مع خريف رجل
اُغْتِيلَتْ أَحْلَامُهَا الَّتِي كَانَتْ تُخَامِرُ عَقْلَهَا، تُثَرْثِرُ بِهَا بِشَكْلٍ مُفَرِّطٍ تَسْكُبُ عَلَيْهَا عِنْدَمَا تُسْهِبُ فِي الحَدِيثِ بَعْضُ كَلِمَاتِ الغُرُورِ وَالزُّهُوِّ بِصِفَاتِ جَسَدِهَا الطَّاغِي المُتْخَمُ بِالأُنُوثَةِ، وَاِخْتَفَتْ اِبْتِسَامَتُهَا المُمَيِّزَةُ وَضِحْكَتُهَا الَّتِي كَانَ صَدُّهَا يَتَرَدَّدُ فِي بَيْتِ أَبِيهَا المُتَوَاضِعِ
تَعَانُقُ الصَّمْتِ وَالسُّكُونِ فِي وَحْدَتِهَا وَيَنْبُشُ بَصَرُهَا مَكَانَهَا الجَدِيدَ تُصَوِّرُ مُحْتَوَيَاتُهِ الفَخْمَةَ أَلَّا أَنَّ الحَزَنَ وَالأَسَى يُصَفِّدُ فِكْرَهَا وَيَقْتَادُهُ بِشِدَّةٍ إِلَى سَاحَةِ الأَفْكَارِ المعذبة فَتَحَرَّقَ احشائها بِقُسْوَةٍ، يَمْضِي الوَقْتُ وَهِيَ تُجَاهِدُ نَفْسَهَا مَرَّةً تَلْوِ مَرَّةً فِي فَكِّ قَيْدِ هَذَا الصِّرَاعِ وَتَغْلِقُ تَوَارُدَهُ عَلَى ذِهْنِهَا عَبْرَ الهُرُوبِ بِإِشْغَالٍ جَسَّدَهَا فِي بَيْتِهَا أَوْ تَرِكُّ سَاحَةُ مَعْرَكَةِ أَفْكَارِهَا بِالخُرُوجِ لِلمُنَاسَبَاتِ فَيَغْمُرُهَا لَحَظَاتٌ مِنْ الفَرَحِ وَلَكِنَّهَا تُكَبِّلُ بِالعِبَارَاتِ الجَارِحَةِ الَّتِي تَطْرُقُ سَمْعَهَا ,كَيْفَ تَتَزَوَّجُ رِجْلٌ أَكْبَرُ مِنْ أَبِيهَا!!!. إِنَّهُ رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ القَبْرِ!!!. فَتَعَوَّدَ مُحَمِّلَةً بِالأَلَمِ العَمِيقِ رَاح الذُّبُولُ يَغْزُو جَسَدُهَا وَتَظْهَرُ مَعَالِمَهُ بَعْدَمَا أَلْقَتْ بنَفْسِهَا فِي حُفْرَةِ الإِهْمَالِ فِي مَظْهَرِهَا، وَاِنْهَمَكَتْ فِي خِدْمَةِ زَوْجِهَا الَّذِي وَقَّعَ فَرِيسَةَ المَرَضِ , وَمِضْتُ وَشِدَّةُ الحَسْرَةِ تُوغِلُ فِي جَسَدِهَا تُرَدِّدُ مَعَهَا لِمَاذَا بِعْتَنِي يَا أَبِي. |
الساعة الآن 02:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.