منتديات منابر ثقافية

يروي أحد أساتذة النّحو: "كان لي قريب يعمل خطيبًا في مساجد وزارة الأوقاف، فكنت استمعُ إلى خطبه في بعض صلوات الجمعة فأسمعه يلحن، فأنبّهه إلى أخطائه، وأسأله: ألم تدرسوا النّحو والصّرف؟ فيقول: بلى درسناهما، حفظنا ألفيّة ابن مالك، والأجروميّة و.. فأقول له: أنت تحفظ النّحو كلّه، فلماذا تخطئ؟ فيقول: الحفظ شيء والتّطبيق العمليّ شيء آخر، لقد حفظنا كثيرًا وطبّقنا قليلًا".
حضرتني هذه الرّواية حين خضتُ نقاشًا مع محاضِرة للأدب العربيّ ترى أنّ انتقاص علامات لطلّابها جرّاء أخطائهم النّحويّة غبن، والمفترض محاسبتهم فقط على الأخطاء المضمونيّة الأدبيّة! قلتُ لها: ألا نتحدّث عن طالب متخصّص في اللّغة العربيّة سيعلّمها لاحقًا بمختلف فروعها ومجالاتها؟ أوليس النّحو جزءًا من اللّغة؟ إن لم تقومي أنت بتنبيهه إلى أخطائه هل سيقوم بذلك محاضر الرّياضيّات مثلا؟!
اللّغة العربيّة كلٌّ لا أجزاء مفتّتة..
هيفاء مجادلة.