منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   رثاء القصيدة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28607)

ياسَمِين الْحُمود 05-10-2021 01:52 AM

رثاء القصيدة
 
ما عاد لي ظلٌّ
لتأوي المفرداتُ
إليَّ من لفحٍ
وتأنسَ بعد غربتها
وحرقتها
وما عاد القريضُ
يجودُ
يمَّم غيثُه شطرَ الغيابْ
وبراعمُ الأفكار شاحبةٌ
على أغصان ذاكرتي
ذوتْ
وعبيرُها رهنُ اغترابْ
كانت تزيّن روض ذاكرتي
ويسألها الشذا
بعضًا من الأنفاسِ
كي يروي الظما
***
في محبسٍ
سِربُ الحروفِ
مُصفَّدٌ
ولَكَمْ ترومُ قوافلُ الكلمات في البيد المنى
وبريقَ ماءٍ تقتفي آثاره
وظلال قافيةٍ حَنونْ
هيهاتَ
لا تجني سوى خيباتها
يُخزي أمانيها السرابْ
***
ويغطُّ في خجلٍ عَميقٍ
صمتُ شعري
يستحي
من نظرة المرآة وهْي تجولُ في عينيه
يقبضه السكونْ
***
ومِـدادُ أحلامي
تجمَّدَ
في عروقِ قصيدةٍ
تأبى الولادةَ
والبحور تبخّرت
والأبجدية مقفرةْ
وعلى دروب الشعر
أوزاني
خُطاها اثَّاقلتْ
قد هدّها عِبءُ الكلام ِ
ترنَّحتْ متعثّرةْ
***
ويفرُّ شيطانُ القصيدِ معاندًا
متمرِّدًا
ينأى بعيدًا
خلف أمواج الضباب
فلا أرى أثرًا لهُ
وأصيحُ لا يرتدُّ لي
إلا الصدى
متصبِّبًا خجلًا
وشيطان القصيدِ مكابرٌ
يأبى الإيابْ
***
وأنا
على الأطلالِ
أنبشُ في ركام الأمسِ
أبحثُ عن تميمةِ لفظةٍ
كانت تبسَّمُ
في سريرِ دلالِها
يوماً
وأمست تحت رسمٍ ثاويةْ
وأنا
على الأطلال
رهنُ الصمتِ
أرتجلُ المخاوفَ
أستبيحُ
حكايةً ذبلتْ
على شفةِ الزمانِ
وفي مهبِّ الموت روحُ الراويةْ
***
أبكي على الشعرِ القتيلِ
وأرتدي
ليلَ الحداد
وأرفع النّصبَ المضمَّخ بالدموعِ
وفي مخادعها
على وقع النواحِ
تحاوُل الكلماتُ
ترتيلَ الرثاءِ
لذاتها الثكلى
ولكنْ
لا حياةَ لمن تغمّدهُ الوجومْ !!
وتاه في ليلِ العذابِ
يلمُّ أنقاضَ الخرابْ
***
رغم انكساراتي
وشهقة لهفتي
وغياب بدرِ الشعر عن عيني
سأقترف المحاولة الجديدةَ
أيْنَهُ شيطانُ شعري المُرتَجَى؟!
بيدي ودمعي
سوف أكتبُ كي أواسي
خاطري المفجوعَ
بضعة أحرفٍ
ذكرى لكل العابرين هنا
سأكتبُ
فوق شاهدة العذابْ:
هذا مقامُ قصيدةٍ
لم يكتمل بنيانها

عبد الكريم الزين 05-10-2021 02:40 AM

رد: رثاء القصيدة
 
ما أجمل الحروف حين تشارك الشاعرة معاناتها
وتحلق معها في سماء الإبداع لتهبنا قصيدة بمثل هذه الروعة
دمت ودام العطاء
باقات ورد وتقدير:31:

ثريا نبوي 05-10-2021 06:59 AM

رد: رثاء القصيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 296744)


ما عاد لي ظلٌّ
لتأوي المفرداتُ
إليَّ من لفحٍ
وتأنسَ بعد غربتها
وحرقتها
وما عاد القريضُ
يجودُ
يمَّم غيثُه شطرَ الغيابْ
وبراعمُ الأفكار شاحبةٌ
على أغصان ذاكرتي
ذوتْ
وعبيرُها رهنُ اغترابْ
كانت تزيّن روض ذاكرتي
ويسألها الشذا
بعضًا من الأنفاسِ
كي يروي الظما
***
في محبسٍ
سِربُ الحروفِ
مُصفَّدٌ
ولَكَمْ ترومُ قوافلُ الكلمات في البيد المنى
وبريقَ ماءٍ تقتفي آثاره
وظلال قافيةٍ حَنونْ
هيهاتَ
لا تجني سوى خيباتها
يُخزي أمانيها السرابْ
***
ويغطُّ في خجلٍ عَميقٍ
صمتُ شعري
يستحي
من نظرة المرآة وهْي تجولُ في عينيه
يقبضه السكونْ
***
ومِـدادُ أحلامي
تجمَّدَ
في عروقِ قصيدةٍ
تأبى الولادةَ
والبحور تبخّرت
والأبجدية مقفرةْ
وعلى دروب الشعر
أوزاني
خُطاها اثَّاقلتْ
قد هدّها عِبءُ الكلام ِ
ترنَّحتْ متعثّرةْ
***
ويفرُّ شيطانُ القصيدِ معاندًا
متمرِّدًا
ينأى بعيدًا
خلف أمواج الضباب
فلا أرى أثرًا لهُ
وأصيحُ لا يرتدُّ لي
إلا الصدى
متصبِّبًا خجلًا
وشيطان القصيدِ مكابرٌ
يأبى الإيابْ
***
وأنا
على الأطلالِ
أنبشُ في ركام الأمسِ
أبحثُ عن تميمةِ لفظةٍ
كانت تبسَّمُ
في سريرِ دلالِها
يوماً
وأمست تحت رسمٍ ثاويةْ
وأنا
على الأطلال
رهنُ الصمتِ
أرتجلُ المخاوفَ
أستبيحُ
حكايةً ذبلتْ
على شفةِ الزمانِ
وفي مهبِّ الموت روحُ الراويةْ
***
أبكي على الشعرِ القتيلِ
وأرتدي
ليلَ الحداد
وأرفع النّصبَ المضمَّخ بالدموعِ
وفي مخادعها
على وقع النواحِ
تحاوُل الكلماتُ
ترتيلَ الرثاءِ
لذاتها الثكلى
ولكنْ
لا حياةَ لمن تغمّده الوجومْ !!
وتاه في ليل العذابِ
يلمُّ أنقاضَ الخرابْ
***
رغم انكساراتي
وشهقة لهفتي
وغياب بدرِ الشعر عن عيني
سأقترف المحاولة الجديدةَ
أيْنَهُ شيطانُ شعري المُرتَجَى ؟!
بيدي ودمعي
سوف أكتبُ كي أواسي
خاطري المفجوعَ
بضعة أحرفٍ
ذكرى لكل العابرين هنا
سأكتبُ
فوق شاهدة العذابْ:
هذا مقامُ قصيدةٍ
لم يكتمل بنيانها



أينَهُ الشعرُ إنْ لم يكن هو ذاكَ يا زُلالَ نهرِ الشعر؟!
رثاءُ القصيدة؛ قصيدةٌ تُحيي القصيدة وتبعثُ قوافي الشعرِ من مراقِدِها
حيَّاكِ اللهُ وأدامَ الإبداعَ بين يديكِ معانيَ وهندسةَ بناءٍ مُحكمةً مُبهرة
لها التثبيت في 10/5/2021
ومنّي بُستانُ
:45::45::45:
عساهُ يليق


ثريا نبوي 05-10-2021 07:17 AM

رد: رثاء القصيدة
 
لي عودة لضبط بعض أماكن التشكيل
ضبطتُها ولم تُسجّل مع انقطاع النت

محمد أبو الفضل سحبان 05-11-2021 05:10 AM

رد: رثاء القصيدة
 
قصيدة مؤثرة وناطقة بلسان الأزمة التي أصابت قصيدة التفعيلة بوجه خاص ، وحركة الشعر العربي المعاصر بوجه عام ، والتي أفضت إلى حالة من الركود و الإرهاق الجمالي والسأم من البالي والمستهلك.. !!!
ولا أبالغ إذا قلتُ إنّنا أمام قصيدة رثاء تستوقف قارئها حتى لا أقول تبهره ،وهي تأخذه بجمالها إلى عوالم جديدة تتوحد فيها معاناته مع معاناة الشاعرة، إذْ لم نألف في قصائد الرّثاء أن يكون المرثي هو الشعر نفسه ، و الذي جاء هنا في شكل قطعة فنية مبتكرة
ومطرزة ببراعة عاشقة تبدع بإخلاص نابع من صدق إحساس عميق.فعمق الألم وصدق الإحساس هو الذي يفجّر روعة القول وقوّته وتفرّده.
قصيدة تستحق التثبيت وجديرة بقراءات ودراسات متعددة لغةً ومبنى ومعنىً.
سلمت المَلَكَة .
شكرا و :20:

حمزه حسين 05-11-2021 10:27 PM

رد: رثاء القصيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 296744)

ما عاد لي ظلٌّ
لتأوي المفرداتُ
إليَّ من لفحٍ
وتأنسَ بعد غربتها
وحرقتها
وما عاد القريضُ
يجودُ
يمَّم غيثُه شطرَ الغيابْ
وبراعمُ الأفكار شاحبةٌ
على أغصان ذاكرتي
ذوتْ
وعبيرُها رهنُ اغترابْ
كانت تزيّن روض ذاكرتي
ويسألها الشذا
بعضًا من الأنفاسِ
كي يروي الظما
***
في محبسٍ
سِربُ الحروفِ
مُصفَّدٌ
ولَكَمْ ترومُ قوافلُ الكلمات في البيد المنى
وبريقَ ماءٍ تقتفي آثاره
وظلال قافيةٍ حَنونْ
هيهاتَ
لا تجني سوى خيباتها
يُخزي أمانيها السرابْ
***
ويغطُّ في خجلٍ عَميقٍ
صمتُ شعري
يستحي
من نظرة المرآة وهْي تجولُ في عينيه
يقبضه السكونْ
***
ومِـدادُ أحلامي
تجمَّدَ
في عروقِ قصيدةٍ
تأبى الولادةَ
والبحور تبخّرت
والأبجدية مقفرةْ
وعلى دروب الشعر
أوزاني
خُطاها اثَّاقلتْ
قد هدّها عِبءُ الكلام ِ
ترنَّحتْ متعثّرةْ
***
ويفرُّ شيطانُ القصيدِ معاندًا
متمرِّدًا
ينأى بعيدًا
خلف أمواج الضباب
فلا أرى أثرًا لهُ
وأصيحُ لا يرتدُّ لي
إلا الصدى
متصبِّبًا خجلًا
وشيطان القصيدِ مكابرٌ
يأبى الإيابْ
***
وأنا
على الأطلالِ
أنبشُ في ركام الأمسِ
أبحثُ عن تميمةِ لفظةٍ
كانت تبسَّمُ
في سريرِ دلالِها
يوماً
وأمست تحت رسمٍ ثاويةْ
وأنا
على الأطلال
رهنُ الصمتِ
أرتجلُ المخاوفَ
أستبيحُ
حكايةً ذبلتْ
على شفةِ الزمانِ
وفي مهبِّ الموت روحُ الراويةْ
***
أبكي على الشعرِ القتيلِ
وأرتدي
ليلَ الحداد
وأرفع النّصبَ المضمَّخ بالدموعِ
وفي مخادعها
على وقع النواحِ
تحاوُل الكلماتُ
ترتيلَ الرثاءِ
لذاتها الثكلى
ولكنْ
لا حياةَ لمن تغمّدهُ الوجومْ !!
وتاه في ليلِ العذابِ
يلمُّ أنقاضَ الخرابْ
***
رغم انكساراتي
وشهقة لهفتي
وغياب بدرِ الشعر عن عيني
سأقترف المحاولة الجديدةَ
أيْنَهُ شيطانُ شعري المُرتَجَى؟!
بيدي ودمعي
سوف أكتبُ كي أواسي
خاطري المفجوعَ
بضعة أحرفٍ
ذكرى لكل العابرين هنا
سأكتبُ
فوق شاهدة العذابْ:
هذا مقامُ قصيدةٍ
لم يكتمل بنيانها


اسمحي لي أن أختلف قليلا معك شاعرتنا المحلقة
بل كثيرا ...
وكثيرا جدا أيضا

فهذه ملحمة شعرية جذابة خلابة
أي مداد تجمد ؟.... وأنا أرى بحرا متلاطم المعاني والجمال
وأي قصيدة تأبى الولادة؟.... وهذه التحفة قد أطلت مياسة ... سامقة
مترنحة...
فاقع جمالها..... تسر الناظرين

أشرق بدر الشعر شاعرتنا ... بل ولم يغب بهذه الفريدة الساطعة

لم يكتمل بنيانها؟ .. بل مكتلمة البنيان رصينة الأعمدة
سبك وحرفية واضحان يا ياسمين الشعر

تفعيلة فعلت فعلتها فعلا

تقديري الكبير
والتحيات

ياسَمِين الْحُمود 05-12-2021 04:30 PM

رد: رثاء القصيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 296745)
ما أجمل الحروف حين تشارك الشاعرة معاناتها
وتحلق معها في سماء الإبداع لتهبنا قصيدة بمثل هذه الروعة
دمت ودام العطاء
باقات ورد وتقدير:31:

حضورك يُعطي النص بعداً آخر
سعيدة بحضورك المشرق
وعيدك مبارك :31:

ياسَمِين الْحُمود 05-12-2021 04:33 PM

رد: رثاء القصيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 296749)
أينَهُ الشعرُ إنْ لم يكن هو ذاكَ يا زُلالَ نهرِ الشعر؟!
رثاءُ القصيدة؛ قصيدةٌ تُحيي القصيدة وتبعثُ قوافي الشعرِ من مراقِدِها
حيَّاكِ اللهُ وأدامَ الإبداعَ بين يديكِ معانيَ وهندسةَ بناءٍ مُحكمةً مُبهرة
لها التثبيت في 10/5/2021
ومنّي بُستانُ
:45::45::45:
عساهُ يليق


كم يسعدني أن أجدك هنا
تجودين على النص بكل هذا البهاء
والله دائماً ما تتحفينني بحسن ظنك
وحضورك الرائع
حفظك الله وأبقاك لي ذخرا ثمينا...
لكِ التحيات والمحبات
وعيدك مبارك :21:

ياسَمِين الْحُمود 05-12-2021 04:39 PM

رد: رثاء القصيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو الفضل سحبان (المشاركة 296868)
قصيدة مؤثرة وناطقة بلسان الأزمة التي أصابت قصيدة التفعيلة بوجه خاص ، وحركة الشعر العربي المعاصر بوجه عام ، والتي أفضت إلى حالة من الركود و الإرهاق الجمالي والسأم من البالي والمستهلك.. !!!
ولا أبالغ إذا قلتُ إنّنا أمام قصيدة رثاء تستوقف قارئها حتى لا أقول تبهره ،وهي تأخذه بجمالها إلى عوالم جديدة تتوحد فيها معاناته مع معاناة الشاعرة، إذْ لم نألف في قصائد الرّثاء أن يكون المرثي هو الشعر نفسه ، و الذي جاء هنا في شكل قطعة فنية مبتكرة
ومطرزة ببراعة عاشقة تبدع بإخلاص نابع من صدق إحساس عميق.فعمق الألم وصدق الإحساس هو الذي يفجّر روعة القول وقوّته وتفرّده.
قصيدة تستحق التثبيت وجديرة بقراءات ودراسات متعددة لغةً ومبنى ومعنىً.
سلمت المَلَكَة .
شكرا و :20:

هذا بعض جمالك كاتبنا وقاصنا الجميل
محمد أبو الفضل سحبان
ولمنابر ثقافية كل المحبة والتقدير
لأنها جمعتنا على حب الكلمة
شكرا لكرم روحك
تحياتي ومحبتي الأخوية
وعيدك مبارك:31:

ياسَمِين الْحُمود 05-12-2021 04:45 PM

رد: رثاء القصيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزه حسين (المشاركة 296915)
اسمحي لي أن أختلف قليلا معك شاعرتنا المحلقة
بل كثيرا ...
وكثيرا جدا أيضا

فهذه ملحمة شعرية جذابة خلابة
أي مداد تجمد ؟.... وأنا أرى بحرا متلاطم المعاني والجمال
وأي قصيدة تأبى الولادة؟.... وهذه التحفة قد أطلت مياسة ... سامقة
مترنحة...
فاقع جمالها..... تسر الناظرين

أشرق بدر الشعر شاعرتنا ... بل ولم يغب بهذه الفريدة الساطعة

لم يكتمل بنيانها؟ .. بل مكتلمة البنيان رصينة الأعمدة
سبك وحرفية واضحان يا ياسمين الشعر

تفعيلة فعلت فعلتها فعلا

تقديري الكبير
والتحيات

الشاعر جميل الحس والعبارة
حمزه حسين
تمرّ على قصائدي وكتاباتي مرّ النّسيم الحنون
وتداعب أوتار حروفي بأناملك الرّقيقة السّاحرة
أثمّن وجودك معي وأفتخر به جدّا...
وعيدك مبارك!!!


الساعة الآن 02:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team