منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ذات الوجه الطويل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15672)

مصطفى الطاهري 01-18-2015 04:10 PM

ذات الوجه الطويل
 
ذات الوجه الطويل

خميساتك معلقة بالصدر
بخيط رفيع من الصوف...
وخمسة الوان تطفو على السطح
في إناء شفاف
تتباري...

وأنت من البيت إلى مقهى الشمس، ومن الشمس إلى البيت، وإن شئت فلتتسكع في وجه
مولاتك الطويل، عيون كثيرة ستنظر إليك، ستحصي خطواتك، تعرف من أنت ، من أين أتيت،
متى تنام ومتى تصحو، لونك المفضل، فاكهتك، المشتهاة، كم عمرك ،عدد أسنانك
المتبقية، قميصك البني، حذاؤك الرمادي... و... أشياؤك الأخرى....
مولاتك نائمة بين جبلين، تغط في سباتها، ولا تستفيق إلا اذا نادى المنادي للسهر، ساعتها
تهز بجذعها، فتنط فسيفساء وجهها طربا ويرتعش نصبها.
وحده وجهها الطويل لا ينام، نصبه ممدود إلى السماء دون حياء، أخته التوأم على الجانب
الأيمن غير بعيد، وأنت في طريقك إلى سرتها الملونة، تفتح حضنها للريح، لتملأ صدرك بالريح
إن شئت ولتذهب إليها، ستجد حولها وجوها ممدة، تطحن كلام الأمس، وتنتظر رمش
العين، دربها سبعا تر عجبا...
كل المساحيق لوجهها الطويل، كل الأصباغ وكل الألوان...
- تجمل، قيل له، مد شكلك الممشوق، تضمخ بالعطر والشذى، ارفل في أبهى
الحلل، واحك للعابرين عن الجمال والبهاء، عن محاسن مولاتك الثلاثة : النصب الممدود
إلى السماء دون حياء، مخابئ اليمام الذي لم يأت بعد، والقرود التي تتناسل
في الأقفاص، فاحك، احك عن العبقرية والعيون التي لا تنام...
وأنت يا صاحبي ، يا من لا يسكت عن الكلام غير المباح، احذر إن سرحت عن وجهها
الطويل، وتهت هنا وهناك، أن تمد عينك في أي مكان، فالفخاخ منصوبة
حتى في الهواء، وإن ابتعدت قليلا وكان الليل وأعمدة الأضواء انطفأت مصابيحها، ورأيت
شمعة تحترق في العراء فتلك هي، تأكل ذاتها وتستحم في الرماد، ووجهها
في صالة العرض يبدو من خلف نعشها الزجاجي مهيأ للكرنفال...
في تلك الليلة بالذات، خرجت من قوقعتك، نفخت برودتك في الهواء ، ورميت بترددك
في إناء من طين وقلت :
- لا بد من رسم مخطط للحركة.
وقبل أن يسيل الحبر من ظفرك، وترسم العلامة الأولى، سقط منك سهوا
قلمك، ورغما عنك سقط فكرك، فجلست عند موضع قدميها تحت شجرة زيتون، تحفر
قبرا لسمكة ميتة، لم تكن ميتة، كانت نائمة تحلم بجدول بين شجرتين وطريق الى البحر...
ديكور متنقل :
ثم إن رجالا شدادا غلاظا، قرروا تشريف مولاتك بزيارتها في عقر دارها، وكما تعرف
يا صاحبي، فسيذكرون أعمالها الجليلة، وما أسدته للبلد أيام المحنة الكبرى، سيترحمون
على أبنائها الشهداء، ثم يأكلون ويشربون ويقهقهون...
فأقام الأصفر الدنيا، استدعى الحلاقين والحلاقات، وكل من لديه رأي في الديكور
والتزيين، لمعوا أسنانها، قوموا اعوجاج شفتها السفلى، نظفوا أظفارها، رطبوا شعرها...
ولما انتهوا ونظر إليها الأصفر، اطمأن قلبه وعاد لوجهه بعض الاحمرار.
قال لك مقدم الحي ليلتها : ستكون غدا باكرا، عند باب وجه مولاتك
في الاستقبال، أنت وأهلك الكبار والصغار.
انتصبتم على طول الطريق المؤدي إلى وجهها، كان الوقت يمر، والشمس تتحرك
نحو قبة السماء، كان ابنك الرضيع يلهث كجرو، ابنتك تبكي وزوجتك المريضة
بالربو توشك أن تختنق، تراجعت إلى الوراء، زوجتك تستند عليك، ابنك
بين يديك، ابنتك تتمسك بثيابك...
نظرت حولك، فتراءت لك شجرة زيتون.
قلت : نستظل الى أن يصلوا أو يؤذن لنا بالانصراف.
أسرعت الخطى نحو الشجرة، فأتاك صوت من داخلها :
احذر، لا تقترب أكثر!
تسمرت في مكانك ثم قلت : لو تسمحين أيتها الشجرة.
قاطعتك : لا لا تقترب أكثر أرجوك، قد اسقط اللحظة.
فغرت فاك عجبا فأضافت :- اعذرني، ما أنا هنا لما ترغب فيه، أنا هنا
مثلك واقفة للتزيين فقط.
- قلت متسائلا : كيف؟ كيف أيتها المباركة ؟
قالت : انتزعونا البارحة أنا وأخوات أخريات، وقد أتوا بي أنا الى هنا : حفروا حفرة
كالقبر، أدخلوا جذعي ثم شدوني بالحبال والأوتاد الى أن جفت الأرض من حولي
فأزالوا حبالهم وأوتادهم.
قلت : لن تكون هذه إلا فكرة الأصفر.
وأطل عليك من عين مولاتك اليمنى بوجه أنثوي مصفر الشفتين بحوصلة طائر البجع.
خاطبك : أنت طويل اللسان، كم تريد؟
قلت مقهقها : في لساني؟!
صاح : في لسانك، في عمرك، في عائلتك، كم تريد؟
قلت : قبل ذلك أسألك!
لم يتكلم فقلت: أتعرف أن أبناءها حضروا البارحة حين كنت تحت برج إيفل تدخن
سيجارك الثامن؟
لم يرد، فأضفت : وأنهم ضبطوا في جيبها ظفرك؟
أحنى رأسه وتابعت : وأنك دون جيبها لا شيء؟
وسقط القناع، فرأيت شكلا من شمع أصفر ينساب تحت ذقن مولاتك: عند القنطرة
الواصلة بين الجيب واليد، تشكل أفعى بقرنين والوقت صار ظهيرة، وفي البدء
كان كذلك، يوم السباق للجلوس على أرائكها الوثيرة...
في ذلك اليوم :
في ذلك اليوم، قيل لا بد أن يكون، وحدد تاريخ ميلاده قبل أن يولد فأزاحوا أنفها
الشامخ، وبنوا لهم برجا للمراقبة، ثم تساءلوا : هل يكون الأول؟
قال قائل من أهله : لن يكون إلا الأصفر.
مازلت تذكر، خرجتم الواحد تلو الآخر، في كل جيب نصف ورقة، النصف الآخر
مقابل الأخرى، وفي كل يد حلوى، وكان في الانتظار ممددا تحت خصلة من شعر
مولاتك، يحادث في السياسة والتاريخ والاقتصاد ومستقبل الشعوب، أوصاكم خيرا
بلونه، ووعدكم بتلطيف الهواء من الغلاء، وعلف كثير لبهائمكم.
سؤال غير متوقع :
أذكر يا صاحبي ثلاثة أسماء وشمت صدر مولاتك بالطين ...
ملاحظة :
إن عرفت واحدا فقط، فقد مررت بوجهها مرور العابرين.
إن عرفت اثنين فقد لامست أضلاعها البارزة.
وإن توصلت إلى معرفة الثلاثة فقد رأيتها في عريها التام.
وإن لم تتوصل الى شيء، فالجواب في خيوط تلك الرقعة التي تنسجها
بأهذاب عينيها الذابلتين..

حسام الدين بهي الدين ريشو 01-19-2015 01:33 PM

إن عرفت واحدا فقط، فقد مررت بوجهها مرور العابرين.
إن عرفت اثنين فقد لامست أضلاعها البارزة.
وإن توصلت إلى معرفة الثلاثة فقد رأيتها في عريها التام.
وإن لم تتوصل الى شيء، فالجواب في خيوط تلك الرقعة التي تنسجها
بأهذاب عينيها الذابلتين.
=============

كيف نعرف ؟
والقصة مشفرة
فضلا عن كونها تمتلك الاحساس من القارئ
تلبسه الدهشة
منذ الفقرة الاولى
لعلها " عمتنا النخلة "

الاستاذ القاص / مصطفى الطاهري
قدير أنت
متمكن
تلين لك الابجدية والمعاني
دمتَ متألقا
وكن بألف خير

مصطفى الطاهري 01-20-2015 04:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 186443)
إن عرفت واحدا فقط، فقد مررت بوجهها مرور العابرين.
إن عرفت اثنين فقد لامست أضلاعها البارزة.
وإن توصلت إلى معرفة الثلاثة فقد رأيتها في عريها التام.
وإن لم تتوصل الى شيء، فالجواب في خيوط تلك الرقعة التي تنسجها
بأهذاب عينيها الذابلتين.
=============

كيف نعرف ؟
والقصة مشفرة
فضلا عن كونها تمتلك الاحساس من القارئ
تلبسه الدهشة
منذ الفقرة الاولى
لعلها " عمتنا النخلة "

الاستاذ القاص / مصطفى الطاهري
قدير أنت
متمكن
تلين لك الابجدية والمعاني
دمتَ متألقا
وكن بألف خير

أسعدتني كما العادة قراءتك أخي المبدع البهي حسام وشرفني رأيك ...
أشكرك معتزا بما توليه من اهتمام وتتبع لكتاباتي ولك مني خالص المحبة والتقدير ...
وبخصوص هذا النص هو نص طويل كما رأيت ، وسيكون ضمن مجموعتي القصصية
للنصوص الطويلة بنفس العنوان " ذات الوجه الطويل " والتي هي قيد الطبع ...
ولإعطاء فكرة أخرى عن النص ربما ستوضح الكثير عنه ، أورد ما كتبت عنه
الشاعرة والناقدة والصحفية فاديا الخشن في منتدى الإمبراطور :

لا يفسح لنا المنتدى مجالا لدراسات معمقة حول الشعر والرواية والقصص
من هنا سأكتفي بذكر القليل القليل مما استلهمته من قصة الأديب المغربي مصطفى الطاهري المرأة ذات الوجه الطويل
إن القاص مصطفى يستوقفنا ومن العنوان أمام سمة الطول في وجه المرأة الكافكوية هذا إن صح التعبير لما يحمل فيما بعد هذه الصفة محمولات ذات معان أوسع لقد بدا لي اختياره لطول الوجه موفقا لما يمكن أن تتركه هذه الصفة لدى القاريء من إيحاءات ولما تثيره من تساؤلات لقد تمكن القاص مصطفى من أن يفتح ميدان التخييل واسعا لدى القاريء موقظا بوصفه التلاوين العديدة والمعان الغافية
فهو يقول على سبيل المثال
((انتصبتم على طول الطريق المؤدي الى وجهها
إنه في هذه العبارة يشييء الانسان ويؤنسن الشيء لا عبا فذا لاستدراجنا الى الهدف الذي يصبو اليه
هو يزاوج ما بين وجهها وما بين الطريق عبر مسيرة طويلة ينبغي أن يخوضها البطل وعائلته كي يصل الى وجهها فقط الى وجهها فهو لن يصل الى كنه حياتها ولا الى خصائصها الخخخ ا
كل المساحيق لوجهها الطويل )
كل الأصباغ وكل الألوان
القاص يترك للقاريء كامل الحرية لبعمل خيالاته وذاكرته الجمعية ليتفاعلا مع وصفه هذا الذي يترك العديد من الايجاءات ويدفع الى فهم المضمركأني به يقول لنا بأن المسيرة للوصول إلى ما وصلت إليه هذه المرأة من مال وجاه وسطوة هي مسيرة طويلة لا يمكن للاخر أن يصلها كذلك هو لم يحدثنا مجاهزة بما تقوم به من فظائع وانتهاكات فهو يترك لنا المجال واسعا لادراكه بحسنا وعبر تفعيل ذاكرة الكلمة فالعيون تعرف عدد أسنانه و وو الخخ فهذه المبالغة تضع القارىء موضع الاستفظاع
كذلك في المقطع الذي يقول فيه
قبل البدء سقط قلمك وسقط فكرك وجلست تحت قدميها تحت شجرة زيتون تحفر قبرا لسمكة ميتة لم تكن ميتة كانت نائمة تحلم بجدول بين شجرتين وطريق الى البحر
لهذا المقطع بالذات تآويل عديدة واسقاطات سأذكر أقربها اإى ذهني كقارئة
إنه اختصار لمسيرة الانسان الذي يرى ويعي، الانسان المتفتح اليقظ الواعين الذي قدتدفعه فطنته لفضح المسكوت عنه من تجاوزات، انه ببساطة يقدم لنا النتيجة المذلة، تلك التي سيصل اليها هذا الانسان وكأنا بها نهاية حتمية، لكل من تسول له النفس بان يكونه او ينحو
نحوه ...انه يضعنا في جوالقصة المرعب مؤكدا لنا قوة وسطوة هذه المرأة، التي قد ترمز الى دولة ما أوالى قوة ضاربة قادرة على ان تقمع القلم والفكر ،وهو بايؤكد لنا بهذا قدرة السلطة على كم الأفواه، وطمس الحقائق وفرض منطقها المتعالي الضاغط والكابح وبهذا تلخيص قصصي مبسط للوضع الثقافي، الذي ينتهي في بعض حالاته الى الانضواء تحت لواء السلطة، والترويج لسياساتها على غير قناعة
دافنا الأحلام الناصعة و السحرية المتطلعة الى التطور والتغيير، كسمكة ميتة بل مموتة او نائمة ليس لها الا ان تحلم ووتحلم ، أوتنطفيء
تلك الاحلام التي لا تتحقق دون أمل .
سأكتفي بهذا القدر وإن كان هناك الكثير الكثير ،لما تنكأ لدى المثقف العربي من جروج ليتها تندمل ذات يوم ...

فاديا الخشن

مع تحياتي وتقديري لك أخي حسام

زياد القنطار 01-21-2015 10:52 PM

خميساتك معلقة بالصدر
بخيط رفيع من الصوف...
وخمسة الوان تطفو على السطح
في إناء شفاف
تتباري...

استهلال يشي بالارتباط الذي لاتنفك عراه وإن كان بخيط صوف رفيع ,ووجدانية الحرص بخميساتها المعلقة بالصدر ,والأكثر وضوحاً هي دلالة الألوان ورمزيتها المتعلقة بالتنوع الذي يميز المكان أو تلك ذات الوجه الطويل ...
قراءة أرجو أن تكون معبري للولوج إلى عمق هذا النص الذي في كل عودة إليه أجد نفسي أمام باب جديد مشرع يغري الذائقة لكشف ماخلفه ....
تحياتي وتقديري للقاص المتميز الأستاذ مصطفى الطاهري وسيكون لي عودة ووقفات مع هذا النص .

ياسر علي 01-22-2015 05:07 PM

نص فيه إبداع فيه لغة شفافة لماحة نص لن تقرأه إلا على عجل ، فاللغة لكأنها في منحدر فسرعة القارئ تزداد مع كل فصل ، إنه أسلوب شيق حقا .

تحياتي أستاذ مصطفى الطاهري .

زياد القنطار 01-25-2015 04:14 PM

اقتباس.

وأنت من البيت إلى مقهى الشمس، ومن الشمس إلى البيت، وإن شئت فلتتسكع في وجه مولاتك الطويل، عيون كثيرة ستنظر إليك، ستحصي خطواتك، تعرف من أنت ، من أين أتيت،متى تنام ومتى تصحو، لونك المفضل، فاكهتك، المشتهاة، كم عمرك ،عدد أسنانكالمتبقية، قميصك البني، حذاؤك الرمادي... و... أشياؤك الأخرى....مولاتك نائمة بين جبلين، تغط في سباتها، ولا تستفيق إلا اذا نادى المنادي للسهر، ساعتها تهز بجذعها، فتنط فسيفساء وجهها طربا ويرتعش نصبها.وحده وجهها الطويل لا ينام، نصبه ممدود إلى السماء دون حياء، أخته التوأم على الجانب الأيمن غير بعيد، وأنت في طريقك إلى سرتها الملونة، تفتح حضنها للريح، لتملأ صدرك بالريح إن شئت ولتذهب إليها، ستجد حولها وجوها ممدة، تطحن كلام الأمس، وتنتظر رمش العين، دربها سبعا تر عجبا...

هنا وفي هذا المقطع يأحذنا الأستاذ الطاهري بين راحتي كفي حرفه ,لنجوب معه المكان ونتعرف على تفاصيله وخصوصيته وأنا أستشرف من التنويه بالمقهى والبيت بإشكالية البطالة المتفشية بالمكان ,وجاء التسكع ليعني دليلاً آخر على الأمر ,وباعتقادي أن اختيار اللونين البني والرمادي كان لهما دلالة الثبات وعدم التغير للحالة أو دلالة على سطوتها فالعوالق على هذين اللونين قلما تلحظ وهذا يشي باستدامة الحالة البائسة حسب ما قرأت .والأكثر أهمية في هذا المقطع هو التنويه بواقع سياسي قمعي أمني يحصي على الناس أنفاسها ولايقلت من المراقبة حتى النفس الذي يأخذه صاحبه .كما أن احتضان الجبلين لذات الوجه الطويل كأنه يشي بثقل الهم والسبات دليل آخر عليه ,وعدم الاكتراث بالواقع يجعل الرقص واللهو متنفس فيها ربما للتعويض أو النسيان .وما التنويه بالفسيفساء إلا للتعميم وإسقاط الحالة على كل من فيها .وليست الوحيده فهناك وجوهاً تتناثر من حولها تعيش ذات الأمر ولكنها ليست كوجهها ,فوجهها الأعظم والأطول والأكثر احتواءاً للحالة ,وماتعدد الدروب إليها إلا تنويهاً بمسالك واقع تعددت فباتت السيطرة عليه فيها الكثير من المعاناة .سبعاً تر عجباً .
كل التقدير للأستاذ مصطفى .........يتبع

محمد الشرادي 01-26-2015 10:30 PM

أهلا اخي مصطفى
لا شك انه نص من طراز رفيع سيكون عروس مجموعتك القصصية . فيه الجدة على جميع المستويات.
أححييك اخي على هذه المتعة.
تحياتي

مصطفى الطاهري 01-27-2015 06:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 186585)
خميساتك معلقة بالصدر
بخيط رفيع من الصوف...
وخمسة الوان تطفو على السطح
في إناء شفاف
تتباري...

استهلال يشي بالارتباط الذي لاتنفك عراه وإن كان بخيط صوف رفيع ,ووجدانية الحرص بخميساتها المعلقة بالصدر ,والأكثر وضوحاً هي دلالة الألوان ورمزيتها المتعلقة بالتنوع الذي يميز المكان أو تلك ذات الوجه الطويل ...
قراءة أرجو أن تكون معبري للولوج إلى عمق هذا النص الذي في كل عودة إليه أجد نفسي أمام باب جديد مشرع يغري الذائقة لكشف ماخلفه ....
تحياتي وتقديري للقاص المتميز الأستاذ مصطفى الطاهري وسيكون لي عودة ووقفات مع هذا النص .

شرف كبير لي أخي زياد أيها البهي أن حظي النص باهتمامك ، وهو وسام فخر ما تفضلت به
كبداية منيرة ، لقراءتك التي ولاشك ستكون عميقة وستضيء جوانب النص ...
كل التقدير لسعة ثقافتك وعمق فكرك وحسك الإبداعي الكبير ...
أشكرك أخي آملا أن تجد في كتاباتي ماينا رضاك ، وتقبل خالص مودتي وتقديري

مصطفى الطاهري 01-29-2015 06:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 186616)
نص فيه إبداع فيه لغة شفافة لماحة نص لن تقرأه إلا على عجل ، فاللغة لكأنها في منحدر فسرعة القارئ تزداد مع كل فصل ، إنه أسلوب شيق حقا .

تحياتي أستاذ مصطفى الطاهري .

سعدت وتشرفت برأيك البهي أخي ياسر ...
أشكرك وتقبل تقديري الكبير لحسك الإبداعي المتميز ...
ولك مني خالص المودة

مصطفى الطاهري 01-29-2015 06:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 186733)
اقتباس.

وأنت من البيت إلى مقهى الشمس، ومن الشمس إلى البيت، وإن شئت فلتتسكع في وجه مولاتك الطويل، عيون كثيرة ستنظر إليك، ستحصي خطواتك، تعرف من أنت ، من أين أتيت،متى تنام ومتى تصحو، لونك المفضل، فاكهتك، المشتهاة، كم عمرك ،عدد أسنانكالمتبقية، قميصك البني، حذاؤك الرمادي... و... أشياؤك الأخرى....مولاتك نائمة بين جبلين، تغط في سباتها، ولا تستفيق إلا اذا نادى المنادي للسهر، ساعتها تهز بجذعها، فتنط فسيفساء وجهها طربا ويرتعش نصبها.وحده وجهها الطويل لا ينام، نصبه ممدود إلى السماء دون حياء، أخته التوأم على الجانب الأيمن غير بعيد، وأنت في طريقك إلى سرتها الملونة، تفتح حضنها للريح، لتملأ صدرك بالريح إن شئت ولتذهب إليها، ستجد حولها وجوها ممدة، تطحن كلام الأمس، وتنتظر رمش العين، دربها سبعا تر عجبا...

هنا وفي هذا المقطع يأحذنا الأستاذ الطاهري بين راحتي كفي حرفه ,لنجوب معه المكان ونتعرف على تفاصيله وخصوصيته وأنا أستشرف من التنويه بالمقهى والبيت بإشكالية البطالة المتفشية بالمكان ,وجاء التسكع ليعني دليلاً آخر على الأمر ,وباعتقادي أن اختيار اللونين البني والرمادي كان لهما دلالة الثبات وعدم التغير للحالة أو دلالة على سطوتها فالعوالق على هذين اللونين قلما تلحظ وهذا يشي باستدامة الحالة البائسة حسب ما قرأت .والأكثر أهمية في هذا المقطع هو التنويه بواقع سياسي قمعي أمني يحصي على الناس أنفاسها ولايقلت من المراقبة حتى النفس الذي يأخذه صاحبه .كما أن احتضان الجبلين لذات الوجه الطويل كأنه يشي بثقل الهم والسبات دليل آخر عليه ,وعدم الاكتراث بالواقع يجعل الرقص واللهو متنفس فيها ربما للتعويض أو النسيان .وما التنويه بالفسيفساء إلا للتعميم وإسقاط الحالة على كل من فيها .وليست الوحيده فهناك وجوهاً تتناثر من حولها تعيش ذات الأمر ولكنها ليست كوجهها ,فوجهها الأعظم والأطول والأكثر احتواءاً للحالة ,وماتعدد الدروب إليها إلا تنويهاً بمسالك واقع تعددت فباتت السيطرة عليه فيها الكثير من المعاناة .سبعاً تر عجباً .
كل التقدير للأستاذ مصطفى .........يتبع

وتعود أخي زياد أيها البهي لتنثر لآلئك في سماء النص ...
ما أسعدني بما تفضلت به من مقاربة عميقة لهذه الفقرة من النص
والتي أضاءت وأثرت وأغنت بما للكلمة من معنى ...
وإني إذ أعبر لك عن تقديري الكبير واعتزازي بوجودك فكرا وثقافة وإبداعا
في هذا الصرح الجميل ، تقبل خالص محبتي وتقديري


الساعة الآن 11:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team