منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   اِنْهَضْ مع الطِّينِ المُلَوَّنِ و الدَّقيق (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4361)

مختار الكمالي 04-13-2011 03:36 PM

اِنْهَضْ مع الطِّينِ المُلَوَّنِ و الدَّقيق
 
انهضْ معَ الطِّينِ الملوَّنِ و الدَّقيقِ
شِعر : مُختار الكَمالي


-1-

طفلٌ يغنِّي لا يملُّ من الغناءْ
لا شيءَ في الحقلِ الكبيرْ
لا شيءَ إلَّا جدولٌ للماءِ يحتضنُ الضَّفادعَ ما تمالَكتِ النَّقيقْ
في قريةٍ بلغتْ كمالَ جمالِها
بثمانِ حَفناتٍ من الطِّينِ المُلوَّنِ و الدَّقيقْ
و كَكُلِّ أطفالِ البيوتِ الغافياتِ على يديهِ
تأتي طفولته إليهِ
لا بدَّ للولدِ الشَّقيِّ - و إنْ تَكبَّرَ - أن يعودَ إلى اللَّعِبْ
لا بدَّ أن يصطادَ شُرغوفاً لكي يلهو بهِ
وقتَ الظَّهيرةِ عند جُرفِ النَّهرِ فيما لو تَعِبْ
لا بُدَّ أن يدري
بأنْ لا شيءَ في الحقلِ الكبيرِ
لا شيءَ إلَّا كومةً من أضلعٍ تغفو على "شَلِّ الشَّعيرِ"
و تقولُ للماضي : كفى !
يا أيُّها الولدُ المشاغبُ قد غفا
في قريةٍ بلغتْ كمالَ جمالِها
بثمانِ حفناتٍ من الطِّينِ المُلوَّنِ و الدَّقيقْ



-2-

قمرٌ تَدلَّى عبرَ نافذةٍ تُطلُّ على رؤاهُ
الدُّميةُ البيضاءُ غافيةٌ و تحضنُها فتاةٌ لا تراهُ
بعضُ الفراشاتِ التي حَطَّتْ على طرفِ الضَّفيرةِ
لونُها لونُ الرَّبيعِ قدْ ارتدتْ ما تشتهيهِ من الرَّحيقْ
تلكَ الفتاةُ لها ضفائرُ من ضياءٍ من ضياءْ
في حينِ كانَ الطِّفلُ يغفو فوقَ أكوامِ الشَّعيرِ
كانتَ تنامُ على الحريرِ
على الحريرِ و لا تراهُ !
كانتْ كما الأطفالُ في الحَيِّ المُدلَّلِ
تغفو على نغمِ الحكاياتِ البعيدةِ
عن أغاني الرِّيفِ
و الأشجارِ
و الحُلُمِ الشَّفيفِ
عن الرَّغيفِ
عن طفلٍ ينامُ و لا ينامُ على حكايةْ !
كانتْ لهُ قمراً تَدلَّى عبرَ نافذةٍ تُطِلُّ على رؤاهُ
في حينِ لم تلمس ضفيرتَها يداهُ !



-3-

يا أيُّها الطِّفلُ المشاغبُ لا تُطِل عنَّا غيابكَ أيُّها الطِّفلُ الكبيرْ
لا تتركِ الفلَّاحَ ينتظرُ المدائنَ و العناوينَ الكبيرةَ أيُّها الطِّفلُ الكبيرْ
لا تتركِ الغربانَ تجتَثُّ المناجلَ من حقولِ القمحِ أو حقلِ الشَّعيرْ
طالَ المَنامُ على رؤاكَ على رؤايْ
و يداكَ تشبهها يدايْ
يا أيُّها الولدُ المشاغبُ في دِمايْ
للمنجلِ المذعورِ أغنيةٌ و نايْ
للجدولِ المهجورِ أغنيةٌ و نايْ
للشَّاعرِ المغمورِ أغنيةٌ و نايْ
لكَ ما تريدُ و ما أريدُ
لكَ ما تريدُ .. و ما أريدُ



-4-

للآنَ أذكرُ كُلَّ شيءٍ .. كُلَّ شيءْ
للآنَ أذكرُ كَمْ يفاجئنا نهارٌ آخرٌ
لمْ ننتَبِهْ لقدومهِ
كنَّا انشغلنا بالأحاديثِ القديمةِ
بالأناشيدِ الجديدةِ
بالتَّنَدُّرِ و التَّشاقي
بالليالي العاطفيَّةِ و الدَّموعُ على المآقي
بالـ(لا تقولُ) و (لا أقولُ)
و يكادُ يقتلكُ الفضولُ
للآنَ أذكر كُلَّ شيءٍ ..
كُلَّ شيءْ !



-5-

لكَ يا أخي المُبْيَضُّ في حبوي إليكْ
هذا النَّشيدُ المخمليُّ و لي نشيدْ
لكَ أنْ تقولَ و أنْ تعيدْ
لكَ أنتَ وحدكَ أنْ تُغنِّي (للـرَّشَا)
لكَ (إنْ تشاءُ و إنْ يَشا)
لكَ ما عَليَّ و ما عليكْ
فانهض معَ الطِّينِ المُلوَّنِ و الدَّقيقْ
فلكُلِّ أغنيةٍ طريقْ
و لكلِّ باديةٍ طريقْ
و لكلِّ حَطَّابٍ و ما يجني حريقْ !


***

هامش :
في المقطع الأخير إشارة إلى أبيات الحلّاج التي مطلعها : يا نسيم الريح قولي للرَّشا / لم يزدني الوِردُ إلَّا عطشا


عبد السلام بركات زريق 04-13-2011 05:15 PM

السلام عليك
الأخ الشاعر مختار الكمالي
تحياتي القلبية وقد طالت غيبتك
وعدتَ والشعر بيمينك
تفعيلية رائعة بموسيقاها وصورها
وقوافيها
تقديري

مختار الكمالي 04-13-2011 06:51 PM

صديقي الشاعر عبدالسلام بركات زريق , كيف حالك ؟

كانت لي أمسية قبل شهر تقريباً في قرية من قُرى حماة , أنتم أهل حماة كرماء و مثقفون و أنا أعتز بصداقتك أخي الحبيب

شكراً لك

حسن زكريا اليوسف 04-14-2011 09:09 AM

صباحك الياسمين والفرات يا مختار

ما كنت لأتوقع إلا يانع الشعر في جنانك

قصيدة مكتملة الحسن

سلمت أناملك

ت ث ب ي ت

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

مختار الكمالي 04-14-2011 01:31 PM

أهلاً بالأستاذ الرائع حسن زكريا اليوسف , ثبَّتنا الله و إيَّاكم على الإيمان أستاذي و رزقنا حسن الخاتمة , شكراً لك .

سلطان الركيبات 04-16-2011 06:57 PM

اهلا بمختار الكمالي
مضى زمن لم نلتق ِ يا صديقي
قصيدة جميلة اتكأت صورها على عصى الطبيعة المستوحاة بخيالك
وبعض الطلول
إن البلاغة يا صديقي
أن تكتب القصيدة بلغة بسيطة ومعانٍ عميقة
محبتي لك
ورائع توقيعك

مختار الكمالي 04-16-2011 09:27 PM

صديقي و أستاذي المبدع سلطان قاسم أهلاً بك :)

و أتَّفق معك بشأن (أن تكتب القصيدة بلغة بسيطة ومعانٍ عميقة) .. شكراً لك و لا أزال أطمع في شيء من ملحوظاتكم.

علي الحزيزي 04-16-2011 11:35 PM

رائعة وبديعة فيها
قوة الشعر المستوحى
من جمال الطبيعة
ولن أزيد على من
سبقني من الشعراء
الكبار سوى ثمان حفنات
من الإعجاب لجمال النص
أ . مختار الكمالي
لك خالص التقدير .

مختار الكمالي 04-17-2011 05:00 AM

أستاذي علي ... :)

لك ثمان باقات من حديقة القلب

أهلاً بك

رقية صالح 04-21-2011 10:24 PM



سلام الله على الأديب
الذي اختار الجمال
أ.مختار الكمالي

حروف سابحة في جدول
ملون من آيات الجمال
غفت الكلمات على كتف الحقل الكبير
فانضوى الكتف متدلياً بين أغنية وناي
ونشيد مخملي على طرف ضفيرة النهر
كلمات بارعة الجمال في التصوير
أورقت حصاداً مثمراً من الدقيق
تحية وتقدير .. دمت بألف خير





الساعة الآن 12:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team