منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   أقبل الليل بطيئا – قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان – ترجمة د. زياد الحكيم (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=22714)

د. زياد الحكيم 06-07-2017 06:14 PM

أقبل الليل بطيئا – قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان – ترجمة د. زياد الحكيم
 

لقد فقدت اهتمامي ببني البشر. فقدت اهتمامي بالكشف عن معني حياتهم وافعالهم. لقد قيل ان من الافضل ان ندرس رجلا واحدا من ان ندرس عشرة كتب. وانا لا اريد ان ادرس كتبا ولا بشرا. فهم يسببون لي احساسا بالضيق. هل يستطيع احد ان يحدثني كما يحدثني الليل؟ كما تحدثني ليلة صيف؟ كما تحدثني النجوم والنسمات الرقيقة؟

أقبل الليل بطيئا، ناعما، في ما كنت مستلقيا هناك تحت شجرة القيقب. جاء زاحفا، زاحفا خلسة خارجا من الوادي، ظانا اني لم اكن لألاحظه. واختلطت حدود الاشجار والاوراق فتحولت الى كتلة سوداء، وجاء الليل متسللا منها ايضا ومن الشرق ومن الغرب حتى انه لم يبق من نور الا في السماء - تسلل من خلال اوراق اشجار القيقب. وكان ثمة نجم ينظر من علٍ من خلال كل ثغرة او شق.

الليل يتسم بالجلال وهذا يعني الغموض.

اشكال بشرية مرت كأنها اشياء غير ملموسة. مر بعضها كأنه فئران صغيرة تحدق الي. لم اكن لأمانع. فقد استسلم كياني كله لسحر الليل النفاذ اللذيذ.

وراحت الجنادب تطلق نشيد الرقاد. ومازالت. كم تتسم بالحكمة! فهي لا تثرثر كما يفعل البشر. انها تقول لي: نم. نم. نم. وسرت نسمات من خلال اوراق القيقب مثل نفحات من حب دافئ.

لماذا يزعج الحمقى الارض؟ صوت رجل عكر صفو الشعور الساحر. جاء رجل اليوم وفي يده انجيل. كان يثير الاحساس بالكره بخديه الاحمرين وعينيه الجريئتين وسلوكه وحديثه الخشنين. ماذا عساه ان يعرف عن المسيح؟ هل اسأل شابا احمق ولد بالامس وسيموت في الغد ان يخبرني عن المسيح؟ يجب ان اسأل النجوم: فهي التي ابصرته.


zedhakim@yahoo.co.uk

ايوب صابر 06-30-2017 11:51 PM

ترجمة راقية وقصة جميلة وموضوع ملفت . الليل والنهار وتعاقبهما آيات مذهلة لمن يضعها تحت المجهر المكبر كما فعلت الكاتبة .

د. زياد الحكيم 06-12-2018 05:10 PM

الاستاذ ايوب صابر – شكرا على المتابعة

تبرز الكاتبة قيمة الاندماج بالطبيعة
بعيدا عن الناس وشؤونهم. وتقول ان
الناس يزعجونها بضوضائهم وثرثرتهم
وهي تريد ان تستسلم للنسمات الرقيقة
التي تجد فيها نفحات من حب دافىء.
وهي تذهب الى ابعد من ذلك فتقول
ان الاتحاد مع الطبيعة يقربها من الله.

بتول الدخيل 09-01-2018 02:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. زياد الحكيم (المشاركة 223981)

لقد فقدت اهتمامي ببني البشر. فقدت اهتمامي بالكشف عن معني حياتهم وافعالهم. لقد قيل ان من الافضل ان ندرس رجلا واحدا من ان ندرس عشرة كتب. وانا لا اريد ان ادرس كتبا ولا بشرا. فهم يسببون لي احساسا بالضيق. هل يستطيع احد ان يحدثني كما يحدثني الليل؟ كما تحدثني ليلة صيف؟ كما تحدثني النجوم والنسمات الرقيقة؟

أقبل الليل بطيئا، ناعما، في ما كنت مستلقيا هناك تحت شجرة القيقب. جاء زاحفا، زاحفا خلسة خارجا من الوادي، ظانا اني لم اكن لألاحظه. واختلطت حدود الاشجار والاوراق فتحولت الى كتلة سوداء، وجاء الليل متسللا منها ايضا ومن الشرق ومن الغرب حتى انه لم يبق من نور الا في السماء - تسلل من خلال اوراق اشجار القيقب. وكان ثمة نجم ينظر من علٍ من خلال كل ثغرة او شق.

الليل يتسم بالجلال وهذا يعني الغموض.

اشكال بشرية مرت كأنها اشياء غير ملموسة. مر بعضها كأنه فئران صغيرة تحدق الي. لم اكن لأمانع. فقد استسلم كياني كله لسحر الليل النفاذ اللذيذ.

وراحت الجنادب تطلق نشيد الرقاد. ومازالت. كم تتسم بالحكمة! فهي لا تثرثر كما يفعل البشر. انها تقول لي: نم. نم. نم. وسرت نسمات من خلال اوراق القيقب مثل نفحات من حب دافئ.

لماذا يزعج الحمقى الارض؟ صوت رجل عكر صفو الشعور الساحر. جاء رجل اليوم وفي يده انجيل. كان يثير الاحساس بالكره بخديه الاحمرين وعينيه الجريئتين وسلوكه وحديثه الخشنين. ماذا عساه ان يعرف عن المسيح؟ هل اسأل شابا احمق ولد بالامس وسيموت في الغد ان يخبرني عن المسيح؟ يجب ان اسأل النجوم: فهي التي ابصرته.


zedhakim@yahoo.co.uk

الطبيعة نور رباني ينشر الفرح في مخلوقات الله ومنها نحن

باقة ود لك دكتور زياد


الساعة الآن 07:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team