منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   استحباب التفريج عن الناس (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=18638)

عبدالله علي باسودان 11-21-2015 08:03 AM

استحباب التفريج عن الناس
 
استحباب التفريج عن الناس
بقضاء الحوائج

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من نفَسَّ عن أخيه كُرْبَة من كُرْب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يَسّر على معسر، يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على المسلمين كافة نصيحة المسلمين والقيام بالكشف عن همومهم وكربهم؛ لأن من نَفَّس كربة من كرب الدنيا عن مسلم نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن تَحرَّى قضاء حاجته ولم يُقْضَ قضاؤها على يديه فكأنه لم يقصر في قضائها، وأيسر ما يكون في قضاء الحوائج استحقاق الثناء، والإخوان يعرفون عند الحوائج، كما أن الأهل تختبر عند الفقر؛ لأنَّ كل الناس في الرخاء أصدقاء، وشر الإخوان الخاذل لإخوانه عند الشدة والحاجة، كما أن شرَّ البلاد بلدة ليس فيها خِصْب ولا أمن
قال الشاعر
خيرُ أيامِ الفتى يومٌ نَفَعْ
واصطناع العُرف أبقى مصطَنَعْ

ما يُنالُ الخيرُ بالشر، ولا
يَحصُدُ الزارع إلا ما زَرَعْ
ليس كلُّ الدهر يوما واحدا
ربما انحط الفتى، ثم ارتَفَعْ
يقول الحسن البصري قضاء حاجة أخ مسلم أحب إليّ من اعتكاف شهرين.

وأنشدني علي بن محمد البسامي:
سابق إلى الخير وبادرْ به
فإنَّ مِن خَلفكَ ما تعلمُ
وقدّمِ الخير، فكل امرئ
على الذي قدمه يَقْدَمُ
عن الأصمعي، حدثنا أبو معمر شبيب بن شيبة الخطيب قال: لما حضرَت ابن سعيد ابن العاص الوفاةُ قال لبنيه : ا بنيّ، أيُّكم يقبل وصيتي؟ فقال ابنه الأكبر: أنا قال: إن فيها قضاء ديني، قال: وما دينك يا أبت؟ قال: ثمانون ألف دينار، قال: يا أبت فيم أخذتها؟ قال: يا بني في كريم سددت خَلَّته، ورجل جاءني في حاجة وقد رأيت السوء في وجهه من الحياء، فبدأت بحاجته قبل أن يسألها( قال أبو حاتم رضي الله عنه: حقيق على من علم الثواب أن لا يمنع ما ملك من جاه أو مال إن وجد السبيل إليه قبل حلول المنية، فيبقى عن الخيرات كلها، ويتأسف على ما فاته من المعروف. والعاقل يعلم أن من صحب النعمة في دار الزوال لم يخلُ من فقدها، وأن من تمام الصنائع وأهناها إذا كان ابتداء من غير سؤال.

عن المهلبي قال: دخل أبو العتاهية على الرشيد، فقال: سل يا أبا العتاهية، فقال:
إذا كان المنال ببذل وجه
فلا قرَّبْتُ من ذاك المنال

وأنشد عبد العزيز بن سليمان:
يبقى الثناء وتنفَذُ الأموال
ولكل دهر دولةٌ ورجال
ما نال مَحمَدة الرجال وشكرَهْم
إلا الصبور عليهمُ المفضال
قال أبو حاتم رضي الله عنه: لا يجب الإلحاف عند السؤال في الحوائج؛ لأن شدة الاجتهاد ربما كانت سبباً للحرمان والمنع، والطالب للفلاح كالضرّاب بالقِداح: سهم له، وسهم عليه، فإن أعطى وجب عليه الحمد، وإن منع لزمه الرضاء بالقضاء، ولا يجب أن يكون السؤال إلا في ديار القوم ومنازلهم، لا في المحافل والمساجد والملأ؛ لأن محمد بن محمود النسائي حدثنا، قال: حدثنا علي بن خَشْرم، حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن حنيف المؤذن قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: )لا تسألوا الناس في مجالسهم ومساجدهم فتفحشوهم، ولكن سلوهم في منازلهم، فمن أعطى أعطى، ومن منع منع(.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الذي قاله عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ورضوانه إذا كان المسئول كريما، فإنه إن سئل الحاجة في نادي قومه ولم يكن عنده قضاؤها تشور وخجل. وأما إذا كان المسئول لئيما ودُفع المرء إلى مسألته في الحاجة تقع له فإنه إن سأله في مجلسه ومسجده كان ذلك أقضى لحاجته، لأن اللئيم لا يقضي الحاجة ديانة ولا مُروءة، إنما يقضيها إذا قضاها طلباً للذكر والمحمدة في الناس.
على أني أستحب للعاقل أنْ لو دفعه الوقت إلى القِدِّ ومَصِّ الحصَى ثم صبر عليه لكان أحرى به من أن يسأل لئيما حاجة؛ لأن إعطاء اللئيم شَين، ومنعه حَتْف.
و أنشد محمد بن عبد الله البغدادي:
إذا أعطى القليل فتىً شريف
فإن قليل ما يعطيك زينُ
وإن تكن العطية من دنِيٍّ
فإنَّ كثير ما يعطيك شينُ.


الساعة الآن 10:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team