|
أمي
أفنتْ لأجلك حسنَها وشبابَها وفدًى لعينك أتلفتْ أعصابَها وسقتك ماءَ عيونها مسرورةً بعنائها لم تشكُ مما نابَــها حملتك كرهًا دام تسعةَ أشهرٍ وهنًا على وهنٍ أطالَ عذابَها تجدُ المتاعبَ في رضاك لذيذةً وتكادُ تفقدُ إن ألمتَ صوابَها لازلت أسكبُ دمعتي متحسرًا وأتوقُ لو أني شممتُ ثيابَها قد كانَ يرضيها القليلُ فليتني أعطيتُها عمري ونلتُ ثوابَها يا حسرةَ الأيام يا أماه كم من نعمةٍ لم أحسن استيعابَها يا حسرةَ الأيام يا محبوبتي لم ألقَ بعدَك في وفاك مشابَها يا حسرةَ الأيام كم أروت فمي فرشفتُ منها ما ألذ شرابَها يا جنةً لم أرعَ حق ودادها كم كنتُ أخشى في الحياة ذهابَها من نور عينك أستمد عزائمي فتهونين وعورَها وصعابَها لم ألقَ من يحنو عليَّ كقلبها فطفقتُ أبكي كالصغير غيابَها وتغيرت من بعد موتك حالتي ظمآنَ يتبع في الحياة سرابَها وتبدلت دنياي بعدك شدةً فعدت علي وكشرت أنيابَها وغدت صروف الدهر تنهشُ من دمي فطفقتُ أزجر كلبَها وذئابَها نفسي تذوبُ إذا تجدد ذكرها يارب فاجبر كسرَها ومصابَها أملي بأن ألقاك بعد فراقنا جعل الحياةَ هنيةً وأطابَها سأظل أدعو الله معتذرًا لها فعساه يجعلُ للجنان مثابَها يا رب كانت جنتي ففقدتها والحزنُ شتتَ همتي وأذابَها يا رب فارحمها كما تعبت معي واجعل إلى دار السلام مآبَها يارب هب أمي مقامًا عاليًا في جنة الفردوس يا وهابَها يارب واجزِ حبيبتي خيرَ الجزا يارب واجعل باليمين كتابَها |
الام تعتني بنا وهي حية وتجعلنا مبدعين ان هي انتقلت الى الدار الآخرة وتركت فينا جروحا تنزف شعرا والما وابداعا . قصيدة جميلة جداً جداً اصفق لك استاذ على هذه المشاعر الطيبة وهذا النظم الجميل. * |
شكرً أخي أيوب وبارك الله فيك، سعيد بتثبيتك القصيدة.
|
اقتباس:
حين ذهب الصبي فاقد أمه إلى الصيدلي فسأله الصيدلي : ممّ تشكو ؟ وأي دواء تريد قال الصبي : أريد أصابع أمي ! لا تنس أن تقبّل أصابع أمك كل صباح ففيها بركة اليوم كله ولا تنس أن تطيل النظر في وجهها .. فالنظر في وجه الأم عبادة أشكرك .. لأمك ولكل أم تحية |
قصيدة أمي .. نظمت علي غرار عروض الشعر العربي .. من بحر الكامل ( متفاعلن - متفاعلن - متفاعلن ) مع إستخدام الزحافات : مسْتفْعلنْ - مفاْ علنْ - و قد ابدع الشاعر - لله دره - في استخدام عروض الشعر بصوره جيده و ممتازه .. و القصيدة ذات مضمون جميل : تمثل في وفاء الإبن لأمه .. و قد أجاد الشاعر سياق معاني الحزن مما جعلنا نبكي معه تلك الأم الحنون الرؤوم .. رحمها الله أخي و ألهمكم الصبر و السلوان في فقدها .. و قد استرعي انتباهي البيت : ( من نور عينك أستمد عزائمي فتهونين وعورَها وصعابَها ) لفظة ( فتهونين ) تحد من انسياب القصيدة .. و تعرقل مسارها السلس .. لو أن الشاعر عدل فيها قليلاً لكان أفضل .. كأن يقول : فيهون عليا وعرها و صعابها .. و القصيدة في مجملها ممتازةٌ في تقديري و شكراً .. |
رائعة..رائعة...رائعة
أحسنت وأجدت... لله درك...ورحم الله أمك |
| الساعة الآن 03:30 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.