نعمة الحياة ذي الوتيرة الواحدة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أخي المسلم : كم تأففت من سير حياتك و تمنيت أن يكون يومك مختلفاً عن أمسك , أن يأتي بجديدٍ يلبي طموحاتك و غرائزك و ربما جشعك , تمنيت ذلك و ما عرفت أنك قد سهوت عن رؤية نعمـةٍ إلهية عظيمة , حباك الله بها و أنت لا تدري , هذه النعمة العظيمة هي نعمـة الحيـاة ذي الوتيـرة الواحـدة , أتتك تحمل في طياتها نعماً كثيرة , نذكر منها : نعمـة تدبير ما يناسبك من أمرك , و نعمـة استمرار النِّعم التي أسبغها الله عزوجل عليك , و نعمـة الحماية لك من الأسوأ , و نعمـة الخبرة التي تكتسبها و ما تحتويه من نعمـة ارتقائك العلمي أو الفني أو كليهما , و تقدمك بذلك عل غيرك في مجالك , و نعمـة وضعك الجديد المؤهب لك لتلقي نعماً جديدة , و نعمـة إمكانية إنجازك لأعمالك بسهولة أكبر من ذي قبل , و التي اعتدت عليها فأصبحت عليك أسهل , و كذلك نعمـة تكفير السيئات , و نعماً أخرى كثيرة . أخي المسلم : كلنا يطلب المزيد من النعم و لكن ليكن ذلك بشروط و هي القناعة و الرضا بما يقسم الله لنا بعد اجتهادنا بما أردنا , و ألا يكون ذلك على حساب شكر الله على النعم التي أنعم بها علينا , شكراً حقيقياً , باللسان و القلب و الجوارح , و لا تنسَ قبل ذلك و بعده و في كل حين أن تكثر من سؤال الله العافية . أخي المسلم : هذه النعمة التي هي مجال بحثنا قد تكون مرة المذاق كريهة الطعم و لكنها لا شك في أنها هي الأفضل لك , و هي نعمـة حقيقية بكل ما فيها من مرارة و سوء طعم , و ما ذاك إلا لأنها اختيار خبير حكيم , عليم بما يناسبك و بما يمكن أن يكون وسيلتك لبلوغ الهدف الأسمى ألا و هو رضوانه سبحانه و تعالى و ما يفيض عن هذا الرضا من جنان و نعيم . اللهم لك الحمد حمداً أبلغ به رضوانك الأكبر و عطاءك الأعظم و قربك الأقرب و جوارك الألصق و سعدك الأسعد و نعيمك الأنعم و اجتباءك الأكمل و مغفرتك الأتم و عفوك الأشمل و حرزك من كل ما أكره و جودك الذي لا حد له و لا حصر . الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 20 نيسان 2014 |
إن باب الحمد والشكر
هو خير ما نستقبل به أحداث الأيام واوجاعها وعطاياها مع تحياتي وتقديري |
اقتباس:
شكراً لمرورك و اهتمامك , رزقك الله طمأنينة القلب و راحة البال و سعادة الدارين . |
الساعة الآن 05:24 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.