منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   أزاهير من بساتين الفكر العالمي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6561)

محمود عباس مسعود 10-13-2011 05:47 PM

أزاهير من بساتين الفكر العالمي
 

العقول القديمة هي كالجياد المسنة التي ينبغي تمرينها إن أردتها أن تعمل مثلما تريد.

العقول الصغيرة هي كالحليب الذي يتعرض للحموضة بسرعة أكبر.

العقل هو كالورقة البيضاء التي تحتفظ أكثر ما تحتفظ بالانطباعات التي تستقبلها بوتيرة متكررة.

عمل العقل يشبه عمل المهندس الذي يقوم ببناء المنصات تحت الماء العميق. فالعمل يتواصل والبناء يرتفع لكنه مع ذلك يبقى مغمورا تحت صفحة الماء. إنه عميق الأسس وموجود بالفعل، لكنه محجوب عن الأنظار.

عقولنا هي كالعربات (التي تجرها الأحصنة على الطرقات غير المعبدة)، تحدث ضجة وجعجعة عندما تكون حمولتها قليلة، لكنها تسير سيراً وئيداً وهادئا عندما تكون مثقلة بالأحمال.

عقل الرجل الحكيم هو كأجواء القمر، في غاية السكينة والرصانة.

العقل الضعيف هو كالميكروسكوب الذي يكبّر الأشياء الصغيرة لكن لا قدرة له على معاينة وإظهار الأشياء الكبيرة.

عندما يزخر العقل بدروس الحكمة يصبح كقائد المركبة القوي الحكيم الذي يكبح في المرء جماح الشهوات الوضيعة المنغرسة في الطبيعة البشرية ويسير به على دروب الفضيلة والصلاح.

العقل هو كالصندوق الذي إن وُضعت فيه الأشياء بترتيب وتوضيب يتسع للكثير منها. لكن مجال استيعابه يتقلص إلى حد كبير عندما يتم وضع الأشياء فيه كيفما اتفق، دون ترتيب.

الأفكار المريضة هي كالمرضى الذين يعانون من الحمى المرتفعة ، هم يحاولون تخفيف حرارة حمتهم بشرب كميات كبيرة من الماء، لكن حرارة الحمى تواصل ارتفاعها مما يزيدهم مضايقة وألما.

عقل الإنسان هو كالبحر الذي لا يستمتع الناظر إليه أو المبحر فيه أثناء هدوئه التام أو هيجانه العاصف. لكن كليهما يبتهج بمنظره عندما تحرك مياهه هبات الريح اللطيفة. وهكذا عقل الإنسان عندما تحركه الأشواق العميقة وتستحثه العواطف الرقيقة.

العقل هو كالعين التي بالرغم من قدرتها على رؤية كل شيء تقريباً لا تستطيع رؤية ذاتها، ولذلك لا تستطيع الحكم على ذاتها.

مثلما يتم استصلاح الأرض وتحسينها بمناوبة زرعها بمحاصيل مختلفة، هكذا يتقوى العقل ويصبح مثمرا بالدراسات المتشعبة والأفكار المتنوعة.

الفكر هو كالمعدة التي تثير شهيتها وتستحث عصاراتها الهاضمة الأطعمة ُ الشهية على اختلافها.
مهما كانت التربة غنية لا يمكنها أن تأتي بمحصول وفير ما لم يتم استصلاحها وتخصيبها. وبالمثل لا يمكن للعقل أن يأتي بأفكار صحية وصحيحة ما لم يتم تشذيبه وتهذيبه.

العقل النظيف هو كالمرآة الصقيلة التي تنعكس فيها الأشياء غير النظيفة لكنها مع ذلك تحافظ على صفائها دون أن تتأثر إطلاقاً بطبيعة تلك الأشياء.

الأفكار تشبه رقع الثلج المنهمرة على سفح جبل بعيد، تتراكم وتتكدس إلى أن يؤدي تراكمها إلى بلورة حقيقة كبيرة واندفاعها بقوة متعاظمة لا يمكن الوقوف بوجهها أو مقاومتها.

الأفكار العظيمة هي كالأعمال العظيمة، لا تحتاج إلى من يروج لها ويعلن عنها لأنها تتحدث عن نفسها بوضوح وجلاء.

تباً للأفكار الظلامية التعيسة التي تشبه كتل الجليد الكثيفة في الغدران والسواقي؛ تعيق مسار الفكر وتسبب له التصادم والارتطام بدل التوافق والانسجام.

الأفكار هي كالأمواج المندفعة على سطح المحيط أثناء الليل، تكون أكثر ما تكون لمعاناً عندما تنخفض سرعتها وتنسجم حركتها مع صفحة المحيط.

أفكارنا هي كمياه البحر المالحة التي تفقد ملوحتها لدى تصاعدها نحو طبقات الجو العليا لتتساقط فيما بعد زخات خفيفة ولطيفة من المحبة والكياسة على من حولنا من أهل وأصدقاء.

ما أجمل تلك الأفكار الندية التي تشبه القبـّرة في جمال ريشها ورشاقتها وانطلاقها بسلاسة وعفوية في مساحات الفضاء.

فكر الإنسان هو كالبندول الجبار الذي لا ينفك متأرجحا من طرف إلى آخر دون أن يهدأ أو يتوقف عن الحركة.

بعض الأفكار تفقس في ظلام العقل كما تفقس الأسماك العمياء في الكهوف العميقة الظلماء. لا نستطيع رؤيتها ولا تستطيع رؤيتنا. ولكن عاجلا أم آجلا سيبزغ نور الفجر ونبصر تلك الأسماك على حقيقتها تماما كما هي.

إن حضور الفكر مؤنس كحضور شخص عزيز. غالباً ما نظن أننا لن ننسى ذلك الفكر، ولكن من غاب عن العين سلاه القلب! إذ أن أكثر الأفكار جمالا قد يغيب عن بالنا ثم يبتعد وننساه ما لم يكن مكتوباً فنعاود استذكاره من جديد.

الأفكار العذبة هي كالنحلة التي تستجمع العسل بارتشاف رحيق الأزهار وخزنه في خلايا القفير.

الأفكار الجميلة هي كهبات النسيم العليل في اليوم القائظ، تلطف هموم القلب وتمنح للنفس سكينة وطمأنينة.

الأفكار هي عالم لا حدود له ولا قيود، وأجمل الأفكار هي المتجددة، المنسجمة، وذات النتائج الإيجابية والخواتيم الحميدة.

والسلام عليكم
المصدر: موسوعة الأفكار
ترجمة محمود عباس مسعود

غادة قويدر 11-12-2011 08:29 AM

القدير محمود عباس مسعود
شكرا لتقديمكم الجميل والمفيد
وكم هو رائع لو تقدمتم بالنصوص الأصلية ثم الترجمة لتكتمل الصورة
تحية لكم ونتمنى تواجدكم الدائم هنا
تحياتي وتقديري لكم

محمود عباس مسعود 11-12-2011 11:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غادة قويدر (المشاركة 93450)
القدير محمود عباس مسعود
شكرا لتقديمكم الجميل والمفيد
وكم هو رائع لو تقدمتم بالنصوص الأصلية ثم الترجمة لتكتمل الصورة
تحية لكم ونتمنى تواجدكم الدائم هنا
تحياتي وتقديري لكم

الأستاذة غادة قويدر
يسعدني أن الأزاهير نالت استحسانك. بالنسبة لتقديم النصوص الأصلية إضافة إلى الترجمة، كان بودي تلبية طلبك، إنما ذلك يتطلب وقتاً للرجوع إلى مصادرها وهذا متعذر الآن لأن مشاغلي كثيرة وعلى عدة محاور. فهناك حوار يجريه معي رئيس الإتحاد العالمي للأدباء والمثقفين العرب، كما طلبت مني إدارة إحدى المواقع الكبرى ترجمة رسائل المبدعين العرب إلى الأمة، وفي نفس الوقت أقوم بمراجعة أحد أعمالي وهو عبارة عن أشعار مترجمة، كلاسيكية وأكثر حداثة، سيصدر قريباً باللغتين العربية والإنجليزية عن دار الكتاب الجامعي، إضافة إلى أعمالي الخاصة. بين الحين والآخر آطرح أعمالاً باللغتين في هذه المنابر الجميلة التي أحاول التواصل معها بحسب ما يسمح به الوقت.
تحياتي وأسعد الله أوقاتك


.


الساعة الآن 10:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team