منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   نهاية لغز (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24588)

المختار محمد الدرعي 05-08-2018 07:58 AM

نهاية لغز
 
توفيّ زوجها , لم يترك لها غير خمسة أطفال صغار و حزمة من أحزان , أجبرتها الخصاصة أن تعيش على صدقات الأقارب و الجيران , الذين تعودوا على مشاهدتها مساء كل يوم جمعة عند المقبرة تذرف دموعا مدرارة حذو قبر زوجها . كيف لا وهو الذي كان يغدق عليها من الحنان ما يغنيها عن هذا العالم كله , وفاته المفاجئة كانت صفعة قوية ألقت بها على حين غفلة جاثمة بين براثن البؤس و الشقاء... زوجها لم يكن لها بمثابة الزوج فقط , بل كان أيضا الأب و الأم و كل ما ملكت يمينها من هذه الدنيا الفانية , كان يؤثرها على نفسه و كانت تعاتبه في كثير من الأحيان بسبب إهمال نفسه و عنايته بها , كان يقول لها : (زوجتي هي تاج رأسي) لأجل كل هذا لم تستطع نسيانه رغم نصيحة كثير من الشيوخ و الجيران لها بضرورة الإبتعاد عن قبره و الكف عن البكاء عنده , لكنها لم تستطع تحمّل المصيبة لأنها كانت أكبر من جسدها النحيل و صبرها الذي أضعفه المرض و التقدم في السن . رغم ذلك كانت تقاوم مرضها حيث تجر نفسها جرا إلى المشاق و الأتعاب اليومية منذ الصباح الباكر من أجل أن توفر لقمة العيش لأطفالها . ذات مرة استيقظت كعادتها لتصلي ركعتين قبل آذان الفجر , فلمحت شيئا ما غير معتاد تحت الباب الخارجي لبيتها , تثبتت منه و إذا به لفة من أوراق نقدية , فاحتارت في أمرها و تذكرت الراتب الشهري الذي كانت تتسلمه عند نهاية كل شهر من زوجها المرحوم , تنهدت ثم قالت مخاطبة نفسها : لم يضع هذه النقود هنا إلاّ صاحب نوايا سيئة , اللهم احفظ إبنتي فاطمة , قد نأكل التراب و لا نتاجر بشرفنا , ثم مالت على الشباك و وضعت لفة الأوراق النقدية هناك منتظرة قدوم صاحبها الصعلوك كي تصفعه بها على وجهه و تلقنه درسا لن ينساه . انتظرته كامل اليوم , انتظرته في الغد , انتظرت أسبوعين , فلم يأت أحد , احتارت في الأمر و بدأت تساورها شكوك أخرى حول مصادر هذه النقود !! إلهي هل هي هدية منك ؟؟ ظلت النقود ملقاة بالنافذة بفناء الدار أياما و أسابيع حتى آخر الشهر حيث أبت الأقدار إلاّ أن تكرر لها نفس المفاجأة , فقبل بزوغ الفجر و في نفس التوقيت وجدت مبلغا ماليا آخر ملقا تحت الباب , فتلعثمت و شعرت بالخوف , و جال بخاطرها أن يكون جنيا يسكن بيتها و يريد الزواج من إبنتها فاطمة. أخذت النقود تملؤها الحيرة و الفتور ثم وضعتها جنبا إلى جنب مع النقود السابقة .. استشارت إمام المسجد فقال لها هي هدية , استشارت جيرانها فقالوا هي هدية من الله الذي رق لحالك , توالت عليها نفس المبالغ عند نهاية كل شهر , و أصبحت تعيش في بحبوحة من العيش الكريم بفضلها . ذات يوم مات رجل في القرية كانت تخرج من جسده أثناء الدفن رائحة أطيب من رائحة المسك , بعده بشهر أصبح كثير من الأرامل و المساكين يتحدثون عن انقطاع رواتبهم الشهرية المجهولة المصدر .

ايوب صابر 05-10-2018 06:21 AM

قصة جميلة لكن السرد فيه رتابة وكنت افضل مزيد من التكثيف والادهاش. استمر .

المختار محمد الدرعي 05-10-2018 10:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 229995)
قصة جميلة لكن السرد فيه رتابة وكنت افضل مزيد من التكثيف والادهاش. استمر .

شكرا للقراءة و الحضور أستاذ صابر
تقبل تحيتي و تقديري


الساعة الآن 10:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team