منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مقهى منابر والمقاهي الثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25188)

تركي خلف 06-15-2019 11:24 PM

مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقهى منابر والمقاهي الثقافية


المقاهي.. إنها أكثر من مجرد أماكن عادية لقضاء الوقت. أماكن قد تجمعنا بها بعض الذكريات والأشخاص الذين يتميزون بالروعة والثقافة والإبداع تماما كما يحدث لنا هنا في منتدى ومقهى منابر , وعند الخروج منها نكمل في حياتنا بشكل عادي. وبما أننا تخدث عن المقاهي الثقافية , فهناك تاريخ مهم وطويل للمقاهي يجهله الكثيرون. : تاريخ صنع الكثير في حضارة الشعوب، لاسيما الثقافي. فهذه الكراسي والطاولات الصغيرة، التي تحمل بعض كاسات الشاي أو فناجين القهوة، كانت طوال قرون طويلة، والتي احتدمت فوقها نقاشات حول الفلسفة والأدب والشعر، حول السياسة والحياة. لذلك، وأنت تقرأ هذا الموضوع ، اترك هاتفك الذكي، وتخيل نفسك تجلس على الكرسي والطاولة نفسهما التي جلس عليها أدباء ومفكرون عظماء مثل «آرنست همنغواي» و«كافكا» و«شتاين» ونجيب محفوظ ومحمود درويش ومحمد الماغوط وغيرهم. ......

تركي خلف 06-15-2019 11:44 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في المقهى...


كم هي صعبة وغريبة هذه الحياة، غرابة أهلها وساكنيها، قد تنكرون عليَّ هذه الحقيقة، لكن هلا استمعتم إليَّ قليلاً، الكل منهَك متعَب يلهث وراء سرابها وحقيقتها التي لا تُدرَك، أنا واحد من أولئك الذين أضناهم البحثُ عن مكان هادئ في هذه الحياة، مكان تستمع فيه إلى ذاتك، إلى أنفاسك، ما زلت أذكر أنني طوحت بي الأيام يومًا في مدينتي،، كان الجو حارًّا والسماء صافية، فكرت وفكرت فانتهى بي التفكير إلى دخول مقهى من مقاهيها، دلفت بمفردي حاملاً محفظتي الجلدية السوداء، التي لا تفارقُ كتفي أثناء السفر إلا لمامًا، جلست أستكشف المكان، وأسترجع أنفاسي، بعد لحظات جاءني نادل بلباسه الأنيق، وحركاته السريعة الباعثة على الحيوية والنشاط، خاطبني بصوت رقيق منخفض، وباحترام مبالغٍ فيه... طلبت شايًا وكوب ماء بارد، انصرف لحاله، لا أحدَ في المقهى سواي، قلت لنفسي: لعلَّ هذا هو المكان الأنسب لتدوين بعض مما يعتمل في صدري من مشاعرَ وأحاسيس ناء الجسدُ عن حملها، فما كان مني إلا أن فتحت حقيبتي، وتناولت مفكرتي وقلمي، حاولت الكتابة، مدة طويلة وأنا أحرك قلمي بين أناملي دون أن أجدَ الكلماتِ المناسبةَ للتعبير، ورغبة جامحة تجتاحني للبوح، لكن اللغةَ لم تطاوعني، نعم لقد خذلتْني كعادتها، حاولت الضغطَ على مخيلتي، لم أفلِحْ، لولا صورة الرجل المشرَّد الواقف أمامي، الذي انتشلني من عالمي، لبقيت هكذا بلا مصير، كان منتصبًا أمامي كنخلة مصابة بمرض البيوض، ثياب رثة ممزَّقة، وأسنان صدئة بفعل التدخين، قدماه حافيتان مشققتان، لم ينبِسْ ببنتِ شَفة، بل ظل مسمَّرًا في مكانه ينظر إلى إبريق الشاي والرغيف، أدركت أنه جائع، ربما لم يأكل شيئًا منذ مدة، لمَّا نظرت إليه لمعت عيناه، واتسعت حدَقتاه، يا لها من لغةٍ صامتة دالَّة معبرة، لغة ستفهمها إذا أمعَنْت، ملأت كوب شاي دون أن أعالجه، لم ينتظر حتى أسلمه له، بل انقض عليه كطائر جارح بمجرد أن وضعت الإبريق على الطاولة، ظل يرقب الرغيف، يبتلع ريقه ويمصمص شَفَتَيْه، أيقنت أنه آكِلُه لا محالة، أشَرْتُ إليه بعيني أنْ خُذْه، تناوَله، خطا بضع خطوات وقرفص أمامي مباشرة، ابتلع الشاي دفعة واحدة بطريقة هستيرية غريبة.. ، انتصب واقفًا بسرعة البرق، دسَّ الرغيفَ في جيبه وانطلق كالسهم مخلفًا وراءه كأسًا فارغًا يتصاعدُ منه البخار، لعلها أحلامه... زلزل المشهدُ كياني، أحسست أني السببُ فيما آل إليه حاله، من يدري، فضحايا الخطأ والصدفة كُثُر.. عدت لمفكرتي أرقب بياضها الشهي بصمت وشهوة، أحسست أنها تناديني تتوسَّل إليَّ كفتاةٍ حسناءَ تهمُّ بي... فجأة بدت لي مسخًا مخيفًا شبيهًا بالمشرد، انقبض قلبي فأغلَقْتُها بحركة سريعة، ودسستها في محفظتي، وانطلقت أبحث عن مكان آخر يُسعفني على البوحِ والتَّعبير...


نقلتها لكم

حسام الدين بهي الدين ريشو 06-16-2019 01:24 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
رائع
أخي تركي
بوركت وبورك مقهاك

حسام الدين بهي الدين ريشو 06-16-2019 01:25 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
رائع
أخي تركي
بوركت وبورك مقهاك ورواده
مع تحياتي

العنود العلي 06-16-2019 10:25 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقارنة رائعة بين المقاهي الثقافية ومقهى منابر

يبدو أنه هناك المزيد أخي تركي ونحن في إنتظاره

تقبل مروري مع بالغ التقدير

مالك عدي الشمري 06-17-2019 10:49 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
منابر ثقافية ومقاهيها وكل جزء منها يسكنني وأتقمص معها عصور الثقافة والأدب العربي
تشكراتي سيدي المفضال خلف

تركي خلف 06-17-2019 12:13 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 233987)
رائع
أخي تركي
بوركت وبورك مقهاك

الأروع مرورك سيدي الكريم .. تعطرت صفحتي بشذى حروفك
مشكور ربي يجفظك

:Untitled-8:

علي الحزيزي 06-17-2019 05:02 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
المقهى الثقافي

جميل

ومن يرتادها ويستفيد

منها

تركي خلف

لك خالص التقدير. ..

تركي خلف 06-19-2019 04:39 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 234015)
مقارنة رائعة بين المقاهي الثقافية ومقهى منابر

يبدو أنه هناك المزيد أخي تركي ونحن في إنتظاره

تقبل مروري مع بالغ التقدير

تسلمين يالعنود ويسلم مرورك أختي
شكراً لأناملك التى خطت هذا الرد الرقيق
لك منى كل الود والإحترام

:Untitled-5:

تركي خلف 06-19-2019 04:44 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مالك عدي الشمري (المشاركة 234036)
منابر ثقافية ومقاهيها وكل جزء منها يسكنني وأتقمص معها عصور الثقافة والأدب العربي
تشكراتي سيدي المفضال خلف

تستاهل منابر يالطيب أخوي مالك .. سلمت الأيادى على المرور الكريم
مشكور ربي يبقيك ويحفظك

:gi1ft:

تركي خلف 06-19-2019 04:47 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
علي الحزيزي المقهى الثقافي
جميل
ومن يرتادها ويستفيد
منها
تركي خلف

ولك جميل ردي سيدي علي
أسعدني كثيراً مرورك وتعطيرك هذه الصفحه
وردك المفعم بالحب والعطاء
دمت بخير وعافيه .. لك خالص التقدير.

qraa1

تركي خلف 06-19-2019 05:10 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
(3)
علاقة الإنسان بالمقهى

المقهى، هذا المكان الذي دخل في عادات البشر وتقاليدهم؛ حتى إنَّه أصبح عند الكثير منهم واجبًا يوميًّا لا غِنَى عنه.
من هذا المنطَلَق؛ اكتسَتْ هذه المسألةُ أهميَّتها؛ من حيث تأثيرها وانعكاسها على حياة الإنسان؛ فكان واجب النظر إليها وتأملها، والسعي إلى وضعها في إطارها وحجمها المناسب والصحيح - أمرًا أساسيًّا وضروريًّا.
وحيث إن تعريف المقهى كفيلٌ بأن يجعلنا نفهم ماهيَّته، ومدى علاقة الإنسان به

فالمقهى
:
هو محلٌّ به أماكن ومقاعد وطاولات وأجهزة حاسوب وأقلام وأوراق , يجلس لها أصحاب الحِرَف،والإبداع ويقدم مشروبات معيَّنة؛ مثل: القهوة والشاي، وصنوف من العصير والمشروبات الغازية، أو بعض المرطبات.
وما يدفع إلى التَّساؤل هو: ما حاجة الإنسان إلى المكوث والجلوس في المقاهي؟!
والجواب على ذلك واضحٌ وجليٌّ؛ قد يكون للاستراحة بعض الوقت، أوقد يكون بمناسبةٍ أو سببٍ أو ظرفٍ ما.

ولكن ما يلفتُ الانتباهَ ويدفع إلى التفكُّر والنظر من زاوية هذه المسألة: هو تحوُّل المقاهي عند بعض البشر إلى مكانٍ لتمضية الوقت وإضاعته، فيما لا ينفع
من ذلك كان من المهم أن يعي الإنسان جيِّدًا مدَى العلاقة التي يجب أن تكون بينه وبين المقهى، فلا يتحوَّل بذلك إلى مكانٍ لتضييع الوقت وإنفاقه فيما لا فائدةَ ولا طائلَ منه؛ بل وبؤرة للإزعاج والإقلاق، والضجيج والانحراف، والانفلات وعدم الأمن، والتنظيم العمراني.

إذًا خروج الإنسان من العلاقة العادية والطبيعية مع المقهى باعتباره مكانًا ومحلًّا للاستراحة إلى العلاقة غير الطبيعية بينه وبين المقهى؛ فيكون مكانًا لإضاعة الوقت وتمضيته، ومكانًا للهو واللعب، والمجون والانحراف - مدعاةٌ إلى طرح وبحث عديد من التساؤلات، لعلَّ أهمها:
ما الذي يدفع الإنسانَ إلى إهدار وتمضية وقته في المقاهي، وفي جلساتٍ لا طائلَ له منها؟!
ما هي الدَّوافع والأسباب التي تدفعه إلى ذلك؟!
أمرٌ التفكيرُ فيه وطرحه في الأذهان قد يُنبِّهنا إلى أمورٍ قد تكون هي في الأصل الأسباب التي إن غيَّبها الإنسان فيه، ولم يُعرِها الشأن الذي تستحقُّه من التفكير والتأمُّل والطرح - تجعله يقع في مأزقٍ وإشكالِ الفراغ، والسعي إلى إهدار الوقت.
وهما: العمل والعبادة، أو تساؤلات العقيدة والوجود.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحَّة، والفراغ)).


نقلته لكم

تركي خلف 06-21-2019 06:15 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

مصادفة غريبة في المقهى


خرجتُ من البيت معتكرَ المزاج، بعد مشاجرةٍ معها، صارتْ مشاجراتنا شبهَ دائمة، كادت تصبح جزءًا من حياتنا اليوميَّة، وفي كلِّ مرَّةٍ يتَّهم أحدُنا الآخرَ بأنَّه هو المسؤول عَن "مناكَفة الدِّيَكة"، هذه التي لا تَكاد تَنتهي.
هي تقول لي:
• أنت أصبحتَ غضوبًا، حادَّ الطِّباع، تغيَّرت مشاعرُكَ نحوي، لم تعُدْ تحتمل منِّي هَفْوة، واقف لي وقوف الشوكة في الحلق، وأصبحتَ فضوليًّا كثير الغلبة، تتدخَّل فيما يعنيك وفيما لا يَعنيك.
وأنا أردُّ لها الصاعَ صاعَين، فأقول:
• بل أنتِ أصبحتِ مُهملةً، كسولاً، قليلةَ الاهتمام بشؤون البيت والأولاد، معظم وقتكِ أمامَ هذا الجِنِّي، سارق الوقت والعُمر، هذا الجهاز الذي لا يكُفُّ عن الثرثرة، وأنتِ تتفرَّجين على كلِّ شيءٍ فيه وكأنَّه يتحدَّثُ عنكِ.
ثم أُضيفُ؛ لأكيدها وأغيظها:
• وها أنتِ ذي تذهبين في العرض، لو نظرتِ إلى شكلِكِ في المرآةِ، لرأيتِ أنكِ لم تَعودي تلك الرشيقةَ الخفيفة التي كانت تخطر كالغزال.
يسوؤها منِّي هذا الكلامُ كثيرًا؛ فهو يمسُّ أنوثتها، تُوشِكُ - في كثيرٍ من الأحيان - الدموعُ أن تقفز من عينيها، وتقول مبتئسة ابتئاسًا حقيقيًّا:
• تعني - يا باسم - أنَّكَ لم تعُدْ تحبُّني مثلَ أيَّام زمان؟
تأخذني الرأفة، أحسُّ أنِّي جرحتُ مشاعرها بكلامٍ لا يؤلمُ المرأةَ مثلُه، فأقولُ مترفِّقًا محاولاً إصلاحَ ما بَدَرَ مني:
• ما قصدتُ هذا، ولكن قصدتُ أن أُنبِّهَك على أمرٍ ذي بالٍ، إنَّ رشاقة المرأة كَنزُ الجمال، وقِلَّة الحركة تغتال هذا الكَنز.
• • •
تطوَّرت "مناكفة الدِّيَكة" اليومَ بيني وبيْنها إلى أكثرَ من المعتاد، وخرجَتْ مِن فِي كلٍّ منَّا كلماتٌ أخشنُ من المألوف، شَعَر كلٌّ منَّا بالندم؛ ولكنَّ كبرياءَه أبَتْ عليه أن يعتذر أو يعترف.
دخلتْ هي إلى غُرفتها غَضْبَى باكيةً، وخرجتُ أنا من البيت حانقًا، فصفقتُ من خلفي الباب صفْقًا عنيفًا، بلغ مسامعَ الجيران، فأطلَّت رؤوسٌ فضوليَّة تستطلعُ الخبر.
ظللتُ أمشي على غير هُدًى، حتى وصلتُ إلى مقهى بعيد، لم أتعوَّد أن أذهبَ إليه إلاَّ نادرًا.

قصدتُ طاولةً منعزلة، وطلبتُ فنجانًا من القهوة التُركيَّة، ورُحْتُ أرتشفها بهدوءٍ وتلذُّذ.
كانت الأفكار تُشرِّق بي وتُغرِّب: لماذا أضحتْ حياتي معها على هذه الشاكلة؟ كان يُضرب بنا المَثَلُ في الودِّ والتفاهم، سارت حياتُنا في أوَّلها سمنًا على عسل، أنجبنا بناتٍ وبنينَ يفقأُ كلٌّ منهم عينَ أيِّ حسود.
منذ سنوات فقط بدأت مشاجراتنا مشاجراتٍ تافهة، لم نكن ندري كيف بدأت، وما سببها على وجه التحديد؟ كان يركبُ العِنادُ كلاًّ منَّا، فيتشبَّث برأيه، يأبى أن يتنازل عنه، كانت زوجتي تعتبرُها أمرًا عاديًّا، لا سيَّما وأنَّها كانت تنقشعُ بسرعةٍ مثلَ سحابة دُخَان، أو رغوة صابون، ثم نعود بسرعة كالأطفال إلى التَّصافي والوِئام، لكنَّني – وأنا الذي أحمِّلها كثيرًا على حدِّ تعبير زوجتي – أنزعج، وأتمنَّى لو لم تحدث، تقول زوجتي عندما نتصافى بأسرع ممَّا يتصافى الأطفال:
• هذه أشياء عاديَّة في حياة كل زوجَين، هذه مِلح الطعام، لا بُدَّ منها في كلِّ بيت،
أقول لها معترضًا:
• لا أحب هذا المِلح، أنا مُصابٌ بضغط الدم، وأنتِ تعرفين أنَّ الملح يضرُّني،
تضحك وتهزُّ رأسها مُلاطفةً، وتقول:
• حاضر يا حبيبي، سأحاول ألاَّ يدخل المِلح بيتَنا بعدَ اليوم.
نضحك معًا، ولكن لا بُدَّ في البيت من مِلح!
• • •
وأنا أرتشفُ قهوتي، شاردٌ مع خواطري، حانتْ منِّي الْتفاتةٌ، فوقفتْ عيناي على فتاةٍ جالسة إلى إحدى الطاولات في زاويةٍ بعيدة من المقهى، تسمَّر طرْفي عندها، أهذا معقول؟! إنعام!! يا سبحان الله! بعد هذا الزَّمن؟ كم سَنَة مرَّت؟ خمس وعشرون!
أجلْ، خمس وعشرون، وربَّما أكثر، كانت زميلتي في كلية الآداب، كم فتَنَتْني واستهوَتْني! كم حلُمتُ بها! ولكن كان كلُّ شيءٍ يومذاك يُغلق الطرق إليها.
تعذَّبتُ طويلاً مِن هوًى مكتوم، لم يعلم به إلاَّ اللهُ، ولم أرَ بُدًّا من التجلُّد والمُصابرة، فقصصتُ أجنحةَ الأحلام يومًا بعد يوم، واكتفيتُ بزمالتها، وباحترامٍ مُتبادل وقورٍ، حتى تخرَّجنا، ومضى كلٌّ منَّا في سبيل، ثم لم أعُدْ أراها من يومذاك.
إنعام! يا إلهي! ما الذي جمعَنا بعد هذا الزَّمن الطويل؟!
كنتُ أُحدِّقُ فيها تحديقًا طويلاً، يلفتُ الأنظارَ، والتقتْ عيونُنا أكثرَ من مرَّة؛ ولكنَّها كانت تغُضُّ طرفها بسرعة، حَيِيَّة، إنعام، خجولٌ، كالعهد بها، ولكنَّ إغضاءَها زائدٌ عن الحدِّ، إغضاء مَن لم تعرفْني أو تتذكَّرني قطُّ، معقولٌ أنَّها لم تعرفني؟!
معقول؟ لِمَ لا؟!
هذه خمسٌ وعشرون سَنةً قد مرَّت، لا سنةٌ ولا اثنتان ولا ثلاث، وأنت قد تغيَّر فيك كلُّ شيءٍ.
كانت زوجتي عندما أقول لها:
• ترهَّلتِ، وسمِنتِ، لم تعودي الغزالةَ الرشيقة التي عرفتُها.
تقول لي على الفور:
• وأنت أيُّها العزيز الحبيب، أتحسبُ أنَّك ما تزال ذلك الشاب الوسيم الرشيق الذي كنتَه؟! أبقيتْ فيك يا ابنَ الخمسين شعرةٌ سوداء؟! إنَّه حكم الزمن يا زوجي، أنا وأنتَ وكل أحد.
يَغيظني كلامُها، فأقول مُكابرًا:
• ولكنكِ ترهَّلتِ كثيرًا؛ بسبب قلَّة الحركة.
فتُجيبُ ممتصَّةً غيظي بهدوئها المعهود:
• بل بسبب الحمل والولادة، وأنتَ يا كثيرَ الحركة، قفْ أمام المرآة، وانظر إلى حجم كرشك المستدير مثلَ كُرة القدم.
وأنظرُ إلى المرآة، فلا أملكُ إلاَّ الصَّمت، وعندما تشعر أنِّي استأتُ تقولُ مُداعِبةً مُتحبِّبةً:
• لكل سنٍّ جمالُه يا زوجي العزيز، إنَّك عندي أجمل ممَّا كنت، أنا أحب كرشك ورأسك الأبيض كثلج الشتاء.
• • •
كيف ستعرفني إنعامُ إذًا؟
كنتُ ما أزال أُحدِّقُ إليها وفي رأسي تطوفُ آلافُ الصُّور.
وجدتُّها تقوم من مكانها، وتتجه إلى الهاتف الذي في المقهى لتُجريَ مكالمة.
مرَّت من أمام طاولتي، فاستدرتُ أُحدِّقُ فيها بجُرْأةٍ أكثرَ؛ علَّها تعرفني.

عَبَرَتْ من غير أن تُعيرني أدنى التفات.
عجبتُ - وأنا أُصعِّد نظراتي فيها مِن أعلى إلى أسفل - أنَّها ما تزال فتَّانةً جذَّابة، ما تزال غُصنَ بان؛ بل ما تزال شابَّة، كأنَّها هي التي عرفتُها من خمس وعشرين سنة، كيف لم يُحْدِث الزمنُ فيها ما يُحدِثُه في النِّساء خاصَّة؟!

زوجتُك مثلاً، أنت تعرفُ أنَّ إنعامَ كانت تمارس الرِّياضة، كانت عضوًا في فريق كرة السلة النسائي، هذه ثمرة الرِّياضة إذًا.
كم نصحتَ زوجتك أن تُمارس الرِّياضة؛ لتحافظَ على رشاقتها! لو كانت زوجتُك الآنَ مثل إنعام! ولكنَّها اعتادت الكسل، وأَسَرَها هذا الجِنِّيُّ "سارقُ الوقت والعمر".

تُطيلُ التحديق إلى إنعام مُعجبًا غير مُصدِّق، تلتقي عيناك بعينيها، ولكنَّها تغُضُّ طرْفها مباشرةً في كلِّ مرَّة، إنَّها لم تعرفْك على وجه اليقين، وإلاَّ لكانت هزَّت رأسها لك مُحيِّية على الأقل، كنتما زملاءَ أربع سنوات، استعارتْ منك المذكراتِ أكثرَ من مرَّة، واستفسَرَت منك عن بعض الأمور أكثرَ من مرَّة، وقرأَتْ قوائمَ الناجحين قبلك أكثرَ من مرَّة، فبشَّرَتْك وهنَّأَتْك؛ ولكن، لا تنسَ أبدًا أنك تغيَّرتَ كثيرًا، لم تعُدْ مثلَ أيَّام زمان، تمامًا كما تقول زوجتُك.

ولكن، لماذا لَمْ تتغيَّر إنعام؟
عادَت إنعام إلى طاولتها، وانشغلَت بقراءة صحيفةٍ كانتْ معها، وانشغلتَ أنت بالذِّكريات والمقارنات، إنعام وزوجتك
• • •
فجأة، دخلَت إلى المقهى امرأةٌ باديةُ الكُهولة، مُترهِّلة، شديدة البدانة، مُتحجِّبة حجابًا مُحكمًا؛ ولكنَّها مكشوفة الوجه، اتجهت إلى طاولة إنعام وجلَسَتْ، وراحَتِ المرأتان تتبادلانِ الحديث، عندما نظَرْتُ إليهما بفُضُولٍ، أدرَكْتُ على الفور الشَّبَهَ الكبير بينهما، قامت المرأتان لتنصرفَا.

حانتْ فجأةً مِن المرأة البدينة الكهلة التفاتةٌ، فوقَعَتْ عيناها عليك، وجدتَ وجهَها يُشرِقُ بابتسامةٍ عريضةٍ، ثم تتجهُ إليك:
• أستاذ باسم، السلام عليكم.
أذهلَتْك المفاجأة، مَن هذه المرأة؟!

نظرتَ إليها متسائلاً مأخوذًا، لم تجعل حيرتَك تطول، قالت لك على الفور:
• أنا إنعام، لا شكَّ أنَّك نسيتني، مرَّت خمس وعشرون سنة مُذْ كنَّا زملاءَ في الجامعة، أنا أتابع كتاباتِك، وأرى صورَك في الصُّحف والمجلاَّت، ثم التفتتْ إلى الفتاة الشابة:
• أملُ، أمل، تعالَي أُعرِّفْك على الأستاذ باسم، الكاتب المعروف الذي حدَّثتُكِ عنه أكثرَ من مرَّة، كنَّا زملاءَ في كلية الآداب.
اقتربَت الفتاة حيِيَّة خجولاً، قالت إنعامُ الحقيقيَّة مُعرِّفةً:
• ابنتي أمل، طالبةٌ في السَّنة الأخيرة في كلية العلوم، يقولون: إنَّها صورةٌ طِبق الأصل عنِّي عندما كنتُ في مثل سِنِّها.

أخرَسَتْك المفاجأةُ، فما قُذِفَ على لسانك كلمةٌ تقولها.
سلَّمَت المرأتان، وانطلقتا خارجتين، قمتَ تجرُّ قدَمَيْكَ إلى المنزل، وأنت تحسُّ أنك أكثر رِضًا عن زوجتكَ.

نقلتها لكم

العنود العلي 06-21-2019 06:04 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
قصص ومعلومات رائعة أستاذ تركي

أتابع معك باهتمام حكايات المقهى

تركي خلف 06-22-2019 02:06 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 234242)
قصص ومعلومات رائعة أستاذ تركي

أتابع معك باهتمام حكايات المقهى


:Untitled-9::Untitled-5::Untitled-8:

تركي خلف 06-22-2019 02:09 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في المقهى : لم أعثر له على أثر

جلستُ في المقهى كعادتي أقرأ، وَقَع اختياري هذه المرَّة على رواية عالمية "لباولو كويلو" تحمل عنوان "الخميائي".
ودَّعتُ الراعي "سنتياغو" وهو يُجالِس غنمه، ويقصُّ عليهم حكاياتِه الطريفةَ؛ ليقع بصري على شخصٍ يبدو من خلال مظهرِه أنَّ الدهر تكالَبَ عليه وعضَّه بنابه، فجعَلتُ منه سنتياغو، عرَضت عليه أنْ أجالسه، رحَّب بالفكرة، شكرتُه على ذلك، كان يحتسي لحظتذاك فنجان قهوة، فاجأَني بالقول: إنَّ حياتي يا أخي تُشبِه قتامةَ هذا السائل الذي أتناوله، قلت: كيف؟!

قال: إنَّ آلامًا وتوجعاتٍ تخزني بإبرها الحادَّة، وإني أراها الآن ترقص محدِثةً زوبعةً وسط هذا الفنجان، إني أسبح في "حيص بيص" من المدلهمات، و... و...
لو لم أقاطعه، لَباحَ بكلِّ الذي يغلي في دواخله، استَأْذَنْتُه لأُصلِّي العصر، طأطأ رأسَه موافقًا، جعلت في نيتي أنْ أدعوَ له، فقد رقَّ قلبي لحاله.
عندما عدتُ إلى المكان الذي كان يأويني وإياه، لم أعثر له على أَثَر.

نقلته لكم

تركي خلف 06-22-2019 08:10 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

ماذا لو..!

-
ماذا لو حول بعض أصحاب المقاهي مقاهيهم إلى مقاه ثقافية، تقام فيها ندوات الشعر والأدب، ويجتمع فيها المثقفون؛ للحديث والحوار مع شرب الشاي والقهوة، أليس من المؤسف ألا توجد في العالم العربي سوى بضع مقاهي فقط !

- ماذا لو أعيدت تسمية الشوارع والميادين بأسماء الشخصيات التاريخية، وتلك التي ساهمت في دفع النهضة الحديثة ، مطلوب لجنة وطنية تقوم بهذا العمل؛ لكي تؤكد الروابط بين التاريخ ونهضته الحديثة

- ماذا لو حاولنا أن نتقبل الحياة بحلوها ومرها.
إنها لم تكن منذ ملايين السنين سوى: وردة محاطة بشوك، وحديقة تسرح فيها الثعابين، وحقول قصب تعوي فيها الذئاب. ومع ذلك، فإن الإنسان الغافل يريد أن تكون الحياة كلها رحلة جميلة على شاطئ ملئ بالنخيل!

- ماذا لو زدنا الرقابة قليلاً على حضانات الأطفال.
في كل حضانة توجد أخطاء، وهناك شكاوى من أولياء الأمور. والأطفال المساكين لا يستطيعون الشكوى مما يحدث لهم بدءًا من الإهمال، وانتهاءً بترك الأكبر منهم يعتدي على الأصغر!

- ماذا لو صدر قرار حاسم بتوحيد مواصفات "المطبات" الصناعية؛ لكي لا تتأذى السيارات المارة فوقها.
وكذلك قرار آخر بأماكنها المناسبة تمامًا لها، وخاصة في أماكن: الأسواق، والمدارس، والمستشفيات!

- ماذا لو فتح المهندسون المعماريون في كل "مول" عدة مداخل ومخارج واسعة؛ بحيث يخرج منها الزائرون عند حدوث حريق، بدون ذلك التزاحم الذي نشاهده حتى الآن، وسقوط البعض تحت الأقدام، واختناق البعض من الدخان.

- ماذا لو سير السادة المسؤولين دوريات في الأحياء، تكون مهمتها رصد ومعاقبة السكان وأصحاب المحلات، الذين يستخدمون مكبرات الصوت، ويزعجون باقي السكان، ويتحول المكان بها إلى فوضى لا تليق بحياة حضارية في العصر الحديث!

- ماذا لو قامت الجمعيات النسائية بحملة جادة لمحاربة تدخين المرأة "للشيشة" في الفنادق والكافتيريات، وعلى المقاهي أحيانًا، وإذا لم يكن ذلك بدافع مراعاة الحياء، وجمال المرأة، فهناك الضرر الأكبر الذي يهدد صحتها ويكاد يودي بحياتها!

- ماذا لو قام الإخوة الفلسطينيون والمهاجرون في البلاد الغربية بمساعدة إخوتهم داخل فلسطين، من خلال العمل الإعلامي الذي يُطلِع العالم على ما يجري لأهاليهم وأبنائهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعاني من أسوأ أنواع الاحتلال على وجه الأرض: أين هم؟ وكيف يعيشون؟ وبماذا يشعرون؟ وهل توجد بادرة واحدة على وجودهم خارج أرض فلسطين!

- ماذا لو التزم كل منا بالوظيفة المخصصة له، وأتقن العمل الذي أسند إليه، بدلاً من أن يقوم بوظيفة أخرى، أو عمل مغاير؟

- ماذا لو طرحنا السؤال التالي على اتحاد الكتاب: ماذا تفعل للكتاب؟ وما الذي تقدمه للكتابة؟

- ماذا لو توقفت بعض الجرائد الكبرى عن تخصيص ملحق، أو صفحات، يقال إنها "ضاحكة"، وهي في الواقع تمتلئ "بالنكت البايخة"، ومقالات الكتاب الذين "يستظرفون" وهم ليسوا كذلك. وأقول من كل قلبي: إنني لم أجد فيها شيئًا واحدًا يضحك أو يسلي! وبيني وبينهم استطلاعات آراء القراء المساكين، الذين يقرأونها وهم مكشرون!

- ماذا لو ألزم السادة المسؤولون - وهذا في مقدورهم - أصحاب المقاهي بعدم فتحها لتدخين الشيشة في الصباح الباكر، "وأضعف الإيمان" هنا أن يبدأ عمل المقاهي من منتصف النهار على الأقل!

- ماذا لو سألنا علماء الدين، ثم علماء النفس والاجتماع عن أفضل الوسائل لنزع الحقد والحسد من نفوسنا؛ لكي نصبح إخوة متحابين، يراعي بعضنا مشاعر بعض، ويعطف بعضنا على بعض، ويسامح بعضنا بعضًا، بدلاً من حالة الغل والحقد والحسد التي تكاد "تفط" من العيون!
أ. د. حامد طاهر ( بإختصار )

تركي خلف 06-24-2019 02:38 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
تمييز عنصري في مقهى فرنسي

- خبر قديم من مصادر إنجليزية.
قام مقهى "ستاربكس" الشهير بإزالة صورة لشخص ذي ملامح شمال إفريقية بعد أن وضعها ضمن حملة توعية لتحذير الزبائن من "النشالين"، بعد أن زادت شكاوى الزبائن ممن أكدوا أن صورة تسيء لمواطني شمال إفريقيا.

وقد أكدت منظمة "sos" الحقوقية لمكافحة التمييز بالتأكيد على أن الصورة تُظهِر مواطني شمال إفريقيا وكأنهم نشالون، واستجابةً للضغط قامت الشركة بإزالة الصورة.
المصدر: شبكة الألوكة.

إيمان البلوي 06-26-2019 10:48 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقهاك راقي سيد تركي فيه ما لذ وطاب من الثقافة والأدب


[marq="6;right;1;scroll"]طبت وطاب مقهاك[/marq]

تركي خلف 06-27-2019 10:16 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان البلوي (المشاركة 234626)
مقهاك راقي سيد تركي فيه ما لذ وطاب من الثقافة والأدب


[marq="6;right;1;scroll"]طبت وطاب مقهاك[/marq]

مرورك الراقي أختي إيمان البلوي .. مشكورة الله يعطيكي العافية

:Untitled-5:

تركي خلف 06-27-2019 10:21 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في مقهى منابر

جلس أمام شاشة الحاسوب يفكر كثيرا ويقنع أصابعه بالكتابة
لكنه فشل , فجاب النظر في أركان المقهى ..
وفتح ملفات قديمة .. وجد عناوين جميلة وكتابات قيمة تركها أصحابها ومضوا ..
قرأ كثيرآ تلك الحروف والرسائل والخواطر .. أعاد قراءتها من جديد .. قال لنفسه :
- والله هذا إبداع .. وسكب متميز
نظر حوله وسؤال يصرخ في صدره :
أين هم أصحاب هذه الأقلام الرائعة ؟
أين مضوا بعيدآ .. ولماذا هجروا هذا المقهى الرائع ؟

العنود العلي 06-28-2019 08:05 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

طقوس القهوة في منابر

للقهوة مذاق الجمال من كتاب منابر
هنا الأستاذ عبد السلام حمزة يتحدث عن طقوس القهوة
وعن علاقتنا المباشرة وغير المباشرة بها

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 9535)

للقهوه قصص وأساطير ..
للقهوة قصص وأساطير .. تأخذ حيزا ًمن فراغ حياتنا اليومية
نحكي لها أحيانا ..وتحكي لنا .. يذهب البعض ليرى مستقبله من خلال بقاياها - طبعا هذا
شرك بالله -
.. تجمّع البعض ..
تسلّي البعض .. تفتح أعين البعض .. ولكن ككل .. للقهوة ثلاث حالات لا تخرج عنها
- مرَّة
- متوسطة
- حلوة
عندما أشربها مرة .. تجدني ارتشف واقعية .. وسلبية
وعندما تناغشني متوسطة .. أجدها ككثير مما يحدث حولي .. لاتؤثر بي .. ولا أؤثر بها ..
تمضي وقتا ًمعي لا غير ..
وعندما تكتسي حلاوة .. تجدها ترويني إيجابية .. أمل .. ومستقبلية
ومع كل رشفة قهوة .. تلمع فكرة .. تبزغ حكمة .. أحيانا تنبش ابتسامة ..
وربما تطأ على جرح !
حتى لا تذهب رشفات القهوة مع الريح .. ولا تجد من يلمها سوا عامل المقهى ..
هنا لتحدثنا بحديثك مع قهوتك .. فلربما هناك من يفهمك أكثر منها ..
اليوم كانت قهوتي مرة .. ربما ليست كمرارة الأيام ..ولكنها .. مرة فقلت لها :
- درسوه الديموقراطية عشرين سنة .. فلما فهمها اعتقلوه !!
- منذ الصغر .. عرفت البحر .. وحتى الآن .. لم يتغير
- مرةً .. فتحت النافذة ورأيت وردة .. وكان وطني يغيب !
و قهوتك .. كيف كانت اليوم خبرّنا


تركي خلف 06-29-2019 01:26 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 234783)

طقوس القهوة في منابر

للقهوة مذاق الجمال من كتاب منابر
هنا الأستاذ عبد السلام حمزة يتحدث عن طقوس القهوة
وعن علاقتنا المباشرة وغير المباشرة بها



فكرة رائعة أن نقتبس من مواضيع المنابريين القدامى أختي العنود .. ونضيفه إلى مقهى منابر الثقافي لنستشهد بأقلامهم .. أعحبتني الفكرة جدآ .. مشكورة ربي يحفظك

العنود العلي 07-01-2019 02:55 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في منابر مصطلحات دارجة :

من الموضوعات القديمة والقيمة في مقهى منابر التي لفتت إنتباهي هو موضوع : مصطلحات دارجة للكاتب الرائع عبدالله منصور .. أضعه هنا بين أيديكم وأتمنى أن يحوز على رضاكم كما أعجبني ’ مع رابط الموضوع


توجد الكثير من العبارات والمصطلحات
التي كثيراً ما نسمعها ونجهل معناها وبعض المبادىء السياسية

نوضح معاني بعض المصطلحات والمبادىء السياسية بعضها منقول بعضها من تراكمات الزمن ومنهـــا:
بانوراما:
نظرة شاملة إلى موضوع ما,أو الإحاطة بالشيء من جميع النواحي
الدعم اللوجستي:
العلم الذي يبحث موضوع نقل الجنود و معداتهم و ما يحتاجونه ، و يتناول توفير تلك المعدات و صيانتها ويمكن يوازيه "الإمداد والتموين" يعرفونه من يعملون بالمجال العسكري:)
ويمكن يطلق على أي دعم من شأنه إنجاز أي عمل آخر كعمل تجاري أوأي عمل آخر غير العمل العسكري
اللوبي:
غير إنه الرواق أو الردهة الأمامية للفندق
فله معنى سياسي وهو:للوبي عبارة عن حث لجهات قريبة من اتخاذ القرار تمارسه مجموعات أو اطراف للحصول على مارب واهداف تخدم مصالحها السياسية بالدرجة الأولى ومصالح أخرى تتفرع من السياسة قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو قانونية.
الديمقراطية:
هي حكم الشعب للشعب..
والاستخدام العملي لها: اتاحة فرصة اختيار الحاكم ونواب الشعب للشعب على أساس ما يتقدم به كل منهم من رؤى، وعرض كافة القرارات المصيرية على نواب الشعب للتصويت..(وغالبا مايطلق على الحريه ويطلق على المشورة بعض الأحيان)
الأيديولوجيات
Idiologies كلمة انجليزية معناها الحرفي "عقائد"، وتعريفها بالانجليزية: منظومة التصورات والاعتقادات والنظريات التي تبنى عليها حياة الأفراد والمجتمعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية


أيديولوجية:
هي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد، ويحدد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين الفكرية والسياسية والأخلاقية والفلسفية.
أرستقراطية :
تعني باللغة اليونانية سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منـزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع ، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة ،واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الارستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى ،وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، وتتعارض الارستقراطية مع الديمقراطية.
أنثروبولوجيا :
تعني باللغة اليونانية علم الإنسان ، وتدرس الأنثروبولوجيا نشأة الإنسان وتطوره وتميزه عن المجموعات الحيوانية ،كما أنها تقسم الجماعات الإنسانية إلى سلالات وفق أسس بيولوجية، وتدرس ثقافته ونشاطه.
أوتوقراطية :
مصطلح يطلق على الحكومة التي يرأسها شخص واحد، أو جماعة، أو حزب، لا يتقيد بدستور أو قانون، ويتمثل هذا الحكم في الاستبداد في إطلاق سلطات الفرد أو الحزب، وتوجد الأوتوقراطية في الأحزاب الفاشية أو الشبيهة بها، وتعني الكلمة باللاتينية الحكم الإلهي، أي أن وصول الشخص للحكم تم بموافقة إلهية، والاوتوقراطي هو الذي يحكم حكمًا مطلقًا ويقرر السياسة دون أية مساهمة من الجماعة، وتختلف الاوتوقراطية عن الديكتاتورية من حيث أن السلطة في الأوتوقراطية تخضع لولاء الرعية، بينما في الدكتاتورية فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف وحده.
براغماتية (ذرائعية) :
براغماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني " براغما " ومعناه العمل، وهي مذهب فلسفي – سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة؛ فالسياسي البراغماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره، وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة ، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل . والبراغماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية إلا أنهم في الواقع ينادون بأيديولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة ، ومعاداة كل النظريات الشمولية وأولها الماركسية.
بروسترايكا :
هي عملية إعادة البناء في الاتحاد السوفيتي التي تولاها ميخائيل جورباتشوف وتشمل جميع النواحي في الاتحاد السوفيتي ، وقد سخر الحزب الشيوعي الحاكم لتحقيقها ، وهي تفكير وسياسة جديدة للاتحاد السوفيتي ونظرته للعالم ، وقد أدت تلك السياسة إلى اتخاذ مواقف غير متشددة تجاه بعض القضايا الدولية ، كما أنها اتسمت بالليونة والتخلي عن السياسات المتشددة للحزب الشيوعي السوفيتي .
بروليتاريا :
مصطلح سياسي يُطلق على طبقة العمال الأجراء الذين يشتغلون في الإنتاج الصناعي ومصدر دخلهم هو بيع ما يملكون من قوة العمل، وبهذا فهم يبيعون أنفسهم كأي سلعة تجارية.
وهذه الطبقة تعاني من الفقر نتيجة الاستغلال الرأسمالي لها، ولأنها هي التي تتأثر من غيرها بحالات الكساد والأزمات الدورية، وتتحمل هذه الطبقة جميع أعباء المجتمع دون التمتع بمميزات متكافئة لجهودها. وحسب المفهوم الماركسي فإن هذه الطبقة تجد نفسها مضطرة لتوحيد مواقفها ليصبح لها دور أكبر في المجتمع.
ديماغوجية :
كلمة يونانية مشتقة من كلمة (ديموس)، وتعني الشعب، و(غوجية) وتعني العمل، أما معناها السياسي فيعني مجموعة الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب وإغراءه ظاهرياً للوصول للسلطة وخدمة مصالحهم.
ديمقراطية :
مصطلح يوناني مؤلف من لفظين الأول (ديموس) ومعناه الشعب، والآخر (كراتوس) ومعناه سيادة، فمعنى المصطلح إذاً سيادة الشعب أو حكم الشعب . والديمقراطية نظام سياسي اجتماعي تكون فيه السيادة لجميع المواطنين ويوفر لهم المشاركة الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة، والديمقراطية كنظام سياسي تقوم على حكم الشعب لنفسه مباشرة، أو بواسطة ممثلين منتخبين بحرية كاملة ( كما يُزعم ! ) ، وأما أن تكون الديمقراطية اجتماعية أي أنها أسلوب حياة يقوم على المساواة وحرية الرأي والتفكير، وأما أن تكون اقتصادية تنظم الإنتاج وتصون حقوق العمال، وتحقق العدالة الاجتماعية.
إن تشعب مقومات المعنى العام للديمقراطية وتعدد النظريات بشأنها، علاوة على تميز أنواعها وتعدد أنظمتها، والاختلاف حول غاياتها ، ومحاولة تطبيقها في مجتمعات ذات قيم وتكوينات اجتماعية وتاريخية مختلفة، يجعل مسألة تحديد نمط ديمقراطي دقيق وثابت مسألة غير واردة عملياً، إلا أن للنظام الديمقراطي ثلاثة أركان أساسية:
أ‌- حكم الشعب .
ب-المساواة .
ج‌- الحرية الفكرية .
ومعلوم استغلال الدول لهذا الشعار البراق الذي لم يجد تطبيقًا حقيقيًا له على أرض الواقع ؛ حتى في أعرق الدول ديمقراطية – كما يقال - . ومعلوم أيضًا تعارض بعض مكونات هذا الشعار البراق الذي افتُتن به البعض مع أحكام الإسلام .
راديكالية (جذرية) :
الراديكالية لغة نسبة إلى كلمة راديكال الفرنسية وتعني الجذر، واصطلاحاً تعني نهج الأحزاب والحركات السياسية الذي يتوجه إلى إحداث إصلاح شامل وعميق في بنية المجتمع، والراديكالية هي على تقاطع مع الليبرالية الإصلاحية التي يكتفي نهجها بالعمل على تحقيق بعض الإصلاحات في واقع المجتمع، والراديكالية نزعة تقدمية تنظر إلى مشاكل المجتمع ومعضلاته ومعوقاته نظرة شاملة تتناول مختلف ميادينه السياسية والدستورية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، بقصد إحداث تغير جذري في بنيته، لنقله من واقع التخلف والجمود إلى واقع التقدم والتطور.
ومصطلح الراديكالية يطلق الآن على الجماعات المتطرفة والمتشددة في مبادئها.
رأسمالية :
الرأسمالية نظام اجتماعي اقتصادي تُطلق فيه حرية الفرد في المجتمع السياسي، للبحث وراء مصالحه الاقتصادية والمالية بهدف تحقيق أكبر ربح شخصي ممكن، وبوسائل مختلفة تتعارض في الغالب مع مصلحة الغالبية الساحقة في المجتمع... وبمعنى آخر : إن الفرد في ظل النظام الرأسمالي يتمتع بقدر وافر من الحرية في اختيار ما يراه مناسباً من الأعمال الاقتصادية الاستثمارية وبالطريقة التي يحددها من أجل تأمين رغباته وإرضاء جشعه، لهذا ارتبط النظام الرأسمالي بالحرية الاقتصادية أو ما يعرف بالنظام الاقتصادي الحر، وأحياناً يخلي الميدان نهائياً لتنافس الأفراد وتكالبهم على جمع الثروات عن طريق سوء استعمال الحرية التي أباحها النظام الرأسمالي.
رجعية :
مصطلح سياسي اجتماعي يدل على التيارات المعارضة للمفاهيم التقدمية الحديثة وذلك عن طريق التمسك بالتقاليد الموروثة، ويرتبط هذا المفهوم بالاتجاه اليميني المتعصب المعارض للتطورات الاجتماعية السياسية والاقتصادية إما من مواقع طبقية أو لتمسك موهوم بالتقاليد، وهي حركة تسعى إلى التشبث بالماضي؛ لأنه يمثل مصالح قطاعات خاصة من الشعب على حساب الصالح العام.
شوفينية :
مصطلح سياسي من أصل فرنسي يرمز إلى التعصب القومي المتطرف، وتطور معنى المصطلح للدلالة على التعصب القومي الأعمى والعداء للأجانب، كما استخدم المصطلح لوصم الأفكار الفاشية والنازية في أوروبا، ويُنسب المصطلح إلى جندي فرنسي اسمه نيقولا شوفان حارب تحت قيادة نابليون وكان يُضرب به المثل لتعصبه لوطنه.
غيفارية :
نظرية سياسية يسارية نشأت في كوبا وانتشرت منها إلى كافة دول أمريكا اللاتينية، مؤسسها هو غيفارا أحد أبرز قادة الثورة الكوبية، وهي نظرية أشد تماسكاً من الشيوعية، وتؤيد العنف الثوري ، وتركز على دور الفرد في مسار التاريخ، وهي تعتبر الإمبريالية الأمريكية العدو الرئيس للشعوب، وترفض الغيفارية استلام السلطة سلمياً وتركز على الكفاح المسلح وتتبنى النظريات الاشتراكية.
فاشية :
نظام فكري وأيديولوجي عنصري يقوم على تمجيد الفرد على حساب اضطهاد جماعي للشعوب، والفاشية تتمثل بسيطرة فئة دكتاتورية ضعيفة على مقدرات الأمة ككل، طريقها في ذلك العنف وسفك الدماء والحقد على حركة الشعب وحريته، والطراز الأوروبي يتمثل بنظام هتلر وفرانكو وموسيليني، وهناك عشرات التنظيمات الفاشية التي ما تزال موجودة حتى الآن ، وهي حالياً تجد صداها عند عصابات متعددة في العالم الثالث، واشتق اسم الفاشية من لفظ فاشيو الإيطالي ويعني حزمة من القضبان استخدمت رمزاً رومانياً يعني الوحدة والقوة، كما أنها تعني الجماعة التي انفصلت عن الحزب الاشتراكي الإيطالي بعد الحرب بزعامة موسيليني الذي يعتبر أول من نادى بالفاشية كمذهب سياسي.
فيدرالية :
نظام سياسي يقوم على بناء علاقات تعاون محل علاقات تبعية بين عدة دول يربطها اتحاد مركزي ؛ على أن يكون هذا الاتحاد مبنيًا على أساس الاعتراف بوجود حكومة مركزية لكل الدولة الاتحادية، وحكومات ذاتية للولايات أو المقاطعات التي تنقسم إليها الدولة، ويكون توزيع السلطات مقسماً بين الحكومات الإقليمية والحكومة المركزية.

كونفدرالية :
يُطلق على الكونفدرالية اسم الاتحاد التعاهدي أو الاستقلالي ؛ حيث تُبرم اتفاقيات بين عدة دول تهدف لتنظيم بعض الأهداف المشتركة بينها ؛ كالدفاع وتنسيق الشؤون الاقتصادية والثقافية ، وإقامة هيئة مشتركة تتولى تنسيق هذه الأهداف ، كما تحتفظ كل دولة من هذه الدول بشخصيتها القانونية وسيادتها الخارجية والداخلية ، ولكل منها رئيسها الخاص بها .

بورجوازية
تعبير فرنسي الأصل كان يُطلق في المدن الكبيرة في العصور الوسطى على طبقة التجار وأصحاب الأعمال الذين كانوا يشغلون مركزاً وسطاً بين طبقة النبلاء من جهة والعمال من جهة أخرى، ومع انهيار المجتمع الإقطاعي قامت البورجوازية باستلام زمام الأمور الاقتصادية والسياسية واستفادت من نشوء العصر الصناعي ؛ حتى أصبحت تملك الثروات الزراعية والصناعية والعقارية، مما أدى إلى قيام الثورات الشعبية ضدها لاستلام السلطة عن طريق مصادرة الثروة الاقتصادية والسلطة السياسية.
والبورجوازية عند الاشتراكيين والشيوعيين تعني الطبقة الرأسمالية المستغلة في الحكومات الديمقراطية الغربية التي تملك وسائل الإنتاج.

بيروقراطية :
البيروقراطية تعني نظام الحكم القائم في دولة ما يُشرف عليها ويوجهها ويديرها طبقة من كبار الموظفين الحريصين على استمرار وبقاء نظام الحكم لارتباطه بمصالحهم الشخصية ؛ حتى يصبحوا جزءً منه ويصبح النظام جزءً منهم، ويرافق البيروقراطية جملة من قواعد السلوك ونمط معين من التدابير تتصف في الغالب بالتقيد الحرفي بالقانون والتمسك الشكلي بظواهر التشريعات، فينتج عن ذلك " الروتين " ؛ وبهذا فهي تعتبر نقيضاً للثورية، حيث تنتهي معها روح المبادرة والإبداع وتتلاشى فاعلية الاجتهاد المنتجة ، ويسير كل شيء في عجلة البيروقراطية وفق قوالب جاهزة، تفتقر إلى الحيوية. والعدو الخطير للثورات هي البيروقراطية التي قد تكون نهاية معظم الثورات، كما أن المعنى الحرفي لكلمة بيروقراطية يعني حكم المكاتب."بمعنى أن من هم في المكاتب هم الحكام الفعليين"
تعددية :
مذهب ليبرالي يرى أن المجتمع يتكون من روابط سياسية وغير سياسية متعددة، لها مصالح مشروعة متفرقة، وأن هذا التعدد يمنع تمركز الحكم ، ويساعد على تحقيق المشاركة وتوزيع المنافع.
تكنوقراطية :
مصطلح سياسي نشأ مع اتساع الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي، وهو يعني (حكم التكنولوجية) أو حكم العلماء والتقنيين، وقد تزايدت قوة التكنوقراطيين نظراً لازدياد أهمية العلم ودخوله جميع المجالات وخاصة الاقتصادية والعسكرية منها، كما أن لهم السلطة في قرار تخصيص صرف الموارد والتخطيط الاستراتيجي والاقتصادي في الدول التكنوقراطية، وقد بدأت حركة التكنوقراطيين عام 1932 في الولايات المتحدة الأمريكية ،حيث كانت تتكون من المهندسين والعلماء والتي نشأت نتيجة طبيعة التقدم التكنولوجي.
أما المصطلح فقد استحدث عام 1919 على يد وليام هنري سميث الذي طالب بتولي الاختصاصيين العلميين مهام الحكم في المجتمع الفاضل.
ثيوقراطية :
نظام يستند إلى أفكار دينية مسيحية ويهودية ، وتعني الحكم بموجب الحق الإلهي ! ، وقد ظهر هذا النظام في العصور الوسطى في أوروبا على هيئة الدول الدينية التي تميزت بالتعصب الديني وكبت الحريات السياسية والاجتماعية ، ونتج عن ذلك مجتمعات متخلفة مستبدة سميت بالعصور المظلمة.
دكتاتورية :
كلمة ذات أصل يوناني رافقت المجتمعات البشرية منذ تأسيسها ، تدل في معناها السياسي حالياً على سياسة تصبح فيها جميع السلطات بيد شخص واحد يمارسها حسب إرادته، دون اشتراط موافقة الشعب على القرارات التي يتخذها.


الديكتاتورية:
هي فرض نظام واحد شمولي دون خيارات مغايرة (وغالبا مايطلق على الشخص المتسلط الظالم أو الذي يفرض آرائه)
الليبرالية:
مشتقة من كلمة الحرية الإنجليزية "liberty" وهي مذهب يرى حرية الأفراد والجماعات في اعتناق ما يشاؤون من أفكار والتعبير عنها بشكل مطلق وأيضاً
وتعني الليبرالية إنشاء حكومة برلمانية يتم فيها حق التمثيل السياسي لجميع المواطنين ، وحرية الكلمة والعبادة ، وإلغاء الامتيازات الطبقية، وحرية التجارة الخارجية ، وعدم تدخل الدولة في شؤون الاقتصاد إلا إذا كان هذا التدخل يؤمن الحد الأدنى من الحرية الاقتصادية لجميع المواطنين.
ليبرالية (تحررية) :
مذهب رأسمالي اقترن ظهوره بالثورة الصناعية وظهور الطبقة البرجوازية الوسطى في المجتمعات الأوروبية، وتمثل الليبرالية صراع الطبقة الصناعية والتجارية التي ظهرت مع الثورة الصناعية ضد القوى التقليدية الإقطاعية التي كانت تجمع بين الملكية الاستبدادية والكنيسة.
الاشتراكية:
مذهب اقتصادي يقضي باحتكار الدولة لوسائل الإنتاج كملك عام للشعب(أي أن الدولة تشارك الشعب في كل شي )
الشيوعية:
مذهب اقتصادي اجتماعي يقوم في أساسه على القضاء على الملكية الفردية, وتدخل الدولة الفعال في حياة الأفراد واخضاعهم لاشرافها وتوجيههم مادياً وفكرياً والمبدأ الأساسي لهذا المذهب يتخلص في (( من الكل بقدر قوته, ولكل بقدر حاجته)) وهي فلسفة وضعها فردريك أنجلز وكارل ماركس يطول شرحها، أبرز معالمها في مجال السياسة أنها تعتمد على إقامة نظام ديكتاتوري(سبق تعريف الدكتاتوية) يمتلك كافة وسائل الإنتاج في البلاد ويقوم بتقسيم وتوزيع المهام والأجور على العمال فيما يعرف بدولة "البروليتاريا"..


مبدأ أيزنهاور:
أعلنه الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في الخامس من يناير عام 1957م ضمن رسالة وجهها للكونجرس في سياق خطابه السنوي الذي ركز فيه على أهمية سد الفراغ السياسي الذي نتج في المنطقة العربية بعد انسحاب بريطانيا منها، وطالب الكونجرس بتفويض الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات عسكرية للدول التي تحتاجها للدفاع عن أمنها ضد الأخطار الشيوعية، وهو بذلك يرمي إلى عدم المواجهة المباشرة مع السوفيت وخلق المبررات، بل إناطة مهمة مقاومة النفوذ والتسلل السوفيتي إلى المناطق الحيوية بالنسبة للأمن الغربي بالدول المعنية الصديقة للولايات المتحدة عن طريق تزويدها بأسباب القوة لمقاومة الشيوعية ، وكذلك دعم تلك الدول اقتصادياً حتى لا تؤدي الأوضاع الاقتصادية السيئة إلى تنامي الأفكار الشيوعية.
ولاقى هذا المبدأ معارضة في بعض الدول العربية بدعوى أنه سيؤدي إلى ضرب العالم العربي في النهاية، عن طريق تقسيم الدول العربية إلى فريقين متضاربين : أحدهما مؤيد للشيوعية والآخر خاضع للهيمنة الغربية.
مبدأ ترومان :
أعلنه الرئيس الأمريكي هاري ترومان في مارس 1947 م للدفاع عن اليونان وتركيا وشرق البحر الأبيض المتوسط في وجه الأطماع السوفيتية، ودعم الحكومات المعارضة للأيديولوجيات السوفيتية الواقعة في هذه المنطقة، والهدف من هذا المبدأ هو خنق القوة السوفيتية ومنعها من التسرب إلى المناطق ذات الثقل الاستراتيجي والاقتصادي البارز بالنسبة للأمن الغربي.
مبدأ كارتر :
أعلنه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، أكد فيه تصميم الولايات المتحدة على مقاومة أي خطر يهدد الخليج ؛ بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، وكانت جذور هذا المبدأ هي فكرة إنشاء قوات التدخل السريع للتدخل في المنطقة وحث حلفائها للمشاركة في هذه القوة، وقد أنشئت قيادة عسكرية مستقلة لهذه القوة عرفت (بالسنتكوم).
مبدأ مونرو:
وضعه الرئيس الأمريكي جيمس مونرو عام 1823 م وحمل اسمه ؛ وينص على تطبيق سياسة شبه انعزالية في الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها الخارجية، وظل هذا المبدأ سائداً في محدودية الدور الأمريكي في السياسة الدولية حتى الحرب العالمية الثانية في القرن الحالي حين خرجت أمريكا إلى العالم كقوة دنيوية عظمى.
مبدأ نيكسون:
أعلنه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في يوليو عام 1969 م ؛ وينص على أن الولايات المتحدة ستعمل على تشجيع بلدان العالم الثالث على تحمل مسؤوليات أكبر في الدفاع عن نفسها، وأن يقتصر دور أمريكا على تقديم المشورة وتزويد تلك الدول بالخبرة والمساعدة
مبدأ ويلسون :
وضعه الرئيس الأمريكي وودر ويلسون عام 1918 م ؛ ويتألف من 14 نقطة، ويركز على مبدأ الاهتمام بصورة أكبر بمستقبل السلم والأمن في الشرق الأوسط ، وكان هذا المبدأ ينص على علنية الاتفاقيات كأساس لمشروعيتها الدولية، وهو ما كان يحمل إدانة صريحة لاتفاقية سايكس بيكو التي سبقت إعلانه بسنتين، ولمبدأ الممارسات الدبلوماسية التآمرية التي مارستها تلك الدول.
كما دعا مبدأ ويلسون ضمن بنوده إلى منح القوميات التي كانت تخضع لسلطة الدولة العثمانية كل الضمانات التي تؤكد حقها في الأمن والتقدم والاستقلال، والطلب من حلفائه الأوروبيين التخلي عن سياساتهم الاستعمارية واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها
ولما اصطدمت مبادئه بمعارضة حلفائه الأوروبيين في المؤتمر الذي عقد بعد الحرب العالمية الأولى في باريس، أمكن التوفيق بين الموقفين بالعثور على صيغة (الانتداب الدولي) المتمثل في إدارة المناطق بواسطة عصبة الأمم وبإشراف مباشر منها، على أن توكل المهمة لبريطانيا وفرنسا نيابة عن العصبة
يسار - يمين :
اصطلاحان استخدما في البرلمان البريطاني، حيث كان يجلس المؤيدون للسلطة في اليمين ، والمعارضون في اليسار ؛ فأصبح يُطلق على المعارضين للسلطة لقب اليسار، وتطور الاصطلاحان نظراً لتطور الأوضاع السياسية في دول العالم ؛ حيث أصبح يُطلق اليمين على الداعين للمحافظة على الأوضاع القائمة، ومصطلح اليسار على المطالبين بعمل تغييرات جذرية، ومن ثم تطور مفهوم المصطلحان إلى أن شاع استخدام مصطلح اليسار للدلالة على الاتجاهات الثورية ، واليمين للدلالة على الاتجاهات المحافظة، والاتجاهات التي لها صبغة دينية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=630

تركي خلف 07-01-2019 09:56 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 234979)
في منابر مصطلحات دارجة :

من الموضوعات القديمة والقيمة في مقهى منابر التي لفتت إنتباهي هو موضوع : مصطلحات دارجة للكاتب الرائع عبدالله منصور .. أضعه هنا بين أيديكم وأتمنى أن يحوز على رضاكم كما أعجبني ’ مع رابط الموضوع


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=630[/CENTER]

مجهود مشكور العنود .. شكرا لجمال انتقاء الحرف الراقي .. الله يعطيكي العافية

:Untitled-5:

تركي خلف 07-01-2019 09:58 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

في أحد مقاهي باريس : كتبت إحداهن ما يلي :

اليوم مأساتي ليست جلوسي وحيدة في المقهى كالعادة .. اليوم مأساتي أن مشاعرك لا تصل إلي في هذه الوحدة المزدحمة أشخاصاً مألوفة لكن وجوههم لا تشبهك اليوم كما كانت تُخيل لي أنها تشبهك كل يوم .. ما هذا الإنقطاع يا عزيزي ؟
هل متتَّ مثلاً ؟ لأن ما وعدتني به قد كان أنك لن تقطع عني أفكارك البعيدة حتى الموت .. فهل متَّ ؟ كي أخلع ملابسي البيضآء المزينة ورداً أحمر وأرتدي سوداء .. كي أتوقف عن المجيء للقهوة بحثاً عن أشباهك الذين تلاشوا فجأةً وأجلس بالمنزل لشرب قهوةً مرَّ .. أقل شيء كي أحزن .. قد أبكي من يعلم ..؟

فهل أنتَ ميت يا عزيزي …؟

تركي خلف 07-06-2019 07:00 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
وأخيراً إبتَسَم ..
كان يقلقني حآله ، رغم شبآبه إلآ أن لحيتهُ شآبت ، و ملآمحهُ الضحوكة تلآشت ، مآ عآد ينظر للعآبرين ولآ عآد يجلس جآري في المقهى المجآور ، يعبر من أمآمنا و كأنهُ في عالم آخر .. هل يآ ترى يبحث عن فقيد ؟ ، آلمنِي حالُه .. و لكنهُ اليوم إبتَسَم .. مدني بالسلآم و مضى

نقلته لكم :Untitled-5:

تركي خلف 07-10-2019 09:45 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

في المقهى ..
حدثتني طاولة قائلة ، يا صديقي الصادقون يأتون فرادى.

إياك أن تكتب ! إذا لم تخرج منفجرةً منك برغم كل شيء فلا تفعلها ، إذا لم تخرج منك دون سؤال، من قلبك ومن عقلك ومن فمك ومن أحشائك فلا تفعلها.

يتألم البشر ينامون متألمين ، يستيقظون متألمين حتى المباني تتألم حتى الجسور ، والزهور تتألم ، ولا انعتاق الألم يبقى يطفو ينتظر يكون ، لا تسأل لم هناك سكارى ومدمنون على المخدرات وانتحارات ، الموسيقى سيئة ، والحب ، والسيناريو وهذا المكان الآن حيث أطبع هذه القصيدة ، أو مكانك أنت حيث تقرأ هذه القصيدة. -

في كُل مرة يتحدثُ إلي شخص ما ، أشعُر كما لو أن تم إلقائي من النافذة ، أو يسُقط بي المصعد إلى الهاوية ، لم أشعُر يوما بالإنجذاب تجاه البشر ، على عكس الحيوانات والطيور، بل حتى الحشرات ، و لم أستطع أن أفُسر سبب ذلك إلى الآن.
تشارلز بوكوفسكي

تركي خلف 07-10-2019 09:52 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقهىً

وأَنتَ مع الجريدة جالسٌ
لا, لَسْتَ وحدَك. نِصْفُ كأسك فارغٌ
والشمسُ تملأ نصفها الثاني...
ومن خلف الزجاج ترى المشاة المسرعين
ولا تُرَى [إحدى صفات الغيب تلك:
ترى ولكن لا تُرَى]
كم أَنت حُرُّ أَيها المنسيُّ في المقهى!
فلا أَحدٌ يرى أَثَرَ الكمنجة فيك,
لا أَحَدٌ يحملقُ في حضوركَ أو غيابكَ,
أَو يدقِّقُ في ضبابك إن نظرتَ
إلى فتاةٍ وانكسرت أَمامها....
كم أنت حُرُّ في إدارة شأنك الشخصيِّ
في هذا الزحام بلا رقيب منك أَو
من قارئ!
فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلعْ
قميصك أو حذاءك إن أَردتَ، فأنت
منسيُّ وحُرٌّ في خيالك، ليس لاسمكَ
أَو لوجهكَ ههنا عَمَلٌ ضروريٌّ. تكون
كما تكون.... فلا صديقَ ولا عَدُوَّ
هنا يراقب ذكرياتِكَ /
فالتمسْ عُذْراً لمن تركتك في المقهى
لأنك لم تلاحظ قَصَّةَ الشَّعْرِ الجديدةَ
والفراشاتِ التي رقصتْ على غمَّازَتَيْها /
والتمسْ عذراً لمن طلب اُغتيالكَ,
ذات يومٍ ’ لا لشيءٍ ... بل لأنك لم
تَمُتْ يوم ارتَطمْتَ بنجمة ... وكَتَبْتَ
أولى الأغنيات بحبرها....
مقهىً، وأَنت مع الجريدة جالسٌ
قي الركن منسيّاً، فلا أَحد يُهين
مزاجَكَ الصافي،
ولا أَحَدٌ يُفكرُ باغتيالكْ
كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك

محمود درويش

إيمان البلوي 07-11-2019 07:59 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي خلف (المشاركة 235586)
مقهىً

وأَنتَ مع الجريدة جالسٌ
لا, لَسْتَ وحدَك. نِصْفُ كأسك فارغٌ
والشمسُ تملأ نصفها الثاني...
ومن خلف الزجاج ترى المشاة المسرعين
ولا تُرَى [إحدى صفات الغيب تلك:
ترى ولكن لا تُرَى]
كم أَنت حُرُّ أَيها المنسيُّ في المقهى!
فلا أَحدٌ يرى أَثَرَ الكمنجة فيك,
لا أَحَدٌ يحملقُ في حضوركَ أو غيابكَ,
أَو يدقِّقُ في ضبابك إن نظرتَ
إلى فتاةٍ وانكسرت أَمامها....
كم أنت حُرُّ في إدارة شأنك الشخصيِّ
في هذا الزحام بلا رقيب منك أَو
من قارئ!
فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلعْ
قميصك أو حذاءك إن أَردتَ، فأنت
منسيُّ وحُرٌّ في خيالك، ليس لاسمكَ
أَو لوجهكَ ههنا عَمَلٌ ضروريٌّ. تكون
كما تكون.... فلا صديقَ ولا عَدُوَّ
هنا يراقب ذكرياتِكَ /
فالتمسْ عُذْراً لمن تركتك في المقهى
لأنك لم تلاحظ قَصَّةَ الشَّعْرِ الجديدةَ
والفراشاتِ التي رقصتْ على غمَّازَتَيْها /
والتمسْ عذراً لمن طلب اُغتيالكَ,
ذات يومٍ ’ لا لشيءٍ ... بل لأنك لم
تَمُتْ يوم ارتَطمْتَ بنجمة ... وكَتَبْتَ
أولى الأغنيات بحبرها....
مقهىً، وأَنت مع الجريدة جالسٌ
قي الركن منسيّاً، فلا أَحد يُهين
مزاجَكَ الصافي،
ولا أَحَدٌ يُفكرُ باغتيالكْ
كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك

محمود درويش

[marq="7;right;1;scroll"]تركي خلف[/marq]
قصيدة برائحة القهوة والثقافة لمحمود درويش , شعرنا معها أن مساحتك ثرية بكل جميل , تحية لك سيدي

تركي خلف 07-12-2019 04:21 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان البلوي (المشاركة 235664)
[marq="7;right;1;scroll"]تركي خلف[/marq]
قصيدة برائحة القهوة والثقافة لمحمود درويش , شعرنا معها أن مساحتك ثرية بكل جميل , تحية لك سيدي

أهلآ أختي إيمان
مرورك برائحة الخير سيدتي
مشكورة ربي يسعدك

تركي خلف 07-12-2019 04:53 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
" مقهى السعادة "

كراسي خشبية قديمة..وطاولات مزخرفة فارسية..
أباريق ماء تغلي وأقداح الشاي المعلقة وفناجين القهوة والصحون المقلوبة
مع أشكال البخار المبعثر الذي يشكل غيمة بيضاء

الكل يبحث عن ما يريد في المقهى الصغير
واحد يسال نفسه عن مستقبله متناسيا ماضيه وما يكسوه من ستار الظلام الحزين
وغير مبالي بالحاضر ولا ما يوجد فيه .. بل ويكاد يجزم بأنه يعرف مستقبله مقدما
لكنه يحاول أن يعطي لنفسه تفاؤلا بما سيأتي..

وأخر يجلس على طاولة وحيدة منفردة خارج المقهى ومعه
قدحا من الشاي مع النعناع وهو واضع ساقا على ساق منتظرا امرأة تخلصه من عزوبيته و من وحشة المساء

التي لطالما تكابر عليها في شبابه و قال..
مالي بهم الزواج وهم النساء وغيرتهم
فلأبقى عزب بلا هم وغم..أدور من مرسى إلى مرسى ومن قلب لقلب
بلا حسيب أو رقيب يسألني أين كنت ومع من ولماذا والخ..
لكنه حين فات قطار العمر مسرعا والشيب غزى الرأس
شعر بوحدة قاتلة وهو جالس بين أربع جدران بلا أنيس أو ونيس

وهناك في هذا المقهى عشرات الحكايات والقصص
التي تتناقلها الكراسي والطاولات عن الذين مروا وكانوا هنا
وعن الذين مازالوا يضاجعون الأيام المتبقية في رحلتهم
إلى هذه الدنيا ومن بين هؤلاء...شاب في العشرين من عمره
طلق حياته بالثلاثة وجاء مقهى السعادة
راميا حقيبته البنية التي يحمل في داخلها أوراق أشعاره وكلماته المملئة
بالحزن والدموع بسبب فتاة تكبره سننا أحبها بكل ما يملك
وهي رفضته بداعي المحبة التي ترسلها عيناها..
كالتمثال وقف ساكنا فما عسى يفعل سوى أن يتناسى منذ عدة أعوام ولم يفلح
وها هو في مقهانا يجلس والشرود يغرقه..!...

وفي ختام جلستنا عند هذا المقهى المزعوم بمقهى السعادة
نصادف بان صاحب المقهى..قد كان من أتعس الأشخاص على الإطلاق
فهو من من أقدارهم دائما ما تكون نهايتها الموت..بلا رفيق أو صديق يزور القبر
سوى الحزن الذي يهدي نعشه وردا ذبل.....
صاحب المقهى: ولد يتيما وعاش وحيدا إلى أن أحب امرأة وعاش معها قصة حب خيالية لم يشهد لها الزمان مثيل , لكنها ولسوء الحظ لم تكتمل..جلس على الكرسي الوحيد الذي يطل على البحر والشمس عند الغروب
هذا المكان الذي تواعدوا أن يجلسوا فيه الساعة السادسة عصرا
وكان صديقنا قد جهز نفسه وتعطر و تهندم
وخبئ الخواتم لتكون لحبيبته مفاجأة..
دقت السابعة ولم تأتي بعد.. لقد تأخرت
بدء يقول في نفسه وأفكاره..لم تهدئ
ينظر بساعته مرة أخرى إنها الثامنة...فأين هي أين؟؟
قبل أن يكمل جملته رن هاتفه..فعرف إنها هي لأنه كان قد خصص لها نغمة خاصة
ترددهل يجيب أم لا..وكأنه تخوف من الرد لكنه في النهاية أجاب
فقالت له..تعبر عن مشاعرها له بصوت غريب متعب..وراحت وراح صوتها ولم يبقى سوى صداها في إذنه
وجأة أجابه صوت أنوثي آخر إتضح أنها ممرضة قالت له
أنا آسفة فقد ماتت .. لأن حالتها كانت خطرة بسبب حادث سير تعرضت له اليوم
وهي تمشي مسرعة لتصل إلى موعد تأخرت عليه
فجلس من شدة الصدمة يبكي ويبكي..
وعلبة الخواتم بقربه وفي لحظة غضب و ثورة مسك علبة الخواتم ورماها بالبحر..
وراح يبكي ويسير ما بين الشوارع ويتكئ على القناديل
يندب حظه ويشكي لأرصفة الطرقات

لكنه رغم الألم حاول بعد مدة أن يكمل حياته حاملا حزنه وكآبته على أكتافه
حتى قرر أن يفتح مقهى..يدعوه مقهى السعادة..يأتي إليه كل من له حزن في قلبه
يريد أن يلقيه..ويشكي ما جرى له في الماضي والحاضر
ويحاول أن يفتح صفحة جديدة..حين يدخل المقهى
ويلامس جدرانه المزخرفة بنقوش أكدية.....

كانوا هنا..وكنا هنا..وها نحن كلنا هناك

قصة قصيرة نقلتها لكم

تركي خلف 07-13-2019 02:44 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
في المقهى

يجلس وحيداً يراقب الساعه التي تشير الى الحادية عشر وثمان وخمسون دقيقة ينظر الى الثوانِ بإسهام، يشعر بسخونة في أطراف أصابعه ينظر اليها ،، للأسف الساعة تجاوزت الثانية عشر بعشرين ثانية وهي اللحظة التي انتظرها منذ أن جلس بالمقهى، أصابه الإحباط أشعل سجارة.. انتظار يتلو انتظار، ربما موعد لم يكتمل بعد او غداء عمل او أي شئ آخر ، يمسك بالجريدة اليتيمة وينفضها ليرفعها امام وجهه ، بأصبعين يعدل نظارته على أنفه لتتضح له الرؤيه ، نفس العناوين البارزة والمقالات المبتذلة التي يقرأها كل يوم ، كتاب لا يمتون لمهنة الكتابة بصلة ، بعض الأخطاء اللغوية بالجريدة ، يبدو أن المدقق اللغوي كان يعمل تحت تأثير الكحول ، صور لفتيات شبه عاريات يستخدمهن رئيس التحرير كسلعة لإجتذاب القراء لشراء الجريدة ، في الجانب المقابل من المقهى تجلس ثلاثينية شقراء لوحدها على طاولة تتسع لشخصين ،، تطرق على الطاولة بشكل موسيقي بأطراف أظافرها وتراقب الشخص غريب الأطوار الذي يجيد الانتظار ، تابعت كل حركاته بإهتمام بالغ ،تعلم انه الآن قد وصل الى الصفحة الرياضية بالجريدة ، رفعت يدها للنادل ونادته بصوت عالي كي تلفت إنتباهه ، لم تنجح الخطة ، سألها النادل : ماذا تطلبين سيدتي ،
أربكها السؤال فلم يكن النادل من ضمن الخطة ، لا زالت تراقب وتبحث عن مناورة اخرى لإقتحام الغريب ، أعادت الكرسي الى الخلف لتقف أمام طاولتها ، ثم توجهت بالقرب من طاولته بخطوات ثقيلة ممزوجة بصوت أسفل الحذاء مع الأرضية الخشبية ، لم يلتفت حتى الأن ، أسقطت المفتاح بالقرب منه لتنحنحي ، سبقها بخطوتين ورفع المفتاح وقال : تفضلي
ليمسك بالجريده مجدداً ، لم ينظر لها جيداً أو ربما لم ينظر تماماً ، يتابع المقالات الرخيصة بشغف ولا زالت الحسناء واقفه لا تعلم ماذا تفعل ، تحدثت مع نفسها من أين أتى هذا الأبله ، أعجبت به أكثر لجموده ولأنه لم يعرها أي اهتمام ولكنها استنفذت جميع المحاولات المتاحة ولم تنجح حتى في الأخيرة (معرض شرف الوطن) ، قررت العودة لطاولتها ومعها ما تبقى من كرامة ، أدارت ظهرها له وتقدمت خطوات مبتعدة عنه ، سمعت صوت أجش خلفها ينادي سيدتي ، التفتت لتجده نفسه ، بدلت ملامح وجهها سريعاً كمكر أنثى، دهشةٌ وإستغراب يتلوهما سؤال: هل تتحدث معي ،
-نعم سيدتي ،
اقتربت قليلا وقالت ، ما بك ؟
بنفس الملامح ، قال هلٓا تشاركيني الطاوله فأنا أجلس وحدي أيضاً ؟
سألته : هل كنت تراقبني ؟
أجابها : نحن الرجال نجيد فن المتابعه عن بعد
بحرص اكثر ، ابتسمت وسحب لها الكرسي عرفها بنفسه : أنا ستيفن ماكوي ،
وعرفت بنفسها: أنا ليندا ،
-مرحباً بك ليندا هل أطلب لكِ قهوة إسبريسو فهم متخصصون في صنعها ،
- لا شكراً فأنا لا اشرب القهوة ،
سألته : لم تدخن بشراهة ،
ابتسم وأعاد لها السؤال نفسه : هل كنتِ تراقبينني ؟
ولم ينتظرها أن تجيب ، أردف ايضا : أنا هنا أجلس لأحسب خيباتي أنظر للساعة كمن يعمل بالبورصة لأتابع كم من الوقت مضى على أخر خيبة وأقراء هراء أنصاف الكتاب المتاحين ضمن الجرائد الرخيصة ، أستهلك نصف مخزون القهوة في الربع الاول من الشتاء ،
ضحكت حتى أدمعت عيناها فستيفن لم يكن يميز بين الضحك والبكاء وقالت : أظن انني أنتظرك أنت لنجمع خيباتنا سوياً ونفتح أكبر متجر لبيع الخيبات مجاناً ،
ضحكا كما لم يضحكا من قبل ، تبادلا النظرات والمواضيع المشتركة في ثلاث دقائق ، أخرج محفظته ليضع أضعاف سعر الفاتورة على الطاولة ، نظر الى الساعة المعلقة بالحائط ، تشير الى الواحدة الا ثوانٍ ، ، أدار محرك السيارة ، لحق بهما النادل وقال :سيدتي المشروب في الطاولة عذراً للتأخير ،
قالت : شكراً سأعود قريباً ،
ولا تنسى هنالك بقشيش على الطاولة من أجلك ،
مرت عدة سنوات ولا زال النادل ينتظر عودتهما ولم يعودا حتى الان.

هتان ضياء الدين الماحي.

تركي خلف 07-19-2019 02:38 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 

قصة مقهى في الرياض

في عام 1993 اجتمع ثلاثة شباب في مجلس، وتحدثوا عن صديق لهم لديه مشروع ناجح في بيع أجهزة الكمبيوتر في الرياض. أعجبهم نشاط صاحبهم لكن أحزنهم انصرافه عن التوسع في افتتاح فرع في الخبر، خطط له بسبب انشغاله وظروفه. فجأة قفز أحدهم، وقال لمَ لا نفتتح هذا المشروع في الخبر؟ ربما يكون مكتوبا لنا. اثنان منهم لهما خبرات تجارية جيدة والثالث يبرع في التقنية. خرجوا من المجلس بقرار مشترك. طار الاثنان إلى الخبر ومسحا السوق واحتياجاتها فاتفقوا جميعا على إنشائه. افتتحوا المشروع وكانت الإيرادات محدودة. بيد أنه استمر لأنهم يعتقدون أنه سيكبر. شريكهم الثالث كان قلقا قليلا من مستقبل المشروع. آثر أن يعمل في وظيفة، إضافة إلى شراكته للحصول على بعثة تمنحها الجهة التي تقدم للعمل بها لإيمانه بضرورة أن يضيف إلى شهادته في الهندسة لغة وتجربة علمية جديدة. استمر المشروع يكبر ببطء وحينما بات الشريك الثالث المهندس عبدالله الدويش مؤهلا للحصول على بعثة تقدم باستقالته من وظيفته؛ كونه رأى أن مشروعهم
في رحلة عمل في سبيل تطوير مشروعهم التقني في عام 1997 توقف الشركاء في تايوان بعد رحلة عمل مضنية على عدد من دول شرق آسيا. بحثوا عن ملاذ آمن لأفكارهم يتحاورون فيه بعد جولة مكوكية مرهقة فلم يجدوا. بعد عناء دلهم تايواني على مقهى يحتوي على منتجات متنوعة ونكهات مختلفة وجلسات هادئة. كان الاجتماع القصير عظيما وثريا. خرجوا منه بنتائج غير مسبوقة أهمها افتتاح مقهى مشابه في الرياض. فطبيعة الرياض وتايوان متشابهة وقتئذ. كلتاهما عمليتان جدا وبحاجة إلى مقهى تسترخي في أرجائه ويمنحك قهوة تعدل مزاجك. افتتح الشركاء المقهى بعد معاناة. فلا توجد تجارب مشابهة تقيس عليها. واجه مقهى (جافا تايم) تحديا يتجسد في الصمود أمام طوفان المقاهي العالمية التي بدأت تفتح تدريجيا في الرياض. النبأ الجيد أن وجودهم زاد من إقبال الزبائن بسبب ثقتهم بالمنتج الذي جربوه وعاصروه وأحبوه.

اليوم لدى "جافا تايم" 23 فرعا. نجح لأنه مشروع غير مكرر. ثمرة لشراكة متجددة وتجارب متراكمة.

ابحث عن الجديد والمختلف. كن رائدا وليس مقلدا لتسبق.

تذكر أن تقتنص الفكرة قبل أن تطير. فهي لا تمهلك طويلا. تظل قصيرا وإذا لم تخطفها أهملتك.

ياسر حباب 07-21-2019 12:27 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
كنا بايام الشباب نبدأ يومنا بالمقهى
نقرأ الجريدة المطبوعة و نحتسي القهوة ثم نبدأ يوم عمل
ذكرتنا بتلك الايام من خلال المقالات الجميلة ،،
شكرا الاستاذ الفاضل تركي

ياسر حباب 07-21-2019 12:27 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقاهي العالم

هي الأكاديميَّاتُ التي يتخرَّجُ منها العُشَّاقْ

وحينَ تُقْفَلُ هذه الأكاديميَّاتُ أبوابها

تنتهي ثقافةُ الحُبّْ....

* نزار قباني

تركي خلف 07-21-2019 01:59 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر حباب (المشاركة 236347)
كنا بايام الشباب نبدأ يومنا بالمقهى
نقرأ الجريدة المطبوعة و نحتسي القهوة ثم نبدأ يوم عمل
ذكرتنا بتلك الايام من خلال المقالات الجميلة ،،
شكرا الاستاذ الفاضل تركي

القراءة الفعلية أخوي ياسر هي قراءة المطبوعات , ولا شيء مثل أن تتنفس داخل كتاب أو مطبوعة وكأنك تقفز منهما إلى العالم
الشكر لك سيدي الحبيب على مرورك الرائع .. ربي يحفظك ويبارك فيك

:Untitled-6:

تركي خلف 07-26-2019 03:28 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
وأنت في المقهى
لا أحد يرى اثر الفراشه فيك
لا احد يحملق في ثيابك
او يدقق في ضبابك ان نظرت
الى الحياة وانكسرت امامها
كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي
في هذا الزحام وهناك على الرصيف
بلا رقيب منك أو من قاريء لك
فاصنع بنفسك ما تشاء , إشرب قهوتك
اخلع قميصك أو حذاءك ان أردت
فأنت منسي وحر في خيالك
ليس لاسمك أو لوجهك هنا عمل ضروري
تكون .. كما تكون
فلا كرسي آخر لصديقك على الطاولة ..
ولا عدو هنا يراقب ذكرياتك .
نعم .. كن كما تريد
منقول بتصرف

مها عبدالله 07-26-2019 03:23 PM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
مقهاك مليئ بالإبداع والروعة تركي
استمر فأنا أتابعك بصمت
لك مني أجمل التحايا

تركي خلف 07-28-2019 01:57 AM

رد: مقهى منابر والمقاهي الثقافية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبدالله (المشاركة 236748)
مقهاك مليئ بالإبداع والروعة تركي
استمر فأنا أتابعك بصمت
لك مني أجمل التحايا

يا هلابك وبمتابعتك أختي مها
مشكورة ربي يبارك فيكِ

:Untitled-8:


الساعة الآن 12:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team