منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=754)

حميد درويش عطية 08-21-2010 04:13 PM

[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
 
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
إننا نعتقد اعتقادا راسخا بأننا فى حال سفر ، ومن الممكن فى كل لحظة أن يأتي ملك الموت لنقلنا إلى عالم البرزخ .. إذ أن من مات قامت قيامته ، وقبره إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. فهل نحن في كل لحظة مستعدون لمثل هذا الرحيل الذي لا بد منه ؟ .. وهل تزودنا بما فيه ِ الكفاية لهذا السفر الطويل .... و هذا السفر البعيد .. البعيد .. البعيد
للقاء الحق سبحانه .... ؟
أعزائي
هنا أحاول تقديم بعضا ً من هذا الزاد علنا ننتفعُ منه ُ في سفرنا .. و البابُ مفتوح ٌ أمام الجميع لتقديم ما لديهم من الزاد النافع نتقوى به ِ غي سفرنا الحتمي المقبلين َ عليه _ شئنا أم أبينا _
و لا تبخلوا أخوتي بتقديم ملاحظاتكم و نصائحكم و إرشاداتكم .. و مساهماتكم
للإستمرار في تقديم هذا الزاد ..
تقبلوا شكري و تحياتي و تقديري

حميد أبو ماجد

21 / 8 / 2010
-------------------------------------
أول الزاد القيم :
كيف نجمع بين آية { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعانة بالغير؟..

إن المصلي يقرأ في كل صلاة في سورة الحمد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟ ..
وكما هو معلوم هناك فرق بين {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وبين نعبدك ونستعينك .. إذا قلنا: ( نعبدك ) فإن هذا لا ينافي أن نعبد غير الله عز وجل ، ولكن عندما نقول :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } أي نعبدك حصرا ..
{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي نستعين بك حصرا .
من حيث العبادة ، كلنا نعبد الله - عز وجل - حقيقة وحصرا ، ولكن المشكلة في الشق الثاني .. طبعا الشرك الخفي له مجاله ، ولكن الكلام هنا عن الاستعانة ؛ أي يا رب نستعين بك، ولا نستعين بأحد سواك .. فإذن كيف نجمع بين هذه المقولة ، وبين استعانة بعضنا ببعض في الحياة الدنيا ؟..
نحن نستعين بذوي الاختصاص :
بالطبيب والمهندس ، ونجعل بعضنا وسطاء في قضاء الحوائج ..
كيف نجمع بين { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وبين الاستعانة بالغير كما هي سنة الحياة ؟..
إن القضية جدا بسيطة : أي أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } .. ولو شاء الله لقلب فؤاده على خلاف ما هو يريد .. فرعون كان يقتل الأطفال ، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين ، وجعله ابنا له .. عندما عاد موسى ليدعوا ربه ويبطل ألهوهية فرعون , منّ ّعليه بأنه رباه وليدا فـ{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } ..
فإذن ، إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، يصرفها كيف يشاء ).
وبالتالي فإنه عندما يذهب الإنسان للأسباب الظاهرية عليه أن يذهب إلى أن هذا السبب بيد الله - عز وجل - ولو شاء لأزال سببيته ..
ولهذا عندما تقضى حاجة المؤمن كعملية موفقة على يد جراح ماهر فإن أول خطوة عليه القيام بها هي أن يشكر الله - عز وجل - على هذه النعمة ، فيقول :
يا رب لك الحمد، ولك الشكر ، أن سخرت لي فلانا ..
فمن شكر الله على النعم سيسخر له رب العالمين أسبابا أخرى من باب :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }.

حميد درويش عطية 08-22-2010 11:12 AM

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
إن الإنسان قد يكون في أعلى درجات الرفاهية، ولكن قلبه يعتصر حزنا وألما ..
حيث أنه ليس هناك أي تلازم بين أن يكون الإنسان في سعة من الرزق ، وبين حزن قلبه أو فرحه ..
فإذن ، لا يعتقدن أحد أن الرفاهية المادية ستشفع له في هذا المجال ..
وكما هو متعارف: فإن الفقراء من أصفى الناس باطنا، وبعض التجار المترفين من أشد الناس عذابا !..
إن الحزن ليس حالة واحدة ، بل حالات متعددة:
أولا : الحزن المقدس :
إن النبي الأكرم (صلى الله عليه و سلم ) كان من أكثر الناس حزنا ، يقول القرآن الكريم :
{ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } ..
كان يحمل حزنا عظيما ، ولكن هذا الحزن كان مقدسا ؛ لأنه حزن على الناس وعلى الأمة ، فقد كان (صلى الله عليه و سلم ) عندما يؤذيه قومه ، يقول : ( اللهم ! .. اغفر لقومي ؛ فإنهم لا يعلمون ) .
إذن ، عندما يرى المؤمن أن حزنه نابع من تقصيره في العبودية :
حيث أنه من الصباح إلى المساء لم يوفق لطاعة معتبرة ، أو عزم على ترك معصية ، وفي ساعة الامتحان وقع في تلك المعصية ..
أو لا هذه ولا تلك ؛ أي لم يرتكب معصية ، ولكنه يعيش حالة الغفلة والبعد عن الله عز وجل ؛ فإن هذا الحزن مقدس ..
لأن ذكر الله - عز وجل - بالنسبة للمؤمن الذي وصل إلى درجة عالية ، هو بمثابة الهواء الذي يستنشقه .. إذن ، هذا الحزن مقدس ..
وعلى المؤمن أن يدعو ويقول :
يا رب ، زدني حزنا !.. فهذا الحزن بمثابة المنبه ، يجعل المؤمن يتنبه إلى أن هناك شيئا ما ، أورثه هذا الحزن .

ثانيا : الحزن غير المقدس ..
وهو حزن شيطاني ، إذ أن الإنسان يحزّن نفسه دون سبب .. هو وضعه جيد ، في نعمة ظاهرية وباطنية ؛ ولكنه قلقل من المجهول ، ويعيش في خوف من المستقبل ..
حيث أن الله - عز وجل - منذ أن خلق آدم (عليه السلام ) إلى يومنا هذا ، ما أعطى ضمانا لأحد أن يعيش إلى آخر عمره على نحو ما هو يريد ..
فالحياة فيها تقلبات ..
و بالتالي إن الحزن الذي منشؤه الدنيا والحرص عليها ، غير مقدس .
ثالثا : الحزن الذي لا يعلم سببه ..
وهناك حزن لا يعلم هل هو مقدس أو غير مقدس .. لا هو من معصية ، ولا من غفلة ، ولا هو من ابتعاد ، ولا من دنيا .. سببه مجهول ، فما هو الحل ؟ ..
على الإنسان أن يستقرئ باطنه ، ويرى الأسباب التي أورثته هذه الحزن ..
ومن الأسباب التي لا نقيم لها وزنا ، إدخال الحزن على الآخرين .. إن رأيت حزنا في قلبك ، ابحث عن القلوب المحيطة بك ، لعلك كنت سببا في شعور إنسان بالألم والأذى ؛ فعجّل رب العالمين لك العقوبة في الدنيا ، أن جعل في قلبك هذا الحزن ، ليخفف عنك العذاب يوم القيامة .
كان أحدهم مبتلى بمولى قاسي القلب ، شوهد جالسا مع كلب يأكل معه .. وعندما سئل عن السبب ، قال :
لعل بإدخالي السرور على هذا الحيوان ، أرجو أن يدخل اللين على قلب المولى فيخلصني من شره ..
إذا كان إدخال السرور على كلب نجس العين ، يوجب الفرج للمؤمن .. فكيف بإدخال السرور على قلب مؤمن بالله ؟ .. وكيف إذا كان بقلب تقي ؟ ..

22 / 8 / 2010

عبدالسلام حمزة 08-22-2010 02:39 PM

أستاذنا الفاضل حميد

جزاك الله خيرا ً أخي , الأستعانة المقصود فيها بسورة الفاتحة وبالعقيدة , هي الأستعانة بالله في الأمور التي لا يستطيع عليها إلا الله , كالرزق , والنصر , والطاعة لله سبحانه وتعالى

أما الأستعانة بأمر يستطيعه المخلوق , فلا حرج عليه شرعا ً بل نحن مأمورون بأخذ الأسباب ؟

ملاحظة وهمسة لأستاذي العزيز حميد , إن بكتابة ( صلى الله عليه وسلم ) عشر حسنات لك ولمن يقرأها , وطالما هي موجودة على الشبكة , أما ( ص) فهي لا شيء .

وأنت تاجر حريف , تحرص على الحسنات مثلي .

تحياتي أستاذي الفاضل .

عبدالسلام حمزة 08-22-2010 02:40 PM

جزاك الله خيرا ً أستاذ حميد

وجعل مجهودك في ميزان حسناتك يوم القيامة

سلامي لك

حميد درويش عطية 08-22-2010 05:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 11082)
أستاذنا الفاضل حميد

جزاك الله خيرا ً أخي , الأستعانة المقصود فيها بسورة الفاتحة وبالعقيدة , هي الأستعانة بالله في الأمور التي لا يستطيع عليها إلا الله , كالرزق , والنصر , والطاعة لله سبحانه وتعالى

أما الأستعانة بأمر يستطيعه المخلوق , فلا حرج عليه شرعا ً بل نحن مأمورون بأخذ الأسباب ؟

ملاحظة وهمسة لأستاذي العزيز حميد , إن بكتابة ( صلى الله عليه وسلم ) عشر حسنات لك ولمن يقرأها , وطالما هي موجودة على الشبكة , أما ( ص) فهي لا شيء .

وأنت تاجر حريف , تحرص على الحسنات مثلي .

تحياتي أستاذي الفاضل .

أنا شاكرٌ لك عزيزي الأستاذ عبد السلام
هذهِ الملاحظات و التصويبات القيمة
من أجل الوصول إلى إعلى مراتب المنفعة
و إن ما ذهبت َ أنتَ إليه في معنى الإستعانة
هو عين ما قصدتهُ أنا :
[ أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل ]
جزاك َ اللهُ تعالى خيرا ً
و وفقنا جميعا ً
تقبل سلامي

22 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-22-2010 05:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 11083)
جزاك الله خيرا ً أستاذ حميد

وجعل مجهودك في ميزان حسناتك يوم القيامة

سلامي لك

لنا جميعا ً
آمين يا رب العالمين

22 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-23-2010 11:56 AM

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد :
كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟..

إن هناك حيرة عند المسلمين ، حيث يقولون : لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } .. فالله - عز وجل - أوكل أمور المؤمن إلى نفسه لا أن يذل نفسه .. ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن ، وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .

ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير ، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم : { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } ، { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } .. وعن علي (عليه السلام ) قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ‏( ‏ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين ‏؟..‏ قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله ، نعم .‏.‏ قال ‏:‏ تعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ) ..
فكيف نجمع بين العزة الإيمانية ، وبين الصفح عن زلل الغير ؟..
وهذه من المشاكل الأخلاقية .


إن القضية تختلف باختلاف الموارد، فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد، وكذلك العفو له موارد ..
والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ، ولكن إجمالا :
إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم ، نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما ؛ ولكن من باب دفع الظلم ، وعدم تمادي الغير في الباطل.

أما إذا كانت القضية بالعكس ؛ أي أن عفوي عمن ظلمني يوجب احترام الطرف المقابل ؛ فإنه يجب العفو ..
فهذه قاعدة معروفة ، عندما تغضب المرأة على الرجل ، ويسكت ويحسن إليها بسكوته ؛ فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة .. هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ، ولكنه احتواها بتصرفه هذا ..

وعليه ، فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ، ويدرسه دراسة ودية ..
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، وهناك قاعدة أخرى تقول : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .. نحن عندما نتخاصم مع أحد ، فإن الحل عندنا هو المحاكم ، ولكن القرآن يقول : { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .. وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول : { إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } .

فإذن ، إن القاعدة العامة هي :
رحماء بينهم ، وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة ؛ لا بد له من سبيل !..
23 / 8 /
2010

حميد درويش عطية 08-24-2010 06:30 PM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد :
-----------------------
التعامل مع الغير من خلال الصورة الذهنية :
إن هناك فكرة مصيرية ومؤثرة في حياتنا ، وهي أن تعاملنا مع الغير يكون من خلال الصورة الذهنية للآخرين ..
نحن لا نعلم بواطن الأشخاص ، ولا نعلم ما في النفوس ..
لكل منا ريشة يرسم بها صورة الأشخاص في ذهنه .. هنا تتدخل عوامل الشر ، وتأخذ دورا مهما في الرسمة ..
يحاول الشيطان أن يوسوس للإنسان ، ويلقنه أن هذه الصورة هي الصورة الصحيحة ..
مثلا : إنسان يتعامل مع مؤمن تقي ورع ، ولكن الشيطان يجسده له على أنه شخص فاسق ..
إنسان له زوجة صالحة إجمالا ، ولكن في ذهنه أنها سيئة ، وهكذا بالعكس ..
فإذن ، إن كلمة يوسوس فعل مضارع ؛ تعني أن هذه العملية مستمرة .

من موجبات رسم الصورة القبيحة :

- سوء الظن :
كأن يرى الإنسان من أحدهم فعلا ؛ يقبل التفسير الصالح ، ويقبل التفسير الطالح ..
مثلا : يرى مؤمنا مع امرأة ، ولا يعلم : هل هذه أجنبية ، أم زوجة لهذا الشخص !.. إذن هناك احتمالان :
احتمال أنه عقد عليها ، واحتمال أنها علاقة غير شرعية .. فلماذا يرجح جانب السوء على جانب الخير ؟!..

-الاستماع إلى شياطين الإنس : هناك قوم لا يريدون إلا الشر للآخرين ، وإذا رأوا حسنة حسدوا صاحبها ؛ فهؤلاء أيضا لهم دور الوسوسة ..
ولهذا في سورة الناس رب العالمين يقول : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .. هؤلاء دورهم دور الشياطين تماما في أنهم يوسوسون في الصدور .

كيف نبطل هذا الكيد ؟..
أولا : الاستعانة بالله عز وجل ..
قبل أن تفكر في شخص ، وقبل أن تفكر في أمر، وقبل أن تفكر في قرار؛ قل : يا رب !.. سددني ، خذ بيدي ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبد ا!.. وخاصة في القرارات المصيرية ، إذا أردت أن تقوم بعمل هام جدا ، صلّ ركعتين ، وقل :
يا رب خر لي ، واختر لي في عملي هذا !..
وصورة الاستخارة هذه ، هي التي يتفق عليها جميع المسلمين ، حيث أن هناك استخارة بالمصحف ، واستخارة بالسبحة ، وهناك استخارة بمعنى أن يلقي في القلب وفي الروع ما فيه الصلاح .

ثانيا : الحمل على الأحسن ..
وكذلك من موجبات كيد الشياطين ، والنفس الأمارة بالسوء ، ومن يوسوس من الناس :
هناك قاعدة إسلامية تقول : ( إحمل فعل أخيك على أحسنه ) ، وتقول : ( إحمل فعل أخيك على سبعين محملا ) ..
أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به ، حتى أنهم قالو ا: لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك ، قل : لعله تمضمض به ولم يشربه .. إلى هذه الدرجة ، يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا .


24 / 8 / 2010

حميد درويش عطية 08-25-2010 06:27 PM

[FONT="Arial Black"][SIZE="5"][COLOR="blue"]بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
------------------------
المنامات :
[SIZE="4"][B][U]إن من الأمور التي تواجهنا ، مسألة المنامات ..
وبعض هذه المنامات تغير طبيعة الإنسان ، فتورث له حزنا بلا سبب ، أو سرورا بلا سبب ..
فما هو الموقف الشرعي تجاه ذلك ؟..
إن المنامات موزعة بين العناصر التالية :
- إما منام حق ..
وهذا المنام لا يتوقف على كون الرائي مؤمنا ، ففي سورة يوسف هناك منامات صحيحة مفسرة ؛ منها منام يوسف ، ومنها منام فرعون الذي رأى البقرات .. إذن هناك منامات تفسر ..
والمنام من آيات الله عزوجل ، فالإنسان عندما ينام ، تصعد روحه ..
وفي هذه الحالة من الصعود ، يرى بعض الصور الخاصة.
- وإما أضغاث أحلام ..
هناك منامات لا يمكن أن تفسر بشيء ، ليس لها قيمة ..
عن ابن عباس قال : إن الرؤيا منها حق ، ومنها أضغاث أحلام ؛ يعني بها الكاذبة ..
والأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا .
- وإما منامات شيطانية ..
إن الشيطان يوسوس للإنسان في اليقظة وفي المنام ..
فالشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه ؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .
وعليه ، ماذا نعمل تجاه ظاهرة المنامات ؟..
ما دام الأمر لا يورث القطع واليقين ، لا بد من عدم الاعتناء بهذه الظاهرة .. إن وجدنا مفسرا ومعبرا صادقا ، يمكن الرجوع إل

حميد درويش عطية 08-26-2010 07:43 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
------------------------
الخواطر ( طائر النفس )
-----------------------

إن هناك عنوانا يتردد في الكتب الأخلاقية ، وهو :
كيف يتعامل المؤمن مع مسألة الخواطر ، أو ما يسمى بـ( طائر النفس ) ؟..
إن الإنسان من الممكن أن يضبط سلوكه وجوارحه ؛ لأن الأعضاء تأتمر بأوامر الإنسان الإرادية ..
ولكن المشكلة في هذا البعد اللاإرادي ، لأن الإنسان الذي يفكر تفكيرا سودويا ، أو شهويا ، أو غضبيا ؛ تنعكس آثار هذه الأفكار على بدنه وكأنه واقع ا..
فإذن ، إن المسألة مهمة من ناحيتين لأنه ا:
أولا : غير إرادية ..
والتعبير عن الخواطر بطائر النفس ، تعبير جيد ؛ لأن الإنسان كلما أراد أن يضبط هذه الخواطر لا يستطيع ، مثل الإنسان الذي يملك طائرا ، وهذا الطائر تحت يده ، ويتصرف به كيف يشاء ..
ولكن بمجرد أن يطير ويحلق في السماء ؛ فإن صاحبه يفقد السيطرة عليه ..
وكذلك فإن مسألة ضبط الخواطر صعبة جدا ، ولكن ليست مستحيلة ؛ لأنه يوجد هناك أناس يسيطرون على خيالهم .
ثانيا : تنعكس على سلوك الإنسان ..
إن هذه الخواطر ، تنعكس على وضع الإنسان ، وإن كانت في الخيال .
إن الإنسان بإمكانه أن يتخلص من هذه الخواطر ، أو يضبطها من خلال اتباع بعض الخطوات ، ومنها :
أولا : لا يوسع من دائرة خياله ..
إن الإنسان الذي يسمع كثيرا ، ويتكلم كثيرا ، وينظر كثيرا ؛ فإن جهازه الباطني جهاز مشوش ..
والعلماء يشبهون الذهن البشري بحوض الماء: تارة لا ترسبات في هذا الحوض، وتارة هناك ترسبات ولكنها راكدة في القاع.. والإنسان بعض الأوقات بسوء اختياره، يأخذ عصا ويحرك هذا الحوض.. وبالتالي، فإنه يتسبب في أن يعيش التكدر الباطني.
يقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ) ؛ أي أن هذه الأذن لا يدخل فيها إلا ما كان نافعا ، وكذلك بالنسبة إلى النظر ..
ومن هنا هذا المعنى : إذا أردت أن تقيّم إنسانا تقييما أوليا ، أنظر إلى مشيه !..
إن كان يديم النظر إلى الأرض ، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا ، وكذلك الذي لا يتكلم كثيرا ؛ فإنه يرجى منه الخير وقد ورد :
( وإذا رأيتم الرجل صموتاً وقوراً، فاقتربوا منه؛ فإنه يلقي الحكمة ) .
فإذن ، إن الخطوة الأولى ، هي عدم إعطاء المجال لطائر النفس أن ينتشر ، وبعبارة أخرى :
إذا أردت أن يكون الطائر معك ، فلا تنثر أمامه الحبوب والبذور ؛ لأنك عندما تنثر الحبوب في أرض واسعة ، فإنه من الطبيعي أن يطير ليقتات من تلك الحبوب .
ثانيا : التدرج في المحاولة ..
إن الإنسان لا يستطيع ضبط خواطره في كل ساعات نهاره وليله ، لأن السيطرة على الخواطر تحتاج إلى مجاهدة كبيرة ..
لذا فلنبدأ بالتدريج لمدة دقائق ، فنحاول ذلك أولا في الصلاة ؛ لأن الصلاة دقائق .. الذي يريد أن يضبط خواطره ، فليمتحن نفسه في صلاته .. وبالتالي ، فإنه يضرب هدفين بسهم واحد :
الهدف الأول :
أنه أوجب له الإقبال في الصلاة ..
والهدف الثاني :
أنه دخل دورة تدريبية في ضبط فكره في الصلاة .. إن نجح في ذلك ، يعديه إلى ما قبل الصلاة من الأذان والإقامة ، وإن نجح في ذلك أيضا يعديه إلى المقدمات عند الوضوء ، ثم يعديه إلى ما بعد الصلاة إلى التعقيبات وغيرها ..
وإذا به يعيش أجواء مركزة لمدة ساعة ، من قبل الصلاة وأثناء الصلاة وبعدها ..
إن الإنسان الذي يعيش التركيز ، هو على طريق الفوز في هذا المجال .

26 / 8 / 2010


الساعة الآن 12:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team