|
ظلم الأدب والأدباء
الأدبُ بنوعيه .. سفينة مجاديفها الأبداع ..رُبَّانِها أديب بارع .. تبحر بِنَا إلى مدن الجمالِ والضبابِ والأبداعِ .. الأدبُ يقودنا إلى التأملِ فِي جمالِ اللغةِ والأسلوبِ والفصاحة . نعلمُ أن هذا الأبداع يعتمدُ على الخيالِ والتصويرِ والمبالغةِ ، واستخدام المحسنات البديعية "اللفظية والمعنوية" ، ويجمعُ الأديبُ الفصاحةَ والبلاغة في نصِه الشعري ، أو المنثور .. ويخرجُ نصًّا يبهرُ عقولنا ويرضي ذائقتنا الأدبية ، ولكن للأسف بُلِينَا منذ العصور الأدبية السابقة حتى عصرنا الحديث بمن يزرع الشوك في طريق الأدباء المبدعين وكُلّ ذلك بسبب "التوجس" من بعضِ ألألفاظ التي داخل النص فتحمل على غيرِ معناها ،أو من الذين يصدهم ظواهر الألفاظ دون بواطنها ، وتُساق الاتهامات والشكوك حول شخصه بناءً على ذلك النص الذي جنحَ إلى الخيال في نظمِه وطرقَ الرمزية لأسلوبِه ، ويتعدى المتربصون لهذا المبدع إلى غيرِ ذلك برميه بالزندقة والهرطقة .. ولنا خير مثال في الشاعر والعالم اللغوي والأديب والفيلسوف "أبو العلاء المعري" حيث زرعوا حول أدبه الشكوك والريبة وحملوا بعض ألفاظه وابتكاراته في اللغة الشعرية على غيرِ المعاني التي رُسمت لها ، والحق يُقال لمن يهتم في الأدب العربي بأن هذا الأديب "هو أول من خطَّ للشعر العربي طريقًا جديدة فلسفية خاصة به ، وملأ شعره بأسمى المبادئ والقيم " ناهيك عن رسائله التي وصلت إلينا "لزوم مايلزم" و "رسالة الغفران" .. ولو عمل الغرب مثل ما نعمله مع أدبائنا ، ولو جمعوا سخافات وسقطات أدبائهم مثل "شكسبير وداني وفولتير وفيكتور هوجو" لعملوا مجلدات وصدوّا القرّاء عن قراءة أدبهم ، ولكنهم كانوا يأخذون من الشيء أحسنه .. ويتركون الغث .. أتحدثُ في مقالي عن الأدباء الجيدين الذين قدموا أدبًا رفيعًا للأدب العربي من العصور السابقة حتى عصرنا الحديث .. ولندرك بأن جميع البشر يخطئون ، ولنأخذ الجيد منهم ، ونترك السيء الذي لا يوافق ذائقتنا.. ولانجعل أهوائنا تتحكم في ذائقتنا ونصبح ناقمين على الأدب والأبداع . سليّم السوطاني |
الاستاذ سليم ابدعت في هذه المقالة واصبت في معالجة هذه القضية المهمة لكني شخصيا اعتقد بان سبب ظلم الأدباء يحدث دائماً لسبب ضعف القدرة عند الجمهور على فهم مقاصد ما تلده عقول الأدباء، لانه وفي تصوري ومن خلال فهمنا لسيكولوجية الابداع نجد بان عقل الانسان المبدع يعمل دائما بصورة فوق عادية واستشرافية متفوقه ولذلك يعجز العامة عن فهم مقاصد هذه العقول المبدعة وقد يستغرق الوقت عقودا وربما قرون طويلة *حتى يستوعب العقل الجماعي مقاصد عقل المبدع خاصة تلك الفئة التي ابتليت بالالم والحزن الشديد لان هناك علاقة طردية متلازمة بين الالم والحزن ودرجة الابداع وعبقريته ونجد انه كلما كان مستوى الالم اشد كلما عمل عقل المبدع بصورة اكثر عبقرية واكثر رمزية واستشرافية وتعقيد واصبح عصي على الفهم. وما يدلل على صحة هذا الظلم الذي يقع على المبدع هو ما سجله التاريخ من قصص اعادة الاعتبار لعدد لا باس به من الأدباء والمبدعين الذين لم يعترف بهم في حياتهم وربما حوربوا ليعود العقل الجماعي وبعد مرور زمن طويل ليدرك فداحة الظلم الذي اوقعه على ذلك المبدع ويعيد له الاعتبار . أجدت في كتابة هذه المقالة من حيث الاسلوب واللغة والقضية المطروحة وأود ان اقرأ لك هنا باستمرار ... اصفق لك بحرارة * |
| الساعة الآن 01:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.