منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   O موسوعة القصص القصيرة o (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25302)

العنود العلي 12-25-2019 02:56 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
سيطرة:

"زمجر هوميروس و تطاير رذاذ ريقه و هو يتوعدنا بانتقام آريس
إذا ما تعاطفنا مع سقراط، ثم شفر كل القنوات عدى الأوديسة،
إلا أن اللعين سقراط لم يمت بالقدر الكافي، فقد سمعنا ضحكات
تهكمه أكثر من مرة على القناة."

محمد الأمين ولد دده

العنود العلي 12-25-2019 03:01 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
كابوس:

"أجلس كابوسه إلى جانبه على السرير اللين،
وراح يرجوه في خضوع تام:
ـ لا تداهمني كل ليلة، أريد راحة قصيرة منك.
سمع ضحكة مجلجلة، بعدها جاءه صوت غليظ، يقول:
أنت مشغول بي، لهذا آتيك دوما.
وقبل أن ينطق بكلمة، واصل الصوت:
تغادر الكوابيس من عرفوا كيف يحررون أنفسهم."

عمار علي

العنود العلي 12-25-2019 03:19 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
أثار أقدام
"إلى سمعي تناهت صيحاتهم الوحشية،وبعينيَّ المذهولتين المرعوبتين رأيتُ أقدامهم وهي تدوس كل شيء.ولأني أغلقت فمي بالأقفال، فقد اختنق صوتي داخل حنجرتي.إثر ذلك احتلوا مني الإحساس.فلم تفارق خيالي، لحظةً،صيحاتُهم الوحشية وهي تزلزل طبلتيْ أذني،وآثارُ أقدامهم وهي تدوس.. روحي."

ع. النيلة

العنود العلي 12-25-2019 03:29 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
المشبك الأزرق

الطفلة التي تجلس على الزاوية لا تخلع حجابها أبدا.
أهدتها المعلمة الجديدة مشبك شعر على شكل فراشة زرقاء.
حين عادت إلى البيت لم تتناول الغداء. حلقها لايزال متخشبا بسبب
جرعة الكيماوي التى أخذتها البارحة. وضعت المشبك الأزرق على تسريحة
أختها، ونامت دون أن تخلع حجابها.

سعيد الحاتمي

العنود العلي 12-25-2019 03:34 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الجنّة لا تشبهني:

" البارحة رأيتني في المنام. امرأة جميلة جداً.
حتّى انّني لما متُّ، صُنفت حوريّة من حوريّات الجنّة.
تزاحم و تدافع نحوي رجال كثر.. رجال جباههم مشوّهة.
شعرت بغربة.قمت مذعورة، فزعة :
لم يكن بينهم الرّجل الذي أحّب. "

حياة الرايس

العنود العلي 12-27-2019 04:27 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ما دمنا نحن مثل أشجار مقطوعة في الشتاء، فإن هذه
الأشجار تبدو لنا وكأنها قد تدحرجت على الثلوج ببساطة ،
وإننا ما أن ندفعها قليلاً، حتى تتحرك. كلا ليس بمقدورنا أن
نفعل ذلك، لأنها تجمدت، فالتصقت بالأرض. اقترب منها وجرب،
وسترى ان هذا ما يخيل اليك فحسب.

فرانز كافكا

العنود العلي 12-27-2019 04:32 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
كوسلوسكي يميل إلى المبالغة في النتائج المنطقية
المترتبة على شيء ما. مثلاً: حين تعرض لاستهداف من قاذفة
انقضاضية بريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية، بسبب ارتدائه قبعة
محبوكة حمراء متألقة بعلو ملحوظ، أصبح يكره كل القبعات المحبوكة، بغض
النظر عن ألوانها. "

مايكل أوغسطين

العنود العلي 12-27-2019 04:37 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
تحرر:
وقفت تخطب على المنابر، حضرت اجتماعات، سارت في مظاهرات،
تحدت، أثارت قضايا، طرحت حلولا.. و في أول سانحة دخلت منزل الزوجية
الدافئ، و ألقت عبء تحرر المرأة على الأجيال القادمة."

ابتسام شاكوش

العنود العلي 12-27-2019 04:44 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
أشياء
لم أجد وسادتي.. وجدت عوضا عنها ملاحظة:
»قررت أن أرتاح قليلا من رأسك الثقيلة.. أرق هنيء«..
حتى أشيائي تتواطأ معك.
(ندى علي)

العنود العلي 12-27-2019 04:49 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
سوسنة:
بائعة لزهر السوسنِ تمخر عباب الرمل لتوصل
حفنة منه لداره تغرسه تحت عتبة بابه لعله يثير فيه
مكامن زمن كانت ذات يوم سوسنته.
(نورة صالح)

العنود العلي 12-27-2019 04:55 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
وصية:
لم تكن تجيب عن أسئلتهم المتكررة،
ولم تفتأ على مدار عشر سنوات ترفض كل
أولئك الرجال،وعندما توفيت قرؤوا في وصيتها
ادفنوني بجانب قبره!
(غ ح)

العنود العلي 12-27-2019 05:09 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ها أنا الآن و قد بدأ شاربي في الظهور مثل عشب صغير
وفي داخلي رجل كبير يحمل على ظهره ثقل الأحلام
أريد أن أصبح مزارعا أهتم بزهور أمي و أجعل من
الحدائق جنة خضراء كتلك التي تحت قدمها
وحدها الحشرات التي أكلت النعناع
جعلتني أتراجع لتفشي القبح
في الأخضر !
ميرة_القاسم

العنود العلي 12-27-2019 05:19 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 

‏إحباط
يتوغل في الفضفضة بصراخ مكبوت...
بالكاد تسمع همهمته و هو يقول :
هذا الحزن اللئيم يشدني للدرك الأسفل من الفشل ،،،
مازلت أقاوم الإحباط كغريق في دوامة وحل ...!
فاطمة_اليعيش

العنود العلي 12-28-2019 03:53 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
يلتقين كنافذتين في
منزل قديم مهجور
مامن حديث غير الصمت
الريح تشرح أسباب الخلاف
و الجدران تنصت في
حزن..

ياسين مجلي

العنود العلي 12-28-2019 03:55 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
كان يحمل الجمال والقبح
الجمال الذي تشعر به
والقبح الذي لا تستطيع النظر إليه
أشعلت القبح وأحرقت به كل الجمال وتركته رمادا
مريم

العنود العلي 12-28-2019 04:01 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
يتوغل في الفضفضة بصراخ مكبوت...
بالكاد تسمع همهمته و هو يقول :
هذا الحزن اللئيم يشدني للدرك الأسفل من الفشل ،،،
مازلت أقاوم الإحباط كغريق في دوامة وحل ...!
فاطمة_اليعيش

العنود العلي 12-28-2019 04:13 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
وصل إلى سدرة المنتهى
رأى الملائكة والأنبياء
ثم عاد يأكل مع الفقراء
وينام على الحصير...
عليه أفضل الصلاة والسلام
نورة

العنود العلي 12-28-2019 04:29 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
المرآة:

" نظرتُُ إلى وجهي في المرآة، فرأيت شخصاً استغربت صورته.
سألته بإشارة: من أنت؟
فأشار لي وسألني: من أنت؟
وكلّما فعلت شيئاً أمامه كرَّر ذلك، وكأنه يسخر مني.
ولكنه عندما ابتسمت،
ظلّ واجماً! "

فاروق مواسي

العنود العلي 12-28-2019 04:34 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
عندما أضرب بقدمي الأرض؛
سترى الشمس والقمر والنجوم
وأطفالاً بأسنانٍ مكسورة، ونساءً في
ثياب النوم وعجائز يتلون صلواتهن الأخيرة.
(خالد القرني)

العنود العلي 12-29-2019 04:48 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
بركة:
في الصباح خبأ ريالاً في كفه، ناوله لعامل نظافة
في الشارع، في ظهر ذلك اليوم صعد مؤشر الأسهم
-بشكل غير مسبوق - في الشركة التي اشترى فيها أسهماً قبل عام.
-عيسى مشعوف

العنود العلي 12-29-2019 04:53 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ضاق بي أمر أوجب غمّا لازمًا، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من
هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه، فما رأيت طريقا للخلاص!
فعرضت لي هذه الآية:﴿ومن يتّق الله يجعل له مخرجا﴾
فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم،
فما كان إلاأن هممت بتحقيق التقوى
، فوجدت المخرج. "


📓صيد الخاطر لابن الجوزي

العنود العلي 12-29-2019 04:57 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ولكن لم يتوقف ابنه الصغير
عن مضايقته.. وحين تعب الأب من ابنه، قام بقطع ورقة
في الصحيفة كانت تحوي على خريطة العالم
ومزقها إلى أجزاء صغيرة وقدمها
إلى ابنـــه وطلب منه إعـــادة
تجميع خريطة العالم…
ثم عاد إلى…

باولو كويلو

العنود العلي 12-29-2019 05:01 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
نسيان

لبس نظارته ليرى العالم بوضوح ،،
لكنه نسي أن يفتح عينيه .!

متعب القحطاني

العنود العلي 12-30-2019 04:58 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 

أدموندو باث سولدان*
قصة قصيرة جدا
ترجمة : د.محمد عبدالحليم غنيم


فى الذكرى الثانية والثلاثين لزواجهما ، قال :
- أنا ذاهب لكى أشترى جهاز تليفزيون .
- لأجل ماذا ؟
- لجعل ذلك السكون أقل تأثيرا .
فبدا لها هذا سبب وجيه للغاية .


*إدموندو باث سولدان: كاتب بوليفي ولد في مدينة كوتشابمبا البوليفية سنة 1967 ، استاذ جامعى وكاتب قصة وروائى ، يعد من أشهر كتاب القصة القصيرة جدا فى بوليفيا ، وقد تم ترجمت القصة عن الانجليزية ، حيث قام بالترجمة الى الانجليزية ، الكاتب الامريكى كيرك نسيت.

العنود العلي 12-30-2019 05:08 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
دهاء علاء

قال له مارد المصباح :
-أن التقشف الاقتصادي طال كل شيء، حتى الأمنيات الثلاث الشهيرة
التي يتداولها الخيال الشعبي تقلصت إلى أمنية واحدة فقط.
أخذ علاء الدين يفكر مليا ماذا يطلب، ثم قال:
- يا مارد، آتني ببئر مليء بالأمنيات، لا ينضب أبدا. تلك واحدة، أليست كذلك؟
بقلم : حياة الياقوت

العنود العلي 12-30-2019 05:21 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ماذا .. لو ...!؟
بقلم : وائل فكري


كنت جالسًا على مكتبي في ليلة شتوية قارصة البرودة، أراجع دروسي وأنا أحتسي كوبًا من الكاكاو الساخن بتلذذ، لقد اقتربت الامتحانات وأصبحت على الأبواب، كشبح يقترب رويدًا رويدًا، فتتحدد ملامحه المقلقة يومًا بعد يوم، ورغم ذلك كنت مطمئنًا إلى حد ما من تحصيلي، فقد واظبت على حضور المحاضرات ومراجعتها من أول العام، ولكن إحساسي بتلك البرودة الشديدة في هذه الليلة أعطاني شعورًا عامًّا بالقلق والخوف والوحدة...

شرد ذهني عن الكتاب المفتوح أمامي ونظرت مفكرًا في كشاف الإضاءة القابع على مكتبي بجانب رأسي، إنه يضيء لي ويعطيني بعض الدفء إلى درجة أني أتحسس بأناملي أحيانًا المصباح شديد السخونة بداخله، أملًا في حرارة مباشرة تسري بأطرافي، وإذا انطفأ هذا المصباح لسبب أو لآخر أفشل في قراءة دروسي بل وأشعر بالبرد أكثر، إلى هذه الدرجة ضعيف هذا الإنسان؟!

وتدرج خيالي إلى أبعد من ذلك، ماذا لو فقدت مسكني هذا وأصبحت في العراء في ليلة شتوية كهذه؟! ماذا لو اختفت ملابسي الصوفية الثقيلة في تلك الطبيعة التي لا ترحم؟! ماذا لو لم أجد الطعام والشراب؟! وبهذا انتقلت بأزمتي الخيالية من طالب علم يأمل في الاستذكار إلي إنسان بدائي يطلب الاستقرار،

ماذا لو... استفهام مقلق يشعرك بالعجز عن معرفة ما سوف يحدث وما ستفعله، ويفضي إلي التشتت في كثير من الأحيان، لذا لا داعي لأن أجهد ذهني بتلك الفلسفة وأكتفي بتحـصيل ما قد يساعدني علي إجابة أسئلة الإمتحانات ثم أفعل ما يحلو لي بعد ذلك.

العنود العلي 12-31-2019 02:43 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
مزارييغو
للكاتب الأرجنتيني إيكتور تيزون*

ت: عبد الحميد الغرباوي

انفتحي، أبواب الخلود !
ذلك لأن الرب بمشيئته يتكرم غالبا بالدخول
إلى حيث يقيم الناس
العادلون و يبعث إليهم رسله المجنحين.
جون ميلتون
الفردوس المفقود
المجلد7

مستيقظة قبل الفجر، تظل العجوز لامبرا جالسة إلى عتبة بيتها، في اتجاه مدخل القرية ، متأملة السماء كما لو أنها لتكتشف لحظة ميلاد النور.
لهذا السبب( لأنها تقيم عند مدخل الزقاق، و لأنها تستيقظ باكرا) كانت أول من شاهد وصول مزارييغو ذات يوم يشبه كل الأيام، لم يصدر عنها سوى همهمة، بمنديلها الأسود العجيب على رأسها ، و بعينيها الغائرتين الكدرتين،حين مر من أمامها مرسلا إليها تحية مرحة.
كان مزارييغو ـ الابن الأصغر لواحد من الأوائل الذين سكنوا القرية ـ قد قرر أن ينشىء في البيت القديم للعائلة متجرا للدراجات. أعاد إصلاح البناية، و حول غرفتين(واحدة منهما كانت مخصصة لاستقبال الضيوف) إلى غرفة واحدة، و فتح نافذتين كبيرتين لتكونا واجهتين للمتجر، و هيأ قاعة للعرض و البيع.
كان مزارييغو قد خمن أنه مع قليل من الحظ يمكنه أن يبيع دراجتين في الشهر ، و أنه في سنة، المدة المتبقية له في الحياة حسب أقوال الأطباء، ذلك لأنه يعاني من مرض غريب، سيكون قد باع دزينتين من الدراجات و حقق، بالنسبة لتلك الفترة، ربحا ممتازا.
حين أتم تجديد البيت و ترميم جدرانه الكبيرة المشرفة على الدرب الوحيد للقرية، علق مزارييغو، دون الاستعانة بأحد، لافتة يمكن القراءة عليها:" دراجات مزارييغو" بحروف طباعة كبيرة،بيضاء على أرضية زرقاء. و طبع في المدينة ملصقات بألوان زاهية عليها صور لشخصيات تركب الدراجة، كل واحدة منها ترتدي لباسا يميزها،و تشير إلى اهتمامات متنوعة:
سيدة تمنح وجهها للهواء بسخاء، سيد، والغليون في فمه، يقشر برتقالة و هو يضغط على الدواستين، آخر يرفع قبعته محييا بحركة تنم عن كياسة و أدب، و أخيرا آخر يحمل حقيبة ضخمة على حامل البضائع.
غطت الملصقات كل القرية: على الجدران، جذوع الأشجار، بوابة الكنيسة.
و يوم جمعة، أعلن التاجر، أن في اليوم التالي سيتم تدشين المتجر صباحا ذلك لأن اليوم سيكون يوم سبـت.
في أولى ساعات النهار، قدم زبونان إلى مزارييغو . تأملا الدراجات الجديدة المعروضة مندهشين ، دون أن يجرؤ أحدهما على الدخول. و من داخل المتجر، استقبلهما مزارييغو مشجعا إياهما بكلمات ترحيب تفسح لهما الطريق .و في النهاية، و بعد تبادل عبارات التهذيب و الكياسة، دخل أحدهما و لم تمض سوى مدة قصيرة، حتى خرج يصحب معه دراجة.
وجد الرجل صعوبة في ركوبها ، و بمساعدة مزارييغو نفسه الذي أمسك به و دفعه، انطلق فجأة و غاب ضاغطا على الدواستين في منحنى الطريق المغبر.و لم يعد بعد ذلك يظهر له أثر.
و أقبل زبونان آخران و هو لم ينته بعد من عد نقوده،عرفهما للتو.الأول رجل الأمن الذي أعطاه رخصة إلصاق الملصقات، و الآخر قاضي منطقة رييغو.
كل واحد منهما انطلق على متن دراجته و غاب، كما لو أن الغبار ابتلعه.
و هذا دفع بمزارييغو، بعد أربعة أيام، إلى إنهاء الحملة الإشهارية.
أسبوعان بعد ذلك، تجاوزت المبيعات ما كان مقدرا لها بكثير.
كل يوم، من الصباح إلى المساء، كان سكان القرية، رجال و نساء، يتزاحمون أمام واجهة المعروضات،
كذلك الأطفال الذين كان صراخ إعجابهم بالدراجات يحدث صخب العفاريت جميعها.
بعد شهرين، كان سكان القرية كلهم قد توقفوا بالأقل عشرات المرات لتأمل الواجهة البراقة. كل القرية، يستثنى من ذلك، صاحب المقهى و زوجته، السمينان شاحبا اللون و قليلا الكلام اللذان كانا بمراءاة يعارضان منشأة مزارييغو، مرة بدافع التحفظ ، و مرة بسبب الانخفاض الجسيم، و خلال بضعة أيام، في مبيعاتهم من طعام و كحول.
و خلاف ما كان متوقعا، لم يؤثر حلول الخريف في الإقبال الشديد على شراء الدراجات.
اقتنت المعلمة واحدة تغطي هيكلها طبقة من الكروم، و اختار المهندس له دراجة سباق.
أيضا رئيس المحطة و العجوز لامبرا ، اقتنى كل واحد منهما دراجة. و البعض ممن يتمتعون بسعة في الرزق، اقتنوا دراجتين بدعوى إذا ما تعطلت واحدة في وسط الطريق،تكون الأخرى جاهزة لمواصلة الضغط على الدواستين.
و آخرون باعوا كل ما لديهم من متاع جيد ـ غالبا لوازم الصلاة ـ من أجل امتلاك دراجة.
و كما كان منتظرا، شرعت أوراق الأشجار تصفر، و معها جلبت الهجرة نتائج غير متوقعة:
الحقول صارت عقيمة الإنتاج، والسقوف انهارت بسبب الإهمال و عدم إصلاحها من طرف أصحابها الذين أصبحوا يملكون دراجات. رئيس مصلحة الحالة المدنية انتقل و زوجته إلى كاليفورشون على متن دراجتهما، فتم التوقف عن تقييد المواليد الجدد و الوفيات، بما في ذلك الزواج الذي و لتعقيد المسألة،لم يتوقف عن التكاثر بفضل بيع الدراجات.
و هكذا، نزلت على القرية كل أنواع الكوارث:
اختلاس و سطو من طرف عصابة تسرق دون رادع يردعها بسب انعدام الأمن، اجتياح الثعابين التي و حسب الروايات، تتجمع حول محيط البيوت المهجورة،الأموات، خمسة في ظرف ستة أشهر لم يحصلوا على قداس جنائزي، و الدواجن، حائرة ، مضطربة، فرت هاربة. و أما ناقوس الكنيسة فتوقف عن الرنين.
بعد الخريف جاء الشتاء ليكدر صفو السماء و يحول ندى الفجر اللانهائي إلى صقيع فضي دقيق تسمع له فرقعات.
و بينما الشهر العاشر يشرف على نهايته، أحس مزارييغو بقرب موته.
الجميع رحلوا.
و القرية الخالية والمعتمة في حالة وهن صحبة البيوت المهدمة، المغطاة بنباتات متسلقة صفراء و صلبة.
و ذات يوم تقيأ بائع الدراجات، فعرف أن نهايته اقتربت.
كانت السماء رصاصية اللون و البرد شديد حين، و حوالي التاسعة صباحا، حاول مزارييغو الزحف إلى الجانب الآخر من المتجر لإنزال ستارات واجهتيه و إغلاق الباب. فجأة، لمح الوجهين الشاحبين و النظرات الجشعة لصاحب المقهى و زوجته. تأملهما مرعوبا و هو ممدد على الأرض، حاول الصراخ بأي شيء، يداه العاجزتان متشنجتين على البلاط ، و بصعوبة تمكنت عيناه من رؤية على نور الضوء اللبني كيف أن الاثنين كانا متلهفين جشعين و على استعداد لاقتراف كل شيء، دخلا ، و أخذا آخر دراجة في المتجر، و لاذا هاربين، ضاغطا الزوج على الدواستين بكل ما أوتي من قوة ( الزوجة تتعلق بكتفي زوجها) إلى أن غابا في المنعطف ، في تلك الطريق التي صارت مجرد ممر ضيق يجتاحه الدغل.

العنود العلي 12-31-2019 03:00 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الثـــــــأر
إيربيرتو ساليس
*(البرتغال)


نقلها إلى اللغة العربية: عبد الحميد الغرباوي


بعد مراسم الدفن، جمعت المرأة أبناءها الخمسة حولها، كما لو أنها تحاول و إياهم عمل المستحيل لإعادة استحضار زوجها جواوو فلورو الذي أغتيل أول أمس.
بيد أن هذه المواساة الحزينة لم تقو سوى يقينها بأنها أصبحت و بمعية أبنائها الخمسة بلا أب. و أجهشت باكية.
و من الخارج أتى نداء:
ـ هل من أحد هنا؟..
ردت باكية:
ـ من هناك؟
ـ شخص يريد لكم الخير.
مسحت عينيها بأسفل التنورة التي تنزل إلى ما تحت الركبتين، و ذهبت لتعرف من يكون ذاك الشخص. رجل ذو قامة فارعة، و لحية بيضاء، يقف قرب فجوة أحدثها الباب الذي لم يكن مغلقا.
كان ذاك الشخص هو الكولونيل أورينسيو. جاء شخصيا ليقدم لها دعم العدالة، و كذلك ليعلن لها أنه لن يدخر جهدا داخل الكفر، واعدا إياها أن ينفذ مهمته: الذي يقتل يجب أن يموت.
لا، المرأة لا تريد انتقاما. يكفي ما سال من دماء. لقد فوضت أمرها لله.
ـ لكن، باسم الرب أتيت إلى هنا، قال الرجل. المجرم في الأسر. و عليه الآن أن يؤدي من حياته ثمن قتله المرحوم جواوو فلورو، صاحب الروح الطاهرة، و الذي مات بريئا.
ـ لست سوى أرملة بائسة، أنّت المرأة. لدي خمسة أطفال هم في حاجة إلى رعاية .
أعرف كولونيل أورينسيو مدى ما لديك من نفوذ و قوة. لكن و أرجوك ألا تعتبر طلبي إساءة إليك: ليس استعمال هذا النفوذ هو الذي سيساعد أطفالي.ليس الثأر هو الذي سيمكنني من إعالتهم.
ـ ليس هناك علاقة بين الاثنين، قال الكولونيل. أطفال الراحل جواوو فلورو لن يموتوا جوعا، بفضل الرب، على الأقل ما دمت على قيد الحياة. لكن القرار اتخذ: سيُثأر لجواوو فلورو، لأن ذلك هو الذي يجب أن يحدث.عندي سلفا الشخص الذي سيقوم بهذه المهمة.
و رفع يده مودعا:
ليرعاك الرب، سيدتي إيرنيستينا !
ثم فرقع أصابعه مثيرا انتباه كلب ضخم أشهب تبعه حالا وفي صمت، ابتعد على الطريق الذي يحاذي الحاجز و توارى خلف أجمة أشجار ذات أغصان مشذبة.
كان جواوو فلورو بريئا. لم تكن له علاقة بسرقة الأبقار. يا للرجل التعس ! أي رغبة تلك التي دفعته ذلك اليوم ليذهب إلى المدينة.
فكرة واحدة كانت تشغل بورسينو، مالك الأبقار، و يدافع عنها ألا و هي أن الحق إلى جانبه: كان يريد أن ترد إليه بهيمته،هذا كل ما في الأمر، كانت بقرة جيدة، و كانت تحمل علامة.
و حتى لو لم تكن كذلك، فإنها كانت تعتبر واحدة من قطيعه، هذا كل شيء: لكل واحد ما كسب.
انطلق الجدال في السوق. ارتفعت درجة حرارة بورسينو ، فدفع جواوو فلورو، ثم و قد فقد كل سيطرة على نفسه، و مدفوعا برغبة في سفك الدماء و القتل، انتهى به المطاف إلى أن يطعنه بخنجره في بطنه لمرات ثلاث، من تحت إلى فوق و بكل ما أوتي من قوة.
سقط جواوو فلورو على الأرض. لكنه تلقى طعنة رابعة، و هذه كانت في القلب، لتصفيه تصفية نهائية.
" إنسان جبان و دنيء" قال الكولونيل أورينسيو في داخله، بينما هو يسير، مسترجعا ما نقله إليه شاهدان كانا حاضرين لحظة الحادث: القروي بيدرو بولينو و ابنه، شخصان يُشهد لهما بالاستقامة، و هما محل ثقة ، و يستحيل أن يكذبا. و هما اللذان حضرا وقائع الحادث كلها، و كان أن ثارت ثائرتهم.
و بورسينو؟ هل بقي هناك، ذاك النذل؟ هل فر هاربا؟
فر إلى مركز البوليس، و هناك سلم نفسه للعدالة. لم يكن له خيار ثان. السجن كان المكان الوحيد الذي يضمن الأمان لحياته ، ذلك لأنه يعرف الآن، و الرب وحده يعرف كيف نسي في سورة غضبه: أن جواوو فلورو يتمتع بحماية الكولونيل أورينسيو.
عاد الكولونيل أورينسيو إلى بيته و استدعى الرجل الذي اختاره للمهمة:
ـ حاول العثور على وسيلة ليُقبض عليك. و حين تصير في السجن، وفي اللحظة المناسبة، تخلص من بورسينو، لكن افعل بسرعة. لقد قتل جواوو فلورو دون سبب ، و عليه أن يؤدي ثمن ما تسبب فيه من أدى. الذي يقتل يجب أن يموت. بعد ذلك سأعمل على إخراجك من السجن. أم أن لديك شك في ما لدي من نفوذ.
بيزيكا، هكذا يلقب الرجل المكلف بالمهمة، ملون ، ذو أنف شامخ، لم يكن لديه شك في ذلك. من يكن تحت حماية الكولونيل أورينسيو لا يظل في السجن و لو بسبب قتل. يكفي أن يمثل أمام المحكمة، ثم يطلق سراحه بعد ذلك. كان الكولونيل أورينسيو ذا نفوذ كبير، و حين يقدم وعدا، فلا بد أن يفي به .
ـ عندما تصبح حرا، سأسلمك النصف الآخر، تابع الكولونيل. و الآن يمكنك أن تنصرف. اذهب، و اعمل على أن تجد وسيلة ليُقبض عليك.
طبعا، عليه أن يجد طريقة ليُقبض عليه، لأنه إذا لم يودع السجن، فلن يتمكن من الدخول، و إذا لم يتمكن من الدخول، فلن يتمكن من الاقتراب من بورسينو و القضاء عليه.
اختلق فوضى في ملهى للقمار. لكن و لا أحد استدعى البوليس للقبض عليه. فقط تصايحوا:
ـ أخرجوه من هنا !
و بعدها مباشرة، أخذوا بيزيكا من رقبته و رموا به إلى الخارج، مغلقين خلفه الباب. خبط على الباب، مهددا بتحطيمه. و في النهاية توقف عن الاستفزاز. أولئك الذين كانوا يلعبون في الداخل لم يحركوا ساكنا.
الوحيد الذي تحرك، كان هو بيزيكا، الذي توجه إلى بار. طلب قنينة "كشاسا"، معلنا أنه لن يؤدي ثمنها، مصمما على أن يصل إلى هدفه: إحداث الفوضى، و دخول السجن. لكنهم أحضروا له الشراب، لأن رجلا انبثق من حيث لا يدري ، قائلا بهدوء، و بنبرة ودية:
حسنا، أنا الذي أؤدي الثمن.
أغلق البار أبوابه، و في أول ركن من الزقاق، و بينما كان بيزيكا يتلفظ بكلمات نابية، تذكر فجأة أمر الكولونيل أورينسيو.
"حاول أن تجد وسيلة للقبض عليك".
بداية، و لحظة التذكر، خيل إليه أنه يسمع صوتا قادما من بعيد، لكن مباشرة بعد ذلك، خيل إليه أن هناك من يصرخ قرب أذنه.
لم يضيع وقتا.
لمح امرأة على الجانب الآخر من الزقاق، أسفل عامود نور. و طعنها بسكين طعنتين ـ الواحدة تلو الأخرى. في هذه المرة، كان يجب القبض عليه.
أطلقت الفتاة صرخة مرعبة و سقطت مترنحة على الرصيف. كان أشخاص قد تجمعوا، أقبل جنديان و قادا بيزيكا إلى السجن.
صرح ، أثناء الاستنطاق:
أردت فقط أن أخدش ذراعها بسكيني. لكنها تحركت خطأ فأصابها النصل إصابة بليغة حد الإدماء.
ـ تحركت خطأ، هه؟ قال وكيل الأمن. حسنا، لتعلم أنك قتلت الفتاة. إنها الجريمة الأكثر دناءة التي لم نشهد مثلها أبدا هنا.
و وضع السكين في الدرج كي يقدمه يوم المحاكمة.
أودع بيزيكا السجن، أخيرا سيجد بورسينو. أسبوعان بعد ذلك، ، وذات ليلة، و بينما كان بورسينو يغط في نوم هادئ، جذب منه بيزيكا حزامه و طوق به عنقه ، ثم شنقه. أطلق بورسينو أنة مختنقة، لكنها كانت من القوة ما جعل بقية السجناء يستيقظون. كانوا أربعة و، غضبا مما رأوه، دفعوا بيزيكا إلى ركن الجدار و بواسطة ملاءة ، شنقوه بدوره.
في الصباح الباكر، عثر حارس السجن على الميتين.
ولا تزال التحريات جارية.
الكولونيل أورانسيو، عندما علم بما حدث، قال للذي حمل له الخبر:
ـ لقد نال النهاية التي يستحقها.
ـ من؟ سأل الرجل. بورسينو أم بيزيكا؟
رفع الكولونيل عينيه إلى السماء، و أجاب بهدوء،
ـ الاثنان. كل واحد منهما يشبه الآخر.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* من مواليد باهيا عام 1917.صحفي ، ناشر، روائي و قصصي. تحصّل على الكثير من الجوائز الأدبية.عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب. من بين أعماله نذكر: حكايات عادية (1966)، و روايته " أوجه الزمن" صدرت بالفرنسية سنة 1991.

العنود العلي 12-31-2019 03:10 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
جسر بيتشوجين

بقلم: إ . بيرمياك
ترجمها من الروسية

أ . د . حامد طاهر


في الطريق إلى المدرسة , تعود جماعة من التلاميذ الحديث عن المآثر .
قال الصبى الأول : ما اروع إنقاذ طفل من الحريق !
وتخيل الثاني: أروع منه اصطياد أكبر كركي . . على الفور يعرفه الناس جميعًا .
وقال الثالث: أروع من هذا كله أول من يطير إلى القمر , فإن العالم كله سيعرف صاحبه !
لكن ( بيتشوجين ) لم يفكر في شيء من هذا . فقد كان فتى هادئًا , صامتًا . ومثل باقي زملائه , كان بيتشوجين يفضل الذهاب إلى المدرسة من طريق قصير عبر نهر صغير عند شاطئ شديد الانحدار . وكان عبوره وثبًا من أصعب الأمور .

في العام الماضى , لم يتمكن تلميذ صغير من القفز فسقط في الماء , وما زال يرقد في المستشفى . وفي هذا الشتاء , عبرته فتاتان في الجليد فعثرت أقدامهما عليه . وهكذا تعالت الصرخات منه . وحرمت جماعات التلاميذ الصغار من استخدام هذا الطريق القصير . وكم يكون المسير مرهقًا وطويلًا , عندما يوجد طريق آخر قصير !

وها هو بيتشوجين يفكر . . ويهتدى أخيرًا إلى ضرورة قطع صفصافه قديمة من هذا الشاطئ ليسقطها على الشاطئ الآخر . وكانت لديه " بلطة " جيدة , مشحوذة من عهد جده , فراح يقطع في الصفصافة وقد اتضح بعد قليل أن هذا عمل غير سهل . فقد كانت الصفصافة غليظة جدًا , لا يمكن لإنسان واحد أن يضمها بذراعيه الاثنتين . لكنها بعد يومين من العمل المتواصل سقطت . . راقدة عبر النهر الصغير

ثم كان على بيتشوجين أن يشذب فروع الصفصافة التي تعوق المسير ,وتشتبك تحت قدميه . لكنه - بعد أن قطع الفروع - وجد أن السير أصعب , لأنه لم يكن هناك شيء يمكن الاستناد إليه وخاصة عندما يسقط الجليد . . وقرر بيتشوجين أن يركب سورًا من أعواد الخشب .

وهكذا ظهر جسر جديد . ولم يعد التلاميذ فقط هم الذين يستخدمونه وإنما كل سكان المنطقة عندما يعبرون من قرية إلى قرية أخرى , بواسطة طريق قصير . حتى أن أولئك الذين كانوا يستخدمون الطريق غير المباشر , كان يقال لهم:

- هل تريدون أن تقطعوا مسافة سبعة آلف متر ! اذهبوا مباشرة عن طريق جسر بيتشوجين .
وعندما تآكلت الصفصافة , وأصبح المسير عليها محفوظًا بالمخاطر استبدل بها أهالي القرى المجاورة جذع شجرة أخرى جيدة . . لكن بقي الاسم الأسبق للجسر , وهو: بيتشوجين .

ثم لم يلبث هذا الجسر أن تغير , وأصبح طريقًا معبدًا , وعبر النهر السريع , امتد الطريق , في نفس مكان ذلك الممر الصغير , حيث شيدت الحكومة جسرًا كبيرًا , ارتفعت على جانبيه قوائم من حديد الزهر . وكان من الممكن أن يطلق على هذا الجسر الضخم اسم كبير . لكن أحدًا لم يفكر على الإطلاق في أن يطلق عليه أي اسم آخر سوى: جسر بيتشوجين !
وبهذه الطريقة وحدها , يمكن أن يصبح للإنسان اسم في الحياة !

العنود العلي 01-01-2020 04:48 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
ذاكرة

تجمع نفسك كأحجية من عيون من عرفوك
ولكنك تظل صورة ناقصة.فقدت الذاكرة
ولم تعد تأتيك عن نفسك إلا أخبارا متضاربة.
-كان طيبا
بل كان شريرا
-الحقيقة هو بين الشر والخير، المنتصف تماما.
وأنت تنصت كأنك تسمع لحنا ناشز لا يطرب.تجهل
حقيقتك كأنك لم تكن هنا يوما.
أحمد سليمان

العنود العلي 01-01-2020 05:01 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الدب والدرويش

( حكاية من الفولكلور الألباني )

ترجمها إلى الفرنسية: روجر أرنالديز
ومن الفرنسية: أ. د. حامد طاهر


يحكى أن راعيًا كان يحرس قطيعه . وكان يعاني من التشدد في حراسته , لأن دبًّا كان يأتي كل يوم , ويلتهم من القطيع خمسة أو ستة خراف .

وذات صباح جميل , مر بالراعي درويش متجول . وبعد أن تبادلا التحية , قال الراعي:
- يوجد هنا دب شرس . لا يتركني هادئًا قط . في كل يوم , يخطف مني خمسة أو ستة خراف . ألا توجد وسيلة ضده ؟

فأجاب الدرويش:
- سأقتله في نفس المكان . ولن أطلب منك شيئًا سوى ثلاث قطع من الجبن الأبيض .
أسرع الراعي فأعطاه الجبن الذي طلبه . وجاء الدب كعادته ليخطف الخراف . وعندما وصل تقدم إليه الدرويش وبدأت بينهما مناقشة , لمعرفة من منهما أقوى من الآخر ، وبالطبع ظن الدب أنه هو الأقوى . لكن الدرويش قال له:

- إنني سأسحقك مثل هذا الحجر .
وفي نفس اللحظة , أخرج من جرابه قطعة الجبن الأبيض , ثم القطعة الثانية , وبدت القطع كما لو أنها دقيق مطحون . وزادت دهشة الدب فتخير هو أيضًا حجرًا أبيض من فوق الأرض , لكنه لم يقدر أن يفعل به مثلما فعل الدرويش .

عندئذ نشأت بينهما صداقة مشتركة ، وانصرفا معًا .
وبعد وقت قصير , جاع الدب , فطلب من الدرويش أن يذهب ليصطاد لهما ثورًا يأكلانه , قائلًا له إنه , في أثناء ذلك , سوف يجمع الحطب من الغابة

لكن الدرويش قال له:
- اذهب أنت لاصطياد الثور . لأنني لم أهتم باصطياد مثل تلك الفريسة الصغيرة ! إن ما يليق بي إنما هو اصطياد أسد !

وهكذا أتاحت له تلك الحيلة أن يتجنب اصطياد الثور . أما الدب فقد مر بجانب قطيع من الثيران , وبسرعة قفز على ثور وعاد به يحمله على كتفيه .
وفي تلك الأثناء , مضى الدرويش إلى الغابة . وهنالك . . ماذا فعل ؟

تناول حبلًا طويلًا , وربط به كل أشجار الغابة , كما لو أنه سيقتلعها بجذبة واحدة .
وعندما عاد الدب نادى على صديقه الدرويش . فلم يرد , فمضى الدب إلى الغابة , وشاهد ما أعده لاقتلاع كل أشجار الغابة بجذبة واحدة . زادت دهشة الدب من صديقه . وقال لنفسه: " إن هذا الرجل أقوى مني ألف مرة " ثم قال بعد ذلك بصوت عال:
- ما ستفعل بكل هذه الاشجار التي ستقتلعها ؟ خذ منها فقط فرعًا أو فرعين , وعد . .
فأجاب الدرويش:
- أنا لست الرجل الذي يأخذ قطعتين صغيرتين من الغابة لكنك أنت الذي يفعل ذلك .
وعندئذ جذب الدب فرعين كبيرين من شجرة . ثم عادا إلى مكان الثور , وراح الدب يقطعه .
لكن كان ينبغي أن يُطبخ الثور . فقال الدرويش:

- سوف أذهب لإحضار الماء , فابق هنا لتقليب الخشب بدلًا من أن تتعب نفسك ( قال هذا لأنه لم يكن بقادر على أن يقلب ثورًا ضخم الجثة ) .

- ثم أخذ وعاءً , ومضى به إلى نبع يفيض من صخرة . وبعد أن ملأه , وضعه على كتفه , لكنه لم يستطع أن يحتفظ به طويلًا , فتركه يسقط على الأرض , قبل أن يتهاوى من الإعياء .
انتظر الدب ساعة , ساعتين . . وأخيرًا اتجه إلى النبع , الذي ذهب إليه الدرويش . وعندما وصل قال له:
- لماذا تأخرت كثيرًا هكذا ؟

فأجابه الدرويش:
- كنت أفكر في طريقة لإحضار النبع من الصخرة التي يخرج منها ! ومع الأسف لم أستطع إحضاره كما ينبغي . وقد وجدت أن رجوعي وحدي بوعاء يُخجلني . أما أنت , فيمكنك حمله .

حمل الدب الوعاء على كتفه , ثم عاد الاثنان .
وبينما هما سائران , قال الدب للدرويش:
- هيا بنا نتصارع معًا لبعض الوقت ؟

فصاح الدرويش:
- انج بنفسك مني . . لأنني لا أرغب في أن أسبب لك أذى
- ومع ذلك , انتهى بهما الأمر إلى أن يتصارعًا . .

ضغط الدب على الدرويش بقوة جعلت عيني الدرويش تكادان تخرجان من رأسه . . وعندما شاهد الدب وجهه المنتفخ , وعينيه البارزتين , اللتين جحظتا بشدة , سأله:
- لماذا أصبحت هكذا ؟

فأجاب الدرويش:
- لأنني لا أعرف بالضبط أين أقذف بك . . من هنا فأمزقك قطعًا , أم من هنا , وهذا أسوأ . .
فقال الدب:
- اسمح لي أن أطلب عفوك . . وتركه .
وبعد وقت قصير , وصلا إلى موضع الثور المطبوخ وأخذا يأكلان . وبعد قطعتين صغيرتين من لحم الثور , توقف الدرويش عن الأكل فسأله الدب:

- لماذا توقفت ؟
- لم تعد لي حاجة للطعام , بعد أكل عدد من الخراف التي أكلتها وأنا ذاهب لحمل الماء ( وكان الدرويش أضعف من أن يلمس خروفًا واحدًا ) وبعد الطعام , اقترح الدب على الدرويش أن يصحبه إلى منزله كصديق عزيز . وأخذه إلى المنزل .

وما أن وصلا , حتى طلب الدب من أمه وأخته أن يشحذا له الفأس , لأنه صمم على قتل الصديق الذي أحضره , وهكذا يتخلص من الإنسان الذي اكتشف أنه أقوى منه . وما أن سمعت أخت الدب ( وكانت دبَّة طيبة ) هذا الكلام , حتى أسرعت إلى الدرويش , وحكت له كل شيء .

جاء الليل . وجلس الدب على المائدة . وأكلوا جيدًا , ثم تمددوا على الأرض . وناموا .
وبالطبع تظاهر الدرويش بالنوم , في المكان الذي اختاره أمام الدب , لكنه ما لبث أن اختبأ خلف "بردعة " حمار كانت ملقاة في المكان . وحوالي منتصف الليل , نهض الدب , وتناول فأسه , ثم أهوى به على جسد الدرويش ثلاث أو أربع مرات . وبعد أن أعتقد أنه انهرس تمامًا , عاد إلى مكانه , ونام .

قبل طلوع الصباح , نهض الدب , وذهب إلى الغابة .
وعند عودته ماذا رأي ؟ الدرويش ! وما أن رآه حتى راح يفرك عينيه , غير مصدق نفسه . ومع ذلك سأله:
- كيف أمضى ليلته ؟
فأجابه الدرويش:
- حسنًا جدًّا . . ما عدا لسعات برغوثين أو ثلاثة قرب منتصف الليل !
صدم الدب من الدهشة , حيث أن ضربات فأسه القوية لم تبدُ للدرويش إلا كلسعات البرغوث !

وفي حالة من عدم التماسك , اعترف الدب له بكل شيء , وتوسل إليه لكي يخبره كيف يصبح قويًّا مثله ؟

أجاب الدرويش:
- لا شيء أسهل من ذلك . وما عليك إلا أن تبحث لي عن قربة لبن .
ذهب الدب , وعاد بقربة لبن . فأشعل الدرويش النار , ووضع القدر عليها بعد أن ملأها باللبن .وعندما بدأت تغلي , قال الدرويش للدب:
- ضع رأسك هنا . . حتى تُصبح قويًا !

وضع الدب رأسه لأول مرة , فاحترق . ثم وضعها لثاني مرة . وفي ثالث مرة , دفعها الدرويش بقوة . .
وهكذا تركه يطبخ على نار مكمورة !

العنود العلي 01-06-2020 04:34 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
النّساء اللّاتِي انتظَرْنَ رجَالاً يَأتُونَ دائمًا َ مُتأخّرينَ ك القَدر
يتزوّجنَ كُلّ ليلةٍ رجلاً ويُطلّقنهُ في الصَّباح
ليعدْنَ عازِباتٍ وينتظرنَ المَساء.
رفيقة المرواني

العنود العلي 01-06-2020 04:36 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
المرأة التي قلت لها: أحبك ذات يوم
وحدّثتها عن جمال الحقل ووفرة المحاصيل,لم تبادلني الحديث, لم تلتفت نحوي
حتى إنها لم تمتعض. واليوم بعد سنين من الحبّ والهجر والشعر
أودعوني المصحةَ سمعتُ أبي يقول لهم:
كان يقبّل فزّاعةً
ثمّ يبكي.

مروان البطوش

العنود العلي 01-06-2020 04:38 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
حين ألتقط لنفسي صورةً وأحتار بين حفظها وحذفها؛ أتأمّلها بعيون أبنائي المحتمَلين في المستقبل، إذ يتلهفون لرؤية والدهم في شبابه. فأقرّر أن أحفظها، ويقرّر أبنائي ألّا يأتوا.

عبدالرحمن الحميري

العنود العلي 01-06-2020 04:40 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
" خرج من باب منزله.. قوىً ليس يفهمها تدفعه..
في حنجرته تختنقُ الكلمات وتلقى حتفها في وادي التمتمات..
تملأ قلبه شهقة.. وعلى ظهره أثقالُ خلقٍ وأمة ..
ودع راحته ..ومضى ينتظرُ حتفه ..هناك ..
حيثُ درعه وجرحه.. وخيالٌ يسلي به نفسه. "
إيمان الغامدي

العنود العلي 01-06-2020 04:43 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الدُّونكِشوت:

"سلَّ سيفَه وأخذ يُصارع صدى الأصوات مُصمّماً على كسرها وتبديدها، إلا أنّها ظلّت تحوم حوله ساخرة! حاول مراراً وتكرارا ولم ينجح.. «ذكّرني بقصة الدُّونكِشوت». "

جمانة زلوم

العنود العلي 01-06-2020 04:50 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 

ملاحقــة
قصة: نجيب الخالدي


تتفجر الأرض ضبابا، تنهمر من السماء قطعُ سحب كصخور نارية، زخات داكنة تقرع الأرض في صوت مائج يرجرج المكان، سيول لزجة متدفقة تخترق كل الضفاف حولي، وأوْحال في غليان هائج تنبعث منها أشباه فقاعات عملاقة متناسلة لا يحدّ انفجارَها تكاثرها اللامتناهي... تتقلص الرؤية فتستحيل أمامي المرئيات ظلالا وأشباحا بأشكال هلامية يستصعب التحقق من طبيعتها. تمور الأرض من تحت قدميّ، أصرخ ملء قواي، فلا يُسمَع لصراخي صوت ولا لنداءاتي المتوسلة.
يتأجج هذا الاضطرام الداهم، وجوده العملاق غير قابل للمغادرة، وكل المؤشرات لا تدل على رحيل محتمل. أمدّ يدي اليمنى التي انفصلت عن بدني نحو ما يتراءى لي من هذه الأشباح والأخيلة، لكن ضجيجا صاخبا يعلوه صفير حاد يخترق رأسي، فيفجر دماغي وما تبقى من أعضائي. تواصل يدي انبساطها صوب وجوه كثيفة لا أخطئ تقاسيمها، تنظر إليّ بعيون نافرة ملتهبة، تتعاظم ضحكاتها والقهقهات منها تدك جسدي...

لكني بدون جسد! أهو مجرد إحساس بالجسد ينتابني!؟
تطأ سمعي الآن خطوات كالقرع على الطبول والصنوج، تدنو مني رويدا رويدا، أطلق ساقي للريح، فتتسع خطاي مسافات كلّما عظمت سرعتي، لكنها لا تطوي غير الفراغ السحيق.
من ألقى بي في هذا.. !؟
لم أتمم مخاطبة نفسي حتى كاد يهوي على رأسي صندوق أسود قاتم، يأوي حبالا ومسامير ومطرقة ضخمة. أيقنت بأنه تابوت.
من يبتغي دفني!؟ التابوت للموتى... لست ميتا أنا...
أجدني بلا وعي أردّد بعضا من كلام الرجل الهرِم في قصة زكريا تامر.
- أهي مؤامرة من أبنائي كما في القصة!؟
يتعالى صوتها صخبا، أتبيّن ملامحها الآن جيدا. تخطو في اتجاهها أصابعي منبسطة ودودةً، تردّ عليها بقهقهات مزبدة راعدة... تشرع في جرجرة التابوت الأسود، لكنها تتراجع فتطرحه أرضا. تغير الاتجاه نحو قصد محدّد، تحطم المزهرية على مكتبي، وتشرع بجنون في سحق الأزهار بقدميها العريضتين المسطّحتين. تغوص في مكتبتي، تنتقي منها كل أعمالي، تُقطعها بأنياب متوحّشة إربا إربا... وعلى حين غِرّة، تندلع من يدها نار مستعرة، فتلقي بلظاها الحارق على جبل الكتب أمامي...
تتلقف بيد من عمق الصندوق المطرقةَ الضخمة، وبأخرى تجرجر التابوت نحوي من جديد.
يشتد الضباب والزخّات الداكنة وهي تتقدم...
أطلق العنان لصرخاتي الهوجاء...
لا أسمع لها صوتا ولا لنداءاتي المتوسلة.

العنود العلي 01-07-2020 03:11 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
عبرة:
عندما سُئل العداء عن سر تفوقه، قال :
” في صغري تركني الجميع ومضوا،
لذا تعلمت أن لا أركض وراء
الآخرين، بل أمامهم”!
(مهند العزب)

العنود العلي 01-07-2020 03:14 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
سواد
سألت الطبيب:
هل يحزن شعر أحدنا معه؟
أجابها : ماهذا السؤال الغريب؟
قالت : إن شعري يزداد سوادا يوما بعد يوم!
قال : ليس حزنا بل حبا بنا.
(حصة المطلق)

العنود العلي 01-07-2020 03:17 AM

رد: O موسوعة القصص القصيرة o
 
الدرس الأول
انتهت الحـرب،,
وعدنا الى المدرسة،
علمنا الأستاذ آداب المشاركة
في الفصل، ثم طرح علينا سؤالا
فأنهمك الجميع ينبش عن إجابة،وبقيت
وحدي ابحث عن ذراعي المرفوعة .

- مروان الشريفي


الساعة الآن 08:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team