منتديات منابر ثقافية - فراق بلا وداع

غربت شمسها فجأة وتركتني واقفا مبهوتا دون أن تلتفت، وأنا أنظر بعينين ملأتا دمعا وقلب كاد يقف من شدة المنظر.
وأفل قمرها وأنا في ظلام الوحشة مرميا على أرض الشوق أتحسس هاهنا وهاهنا علي أجدها جنبي لكن ... لم تعد!
يالله ... فعلتها وذهبت ما أقسى قلب الأنثى وأجلدها تركتني وهي على يقين اني اتعذب بدونها وأعاني في غيابها ، تركتني وهي تعلم اني لا استطيع ان اعيش لحظة بدونها كأنها تريد أن تتلذذ بتعذيبي بل هي كذلك وفعلا كما وعدت قولا.
أن أشد العذاب على المحب الهجر الذي يجهل المهجور سببه فيتلوى ويأن كما حال المحتضر أثناء خروج الروح وليتها أخبرت عن سبب ذلك بل ليتها ودعت قبل الرحيل فلا تذهب كأنها حررت من أسر أو فارقت عدوا، خاصة اني كنت مخدرا بكلامها ثملا بنظراتها لاستيقظ فجأة فاعلم أني كنت في سراب ووهم .
للاسف هذا حال من تجرع هذه المرارة المزعومة التي لا يدرك حقيقتها الا بعد الاستيقاظ منها والعودة من أحلامها التي لايرجوا من خدر بها أن تنتهي ابدا وهي في الحقيقة كابوس ولعنة فيعلم أنه كان في سراب لا حقيقة فيه وكذب لا صدق فيه ووهم لا واقع فيه.
ولكن ومع كل ما عانيته واعانيه سأظل انتظر علها ترجع ويحصل اللقاء كما انتظرت سنين وايام وليال فقد اتت من قبل وستعود وليس صعبا عليها العودة .
يقول العقل أنه هجر لا رجعة فيه ويقول القلب بل غياب وان طال فالرجوع لابد منه وانا محتار ايهما اختار؟
لكن اختم هذا الكتاب بيكفي انها اتت في زمن رغم قصره الا انها رسمت في ذهني اجمل ذكريات وجعلتني اعيش اجمل اللحظات وشكرا ايها الصديق ووداعا ايها الخليل وتذكر اني لن أنساك ما حييت ابدا وسأظل رغم الهجر اتذكرك بقلبي ومهجة فؤادي وبقلمي وأنامل يدي وعقلي
وبما انك ايها الحبيب لم تأبى الا بالرحيل فالوداع رجاءا لقاءا جديدا