منتديات منابر ثقافية - باب المقام والكاساني وفاطمة السمرقندية

#عبق_التاريخ_باب_المقام_مدينة_حلب
#الكاساني_بدائع_الصنائع
من كاسان إلى سمرقند إلى حلب
قصة حب تكتب بماء الذهب
بقلم د. محمد نور العلي
ــــــــــــــــ
قدم الشاب علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني , المتقد ذكاء وفطنة من بلدته كاسان إلى البلدة القريبة منها سمرقند ليأخذ العلم عن شيخها وفقيهها الحنفي علاء الدين السمرقندي , ولازمه يرتوي من فقهه وعلمه , وكان الشيخ السمرقندي له مصنفات في الفقه الحنفي ومنها كتاب " تحفة الفقهاء " وهو كتاب عظيم في المذهب الحنفي , وكانت له ابنة اسمها فاطمة السمرقندية , وكانت عالمة فقيهة قد حفظت كتاب أبيها تحفة الفقهاء والذي يبلغ زهاء 400 صفحة , وكانت من حسان النساء , وتُخطب من الأمراء والملوك والأعيان , لكن كان الرفض يأتي من أبيها , وكان الشاب الكاساني قد برع في الأصول والفقه والفروع , وقرأ على أبيها معظم كتبه , ومنها كتابه التحفة, وقام بشرحه في كتا ب عظيم سماه " بدائع الصنائع " وعرضه على شيخه السمرقندي ففرح به كثيرا وقد رضي هذا الكتاب مهرا لابنته فاطمة , حيث زوجه إياها , فكان الناس يقولون : شرح تحفته وزوّجه ابنته " وكانت فقيهة عالمة , ربما صححت لزوجها أحيانا , ومرت الأيام والسنوات وأصبح الكاساني مضرب المثل في العلم والمعرفة والمناظرة , وكان محبا لزوجته تذهب معه إلى كل مكان , حتى وصل خبره إلى نور الدين زنكي فطلبه ليعينه مدرسا في مدارس حلب , وقد نشر المذهب الحنفي في هذه المدينة , وبقي فيها حتى أدركته المنية , وقد سبقته زوجته فاطمة للقاء ربها , ودفنت في باب المقام في حلب , ولما توفي دفن بقربها في هذا المكان , والذي يعرف بباب المقام في حلب , أي مقام إبراهيم عليه السلام . وهذا المكان يضم رفات الكثير من الأعلام من العلماء والصالحين .
#باب_المقام_والكاساني
#دكتور_محمد_نور_العلي