منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   O موسوعة القصص القصيرة o (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25302)

العنود العلي 01-07-2020 03:23 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
غرق
تركت طفلتها عنوة،
وهي ترسم البحر في كراستها،
لم تعلمها كيف تنجو إذا هاج فجأة، فوجدتها
بعد حين، غارقة فيه على ضفاف عمرها.
(منال علي)

العنود العلي 01-07-2020 03:25 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الكهرباء
قالت الطفلة :
صحيح أن بيتنا واسع،
كثير الغرف ومن ثلاث طوابق،
إلا أنني حين تنقطع الكهرباء عن
المدينة أتمنى بيتًا صغيرًا كبيت الجيران،
أجد فيه أمي بسرعة
إسراء رفعت

العنود العلي 01-07-2020 03:37 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
نقار خشب
ضاع صياد مـرة في الأدغال،
وبعد أن تجول هائمـا، تهـاوى عند
شجرة أرز وغط في النوم، أيقظته موسيقى
لم يسمع مثلها قط! عندئذ اكتشف الصياد أن
طائر نقار خشب ينقر أحد الأغصان، كانت الموسيقى
تولد من الريح التي تدخل الثقوب. محاكيا الريح والطائر،
أبدع الصياد التائه، أول ناي أميركي!
غاليانو

العنود العلي 01-07-2020 03:40 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
آثار لا تُرى
الرياح تمحو آثار النوارس
الأمطار تمحو آثار خطى البشر
الشمس تمحو آثار الزمن والحكواتية
يبحثون في الآثار عن الذاكرة المفقودة،
عن الحب والألم، هي آثار لا ترى، لكنها، لا تمحى.
إدواردو غاليانو | صياد القصص

العنود العلي 01-07-2020 03:42 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الزمن الضائع

أمام باب المعمل
توقّف العامل فجأةً
جرُّه الطقس الجميلُ من سُترته
فاستدار، وأبصر الشّمسَ
شديدةَ الحُمرة كاملةَ الاستدارة
مبتسمةً في سمائها الرّصاصية
بألفةٍ غمزها
قائلاً: يا رفيقة شمس
ألا ترين أنّ من الغباء
أن نعطيَ ربّ العمل يومًا بهذا الجمال!
-
جاك بريفير

العنود العلي 01-18-2020 03:26 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
حكمة

سمعت جدتها يوما تقول أنه يمكن أن تحول التراب إلى ذهب أو العكس، وأنها تعرف طريقة ذلك. حينما توفيت الجدة، كانت الحفيدة على يقين أن عُكازة جدتها ما هي إلا تلك العصا السحرية التي تفعل بها ذلك. أخذت تأمر بها التراب ليستحيل ذهبا، بل وقامرت بتجربتها على مصوغات أمها الذهبية لتحويلها ترابا، ولم تفلح.
جلست يائسة، وحينها لاحظت النقش الموجود على العكازة، كان يقول:
النيّة: شيء يحول التراب إلى ذهب أو العكس.

حياة القلوب

العنود العلي 01-18-2020 03:31 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
جواكر محترقة
استبشرت خيرا بالدخان الأسود
الذي أشاع فضيحة ترقبتها , شمخت
سنديانات زهوها ، و انصرفت إلى عمودها
الصحفي تكتب عن المتكسبات بأجساد الحروف
وأولئك المتعطشين لكل حروف التأنيث في اللغة
الذين يكتبون بشبق يتوهج بطلاء الأظافر , فرغت من
بناء عمودها الرصين لتفاجأ بأحدهم يرميها بكأس ماء بارد
رقيّة كنعان

العنود العلي 01-18-2020 03:37 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الصلاة

جلس في الانتظار،
ليعالج طفلَه المصاب بالزكام.
ومع الأذان غادرْتُه للصلاة،
ثم عُدتُ مُسرعًا...
فتجهَّمَ وغادرَ ورفضَ العلاج،
بعدما جرَّدني مِن إنسانيتي، واتَّهمني
بالانتماء لجماعات التكفير والاعتزال!
منير لطفي محمد

العنود العلي 01-18-2020 04:05 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
صدفة مُعبرة أم عابرة؟!

بقلم : Meshari مشاري


كأن اللحظات تتجه نحو نفقٍ مظلم، والانتظار أشبه بموقد جمر، هذا حال (سالم) الذي يترقب اتصالًا هاتفيًّا من لدن رفيقيه ( فيصل و عامر ) اللذين قد اتفقا معه يوم أمس في الذهاب إلى نزهة برية خارج منطقتهم السكنية، ومن دون سابق انذار بدأ يطلق جهازه النقال نغمات تشير إلى الهدف المنشود، اتصال من قبل رفيقيه.
– أهلًا
– نحن أمام منزلك هيا
– حسنًا قادم إليكم
لملم حقيبته ذات السعة المطلوبة، وانطلق نحو الخروج فركب المركبة وانطلقوا نحو مآل رحلتهم، بدأ فيصل الذي كان يقود المركبة في تحريك جهاز مشغل الأقراص محاولًا منه إخراج أصوات شجية تعطي أجواء منغمة في سير الرحلة التي بدأ يلوح في الأفق اقتراب نهايتها، حينئذ بدأت تظهر على جسد عامر علامات التململ محاولًا إفهام فيصل أن يتجه إلى أقرب محطة وقود من أجل المرور على محل التموينيات الغذائية لشراء بعض السكاكر والعصائر المعلبة، استقبل فيصل إشارات التململ بتحريك مقود المركبة نحو محطة وقود صغيرة لاحت أمام ناظريه بسرعة جعلت عامرًا وسالمًا يطلبان منه التهدئة والتعقل، أوقف فيصل المركبة وضحكاته تصدح بالمكان ترجل عامر ثم أعقبه سالم الذي يطلق الشتائم لفيصل لفجاجة تصرفه وطلب منه المكوث في المركبة وعدم الدخول معه في محل التموينيات الغذائية .

دخل سالم محل التموينيات وناظريه يترقبان عامر لكن عامر لم يظهر! فبدأ يبحث في دهاليز المحل، وعيناه لا تقع على اتجاه واحد، وفجأة ارتطم بمكون جسدي بشري ضخم البنيان من الخلف، وقد كان يلتحف برداء أشبه برداء بلاد أهل السند، صمت سالم صمت المذهول من الموقف ومن تكوين هذا الكائن الذي لم يستدر فور ارتطامه به، لكن ومن دون تمهيد تحرك هذا الجسد نحو الأمام من دون أن يلتفت للوراء فلمح سالم خاتما ذا فصة زرقاء على أحد أصابع يده اليسرى بها نقش صغير أقرب إلى جمجمة منزوعة اللحم والجلد ، عامر في تلك هذه اللحظات وجد سالما متسمرا مكانه في إحدى زوايا المتجر فركض اليه قائلا: هيا فلنذهب فوضع يده على أحد كتفي سالم الذي بدوره انتفض وبدأ في إطلاق العنان للشتائم ولم يتوقف حتى شده عامر من عضديه ودفعه نحو المحاسب الذي يراقبهما، خرجا من المتجر بعدما اشتريا بعض الحاجيات وانطلقوا نحو مكانهم المنشود.

بدأت مخيلة سالم تقع في أسر تراكمات الموقف مع صاحب رداء أهل بلاد السند وتجاذبه ما بين هل هو موقف (معبرٌ أم عابر؟! )، بعدئذ حطت المركبة في أرض فلاةٍ تحط على إحدى جهاتها سلسلة هضاب مرتفعة، وبدأ الثلاثة يُنزلون أمتعتهم الشخصية ولوازم الرحلة ولاحت في الأجواء تعليقاتهم المضحكة وإطلاق الألقاب التي كانت في صغرهم على بعضهم البعض حتى بدأ الليل يرخى سدوله وحان تحضير طعام العشاء لكن حصل أمر غريب في هذه اللحظة! أمرٌ طارئ قد وقع ! موجات هرمونية سمعية تقترب من مكانهم! كأنها صادرةٌ من تلكم الهضاب!
هكذا قال فيصل، وعامر بدأ يدخل في حالة من الخوف الشديد فشفتاه ترتجفان كمن أصابه صقيع برد شديد، لكن أين سالم؟! اختفى سالم من المشهد بشكلٍ مفجع وصادم! ولم يستوعب فيصل وعامر أن تلكم الموجات الهرمونية تلقفت سالمًا منهما فأطلقا العنان لحناجرهما مناديين سالما، ومن دون سابق إنذار وجد سالم! وجد سالم في بقعة تراب مغايرة لبقعة الأرض التي نزل فيها بقعة شبيهة بذرات الفحم، مستلقيا ظهره عليها وعيناه شاخصتان للسماء! فظناه ميتا فحاولا الاقتراب منه لكن أوقفهما صوتٌ مجلل
ـ قفا مكانكما
فيصل وعامر بصوتٍ متقطع : من أنت ولماذا؟!
ـ رفيقكما في حضن الولاية
فيصل وعامر: أي ولاية؟!
ـ ولاية المصادف والمصدوف
فيصل وعامر: ما هذا الهراء التي تتفوه به!
ـ رفيقكما سيكون عبرة معتبرة لمن يُصادف الظواهر غير الطبيعة فلزاما عليكما أن تذهبا في حال سبيلكما.
انتهى.

العنود العلي 01-18-2020 04:16 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
مباديء

ـ هل خرجت للتظاهر؟
ـ نعم، بكل اصرار
ـ حياك الله
ـ اقصد اصررت ان اتظاهر ولم اخرج!
ـ لكن، كيف؟
ـ صعدت الى سطح الدار اهتف

مكارم المختار

العنود العلي 01-18-2020 04:29 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
مترجمون

- وجدنا بضعة أطنان متراكمة بعد آخر اجتماع، فعدلناها وجهزناها وننتظر نقلها من مخازننا.
نقلها المترجم الروسي عن صاحبه. ثم تمطى الأمريكي وابتسم قائلا:
- استلمنا حصتنا، وشحنتنا الكاملة ستصل بحراً منتصف ليل آخر الأسبوع.
وزع الصيني صورا للحاضرين ثم قال مترجمه:
- جديدنا ترونه بين أيديكم، وسيعجبكم ويهيمن على السوق.

أخذ الأمريكي ينصت للإسرائيلي، ثم نقل عنه للجلساء:
- يقول إن هيمنتكم غير صحيحة، فما جربناه نحن وأدخلناه أفضل، وبعضه تسرّب بسرعة بينهم.
ألقى إليهم جليسهم الكولومبي بعبوات وهو يغمزهم، فقال مترجمه:
- بضاعتنا إضافة لا غنى عنها للجميع، ودسها في شحناتكم يضمن قبولها وحركتها، فاضمنوا حصتنا.

كثر ضجيج المتآمرين، ثم لفتتهم أوراق يوزعها القادم من بورما وهمهمته مع مترجمه الذي قال:
- نتوقع باقي تمويلكم لمشاركة مجموعة خاصة من جيشنا، فجاثومنا كلنا هو إسلامهم.
- نرحب بكم بيننا، والذي يضاف اليوم مردوده لنا جميعا، أموال وخبرات وإبادة دين نخشاه.
قالها المترجم الايراني. وشرعوا يوقعون ويتضاحكون قبيل انصرافهم، ثم دخل مترجم من كوريا الشمالية لاهثا، رافعا ملفا وقال:
- صديقكم يعتذر عن الحضور لكن هذه صفقاته وموافقاته مع سائر الأطراف، وترتيبات الاجتماعات القادمة.

في الأسابيع التالية اشتدت الحرب في سوريا العزيزة الدامية، وظهرت معدات وأسلحة وسموم، وتناثرت أوصال البشر تختلط بآثار بيوت ومآذن ومدارس ومزارع، وتجمعت أرصدة.

فارس محمد عمر

العنود العلي 01-21-2020 02:48 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
السلة الهندية
الكاتبة الامريكية الهندية : ميكي روبرت
ترجمة : خليل الشيخة

إنه عام 1988. كان الصباح قارصا والشتاء في ريعانها. أمسكت سلة هندية مزركشة، كانت قد صنعت بأيدي هنود حمر، فهي لا تماثل أية سلة رأيتها من قبل لما فيها من قحة الشكل والجاذبية.
كانت السلة ترقد على متن طاولة وقد الصق عليها بطاقة صغيرة تحمل سعرها 250 دولار. استفسرت من البائع عن هوية الصانع فقال قبيلة ( تاوبسون ريفر ) ، واستفاض بالحديث قائلا ” إن الهنود الحمر أنفسهم لم يسبق لهم أن صنعوا مثل هذه السلة ” . لم يرق لي جواب البائع لأنه كان يجهل تماما اسم الفنان الذي ابتدع تلك السلة .
وبينما كنت أتفحص السلة طاف في خاطري ذكرى ذلك اليوم البارد المرير من عام 1939 .
كانت بداية فصل الشتاء عندما كنا نجوب شوارع بلنغهام أنا و والدتي و جدتي بغية بيع السلات الهندية. كنت صغيرة السن يرهقني المسير فألح بالعودة إلى البيت، فيأتيني جواب والدتي في كل مرة “سنلج بيتا آخر فقط ” . حملنا السلات المختلفة المقاييس و الأحجام ، فمنها الكبيرة و الصغيرة ومنها المستديرة والمربعة ، وبعضها مستطيلة الشكل بأغطية لائقة وكأنها صممت خصيصا للنزهات . استهلكت تلك السلات جهدا شاقا من جدتي التي ماتزال تجيد التكلم بلغتها الأصلية ، والتي أفنت حياتها في تربية عدة أطفال منهم والدتي وهي حفيدتها . لقد كتب لجدتي المعاناة لتقلب ظروف حياتها وتبدلها وفق تغيير وتعدد الحضارات . على كل باب تطرقه تسأل مقيمه أن يلقي نظرة على السلات الهندية ويبتاع منها مقابل بعض قطع من الثياب المستعملة . وفيما إذا استجابت ربة المنزل لطلبها وأخرجت بعض الثياب المستغنى عنها ، تبدأ المقايضة عندئذ. والمتعاهد عليه في قبيلتنا إن القرار النهائي لابد أن يكون لصالح الوافد الجديد الذي يمضي عدة ساعات من الجدال من أجل الحصول على عدة قمصان أو فساتين . والحال تختلف هذه الأيام فقد أصبحت أسعار السلات الهندية باهظة جدا فضلا على أن معظمها ليس من صنع أيدي هندية. الكنوز الثمينة التي كان بالإمكان الحصول عليها من مقايضة وبأسعار رخيصة أصبحت الآن تباع وبأبهظ الأثمان ، هذا في حال تم الحصول عليها ، فقد غدت هدف الباحث عنها فقط وأصبح اسم مبدعها في غياهب النسيان إلا فيما ندر . في تلك السنوات المبكرة ، أثناء تجوالنا لبيع كنوزنا الثمينة كنا نبدو كأناس يثيرون الشفقة . على كل حال ، كنا نحيا حياة كريمة قدر الإمكان إذا أتيح لنا بيع جزء من حضارتنا لقاء بعض الثياب المستعملة. وفي حقيقة الأمر لم يكن لدينا الكثير لنبيعه .

العنود العلي 01-21-2020 04:37 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
مشهَد قصيرٌ جدًا ؛ عُنوانه " لا شيء " *


- توتُّر !
هذا ما راحت أنفاسه تتمتم به طيلة الوقت ، كلُّ أفراد هذه العائلة يدورون في غرفة المعيشة جيئةً و ذهابًا ، حقًا إن هذا الجو يوتّره و يسبب له صداعًا حادًا !
إنه يشعر كما لو أنّه مجرم قد التفتّ على عنقه مشنقة العدالة ، أيُّ عدالة ؟ لا ، لا ، هذا ليس تعبيرًا يصف حاله الآن بشكل جيَّد .

" آه "
أصدر صوتَ تنهيدته القصيرة بتعب أخيرًا ، تمنّى لو أنَّه يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك ، لكنه غير قادرٍ حتى على الذهاب إلى غرفته في صمت ، داعب
نفسه بشيء من سخرية :
- لابأس ، الأمر ليس و كأنه جديدٌ علي .
فجأة ، توقفت الحركة ، كل شيء أصبح يثرثر بدل ذلك ، إنه يسمعُها في كل مكان ، بجانبه ، فوق رأسه ، أمامه ، خلفه !

- " يا لهذا الإزعاج ! "
شتم في نفسه جملة عائلته بهذه الكلمة كثيرًا ، بل الأصح عدد مراتٍ لا تُحصى ، لو أنهم فقط يتركونه يعيش بخير دون إجراء اجتماعات عاجلة في كل مرة
يطرأ على حياته الصحية تغييرًا ، أو يتفوه فيه طبيبه المخضرم بكلمة سخيفة كالعادة .
تبدّت في نفسه رغبة قديمة ، لو أنه كان يبصر دون أن يسمع ، أما كان ليكون الوضع أفضل ؟ على الأقل لن يضطرّ إلى سماع كل هذه المهازل ، لن يضطر
إلى كره ذاته الضعيفة البالية كل ثانية ، على الأقل كان ليكون إنسانًا آخر .
أصدر تنهيدة صغيرة مجددًا ، لكن هذه المرة بصوتٍ أعلى :

- " آه "
كأن صوته كان مسموعًا هذه المرة !
يبدو أنهم قد تيقظوا لتعبه و ملله ، لقد توقفت الثرثرة ، لم يعد لها أدنى أثر ، إنَّمــالم َيشعر أن الكل أصبح ينظر إليه !؟
تحدَّث مجددًا فجأة :
- حقًا ، أنا تعبت ، هلَّا أحدٌ يخاف الله فيوصلني إلى سريري .

العنود العلي 01-21-2020 04:53 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
مأساة الغزال.
بقلم أ: عبد الكريم علمي.


يقول فرويد : ــ يستمد الأنا طاقاته من الهو ، وقيوده من الأنا الأعلى وعقباته من العالم الخارجي ، فهو يخدم ثلاثة سادة طغاة .

ـ وقع بين الأسد والنمر والدب حزازة وطال أمدها، وبسبب هذه العداوة المستمرة تعكر صفو الحياة في الغابة، إذ لا تطول الأيام حتى يكيد أحد المتخاصمين لأحد منهم، وتنشب المعركة الحامية الدامية الطاحنة الضروس، التي إذا لم يتدخل أفراد الغابة لفضها والفصل بين المتقاتلين لقتل أحدهما الآخر.
فكر الغزال في إنهاء هذا الصراع الدموي المتواصل الذي لا يتوقف، وقرر في نفسه أن يقوم بمبادرة من عنده يُؤاخي من خلالها بين الإخوة الأعداء، ويُنهي بها هذا الصراع المرير، ليعود النقاء والصفاء والهدوء للغابة الخضراء، التي تعكر صفو جوها بفعل هذا الصراع البغيض المقيت الذي طال أمده، ولم تُعرف نهايته، ولم يعمل أحد على بذل أي جهد لوقفه وإنهائه.
ذهب الغزال إلى الأسد، وأخبره أنه يُريده على انفراد عند مكان كذا…، في الساعة كذا…، من يوم كذا…، وكذلك فعل مع النمر والدب، وأراد الغزال أن يجمع بين الثلاثة في مكان واحد، ويكون ذلك اللقاء مفاجأة لهم الثلاثة، ويضعهم أمام الأمر الواقع، ويعمل هو بكل ما أوتي من حكمة وحجة وبيان، الصلح والإخاء بينهم، وإنهاء الصراع الطويل المرير، مُستغلا سمعته الحسنة بين الحيوانات وشخصه المحبوب والمقبول من طرف الجميع، فالحيوانات تعتمده سفيرا للنوايا الحسنة بينها.
لما أخبر الغزال الأسد عن الموعد، بقي الأسد متفكرا وقال في سره: غزال يُريدني على انفراد بعيدا عن السواد! فياله من عجب عُجاب! ولِمَ لا؟! الدنيا تتغير، ومن الواجب علينا التأقلم مع هكذا تطورات وتغيرات، ثم إنه لا يتخلف عن موعد الغزال، إلا من أصيب عقله بالخبال والهزال، وعرّض نفسه للخسران والوبال، وصار أمره إلى سوء الحال.
ولما تلقى الدب الدعوة قال في سره: عجيب هذا الأمر! إن مثل هذا لم يحدث من قبل، ولا فكرت فيه، ولا منّيت نفسي بمثله، موعد بين الدب والغزال في مكان سري، منعزل عن الأصحاب والأحباب، وعن الأعداء والخصوم والأنداد؟! .
وحتى النمر فإنه هو أيضا لما تلقى دعوة الغزال استغرب ذلك وقال في سره: تُرى ما الذي يُريده مني هذا الغزال؟!، وأيّ أمر مهم قد جدّ؟ حتى يدعوني في مكان مُحدد، ووقت معلوم، يبدو أن هذا الغزال غبي، لا يُدرك حجم خطورة الأمر الذي أقدم عليه، وإلا لما تهور وأقدم على مثل هذا وهو يجهل العواقب، إن من جهل العواقب وقع في المعاطب، وأتته البلايا والمصائب … ، إنني مُندهش حقا كيف خطر ببال الغزال أن يفعل ذلك، وهو معروف عنه الذكاء والفطنة ؟… ولكن قد يُعمِلُ الواحد ذكاءه في أمر، ويعتقد نفسه قد أصاب وأجاد وأحسن التدبير، ثم لا يلبث أن يكتشف بأنه أساء التصرف، وأخطأ الخطأ الفادح الكبير، ووقع في ورطة وأمر خطير .
وذهب الثلاثة في اليوم المعلوم والوقت المحدد، والتقوا على حين فجأة في المكان المقرر، وقد سبقهم الغزال إليه، اجتمع ثلاثتهم وفوجئوا بالأمر، وغضبوا للذي استجد عندهم من الغيظ جراء الأحقاد التي بينهم، لكن الغزال لم يُمهلهم، ولم يترك لهم الفرصة لقول أو فعل أيّ شيء، وبدأ يحدثهم عن الأخلاق والأخوة والتراحم والتواد، ويحذرهم من مخاطر الفرقة والتشرذم والعداوة والخصام، وأطال الغزال قليلا خطبته العصماء فيهم، كان الغزال يتحدث بلغة فصيحة راقية مطرزة بحكم بليغة، وموشاة بمواعظ جليلة، كان يخطب والأسد والنمر والدب يستمعون وينظرون إليه ولعابهم يسيل، وينظرون إلى بعضهم بعضا بغيظ وغضب وحقد، وما أمهلوا الغزال لإنهاء كلامه أو أجابوه، إنما شدّ ثلاثتهم ووثبوا عليه وفتكوا به ومزقوه وأهلكوه، فمات الغزال من فوره، وبعدها استدار الثلاثة لبعضهم مكشرين مزمجرين، يتوعد بعضهم بعضا، ويحذر كل واحد منهم الآخر ويهدده بضرورة الابتعاد، وإلا حدث القتال والنزال، وكل واحد يُريد الاستئثار لنفسه بالغزال، ويحظى به وليمة دون صاحبيه، ودخلوا في مصادمة عنيفة قاتلة، فما إن يضع أحدهم أنيابه في الغزال ناهشا، حتى يضع فيه الآخران أنيابهما مُبعدانه عنه .
الأسد: إن الغزال غزالي، ومن يدنو منه أهلكته ولا أبالي.
النمر: بل إنه غزالي أنا، ومن منه دنا، فقد جلب لنفسه الويل والبلاء.
الدب: بل إنه لي دون سواي، هو في نفسي دائما هواي ومُناي ، سألتهمه وحدي ، فإياكما من منعي، وإن التهديد معي لا ينفع ولا يُجدي، فأنا لا أقدر على البعاد، وإني أحذركما بضرورة الابتعاد، فالأمر حقًّا جاد.
ولم يسلم أيّ منهم لأحدهم، وفي أثناء ذلك نظر الأسد في عيني النمر، وتبادلا النظرات وتكلما بلغة غير مفهومة لم يفهمها الدب، واستدارا إليه وتعاونا عليه وفتكا به، ولم يُفلتاه حتى أردياه قتيلا، وحظي الأسد بالغزال، وحظي النمر بالدب.
الأسد: من أين أبدؤك يا غزالي؟، يا أيها العزيز الغالي، لقد احترتُ وما الحيرة من خصالي، على كل، فكل ما فيك شهي مُثير، وأنت ممتلئ وفير.
النمر: من أين أبدؤك يا أيها الدب القذر الحقير، يا أيها السمج الوغد البغيض الشرير، الذي قلّ له نظير، فكل ما فيك منفر ومقزز إلى حد كبير، وإن لحمك وفير كثير، ولكنه نجس وعلى الهضم عصي وعسير.
ثم إن النمر ترك الدب وانعطف ناحية الأسد، فرمقه الأسد بنظرة غضب، وقال له: ألم نتفق؟ أم تُريدنا أن نتقاتل؟
النمر: بلى اتفقنا، ولكن أنت تعلم أن الدب لا يصلح وليمة، ثم إن ما يجمعنا أكثر مما يُفرقنا، فلِمَ لا نقتسم؟ ثم بعد ذلك نتحد، ولن يستطيع أحد بعد ذلك في هذه الغابة أن يعترض طريقنا، أو أن يقف في وجهينا.
الأسد: بلى … ، كلام صواب، ما في ذلك شك ولا ارتياب، الضرورة تقتضي بأن نتحد نحن الاثنان ضد كل دب أو أيّ حيوان … ، ولكن على أن تكون الكلمة الأخيرة لي … ، وعلى أن يكون نصيبي من هذا الغزال ضعف نصيبك … ، فإن أنت رضيت التزمت بعهدي معك، ولن أخلفه أبدا ما حييت، وإن أنت رفضت، فنحن من قد علمت.
النمر: تُريد أن تتزعم ؟
الأسد: لا يكون الأسد إلا زعيما …
النمر : حسنا ، لا ضير؛ إذ مصلحتي محفوظة … ، فليكن لك ذلك …
وتقاسما الغزال بالطريقة التي اتفقا عليها، وافترساه وما أبقيا منه شيئا، ثم ذهبا من ذلك المكان، ومنذ ذلك اليوم وهما صديقان متحالفان، حسب الاتفاق المبرم بينهما.

العنود العلي 01-24-2020 03:35 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الفراشـــــــات
كتابة : سلام اليماني

كتبها : سلام اليماني

جاءت القابلةُ([1]) العجوزُ تحملُ إلى الْمَلِكِ أوّلَ أولادِه، وهما توءمانِ متشابهانِ وُلِدا تلكَ الساعةَ بفارِقِ لحَظاتٍ معدودة. كان التوءمانِ في ثيابٍ متماثلة، والعجوزُ مرتبِكةً وخائفة، وأرادَت أن تغطّي مشكلتَها بالْمُزاح:
-احزِرْ يا مولايَ أيَّهما وُلِد قبلَ الآخرَ..

كانت العجوز قد شَهِدَتْ ولادتَهُ هو من بطنِ أمِّه، ويحترمُها كأنها جدّتهُ، فابتسمَ لِمُزاحِها .. ثم قال:
-أراكِ مرتبِكةً وتَمزحينَ فما المشكلة؟
-أعطِني الأمانَ فأشرحُ المشكلة.
-هل أنا جبّارٌ بطّاشٌ فتطلبي الأمان؟! أخبريني بالمشكلةِ كي أحلَّها.
-لا أحدَ يحلُّها يا مولاي. لا أحدَ يعرِفُ أيُّ التوءمينِ ولِدَ قبلَ الآخَر، لا أنا عرفتُ ولا أمّهُ ولا الخادمات.
-عجباً، كيف يكونُ ذلك؟!
-المَخاضُ كانَ شاقّاً ومُربِكاً وفوجئنا بالطفلِ الثاني دونَ أن نتوقّعَه، ولو توقّعْناهُ لأعدَدْنا ثياباً من لونٍ مختلفٍ تُميّزُه، وهكذا ألبسْناهُ ثوبَ أخيهِ كما ترى..

فكّرَ الملكُ الحكيمُ لحظةً ثم قالَ يُطَمْئنُ القابلة:
-لا ترتبكي ولا تقلقي، رُبَّ ضارَّةٍ نافعة.
-كيف لا أقلقُ يا مولاي؟! أكبرُ الإخوةِ هو الذي يرثُ العرشَ- بعدَ عُمرٍ طويلٍ- ونحنُ لا نعرفُه.
-لا داعي لأن نعرِفَه. لا نحنُ ولا الحكماءُ الثلاثةُ الذين يساعدونني في إدارةِ المملكة.
-ما هدفُكَ من هذا كلِّه؟
-لقد حاولتُ أن أكونَ عادلاً طولَ عمْري وأريدُ لخليفتي أن يكونَ أعدَل. وعندَما يكبرُ التوءمان، سأختارُ الأفضلَ منهما لِيَخلُفَني في الْمُلك..

بعدَ ستِّ سنواتٍ توفّيَ الملكُ وفاةً مفاجِئة، فاجتمعَ الحكماءُ الثلاثةُ لاختيارِ وريثِ العرشِ من الطفلين التوءمَين، على أن يبقى تحتَ وصايةِ الحكماءِ الثلاثةِ وإشرافِهم حتى يكبرَ ويصبح قادراً على الحُكم.
قالَ أحدُ الحكماء: أرى أن أحدَ التوءمينِ أطولُ قليلاً من الآخَر، وأقترحُ أن نُجريَ القُرعةَ عليهما بهذا الدينارِ الذهبيّ؛ الصورةُ للأطولِ والنقشُ للأقصر.

قالَ الحكيمُ الثاني: بل نسألُ أمَّهما أيُّهما تفضّل.
فقالَ الحكيمُ الثالثُ: كلاّ. نحن وحدَنا نقرّرُ شؤونَ المملكة؛ وعندي فكرةٌ أفضلُ لاختيارِ وليِّ العهد.
قالَ الحكيمانِ الآخَران: إن أعجبَتنا فكرتُكَ وافقْناكَ عليها ونفّذناها في الحال.
تهامسَ الحكماءُ الثلاثة، ثم أمروا فانطلقَ الطفلانِ يلعبانِ في حديقةِ القصرِ الملكيّ، وأخذوا يراقبونَهما من النافذة.
كان الطقسُ ربيعاً، والفَراشاتُ تتنقّلُ بينَ الشجَيراتِ والأزهار، وبدأ الطفلانِ يطاردانِ الفراشات.
قالَ الحكيمُ الثالث: الآنَ عرَفْتُ مَن أختارُ لولايةِ العهد، استدعوا الطفلين إلى هنا..
جاءت المربِّياتُ بالطفلين، وسألَ الحكيمُ الثالثُ الطفلَ الأقصرَ: ماذا كنتَ تفعلُ حينَ تتعبُ فراشةٌ وتحطُّ على شجرةٍ أو زهرة؟ قالَ الأمير: أتوقّفُ وأتفرّجُ عليها؛ أفكّرُ في شكلِها وألوانِها.

ثم سألَ الطفلَ الأطوَل السؤالَ نفسَهُ فأجاب: أُمسِكُها وأضغطُ عليها، كي أعرفَ هل هي هشّةٌ أم قاسية.
همسَ الحكيم ُ الثالث لزميلَيه: إن كانَ يفعلُ هذا بالفراشاتِ الآن، فماذا سيفعلُ بالناسِ في المستقبل؟
وعلى الفَورِ أعلنَ الحكماءُ الأميرَ الرحيمَ وريثاً للعرش.

العنود العلي 01-24-2020 03:50 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ضعف
كانت إمرأة تضرب إبنها كُل نهار يوم جديد أمام النَّاس ..!
وكان الإبن لا تنزل له دموع و لا يتلفظ بشيء لأمه ..!
و بعد فترة في يوم من الأيام .. فجأة أجهش الإبن بالبكاء ..!
و بعد أن إنتهت أمّه وذهبت, أسرع إليه الناس و قالوا له :
ما الّذي أبكاك اليوم ؟
و أنت لم تبكي طوال الأيام الماضية ,
وهي تضربك بنفس الضرب ؟!!
قَال :
شعرت بأن قوّة أُمّي قد ضعفت ..!!
{ موقف تعجز فيهِ الكلمات عن التعبير }

العنود العلي 01-24-2020 03:55 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
بيت الطين

هنا توقف يتفحص امتعته التي استهلك قسما منها في الطريق ...
كي يتزود بما يحتاج اليه لاكمال رحلته نحو الشمس ..
بجانب ذلك الكوخ الطيني سيدة اخفت ملامح الاربعين عاما خلف جدائلها وكانها صبح اسفر بعد ليل داج ...لم يكن في عالمها مايدل على انها عائدة من القرن العشرين سوى ابيات تترنم بها لابي الطيب المتنبي :
بفدع يعيد الليل والصبح نيرٌ
ووجه يعيد الصبح والليل مظلمُ
تاملها جيدا عله يجد فيها متاعا يقربه من الشمس
تامل عينيها الخافتتين وقال لها بعد طول التامل :
اين اجد خبزا بلون السماء وماء بلون الشفاه؟
طال صمتها تتامله بشدة وكانها علمت بانه يبحث عنها من زمن بعيد ....
لقد تاخرت ايه الجواد الاصيل..
ولكن ان تاتي متاخرا افضل من ان لاتاتي...

العنود العلي 01-24-2020 04:08 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
زوج عاقل جدا

استيقظ الزوج صباحا يتناول فطوره مع زوجته وارتدي ثيابه واستعد للذهاب الي العمل وعندما دخل مكتبه يأخذ مفاتيحه وجد اتربه كثيره علي المكتب وعلي شاشه التليفزيون فخرج في هدوء وقال لها زوجتي حبيبتي احضري لي مفاتيحي من علي المكتب ... دخلت الزوجه تأتي بالمفاتيح وجدت زوجها قد نقش وسط الأتربه بأصبعه علي مكتبه الذي يحمل الكثير من الأتربه ♥أحبك زوجتي♥
وألتفتت لتخرج من الغرفه شاهدت شاشه التلفاز مكتوب بأصبعه وسط الأتربه ♥ أحبكـــ يارفيقه عمريانا الحب ♥ فخرجت الزوجه من الغرفه وأعطت زوجها المفاتيح وتبسمت في وجهه كأنها تخبره أن
رسالته قد وصلت وأنها ستهتم أكثر بنظافه بيتها
**هذا هو الزوج العاقل الذي اذا أخطأت زوجته لم يسئ معاملتها**

العنود العلي 02-01-2020 02:24 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
في المرة الأخيرة التي لاعبني فيها أبي قذفني إلى السماء ..
غمزت له امرأة فجرى نحوها وتركني ، ومنذ تلك اللحظة وأنا أهوي .
بقلم : شمس

العنود العلي 02-01-2020 02:26 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
فوات:
باقة ورد مهملة في المشفى
الجوريات المنكمـشة كانت ستعني شيئا لقلب متعب
كانت ستعني له شيئا لو أنه صمد قليلاً.
سهام العبودي

العنود العلي 02-01-2020 02:30 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الورق والطين
أحنىظ° ظهَره وهُو ينقل الخطابات البريدية لَهُم،
يسلّمهم ويُذهلهم بالابتسام، وكلما سألوه عن السبب؛
أجابَ: من الورَق لما يُخضِع الطين.
عقاد

العنود العلي 02-01-2020 02:34 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
يد في الظلام
لايهاب النوم في الظلام؛
لأنه يأنس بتلك اليد التي تداعب النافذة.
اليوم التالي افتقدها لأن البلدية قررت
إزالة الشجرة المجاورة لبيته
حسن الشهاب

العنود العلي 02-27-2020 03:23 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 

قصة قصيرة
هانس كريستيان أندرسن - ملابس الملك الجديدة


منذ سنوات بعيدة عاش إمبراطور بلغ عشقه للملابس الجديدة ما جعله ينفق كل ماله حتى يكون في أبهى الملابس، كانت المدينة الكبيرة التي يحكمها يأتيها الزائرون كل يوم وذات يوم جاء نصابان وادعيا أنهما نساجان وقالا إنهما يستطيعان نسج أرقى قماش وأن تلك الملابس مصنوعة من نسيج له صفة غريبة إذ لا يراه من كان غير كفء لمنصبه ولا من كان غبيًا. قال الإمبراطور:
(لا بد أن هذه الملابس مدهشة وسأعرف أي رجالي لا يصلح لمنصبه ولتبدآ بصنع القماش).
وسلم الدجالين أموالاً كثيرة حتى يبدآ. وضع الرجلان نولين وتظاهرا بأنهما يعملان لكنهما لم يضعا أي شيء.
وكانا بكل جرأة يأمران بأرقى أنواع الحرير وأنفس سبائك الذهب ثم يضعان ذلك كله في حافظتيهما. قال الإمبراطور في نفسه:
ترى كم أنجزا من العمل في القماش؟
ولكنه شعر بقلق بالغ عندما تذكر أن كل غبي وكل غير كفء لمنصبه سيعجز عن رؤية القماش. وقال:
سأرسل وزيري العجوز الأمين إلى النساجين فهو خير حكم على شكل القماش لأنه ذكي في القيام بمهام منصبه.
فذهب الوزير لهما ورآهما يعملان على نوليهما الفارغين. فقال في نفسه وهو يفتح عينيه:
(يا إلهي أنا لا أرى شيئًا!) لكنه لم يعلن ذلك.
دعاه كلا النصابين لأن يقترب وسألاه وهما يشيران إلى النول الفارغ عن رأيه ولكنه حملق عينيه وحدث نفسه:
(هل يعقل أن أكون غبيًا وغير كفء لمنصبي!).
قال النصاب: (ما لك لا تقول شيئًا سيدي؟)
فرد عليه الوزير: إنه جميل سأخبر الأمير أنه أعجبني.
فأخذ النصابان في وصف التصميم وتحديد كل لون باسمه وكان الوزير ينصت ويحفظ ما يقولانه لكي ينقله حرفيًا للإمبراطور!

بعد ذلك طلب النصابان مزيدًا من المال ليستمرا في نسج القماش وكانا يضعان ذلك كله في جيوبهما بينما لم يستخدما خيطًا واحدًا. وأرسل الإمبراطور شخصًا آخر لهما وقد فعلا مثل ما فعلاه مع الوزير وصدقهما.

وذهب الإمبراطور ليرى القماش مع المسؤولين اللذين أرسلهما من قبل وقالا له أليس رائعًا؟
فقال الإمبراطور في نفسه: (إني لا أرى شيئًا هل أنا غبي هل لا أصلح لأن أكون إمبراطورًا؟) ولم يشأ أن يكون كذلك فقال: (ياه إنه في غاية الجمال)،
ونصحاه أن يبادر في ارتداء هذه الملابس الرائعة فكافأ النصابين بالمال الوفير والأوسمة فحثاه على ارتدائها وقالا: (إنها خفيفة كنسج العنكبوت حتى تظن أنك لا ترتدي شيئًا فهلا تفضلتم بنزع ملابسكم لنتمكن من إلباسكم الملابس الجديدة هنا أمام المرآة)
خلع الإمبراطورملابسه كلها وتظاهر النصابان بأنهما يناولانه الملابس وقالا: إنه مقاسك تمامًا إنه رداء ثمين!.
وقال كبير رجال المراسم الإمبراطورية: إنهم ينتظرونك خارج القصر. رد الإمبراطور: نعم أنا جاهز أليست ملابسي تناسبني تمامًا!.

أما خدم الإمبراطور ومهمتهم حمل ذيل ردائه فتحسسوا الأرض. بأيديهم وتظاهروا بأنهم يحملون ذيل الرداء. خرج الإمبراطور لشعبه وكل الشعب يهتفون إنه رداء رائع!،
إلا أن طفلاً صغيرًا قال: لكنه لا يرتدي شيئًا!
قال أبوه: استمعوا لصوت هذا الطفل البريء.
فهمس البعض للآخر: إنه لا يرتدي شيئًا
وفي النهاية هتف الجميع إنه لا يرتدي شيئًا.
ارتجف الإمبراطور لأنه أدرك الصواب لكنه قال لنفسه لا بد أن أتم مسيرة الموكب ثم تصرف على نحو أشد تكبرًا ومن ورائه الخدم الذين يحملون ذيل الرداء الذي لم يكن موجودًا على الإطلاق!

العنود العلي 02-27-2020 03:51 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
قصة قصيرة
هكتور هيو مونرو - تمثال الروح المفقودة..
ترجمة: حميد مانع الحمداوي


كانت هناك عدة تماثيل منحوتة على الحجر موضوعة على مسافات متساوية على طول سياج الكاتدرائية القديمة، بعض التماثيل تمثل صور ملوك ورجال دين، كل تلك التماثيل تقريباً ذات إيحاء يدلّ على التقى والورع. لكن أحد التماثيل، على الجهة الشمالية الباردة من المبنى، لم يكن على رأسه تاج أو هالة نور ووجهه متجهّم ومكتئب، لابد أن يكون شيطاناً، هذا ما ردّدته الحمامات الجاثمة على حافة السياج، لكن غراب برج الكنيسة قال لها إنه روح مفقودة. في أحد أيام الخريف، كان هناك طير جميل الصوت يرفرف على سطح الكاتدرائية قادماً من الحقول الجرداء باحثاً عن مكان يحطّ فيه في الشتاء.

حاول الطير أن يُريح قدميه على تمثال الملاك المجنّح، لكن الحمامات طردته أينما حلّ، كما أن ضوضاء العصافير أبعدته عن حافة السياج. التجأ الطير إلى تمثال الروح المفقودة الذي لا تلجأ إليه الحمامات لأنه مائل كثيراً عن العمود. كما أنه موجود في الظل. لم تكن يدا التمثال معقودة بشكل يدل على الورع كما في التماثيل الأخرى، لكنهما كانتا مفتولتين كناية عن التحدي. في كل مساء يلجأ الطير إلى زاويته المقابلة لصدر التمثال، وعيناه المظلمتان تحرسان الطير. أخذ الطير الوحيد يحب حاميه الوحيد، ومن وقت لآخر يحطّ الطائر على دعامة أخرى مطلقاً العنان لصوته الشجي وكأنه يعبّر عن شكره لهذا المأوى.

قد تكون الريح أو الطقس هي التي أعطت وجه التمثال تلك التقاطيع. التي بدأ يفقد تدريجياً شيئاً من حدتها وبؤسها. في كل يوم وخلال ساعات النهار الطويلة المملة، يُغني الطائر لحارسه الوحيد، وفي المساء عندما يقرع الناقوس، تخرج الخفافيش الرمادية الكبيرة من مخابئها، ويعود الطائر الصغير مغرداً ببضع تغريدات ويأوي إلى الذراعين. كانت تلك أياماً سعيدة للتمثال المظلم. وناقوس يقرع ناقلاً رسالته "ما بعد الفرح.. حزن"، لاحظ الأهالي طائراً رمادياً يحوم حول فناء الكاتدرائية، أعجبهم تغريده.

قالوا "يا للأسف"، "كل هذا الصوت والغناء الجميل سيضيع على الحاجز". إنهم بؤساء ويفهمون مبادئ الاقتصاد السياسي. لهذا أمسكوا بالطائر ووضعوه في قفص صغير عند الباب. افتُقد في ذلك المساء الطائر المغرّد من مكانه المعهود، ويعرف التمثال المظلم مرارة الوحدة. ربما يكون صديقه الصغير قد قتله قط متربّص، أو بالحجارة. ربما... ربما طار إلى مكان آخر. عند حلول الصباح، تردّد إلى مسامعه، في ظل ضوضاء الكاتدرائية، رسالة صديقه في القفص. اندهشت الحمامات للصمت المفاجئ عند الظهيرة، كانت العصافير تغسل نفسها عند نوافير المياه في الشارع، صعدت أغنية الطائر إلى الأعلى.. أغنية تدل على الجوع، والحنين واليأس، كانت صرخة لم يستجب لها.

لاحظت الحمامات أن التمثال مال إلى الأمام أكثر من قبل وخرج عن العمود. في أحد الأيام لم تسمع أغنية الطائر، كان يوماً من أبرد أيام الشتاء، الحمامات والعصافير تترقب من على سطح الكاتدرائية إلى فتات الطعام التي تقتات عليه في الأوقات العصيبة. قالت إحدى الحمامات "هل رمى الناس أي فتات؟" أجابتها "طائر صغير ميت فقط" كانت هناك جلبة في المساء على سطح الكاتدرائية، وصوت سقوط مبنى. قال غراب الناقوس إن الصقيع أثر على البناء. تبيّن في الصباح أن تمثال الروح المفقودة سقط من على مكانه وتحوّل إلى أشلاء. هدلت حمامة وقالت "هذا ما توقعناه تماماً" وتطلعت الحمامات لوهلة على الركام" سيكون لدينا ملاك جميل هناك "دقت الأجراس معلنة" "ما بعد الفرحة... حزن".

العنود العلي 04-02-2020 03:56 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
أمـانة

تخالسُ يد التاجر الذي ضبطته يُطفِّف وزن أرغفتِها، ولوحة "مَن يتق الله يجعل له مخرجًا" تتأرجح بمللٍ فوق مدخل الفرن الذي اكتسَى بالسُّخام.

العنود العلي 04-02-2020 04:00 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
عن الأمانة العلمية والموضوعية

سألته عن أحداث وقعت بالقُربِ من مسكنه قبل خمسين سنة فاعتذَر؛ للأمانة العلمية والموضوعية التي يجب أن تتميّز بها إجاباته، وقال: معلوماتي ضعيفة عما جرى يومذاك، هناك من يستطيع أن يتحدَّث فيها أكثر، قلت: لنَنتقِل إلى حدث وقع في هذه الفترة على بُعدِ أكثر من ألف كيلومتر؛ أيْ: على حدود البلاد، قال: سأجيبك، وراح يتكلم بإسهاب وتفصيل مملٍّ.
عثمان آيت مهدي

العنود العلي 04-02-2020 04:11 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
مـهمة

ينهض جدارُ الطين قبل كلِّ شتاء،
يمنع الجارات من التواصل والألسنة من تناقُل
الأخبار والأيدي من تبادُل أواني الطبخ.

العنود العلي 04-02-2020 04:13 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ديموقراطية
عُرفَ بصوته الجهْوري وشجاعته في شتم وسبِّ الصِّهيَونية والإمبريالية والاستِدمار من أيِّ دولة كان، إنَّه لا يخاف في الله لومة لائم، لكن إن سألته عن نِظام بلده المتعفِّن وساسته الخائنين، أجاب بتؤدة وتأنٍّ: صحيح هناك نقائص، وصحيح أيضًا هناك تَجاوُزات، نحن لا نُنكِر ذلك، سنعمل جاهدين - إنْ شاء الله - على ردمها والقضاء عليها، الأمر يتطلب المزيد من اليقظة والنفَس الطويل والصبر الجَميل.

العنود العلي 04-02-2020 04:16 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
انتخـاب

أمعَنَ في قِراءة الأسماء،
مسَح ملامح الوجوه، ضغَط الورقة
بكفِّه بغضَبٍ قبل أنْ يُلقِي بها قاع الحاوية.

سمير الشريف

العنود العلي 04-02-2020 04:20 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
تضحية
كان وقت المقابلة التي جمعت وطنه العزيز بالوطن الأجنبي في الحقل، يُقلِّب الأرض ويُفتِّت تربتها ليزرعها قمحًا وشعيرًا، وعندما أضناه التعب وأحرقته الشمس اللافعة، عاد في المساء إلى كوخه الحقير الذي لا يتجاوز الثلاثين مترًا مربَّعًا ليشاهد تسليم الميداليات على فريق وطنه العزيز الذي فاز بالمقابلة، مُنصتًا بتأثُّر عميق ودموع تنساب على خدَّيه، للمُعلِّق الذي قال: أنتم التضحية، أنتم الإخلاص، يا نجوم الوطن، يا شموسه في الليلة الظلماء، بكم يرفع الوطن هامته، وبكم يسعد الوطن ويتطور، ثمَّ بدأ المعلق في سرد الجوائز الممنوحة للاعبين من رئيس الجمهورية ووزرائه، من الشركات الوطنية والخاصة، من الأنصار والمعجَبين.

العنود العلي 05-08-2020 03:02 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
العيد:

أقبل العيد، ولكن ليس في الناس المسرَّة، غير أنَّ الأطفال الصغار لهم رأيٌ آخَر، بثيابِهم القشيبة وألعاب مسدَّساتهم شبه أوتوماتيكية صنعوا الحدث وزينوا الحيَّ الحزين، انقسموا إلى مجموعات صغيرة وتفرَّقوا، وبدأت حرب العصابات بينهم، يُطلِقون النار على كلِّ مُشتبه به، أو حركة من الطرف الآخر، بقيَت المعركة مُلتهبة إلى المساء، ناسين وقت الغداء بنسيان أوليائهم لهم.
عثمان آيت مهدي

العنود العلي 05-08-2020 03:12 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
حرية

وقف عصفور على غصن شجرة يغرد ،
سألته نحلة: أيها العصفور، لمن تغني؟
أجابها للحرية فسألته: وماهي الحرية؟
رد العصفور: الحرية هي أن أغني!

وليد إخلاصي

العنود العلي 05-08-2020 03:14 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
تفتيش
للمرة الألف يفتشون جيوبه دون مقاومة منه؛ ولا مفاتيح بحوزته؛ يعيدون الزج به في زنزانة انفرادية؛ كل صباح يستيقظون مرعوبين وكل واحد منهم يقسم أنه رآه ليلا يتجول في أرجاء وساحة السجن.

سكينة مرباح

العنود العلي 05-08-2020 03:19 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ندبة:
لم يكن والدي يقبل المزاح، لم يقبله يومها لأنه كان متعبا، ولا من أول يوم له في الحياة، لأنه ولد مُتعبا كما كنا نظن، التعب الذي احتفظ به طوال السنين ليمنحه لي كندبة عندما قررت المزاح معه وأنا صغير؛ قرر بضربة خاطفة أن يذكرني بتعبه النبيل إلى الأبد.
ضيف فهد

العنود العلي 05-08-2020 03:24 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
دافئة كسرير
يدي التي أحبهاوأشفق عليها أحياناً
- لفرط وحدتها -أحملها كطفلٍ بيدي الأخرى
وأدور فيها باحثاً بين الناس.
يسألني أحدهم : عما تبحث ؟
فأجيبه بنبرةٍ جادةٍ وأنا أنظر إلى يديه المرتاحتين كوردتين في أصيص:
-عن يدٍ دافئةٍ كسرير أضع فيها برفقٍ يدي المتعبة لتستريح.
محمد النعيمات

ناريمان الشريف 05-09-2020 02:35 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 248846)
الإنتظار
بقلم : إبراهيم حسون

أمي ..
كانت تبكي كنسيس الغروب
كي لا تُقلق ليلك الحزن
أذكر أنها ..
كصمت القبور .. شيعتني ..
وأنا .. ذاهب ..
باحثا .. عن الخبز .. والكرامة
هي قتلها الانتظار
وأنا على قيده

ما أرقّ هذه القصة !!
أثارت شجوني
لك محبتي .. وتحية

محمد عبد الحفيظ القصاب 08-12-2020 03:22 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
سأنام هنا الليلة......
فاسمحي بوريقات تحتضر
تحياتي و المحبة

هنوف الأحمد 10-20-2020 07:19 PM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
اراد رجل احراج المتنبي
فقال له: رأيتك من بعيد فظننتك امرأة
فقال له المتنبي : وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجل

هنوف الأحمد

عبد السلام بركات زريق 11-03-2020 06:49 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الأخت الأديبة العنود العلي
حجزت مقعداً هنا أتابع اختياراتك
الرائعة مع الأخوة المشاركين هنا
شكراً لك على موضوعك المفيد
كل التقدير للجميع

عبد السلام بركات زريق 11-03-2020 06:51 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 255304)
تفتيش
للمرة الألف يفتشون جيوبه دون مقاومة منه؛ ولا مفاتيح بحوزته؛ يعيدون الزج به في زنزانة انفرادية؛ كل صباح يستيقظون مرعوبين وكل واحد منهم يقسم أنه رآه ليلا يتجول في أرجاء وساحة السجن.

سكينة مرباح

مدهشة
هي قصة هابيل وقابيل ذاتها
أشكرك أختي العنود


الساعة الآن 09:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team