منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   صرخة مراهق (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1525)

محمد معمري 09-25-2010 02:16 PM

صرخة مراهق
 
صرخة مراهق

تغيرات جسمية بدأت تؤثر على سلوكه.. قوى داخلية تشعره أنه قد أصبحت لديه القدرة على القيام بأعمال في استقلالية ذاتية ولو بمقاومة سلطة الأسرة من أجل بناء شخصيته التي حتما سوف يعتمد عليها مستقبلا.. لكن الانفعال والخوف يربكانه كلما حاول الاعتماد على نفسه.. فسولت له نفسه ذات يوم أن يخرج إلى الصيد وحده عسى أن يسعفه الحظ فيصطاد طريدة ليبرهن لوالديه وأسرته عن قدرته وبراعته.. لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.

بينما هو يسير في الغاب، بين روعة الطبيعة الخلابة في جبال يخترقها نهر كبير بين الثلج والعشب، تحت سماء مكدرة الزرقة بالسحب المكدسة، في يوم من أيام الربيع أين يكون ميلاد حياة جديدة في الطبيعة؛ بعيدا شيئا ما عن الأسرة.. وحين خاب مسعاه! فظل أن يرتع قليلا.. لكنه فجأة سمع ضرضرة! فالتفت نحو موجة الصوت وإذا بلمح بصره يستوي بلمح بصر نمر – أنثى- ! واقف يترصد فريسته، أدرك في الحين مذاق لحمها ومقدار غنائها من الجوع، وانطلق كسهم الريح وراءه.. في ذلك الحين هو الآخر كان واقفا يستيقن مما رأت عيناه.. فأيقن أن أجله قد طرق باب نفسه! إلا أنه فضل الفرار على الاستسلام.

يجري والخوف قد لبسه لبسا، ارتفع خفقان قلبه، تصبب عرقه، ازدادت سرعته.. أراد أن يطمئن فاختفى وراء صخرة صغيرة فرأى اللحاق يتواصل، فساير العدو.. ثم التفت وراءه فوجد اللحاق بدأ يقترب منه.. إلى أن رمق جذع شجرة جسرا يقطع النهر بين ضفتين فسلكه؛ إلا أن الجذع لا يصل إلى الضفة الأخرى! وحين استدار وانطلقت خطواته القليلة نحو العودة رأى النمر فوق الجذع يتقدم نحوه ببطء شديد.. فوجد نفسه بين أمرين أحلاهما مر! النمر أمامه، والنهر أسفله، والمسافة بعيدة لا يستطيع أن يرتمي منها.. ارتبك بين الخوف والرجاء، تارة يتقدم نحوه، وتارة يتراجع إلى الوراء؛ ولكن كان للوراء نهاية.. كان المسكين يظن أن تلك الشجرة ستنقذه من الهلاك! لكن لعبة القدر تسير بمشيئة الله كيف يشاء.

بينما هو في ورطة شديدة، ليس هناك مفر، أمامه نمر يريد افتراسه، ومن ورائه نهاية الجذع في وسط النهر، والضفة الأخرى بعيدة، ومن تحته مسافة طويلة، والنهر كبير مياهه جارفة، وفوقه سماء تموج سحبا... وإذا بجزء من الشجرة ينكسر به فيهوي إلى النهر؛ ومن حظه أنه سقط في الماء قرب ذلك الجزء من الجذع؛ فقاوم تيار النهر حتى امتطى الجذع الصغير.
ظن أنه قد نجا من الهلاك، لكن فرحته لم تدم طويلا؛ بينما كان جريان النهر يقوده نحو الضفة، أدرك النمر ميناء الجذع فوجده ينتظره عن كتب.. فأبى أن يستسلم مرة أخرى وقذف بنفسه في النهر وبدأ يصارع تيار النهر حتى وصل إلى الضفة؛ لكن النمر غضب هذه المرة غضبا شديدا فقال له: تبا لك!..

وما أن تأكد من أن قدماه قد لمست الأرض حتى وجد النمر مرة أخرى أمامه.. فلم يبق في وسعه إلا أن صرخ بكل ما يملك من قوة:
- أمّاه! أمّاه! أمّاه!

صرخة هزت عرش قلب أمه، فصرخت هي الأخرى صرخة جعلت الأمواج الصوتية ترسم الطريق نحو ابنها.. وبسرعة فائقة كانت حاضرة، وكانت الأصوات خلف الأشجار مدوية بقوة فرأى النمر أسرة الدببة حاضرة بقوة.. فتخلى وفر بجلده.. حينها كانت قهقعة المراهق قد ارتفعت عاليا ممزوجة بالعويل.. وكانت أمه تنادي عليه، لكن لم يفق مما حل به! إلا بعد حين؛ التفت إلى الخلف، فرأى أمه! فلم تصدق عيناه ما يرى! فانطلق بسرعة وهو يجأش نحوها، وبدأت تلاطفه بلسانها بعطف وحنان.


بقلم: محمد معمري


**************************

مفاجأة

[video]http://www.youtube.com/v/Qu0c9pWiDz0?fs=1&hl=fr_FR" type[/video]

ريم بدر الدين 09-28-2010 08:04 AM


كانت مفاجأة فعلا أن السرد كله يتركز حول مراهقة غير بشرية
و في حقيقة الأمر تبقى هذه الحالات التي تمر بالمراهق متشابهة مهما كان التكوين الذي يكابدها بشراَ أم غيره
الأجمل هو تلك العلاقة الأمومية الغريزية المتجذرة في كل المخلوقات ، الأم التي تكلؤ ابنها بعيني الرعاية و ترامقه عن بعد لتكون جاهزة لتشرع أسلحة حمايتها لوليدها في الوقت المناسب
أ. محمد معمري
تحيتي لك دوما

محمد معمري 10-24-2010 04:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 28133)

كانت مفاجأة فعلا أن السرد كله يتركز حول مراهقة غير بشرية
و في حقيقة الأمر تبقى هذه الحالات التي تمر بالمراهق متشابهة مهما كان التكوين الذي يكابدها بشراَ أم غيره
الأجمل هو تلك العلاقة الأمومية الغريزية المتجذرة في كل المخلوقات ، الأم التي تكلؤ ابنها بعيني الرعاية و ترامقه عن بعد لتكون جاهزة لتشرع أسلحة حمايتها لوليدها في الوقت المناسب
أ. محمد معمري

تحيتي لك دوما

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة ريم بدر الدين أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
كما أشكر جزيل الشكر على قرائتك الواعية...
مودتي وتقديري

ايوب صابر 10-24-2010 04:17 PM

ان اختيار ابطال القصة من عالم الحيوان يعني، في تصوري، واحد من امرين إما ان تكون القصة رمزية او ان تكون كتبت للاطفال: فما دافع محمد معمري من كتابة هذه القصة والى ماذا ترمز؟ وان كانت قصة للاطفال هل نجح محمد معمري في مسعاه؟ هل اللغة مناسبة واليات السرد متينة فيها من الادهاش ما يكفي لجعل القصة مناسبة لطبيعة الجمهور الذي كتبت من اجله- الاطفال؟ والاهم ما هي الفكرة؟ فماذا اراد المعمري ان يوصل لنا؟

محمد معمري 10-24-2010 05:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 38010)
ان اختيار ابطال القصة من عالم الحيوان يعني، في تصوري، واحد من امرين إما ان تكون القصة رمزية او ان تكون كتبت للاطفال: فما دافع محمد معمري من كتابة هذه القصة والى ماذا ترمز؟ وان كانت قصة للاطفال هل نجح محمد معمري في مسعاه؟ هل اللغة مناسبة واليات السرد متينة فيها من الادهاش ما يكفي لجعل القصة مناسبة لطبيعة الجمهور الذي كتبت من اجله- الاطفال؟ والاهم ما هي الفكرة؟ فماذا اراد المعمري ان يوصل لنا؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أيوب صابر أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة واستفسارك القيم...
- القصة لا تنتمي إلى أدب الطفل...
- الفكرة هي من خصوصية المتلقي...
مودتي وتقديري

أحمد فؤاد صوفي 10-24-2010 10:51 PM

الأديب الكريم محمد معمري المحترم

أهنؤك بداية على خيالك الخصب . .
فالحبكة كانت جيدة . .

القصة لا شك بوضعها الحالي لا تنتمي إلى أدب الطفل . .
وهذا واضح . .
ولو أن الموضوع لو أردنا أن نحوله إلى قصة تصلح للفتيان . . والفتيات . .
لتمكنا من ذلك ببعض التعديلات القليلة . .
التي لن تصيب الجوهر . .

ومن ناحيتي . .
أرى بأن أدب الطفل . . الأدب الموجه العالي بالطبع . .
فأنا أجده أصعب في كتابته . .

عزيزي . .
تقبل تحيتي وودي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

محمد معمري 11-10-2010 07:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 38107)
الأديب الكريم محمد معمري المحترم

أهنؤك بداية على خيالك الخصب . .
فالحبكة كانت جيدة . .

القصة لا شك بوضعها الحالي لا تنتمي إلى أدب الطفل . .
وهذا واضح . .
ولو أن الموضوع لو أردنا أن نحوله إلى قصة تصلح للفتيان . . والفتيات . .
لتمكنا من ذلك ببعض التعديلات القليلة . .
التي لن تصيب الجوهر . .

ومن ناحيتي . .
أرى بأن أدب الطفل . . الأدب الموجه العالي بالطبع . .
فأنا أجده أصعب في كتابته . .

عزيزي . .
تقبل تحيتي وودي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أحمد فؤاد صوفي أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
مودتي وتقديري


الساعة الآن 04:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team