منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   <<< على جدار يوم مكسور >>> (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=661)

جيداء عبد الرحمن 08-29-2010 04:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الناجي (المشاركة 13036)



** على رصيف الدنيا ..
* قصيدة بُترت معانيها , فباتت مجرد خواء يصم الذهول ..
ننزف المداد ونتمنى لإبداعنا صحة خالية من السقم ..

* صبحٌ أبكم الضوء أجش الهطول ..ويتمطى بخمول ..
وأصابع الشمس راجفة تنسج السخونة وتماطل الشروق ..لولا نسمات أقبلت مع قطيع الأفق وصخب الفوضى ..
لبات النهار كسير الملامح على طرقات الدنيا ..

* يتسكع ظل بلا جسد .. وخطاه هشة الوقع رتيبة كدبيب الصمت ..
يستند حينآ إلى عمود النور .. وحين آخر يتلمظ بالقهر وينفث الغضب ..
ينتظر طويلا جسد يمسك بتلاليبه ..
وحين تتوقف الأبدان عن العبور ..
يتلحف بالرصيف ويغفو حتى تسرقه شمس الصباح ..

* أمسي كائنا غريبا .. ملامحه من شتات .. وأصابعه تتعلق بكف مرتجف ..
والعالم يبدو متقزما أمام عملاق الصمت ..

* فأل يتسول المارة إقبالآ على بعد خطوة من القلب ..
وأنين الطرقات ألجمته نسمة جاءت تركل الصمت عند البيت المهجور ..
أما الجدران فكتفت ذراعيها وزمت شفتيها حنقآ لارتباك الأقدام وتسكعها ..

* ثمة سؤال يحمل جراب دهشته , وينظر مليآ في الوجوه العابرة ..
كان يفتش عن قسمات لا تجيد إلا الصدق ..

* تكومت قطة بجانب الجدار هزيلة .. تعبة .. جائعة ..
حين أقبل الطفل منفلتآ من يد أبيه وينظر إليها مشفقآ ..
أخذ يطعمها من شطيرة كانت بيده , ويمسد بكفه على جسدها النحيف ..
ولكن صوت غاضب زجره عن فعل ذلك ..
فرمى شطيرته ولمساته الحانية ونظرته المشفقة أمام القطة ومضى وراء الرجل إذعانا له ..


الرائعة سحر ناجي

لحرفك الزخم والرقي فهو زاخر بجميل الصور وروعة المعاني

لك كل الخير

ايوب صابر 08-29-2010 12:11 PM

** على جدار يوم مكسور

تكمن تفاصيلنا وحراك الوقت من حولنا .. أفكارنا .. مشاعرنا .. انفعالاتنا .. على جدران أيامنا التي تفوح بروائحنا النفاذة بفعل انصهار الذات مع طوارئ الواقع ..
فنمكث كقطيع من الثمار المبعثرة على رصيف الدنيا وتتراص حولنا أبخرة الترقب فينا بينما القمر يطل علينا من فوهة السماء نافثآ بالضوء .. بانتظار فجر جديد ..
وغالبآ لا يمر يومنا دون صخب , لا بد لجداره من أن يُخدش بمعول همومنا المتوالية على جبين النهارات حيث الليل يبرح مأزق آخر لأمنياتنا المشتتة ..
وما الذي تجنيه قلوبنا حين تلملم خيباتنا من أزقة الروح وتدسها في ديباجة للألم لتحيك لرأس متصدع بالضجيج وسادة خاوية ..
ما خاتمة تلك الدوامة التي تبدأنا منذ عهد الطفولة وحتى نغادر الدنيا ولا نعلم مآل مصيرنا .. سوى أن نتشبث برداء الفأل بأن القادم أجمل ..
ثمة هشيم /وخيم / سقيم / وحميم ... ينزلق رويدآ كخطوات مكورة تتدحرج صوب كوخ مهجور ويتربص به الخواء في أودية سحيقة من الروح ..

دعونا نغوص في نصوص سحر الناجي هنا ونحاول التعرف على مكنونات صدرها من خلال ما تقوله:

هذه أول مشاركة لسحر الناجي، وتشير فيها سحر إلى أن ما نبوح به على الجدران بفعل انصهار الذات مع طوارئ الواقع ( الأحداث ) يمثل في الحقيقة تفاصيل ما نشعر ونفكر فيه ويشمل ذلك انفعالاتنا، وأفكارنا ومشاعرنا.

سحر تدون هذه المشاعر والأفكار والانفعالات على جدار يوم مكسور... فما سر انكسار ذلك الجدار؟ ولماذا اختارت سحر أن يكون الجدار مكسورا؟

ها هي تقف منتظرة على رصيف الدنيا منتظرة فجر جديد.... ذلك لان أيامها مملوءة بالصخب ولا يكاد يمر يوما دون ذلك الصخب....الذي يتولد من خلال تراكم وتوالي الهموم. تلك الهموم هي التي كسرت جدار اليوم الذي اختارت أن تكتب سحر عليه مكنونات صدرها وهمومها ومشاعرها.... ولكن الليل ليس بأفضل من النهار فهو يمثل مأزقًا آخر للأمنيات المشتتة عند سحر.

وها هي سحر تبدأ البوح على ذلك الجدار المكسور ..تبث على سطحه شجونها...تلك الشجون التي تمثل خيبات أمل تكدست في أزقة الروح...فكانت سببا للألم الذي أدى إلى رأس متصدع بالضجيج...لا يجد وسادة يستريح عليها... فحتى الوسادة خاوية..

وتتساءل سحر ..لكن ما خاتمة تلك الدوامة من الألم والصخب والهموم؟ والتي تبدأ منذ الطفولة؟ وتمتد عبر السنين وحتى نغادر الدنيا دون معرفة مصيرنا في الآخرة؟ ذلك المصير المجهول الذي لولا فسحة الفال والأمل بأن القادم أجمل... لكان هو أيضا مصدر قلق والم إضافي لكل هذه المآسي التي تملأ حياتنا من الولادة إلى الممات؟

ماذا تحاول سحر أن تقول هنا؟
هل تعبر سحر عن قلقها الوجودي؟
أم أن ثمة مصدر آخر للألم يعصف في أعماق الروح؟
أم أنها تسجل سيرة حياتها التي تتمثل بمسيرة الم وصخب منذ نعومة أظافرها والى ما بعد الموت؟

و هل هذا القلق الوجودي هو سبب ذلك الهشيم الوخيم السقيم الحميم الذي تشعر به سحر وتراه ينزلق بحركة دائرية وعلى شكل كرة فلا يتوقف حتى يصل إلى أعماق الروح تلك التي تشعر بالخواء والهجر والوحشة والوحدة؟

الجميل أن سحر قررت أن تكسر جدار الصمت وأن تبوح بمكنونات صدرها وان تخرج وتسجل آلامها ومآسيها ومخاوفها وقلقها الوجودي على جدار...ولو كان ذلك الجدار مكسورًا هو أيضا أو مهشم بفعل الألم.

وتلك شجاعة نادرة وهي خطوة مهمة للاستشفاء أو للتخلص من ذلك القلق الوجودي الذي يعصف بنا جميعا فيتحقق السلام الروحي...فلا يعود الرأس متصدعا بالضجيج...ويمكن عندها أن نغط في نوم عميق ولو على وسادة خاوية أو مصنوعة من الحجارة.

صحيح أن سحر فيما تسجله هنا تصور الحياة بدوامة الم متواصلة، حياة يملؤها القلق ...لكنها تستدرك وكأن لسان حالها يقول أيضا كما قال المتنبي:
أعلل النفس بالآمال ارقبها .... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وها هي تبث وترسم آلامها على جدران الحياة لتكرس الأمل..

خالد الزهراني 08-30-2010 04:35 AM

الأديبة والاعلامية الراقية سحر الناجي
موضوع رائع جدا وبعد إذنك سأشارك بنقل خاطرة جميلة للشاعرة كوثر :

تراك تعودْ
نثرت على دروب العمر حقلَ ورودْ
حملت الجرحَ في صمتٍ
وجبتُ أزقة الذكرى
أسائل كل خاطرةٍ
وأسأل كل عابرةٍ
أما قد أينع الوعدُ
لنقطف كل رائعةٍ
أضاع جمالها البعدُ
تراك تعودْ
بإعصار من الأحلام والشوقِ
فتعصف في رؤى عمري
تزيل رواسب الهجرِ
فإني يا منى روحي
أموت إليك من توقي
تراك تعودْ
تجيبُ تساؤلَ الساعة ْ
أمن يبكي لأيام
كمن يبكي على الساعةْ
سيحكي الوقتُ حين رحلتْ
ملأت معاطفي وردا
سقيت القلب أحلاماً ونهر وعودْ
وقلت تعودْ
تراك تعودْ
لتسبح في مدى شعري
وتبحر في الدجى الأجملْ
فإن ثارت رياحٌ من هوى قلبي
فلا تجفلْ ولا تذهلْ
فبحر مشاعري مثلي
يجن عليك إن ترحلْ
تراك تعودْ
لتطرد كل أشباح الدموع بمشعل الفرحِ
وتنثر شعرك العذبا
تعيد طلاء أحلامي
تعيد صفاء أيامي
سأنطر قرب ساعتنا
وأنظر صوب سدرتنا
لعلك نحونا تدنو
لقوسٍ قاب أو أدنى
تراك تعودْ
لماذا فوق جسر الجرح تتركني
لأعبر فوق أشلائي
وأكره كل أشيائي
لماذا يا ترى تجرحْ
أتعشق لون أحزاني
أتتركني جريحا ثم تنساني
سأكتم جرحك الرائع
وأمضي رغم أحزاني
كنهر ورودْ
أقول لكل عابرةٍ
"عساك تعودْ"
"عساك تعودْ"
منقول عن الشاعرة الكريمة

سحر الناجي 08-31-2010 05:41 AM



* حساب .. على صفحة الأيام
قال محمد الجيلالي :
ما لك يا نفس ترتضي..
عصرة القلب في دعة و سكون
أما كان ممكن يوما..
أن تبكي ولو مرة
دموعا ملأ الجفون
التوبة لمن يستغفر دوما
و يحسب ألف حساب
لغدر العيون
ولما شب القلب على المعاصي
سار قاسيا تملأه الضنون
فكيف لها بمطهر
يمحو صور الخلاعة والمجون
وينضح فيها بعطر
يحيي الحيارى
ويصنع ترياقا للجنون
...
وأقول :
توقف .. يا سليل الكرام .. ياناكس راية الأوهام ..
أيها المار ورعآ ..
في كنف الكمون ..
يا فارس الحيرة ..ومسدل للخوف ضفيرة ..
يا شامتآ بالخطايا ..
على كتف الظنون ..
ترقب رحمة لا تنجلي ..
بعد زفرات ويحها تصطلي ..
بسيل من ماء القلب ..
بغيث العيون ..
لن تبرحك آهاتك .. صخب شتاتك ..
لن تطهرك غير حساباتك
قبل الرحيل .. في موت الأصيل ..
وعلى أكف .. ومتون ..
غياب جميل
فتحلو المنون

جيداء عبد الرحمن
ملاذ للضوء باتت مساحتي ..
والعشب فاض اخضرارا .. تحت وقع مرورك الأبيض .. وتغنى :
بعذوبة حرف لا تليق إلا بكِ ..
وردة كالشمس لقلبك ..
,,,,,,,,,,,,,,,

سحر الناجي 08-31-2010 05:46 AM



** بين حناياي
* أهاتي .. سرمدية المكث ..
أهة تتعلق برداء الروح ..
وأخرى تجلس بعناد على كرسي القلب ..
ومن خلف ستار الخوف .. تقبل آهة فزعة وتلوذ إلى حجرة الفأل ..
لتدس وجهها في صدر الشتات ..

* أغتسل بقطرات لؤلؤية من بياض هذا الصباح الرمضاني ..
أرمق السماء المتناثر عليها بضع غيمات براقة ..
وألهج بترتيل الرجاء : بأن يكون نهاري بخير ولا يجنح للظمأ ..

* وهن الطيش يلتصق بذهني الذي ينوء بتيه وتعبث به أصابع الألم ..
في هنيهات القهر .. هكذا أكون ..
مجرد طفلة تتسول البراءة والفرح ..

* أتوخى الغثيان وقد غمرتني أنسام تلطخت بروائح النفور النفّاذة ..
كل هذا بفعل الجو الغائم بالهول ..
لأن الخريف أخلف موعده معي

* ربما .. لعل ..أو .. قد يكون ..
لطمات للظن تجول في جوار رزانتي , وتنهض أطياف للزيف ..
تصفع هدوءي .. وتغيب ..

* زفرة كسيحة تمسك بطرف لساني .. تستجديني الخرس ..
وترجوني أن أكظمها مع أنفاس الغيظ ..
كي أغط في الراحة ..

* على كتفي تتبعثر شعرات ساقطة من الليل ,
وعنقي يحاول أن يبعدها بإيماءات ساخطة ..
طوء النور ..

* ذاكرتي اليوم مثقوبة ..
سقطت منها ذكرى أليمة جعلتني أخيط الجرح بقسوة ..
حتى صرخت الروح .. وأمسى القلب غريب الأطوار

خالد الزهراني ..
شكرآ كريحانة تفوح بالعرفان ..
لبصمتك الرائعة
تحيتي
,,,,,,,,,,,,,,,,,

عمر مسلط 08-31-2010 12:21 PM

... بين التصريح والتلميح ... يَبوح همسكِ بِفراغِ " نفس حائرة "...

وحينما تَكبر التساؤلات ، تحاولين أن تَستَنطقي الطبيعة ...

حباً فيها .. وهروباً أليها ...

لأن في حركاتها وسَكَناتها .. إبداعٌ إلهي ..

فَتَستبدلين القلق بِِسكون القلب ...

كي تهدأ النفس .. في سجود سَرمدي ..

فَتُهدهدين أحلام وسادتكِ من جديد ...


... سحر الناجي /

حرف متألق مبدع ...

أتمنى لكِ الخير ...

سحر الناجي 08-31-2010 09:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مسلط (المشاركة 15176)
... بين التصريح والتلميح ... يَبوح همسكِ بِفراغِ " نفس حائرة "...
وحينما تَكبر التساؤلات ، تحاولين أن تَستَنطقي الطبيعة ...
حباً فيها .. وهروباً أليها ...
لأن في حركاتها وسَكَناتها .. إبداعٌ إلهي ..
فَتَستبدلين القلق بِِسكون القلب ...
كي تهدأ النفس .. في سجود سَرمدي ..
فَتُهدهدين أحلام وسادتكِ من جديد ...

... سحر الناجي /
حرف متألق مبدع ...
أتمنى لكِ الخير ...

عمر مسلط ..
وبين غمضة عين وانتباهتها , أجد حرفك هنا سيدي كفجأة فرح ..
أمطرني حضورك بالإطراء , فلجمت القلم عن أن يجاري لباقتك ..
وليتني أكون كما تظنون , وليجعلني الإله حبيسة أمنياتكم المتوسمة بي خيرآ ..
مرور كشهاب أبيض .. سطع في حدقي ومضى
شكرآ كبيرة أيها الرائع
تقديري

سحر الناجي 08-31-2010 09:59 PM



* بقايا دموع .. كانت هنا
متدلية ..
معلقة بوجه .. اكتساه الشحوب ..
محيا يصفعه السفر ..
وهدير الجدر ..
وذكرى الهروب ..
كالنزف قطراتك ..
تكتنزها عبراتك ..
إذ تنهمر وجعا ..
كثيفة لزجة .. مزجة ..
أو أنها غيث .. عبرة ليث ..
تبعثرت على الصخور ..
مغروزة في رئة الجحور
في جوف اللظى ..
أو قيعان الدروب ..
على نشيج الغروب
يستنبت الحنين ..
وتمرد الأنين
الأهداب .. وشهقة .. ووتين
وخواء السنين
وتأفف يقف على الهضاب
حتى تلعثم السراب ..
ليس وحده يحتويك
ليست القروح ولا الجروح
التي تنهيك
ولا الأطياف
أو السر الدفين ..
بل همسات بين متاعك ..
هي زادك .. هي وردك الثمين
همسات .. تمتمات ..ويحها
تهذي بين طيات ذاتك
وتكفن للغد رفاتك ..
ذات وصول
وحلول
إلى ختام الآثمين
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

سحر الناجي 08-31-2010 10:01 PM




* وافد كلي .. وحفنة ذهول
قال وليد غرز الدين :

أتيت سيدي؟
أتعلم ؟
كادَ النهار أن يذوب
وكانت الريح
تلهو بصلصال الجسد
و الرمل جارحا ً
واللظى.
قال لهم متمرد :لاتخشَوه ,
فاطمأنوا .
هطلت َبعيدا ً
فبلـّلني نداك
وصار ماؤك يراقصني
عيناي
استقبلته أولا ً
أتعلم ماذا فعلتا؟
مذهولتين تفتـَّحتا
مذهولتين !
روَّاني حتى نصفي
فاشتهيت ديارك

وقلت :
أجل .. والمدى بات مبتور الغموض ..
إليك شتاتي
رويدك
صوت سقط من بحة
مجنونة
وكاد اللسان أن يتعجرف
وكانت الأنفاس
محمومة
فجاء الظل
عابسآ
يغتاب الشمس , ويعاود التجول
قال الظلام :
هبوه مخبولا
عيناك يشي بها الذهول
ومن بللك بمكثه
ككأس مقلوب
يفرغ حبات الماء الواجمة
ويقشعر بزرقة
معلنا الإنكسار
وثورة الشظايا
,,,,,,,,,,,,,

سحر الناجي 09-03-2010 09:52 PM



* عُد إلي .. يومآ
لن أستبيح الخواء ..
فالنهر الهادر على ميناء قلبي لا يجيد غواية الصمت ..
ولا واعز لأظفار الوهم وإن أشهرت تمتمتها في شرودي الساذج ..
أجول في أزقة الروح التي خدشها رحيل خطاك .. حتى تلفحت بصمت أخرس ..
أتكوم على كرسي منهك الظهر , واختلس الفأل من خلف جدار الزمن ..
هاكَ .. جرحي :
مذ أتخمت حيزي بهطولك العذب .. مذ أن أسقط النساء من جوارحك لأجلي ..
وأنا أرقب الغيوم علها تحمل الغد إلي مترفآ بالفرح ذات مطر ..
مضيت وغبت , وقبل أن تأفل من أفقي نجمآ بهيا قلت لي :
- موعدنا على طرقات السفر ..
ولكن جناحي مهتوك القوى ولا أبرح إلا برتق الروح الماكثة بالوهن ..
والأرصفة التي تنتظر لقانا , هاهي تلملم امتدادها وتدخره لحلول آخر ..
إرحل وحيدا .. ولكن عد بخير ..

سحر الناجي 09-03-2010 09:57 PM



** سحقآ ..

لأبرهة الأشرم وزبانيته من رواد التدمير ..
ولظلالهم التي أكلت أرصفة هذا الزمان ..
وامتدت إلى قاع الكياسة ..

* سحقآ .. لوسوسة تشيح بوجهها عني ..
لأنها أوعزت لي " بأنكِ تعبة , وليس على المريض حرج "
فأعاندها بأن أبتلع ريقي , وأضم الصوم إلى أورتي لأقطع به النهار ..

* سحقآ .. لهارون الذي فرح وعاث في النفوس غطرسة ..
وليت كل هاروني متمخض في الكبر ..
تزجره " إن الله لا يحب الفرحين "

* سحقآ .. لأزيز العنب حين يتكور بالحصرم ..
حموضة تتجلى على اللسان وتلدغ الحواس بلعاب ممطر القرف ..
والجوف يصطلي من وافد الكرم الحارق ..

* سحقآ .. لمرآة تحتسي وجهي كل صباح وتلتقم خصلات متمردة من وجومي ..
وحين أستدير إلى مكب وحدتي ..
يعمها الغبار وكأنها لا تراني ..

* سحقآ .. لبحة الهمسات التي تأكل الوجوه بغيبة مارقة ..
لدعاة الرذيلة والإنسلاخ عن شطر البياض ..
للمذعن لكُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ منّاعٌ للخير معتد أثيم ..

* سحقأ .. لتاريخ قد خلا من قاماتنا .. وبصماتنا ..
لعصر اقتات على مجد كان يومآ لنا

* سحقآ .. لأصابع تحيك الدسائس في غفلة عن البياض ..

* سحقآ .. للمدينة التي ابتلعت الأرياف وعضت عليها النواجذ ..
ونهضت الأصابع من رقادها تحيك الدسائس في غفلة عن البياض ..

ناريمان الشريف 09-03-2010 10:12 PM

على جدار عمر مكسور

تتهلل أسارير الفرحة على وجه الحياة كثيرالتجاعيد
.. وترفل السعادة بثوب قصيرلا تكاد تسترللعمر عورة

على جدار عمر مكسور
يتألق الحزن ويتأنق بأجمل حلله ويلبسني من قمتي إلى أخمصي
فأحاول أن أبحث ثغرة للهروب ولا أستطيع

من القلب تحية

..... ناريمان

سحر الناجي 09-05-2010 03:54 AM



* حراك أرعن ..
في الطريق ..وتغتسل الأقدام بصخب الرصيف ..
تخلع صراخ الأحذية .. وتربت على الأقدام الباكية بركلة باسمة ..
والوجوه المتوارية وراء نظارات سوداء ..
كانت تبحث عن العناوين الضائعة في الأزقة ..
في الدرب ذاته , رفعت الصدفة لافتة مبهمة ..
ربما المصير وحده , جلس على مقعده غير مبال
بينما أرواح تنهض من أتون الجسد وتلوكها الذكرى ..
وذكريات معصوبة التفاصيل وتمسك بيد النسيان ..
أشياء وأشلاء ..
سواسية لا تقبل الإنشطار وتجزئة الكلل كمن ينحر عنق التعب بسكين مخمور ..
والنعاس تعويذة شهية للعيون وعلى الهدب رجف مهدهد الخمول ..
وذات غفلة ستنتحب الأجفان .. وتتضرع .. للنوم القابع في المدى ..

سحر الناجي 09-05-2010 03:58 AM



** فوضــــــى
اشعر بالفوضى تجتاح اوصالي ،
ورويدا رويدا تملأنى..فتبعثرني وتشتتني
فوضى تدب جنباتي ، تعلن ثورة لاتهدأ ولاتستكين
الملامح تبدو باردة برودة الموت
والجسد هامدا خاضعا لقوى العقل والمنطق
ولكن الأحساس بداخلى يئن ، يحتضر
ويجاهد
فى تجميع شتات نفسي
امور كثيرة حولي
احداث تناديني للقيام بدوري
انساق فى دوامة يومي
من عمل الى آخر ، و وضغوط حياتية
مشكلة تلي الآخرى
ادور مع عقارب الساعة منذ أن
افتح عيني على اعتاب الصباح
الى ان اغمضها مع خيوط الفجر
ابحث عن نفسي فى خضم كل هذا
احاول جاهدة ايجاد مساحة صغيرة
التقى فيها اجزائي والملم اشلائي
وأحاول اقتناص اوقات مسروقة من الزمن
امارس فيها لعبة الهروب من القلق المدمر وديمومة التوتر
التمس الهدوء والسكينة بين جنبات كتاب أقرؤه
أوبين سطور يذرفها القلم دموعا من آلام النفس واهات القلب .
منقول عن سامية الحرف

سحر الناجي 09-05-2010 04:08 AM




** لو كان الأمر بيدي ..
لصافحت تعب الكراسي المرتكزة على الجدار الضاج بعبث الزمن ..
وصحبتها إلى حجرات يكسوها خشوع الصمت ..

لو كان الأمر بيدي ..
لمرغت أنف الجنون في الوحل , ولتظاهرت أن الرمال تنبت بتلات الري في الصحراء ..
وأن النجوم تدنو من الأرض إلى حد أن نلمس وجنتها ونقرصها بسعادة ..

لو كان الأمر بيدي ..
لرجوت الشمس أن تخفف قيظها الحارق المسلط على وجه الأرض ..
لجعلت القمر أقرب قليلا إلى الأرض ..

لو كان الأمر بيدي ..
للقنتُ الأرق درسآ لن ... ينساه ..
ولأعلنت الهدنة مع زائر المساء وسيد الراحة : النوم ..

لو كان الأمر بيدي
للثمت ُ جبين أمي الغائب قي مسافات السفر ..
وطلبتُ منها حفنة من الرضا , ألج بها باب الجنة ..

لو كان الأمر بيدي ..
لقلعت أسنان الليل حتى لا يفترس أضواء الحلم ....
ولأمرت الربيع بالتجمد على شواطئ الزمن ..مع رفيقيه الخريف والشتاء ..
حيث لا مرور للصيف ألبتة .. بين طرقات الدنيا ..

لو كان الأمر بيدي ..
لخففتُ عن الشمس سكراتها ومسحت عرق احتضارها ساعة غروب ..

لو كان الأمر بيدي ..
لدسستُ بدهشتي في وعيك يا أنتَ ليستطير فرحك ..

لو كان الأمر بيدي ..
لجعلت الريح تتقن الهدوء على رصيف صاخب ..

لو كان الأمر بيدي ..
لأوقفتُ ذاك اللهاث الأرعن من أرصفة الدنيا ..
وراء القشور الزائفة .. والأقنعة الكاذبة ..

لو كان الأمر بيدي ..
ما تجرأ السراب على استيطان الرمال ليكون دسيسة العين ..
ولا هذيان قلب ينتظر الفأل ...

لو كان الأمر بيدي ..
لأيقظتُ لحظاتي الغافية على صدر الذكرى ..
ولألجمتُ بقايا روائح تنسل من حدسي ..
كي أتحاشاك ...

لو كان الأمر بيدي ..
لبقيت ساجدة لله , لا أرفع جبيني إلا في حضرة الديان يوم الديمومة العظيم ..*

سحر الناجي 09-06-2010 05:42 AM



* عزيمة بساق واحدة ..
قال الرجل الأعرج بإصرار وكأنه يجادل نفسه : لن يحول شئ بيني وبين السفح ..
صاح الغلام : ولكنك بساق واحدة ياأبي , ولن تتمكن من الصعود ..
أجاب الصبي ببرود : بلى يا بني سأقدر والعون من القدير ..
هنا زمت زوجته الدائمة الشكوى شفتيها وعلقت بامتعاض :
- إنه يحلم .. , دعه يعيش أوهامه . ولنذهب نحن العقلاء إلى السوق .. إلى عالمنا الحقيقي ..
وتركته فاغر فاه بعد أن صفعت الباب خلفها بقسوة ..
بعد عام واحد من هذا الموقف , كان يتجمع أناس كثر حول المنزل الذي طالما عج بالصمت ونأى عن الضجيج ..
أناس من كل صوب وحدب ينسلون .. وعربات , وجماعات إعلامية .. وغيرهم ..
سأل أحد الصحافيين الرجل الأعرج :
- كيف استطعت رغم عاهتك المستديمة أن تبلغ قمة الجبل الكبير ..
تنحنح الرجل بزهو وقال :
- إنه أمر بسيط ..
سأله الصحافي باهتمام : كيف ؟
التفت حوله مبتسمآ وأجاب قائلآ : كل ما عليك فعله هو أن تملك عزيمة وإيمان مطلق بقدراتك ..
ثم أشار إلى زوجته وأردف : وأن تكون لديك زوجة منغصة دائمة القنوط , تحثك على الاستسلام وتثنيك من عزيمتك ..
وضحك وهو ينهي حديثه : فكلما تمادت هي في الإقلال من شأنك , كلما زاد التحدي لديك لتخيب ظنها ..
وهذا ما فعلته أنا ..

سحر الناجي 09-06-2010 05:45 AM



** بين دفتي الشتات ..
ذات هول .. لن أذوي .. أو أتلاشى ..
لن أتهاوى ..
كنتُ صفصافة , تبتسم للريح ..
تغوص جذوري .. في لحود ذائبة .. وأجساد بالية
في تراب قبيح ..
تطير أوراقي .. تنطق غضبآ ..
تتيه حولي شرقا وغربا ..
تلوح إلى الشمس وتستريح ..
كنتُ ريشة تدندن ..
أجراس تجلجل ..
كنتُ خوفآ ..
في ظلمة الضريح ..
وكانت النملة تسير على الكثبان ..
والخزامى غريب العطر ..
يلهثُ متعبآ .. عطش الأفنان ..
صرخت في وجه الغروب .. نفورا ..
أمسكت بياقة النهار ..
توعدت ذاك المترب , غريب الأطوار ..
أجل .. أنذرت الغبار ..
ورفرف نجم على رأسي ..
وقالت فراشة الروض :
أسكبوا ألحان .. بندى الهمس ..
استحموا يا كائنات الليل ..
بقوس قزح .. بشهية الرجس ..
على التلال .. تركت إدراكي ..
وعدت خاوية ..
طاوية ..
إلى عود الأراكِ ..

سحر الناجي 09-06-2010 05:47 AM



** نجوم .. على جدار الكون
قال الشاعر عمران العميري :
نجم تلألأ وسط سمائي .. نجم .. كشهاب يطرق الفضاء
يسطع لمروره كثيب ووادٍ وبيداء
نجم بدا وتجلّى , وبالبهاء تحلّى
دخل مجموعتي الكونية أو دخلت أنا مجموعته
خلسة أو علانية
نجم وقطوف أنوار دانية .. أجهل كل اتجاهاته
يحمل أجمل السمات ويمنح للحياة حياة
يحمل قلبي ويضعه في الشتات
إنه للذوق متكأً ....... وللأنس اسما .....و....رسما
بهي الإطلالة
لأنه يحمل في مكنونه عالما ......
((من الحب ))
وينوء بإشراقة .......... من ذهب
كنت أجهل قبلهُ معاني الغرام
وأتخيل فقط هواجس الهيام
وها أنذا .... أصبحت حقلا ًخصبًا لكل ما تحمل حروفه من معنى .....

وأقول ..
نجم .. وباقة من الأقمار ..
وليل .. يعتمر ذاك المدار
نجم .. وأنت على ذاك الطريق
بكفك الحلم
وأعواد من الحريق
والنجوم أبدآ لا تدمع ..
لا تنجلي ..
بل تخشع
نجمك .. على المدى هائم
وكوكبة من الهزائم ..
في قلبه ..
وانتظار ..
على جبين القمر
فوق حجارة وجمر
عند فوهة الأسرار
نجم .. وغد بهيم
ووجهك في قلب زحل ..
ونجمك يدنو على وجل ..
في ذاك المدار ..
عند روابي وأمطار ..
وحرفك .. شجن
حرفك غيث مدرار ..

سحر الناجي 09-06-2010 09:56 PM



** غريب ..
بين تكدس الدروب ..
والأزقة ..
عند كومة .. من الظلام
ووحشة ..
ودهشة / هشة
ونظرة تفر من عينيه هلعآ .. وزفرة يعبس لها قلبه ..
بقي متسمرآ .. بلا حراك
بدون ظله ..
الذي هجره في صقيع الغربة ..
فوق منحدر الفراق ..
مدينته ..
هناك .. لا تزال كسيرة .. حزينة
مدينته وبقايا أطياف ..
كان يجوس خلالها الطرقات ..
باحثآ عن حلمه .. أمله
وهنا .. بات ينقب عن قسماته ..
ملامحه الضائعة ..
وجهه المنسلخ عنه
وتحت وطأة الإعياء ..
تحرك .. تململ ..
فقط يلملم جراحه .. ويمضي ..
يتشبث ببقايا .. أمل
متكئآ على جرحه .. ويرحل
ذاك ..الغريب

سحر الناجي 09-06-2010 09:58 PM



** كلما ..
كلما تذكرتُ ذنوبي ..
غصة تهرع إلى صدري وتتباهى بسطوتها ..
فأزيحها عن طريق صوتي ..
بتمتمة تعج بالإستغفار وطلب الصفح ..
من العزيز الجبار ..

* كلما .. استيقظت الأبواب على صرير الصخب الفائح بالضوء ..
كلما نهضت النوافذ تستدعي وافد الصباح لتناول كوب من ضوء الشمس الشهي ..

* كلما .. عبقت الأجواء بروائح الغدر ..
كلما وجدتني أقف على تيك الناصية ..
وأبيع حزني على طاولة خشبية مهترئة ..
مع باقة غضب مجانآ ..

* كلما تذكرتُ قول شكسبير : ثلاث جمل لتحصل على النجاح :
* اعرف اكثر من الاخرين.
* اعمل اكثر من الاخرين.
* توقع اقل من الاخرين.
أدركتُ أن رحلتي نحو الإبداع قد تكون شارفت على التعثر ..
أو مازالت في طور البداية ..لا أعلم حقيقة ..

* كلما عزمت على ارتداء البسمة والمثول في حضرة الفأل ..
كانت كف الفراق تصفعني ..
حتى أنكمش في ركن الحنين المعتم .. وأبكيك .. حتى أغفو

* كلما .. صادفتُ الغرور منحوت في وجه إنسان متغطرس ..
تذكرتُ فرعون وهامان .. وما آل إليه مصيرهما ..

* كلما .. لكزتني هواجس الفراق ..
أخالك هناك على رأس غيمة ..
تكتب لي قصيدة من أمطار قلبك ..
وتلقيها على متن نسمة ضاحكة كانت تسافر إلي ..

* كلما .. أتاني الفجر على استحياء يزف إلي خيوطه الباهتة ..
أدرك أن الليل ترك رسالته تحت طرف الرصيف يقول فيها :
" سيكون المساء غاضبا .. فانتبذي مكانا شرقيا "

* كلما..
تدحرجت العجلة بين الأمور ..
وأخذ التسرع يركلها بخطاه البلهاء ..
إذن .... فالعاقبة تأتي دائمآ معصوبة النتيجة ..
ونزفها .. ندم ..

* كلما ..حاولت أن أكتبك ..
أن أرسم لك طيفآ باسمآ على أوراقي الواجمة ..
فرت المعاني -يغويها حزني كي تلوذ بأصابعي ..
وتجهش برفض عنيد ..

سحر الناجي 09-06-2010 10:00 PM



** إلى امرأة سأقتلها

سأقتلك ِ
لكي ارتــــــاح
ســــأقتلك ِ أخيراً
فقد أعيتني الجراح
ولم اعـد اعرف معك ِ
للدنيا نور أو صباح

لم يعد هناك فرق
بين البقاء والرحيل
سـأقتلك ِ فقد وصلنا
إلى ما وراء المستحيل

سـأقتلك ِ
وأقتل ذاك الوجه الجميل
كفاني منك ِ
يا امرأة كانت لي النساء
كفاني منك ِ
ألمــاً وتعباً وغدراً
قررت أخيراً
سأقتلك ِ سأقتلكِ هذا المساء

سأقتلك ِ
وأقيم على ضريحك ِ احتفال
سأدعو باسمك ِ حبك ِ
الذي كان ضرباً من خيال

سأغسلك ِ بدموعي
ودماء جروحي
سنصلي عليك ِ بعدها
أنا وقلبي وحبي وأحلامي

ثم تأتي اللحظة المثيرة
بداخل القبر
أراك ِ للمرة الأخيرة
عندها فقط ربما أرتاح
وأنسى منك ِ الجراح

ونعود أنا وهمومي
وقلبي .. وحزني
وأوجاعي وجروحي
من حيث أتينا
لاحيا بدونك ِ
لأول مرةٍ في حياتي ..
بعدما قتلتك ِ .. ودفنتكِ
ومسحت كــل ذكرياتي

لكن ... انتظري يا أنتِ
آآآآآه لقد نسيت
أإذا قتلتك ِ
وأصبحت ِ في الضريح
أبعدها سأستريح

لقد نسيت
انك ِ أنـــــــــــا
وانك ِروحي
وانك ِ قلبي
ووجودي وحبي
وانك ِ الدنيا
وأنني من غيركِ لست أنا
* منقول عن العاشق الجزار

سحر الناجي 09-11-2010 03:04 AM



* هذيان .. على حجارة الزمن ..
* كم أرنو إلى النحيب ..
أجر عبرتي على الرصيف , وأكفكف نشيجي بركلة لا تخيب ..
كم أتمنى النواح ..
في إذن الكون .. وعلى رأس ذاك الصباح ..
لو أنني أغيب ..
رويدآ رويدآ .. في الكون وزقاق مهيب ..
لو .... أنني فقط

* أتراني أنا هنا .. أم هناك ..
أهذا طيفي الذي يجلس على الشرفة ..
ويلوك الضوء .. بأسنانه الرمادية ..
أم ظل .. نسيه الظلام الكفيف ..
هل هذه جروحي ..
أم وجه قبيح .. يجوس الصمت في روحي ..
وماذاك الذي يخفق .. ويبكي ..
أهو قلبه ..
أم قلبي ..
أرشدني يا ربي ..

* سيدي ..
فتشت في جيب يومي ولم أجدك ..
حتى بين الطيات والثفوب ..
ويحها تلك الجيوب ..
أين أنت يا قمري ..
لترتق لي فتق هلعي ..
وتخيط سراجي المهترئ
بقناديلك الضاحكة ..
أين .. أنت .. سيدي ؟؟

سحر الناجي 09-11-2010 03:09 AM



** نوع من ....
صاح الشاب الذي ارتدى حلة أنيقة .. وحذاء أسود لامع , ووقف بجانب لوحة كتب عليها ( انتخبوني تسعدوا) :
- هلموا إلي أيها الناس .. هذا موسم الفضيلة ..
سأله أحد المتجمهرين حوله : هل ستنطق بالنور .. أم ستذيقنا فكرآ مفخخآ بالعبث !؟
تنحنح الشاب الوسيم وقال بلباقة : لا .. بل سأعلمكم اليوم معنى البر والإحسان ..
ولم ينتبه أثناء خطبته إلى الوجه المجعد .. والعجوزذات الوشاح الأسود وهي تعبر بين المصطفين بتعب ..
حيث توقفت على طرف الرصيف , وراحت تحدق في الشاب مليآ ..
سمعته وهو يقول : إن من أسباب النكبات التي حلت بهذه الأمة هو العقوق بالوالدين ..
صاح أحد الكهول : أجل هذا صحيح .. لا فض فوك أيها العاقل ..
وقال فتى مؤنب الضمير : أنا لا أُطيع أبي .. وأقلل من شأنه كثيرآ ..
قال الخطيب الشاب معترضآ : لا أيها الفتى . عليك أن تذهب لأبيك فورآ وتعتذر إليه .. وتسخّر نفسك لخدمته ..
وأردف بحماس : علينا جميعآ أن نتوب .. ونكفر عن خطايانا بحق والدينا ..
- ولما لم تفعل أنت ذلك ؟؟
حط السؤال كالصاعقة على رأسه والتفت إلى صوت المرأة المسنة وقال بصوت مخنوق : من .. أمي ...!
اقتربت المرأة وهي تقول : لماذا لاتخبر هؤلاء القوم .. عما فعلته بأمك الأرملة المريضة . .
حين ألقيت بها إلى الشارع من أجل زوجتك الحسناء ..؟
ومضت المرأة من بين الأحداق الذاهلة وهي تتمتم : حسبي الله ونعم الوكيل ..
وانفض الجمع .. ومر نهار وليلة .. وذاك الشاب يقف في مكانه ينظر إلى طيف أمه الماثل على الرصيف ..
وكأن حواسه قد تجمدت على الطريق .. أو كأن العظيم كان له بالمرصاد ..

سحر الناجي 09-11-2010 03:11 AM



* أكذوبة في الفضاء
في مدن أفلاطون المجاورة للسماك ..
وبين نتوءات الثقوب السوداء .. ودوامة الأفلاك ..
قيل بأن الشمس ذابت ..
رياحها الحانقة أصابت نواتها .. فتفجرت .. وغابت ..
قالوا أنها أكلت شطيرة من الظلام فأغشي عليها ..
وتهامس عطارد إلى كوكب غريب : بأنها انتحرت ..
وتهادت الوفود من الكواكب تستطلع الخبر ..
وصاح المريخ : هذه النهاية .. لا مفر
فجلس القمرعلى رصيف أندروميدا يبكيها ..
والشهب مرت به تحييه ولم يحفل بها ..
وزحل أشاع بين النجوم أن بلوتو بات بلا مأوى ..
لذلك توشح الكويكب القزم بحلقات من النيازك ليسمن ..
و يشاع أن أورانوس قد أصابته حمى فرقد في سريره يتصبب عرقا ..
وحده المشتري كان يراقب الجميع ويضحك شامتا ..
ووحده قرر أن يشرق في الصباح بدلا عن الشمس
لذلك لن يكون غدآ نهارا عاديا
لأن الشمس فقط نامت..

سحر الناجي 09-11-2010 03:13 AM



* تكوينات عشوائية
قالت : عايدة بدر
فِي الْبِدْءِ كُنْتُ كَلِمَةً
ثم صِرْتُ نُقْطَةً تَائِهَةً
بَيْنَ حُرُوفِ لُغَةٍ انْدَثَرَتْ
مُنْذُ عَهْدِ أَوَّلِ الْخَطَايَا
تَنَاقَلَتْنِي الْحُرُوفُ مِرَارًا
أَعْلُوهَا مَرَّةً وَ مَرَّةً
أَقَعُ تَحْتَ أَقْدَامِهَا
نُقْطَةٌ تَبْحَثُ عَنْ سِرِّ الْحَرْفِ
نُقْطَةٌ تَحْلُمُ أَنْ تَصْبَحَ حَرْفًا
وَلا حُلْمَ لِلْنُقْطَةِ ،،،
لا حُلْمَ
أَعْتَلِي رَأَسَ الْحَرْفِ
أُبْصِرُ سِدْرَةَ الْكََلِمِ
هُنَا تَصِلُ أَحْلَامَ النِّقَاطِ
أَتَرَجَّى رَبَّ الْكَلِمَةِ
أَنْ يَمْنَحُنِي الْحُلْمَ
هَا أَنْتِ جِئِتِِ
تُلَمْلِمِينَ
مَا ضَاعَ مِنْ شَذَرَاتِي
تُرْجِعِينَنِي
إِلَى تَكْوِينِي الأوَّلَ

وأقول :
في البدء .. والنهاية
في الطوء ..
في النوء
بين أصابع الحكاية ..
في دفتر قديم .. واجم
على طاولة تتمتم بالسخط ..
تزجر التراجم ..
لاصوت هنا لليراع ..
لا حضور ..
متعب ذلك الحرف ..
مخمور ..
مجهد .. والسراج المعلق
ينفث بهزال النور ..
في القلب .. ثمة حنين ..
في القلب .. يخبو الأنين ..
وفوق الورقة ثمة أرق ..
وعلى المدى .. غيوم .. وشمس ..
وغسق
وبقية شذرات ..
تعود .. باستحياء ..
وبتلات ..
إلى نجوم السماء

سحر الناجي 09-11-2010 03:23 AM



** تميم .. وتمتمات (1)

* الشر ..
هو أن تعقد إجتماعآ مغلقآ بينك وبين من هم على شاكلتك من شياطين الإنس بمباركة إبليس ..
كي تتطاولوا على رموز الفضيلة وتحيكوا الدسائس للنيل من طهرها ..

* العناد ..

رد فعل أرعن لتؤكد فيه إما أنك خائف .. أو ضعيف ..

* الشموخ ..
هو أن تكون كالجبل صامدآ أمام صفعات الريح ..
وتذكر أن الحجارة الصغيرة التي ترتكز عليها في الأسفل , هي من سفحك .. ومن صميم قمتك ..

* جمود .
تموت أحاسيسك , فأنت جماد , يتصلف قلبك فينبض في صدرك قطعة من الصخر ,
ولكن أن يتحول ضميرك إلى قطعة معدن جامدة .
فهي الدلالة على أنك كائن يسهل إحراقه وصهره بنيران الحق لتذوب كل كينونتك البشعة ..

* الصراط ..
مخلوق غيبي .. علينا أن نمر به يوما جميعنا نحن معشر البشر ..
وهو الشعرة الدقيقة التي توصلنا للجنة , أو تهوي بنا إلى شفير الجحيم ..

* العنب .
حبة من كروم الدنيا , ولكنها تتكور في القلب وتمسي ماسة إذا ما قضمتها أسنان البوح ..

* الإعوجاج ..
ليس بالضرورة أن تكون معوج السلوك إذا ما انثنت قامتك وانحنت للريح .. بل أنت مستقبم العقل ..
ولكنه من ناحية أخرى يعني أن ينحني إدراكك لشعارات مبهرجة تترجمها أخلاقياتك فيما بعد بسلوكيات مقرفة ..

* الجنون ..
هو خيط دقيق يتكور على وعيك ..
ويفصل بينك وين الوهم اللذيذ.. ودخول الجنة بدون حساب

سحر الناجي 09-13-2010 04:10 AM



** في هذا الأوان ..

* تعبة أنا .. منهوكة الجََلدِ ..
ورعشات عنيدة غاضبة إنسلت من أطرافي واقتحمت صدري ..
واستقرت هناك لتبعث إحساسآ عربيدآ من الخوف ..

* الضجر .. على أهبة المثول بنية الظلام ..
كان حريا بالعنق أن يرتكب اللفتة حين تسور الحلم بالمكث ..
وغارت العيون في يم النعاس ..
ليمسي النوم باهظ الغفوة ..

*هذا المساء ..
انبعج غروبه وسقطتت من مساماته تمتمات كانت تتحدث عن ليلة عجيبة ..

* صمت في جمجمتي وأصابعي ترفض الكتابة وتفضل الارتعاش ..
لأني فرحت اليوم قليلا ..

* وهن الطيش يلتصق بذهني الذي ينوء بتيه وتعبث به أصابع الألم ..
في هنيهات القهر .. هكذا أكون ..
مجرد طفلة تتسول البراءة والفرح ..

* أكابد ثقل يجثم على صدري والأنفاس تشكو من صعوبة الإندلاق ..
والحمد لله ,,,,,,,,,,,,,

* أنتظر وجوه تلج من الباب وتحمل بين يديها علب مزركشة ومغلفة كهدية يومية
في جوفها المشاغبة والفرح .. ووجه باسم للعيد

* كأني أحمل في في راحة قلبي جمرة هوجاء , وأرى دخان الحريق بأصابع الروح ..
ثم أدعي أنني بخير ..

* أعتمر ذهول نسجته يد خفية للقلق ..
لأني أحمل في صندوق عمري لغزآ .. دفينا هناك .. حتى لا يُذيبه الضجيج ..

* للتو .. حالآ .. تحايلني ..
خفقة جامحة وإحساس مريع بالتوقف عن الحياة .. رغم " البالونات التي تكدست في كل مكان ..
وأخذت تتشفى من ذبولي ..

* أصطلي بالحنين والقلب واجم .. يغط في شوق عنيد
ومع ذلك .. أنا على مايرام ..

سحر الناجي 09-13-2010 04:13 AM



* توطئة مع الشتات ..
الحقل يرتدي السنابل ,,,,
أوراق الليمون .. والعنادل ..
حمقاء هي الريح ..
غافلة التباريح ..
والفجرينقض على العتمة ..
بنهار أعرج ..
والمدى جريح ..
صوت المآذن تلجمه المسافات ..
والقلوب صامتة ..
نبضاتها شامتة ..
بأس الخفقات ..
والعيوب تجلجلت في الصدور ..
فوق الحنايا ..
تكوم الرزايا ..
تنفث المرور ..
مكث الربيع سجين القيظ ..
والصيف واجم ..
يشحذ أسنانه ..
يكتم الغيظ ..
وفي طيات النهاية ..
للضوء سبايا ..
أنوار ..
وحفنة نوار ..
كانت تلتحف الهدوء ..
وتودع الجوار ...
والأفق .. بلا رمق ..
والغسق ..
بدون شمس ..
أو فنار ..

سحر الناجي 09-13-2010 04:16 AM



** رحيل
اذا قررت الجري يوما...فاصطدمت بالجدار
او فكرت في الطيران...فاصطدمت بالسقف
او حاولت السباحة...فتحول البحر الى كتلة من الثلج
عندها فقط .. انتعل إحساسك بالإحباط
وارحل بلا صوت

حين تكتشف أن الزمان ليس زمانك
وان المكان ليس مكانك
والاحساس ليس إحساسك
وان الاشياء حولك لم تعد تشبهك
وان مدن أحلامك ما عادت تتسع لك
عندها لا تتردد وارحل بلا صوت

عند الرحيل
لا تضيع وقتك في البحث في أحشاء اللغة
لإنتقاء كلمات الحب أو الاعتذار او الوداع
فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق
إنما هي مجرد محاولات فاشلة لتبرير الرحيل

عند الرحيل
يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل
كي يمنعك من الرحيل لانه يحبك
والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل كي يبقيك معه
ويكتشف البعض الاخر أنه يحبك بعد الرحيل
فيحترق ويحرقك بإكتشافه المتأخر

وحين تقرر الرحيل
لا تدفن رأسك في الرمال
كي لا تلمح وجوه اولئك الذين أحبوك بصدق
وراهنوا على بقائك معهم فخذلتهم برحيلك
لا تبك بصوت مرتفع كالاطفال
كي يصل صوتك لأولئك الذين أحببتهم بالصدق ذاته
وأترك المساحات خلفك بيضاء وشاسعة لهؤلاء
كي يمارس كل منهم طقوس حنينه إليك بطريقته الخاصة

وتأكد مهما كان حجم صمتك عند الرحيل
فالبعض يشتري إحساسك لانه : يحبك
والبعض الاخر يبيع إحساسك لانك تحبه
منقول عن (هدوء عاصف)

سحر الناجي 09-14-2010 07:47 PM



* حيث السراب .. أكون
أيا أطيافي .. والحسن ينقش القسمات في غور الوجوه ..
يزركشها , ابتدارا بأملح وداعج العينين ..
جِئْتم لقاء / وبقاء / وشقاء بَعد تناسي أو فناء ..
أتيتم تكتنزون بضحكة طفل .. وبكاء نجمة ..
يا نقاء .. رفرف بجَناح الْسَديم ..وحلق لِتنوء بك الْسَنابِل ..
أيا وجه أكتظ به ..
ألصقتني تِلك الدُرة بين الأقمار بِك ..،
وهج يعتريك .. ونجم تلوح لي أنت ..
هاك بوحي : بِـ أنِي على مقربة من الحزن ، ..
والبتلات المتغطرسة برائحتك .. في مرج الكون ..
أدنو بِكُلي إليها فَتَتنَحى وَ تتخذ من المساحات الهائلة ركنآ بعيدا عني ..
تشيح عني بِظَهرِهَا ..،
أٌلثم قَلَمِي قبل أن أسجيه على الورق ،
ومأوى الحرف الأخير .. لحدُ تغطيه حرائر الهوس ..
تتجهم أَصابِعِي فيلوذ بوحي للـ ضَياعْ ..، !
أَنا بِك هائمة ، وَ بِك سأُهذي الليلَة ..،
سَأُخبِرالكائنات المتربصة بوعيي ..
بِبعضِ مَايتنفس وجدي وأرثيك ...،
أنعي العزيمة المترائية دومآ هزالا على بقيع الفأل ..
أبكي .. وألعن الشر المغروس في حنايا سوداء ...,
أنتحب .. وأدعوكم .. أيا هؤلاء ..!!
يَا سَادَة الحلم .. يا بدور في مجرتي النائية بعدا ..
هذا قلبي ..
هذي الروح المتدلية غمآ في جسدي
أبدلتني لِـ مَلامِح ساهمة تنظر السَعادَة حَيثُ كُنتْ ..،
حيث السراب .....

سحر الناجي 09-14-2010 07:49 PM



* ثمة .. هناك .. وهنا

* ثمة حنق يشوب جمجمتي .. فأفتش بضراوة ..
أزيل كل المعوقات في طريقي ..
أندس إلى قلبي متعثرة بكوم من الألم ..
أصل إلى تلك الزاوية السحيقة .. وأمعن في الحلول ..
ها هو ..
شعوربالقهر يختبئ وراء ستار من السخرية ..
أمسك يتلابيبه .. وأصفعه ..
يسقط مغشيا عليه .. وأعود ...

* ثمة طنين للحزن ..
لسعة الندم لا يكتوي بها قلبي فقط .. بل وتُسمم زماني

* ثمة أرق يمتد ذراعه من العتمة ويعتصر خمولي ..
النوم ولى هاربا .. ولا أدري متى يعود ..

ثمة حكاية ..
حيث طرقتُ ذاك الدرب .. وأنا أتلجلج حيرة عند مفترق الطريق ..
كان المزارع يحمل فأسه ويهش على غنمه في الحقل
وكانت غيمة تطل من الأفق وتشاكس النهر ..
ونوارس .. وسرب من الصيادين ...
وصبي يبيع الياسمين ..
فجأة.. هبت عاصفة .. واجتاحت القرية ومضت ..
عاصفة .. تجلى بعدها العُريّ ..
كانت الأرض قاحلة بدون نهر ولاحقل ولا نوارس ..
لا ظل لبائع الياسمسن .. ولا أطياف للصيادين
كانت فقط مجرد ..
ذكرى تراءت لي

* ثمة فاجعة على الشاطئ تندب الغرق ..
الأجساد الطافية كانت تنشد زفرات الرحيل البهي .. إلى السماء ..

* ثمة تيه ..وتهادى الوجع يترسب في غور سحيق ..
وبئس الدرب ذاك الطريق ..
أأمشي على جمر أنا ..
أم هي سكرة للغريق ...!!

* ثمة غصة .. وتعالت من صوتي حشرجة ..
ودمعة طهرت قلبي من الغفلة :
((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم. ))
ويحي إن لم يغفر لي ربي ..

ناريمان الشريف 09-14-2010 07:53 PM

* إلى حفيف القنوط ..
توقف عن السقوط في النفوس الهشة كأوراق خريفية ملونة بالإصفرار ..
والأرض التي تنوء بأشلائك .. لم تعد على ما يرام ..
إذن .. ابتعد يا هذا ..


أذكر أنني استمتعت هاهنا
فعدت من جديد لأقرأ ما يخطه قلمك على جدار يوم مكسور
فغرقت في حفيف القنوط
إبداعك بلا منتهى

تحية ... ناريمان

سحر الناجي 09-14-2010 08:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 20314)
* إلى حفيف القنوط ..
توقف عن السقوط في النفوس الهشة كأوراق خريفية ملونة بالإصفرار ..
والأرض التي تنوء بأشلائك .. لم تعد على ما يرام ..
إذن .. ابتعد يا هذا ..


أذكر أنني استمتعت هاهنا
فعدت من جديد لأقرأ ما يخطه قلمك على جدار يوم مكسور
فغرقت في حفيف القنوط
إبداعك بلا منتهى

تحية ... ناريمان

ناريمان ..
وأذكر أن الفرحة راودتني بوهج من الحبور ..
للباقة حرفك .. لبياض الحضور ..
لك تحية من نور

سحر الناجي 09-14-2010 08:07 PM



* خذيني مني .. إلي
قالت أمل محمد :
آه ٍ من الذكرى آه
أتهرّب ُ منها
وتأبى إلا المثول أمامي
صارخة ً بوجهي .. أنا هـُنا ..
لا رغبة لدي ّ في بعثرة أوراق ٍ قد طويتها منذ زمن ٍ وأودعتها خزانتي
لا أريد .. لا أريد ..
لماذا ذكرت ُ زرقة البحر ِ وطائر النورس كان رسولا ً لـ عـِشقنا ؟؟ لماذا ؟
لماذا ذكرت ُ جوريـّة ً أهديتك َ إيـّاها وكانت رمزًا خالدًا للقائنا ؟؟ لماذا ؟
أستحلفك ِ بالله يا ذكرى ارحلي
وخذيني مني ..
دعيني أنعم ُ بـ هدوئي .. دعيني ..
سئمت ُ سقوط هذه البلـّورة الماسيـّة
وأخلفت ُ وعدي معها أن لا سقوط بعد ذاك المساء
آه ٍ من ذاك َ المساء ..
كفى
كفى
كفى يا أمل ~

* وأقول :
كفاني .. وكفاكِ يا شهية النبض ..
يا حارثة الخير ..
في تيك الأرض ..
لا مفر .. ولن يقر ..
بسطوتها قاص .. أو داني
بلا تواني . تهل الثواني ..
وتكتنز بها الصدور ..
ذكريات .. تهب جامحة ..
كإغواء في الخدور ..
كنهش .. كشوك في الخصور
ذكرى .. وشجن
ورأس المشيب يخطه السحاب ..
أو سخط المطر ..
وهمهمة المزن ..
لا مفر ..
من الورق ..
ونزيف باق للأرق ..
ولن ينجينا ..
غير حامينا ..
رب الفلق ..

سحر الناجي 09-14-2010 08:08 PM




* تميم .. وتمتمات (2)

* الحمق ..
هو أن تدرك جيدآ أن هذا الطريق الشائك سيؤدي بك رغم كل عراقيله إلى هدفك المنشود ,
ثم تطرق سبيل آخرلأنه أقصر وأكثر جمالا .. وقد لا تصل أبدا ..

* الموت ..
هو الكائن الوحيد المغيب عنك ..والخصم العنيد الذي يهاجمك بغتة
ولا تقدر على مواجهته

* الزمهرير ..

لأول وهلة يبدو شطر البرد القارص الذي ينخر الحواس ,
ولو أمعنت التفكر فيه .. لوجدته أيضآ نفس طليق من زفرات الجحيم ..

* القوامة ..
هي سيادة مبهمة يمارسها الرجل على ضلع أعوج ..

* النبل ..
هو مسلك قويم مسرف في الروعة على دروب الحياة الملتوية كالأفاعي ..
وبين مخلوقات لا تفقه بعضها أبجدياته ..

* الثانية ..
حلقة مفرغة من زحام الأحداث الحسية ..
ولكنها ملبدة بأكداس من نوع آخر لم نصل لتفاصيله بعد

* الحزن ..
دبيب غليظ الوقع على أوردة الريح , ينهش صبرك حين تنكس شموخك ..
لكنه في النهاية مجرد شعور أنت وحدك تستطيع ترويضه ..

* الكرامة ..
أن لا تسقط أبدآ أمام خصمك مهما ثخنت جراحك ..
والأنكى أن تبتسم أمامه وأنت تعاني من سكرات الموت أو تمسك على جرحك ..

سحر الناجي 09-19-2010 08:49 AM



* في المحراب
وحين ندفت عيناي بحفنة من الثلوج المستعرة بالندم ..
كنت أرتجي عبودية من آمنت بربها فزادها هدى ..
لم يعد في حوزة البصر غير هشيم متشظي من النظرات المجللة بالبلل ..
والروح تطفق صوب الغيم وتحلم بسدرة المنتهى ..
تهيم هناك بجوار الجليل وأحجبة النور تبزغ ولا تدركها الأبصار إذا ما دكت الجبال .. وخر الآنام صعقآ ..
قال لي قلبي وهو يجلس أمامي كرجل حكيم :
- ما جدوى التردي في التهلكة وقد أوتيتِ مزامير الحكمة المنقوصة .. ولن يزيدها الألم إلا بترا ..
وأقبلت كياستي من جوف الصمت الذي آل علي كبحر وخيم لجي .. تستقبلها رجفة حطت على أطرافي :
- لا تدعي واعز الهوى يحط من قدرك في محراب تحفه الملائكة ..
وقام ضميري ينتحب : وأنى الغفران بعد " وإن عذابي هو العذاب الأليم " ؟
وتمتم وعيي : أجل .. ملائكة كرام .. فهل تظنينها تصلي بمعيتك بكرة وعشيا ..!
وعكفت الأصابع على التهليل , وعقدت بين فواصل العظام .. تريدها شاهدا يوم التغابن ..
وعاود الصدى يتردد في بين الحنايا " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم "
وكدت أن أقصص على نفسي الأمارة بالسوء .. بأمنيات تشرذم وهجها .. وغارت كما تغور النجوم ..
فأنى لي بنور كمصباح دري في زجاجة تفوح بعطور " جنة عرضها السماوات والأرض "
وما فر من الأماني في تلجلج الخشية والأضلاع تنكمش بالفزع , كآلاء من السماء اشتقتها ذات فقد ..
وهمهم الحارث في صلاتي . فزجرته باستعاذة خنس على إثرها وهو يتوعدني بمرة أخرى ..
وعزني الندم في خطابه .. والركعات تنساب على ركبتي والدمع يهطل ..
وفي هنيهة التسليم .. كانت السكينة تهبط على حواسي " ومن يتق الله يجعل له مخرجا "
فامتشقت الطمأنينة وخلدت إلى ذكر لا تشوبه الأوهام ..
وإنما حسن الظن والتوكل ..
فاستكانت نفسي رويدا .. ونامت ..

سحر الناجي 09-19-2010 11:37 PM



** ذات .. وذوات
* ذات عتمة ..
ظهر الظل في الزقاق يحمل الناي ويعزف على وجع القلوب ..
كان يترنح مخمورآ بفجور الليل .. وروائح الخطيئة الفائحة بمجونه ..
وحين وصل إلى المنعطف الأخير من المدينة ..
تعالى الطهر يصدح بأبدية البياض " حي على الفلاح "
فانكفأ الظل بين الحجارة يذوب رويدا ..
حين قامت الشمس من رقادها تتلو صلاتها الخالدة

* ذات حنين ..
قليل هو قلبي أمام جموع الرجفات التي تصطلي بها الروح ..
يتقزم الجسد في حلول طيفك .. وتذوب كينونتي بين حناياك ..
لا تدعني أرتكب التلاشي بك ..
لأنك مازلت حلم مسافر على ضفاف الغيب

* ذات ألم ..
وحين ولجت إلى الروح باستعاذة تحصنني من وساوس القنوط ..
عجزت .. الأماني أن تطيل العهد بالخلود ..
الفناء هو ديدن الأحياء .. والحي وحده لا يموت ..
وفي القبور أجداث .. منها ما يتنعم .. ومنها ما يصطلي بالسعير ..
ترى هل أشم رائحة شواء لجلدي منذ الآن ؟*

* ذات سكينة ..
كنت أُنظم عقدآ من الماس على جيد أوراقي .. وقلمي يعقد خيوط مهترئة ..
فقط .. يوقفني واعز بالتسبيح بكرة وعشية ..
وأخال الكون من حولي خمائل تسر الناظرين ..
فألهج .. وأبكي .. عله العظيم ينظر إلى ضعفي .. وينزل رحمته ..
على قلب اشتاقه كثيرا ..

* ذات صباح ..
لم يتحدث الفجر إلى الشمس ولم يهبها ابتسامته الخلابة ..
بل جلس على كرسي المدى يقرأ تعويذة النهار التي اقتربت لعنتها ..
وبسبابته حرك فنجان الضباب ليذوب سكر الغيب في قعره ..
وحين أخذ يرتشف الضوء القادم من حريق الكون ..

* ذات حنو ..
قال لي : أنتِ بهاء لا يشبهه أحد سواكِ ..
ووضعني على جبين زمن ينتهي بتسعة وعشرين ضوء ..
فتباهى القلب حتى سقطت السماء على كتفي ..
وذابت الأشياء تحت دمعي .. ولم يظهر غير وجهه ..
ذاك الموشوم على ذراع الروح

* ذات كذبة ..
قالت الأسطورة : إن القمر إله الضوء سوف يفرغ لعنته على الكائنات ..
وأن فينوس سوف تمسخ وجوه العذارى لتبقى هي إلهة الجمال ..
وأن الشمس ستهبط من السماء وتدنو من الشجر حتى تتخذه حطبا لعرشها ..
وأن الرعد سيشن دويه على ذوي الأسماع حتى يصيبهم بالصمم ..
يا للهول .. وجموح الخرافة ..
يا للهول ..

وليد غرزالدين 09-20-2010 01:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الناجي (المشاركة 15351)



* وافد كلي .. وحفنة ذهول
قال وليد غرز الدين :

أتيت سيدي؟
أتعلم ؟
كادَ النهار أن يذوب
وكانت الريح
تلهو بصلصال الجسد
و الرمل جارحا ً
واللظى.
قال لهم متمرد :لاتخشَوه ,
فاطمأنوا .
هطلت َبعيدا ً
فبلـّلني نداك
وصار ماؤك يراقصني
عيناي
استقبلته أولا ً
أتعلم ماذا فعلتا؟
مذهولتين تفتـَّحتا
مذهولتين !
روَّاني حتى نصفي
فاشتهيت ديارك

وقلت :
أجل .. والمدى بات مبتور الغموض ..
إليك شتاتي
رويدك
صوت سقط من بحة
مجنونة
وكاد اللسان أن يتعجرف
وكانت الأنفاس
محمومة
فجاء الظل
عابسآ
يغتاب الشمس , ويعاود التجول
قال الظلام :
هبوه مخبولا
عيناك يشي بها الذهول
ومن بللك بمكثه
ككأس مقلوب
يفرغ حبات الماء الواجمة
ويقشعر بزرقة
معلنا الإنكسار
وثورة الشظايا
,,,,,,,,,,,,,

اعذري تأخري يا صاحبة الحرف الندي

وتقبَّلي تقديري وشكري

وقد جاء ردُّك أغنية لانتصار الكلمة ,

فطوبى لبوح يكسر الجدار!

وطوبى لألم يولـِّدُ الانتصار!

وألف تحية والياسمين

لسحر الناجي المتألقة .

لقد أسعدني ردك.

سحر الناجي 09-21-2010 12:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد غرزالدين (المشاركة 23041)
اعذري تأخري يا صاحبة الحرف الندي
وتقبَّلي تقديري وشكري
وقد جاء ردُّك أغنية لانتصار الكلمة ,
فطوبى لبوح يكسر الجدار!
وطوبى لألم يولـِّدُ الانتصار!
وألف تحية والياسمين
لسحر الناجي المتألقة .
لقد أسعدني ردك.

وليد غرز الدين ..
ويح الحرف سيدي إن لم يجلب لك الأعذار من وجه الغيم ..
وطوبى لعبور قد سيج الوعي بباقة من البياض ..
فتربص بي الإمتنان على حافة نجمة مضيئة بأرتال من الشكر ..
أما تحيتي إليك فأحضرها من وجه القمر تيتان ,,
تقديري أيها الرائع ..

سحر الناجي 09-21-2010 12:36 AM



* كسماء مقدسة ..
أعد أحزمة الضوء .. وأعيد تفريقها على ركن ظامئ إلى قطرة نور منعشة ..
وتنهيدة لا تلذعني إلا في مأزق الوجع المتربص بالرعشة الثانية من الصوت الذي أحسبه قد بُح من نفثة البكاء..
من الألف أبدأ محاباتي للحزن بتلفيق آه مصطنعة ..
وأخفي وراء قلبي ونة دامية كانت تعصب صليلها بمنديل اختناق ..
وكأني كنت على مقربة من العدم .. والبصيرة تنكفأ ناعسة على صدر الوعي ..
أحلام .. وجبال .. وبساتين شتى تموج بها أحداقي .. فتلقي بي الريح إلى حضن الوهم ..
سوسنة في المرج الذي يهب بعطوره على الروح .. تناجي الشهب وفوضى النجوم بأعشاب محمورة ..
أقدم لأطرافي التراب للتيمم , والماء حمل خريره وقفز عن الجدار موليآ حانقآ يتوعد الوضوء بالشح إن أسرف وأفرط ..
وتراتيل السحر تجمهرت .. تصطف في فوج يبتدره الواحد حتى السابعة .. كسماء مقدسة ..
أنهض على فجر كسيح .. وصبح حمل على عاتقه أن لا يحفل بالنهار اليوم وأن يخاصمه حتى الغسق ..
وأتت الأنسام على مضض تعرج بفردة حذائها المفقودة وتقفز الأسوار بين جنبات فضاء نهرها لعريها ..
وأشارت الشمس إلي خفية " وجنى الجنتين دان " فحملت فنجالي وهرعت إلى دهليز مسقوف أحتمي من شرر لعناتها ..
وامرأة فرعون لا تفارق حدسي .. والماشطة التي أحرقها وهي تحتضر بالتقى ..
وصوب القبلة أيمم وجهي .. وأستل من حنجرتي تعويذة تلحق بها أمنية تطالب بالغفران ..
فخرج صوتي إلى عقر السماء , وابليس ورجله يحومون حولي يريدون بتر الإيمان ..
ولكن الرب بالمرصاد لمن ألقى التمائم وهو كظيم ..
ورويدا برحت من الذين تواصوا بالحق وتواصو بالصبر ..


الساعة الآن 01:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team