منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رهان مع إبليس .. رواية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=17344)

رضا الهجرسى 06-17-2015 02:42 PM

رهان مع إبليس .. رواية
 
رهان مع إبليس
رواية

الفصل الأول

جلس طلاب السنة الثانية بكلية الآداب جامعة القاهرة بقاعة المحاضرات وهم يتطلعون بلهفة وشوق إلى باب الدخول كلهفة مسلمي الأرض لرؤية هلال رمضان والعيد..
هلت عليهم الدكتورة أحلام السخاوى أستاذة علم النفس كالبدر في تمامه ..
ألقت تحية الصباح مع إبتسامتها الرقيقة المحببة إلى كل من ينظر إلى وجهها الجميل الملامح في رقة ورقى ..
أخذت الدكتورة أحلام تتنقل ببصرها بين طلابها إلى أن إلتقت عيناها بعينى أميرة..
أميرة أحب وأقرب طلابها إلى قلبها رغم فارق الجيل الذى يفصل بينهما ..
تخطت الدكتورة الثلاثين عاما.
أميرة في العشرين من عمرها ..
حدثت كيمياء بينهما أذابت الفوارق السنية والاجتماعية والعلمية والطبقية..
عندما ألتقت عيناهما زادت إبتسامتها وحيتها بإيماءة رقيقة من رأسها ردتها أميرة بإشارة من يدها بحماس وحب..
ثبتت الدكتورة على السبورة لوحة مكتوبا عليها العناوين الرئيسية لمحاضرتها..
الحاجات والسلوك الصحي ..
تعريف الحاجة وطبيعتها..
هل الحاجة سيكولوجية أو فسيولوجية ..؟؟
هل هي غريزية أم مكتسبة..؟؟
تستدير مواجهة طلابها ثم تبدأ في إلقاء محاضرتها وهى تشير بيدها في إتجاة اللوحة وفى صوت رقيق ملىء بالثقة وقوة الشخصية رغم رقته..
- محاضرتنا اليوم عن الحاجات والسلوك الصحى
ورأى مورفي وتعريف مورى عن وجود قوى في المخ تنظم الإدراك الحسى و..
ترفع أميرة يدها عاليا ..
بإبتسامة ودودة توجة لها الدكتورة وجهها وفى لهجة معاتبة..
- نحن لم نبدأ محاضرتنا بعد يا أميرة ..حتى ترفعى يدك للسؤال
تقف أميرة منتصبة فى حماس..
- حضرتك وعدتينا في المحاضرة الماضية أننا سوف نكمل
مناقشه أهم حاجة يحتاجها الإنسان ..
الحب ...
على الرغم من أن جيلنا يؤمن أن الحب الرومانسى لعصر الفرسان وأمير الأحلام على حصانه الأبيض وروميو وجوليت..
قد دخلا المتحف وحلت مكانهما فى زماننا هذا ..
المصلحة بين الولد والبنت.....
وقف أحد الطلاب متحدثا في لهجة حادة .يدل مظهره على عسر حالته واضحا على ملابسه الرخيصة ونحافة جسده..وفى غضب
- حضرتك الأهم من الحب والكلام الفارغ هذا ..
وضحى لنا عملية الخلق اللي حضرتك ذكرتيها في كتابك.
على الأقل نستفيد منه في المقرر ..
ينقسم الطلاب إلى فريقين فريق يؤيد التحدث عن الحب كأهم
حاجات الإنسان ..
والآخر يريد مناقشة عملية الخلق من كتاب الدكتورة..
أشارت الدكتورة بيدها طالبة منهم الهدوء ..
وفى نبرة هادئة..
- نعم ..بالفعل لقد قلت أن أهم حاجة فى حياة الإنسان السوى
هو الحب..
لكن هناك شرط وجوبى.. هام وجوهري لا يمكننا إغفاله..
وهو وجوب إشباع رغبات الإنسان المادية أولا ..
من مأكل ومسكن وملبس ..
لكن جيلكم للأسف الشديد..
إنحصرت طموحاته عند إشباع رغباته المادية..
وحصر الحب ..فى إشباع رغباته الجنسية فقط ..
يصرخ الطالب في لهجة استهزأية مريرة .
- وهل وجد جيلنا المأكل والملبس والمسكن ...
ولم يحب ..
ردت ولم تفارقها إبتسامتها وبعد أن أشارت للطالب بالجلوس .
- لأن جيلكم بالغ في طلباته وطموحاته المادية ...السيارة
والموبيل .. و ... و...ويكفى هذا ...
دعونا نكمل محاضرتنا أولا..
بعدها نفتح باب المناقشة الحرة ..
أتفقنا ..
صمت جميع الطلاب على مضض و لهفة في إنتظار اللحظة التي ستُعلن فيها الدكتورة عن إنتهاء محاضرتها ..
وعندما أعلنت عن إنتهاء المحاضرة ..
إنقلبت قاعه المحاضرات إلى صراخ وهرج ومرج وإنقسم الطلاب مرة أخرى إلى عدة فرق ..
فرقة وعلى رأسها أميرة تطلب مناقشة حاجة الإنسان الملحة للحب ..
و أخرى تريد مناقشة عملية الخلق ..
وثالثة تريد مناقشة إحتياجات الإنسان الوجوبية لحياة سوية فوجيء الجميع بصوت طالبة عالي النبرة ....حاد.....واضح صارخ ...جلجل في القاعة وسمعة الجميع..
- نريد مناقشة نظرية الأضلاع المتجاذبة في رواية حضرتك
الأخيرة ..
إنفجر جميع من بقاعة المحاضرات في ضحك هيستيرى .. وإزدادت إبتسامة الدكتورة أحلام وانتظرت إلى أن هدأ الجميع ......
نظرت إلى الفتاة فى ود قائلة ..
- هذا ممكن أن يكون مدخلََ ممتاز للمناقشة ..
نبدأ بعمليه الخلق كمقدمة طبيعية لنظرية الأضلاع المتجاذبة .
من منكم قرأ الرواية ولديه فكرة عن النظرية .
تقفز أميرة واقفة في حماس ونبرة قوية..
- أنا.أنا يا دكتورة أحفظُها عن ظهر قلب..
ويمكننى سردها لحضرتك كاملة ..
تشير لها الدكتورة أن تبدأ .
تبدأ أميرة في لهجة واثقة وفى لغة خطابيه دون أن تتلعثم......
- نظريه الأضلاع المتجاذبة .
من رواية الدكتورة أحلام السخاوى ..الأضلاع المتجاذبة.
ونصها كالآتى ...
خلق الله آدم ثم خلق أنيسة له من ضلعه هي حواء..
وأن كل رجل له حواءه التي خُلقت من ضلعه فإذا إلتقيا في أى
مكان أو زمان يحدث تجاذب بينهما في اللاشعور وينجذب
الضلع إلى باقي أضلاعه ويحدث الإكتمال والإندماج بين
الأضلاع ويُخلق ساعتها كيان واحد كما خُلق في البدء..
لكن في صورة جسد رجل وجسد إمرأة ...
ولا يمكن لهذا الكيان بعد أن إكتملت أضلاعه أن يَفصل بينهما
شيئا..تحت أى ضغوط دنيوية ..أو مادية مهما كانت قوتها..
أوشراستها ..
لا يفرق بينهما ألا الموت .
تبتسم الدكتورة فى سعادة وفخر بتلميذتها النجيبة ..
- برافو عليكى يا أميرة ...
أنتى تحفظينها عن ظهر قلب أيتها الشقية.
- لست أحفظها فقط ..بل أنا مؤمنة بها جدا جدا أيضا ..
تجلس أميرة وقد أحمرت وجنتاها خجلا .. ونظرات أحلام وأبتسامتها التى تلاحقها تزيدها خجلا وإرتباكا..
- أجلسى يا أميرة ..
والآن عرفتم النظرية والتى ستكون المدخل لنا لندخل منها
بإختصار على عمليه الخلق ..
فبعد أن خلق الله الكون ..
خلق الملائكة ووضع على رأسهم جبريل وجعلهم الله
رمزا للخير الخالص والطاعة ..
ثم خلق الجن والشياطين وكان على رأسهم إبليس
وجعله الله رمزا خالصا للشر والعصيان ..
ثم خلق الأنسان ووهبه القدرةعلى فعل الخير والشرثم ترك له الأختيار. وغرس فيه القدرة على التفريق بينهما ..
يسمع الجميع رنين الجرس معلنا إنتهاء وقت المحاضرة .
تلملم الدكتورة أحلام أوراقها بسرعة وهى تنظر في ساعتها . وتغادر مسرعة قاعه المحاضرات..
تتجه إلى سيارتها وتلحق بها أميرة فى محاولة مواصلة النقاش تعتذر لها أحلام برقة ..
وأنها على موعد..بنادى اليخوت لأنها المسئولة عن إدارة ندوة عن أحد الأفلام السينمائية والتى ستحضرها نجمة السينما المشهورة.
سهير حمدي.
ويجب أن تكون في شرف إستقبالها وإدارة الندوة .
عرضت الدكتورة على أميرة أن تأتى معها فوافقت أميرة على الفور لولعها وحبها الشديد للنجمة سهير حمدي وأفلامها .
دارت حول السيارة مسرعة وجلست بجانبها .
فى الطريق إلى النادى أخذت بنات حواء يتبادلون حديث المجاملة في حب وود أذاب ما بينهما
من فارق فى السن والمركز الاجتماعى والعلمى والطبقى .

رضا الهجرسى 06-19-2015 05:01 AM

الفصل الثانى

إثنتان من بنات حواء جمع القدر بينهما ..
ليُنفَذ ألاعيبه وحيله..
فعلى الرغم أن كلا منهما قد خُلقت في عالم لا يمت بصلة إلى عالم الأخرى .
لكن القدر جعل كلا منهما تزلزل أركان عالم الأخرى .
فمن خلال أفكار أحلام في روايتها الرومانسية التي كتبتها وهى تعيش في عالمها الوردي قد جعلت أميرة تؤمن بحبها لممدوح جارها ورفيق طفولتها بحارة الخواجات بالرويعى بحي باب الشعرية وترفض حب مرعى ابن الحاج زاهر تاجر الزجاج الثرى وصاحب المنزل الذى تقطن به هي وحبيبها ممدوح على الرغم من إلحاح أمها وأبيها عليها بترك دراستها والزواج من مرعى لتُنقذ أسرتها وأختيها من الفقر والعوز ولكن بعد قراءتها لرواية أحلام آمنت بها وتمسكت بحبها لممدوح وانه آدم التي خلقت من أضلاعه والمكمل لكيانها وأضلاعها .
ممدوح التي قررت دخول كليه الآداب لترافقه في دراسته وأفكاره وحياته . بعد علمها إنه أختار هذه الكلية لإكمال تعليمه الجامعي . فقررت دخولها . ليس لحبها لعلم النفس والفلسفة ولكن لحبها الجنوني لممدوح .
عالمين مختلفين تداخلا في الزمان والمكان الغير مناسبين والمتضادان في كل شي .
أحلام..
عالمها يقال على من ولد وشب فيه..أنه ولد وفى فمه ملعقة من ذهب ولا مبالغه هناك إذا قيل على عالمها ..
أنها ولدت وجميع أدوات مائدتها من ذهب..
فعائلة السخاوى تمتد جذورها وشجرتها لأجيال كثيرة مع آصاله في المنبت والسلالة . عائله تتمتع بالجاة والسلطان والثروة . أفاض الله على أحلام بوفرة فى كل شئ .
جمال في رقة الملائكة .ذكاء متقد . مواهب متعددة .شخصيه قوية واثقة بذاتها ومواهبها . يدعمها في ذلك قوة وسلطان عائلتها لديها كل شئ قبل أن تطلبه .لم تشعر يوما بقهر الحرمان.
ولم تمر يوما بما يُعرف بعُقد الطفولة..
كل شئ مراعى في تربيتها النفسية والصحية على أرقى درجات العلم النفسى والتربوى من خلال أبوين على أرقى درجات الثقافة والعلم والتحضر ..
نُسج حولها جدار من الحماية في جميع مراحل عُمرها من خلال سلطان أبيها وست من أخوانها بمراكزهم الإجتماعية الحساسة.. حصلت على شهادتها بتفوقها وذكاءها ..
لم يتجرأ أحد أن يتعدى على حق من حقوقها في التعيين فورا بالجامعة وإكمال دراستها الأكاديمية..
فَتح لها أبوها دارا للنشر عندما أكتشف موهبتها في كتابة القصة الرومانسية الحالمة .
إشتهرت روايتها الرومانسية الأضلاع المتجاذبة بين جيل الفتيات المراهقات وذاعت بينهم نظرية خلق حواء من ضلع آدم وأن لكل رجل حواءه التي خُلقت من ضلعه و إذا أراد الله السعادة لإنسان يجعله يلتقي بحواءه فتتجاذب الأضلاع ويكتمل الكيان ويحصلوا على السعادة الكاملة ...
كانت أحلام تؤمن بكل كلمة وحرف في نظريتها وكانت في بحث دائم في كل وجوة أولاد آدم التى تصادفهم بحثا عن أضلاعها الناقصة ليكتمل به كيانها وسعادتها .
أميرة
عالمها بالمقارنة لعالم أحلام .
من كوكب آخر وله جاذبية أخرى .
فمخلوقاته من فصيلة مختلفة في الصفات والجينات ..
في حارة الخواجات بالرويعى بحي باب الشعرية ولدت أميرة لأب موظف بهيئة البريد وأم لم تحصل على أى قسط من التعليم ولكنها أورثت بناتها الخمس جمالها وصحتها .
وكانت أميرة تتوسط أخواتها .
تزوجت الكبيرتين مبكرا . هربا من الفقرو ضيق المكان عليهم وحتى يزاح حملهما من على كاهل أبيهما .. ربط القدر أميرة منذ طفولتها المبكرة بكلا من .
ممدوح ابن الخادمة عطيات. كما كان يطلق عليه أهل الرويعى .
ومرعى ابن الحاج زاهر التاجر الثرى المعروف .
كبرا سويا . أحبها كلا من ممدوح ومرعى حبا كبيرا . لم ترفض حب آيا منهما حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية ووقع في يدها كتاب أحلام عن الأضلاع المتجاذبة فآمنت بكل كلمة فيها
وتفجر بركان عواطفها في إتجاه ممدوح وآمنت إيمانا راسخا انه آدم التي خلقت من أضلاعه وأن كيانها لا يكتمل ألا بحبه.
وعند علمها برغبته في الإلتحاق بكلية الآداب لولعه الشديد بفلسفة سقراط وأفلاطون وأرسطو.
لم تفكر أو تراجع نفسها فإلتحقت معه بنفس الكلية حتى يتلاقى مصيرهما معا .
كان ممدوح يبتسم في سخرية عندما تصفه بأنه باقي أضلاعها . لا يعكر صفو هذا الحب ألا إلحاح مرعى بطلب الزواج منها مع مباركه أبيها وأمها لهذا الزواج .
بدأ الخلاف يدب بين الصديقين فمرعى قد رسب في الثانوية. وقرر أبيه أن يعمل معه في تجارة الزجاج .
كان ممدوح و من خلال إحساسه العميق بالفقر والذل والمهانة لعمل أمه خادمه في منزلهم.
كان يتفادى الصدام معه.
رغم تمسكه بحب أميرة أملا في الزواج منها .
وذلك بعد الحصول على شهادته والقدرة على أن يعول أمه حتى لا تخدم في البيوت
كانت أميرة تعضده وتقويه حتى وصلوا إلى السنة الثانية بنجاح وتفوق .
لكن فجأة وبدون مقدمات ..
إنقطع ممدوح عن حضور المحاضرات مع التهرب من مقابلتها .
حتى أمه عطيات لم تستطع أن تشفى غليل قلقها .
كان يأتى كل فترة ليعطيها المال الذي يكفيها طالبا منها عدم الخدمة بالبيوت نهائيا..





رضا الهجرسى 06-20-2015 03:54 PM

الفصل الثالث

عند ولوجهم داخل أسوار النادى
أخذت أميرة تتلفت حولها في إرتباك شديد لتكتشف هذا العالم الغريب التي تواجهه لأول مرة في حياتها محتمية في ظهر الدكتورة أحلام .
بدأ الليل يحل والأضواء المتلألئة تنعكس على صفحه النيل في لوحة فنية تبهر العين و تخطف الألباب.
القوارب الشراعية تحمل راكبيها مع الموسيقى الصاخبة والشباب يرقصون في جنون والبواخر الفاخرة محاطة بالأضواء. تفسح لها القوارب الشراعية الطريق في مهابة وإحترام .
تحيط بأحلام مجموعة من النساء يتحاورون معها في ترتيبات إستقبال نجمه النجوم .
حدقت فيهن أميرة فاغرة فاهها من هذا التنافس الغريب فيما بينهم في قيمة كل هذه الثروة التي يحملونها على صدورهم وأيديهم وآذانهم من الجواهر والحلي مع تنافسهم الواضح في بياض البشرة التي تنعكس عليها الأضواء لتبهر الأبصار .
الفساتين عارية الصدور . تكشف الأذرع والظهور .
أخذت أميرة تتساءل
أين هي ؟.
أهذه إحدى صور الجنة على الأرض ؟...
وهؤلاء النسوة الهامسات هم أشباة الملائكة يرفرفن من حولها .
فجأة.!
إنقلب الهمس إلى صراخ وهرج ومرج شديدين .
هرولت النسوة نحو بوابة النادي وهم يتسابقون .صارخون.
في تلقائية أفلتت أحلام يد أميرة المتشبثة بها وإتجهت في إتجاة البوابة التي أحتشد أمامها رجال ونساء يحملون كاميرات التصوير التليفزيونية والفوتوغرافية.يتراجعون بظهورهم.
فى وسط هذه الكوكبة المجنونة.
وقفت نجمه النجوم سهير حمدي تبتسم للجميع وتشير بيديها للمعجبين والمعجبات يحيط بها رجال الحراسة في دائرة لا يمكن إختراقها .
كانت أحلام في إستقبال النجمة تقف بجانبها وترحب بها بعبارات إعجاب وشكر لقبولها دعوتها لحضور الندوة .
- شرفتينا يا نجمة .
ردت سهير برقة حاولت أن تكون رقيقة هامسة .
-مرسى يا دكتورة ..
فجأة.!
وجدت أحلام أميرة ملتصقة بكتفها
فوضعتها بينها وبين سهير.
لإلتقاط الصور .
صور جمعت بين ثلاثة من بنات حواء .
وضعهم قدر الله في بوتقة واحدة.
لتتم مشيئته و شئونه فى خلقه ..
ولله فى خلقه شئون ..









رضا الهجرسى 06-21-2015 02:05 PM

الفصل الرابع

سهير حمدى أو سنية كعموش .
لو كانت اُمنا حواء كانت سببا في طرد أبينا آدم من الجنة ..
فأن سنية كعموش كانت سببا في طرد أولاد آدم الذى أوقعهم حظهم العاثر في طريقها من الجنة وأطعمتهم التفاحة المحرمة بكامل إرادتهم وهم في قمة نشوتهم وسعادتهم ....
صَادقها إبليس منذ طفولتها ليغويها فتتلمذ على يديها .
أرضعها إبليس من لبنه حتى صارت توأمه على الأرض.
ولدت سنية في حارة الكتاب بحي القلعة وهى ابنه كعموش الفران أو بوصف أدق مرمطون فرن المعلم رضا ...
يقف أمام النار ليَخبز عند غياب الخباز أو طرده..
يعجن عند مرض العجان .
يُسجن مكان الوزان في أي قضية تموين ثم يخرج من سجنه ويعود لعمله بالفرن كأن شيئا لم يحدث .
في مقابل غرفة بالبدروم فى منزل المعلم رضا تعيش بها زوجته وإبنته الوحيدة سنية .
علاوة على راتبه اليومي من الخبز ونقود قليلة.
تعودت سنية منذ أن وعت للحياة من إستلام راتب الخبز من يد المعلم رضا بعد أن يأخذ منها راتبه اليومي من القبلات والأحضان تحت ستار أنه يلاعبها ويداعبها كطفلة في السادسة من عمرها بدأت تحس بفطرتها الانثوية المبكرة أن مداعباته ليست بريئة فبدأت تطلب الثمن في صورة نبوت الغفير أو باكو بسكويت أونقود .
كان المعلم رضا يلبى طلباتها فورا دون تردد .
لتوافق على الجلوس على حجره.
فى حاله تأجيله أو تسويفه لطلباتها كانت ترفض متعمدة
الجلوس على حجرة وركبتيه. وتأخذ الخبز وتنصرف معاقبة له. عند عودتها إلى أمها بالخبز كانت ترسلها إلى الجيران لتستعير كوبا من الزيت أو السكر أو بعض الطعام المتبقى من وجباتهم .
كانت بعض النساء تستغلها في إحضار وشراء بعض الأغراض من المحال البعيدة في مقابل ما ستأخذة .
أو تقوم بكنس وتنظيف الأرض والحصر والسجاجيد و غسيل الأطباق والصحون والملابس ونشرها .
هؤلاء هم سليمي السريرة والشرفاء منهم.
أما بعضهم من النساء والرجال كبار السن والعوانس فكانوا يتحرشون بها .
النساء تستحم معها . والأزواج يتحرشون بها..
ووضعت سنية كعموش قانونها الخاص..
من يدفع فليتحرش بقيمه ما يدفعه .
من لا يدفع لا يتحرش .
قانون سنيه كعموش منذ أن وعت للحياة.
وأصبح قانونها لباقى حياتها ..
كانت أول ضربات القدر لها موت أمها بالإلتهاب الرئوى وسوء التغذية وفقر الدم.
صارت يتيمة الأم وهى بعد في الثامنة من عمرها .
وحيدة في غرفتها ليلا .
تتنقل من شقة إلى شقه ومن بيت إلى بيت طوال نهارها . أصبحت معروفة بين شباب ومراهقى الحارة بتسعيرتها..
لاترى أباها كعموش ألا نادرا.
فهو يحضر وهى نائمة وتنصرف هي لدورتها اليومية وهو نائم سنتان حتى بلغت العاشرة من عمرها وبدأت علامات الأنوثة تظهر بوضوح على جسدها الطويل النحيل الممتلئ أنوثة.
مع جرأتها الواضحة ولغتها وألفاظها الفاضحة حتى فاجأها القدر بضيفة إقتحمت حياتها وغرفتها مملكتها الخاصة.
زوجه أبيها كعموش ...
زنوبة أو زوبة.
إمرأة تخطت الأربعين من عمرها ممتلئة الجسد في أنوثة طافحة.
تحرك رموشها وجفونها في أنوثة محترفة .
أخذت كل منهما تتفحص الأخرى وتحدق في عينيها . وبغريزتهما الأنثوية إستوعبت كل منهما الأخرى وأخذتها زوبة في أحضانها وأخذت تتفحص جسدها الغض بيديها .
صارتا صديقتين حميمتين تحرص كل منهما على كسب رضاء الأخرى
إزدادت علاقتهما قوة عندما أكتشفت كل منهما سرالأخرى .
أصبحتا متعادلتين ضبطتها سنية مع المعلم رضا يأتيها سرا
بغرفة البدروم .
بعد أن يتأكد من عدم حضور كعموش .أو يكلفه بعمل أو مشوار
يغيب فيه ..
وتعادلا ..
حين أمسكت بها زوبة متلبسة في عشة الفراخ .
مع طالب الدبلوم الذي يسكن السطح مع أبيه.
سارت الأحداث لمدة عامين على هذا المنوال بين بنتي حواء إزدادت علاقتهما قوة وعمق وجاءت ضربة القدر التى جعلتهما يقررن ترك الحارة وإقتحام الحياة سويا .
شجع سنية على ترك الحارة إختفاء حبيبها وأول رجل أفقدها عذريتها طالب السطح وعشة الفراخ.
فقد ضَبطت شرطة المخدرات المعلم رضا يخبأ المخدرات داخل الدقيق.
تقدم كعموش كعادته ظنا منه أنها قضيه تموين وأعترف انه المسئول .
فتم القبض عليه وسجن هو والمعلم رضا .
أصبحت المرأتان بدون عائل أو حماية فقررت ذوبة إصطحاب
سنية معها.
بعد أن قررت العودة إلى سيرتها الأولى في العمل بالكباريهات وإستغلال جمال سنية وشبابها وأنوثتها الطاغية..
كانت سنية قد صارت في السادسة عشر من عمرها مكتملة الانوثه والوعي وتفهم الحياة على طريقتها.
لا ينغص حياتها إلا فقدها لحبيبها وأول رجل أسلمت نفسها له بكامل إرادتها دون مقابل بل كانت تعطيه كل ما يطلبه من مال أو طعام وما تحصل عليه من الآخرين .
مازن فتح الباب.
هذا الأسم الذي حفر في كيانها ووجدانها.
لا يمحوه ألا الموت .
أقنعتها ذوبة نسيانه مؤقتا حتى تنجح في إقتحام عالم الليل ثم تبحث عنه كما تشاء .
عادت زوبة في العمل في الكباريه التي كانت تعمل به قبل أن يزوجها المعلم رضا لكعموش .
وافق مدير الكبارية ومالكه على رجوعها مجاملة للعشرة القديمة وإكمال عدد ليس ألا .
وهو لا يدرى بخطة ذبانية جهنم التي تخطط له .
أحضرت زوبة سنية معها وطلبت من المدير أن يجلسها معه في مكتبه لحين الإنتهاء من عملها .
أفهمته أنها إبنه أختها وان أمها قد ماتت ولم يعد لها أحد ألا هى . كانت سنية ترتدى ملابس محتشمة وتتحدث بلغة مهذبة وبصوت هامس مدعية الخجل .
وافق المدير على مضض .
بدأت سنية تلقى بنظراتها الخجولة له ثم أوقعت منديلها وأنحنت فى وضع أنثوي يكشف تفاصيل جسدها المثير الغض.
كادت عيني المدير أن تقفز خارج مقلتيه.
إثارة ورغبة تفجرت بداخله.
بعدها بدأ على الفور فى القيام بضيافتها فى بذخ وكرم حاتمي لقد تصور أبن آدم المسكين انه ينصب شباكه على بنت حواء الضعيفة الخجولة التي يحمر وجهها لكلامه المعسول وغزله فى جمالها ودلالها وهى تضع نظرها فى الأرض متصنعة السذاجة..
عندما عادت زوبة وتلاقت عينها بعيني سنية عرفت إن ابن آدم المسكين قد بلع الطعم وشَبكت فى حلقه صنارة الشهوة .

حاول المدير فى إقناع زوبه بعمل سنية عنده فى الكباريه كراقصة فرفضت رفضا تاما فهى أمانة فى عنقها .
كرر المحاولة محاولا إقناعها فى رجاء وتوسل.
- إسمعينى يا زوبة ..
- أسمع أيه ..مستحيل اللى بتقوله ده ..
دى أمانة فى رقبتى .سابتها المرحومة وهى مطمنة عليها.عايزنى أفرط فى الأمانة.كده ببلاش .
- مين اللى قال ببلاش بس..طلباتك .
- تعملها عقد تضمن بيه مستقبلها ..
- نعمل عقد .
- تجيب لها مدرب رقص خصوصى .
- نجيب لها مدرب رقص خصوصى .
- شيك محترم .يغطى طلباتها .
- طلبات أيه ..
- لبس شيك .شقة فى الزمالك ولا جاردن سيتى .ولا ولا ..
- خلاص يا ستى ..موافق .المهم ترضى عننا ست الكل .
تنظر إليه فى خجل مصطنع مع نظرة واعدة .
- أنا موافقة ..
بعد أن وافق المدير على شروطهما مع سعادته الغامرة بنجاح خطته .
عشر سنوات مرت منذ هذا اليوم .
أصبحت فيه سنيه كعموش سهير حمدي الراقصة الأولى على جميع كباريهات شارع الهرم .
أصبح لها معجبين من أصحاب الجاة والسلطان والثروة .
تزوجت خلالها مالك الكبارية التي هام بها حبا وعشقا ونجحت فى إمتلاك الكبارية وأصبح يعمل لديها وأجبرته على الطلاق بعد أن تشعبت علاقاتها بأصحاب السلطة والسلطان.
إزدادت شهرتها وقامت ببعض أدوار الإغراء والرقص بالأفلام السينمائية.
ترافقها ذوبة كظلها فى كل منتدى ومجتمع .
أصبحت سنية كعموش ..
سهير حمدى ..
وصارت نجمة وسيدة مجتمع يشار لها بالبنان ,
ولله فى خلقه شئون .



رضا الهجرسى 06-24-2015 02:38 AM

الفصل الخامس

فى أحدى الليالى و أثناء تأدية رقصتها بالملهى الليلى التى تملكه .
وقعت عيناها عليه .صرخت من أعماقها .
-نعم .هو.هو. مازن .
كادت أن تقفز وتجرى وترتمى فى أحضانه .
لكن ألجمتها المفاجأة.وألح عليها سؤال قاسى ..
- من هى تلك المرأة العجوز ذات الشعر الأصفر المتصابية الجالسة معه وتضع رأسها على كتفه فى دلال وميوعة .
نزلت من على المسرح وإتجهت ناحيته وأخذت ترقص له كما لم ترقص طوال حياتها .
تعجب مازن ولم يعرفها وظن أنها ترقص للمرأة الأجنبية ولكنها أخذت تتحرش به ..وتلتصق به فى فجور والمرأة تصفق لها فى سعادة وهى تظن أن ما تفعلة هو الرقص الشرقي مع إستغراب مازن الشديد ..
إنتهت من رقصتها وأرسلت لمدير الصالة ليضع أغلي المشروبات والمأكولات لمازن وضيفته وعلى حساب الكازينو ثم أرتدت أجمل فساتينها وأكثرهم عريا وفتنه .
فوجئ مازن بسهير تقف أمامه .
أنتفض واقفا وقَََبل يدها وفى لهجة شكر وامتنان .
- شاكرين يا هانم على حسن وكرم الضيافة .
أمثالك تفتخر بهم مصر.
لقد رفعتي رأس السياحة عاليا .
دى وطنيه عظيمة والله .
اُعرفك بنفسي الدكتور مازن فتح الباب....
وفى سخريه وإستهزاء .بعد أن ضحكت ضحكة مدوية بدلال ..
- الأيه يا خويا ...الدك....تور .. .
نظر مازن إليها فى تعجب .
- نعم يا هانم ....دكتوارة فى السياحة من أكبر جامعات ألمانيا
وهذه زوجتي آنيتا...صناعه ألمانى أصلى ..أنا بلا فخر يا هانم.
- ولد يا مازن ..أنت ما زلت نصابا يا ولد .
دكتوارة أية يا منيل.ألم تعرفنى بعد ...
حارة الكتاب يا ابن فتح الباب ..
عشة الفراخ على السطح يا منيل...
سنيه كعموش يا قليل الأصل .ها ..أأقول كمان ..
أم يكفيك هذا .
يحدق فيها فى ذهول ثم يصرخ فرحا ..
- سنية كعموش .معقولة .
هذا شئ ولا فى الخيال .سنية بلحمها وشحمها ..
- نعم ..سنية بلحمها وشحمها ..وليس خيالها .
- ما حكاية سهير حمدي هذه يا ابنة كعموش.
- أخفض صوتك يا منيل متفضحناش .عيش الدوريا واد.
- نعم . نعم.نحن نشكرك يا سنية .يووه.
يا سهير هانم على كرم الضيافة .
فى دلال وغنج أنثوى..
- العفو يا دك..تور مازن .
تشير بيديها لفرقتها الموسيقية على المسرح
- سلام كبير قوى للدك..تور مازن .
خبير السياحة المتصيط.المتصيط قوى .هنا وفى ألمانيا.
يرتمى كل منهما فى أحضان الآخر فى شوق ولهفه .
وزوجته الألمانية تصفق لهم وهى تبتسم إبتسامة عريضة ..




رضا الهجرسى 06-25-2015 03:52 AM

الفصل السادس

مازن فتح الباب.
نصابا بالفطرة ... تتلمذ وتعلم على يد أبيه منذ نعومة أظافره . زُرعت وصايا أبيه في كيانه ووجدانه .
البشر صنفان.
صياد. وفريسة..
الأخلاق والشرف والحلال والحرام .
هما أكبر عائق في طريق الأذكياء.
سيحصل عليهم عندما يمتلك المال والجاة والسلطة فإذا ملكهم سعت إليه كل الصفات الحميدة من أخلاق وشرف .
أورثه أباه بشرته البيضاء الناصعة ووجهه الوسيم وجسده الفارع في رشاقة . علمه كيف يكذب وهو يبتسم .
كيف يوقع بفريسته بكامل أرادتها .
كانت أحدى ضحاياه .أم مازن .
كذب عليها وأقنعها إنه حاصل على شهادته العالية من روسيا ولكنه فوجئ أنهم لا يعترفون بها في مصر .
تزوجته رغم معارضة أهلها ثم اكتشفت انه راسب إعدادية.
عندها طلبت الطلاق منه ..
فأخذ إبنه وهرب إلي القاهرة وإستقر به الحال في حارة الكتاب بالقلعة .
أقنع المعلم رضا صاحب الفرن والمنزل انه عزيز قوم ذل . فأعطاه غرفة على سطح منزله وإستغل المعلم رضا مواهب فتح الباب في أعماله المشبوهة.؟ .
أقنع فتح الباب إبنه مازن أن التعليم سيهبه فرصة أكبر في الحياة أدخله المدرسة حتى وصل لمرحلة دبلوم التجارة .
كان مازن يمارس النصب على أقرانه في المدرسة وأصدقاء حارة الكتاب وعندما بلغ الحُلم وبدأ شبابه وفتوته تلح عليه في إشباع غريزته الجنسية.
نصحه بعض رفاقه باللجوء إلى سنية كعموش ساكنة البدروم . في مقابل قرش أو قرشين.
قبل مازن المبدأ ولم يقبل أن يدفع قرشا أو قرشين.
رسم خطته على رمى سهام الحب في نظراته عندما يقابلها .
أو ألقاء بعض عبارات الغزل التي لم تتعود عليها أذني سنية . فوقعت في شباكه وهامت بحبه وأصبحت لا تغادر سطح المنزل ألا بعد أن تريحه في إحدى عشش الفراخ .
كانت تجلب له الطعام الذي تحصل علية.
بدأ يشكو لها ضيق ذات اليد وأنه يريد شراء كتاب وألا سيرسب في الإمتحان ويضيع مستقبله .الذى هو مستقبلها أيضا .
كانت سنية تصدقه و تبحث عن زبائنها وتجمع القرش على القرشين حتى تكمل له ثمن الكتاب
فى ليلة قمرية أسلمت نفسها له بكامل أرادتها ورغبتها وفقدت عذريتها وهى فى قمة سعادتها ونشوتها وحصل مازن على الدبلوم لكن القدر كان له بالمرصاد عندما تم القبض على أبيه في قضية شيكات بدون رصيد .
بدأ أصحاب الشيكات يطالبونه هو بدين أبيه مع تهديدات
وصلت للقتل .
فجأة.
أختفي مازن من حارة الكتاب بغير رجعة ووجد عملا بإحدى البواخر السياحية لإتقانه بعض اللغات التي علمها إياها أبيه كأداة تساعده في عمليات النصب والأحتيال .
ألقى بشباكه على أحدى الألمانيات وكانت عجوز متصابية.
أعطاها شبابه وفتوته فهامت به حبا وعشقا.
أخذته معها لألمانيا وتزوجته ووضعت ثروتها تحت أمرته وساعدته في دفع قيمة درجة الدكتوراه في السياحة من إحدى الجامعات المغمورة والتي تمنح درجة الدكتوراه في مقابل مادي دون دراسة أو إمتحانات حقيقية بل وهمية على الورق .
عشر سنوات رجع بعدها إلى مصر.
ليفتح شركته للسياحة لجلب الأفواج السياحية من وإلى ألمانيا بمشاركة زوجته آنيتا .
شاركها في شراء أول باخرة سياحية وأسماها بإسمها .
حتى كانت الليلة الموعودة التي جمعه القدر فيها مع سنية كعموش أو سهير حمدي نجمة الرقص الشهيرة.وفاتنة الأغراء على شاشات
السينما .
عادت العلاقة بينهما أقوى وربطت بينهما المصالح المشتركة .
ربيبة إبليس ..مع أكبر نصاب ..
كانت أولى خطوات سهير الشيطانية التخلص نهائيا من آنيتا بغير رجعه ونجحت في ذلك .وطلقها مازن بعد أن إطمأن أنه ملك ثروتها
ظنت سهير أن الطريق أصبح خاليا أمامها لقلب مازن والزواج منه لكنه راوغها مراوغات شيطان لشيطانة.
رافضا مبدأ الزواج .
أقنعها أن المصلحة فقط هي الرابط الحقيقي بينهما .
وإستغلالا لمواهبها انشأ شركة للإنتاج السينمائي وأنتج لها أفلاما. كُتبت خصيصا لها مع توليفة النجاح المضمونة في السينما المصرية من إغراء وعرى ورقص حتى أصبحت نجمة الأغراء الأولى أصبحت أفلامها تدر عليه وعليها الملايين .
لكن بنت حواء لم تستسلم لإبن آدم الذي يلبسه إبليس ويحيى ويبارك كل خطواته.
قررت الإنجاب منه دون علم منه .
أسكرته حتى الثمالة وكلياليهم الحمراء . عاشرته .
تم مرادها لم تصارحه ألا بعد أنجبت ولدها ونسبته إليه .
أنكر مازن بإلحاح نسب الولد إليه .
إنتشرت الفضيحة بجميع المجلات الفنية وأصرت هي على نسبه له وأنكر هو إنتساب الولد إليه .
إستسلمت سهيرمؤقتا وتركت حل مسألة عناده للزمن .
ظلت المصالح بينهما متواصلة حتى إستلم دعوة الدكتورة أحلام السخاوى بعرض أحدث أفلام سهير التي أنتجها بنادي اليخت وعمل ندوة بعد عرض الفيلم مع صفوة سيدات المجتمع فوافق على الفور لمعرفته بسطوة وقوة عائلة السخاوى ومحاولة لكسب رضاء العائلة المسيطرة المنتشرة في جميع نشاطات المجتمع المصرى من قضاء وشرطة وحتى فى حقل السينما والفن .
غادر مكتبه متوجها إلى نادي اليخت مقررا الذهاب إلى الندوة مجاملة لأحد أفراد عائلة السخاوى والذى يعمل في المصنفات الفنية ويجامل هذه الكاتبة المدعية أحلام السخاوى التي تكتب التفاهات والأوهام وكان هذا رأيه فيها.
أنها تكتب لكوكب آخر وبشر آخرين لا يعيشون على كوكب الأرض .
لكنها المصلحة التي ستفرض عليه منافقتها ومجاملتها .
كان مشوار ثقيلا على قلبه .





رضا الهجرسى 06-27-2015 09:22 AM

الفصل السابع

في غرفة الضيافة بنادي اليخت جلست سهير بعد إنتهاء الندوة وعلى يمينها زوبة تدخن سيجارة داخل مبسم طويل وتجلس بإرستقراطية سيدة مجتمع .
على يسار سهير جلست أحلام ملتصقة بها أميرة كظلها.
يحيط بهم صفوة سيدات المجتمع.
يدخل الغرفة شابان يرتدون ملابس الجارسونات يحملون الصواني عليها عصائر الفاكهة والجاتوهات والمياة المعدنية والمشروبات الغازية .
قاموا بوضع المشروبات والحلويات أمام سهير وزوبة وأحلام
حين وضع أحد الشابين العصير أمام أميرة .
رفعت رأسها لتشكره .
ألتقت عيناها بعيني ممدوح حبيبها.
كادت أن تصرخ من هول المفاجأة والفرحة.
همس لها ممدوح.
-أرجوكى يا أميرة تماسكى .
- ولكن .
- ليس الآن .أجلى أى سؤال الآن .بعد الحفلة .
سنتكلم ..وسأشرح لكى كل شئ .
تركها مغادرا الغرفة .
شعرت أميرة بفرحة غامرة بعد أن تلاقت وإجتمعت بباقي أضلاعها في هذه الليلة الجميلة الغريبة عليها .
إكتملت سعادتها بإكتمال أضلاعها.
إزدادت طعم الليلة حلاوة ونشوة وشعرت بسعادة غامرة . أصبحت لا ترفع عينيها من عليه وهو واقف في أحد الأركان يلبى طلباتهم وهو يبادلها نظرات الحب والإبتسامات الخفية ,
فجأة.
يظهر مازن ويتجه مباشرة إلى سهير ويقبل يدها وفى عتاب.
- تلك عادتك ولا هتشتريها يا سى مازن. دايما متأخر كده .
- إعتذاراتي يا نجمة . أنا لا يؤخرتى عنك إلا عزرائيل .
- يابكاش .أعرفك بالدكتورة أحلام السخاوى الكاتبة المعروفة
يمد يده ويتناول يديها ويُقبلها في بطأ مع إنحناءة خفيفة .
تتلاقى الأعين في نظرات فاحصة تقفز أحلام واقفة وهى تحدق بتركيز شديد في ملامح وجهه وعينيه تاركة يدها فى إستسلام بين يديه ..وسرت رعشة فى جسدها ..
تقف معها أميرة حتى تتمكن من رؤية ممدوح من خلف كتفها .. إرتجت أركان المكان أمام عيني أحلام .
توقف الزمان إختفت جميع الوجوة من حولها لاترى أمام عينيها ألا وجه مازن .
غَمرت المكان رائحة الزهور والفل وروائح من الجنة.. فُتحت أبواب في الجدران الصماء دخلت منها ملائكة ترفرف بجناحيها من حولهم وأصواتهم الملائكية تغنى أغاني الحب على أصداء موسيقى لم تطرق أذناها من قبل .وصرخ صوت داخلها
أخيرا وجدته.
أخيرا رضي الله عنها وأرسل لها باقى أضلاعها الناقصة .
أخيرا كيانها أكتمل.
سعادتها تمت..
أفاقت على يد سهير وهى تفصل بين يدها ويد مازن المتشبثة بها في إستماتة .
فى نظرات إمرأة خبيرة شعرت بالخطر وفى لهجة انثوية .
- تفضلى يا دكتورة أستريحي. تعالى يا مازن أجلس بجانبى هنا .
نادت على ممدوح ليُحضر مشروبا لمازن .
فقد شعرت بغريزتها الأنثوية ببدء الكارثة..
ظلت أحلام تحدق في عيني مازن وتستدرجه في الحديث ...
بجانبها أميرة لا ترفع عينها عن ممدوح أينما ذهب .




رضا الهجرسى 06-29-2015 05:38 AM

الفصل الثامن

ممدوح حلمى
وشهرته بحي الرويعى وحارة الخواجات إبن عطيات الخادمة. رفيق نشأته وطفولته مرعى زاهر ابن الحاج زاهر تاجر الزجاج وأثري أثرياء المنطقة ومالك المنزل الذي يقطنه ممدوح وأمه في أحدى غرف الدور الأرضي . والمكون من ستة غرف كل غرفه تقطنها أسرة بأطفالها مع دورة مياه مشتركة لهم جميعا.
تقطن أميرة في الدور الأول في أحدي الشقق الضيقة .
ويسكن الحاج زاهر في الدور الثاني بأكمله مع زوجته وإبنه الوحيد مرعى .
ربط الله بين ممدوح ومرعى بصداقة منذ طفولتهما المبكرة..
يراها فاقدي البصيرة أنها غير متكافئة وغير عادلة .
لكن عدل الله فى توزيع هباته وعطاياه.
عدل بينهما وهب الله مرعى الثروة والسلطة والحماية ووهب ممدوح العقل الراجح والذكاء المتقد والقدرة على الإبداع والنظرة العميقة للحياة وقناعة لا يوازيها ألا الغنى الكامل .
كل منهما يحتاج الى الآخر.
ممدوح يعيش في الحي تحت عباءة الحماية المحيطة بمرعى أمام أولاد الحي وسفهاءه...
ومرعى يلجأ إلى عقل وذكاء ممدوح في استيعاب ما غمض من الأشياء أوفهم دروسه .
توفى والد ممدوح وهو بعد في الرابعة من عمره بداء السرطان اللعين وتركه هو وأمه دون عائل يعولهم مما اضطر أمه عطيات للخدمة بالبيوت حامله حلم أبيه على كتفيها في إكمال تعليم ممدوح وحصوله على الشهادة الجامعيه. تحقيقا لأمل وحلم أبيه.
غرزت عطيات الحلم في ممدوح منذ طفولته ولم يخيب رجاءها بنجاحه المستمر وتفوقه على أقرانه وكان الحاج زاهر يساعدهم في مقابل أن يساعد ممدوح أبنه مرعى في دراسته ولا يتركه لحظة وكان يتولى مساعدتهم ماديا ويشترى له الملابس والكتب وأصبح الحاج زاهر صاحب فضل على ممدوح وأمة .
وكما قدر الله لهما مشوار صداقتهما. ألقي في قلبيهما معا حب بنت الجيران أميرة الجميلة.
كانت أميرة في حيرة من أمرها فقلبها يميل لممدوح وعقلها وإلحاح أمها وأبيها يرجح كفة مرعى لأنه سيخرجهم من الفقر والعوز رسى قارب قلبها على مرسى ممدوح حين وقعت فى يدها رواية الأضلاع المتجاذبة ووجدت نفسها تصارحه بحبها وأنه باقي أضلاعها الناقصة وإكتمال كيانها وأنها ستسير معه إلى نهاية المشوار.
قررا معا دخول كلية الآداب. وإكمال مشوار الحياة سويا والحصول على شهادتهم الجامعية
حتى يصبحوا قادرين على مواجهة متطلبات الحياة .
تعاهدا على ألا يفرقها ألا الموت .
حتى إنقطع ممدوح فجأة عن دراسته وأختفى
وحتى قابلته فجأة أيضا وفى لقاء قدرى ..
فى نادى اليخت يعمل جارسونا




ياسر علي 06-29-2015 05:22 PM

مرحبا بالاستاذ رضا رواية تغري بالمتابعة

سجلي ن المتابعين باخلاص

و رمضان كريم

رضا الهجرسى 07-02-2015 12:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 195055)
مرحبا بالاستاذ رضا رواية تغري بالمتابعة

سجلي ن المتابعين باخلاص

و رمضان كريم

المبدع الراقى : ياسر على
سعيد بتواجدك ومتابعتك .. وكل سنة وانت طيب وبصحة وسعادة انت وأسرتك الكريمة وتكونوا من عواده

رضا الهجرسى 07-02-2015 12:41 AM

الفصل التاسع

إنتهت ليلة الأحلام لأميرة وغادرت الجنة التى كانت تراودها فى
أحلامها . وصحوها .
أصطحبها ممدوح مغادرين نادى اليخت..
وقفا على كورنيش النيل يحدقون فى صفحة مياهه المتلألئة .
والسعادة تغمرهما والحب يدغدغ قلبيهما الغض.
بمقابلتهما القدرية تلك .
تلتفت أميرة إليه فى نظرات هيام وحب وفى صوت مرح .
- أخيرا الدكتورة إلتقت بباقي أضلاعها... وأصبحت ثانى حواء
تثبت النظرية بعدنا بالطبع .
هي التى قالت لى ذلك.. فهي ..
يقاطعها في حدة وعصبية .
- مرة أخرى يا أميرة ترددين نفس الكلام ..
أحلام قالت. ونظريتها تقول أحلام .
وأحلام تؤكد إننا أنا وأنتى. أول أتنين نثبت نظريتها..
إستيقظى يا آنسة من أحلامك وأوهامك هذة..
التى عششت في رأسك.. ونظرى جيدا من حولك ..
انظرى لواقعك وواقع أهلك كيف يعيشون ..
لدنيتك دنيا حارتنا
وليس إلى دنيا أحلام ونظرياتها .
- إستمع لى يا ممدوح أرجوك
الدكتورة قالت أننا يجب أن نتغلب سويا على المشاكل التى
ستواجهنا .مهما كانت قسوتها وشدتها.
ولكن بشرط واحد .
يجب أن نؤمن بحبنا.
ونتمسك بعهدنا و لا يفرقنا ألا الموت .
- مرة أخرى يا أحلام. الدكتورة قالت.
أسمعيني جيدا يا ضلعى الناقص عقلا .
دنيتنا أنا وأنتي.
لها قوانينها ونظرياتها الخاصة بها...
وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بدنيا أحلام وقوانينه...
صدقيني أنا لا أكرهها. أو أتحامل عليها..
أنا أعلم . أنه لا ذنب أقترفتة وتخجل منه فى أنها ولدت في المدينة الفاضلة التى لا يعرف من يعيش فيها .
خوف من فقر أو مرض .أو رهبة من الغد والأيام القادمة . مدينة ليس فى قاموسها كلمات مثل الحرمان أو الخوف
لكن ليس من حقها أن تفرض قوانين مدينتها على حياتك وحياتى تركيبة خاطئة يرفضها المنطق والعقل ..
أنتى بالطبع تعلمين أن دخولك ودخولي الجامعة كان أكبر رفاهية في حياتنا .
- أنا أفهم وأعرف كل ما قلت ..
لكن من حقنا أيضا أن نحلم بتغيير واقعنا.
وتصبح لنا دنيا مثل دنيتها.
من أجل أولادنا ومستقبلهم..
هل تستطيع أن تفهمنى إذن؟ .لماذا دخلنا الجامعة؟ ..
ودرسنا سقراط وأفلاطون وأرسطو..
أليس من أجل تغيير واقعنا ودنيتنا تلك ..
يقاطعها فى غضب.
-أحلمي كما تشائين. وعيشى أوهامك وأحلامك .
أما أنا فقررت أن أعيش الدنيا بقوانيني أنا .
ووداعا لسقراط و أفلاطون .
وهيا بنا إلى دنيتنا وحارتنا .
قبل أن ينتهى موعد المترو .
ونضطر للسير على أ كعابنا ..




رضا الهجرسى 07-04-2015 06:05 AM

الفصل العاشر

جلس مازن فى مكتبه بشركة الإنتاج السينمائية منهمكا في قراءة ملف أمامه به تحريات كاملة عن عائلة السخاوى وثروتها والمراكز الذين يسيطرون عليها في جميع الوزارات والمصالح وبجانبه كتاب مكتوب على غلافه رواية الأضلاع المتجاذبة
للكاتبة أحلام السخاوى ..
الذى أفرغ سكرتيرته من كل مهامها لتعثر له على كتب أحلام
بالمكتبات ولا تعود ألا بها ..هددها ألا تعود لعملها ألا بعد جلبها.
ليجد من خلال عقلها وأفكارها الوسيلة التى سينصب بها شباكه على فريسته التى كان يبحث عنها ..وأخيرا وجدها ..وقالها لنفسه ..
- أخيرا وجدت العائلة التى سأنتمى إليها ..ومفتاح جنتى ..
فى يد إبنتهم المدللة ..أحلام ..لكن المعضلة العويصة..
كيف أصل أولا إلى مفتاحها هى ..كيف ..كيف ..
تقتحم السكرتيرة عليه خلوته وهى تعلن عن وجود الدكتورة أحلام خارج المكتب طالبة مقابلته..
حدق فيها للحظات مذهولا ثم أسرع بإلقاء الملف بدرج مكتبه بسرعة ثم أمسك بالرواية في يده وفتحها ووضعها على مكتبه ..
أشار للسكرتيرة بإدخالها وهو يصلح هندامه ويرتب شعره الناعم بيديه .
تدخل أحلام وتقف في مواجهته محدقة في وجهه تلمح الرواية على مكتبه ..تتناولها وتنظر فيها ثم تنظر فى عينيه بدلال .وبصوت رقيق
- هل أعجبتك .
بادلها نظرات الهيام والأعجاب ..وفى صوت أكثر رقة ..
- وآمنت بكل حرف فيها .
شعر بغريزة النصاب بداخله أن الفريسة تقترب من الشراك ..
- وما رأيك
-الرأي رأيك ... والقرار قرارك... ولو كان ما أحسه وأشعر به.
هو نفس ما تشعرين وتحسين به ..
قاطعته فى رقة ..
-أنا شعرت بك. لحظة ما إلتقت عينى بعينك..
فى رقة شديدة حاول جاهدا أن يكون صوته معبرا وصادقا ..
- من لحظتها ..لا أدرى ما حدث لى..لا أعمل ..لا أنام ..
ولم أعرف السبب . ألا عندما قرأت كتابك ..وإطلعت على
نظريتك.... وآمنت بكل حرف فيها .
- هل أحسست ساعتها أن أضلاعك الناقصة قد كًَمُلت عندما
إلتقت أعيننا ..هل هذا ما شعرت به ..كما شعرت به أنا..
- نعم .نعم .هذا ما حدث لى تماما لحظة ما عينى تلاقت بعينك.
شعرت أن أضلاعى قد أرتاحت..
والأوجاع التى كانت بها قد أختفت تماما ..
فى سعادة غامرة لم تحاول أن تخفيها ..
- هذا يثبت ويؤكد نظريتى وبأننى ضلعك الناقص ..
يربت بيده اليمنى على الدرج الموضوع به الملف..
ثم يمد يديه إليها فى هيام ..
تتشابك أيديهما فى هيام وحب وسعادة غامرة ..
وفى صوت فى غاية الرقة ..همس مازن ..
-أنتى من الآن ضلعي الناقص.. وحياتي وأيامى القادمة ومستقبلى
بل أنتي حوائى التى فَترت الدنيا كُلها أبحث عنها..
وأخيرا وجدتها..
شعر مازن بسعادة غامرة لدخول فريسته في مصيدته وشباكه
شعر أن عائلة السخاوى بمراكزها الحساسة وبجاهها وسلطانها.
أصبحت في يده..ورهن إشارته ..




رضا الهجرسى 07-06-2015 09:17 AM

الفصل الحادى عشر

سعيدة مبتهجة مشرقة الوجة لا تفارق الإبتسامة شفتيها يَضربُ الدم وجنتيها بحمرة قانية تخطف الأبصار ..
وقفت أحلام في مكتبها بالكلية تتلقى التهاني من زملائها وطلابها بعد مواجهتها الصعبة مع أبيها وأمها وكامل عائلتها المتعنت والرافض لهذا الزواج .
وضعوا أمامها حياته منذ أن كان في حارة الكتاب بالقلعة وتاريخ أبيه الإجرامي..
كان ردها القاطع والحاسم دون تردد
-أن كل هذا حدث قبل أن يتلاقيا وتكتمل أضلاعهما.
وأن مازن قد أصبح أنسان آخر بعد أن أكتملت عظامه وكيانه . رضخت العائلة وشعر أبيها بالأسف الشديد لأنه بالغ في حمايتها ولم يتركها تواجه الحياة وصراعاتها.
قرر أن يتركها تكمل تجربتها تحت عينيه وبصره .
يدخل الساعي ويعلن عن وجود ضيفة تطلب مقابلة الدكتورة
على أنفراد.ولم ترد ذكرإسمها ..
تفاجئ أحلام بسهير مرتدية نظارة سوداء على وجهها في محاولة لإخفاء شخصيتها.
تتعرف عليها أحلام منذ لحظة دخولها ..
تقف في مواجهتها للترحيب بها وتطلب منها الجلوس فترفض وتبدأ المواجهة بينهما .
فى لهجة حاولت سهير أن تجعلها رقيقة النبرة .
- لا داعى لمجاملات والضيافة ..فأنا لم أحضر لزيارتك أو تهنئتك
- ظنتت هذا بالفعل حين رأيتك..أنكى حضرى لتهنئتى لصداقتك
لمازن ..
- كنت أود ذلك ..
بدأ ت علامات الغضب تكسو وجة أحلام .وفى لهجة باردة
- تشرفنى زيارتك على أى وجة ..ولكن هل يمكننى معرفة سبب
زيارتك الكريمة إذا لم تكن للتهنئة..
- لأريح ضميري ..
فى تعجب
- تريحين ضميرك.. لم أفهمك .أرجوكى يا هانم. وضحى كلامك
فى لهجة تهكمية وهى تهز أصبعها .
- لا يصلح.
فى تعجب
- ما هو الذى لا يصلح. لم أفهم شيئا من كلامك يا هانم..
أدخلى لب الموضوع أرجوكى .
- زواج شيطان. بملاك.
- أكرر أسفي يا سهير هانم. أنا لم أفهم بعد .
- زواجك من مازن.لا يصلح.
- لما ياهانم . لقد تصورت إنك حضرتى لتهنئتى .
- كنت أتمنى هذا .لو كان بغير مازن .
- وما عيب مازن .
- هذا هو السؤال .الذى جئت خصيصا لأجابته ..
ولأبصرك عن ما غفلت عيناكى الجميلتين أن تراة .
فى إبتسامة هازئة وقد أستشعرت الغيرة فى وجهها وكلماتها .
- وأنا كلى آذان صاغية لكى .
فى لهجة كظيمة حازمة ..
- ما تجهلينه يا دكتورة ..أنك سوف تتزوجين عن غفلة.
بأكبر نصاب في بر مصر.لا ليست مصر وحدها بل في ألمانيا
أيضا .
ومن المؤكد أنك صدقتي أنة حاصل على دكتوراة فى السياحة .
والحقيقة التى لا شك فيها .وأرجو أن يتحمل قلبك مواجهة
الحقيقة المريرة ..
- وما هى الحقيقة التى لن يتحملها قلبى ..
- الحقيقة أنه حاصل على دبلوم تجارة متوسط .
وهو يعيش مع أبيه النصاب في حارة الكتاب بالقلعة.
هذا بخلاف فضائح أبيه فى النصب على خلق الله وسرقتهم ..
يعنى مأصل فى النصب .وراثة فى دمه ..
هذا بخلاف فضائحة النسائية. وغيره.. وغيره..
أنا لو ظللت أحكى لكى فضائحه سوف أكتب مجلدات ولن تكفى
هل عرفتى الآن معنى كلامى وسؤالى
أنه لا يصح ولا يصلح هذا الزواج الغير متوافق ..
تبتسم أحلام في إستهزاء وقد تأكدت بغريزة حواء
الغيرة المشتعلة داخل أحشاء سهير.
- كلامك لن يغير شئ يا هانم .لأن مازن قبل ما يتقابل مع باقي
أضلاعه ويكتمل كيانه كان تائها فى هذه الدنيا..باحثا عنى وعن
أضلاعه الناقصة وأنا متأكدة انه سوف يتغير .
فى غيظ كاظم ولغة سفيهة .
-أيه ياختى ده .. أنا بقول أيه .. وهى بتقول أيه..
أضلاعها أيه.. واضلاعة مدرك أيه.. أحنا فى محل جزارة ولا فى
السلخانة . بقولك حتتجوزى أوسخ وأحط إنسان على وش الدنيا .
تقوليلى عضم وفشه وطحال. أيه ياختى ده .مرارتى هتتفقع .
فى إستهزاء وشماتة واضحة .
-انتى لم تستوعبى كلامى ياهانم .ولكى عذرك..
سوف أبسط لك النظرية . كل رجل خُلقت من ضلعه حواءة .
وأنا خُلقت من ضلع مازن..
عندما ألتقينا إنجذب الضلع اللى هو أنا .. لباقي أضلاعه اللى هو
مازن ..أظن وضحت كده .
صارخة فى غضب
- هاى . أستيقظى يا دكتورة .زواجك من مازن لن يكمل على
الأكثر سنة واحدة وقد لا يكملها .
فى لهجة واثقة
- سوف يكمل الثانية.. والثالثة....ولآخر العمر .
وضعت سهير يدها على المكتب وضعت وجهها فى وجة سهير
وفى لغة تحدى ..
- أتراهنينى .
- أرجوكى يا هانم كفى. مهاترات .أنا أرفض أن أتدنى فى الحوار
لهذا المستوى ..
- لن تخسرى شيئا لو جاريتنى فى رهانى هذا .
لو زواجك تخطى السنة سوف تكسبين الرهان
وتثبتى لنفسك صحة نظرية العظام بتاعتك .
وأنا سوف أبتعد عنه ولن أعترض طريقكما بعدها ..
وسوف أصبح من مريدينك والمؤمنين بحكاية العضام بتاعتك
أما لو إنكشف لك قبل أو بعد السنة الأولى .
تعديننى أنك سوف تبتعدى عنه وتتركيه لى .
فأنا من توبه وهو من توبى ...
موافقة أم خائفة أن كلامى يتحقق وأكون على حق .
فى ضجرمحاولة لإنهاء المناقشة والحوار
- موافقة. ياهانم . وسوف تثبت لك الأيام صحة النظرية ..
عندما ترى بعينيك وتسمعى بأذنيك عن مازن الذى ولد من
جديد..عندما أكتملت أضلاعه ..
فى لهجة ساخرة فى محاولة لكظم غيظها ..
- سوف نرى ونسمع يا دكتورة .
والأيام سوف تكشف وتثبت.
من منا على حق .ومن الغافل.
وفى لهجة واثقة وهى تعطيها ظهرها مغادرة ..
- لا تنسى ميعاد نا .
بعد سنة...



رضا الهجرسى 07-08-2015 10:57 AM

الفصل الثانى عشر

كما يقول المثل ..
تيجى تصيده يصيدك .
أحلام وأميرة كانتا أسعد بنات حواء على وجه البسيطة توطدت صداقتهما وأصبحا لا يفترقان .
عاد ممدوح إلى أميرة مسلما بصحة النظرية وقد تضاعف حبه لها بعد نجاح زواج أحلام ومازن وأقتراب إحتفالهم بعيد زواجهما الأول وهما فى كامل سعادتهما الزوجية.
عاد إلى دراسته نهارا والعمل ليلا ليعيل نفسه وأمه .
أجتازا الامتحانات بنجاح وتفوق وأصبحا فى السنة الثالثة .
أما أحلام فقد إكتملت أركان سعادتها ..
بإنجاب طفلها الأول من مازن.
لا يُعكر صفاء هذه السعادة ألا هذا الرهان الإبليسى اللعين مع ربيبة إبليس الملعونة سهير.
لقتل مخاوفها وهواجسها التي وصلت فى بعض الأحيان لحد الهذيان والكوابيس المرعبة ولتثبت لسهير ولنفسها قبلها .
صحة نظريتها .
قررت ترتيب حفلا كبيرا تتحدث عنه الأوساط الراقية كلها.
فى مناسبة عيد زواجهما الأول وإتمام عامهما الأول.
ردا على كيد الملعونة سهير .
طلبت من مازن أن يقوم أحد المخرجين الموهوبين فى شركته بإخراج هذا الحفل الكبير حسب رغباتها وأوامرها وترتيبها .
لبى مازن أوامرها ووضع تحت تصرفها مخرج بكامل معداته الفنية
أما عن مازن فقد انطبق عليه المثل القائل ...
جئت لصيده ..فصادني.
إنقلبت جميع حساباته عليه ووقع فى مصيدة الأخلاق والشرف والضمائر الحية لإفراد عائلة السخاوى .
فعند طلبه التصاريح لبواخره السياحية التي كان يستخرجها قبلا بالرشاوى لأصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الميتة بوزارة السياحة والداخلية وظنا منه انه سيوفر كل هذه الأموال عن طريق
نسبه مع عائله السخاوى وإرتباطه بهم .
فوجئ بلجان التفتيش لا تنقطع وطلباتهم فى أجراء الإصلاحات تجاوزت كل حساباته .
أضطر مرغما على تنفيذ طلباتهم .ممنيا نفسه انه سيعوضها فى السيناريوهات المرفوضة قبلا من المصنفات الفنية التي يسيطرون عليها وكانت صدمته كبيرة برفض جميع السيناريوهات رفضا قاطعا شعر حينها إنه أوقع نفسه فى شبكه الأخلاق الملعونة التى لا يؤمن بها وملغاة من قاموس حياته .
مما إضطره للعودة لطريقته الأولى فى دفع الرشاوى وتزوير المستندات والأوراق التي تدل على أجراءه الإصلاحات المطلوبة عن طريق مساعده وذراعه الأيمن وكاتم أسرارة ومنسق لياليه الحمراء مع الفتيات الحالمات بالشهرة والثروة ..
بهاء خشبة
لم يكن يدرى أنه فى محاولته الخروج من شبكه عائلة السخاوى الأخلاقية تلك..
كانت تُنسج له شبكة شيطانية ألعن وأشد ضراوة..
شبكه سنية كعموش .


رضا الهجرسى 07-10-2015 02:43 PM

الفصل الثالث عشر

أتى إبليس ليوسوس إلى سنية كيف تطرد مازن من جنته..
مكررا لوسوسته إلى أمها حواء لطرد آدم من جنة ربه ..
مستغلا نار الغيرة المشتعلة فى قلبها .
تراجع فورا عندما علم بما فى نفسها من كيد النساء تخططه ..
لأبن آدم .
أرسل فورا إلى أقرب أبناءه وكبار مريديه حتى يتعلموا فى مدرسة بنت كعموش.. التي تفوقت على إبليس بكيدها..
قرأ ما يدور بخلدها ..
- بهاء خشبه . الذراع الأيمن لمازن ...وكاتم اسراره ..
والمنفذ لجميع مخططاته القذرة .
كبد مازن فى يده..نعم بهاء خشبة هو الورقة الرابحة فى مخططها أستخدمت معه كل الأساليب من تهديد وترهيب بما تعرفه من أسرار تدخله السجن فيكشف لها أن مازن سيسبقه إلى السجن .
فتحولت إلى إسلوب الترغيب والأغراء بالمال ..
أخذت ترفع فى سعره إلى أن سال لعابه ووافق تحت شرط التستر علية وعدم علم مازن بخيانته له .
كان خير معين لها فى تنفيذ مخططها بما له من عقلية جبارة فى الشر والإيذاء .
جلب لها أصول الشهادات المزورة الموقعة من مازن مع الأوراق التي كان يقدمها للبنوك والتي أشرف هو بنفسه على تزويرها عن أصول أراضى وعقارات للحصول على قروض من هذه البنوك .
وضع كل هذه الأوراق تحت تصرفها .
ولأكمال مخططها ومعرفتها بطباع فريستها ..
جلبت له ثلاث فتيات جميلات صغيرات السن كما يعشقهن مازن ورتبت معه ترتيب سهرات مجنونة مع مازن .. وتصويرهم بكاميرات فيديو دون علم مازن .
لقنت الفتيات ما سوف يقولونه أثناء السهرة وان يسألوه بإلحاح عن الدكتورة أحلام وهل هن أجمل أم الدكتورة .... تم مخططها الشيطاني بنجاح منقطع النظير وعلى أكمل وجة وكما خططته
فقد كان مازن فى أضعف حالاته النفسية بعد تقلص ثروته وإحساسه بالضياع من هذه الزيجة والصفقة الخاسرة ..
فكان لقمه سائغة فى يد بهاء والفتيات وعاد لسكره وفجره .
تم تصويره فى أوضاع فاجرة. وتسجيل سبابه وشتائمه للدكتورة وعائلتها .
أصبح جاهزا للنحر ...
بسكينة سنية كعموش وعلى مذبحها....
فى حديقة فيلتها جلس مازن أمام سنية مكسورا مستسلما لجميع شروطها ووقع على قسيمة زواجه منها..
وأعترف بإبنه منها.
وحاول أن يقنعها بإستماتة عن التنازل عن شرطها الأخير لفظاعته..
لكنها إستماتت على شرطها ورفضت التنازل عنه
فوافق على مضض..
على أن يتم فى سرية تامة وأن يتستر عليهم بهاء وذوبة حتى ينتهوا من تنفيذ شرطها الملعون...

رضا الهجرسى 07-13-2015 04:39 PM

الفصل الرابع عشر

فوجئت أحلام بمفاجأة لم تتخيلها ولو فى ألعن كوابيسها ..
فوجئ الجميع بظهور سهير حمدي على المسرح المقام بحديقة فيلا مازن مرتدية بذلة رقص عارية ما تستره من جسدها المثير أقل بكثير مما تكشفه
رقصت سهير رقصا لم ترقصه فى حياتها من قبل .
سحبت مازن إلى المسرح وأخذت ترقص له وتتحرش به وهو ينظر إلى أحلام بإحراج وأرتباك ويهز لها كتفيه .
تبتسم له أحلام إبتسامة مطمئنة واثقة .
بعد أن أنتهت من رقصتها طلبت دخول أحدى الغرف لتبديل ملابسها.
إصطحبها بهاء خشبه ومعها ذوبة إلى الدور الثانى
نبة بهاء على جميع الخدم بعدم الصعود إلى الدور الثانى.
أدخلها غرفة نوم مازن وأحلام ..
تنفيذا لشرطها الأخير فى أن تكون دخلتها هى ومازن
فى غرفة نوم أحلام وعلى سريرها ..
تركها بهاء لتُجَهز نفسها مع ذوبة لليلة عرسها .
وذهب لإحضار مازن لإتمام الشرط
أشار له بإيماءة من رأسه حتى لا يلاحظه أحد .
تسلسل مازن دون أن تشعر به أحلام أو أحدا من ضيوفه
صعد إلى الدور الثاني وهو يتلفت حوله ودقات قلبه تتسارع .
دخل غرفه نومه وكأنه يدخلها لأول مرة يتلفت حوله فى إرتباك خرجت ذوبة مسرعة لتقف خارج باب الحجرة .
حتى تتمكن الفريسة من تنفيذ شرط صائدها الأخير
لينقذ بذلك رقبته من بين براثن سنيه التي يعرفها حق المعرفة وأنها لن تتوانى عن سجنه وتدميره إذا لم يُنفذ شرطها...........
- هنا صفق إبليس ومريديه لسنيه عندما أكتملت خطتها بواسطة شيطان من شياطين الأنس ..
إسمه بهاء خشبه...
وإكمالا للمخطط الشيطانى ..
تركهم بهاء فى حالتهم تلك ليتموا دخلتهم الشرعية ..
باحثا عن أحلام..
راسما على وجهه علامات القلق والإنزعاج ..وكانت واقفة مع أميرة وبعض ضيوفها ..تركتهم حين أشار أليها ..
- ماذا هناك يا بهاء وما كل هذا القلق البادى على وجهك ..
- أعتذر يا هانم على مقاطعتك .
ولكنى رأيت أن أطلعك على الأمر حتى لا تنزعجى على مازن
باشا ..
- مازن ما به مازن ..أنطق تكلم ..
- أطمئنى ..مازن باشا بخير ..
لقد شعر بوعكة خفيفة ودوار ..
فوضعته على سريره بغرفتكما ..
وطلب منى عدم إبلاغك حتى لا يفسد عليكى أحتفالك ..
ولكنى وجدت من واجبى أبلاغك حتى لا تقلقى لعدم وجوده .
لم تفكر أحلام لحظة ولم ترد عليه وتركته ..
أسرعت مهرولة إلى داخل الفيلا ..
تبعتها أميرة حين رأتها تترك الحفل مسرعة ..
صعدتا معا إلى الدور الثانى وأميرة تحاول تهدءتها ..
أتجهت إلى باب غرفه نومها والتي أختفت من أمامه ذوبة.
فتحت الباب بسرعة وقلق.
تجمدت فى مكانها كتمثال حجري .
كادت مقلتاها أن تقفز من عينيها من هول وفظاعة ما رأته..
تبعتها أميرة وصرخت صرخة مدوية لما رأته ..
تراجعت مغادرة الغرفة والحفل ..
لمحها ممدوح فلحق بها وحاول تهدئتها وهى تصرخ فى وجهه..
- كلة خطأ فى خطأ ..النظرية خطأ ..وهم سراب ..
وسقطت مغشيا عليها ..

رضا الهجرسى 07-20-2015 08:20 PM

الفصل الخامس عشر

حُفر فى ذاكرة أحلام ما رأته..
كنقش فرعونى على حجر جرانيتى لايمحوه الزمان ..
شُل جسدها وبرزت حدقتاها إلى خارج عينيها وهى تشاهد ..
حيوان وحيوانة يزاولان الجنس بحيوانية وإنحطاط على سريرها وفى غرفة نومها التى تحمل فى ذاكرتها ..
أجمل وأسعد ساعات عمرها.
تنبهت وعاد لها بعض وعيها حين شعرت بحركة سهير الفجائية.
قفزت سنية وأخذت تقفز عاليا وهى لا ترفع عينيها من على عيني أحلام ..
صارخة من أعماق أعماق قلبها الأسود الحقود ..
وفى غل مسموم مغلف بشماتة وكيد ..
أخذت تردد صارخة..
وهى تتراقص فى نشوى .
- بنت كعموش تكسب الرهان ..
بنت كعموش تكسب الرهان..
تنبه مازن لوجود أحلام ..
أخذ يقلب نظره ووجهه بين سنية وأحلام ..
أنتابته كريزة من الضحك الهستيرى العالى المتواصل
إستلقى على ظهره وهو يشير بيده لأحلام
ثم يعود ليشير لسنية فى هيستريا..
و ما زالت سهير تقفز صارخة .
وهى تردد...
بنت كعموش تكسب الرهان ..
بنت كعموش تكسب الرهان



رضا الهجرسى 08-06-2015 02:38 AM

الفصل السادس عشر

مرعام على هذا اليوم الملعون..
إعتزلت أحلام خلاله الحياة الإجتماعية والجامعية..
لا يربطها بالحياة ألا شريف ابن مازن وقرة عينها .
كانت تشم رائحة مازن فيه . فهو قطعه منه ....
كادت الحيرة والتفكير والوحدة أن يصلوا بها للجنون ..
كانت الأسئلة تتواتر في رأسها فى إلحاح وإصرار ..
ما الذي حدث ؟؟
ولماذا حدث؟؟
أين الخطأ ؟؟
هل النظرية خاطئة ؟؟
أم هي المخطئة ؟؟
لماذا تمسكت سهير بمازن بكل هذا الجنون ؟
هل سهير هي حواءه التي خُلقت من ضلعه وليست هى..
هل حبها لمازن الذي ما زال مشتعلا في قلبها خطأ ..
أين الخلل؟؟
هل هو في النظرية أم في تطبيقها راجعت النظرية مئات المرات . قرأت كل أبحاثها وكتبها لتجد الخلل وتكتشف الخطأ ولم تصل لأجابه شافية .
فجأة
تذكرت أن النظرية قد أثبتت صحتها مع أميرة وممدوح ..
إذن الخطأ ليس في النظرية ..
عادت لحيرتها ..
أين الخطأ أذن ؟
قررت الإستعانة بتوأم روحها وعقلها والمؤمنة الأولى بها وبنظريتها الأضلاع المتجاذبة...
أميرة .
نعم أميرة .
كيف نسيتها كل هذه الفترة الطويلة ..
لماذا لم تأتى أميرة للإطمئنان عليها .
أتصلت على الفور بالكلية لتسأل عن أميرة .
تعجبت حين أبلغوها أن أميرة قد تركت الكلية نهائيا .
طلبت عنوان مسكنها وخطت أمامها على ورقة .
باب الشعرية ..الرويعى .. حارة الخواجات .
إستقلت سيارة أجرة حتى يوصلها للمنزل وينتظرها ليعود بها . وقف السائق أمام أحد الشوارع الضيقة وطلب منها النزول والدخول في هذا الشارع الضيق .
حاولت إغراءه بالمال ليدخل بها ولكنه رفض رفضا قاطعا ...
غادرت السيارة وهى متعجبة لإصراره عدم الدخول ...
تعمقت داخل الشارع وبدأت تستكشف في ذهول هذا العالم الغريب . الجميع يتكلمون في صوت عالى صارخ ..
النساء تتحدث مع بعضها من الشرفات في صراخ ..
الأطفال يلعبون وهم في صراخ متواصل ..
الرجال متراصون على الجانبين جالسين وواقفين في حديث صارخ الجميع ينظر ناحيتها في تركيز وتحديق مما زاد من إرتباكها وخوفها .
إقتربت من أحدى المقاهي والتى يصدر منها صوت المذياع عاليا. بأغنيه لأم كلثوم ..
لتسمعها جميع منازل الحي..
سألت صبى القهوة عن العنوان .
فطلب منها صارخا أن تصرخ حتى يسمعها .
أخذت تصرخ . وهو يطلب منها المزيد .
صرخت عاليا طالبة منه أن يصف لها عنوان أميرة .
فجأة .!
جرى الصبي وأختفي من أمامها تاركا إياها في ذهول وسط الشارع الضيق و محاطة برجال يرفعون السيوف والسكاكين والجنازير.. يبرز لهم رجال من داخل القهوة وهم يرفعون الكراسي والمطاوى والهراوات
الجميع
يسبون بعضهم بأفظع الشتائم وأحط الكلمات .
شُلت قدماها وتجمد الدم في عروقها .
الجميع يتقاذفها ولا يشعرون بوجودها تمر السكاكين والسيوف أمام وجهها .
يخترق أذنها صرخات النساء المولولة من الشرفات على رجالهم . أمتدت يد لتنقذها وتسحبها بشدة و يحيطها بيديه لحمايتها حتى أبعدها عن الخطر . كانت يد ممدوح .
صرخ ممدوح في غضب وذهول..
- ما الذى أتى بك هنا يادكتورة .كان من الممكن
أن تفقدى حياتك فى لحظة دون أن يشعر بك أحد ..
أخذت تلتقط أنفاسها المتلاحقة وهى تتشبث بقوة بيد ممدوح ..
- ممدوح حمدا لله .. لقد أنقذت حياتي ..
أين نحن ..ومن هؤلاء ..وما الذى يفعلونه ببعضهم ..
وبيعملوا كده ليه . ولماذا يصرخون بهذة الطريقة الغريبة ..
- أقبل يدك يا دكتورة لا ..دعيكى منهم ..أتركيهم فى حالهم ..
هؤلاء من عالم آخر تماما ولا يمت بإدنى صلة بعالمك ..
قولى لى الآن ..ما الذى أتى بك .
والأهم كيف وصلتي إلى هنا..كيف؟
- أميرة ..يجب أن أرى أميرة .
- لماذا يا دكتورة .. أرجوكى أتركى أميرة في حالها ..
دعيها تعيش حياتها بدون نظريات ..
وقد رأيتى بعينيكى ما يؤكد طلبى هذا ..
ويجب أن تفهمى يا دكتورة .
أن دنيتنا أنا وأميرة لها نظريات أخرى ..
نظرياتك لا تصلح هنا على الأطلاق .
-أرجوك يا ممدوح .. لابد أن أقابلها وأكلمها ..
أنا سوف أجن .. عقلى سينفجر من كثرة التفكير.
- أمرك يا دكتورة .سوف ترينها وتكلمينها ..
تفضلى معى .. سوف أوصلك عند أميرة .
لكى تستريحى وننهى هذا الموضوع إلى غير رجعة .
- ولكن كيف سنمر والمعركة ما زالت دائرة .
- لا تقلقى لقد أنتهت ..
- كيف؟
- لقد حضر الحاج زاهر كبير المنطقة ..وأنهاها .
- وكم عدد القتلى.
مبتسما
- لا يوجد قتلى .. ستجدينهم الآن جالسون مع بعضهم يشربون
الشاي..ويدخنون الشيشة ..
ألم أقل لكى.. لهذه الدنيا نظريات أخرى لم تمر عليكى من قبل
نظريتك لا وجود لها هنا .ولن يفهموها.
- لماذا ؟ أليسوا بشرا مثلنا ..
- ما رأيك أنتى ..

ايوب صابر 02-20-2016 02:16 PM

مرحباً استاذ رضا .... هل اكتملت هذه الرواية وما جديدك استاذ ؟


الساعة الآن 08:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team