الحج بين الطقوس الوثنية والعبادة الشرعية الحنيفية
 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
آسفة ليس لها من دون الله كاشفة أن يظهر أمثال سعيد !!!!
(وهو في الحقيقة شقي بعمله) ليناقش كعادته ثوابت الدين وهذه المرة مع خامس أركان الإسلام ( الحج)
حيث قال في إحدى منشوراته مدلسا ملبسا كعادته أن أغلب شعائره وثنية أقرها الإسلام واستدل بقوله تعالى في سورة الحج( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ) فقال إن بعض الشعائر وثنية فبمخالطتها للأوثان صارت رجس وبمجرد الإنفكاك عنها أفرادها الله عبادة له وهذا من عجيب ما يقال إن صاحبنا كما يدعي أنه مختص بالشريعة
أقول: كل ما أفرده مردود عليه من وجوه عدة:
١: ما يستدل به من القرآن باطل من وجهين: ا: يقول في إحدى ما سود به حسابه في تويتر ما معناه: ( استعانة السعودية بأمريكا طلبا للحماية يجعلنا نشكك في خرافة الطير الأبابيل) فهو جعل نصا قرانيا وقصة ذكرها الله في كتابه محاججا بها المشركين خرافة ما يجعلنا نحكم عليه أنه أحد الرجلين
١: أما أنه يشكك في كل نصوص القرآن: فيكون كافر به فلا حجة لأدلته التي يأتي بها
٢: أما أنه يؤمن ببعض ويكفر ببعض كحال اليهود: فهو كافر به كله لأنه فرق بين كلام الله
٢: أما تفصيلا فليس له في ماقاله أي دليل وذلك أيضا من وجوه
١: ما استدل به لا وجه للدلالة فيه وذلك أن _من_( فاجتنبوا الرجس من الأوثان) فمن هنا بيانية لا تبعيضية وذلك أن الأوثان كلها قذرة رجس استقذرتها النفوس ومعلوم أن في الجاهلية من لم يعبد وثنا قط كالصديق أبي بكر وغيره فالشرك مستقذر عقلا قبل أن يكون شرعا ومن جملة الشرك عبادة الأوثان فنهى الله في الآية عن الرجس عامة ثم خص الأوثان الذي هو مبدأه لأن عبادة الأوثان يدخل فيها كل فساد ورجس بمعنى آخر أمر باجتناب الرجس الذي هو الوثن وعبادته
٣: قال: أن الله ألغى عبادة الأوثان وأبقى الطواف : يريد أن يوهم أن الطواف عادة جاهلية لا دخل للإسلام عليها
والرد عليه من وجوه:
١: الطواف عبادة إسلامية بحتة خالصة خاصة وذلك أن إبراهيم كان مسلم لله كحال كل الانبياء (
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)) فابراهيم ماكان جاهليا وإذا تقرر هذا الأصل سيهدم كل ما قاله
٢: قال الله في الآية التي كانت قبل هذه الآية التي استدل بها وهي(
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)
وهو هنا الطواف الواجب وقال(
**

وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)وقال:(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
فاي عبادة أو عادة جاهلية وهي سنة حنيفية مسلمة؟؟
فالأصل أنها عبادة لله خالصة لا وثنية فيها وأخذ الوثنيين لهذه الشعائر لايوجب أن تكون وثنية
٣:ثم تكلم بكلام عن الذبح والسعي بين الصفا والمروة والحجر الأسود وختم هذا بقوله(والواقع أن أغلب الطقوس وثنية) قلت: والواقع العكس وهو:
١:( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)) فانظر رحمك الله أنه ذكرها ضمن أحكام الحج ومسائله في الحنيفية وذلك من سنة ابراهيم لما فدى الله اسماعيل عليهما وعلى نبينا السلام ( فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم) ففدي اسماعيل بالذبح وبقيت لنا هذه الشعيرة سنة أبينا إبراهيم
والسعي بين الصفا والمروة انما نزلت الآية إذن في الطواف بهما لا إقرارا على الطواف ( ۞ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
) اي حرج
وسبب النزول أنه لما كان بهما صنمين امتنعوا من الطواف بهما لما كان فيهما قبل فنزل الله الإذن في الطواف تبعا لسنة أمنا هاجر في سعيها كما هو مقرر في السنن
ختاما لا يوجد أي دليل يثبت أن الشعائر وثنية وهذا ما ثبت على عجالة واستعجال في الرد ولو قرأ هذا الباحث تحريرا لعلم أنه لا حجة له لكن للاسف منتديات( تنويريبيا والحوار المتمدن) العلمانيين كفيلة مؤونة البحث فما هو إلا لائك لما يقولونه للأسف الشديد
وفي الأخير نسأل الله أن يثبتنا على هذا الدين وهذا والله بشرى من الله لأن هذا الدين ما حورب إلا ازداد قوة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (١/٨٧) فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر وناظر عنه المناظر ظهرت له البراهين وقوي به اليقين وازداد إيمان المومنين واشرق نوره في صدور العالمين) فأبشر بذلك ونكالك ونصرك للإسلام من حيث انك متوهم انك خاذله وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد: الحج بين الطقوس الوثنية والعبادة الشرعية الحنيفية
 

أخي في الله الأثري رشيد موضوعك من المواضيع المهمة في كشف الحقائق الغائبة عن المغلوبين على أمرهم

رد: الحج بين الطقوس الوثنية والعبادة الشرعية الحنيفية
 

جزاك الله خيرا اخي الحبيب



لابد لكل من تحمل هذه الأمانة أن يؤديها