لقاء في مرفأ الفراق
===========
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
التقيا في مرفأ الفراق .
كان يشهد من بعيد رحيل رفيقته رغما عنه .
وكانت هي تودع أغلي القلوب أو هكذا تصورت .
سالت دموعها
وترقرقت عبراته .
فمد ثري المرفأ يديه المخضبتين بدموع الأحبة ؛ فالتقطها .
أثمرت علي الفور زهرة اللوعة البنفسجية اللون ؛ ولم تلبث أن تفتقت عن طائر الأحزان !!
جلسا تحت جناحيه؛ فالتقت العيون الباكية .
هتف الطائر بها :
ماذا بك يا أبنة آذار ؟
استدارت ودمعهالم يزل يعطر الثري؛ فتنمو به حروف العشق المسافر ؛ واللوعة المقيمة ثم قالت :
يجلدني الفراق
يستحل مكنون مشاعري
يحتويني الأسي
لكنه لا يعبأبي
تقاذفت قلبي طموحاته
سافر هائما وراء الذهب والفضة
أغلق أبوب أحلامي وانصرف محطما هيكل الأشواق ومحراب الغرام وغرس جحيم الفراق في مقلتي ؛ فتذكرت أننا في الزمن الذي قيل فيه :
"انتهي الحب كما نعرفه
ودخلنا في زمان النرجسيه
يبست ذاكرة العشاق
حتي لم يعد
قيس يذكر اسم ليلي العامريه "

قال لها الرفيق :
لقد ذابت أوراق الورد في دمائك
واخضوضرت في حقول الربيع عيناك
ينأي الحزن عن قلوب تطوف بك
أو تتعلق ببريق عينيك
أو تطل عليهم استنارة وجهك بوميض البراءة العذبة
وأنت تفردين عليهم جنا من مودة !
ويأتي صوتك كهديل حمامة بيضاء هزها الشوق
أو كخرير الماء في جدول صاف
وهاهو طيفك يطاردني
قد أغادر الآن لكنك ستسافرين في كياني !!

اهتز طائر الأحزان وهتف بها :
لا تحزني
غدا تفيض السكينة علي رماد القلوب
فتخضر مشاعرها من جديد
وتولد القصائد الدافئة ؛ تمحو بشذاها الذكريات العجاف
فيولد القرنفل من جديد بين أضلعك
وتنمو سوسنة في فؤادك
وتظللك شجرة موزيأوي اليها نورس ما !!
فامنحيه النور والضياء
وسافري تحت جناحيه
وارهفي السمع لنبضات وليدة
من حب متيم بأوراق الورد في دمائك
واخضرار الربيع في عينيك
يجمع لك النجوم والمحار
وكل ما ابدع العطار
يشتاق اليك في كل ليلة أو نهار
مترقبا نظرة تحملها الورود والأزهار
معلنة انتهاء
ما ألم بك من اعصار
وأيام كانت بين الجنة والنار !!
وهز الطائر جناحيه من جديد هامسا لهما :
قوما معا
أمزجا الحروف بالألحان
ألا تعرفان
أن سكينة القلوب لا تكون الا بالأشعار
تشدو بها بين المروج الأطيار
وتتعافي بها الأفئدة في الأسحار
وتعود كما كانت
لا جحيم ولا نار !!
==========
حسام الدين بهي الدين ريشو
hossamresho@gmail.com