منتديات منابر ثقافية - " مبشر بالجنة " قصة واقعية

هي قصة تتداولها الألسنة وقد سمعتها من أحد أقاربي في جلسة عائلية ولست متيقنا من وقوعها فعلا.. ولكن سواء أكانت واقعية كما يروى أم أنها مجرد حكاية خيالية إلا أنها أثرت بي كثيرا لدرجة جعلتني أبكي و ألوم نفسي مرارا على قسوة قلبي وعدم صبري. وقد آثرت أن أضعها بين أيديكم لما فيها من الحكمة والموعظة الحسنة راجيا من الله أن يصل صداها لكل القلوب..
رأى رجل في منامه وهو محرم بالحج أن شخصا غريبا يقول له :
إن جارك فلان هو من المبشرين بالجنة...وعندما قام من نومه لم يلق بالا للأمر وظن أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد أضغاث أحلام...ولكنه رأى نفس الرؤية في اليوم الموالي ثم في اليوم الثالث على التوالي فتأكد لديه أن في الأمر خطبا...وبعد عودته إلى الديار عقب الانتهاء من أداء مناسك الحج .. قام بزيارة جاره وأخبره بالأمر
استغرب جاره وقال : لست أعلم عن الأمر شيئا
لكن الحاج ألح عليه في السؤال : هل أنت من النساك الزاهدين ؟؟؟ هل أنت من الصادقين المتصدقين ؟؟ هل أنت من أولياء الله الصالحين؟؟؟ أناشدك الله أن تخبرني شيئا فأنت من المبشرين بالجنة ...
فقال الرجل : والله لست من هؤلاء ولا من أولئك ....أنا مجرد إنسان عادي ولا أزكي على الله نفسي ...
لكن الحاج لم يقتنع واصر على إيجاد تفسير للمسألة وسأله مجددا :
هل تقوم بأعمال البر والخير؟؟؟؟
فأجابه الرجل : وهل يجدر ان يمن الانسان بعمل يبتغي به وجه الله أم أن المفروض أن يظل الامر بينه وبين من خلقه..
الحاج : كلامك صحيح...ولكني أتوسل إليك أن تقول شيئا...فأنا رأيت رؤى متكررة وأنا محرم بالحج أنك من المبشرين بالجنة ...فهلا أرشدتني يا أخي لما قمت أو تقوم به من أعمال علك تكون سببا في دخولي الجنة..
فقال الرجل : ما دمت مصرا فسأصدقك القول...أنا لست ناسكا متعبدا ولا وليا صالحا ولكني مجرد إنسان أحمل أوزاري ككل الناس ولكني أعتقد أنني قمت بعمل ورجوت الله من خلاله أن يغفر لي ويرزقني الجنة...
أشرق لون الحاج وابتسم قائلا : أكمل جزاك الله خيرا وأرحني فأنا كنت أعلم أن تلك الرؤيا ليست مجرد حلم...
فقال الرجل : ولكن أرجو أن تظل المسألة سرا بيننا
فقال الحاج : أعاهدك الله على ذلك ..
فقال الرجل : تزوجت قبل عشر سنوات من سيدة قريبة لي من جهة الأم ....وبعد مرور شهر على زواجنا اكتشفت أنها حامل منذ ثلاثة شهور...انقبضت منها وحزنت حزنا شديدا وبكيت لأيام متوالية بكاء يبعث على السآمة....لكنها كانت أيضا ترغي كرغاء الأطفال و تردد جملة واحدة : أناشدك الله أن تسترني وأسأل الله أن يسترك يوم لا ستر إلا ستره ...ثم حكت قصتها بأسى وكيف احتال عليها شخص كانت تحبه بجنون حتى عصت الله وانصاعت له نزولا عند وعده لها بأن يتزوجها...لكنه غدر بها بعدما قضى منها وطره ...انقلب الحزن فجأة إلى طمأنينة ورق قلبي وقلت لها لا تخافي إن الله معنا...ظل الأمر سرا بيني وبينها وعندما بدأ بطنها في الظهور أخذتها إلى بيت مهجور بالريف يعود لوالدي رحمة الله عليه...ولما أوشكت على وضع حملها ذهبت إلى بلدة نائية أسأل إن كانت هناك امرأة قابلة.. ودلوني على مسكنها ثم رافقتني إلى البيت ...ظللت بالخارج انتظر بفارغ الصبر ...وفي خلال دقائق سمعت صرخات مكتومة لجنين أقبل على الحياة...بكيت فرحا ...خرجت القابلة حاملة الجنين وهي تقول : مبروك ....زوجتك أنجبت مولودا ذكرا....طلبت مني أن أؤذن في أذنه وفعلت في الحال ...عدنا بعد ذلك إلى المدينة ...وفي نفس الليلة كنت قذ رتبت لكل شيء حتى لا ينكشف الأمر...حملت الجنين قبل صلاة الصبح ووضعته أمام المسجد من حيث لم يرني أحد....ثم انسحبت مراقبا الوضع ولما اقترب موعد الصلاة بعد رفع الأذان بدأ المصلون يحجون ثم تحلقوا حول الجنين مرددين : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.....هل توجد حقا امرأة تسمح لنفسها برمي فلذة كبدها .... ؟؟؟وهل يسمح أبوه بهذا الشيء أم أنهما منزوعي الرحمة....
في هذه اللحظة أخذت القرار وقدمت مسرعا ثم قلت وكأني لا أعلم عن الأمر شيئا : ماذا هناك ؟؟؟
فأجابني أحدهم : يا سيد موسى ...لقد وجدنا هذا الجنين مرميا ...لقد وضعه أحدهم هاهنا وفر من المكان ....
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله....أنا أتكفل به ....أنا لم أرزق بالولد وسأتبناه وأعتني به لعله ينفعني ....
فقالوا بصوت واحد : الله أكبر...جزيت خيرا يا سيدي ونحن على هذا من الشاهدين
ثم حملت الوليد بين يدي وقبلته ثم عدت إلى البيت وأنا في غاية الفرح والسرور...
استقبلتني زوجتي وهي تكفكف دموعها ...فعانقتها والجنين بيننا ثم قلت : أبشري فقد فرج الله همنا وستر عيبنا...