرؤيته دمعا
فذَكّرَني، واللّيلُ يَندى جَناحُهُ،
بمعَطِفِهِ خَفقاً، ومَبسِمِهِ لَمعَا
ومَسحَبِ ذيلٍ للسّحابِ بذي الغَضا،
بَرُودِ رُضابِ الماءِ، أحوى لمى المرعَى
فقلْ في أتيٍّ قد تهادى كأنهُ
إذا ما ثنى أعطافهُ حيّة ٌ تسعى
و ماءِ مسيلِ سائلٍ لقرارة ٍ
فبَينا ترَى منهُ حُساماً ترَى دِرْعَا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:19 PM

أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
( ابن خفاجة )


أطَلّ، وقَد خُطّ في خَدّهِ،
من الشَّعرِ، سطرٌ دَقيقُ الحروفِ
فقُلتُ أرى الشّمسَ مكسُوفَة ً،
فقُوموا نُصَلّي صَلاة َ الكُسُوفِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:20 PM

أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
( ابن خفاجة )


أفي كلّ يومِ رجفة ٌ لِمُلمة ٍ
بفَقدِ خَليلٍ، يملأُ العَينَ، مؤنسِ
أبيتُ لَهُ تَندَى جُفُونيَ لَوعَة ً،
كما دمعتْ تحتَ الحيا عينُ نرجسِ
و حسبي إذا ما أوجعتني كربة ٌ
بمُؤنِسِ يَعقُوبٍ ومُنقِذِ يُونُسِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:20 PM

أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
( ابن خفاجة )


أقوَى مَحَلٌ، من شَبابِكَ، آهلٌ،
فَوَقَفتُ أندُبُ منهُ رَسماً عافِيَا
مثلَ العذارُ هناكَ نؤياً داثراً
و اسودّتِ الخيلانُ فيهِ أثافيا

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:21 PM

ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
( ابن خفاجة )


ألا أفصَحَ الطّيرُ، حتى خَطَبْ،
و خفّ لهُ الغصنُ حتى اضطربْ
فملْ طرباً بينَ ظلٍّ هفا
رطيبٍ وماءٍ هناكَ اانثعبْ
وجُلْ في الحَديقَة ِ، أختِ المُنَى ،
ودِنْ بالمُدامَة ِ، أمِّ الطّرَبْ
و حاملة ٍ من بناتِ القنا
أماليدَ تحملُ خضرَ العذبْ
تَنُوبُ، مورِقَة ً، عن عِذَارٍ،
وَتضحَكُ، زاهرَة ً، عن شَنَبْ
و تندى بها في مهبّ الصبا
زبرجدة ٌ أثمرتْ بالذهبْ
تَفَاوَحُ أنفاسُها تَارَة ً،
وطَوراً تُغازِلُها مِن كَثَبْ
فتبسمُ في حالة ٍ عن رضاً
و تنظرُ آونة ً عن غضبْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 02:22 PM

ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
( ابن خفاجة )


ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
ونَفضَة ُ حُمّى تَعتَرِيني فأرقُصُ
فَها أنا أمحُو ما جنَيَتُ بعَبْرَتِي،
و أنظرُ في ما قد عملتُ أمحّصُ
و ألمحُ أعقابَ الأمورِ فأرعوي
و يُعمى عليّ الأمرُ طوراُ فأفحصُ
ويا رُبّ ذَيلٍ للشّبابِ سَحَبتُهُ،
و ما كنتُ أدري أنهُ سيقلّصُ
و لمحة ِ عيشٍ بينَ كأسٍ رويّة ٍ
تدارُ وظبيٍ باللّوى يتقنّصُ
ألا بانَ عَيشٌ كانَ يَندَى غَضارَة ً،
فيا ليتَ ذاكَ العَيشَ لو كانَ يَنكصُ!
وعِزُّ شَبابٍ كان قد هانَ بُرهَة ً،
ألا إنها الأعلاقُ تغلو وترخصُ
فمن مبلغٌ تلكَ الليالي تحية ً
تُعَمّ بها طَوراً، وطوراً تُخَصَّصُ
على حِينَ لا ذاكَ الغَمامُ يُظِلّني،
و لا بردُ تلكَ الريحِ يسري ويخلصُ
وقد طَلَعَتْ، للشّيبِ، بِيضُ كَواكِبٍ،
أُقَلِّبُ فيها ناظري، أتَخَرّصُ
كأنْ لم أُقبّلْ صفحة َ الشمسِ ليلة ً
و لم ينتعل بي دونها الشمسَ أخمصُ
ولا بتُّ معشوقاً تطيرُ بأضلعي
قطاة ٌ لها بينَ الجوانحِ مفحصُ


الساعة الآن 12:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team