منتديات منابر ثقافية - غوايات الشيطان

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
أخي المسلم : باب كبير ييسر للشـيطان عمله ألا و هو عـدم التسـامح بين الناس , و من باب عـدم التسـامح يجرك الشـيطان نحو مهلكات كثيرة , منها الغيبة و النميمة و الحسد و الضغينة و ما يؤدي ذلك من تفكك للمجتمع و غضب لرب العالمين .
إذاً يركز الشـيطان على نقطة مهمة و هي أن لا يسامح الأخ أخاه و لا الأب ابنه و لا الجار جاره .... و يستعمل لهذا طرقاً كثيرة منها :
1- تذكيرك بتقصير "مفترض" لفلان في مجال معين .
2- تضخيم الهفوة الصغيرة .
3- تذكيرك بهفوات و عثرات و أخطاء الآخرين باستمرار و خاصة في المناسبات .
أما الأمثلة على الحالة الأولى فيذكرك كيف أن :
- صاحبك لم يقدم لابنك الدعم كي يتوظف في دائرة يقدر على توظيفه فيها علماً أن الدعم المطلوب يعني تخطي القوانين أو أن في ذلك حرج معين له .
- أخوك لم يقدم لك دعماً مالياً على شكل قرض طويل المدى كي توسع تجارتك و كي تحسن بيتك .
- أختك لم تخطب ابنتك لابنها .
- جارك لم يمسح الدرج كما تريد و في الوقت الذي تريد.
و أما الأمثلة على الحالة الثانية فيذكرك كيف أن :
- أخوك لم يستشرك كما يجب في خطبة و زواج ابنه و ابنته .
- قريبك لم يقدم لك الهدية المناسبة في نجاح ابنك .
- جارك لم يسلم عليك كما يجب .
أما الأمثلة على الحالة الثالثة فيذكرك كيف أن :
- شقيقك لم يزرك في مرضك .
- جارك تلفظ بكلمة جارحة في شجار بينكما .
و هكذا فإن الشـيطان يسعى للقطيعة بين الناس كخطوة أولى , تتبعها حروب لا تنتهي , و في سعيه لذلك يوسوس إليك الشـيطان أن لا تصلح بين الناس بحجة أن ذلك مستحيل , أو أن ذلك الشخص عقله حجري و صلب .
كما ترى فإن باب عـدم التسـامح باب كبير ، يستغله الشـيطان بدرجة عالية من الاحتراف ذلك لأن الإنسان يقع في الهفوات الصغيرة بشكل متكرر و يومي و الشـيطان يحول كل هذا إلى مصائد لِيَفْتك ببني آدم .
تذكر أن كل بني آدم خطاء و أنت منهم فإن أخطأ فلان بحقك فأنت ستخطىء بحق آخر فتعلم مسامحة الآخرين لأن ذلك ما يريده ربك منك و لا يريد الله عزوجل هذا الشيء منك إلا لأن فيه سعادتك و راحة بالك .
- إِنَّ الشّـَيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
- وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآية القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 15 آب 2014