منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الإنسان , المخلوق العجيب (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=19658)

د محمد رأفت عثمان 02-02-2016 07:41 AM

الإنسان , المخلوق العجيب
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
لا شك في أن الإنسـان هو مخلوق عجيب , مليء بالتناقضات , ينصح أو يتهكم أو ربما يؤنب على فعل ما من غير أن يتردد في الإتيان به عندما تسنح له أول فرصة , مبرراً إياه بما كان قد رفضه سابقاً , فهو عندما يكون تلميذاً يبدأ بوضع الخطة المثلى التي يجب على الأستاذ التعامل بموجبها مع تلامذته , و لكنه ما إن يصبح هو الأستاذ حتى تراه قد نسي أو تناسى أو أبطل ما كان يعتقد به سابقاً , و من عجائب هذا الكائن الأرضي كذلك هو ضعفه الشديد المترافق مع كبر مقيت , فهو إن شب عن الطوق ظن نفسه أنه قد وصل للقمر , و إن أصبح مديراً فالشمس قد دانت له , و إن أصبح عظيم أمته فزمام الكون أصبح بين يديه .
هذا التناقض العجيب الذي يعيشه الإنسـان يومياً يحتاج منه أن يتعامل معه بجدية كبيرة و حزم بالغ و ذلك لما فيه من الأهمية و الخطورة على المجتمع و الإنسـان نفسه , يحتاج منه إلى التفكر في أسبابه و مظاهره و طرق معالجته , و كذلك المثابرة على تطبيق العلاج الناجع حتى الشفاء منه و الوصول لبر الأمان , و الإسلام كان هو السباق في تبيان كل ذلك , موفراً على الإنسـان عذابات كثيرة و مشاق شديدة , و ما على الإنسـان إلا اكتشاف هذا المنهج العظيم و التمسك به , أما اكتشافه و التمسك به فهو يسير لمن صدق مع نفسه و ذلك لما يجد من عون رباني كبير , و أما من كان الكذب ديدنه فهو لن يراه و ذلك لما فيه من مخالفة لهواه و شهواته .

الكاتب / د. محمد رأفت أحمد عثمان – دمشق 16 نيسان 2014



د محمد رأفت عثمان 02-03-2016 07:09 AM

- وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) الرعد
- وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) الأنفال
- قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ
- كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف
- وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الأنعام
- وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَـانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم

- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية في هذا المتصفح بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .

- عجباً من الإنسان , يخاف من الناس و لا يخاف من رب الناس !
- عجباً من الإنسان , لا يرضى أن يغشه أحد و لكنه هو نفسه لنفسه الغاش الأكبر !
- عجباً من الإنسان , يرى الإبداع في كل مكان و ينسب كل ذلك للصدفة أو لرب زائف تافه !
- عجباً من الإنسان , يرى نفسه يعيش و يتحرك بقدرة قادر عظيم فيتكاسل و لا يبحث عنه ليشكره بل يتجرأ و يتطاول عليه !
- عجباً من الإنسان , دأبه اللؤم و جحد المعروف , يكرمه الله بالنِّعم فلا يزيده ذلك إلا غروراً و نكراناً !
- عجباً من الإنسان , يأبى إلا أن يتعلم من كيسه !
- عجباً للإنسان يتزود بأعظم الزاد لِسَفَر الدنيا و لا يأبه بالزاد لرحلة الآخرة !
- عجباً للإنسان ، قد علم أصله و منتهاه و ما يزيده ذلك إلا كبراً و غروراُ !
- عجباً للإنسان ، قد عجز عن معرفة ساعة ولادته و ساعة رحيله عن الدنيا ، و هو فيها يظن نفسه سيدها و سيد ما فيها !
- عجباً للإنسان ، يدوس على التراب تيهاً و كبراً و هو الذي إليه صائر ، و أنه كما داس على غيره فإن غيره عليه سيدوس !
- عجباً للإنسان ، يبذل الجهد العظيم لعمره الدنيوي القصير و لا يبذل إلا النذر اليسير لعمره الأخروي الأبدي .


الساعة الآن 11:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team