منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من روائع صفي الدين الحلي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1406)

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:37 PM

من روائع صفي الدين الحلي
 
أؤملُ غفرانَ ذنبي إليكَ



أؤملُ غفرانَ ذنبي إليكَ
لما كان عندك لي من مكانِ
ولَو أنّ ذَنبي لونُ المَشيبِ،
وحلمكَ لحظُ عيونِ الغواني

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:38 PM

أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،



أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
وأتَتكَ تحتَ مَدارعِ الظّلماءِ
أصفَتكَ مِن بَعدِ الصّدودِ مَودّة ً،
وكذا الدواءُ يكونُ بعدَ الداءِ
أحيَتْ بزَورَتِها النّفوسَ، وطالمَا
ضَنّتْ بها، فقَضَتْ على الأحياءِ
أتتْ بليلٍ، والنجومُ كأنها
دُرَرٌ بباطِنِ خَيمَة زَرقاءِ
أمستْ تعاطيني المدامَ، وبيننا
عَتبٌ غَنِيتُ بهِ عنِ الصّهباءِ
أبكي، وأشكو ما لَقيتُ، فتَلتَهي
عن درّ ألفاظي بدرّ بكاءِ
آبَتْ إلى جَسَدي لتَنظُرَ ما انتَهتْ
من بعدها فيهِ يدُ البرحاءِ
ألفَتْ بهِ وقعَ الصّفاحِ، فراعَها
جزعاً، وما نظرتْ جراحَ حشائي
أمصيبَة ً منّا بنَبلِ لِحاظِها
ما أخطأتهُ أسنّة ُ الأعداءِ
أعجبتِ مما قد رأيتِ، وفي الحشا
أضعافُ ما عايَنتِ في الأعضاءِ
أُمسِي، ولستُ بسالمٍ من طَعَنَة ٍ
نجلاءَ، أو من مُقلَة ٍ كَحلاءِ
إن الصوارمَ واللحاظَ تعاهدا
أن لا أزالَ مزملاً بدمائي
أجنتْ عليذ بما رأيتِ معاشرٌ،
نظروا إليّ بمقلة ٍ عمياءِ
أكسَبتُهم مالي، فمذ طَلبوا دَمي
لم أشكُهم إلاّ إلى البَيداءِ
أبعدتُ عن أرضِ العراقِ ركائبي
متنقلاً كتنقلِ الأفياءِ
أرجو بقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامعي،
وأرومُ بالمَنصورِ نصرَ لوائي
أدركتُهُ، فجعلتُ ألثمُ، فَرحَة ً
بِوُصولِهِ، أخفافَ نُوقِ رَجائي
أضحى يهنيني الزمانُ بقصده،
ويُشيرُ كَفُّ العِزّ بالإيماءِ
أومَتْ إليّ مُشيرَة ً أن لا تَخفْ،
وابشِرْ، فإنّكَ في ذُرَى العَلياءِ
أبماردينَ تَخافُ خَطفة َ مارِدٍ،
وشهابُها في القلعة ِ الشبهاءِ
ألهيتُ عن قومي بملكٍ عندهُ
تَنسَى البَنونَ فَضائلَ الآباءِ
إنّي تركتُ النّاسَ حينَ وَجدتُهُ،
تَركَ التّيَمّمِ في وُجودِ الماء
المرتقي فلكض الفخارِ، إذا اغتدى ،
ـرّاياتِ، بل بسَواكنِ الآراءِ
أفنى جُيوشَ عُداتِهِ بخَوافِقِ الـ
أسيافُهُ نِقَمٌ على أعدائِهِ،
وأكَفُّهُ نِعَمٌ على الفُقَراءِ
إن حلّ حلّ النهبُ في أركانهِ،
أو سارَ سارَ الخلفُ في الأعداءِ
أمجندلِ الابطالِ، بل يا منتهى
الآمالِ، بل يا كعبة َ الشعراءِ
أقَبلتُ نحوَكَ في سَوادِ مَطالبي،
حتى أتتني باليدِ البيضاءِ
أُرقي إلى عَرشِ الرّجا رَبَّ النّدى ،
فكأنّ يومي لَيلَة ُ الإسراءِ

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:38 PM

أتاني كتابٌ منكَ أحسبُ أنّهُ



أتاني كتابٌ منكَ أحسبُ أنّهُ
هوَ السحرُ لا بل دون موقعه السحرُ
بنَثرٍ يظَلّ النّظمُ يَحسُدُ رَصفَهُ،
ونظمِ للُطفِ السّبكِ يحسدُهُ النّثرُ
لهُ رقّة ُ الخنساءِ في حالِ نَوحِها،
ولكنّ معناهُ لقوتِهِ صخرُ
إذا شنفَ الأسماعَ درُّ نظامِهِ،
تيقّنَ كلٌّ أنّ مرسلهُ البحرُ

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:39 PM

أتاني كتابٌ منكَ يَنفُثُ بالسِّحرِ،



أتاني كتابٌ منكَ يَنفُثُ بالسِّحرِ،
ولكنّهُ بالعَتبِ منتَفِخُ السَّحرِ
يضمّ عتاباً من عبابكَ ذاخِراً،
ولا عَجَبٌ، إذ ذاكَ، من لُجّة ِ البحرِ
فأشعرتُ من تعريضهِ بسعاية ٍ
رَمَتني بها الأعداءُ من حَيثُ لا أدري
فإن يكُ حقاص، فاجعلِ العقوَ كيدهم؛
وإن يَكُ زوراً فاتّقِ اللَّهَ في أمرِي

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:40 PM

أتشمخُ إن كساكَ الدهرُ ثوباً،



أتشمخُ إن كساكَ الدهرُ ثوباً،
شَرُفْتَ بهِ، ولم تَكُ بالشّريفِ
فكَم قد عايَنَتْ عَينايَ سِتراً
منَ الدّيباجِ حُطّ على كنيفِ

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:40 PM

أتطلبُ من أخٍ خلقاً جليلاً،



أتطلبُ من أخٍ خلقاً جليلاً،
وخَلقُ النّاسِ من ماءٍ مَهِينِ
فسامح أن تكدرَ ودّ خلٍّ،
فإنّ المرءَ من ماءٍ وطينِ

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:41 PM

أتكرمني سراً، وتثلمني جهرا،



أتكرمني سراً، وتثلمني جهرا،
لعمركَ هذا حالُ من أضمرَ الغدرَا
فهَلاّ عَكَستَ الحالَ أو كنتَ جاعلاً
بعَدلكَ إحدى الحالَتَينِ كما الأخرَى

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:42 PM

أتَهجُرُني، وما أسلَفتُ ذَنباً،



أتَهجُرُني، وما أسلَفتُ ذَنباً،
ويَظهَرُ منكَ زُورٌ وازوِرارُ
وتُعرِضُ كُلّما أبدَيتُ عُذراً،
وكم ذنبٍ محاهُ الاعتذارُ
وتخطبُ بعدَ ذلكَ صفوَ ودي،
فهل يرضيك ودٌّ مستعارُ
فلا واللهِ لا أصفو لخلٍّ،
سجيتهُ التعتبُ والنفارُ
إذا اختَلّ الخَليلُ لغَيرِ ذَنبٍ،
فلي في عَودِ صُحبَتِه الخِيارُ

ناريمان الشريف 09-19-2010 10:42 PM

أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،



أتَى مُوسَى بآيَة ِ خالِ خَدٍّ،
حمتهُ صوارمُ الحدقِ المراضِ
فجاءَ بضِدّ ما قد جاءَ مُوسَى ،
كليمُ اللَّهِ في الحِقَبِ المَواضِي
فآيَة ُ ذا بَياضٌ في سَوادٍ،
وآية ُ ذا سوادٌ في بياضِ

أسامة المهدي 09-20-2010 01:05 PM



قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ ، * * * قلتُ: ارتقاباً لطيفكِ الحسنِ

قالتْ: تسليتَ بعدَ فرقتنا ، * * * فقلتُ: عن مَسكَني وعن سكَني

قالتْ: تشاغلتَ عن محبتنا ، * * * قلتُ: بفرطِ البكاءِ والحزنِ

قالتْ: تناسيتَ! قلتُ: عافيتي!* * * قالتْ: تناءيتَ! قلتُ: عن وطني

قالتْ: تخليتَ! قلتُ: عن جلدي! * * * قالتْ: تغيرتَ! قلتُ: في بدني

قالتْ: تخصصتَ دونَ صحبتنا ، * * * فقلتُ: بالغبنِ فيكِ والغبنِ

قالَتْ: أذَعتَ الأسرارَ ، قلتُ لها: * * *صَيّرَ سرّي هواكِ كالعَلَنِ

قالتْ: سررتَ الأعداءَ، قلتُ لها: * * * ذلكَ شيءٌ لو شِئتِ لم يكُنِ

قالَتْ: فَماذا تَرومُ؟ قلتُ لها: * * * ساعَة َ سَعدٍ بالوَصلِ تُسعِدني

قالَتْ: فعَينُ الرّقيبِ تَنظُرُنا!* * * قلتُ: فإنّي للعَينِ لم أبِنِ

أنحَلتِني بالصّدودِ منك، فلَو * * * ترصدتني المنونُ لم ترني



(غنى الموسيقار محمد عبد الوهاب معظم أبيات هذه القصيدة)



الساعة الآن 09:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team