منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   قراءة د. زياد الحكيم ل " شخصيات من ضيعتنا" (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1680)

ريم بدر الدين 10-03-2010 05:23 PM

قراءة د. زياد الحكيم ل " شخصيات من ضيعتنا"
 
قراءة د. زياد الحكيم ل " شخصيات من ضيعتنا"



في تقديري أن واحدا من أهم المقاييس التي تستعمل في الحكم على أي نص أدبي هو ما يتركه في النفس من أثر ومدى مطابقة هذا الأثر مع ما يريد الكاتب أن يتركه في القارئ.

هل النص مشوق؟

هل يصور خبرة إنسانية فردية أو جمعية؟

هل يبقى شيء منه في الذاكرة بعد أن نطوي صفحته ونذهب إلى شأن آخر من شؤون الحياة؟ وهل نحن أشخاص مختلفون لمجرد أننا قرأنا النص؟

هل نشعر أن كاتب النص على علم بالمادة التي يسجلها، وهو يسجلها بفاعلية وشوق كمن يوصل رسالة ائتمن عليها الى صاحبها؟

ليس ضروريا عندي أن يكون صاحب القصة عالما نفسيا ولا عالما لغويا . يكفيني أن يكون متشوقا الى رواية مادة قصصية لانه رأى فيها ما يثير اهتمامه هو شخصيا وتوهم ان فيها ما يمكن ان يلفت اهتمام بعض القراء. كل شيء آخر يأتي بعد ذلك: ربما يريد هذا الكاتب ان يشحذ لغته ويجعلها اداة اكثر طواعية واكثر تعبيرا. ربما يريد الكاتب ان يقرأ لكتاب كبار في العالم، ويتعلم منهم كيف يحسن اسلوبه ويعمق خبرته. ربما يقرر ان يعمل جاهدا على تحسين عمل حواسه الخمس فيجعلها اكثر حدة واكثر مضاء. كل هذا يأتي في المرحلة اللاحقة، وبالتدريج. وهو يأتي بالتأكيد اذا كان الكاتب كاتبا حقيقيا.

(شخصيات من ضيعتنا) نص جميل ومشوق . تستعمل الكاتبة فيه أسلوب المصور الفوتوغرافي الذي دخل القرية، وأثار انتباهه فيها شخص هنا وشخص هناك ، فرفع كاميرته والتقط صورة لمن أثار انتباهه. هو فنان، ويستعمل عينيه وأذنيه في الاتصال بالعالم الذي حوله، ويستعمل عقله وقلبه في تحليل بعض ما يرى، ويترك الباقي للقارئ ليحلله وفقا لخبراته. ويضع القارئ هذه الصور جنبا الى جنب فإذا بها صورة للقرية كلها. لا، بل هي صورة للمجتمع الانساني كله.

من يستطيع أن يقرأ عن سناء وينساها - وهي الفتاة الجميلة المقبلة على الحياة التي نجد نموذحا لها في كل قرية وفي كل مجتمع. تقبل على حياة واعدة بقلب يملأه الحب والانطلاق، ثم ينهار الحلم شيئا فشيئا ويذوي الجمال وتموت الآمال.

من يستطيع أن ينسى هدى التي تجد أن ضغوط القرية وتقاليدها أكبر من قدرتها على التحمل فتخرج باحثة عن عروس لزوجها. ليس هذا فحسب، بل هذه العروس تنجب لزوجها خمسة أبناء. وهي تقف وتتفرج على مأساتها دون أن يكون في قدرتها عمل شيئ على الاطلاق. فهذا قدرها، وعليها أن تقبل.

من يستطع ان ينسى القابلة التي ساعدت في انجاب ابناء القرية وبناتها دون ان يقدر لها ان تنجب ابنا واحدا او بنتا واحدة من لحمها ودمها؟ كم تحتاج هذه المرأة من قوة وايمان لتتماسك وتقف على قدميها في مواجهة العالم والحياة؟ ولكنها وجدت سلوى في انها اعطت دون مقابل، فهي مثال عز نظيره في البذل ونكران الذات.

ومن يستطيع أن ينسى العم أبو محمد، الرجل الثري والقادر والقوي. ماتت زوجته فانكسر شيء في داخله، وساء وضعه، ومات ليلتحق برفيقة العمر، فهو على موعد معها في العالم الآخر.

لنجمع هذه الصور معا. لنجمع هذه النماذج البشرية الواحد الى جانب الاخر. ألا نحصل على صورة لإنسانية عامة جامعة؟ ريم بدر الدين جعلت من هذه القرية الصغيرة عالما مصغرا يعكس العالم الكبير الذي نعيش كلنا فيه، ويعيش فيه أشخاص من لحم ودم: كلهم أبناء الانسانية.

مثل هذه الاقلام جديرة بالتشجيع، وهي بحاجة إلى من يكشف نقاط قوتها لتحقيق الافضل في المستقبل.

د. زياد الحكيم

أمل محمد 10-03-2010 05:37 PM

وما أجملها من قراءة يا دكتور زياد

و ( شخصيّات من ضيعتنا ) جديرة بكل ّ اهتمام

حقيقة ً كانت رائعة رائعة وممتعة ..

كل ّ الشكر لك ِ غاليتي ريم ~

وللدكتور زياد الحكيم ~

أحمد فؤاد صوفي 10-03-2010 09:39 PM


سلام كبير من القلب للدكتور زياد الحكيم المحترم

وبالطبع سلام كبير أيضاً لأديبة منابر الخير . .

فهي قد أمتعتنا بقصة جميلة ومملوءة بعاطفة الأرض والقرية . .

والدكتور زياد أمتعنا بتحليل واعٍ عميق . .

نتمنى أن يتكرر لقصص أخرى لجديته وأهميته في تقدم منابر

شكراً . .
وعلى الخير نلتقي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

احمد ماضي 10-05-2010 01:08 AM


استاذتي الغالية
الكبيرة
ريم
رائعة انت ِ كما عهدتك ِ دوما
شكرا
للدكتور زياد
على هذه الاحاطة المختزلة
التي جعلتني في قلب النص
محبتي


الساعة الآن 11:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team