منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر مختارات من الشتات. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   بسم الله رب التسعة عشر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1205)

هند طاهر 09-11-2010 12:54 AM

بسم الله رب التسعة عشر
 
بسم الله رب التسعة عشر!!!


يا موت اقصص رؤياك على إخوتك وأعدائك في آن معاً،
ولتكن أنت الراوي والرواية،
حدِّث كيف كتبوك على مزاجهم،
وكيف قصُّوا بالدم الحكايا،
كيف باغتوك،
أنت المدفوع بالأبواب كيف طرقوا بابك،
بم كنت تحلم حين قطعوا عليك رقادك،
هل كنت تكتب ورقة نعي باسمهم،
،

،
،

كان احتلال المقعد 8-دي يعني أن المقعد المجاور مشغولا برجل حسن الهندام، يفوح منه عطر غير كل العطور، و كأنه لم يسبق له أن تنشق عطرا من قبل بادر جاره بالسؤال: هل تشم مثلي رائحة الجنة ؟!
أجاب الرجل بسكينة محببة: إنها رائحة عطري. هو ذا العطر الذي أرتديه في مناسباتٍ كهذه. و استطرد قائلا: أتظنني لا أعلم أنك تردد "لا إله إلا الله" كونها غير منقوطة ولا حاجة لك لتحريك شفاهك حين تنطقها؟!
إنها تلك المناسبة التي تردد فيها هذه العبارة آخذا بتلك الأسباب، التي أرتدي فيها مثل هذا العطر !


الحديث يحلو حين توجهه لرجل أنيق تفوح منه رائحة الجنة، خصوصا حين لا ترى سواه حيا في كومة الأموات التي تتوسطها ! كلام الألم كمسحة لطيفة على وجه الفرح الذي لبسه مقبلا على ربه:

طاش كتاب واحد يجوز قليلا على الستمئة صفحة بكل روايات العالم في عقلي. فرأيت صفحاته عظاما يوما ما، فنُشز الكتاب فكُسي لحما فغدا رجلا يمشي على الأرض فاتخذته الآمر الناهي !

لا بأس عليك، أيّ اغتيالٍ كنت تعدُّ لنا حين انقلبنا عليك؟ ذبحة قلبية ، سرطان بروتستات بفعل التقدم بالعمر، أم كنت تبتكر طريقة فريدة تختلف عن طرقك المألوفة؟ لقد وقفنا في منتصف شريانك، وأنت اليوم لن تعدُوَ قدرك: قوة مأمورة ... قابعة بجانب مائدة الحياة تنتظر ما يسقط منها لتقتات ! لستَ مخيفا كما تعتقد، لستَ عتياً ولكن، كان لا بدّ أن نمرّ بك كمحطة أخيرة؛ القطارات دوماً أهم من المحطات !


سجِّل على جدران المقابر : التسعة عشر لا يقطنون هنا، لا حاجة لهم بالشواهد، المقابر مثوى الأموات، والحفر المسماة قبورا مساكن غيرنا، نحن الزهاد حتى في جنازة، ولتبقى الأكفان لك ... وارِ بها عورتك... فقد جردناك من رعبك ! هدِّىء من روعك، واقصص لنا عن أخبار المليار العرايا إلا من حكايانا !

عن أبراج التجارة : ربح البيع أبناء أسامة، عن الطرق مشتاقة لنعالنا، عن المطر يبحث عنا ليغتسل، عن المساء شريدا بلا عيوننا، عن منهاتن : (فخر عليهم السقف من فوقهم) !

عن الزناد الكئيب يحنّ لأصابعنا، عن أذان الفجر يستيقظ فيجدنا قد سبقناه لقيام الليل، عن أمهاتنا خنساواتٍ مثقلات بمرارة الفقد، عن آبائنا متوضئين بدموع الفرح ليلة الحادي عشر، عن المصاحف تمزِّق أوراق نعينا : (بل أحياء عند ربهم يرزقون) !

عن الريح تعرَّت من رائحتنا، عن الماء يستسقي بنا، عن بيوتاتنا ذهبت كالمجنونة تبحث عنا، عن ساعاتنا طلقت عقاربها، عن قذائف الآر بي جي المعتّقة نودِّعها : (وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى) !

عن قصائد دم اكتملت من غير كتابة، عن الربيع يمشي على استحياء من جمالنا، عن سجاجيد الصلاة تحفظ بصمات جباهنا، عن الطير يشتاق بكاءنا في الليل، عنهم الحيارى يبكوننا : (فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً ) !


اعتاد الأطفال أن يشاغبوا أهل الحي وقت الظهيرة فيطرقون أجراس منازلهم و هم نيام ثم يهربون، كانوا يهربون في كل الحالات؛ لم يهمهم أن يعرفوا إن كان أهل الحي استيقظوا/انزعجوا/غضبوا أم لا، كانوا يهربون فحسب بغض النظر عن النتائج..
،
،
،

أنا ما زلت أطرق تلك الأجراس كل يوم،
مذ هبط آدم و زوجه من الجنة !
و كنت أكفي الناس وعظا لكنهم لم يتعظوا،
من كل ألف حين أطرق كل طرقة كان يستيقظ واحد !
و لكنّ هذه الطرقة التي سنتشاركها أنا و أنت،
لا بد أنها ستوقظ الكثير، فاطمئن..

ذاك و أنك لن تهرب إلى أي مكان هذه المرة،
و أني سأستمر في الوعظ بعدها إلى أن أُذبح كبشاً يوم القيامة..


راااااااق لي

عبدالسلام حمزة 09-12-2010 10:22 PM



الأخت هند طاهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الله سبحانه وتعالى قد تعبّد المسلمين باتباع شرعه , ولا يمكن أن يبتدع أحدا ً في دين الله , ثم يطالب المسلمين باتباع بدعته , أو ينعتهم كما يحلو له

لأنهم لم يتبعوه , الغلو في الشرع هو نظير التقصير , كلاهما الحياد عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ونحن لنا حقوق وعلينا واجبات , وعلى كل منا أن ينظر إلى نفسه ويبدع ضمن مسؤولياته , فالحاكم , حاكم , والمحكوم محكوم

لكي لا تختلط الأمور وتعم الفوضى , والأمة الأسلامية أعظم - عندالله - أن تحصر في أشخاص

وعلم الغيب عند الله في مصير من يموت , أكان من أهل الجنة أم النار

ولكن حذار من الغلو في دين الله , ثم محاسبة الناس لأنهم لم يغال ُ

هذا ما أحببت بيانه , نسأل الله الإخلاص وموافقة السنة في أعمالنا كلها إنه سميع قريب مجيب

شكرا ً لك

ناريمان الشريف 09-16-2010 04:53 PM

رائع ما راق لك أيتها المستشارة
أنتظر المزيد


تحية لقلبك ... ناريمان


الساعة الآن 07:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team