رسالة أسير ( فلسطين الأبقى )
 

إلى حملة الرايات...إلى فتيان فلسطين الذين تفتحت أعينهم على مجالدة الاحتلال...إلى الذين شبّوا ودرجوا على أيدي الحانيات الفارسات...إلى الذين يؤمنون بأن الاحتلال الإسرائيلي –لا محالة زائل-وكما الفرس والهكسوس والرومان والإغريق والأشور والبابل والمغول والتتار والزنج والإفرنج سيهلكون. وتبقى فلسطين عربية اللسان والإنسان والمكان، شامخةً بالصناديد الجنادل...يوقِّعون مع كل إطلالة شمس وبزوغ قمر لحن النضال الوطني، مطرزاً ً بتضحيات النبلاء والشرفاء، موشَّىً بأنقى وأطهر صور.
فلا يهولَنَّكم هذا الصلف الصهيوني الزائف، فعلى أبواب فلسطين تكسرت أقدامٌ وأقدام، وعلى عتباتها تمرغت أنوفٌ وأنوف بوحل الغرور.
هي تلك فلسطين، لم تكن لقمةً سائغةً لطامعٍ، ولن تكون. وليس للجبروت عليها سبيل لكسر إرادة شبلٍ صغير، وما منا فزِعٌ ولا جزِعٌ و لا بكّاءٌ و لا خوّاف...فمن رحم المعاناةِ، من بين الركام، يخرج من يهزُّ وهمَ العرش الإسرائيلي الكاذب. يقول: لا، هنا كريم يونس... هنا رائد السعدي... هنا سعيد الطوباسي...هنا نائل البرغوثي... هنا جنين ...هنا حيفا... هنا غزة...عسقلان ...هنا الخليل...هنا الجليل ...هنا فلسطين...وحيثما كنت: في سجن مجدو ...النقب... نفحة ... جلبوع، على أي شبرٍ في فلسطين... فذاك حِضن أمي وأبي...ذاك وطني، وأنا على ثغرٍ فيه، شرّفني الله بأن أكون فلسطينياً، أحمل لواء المجد والشرف، جنباً إلى جنب، ويدا بيد، مع الشاعر والكاتب والفنان والأديب والطبيب والمعلم والمهندس والمزارع والتاجر....
ومع قناديل خيمة الاعتصام المضربين عن الطعام في جنين...صلاح سلامة "أبو الجحيم" ...شادي الدربي...أحمد خزيمية...ربيع القط...محمد الناطور...أمجد علاونة...والدة الأسير محمد أبو سخا...ووالدة الأسير علي القنيري، تتجلى لوحة الاصطفاف الوطني بأبهى الألوان والحُلل، خلف قادة المرحلة... رواد الدفاع عن الحرية والكرامة، لنبدد أوهام المحتل الصهيوني، بأقلامِنا ورِيَشِنا ومعاولنا...بأجسادنا بمُهجِنا بنضارة شبابنا... بفلذات أكبادنا،بدموع أمهاتنا، بدماءِ شهدائِنا، بجوعنا، بعطشنا، بوحدة صفنا.
وبعدالة قضيتنا، وسُمُوِ نضالنا، نعيد لفلسطين نقاءها وحريتها من الماء إلى الماء. وعاجلاً غير آجل سيزول الاحتلال، وتبقى فلسطين عربية الأرومة... فلسطينية الثرى والهوى والسما.
الثلاثاء 2/5/2017
الموافق5شعبان1438هج