منتديات منابر ثقافية

(صدى القلم 🖋)
كتـ✍ـبه: فيصل أحمد الجعمي.
============
تطلعْ في وجوه الجميع ؛ واستمع لأصوات الجميع ؛واقرأ أفكار الجميع ؛ لترى حجم الكارثة التي عصفت بالجميع ؛ عندما يتحدث الجميع ، ويصوت الجميع ، ويختلف الجميع ، ويفترق الجميع ، ولا يتحد الجميع ، فاعلم أن الضحية هم الجميع ؛ عندما لايفكر الجميع بالحل ، ولايأبه الجميع للمصيبة ، ويستمر الجميع في الانتقام من الجميع ، ولا يدركون الخطر الذي يداهم الجميع ، والأثر الذي سيلحق الجميع ؛ فأحسن وأفضل وأنزه وأشرف طريقة أن تترك الجميع ، وتوَلِّي إلى حيث لا تسمع ولا تقرأ ولا تكتب ولاتأخذ ولا تعط ، يقولون أن الذهب أفضل من الفضة ، والصمت أفضل من الكلام ، ولي ولك أن نختار الأفضل ؛ نحن لسنا في نظر هذا العالم سوى اللاشيئ ؛ فهل نستطيع يوما من الأيام أن نصير شيئا
" وكفى الله المؤمنين شر القتال "
أم أننا سنظل اللاشيئَ نفسه إلى النهاية ؛ وماذا بعد النهاية إلا الضلال ؛ من المسلمات أن يعقب الضلال هداية ، ولكن هل بعد الهداية من ضلال ؟!
دعونا وهذه التساؤلا التي تشبه السرد الفلسفي العقيم ؛ فأنا عربي الأصل ، عصبي الإرث ، سادي الانتقام ، ولكن من نفسي ؛ ومن أصلي ؛ ومن عروبتي ؛ وحتى من معتقدي ! مازلت جاهلا ؛ لا أحبذ الخروج من الظلام إلى النور ، وإن أخرجتُ يوما فسرعان ما أعود إلى موروثي الذي وجدني عليه النور يوما ما ؛ وأخرجني شفقة ورحمة بي ؛ تركت كل شيئ خلف ظهري ؛ وركنت إلى أني إبن النور ؛ ولم أعمل بمقتضى تعاليمه على الأقل ؛ لأفوز بهذه وتلك ، بخير الأولى ونعيم الثانية !!
ليتني كنت كذلك ؛ ولو كنتُ .. لكنتُ على رأس الأمم اليوم ؛ أليس كذلك ؟!
المشكلة أن الدماءَ التي تسيل ، والأرواحَ التي تزهق ، والتضحيات التي تبذل ، كل ذلك يقدمها الذين لايعرفون عن جوهر القضية شيئا ؛ الذين لايعرفون لماذا هم يقاتلون ومِنْ أجل مَنْ هم يقاتلون ، ولمصلحة مَنْ هم يقاتلون ؛ بل ولا يعرفون حتى مَنْ يقاتلوا ولِمَ يقاتلونهم ؛ إنها مشكلةٌ عظيمةٌ وكبيرةٌ ومعقدة ؛ عندما يكون القاتل والمقتول عبارة عن بالونات منفوخةٍ ؛ كل واحدةٍ تنفجرُ في وجه اختها ؛ في حركة منفوخة مسلوبة الإرادة ، وتصادم مدفوع القيمة ، لبالونات تشترى بالرخيص من الكلام ، وتباع بأغلى الأثمان ؛ ياأهل العمالة والارتهان والارتزاق ، ياتجار الحروب والأزمات ، أيها المتاجرون بشقاء ومعاناة الأوطان ؛ أيها الذين لايهمهم لو تفنى الشعوب بمن فيها ؛ بقدر ما يهمهم بكم باعوا وبكم شروا ، ألا سحقا لكم إن لم تعودوا إلى رشدكم وتكفروا عن سيئاتكم وما أقدمتم عليه ، بلا دليل من الله ولا حجة ولابرهان ،،،