منتديات منابر ثقافية - العصفور والشرغوف

قصة الشرغوف والعصفور
بقلم عبدالحكيم ياسين
-----------------------------------------------..
نشأت صداقة بين الشرغوف والعصفور..صداقة لاتكبر فيها ولازيف فكلاهما لديه مشاكل
خاصة به ولايستطيع شيئا للآخر..الشرغوف أسير المستنقع والعصفور أسير ضعفه..
وهما يدركان ذلك..ولكنهما يملكان الأمل..
كانا يتلاقيان على حافة بركة صغيرة ضحلة ويمارسان الرياضة الصباحية..
الشرغوف يهز ذيله محركا الماء وراسما به أمواجا صغيرة..
والعصفور يستحم عندما تهدأ ويرى القاع..وتمر الأيام..وتنبت للشرغوف أرجل ..
ويلاحظ العصفور التغير..فيقول للشرغوف كأنه أصبحت لك أطراف صغيرة..
قال الشرغوف..نعم وأظنني سأتمكن ذات يوم من مغادرة هذه البركة الصغيرة..
تأمل العصفور ماحوله..وهمس لنفسه..مسكين صديقي يظن أنه سيصل الى القمر..
وكل ماحوله ماهو إلا سجن كبير..ولكن لماذا لاأنتظر لأرى ماذا سيفعل..
ربما نجح في فعل شيء ما غير متوقع..
غفا العصفور وهو يحلم بأن يكون لديه صديق يستطيع الطيران معه عبر الحقول..
واستيقظ على صوت المطر يهطل بغزارة..
امتلأ الوادي بالماء وجرف تيار السيول كل شيء..
وفي المكان الذي اعتاد العصفور أن يرى صديقه وجد كتلة من الأعشاب اليابسة
تتجمع على شكل كرة وتنحشر بين حجرين راسخين..
ومن الأعشاب أطل وجه الشرغوف..وهمس بحب..صباح الخير..
لم يستطع العصفور تصديق مارآه..لقد قاوم صديقه التيار الجارف..
والتصق بركنه المحبب..
وبعد أيام كانت قد قويت أطرافه فاعتلى لأول مرة حجرا بارزا
وراح ينق مناديا العصفور الذي استجاب للدعوة ووقف على غصين صغير
يحتفل بتحرر صديقه من أسر المستنقع وانتصاره على التيار..
قال العصفور..لقد بقيت فترة طويلة في البركة لاشك أنك تحبها..
قال الضفدع الصغير..لقد حدثتني ذات يوم عن عشك الصغير
وكيف أنك تحلم بإعادة بنائه..كذلك أنا لن أغادر هذه البركة
وسأحاول فعل شيء ما لتصبح أنظف وأجمل ..
في اليوم التالي كان العصفور يرمي لصديقه بذ
ور نبتة الحوذان المائية وهي نبتة جميلة جدا تزهر زهورا تشبه
الياسمين في شكلها ورائحتها..وكان النحل والفراشات يحبونها كثيرا
ويتمنون لو أنها تنبت هنا..
وأسرع الشرغوف فزرعها قرب حجره البارز..ومن يومها عرفت جيران المستنقع
أنه يمكن الصمود في وجه السيول وأن التعاون يصنع الجمال والخير للجميع..
--------------------------------------------
مع تحيات عبدالحكيم ياسين