منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9616)

ايوب صابر 01-15-2013 03:25 PM

شكسبير


مكرر

- مجهول الطفولة.

ايوب صابر 01-15-2013 03:55 PM

Pedro Paramo
by Juan Rulfo Juan Rulfo, Mexico, (1918-1986)

As one enters Juan Rulfo's legendary novel, one follows a dusty road to a town of death. Time shifts from one consciousness to another in a hypnotic flow of dreams, desires, and memories, a world of ghosts dominated by the figure of Pedro Paramo - lover, overlord, murderer. Rulfo's extraordinary mix of sensory images, violent passions and unfathomable mysteries has been a profound influence on a whole generation of Latin American writers including Carlos Fuentes, Mario Vargas Llosa and Gabriel Garcia Marquez. To read "Pedro Paramo" today is as overwhelming an experience as when it was first published in Mexico nearly fifty years ago.

==

رواية * بيدرو بارامو * تأليف: خوان رولفو

يكشف لنا خوان رولفو في كتابه "سيرة ذاتية مسلحة" أن أحد الدوافع التي دفعته إلى تأليف روايته الوحيدة المؤسسة لحداثة الرواية اللاتينية "بيدرو بارامو" هي زيارته لقريته ومرتع طفولته بعد أن هجرها ثلاثين عاماً، فعاد إليها ليجدها طللاً، تلف الوحدة شوارعها وديارها، ولا يعمّرها سوى حفيف شبحي، حفيف أشجار الكازورينا تعصف بها الريح.

اعتمد بناء "بيدرو بارامو" أسلوب الرواية الحديثة، التي تهدف إلى

إشراك المتلقي كي يملأ بمخيلته الفراغات التي تركها المؤلف، خاصة أنها تقدم عالماً مستحيلاً، هو عالم الموتى، لذلك لم يكن بوسع صوت المؤلف أن يتدخل!!‏

لكن رغم ذلك شكلت شخصية "بيدرو بارامو" أحد العوامل التي نسجت وحدة الرواية، وحفظت بنيتها من التفكك، باعتقادنا، إذ كانت محوراً تدور حوله معظم الكوابيس والأحداث والشخصيات (الراوي البطل، ابنه، زوجته، وكيله، رجل الدين (الأب رينتيريا) فبدا (بيدرو) مؤثراً في حياتهم وفي موتهم! في حين اختفى المؤلف وترك شخوصه يتحدثون في حرية، وهو ما عزّز انطباعاً خاطئاً بعدم وجود بنية...
==
برغم تلكَ المادة المختلطة بينَ ادراك الوهمْ وَ وهم الادراكْ ,
وتلكْ المقدمة الساخنة في اول الكتابْ , انا جداً سخيّة في ابرازْ مئة فكرة منْ جنباتكْ يارولفو ,
لن أقولْ انكَ مُحايدْ , لانكْ تُكثرْ التأملْ , وليسَ في التأملِ افراطْ ,
وهُنَا " الطريقْ يصعد وينحدرْ , يصعد او يهبطْ , حسب الذهاب او الايابْ ,
فهو صعوداً للذاهب وَ نزول للقادمْ ," /
القارئْ الذكيّ لاتعرقله فكرة العيشْ معَ الامواتْ , ولايبطله التواصل الحسّي معهمْ ,
وبالرغمْ منْ نبرة التشويقْ , الا ان الكاتبْ يستحوذْ علينا ابدلَ الحبكة في المنتصفْ ,

ايوب صابر 01-15-2013 03:57 PM

رواية بيدرو بارامو , لـِ خوان رولفو

ليستْ مُجزأة الى فصولْ , كما قال الكاتبْ , لم تكنْ لتحتاجَ الى ذلكْ ,
رولفو يفردْ عضلة المخيلة التي يملكْ , وَ يسوقنا بعيداً عن رواياتهالواقعية الاخرى ,
وَ رواية من تحتِ الارضْ , تُنكثْ لـِتخضعنا لهذا التجاوبْ والاتصالْ بينَ الارواحْ ,
لاتنتهي حياة الميتْ , فقدْ بيقيّ الكثيرْ ليقالْ , وان سدّت الحياة اذنيها ,
: ان يجيئكَ كاتبْ , فيقولْ أكتب لاني هاوٍ , ليسَ الاَّ , فبإمكانه انيلزمكَ في منتصفْ
سرده , ويتوقفْ , لان الهامه نفدْ , هوَ ذارولفو قناعاته فوق الاشياءْ , ذكيّ ,
ويدخلكْ الى تلكَ العوالمْدونَ توجّسْ ,
يبحثْ عن الميت بيدرو بارامو , في مكاولا , مدينة القبورْ , مدينةٌ نُسجت منالامواتْ ,
الاصواتْ , اللغة , السكونْ , والريحْ , وجميع الادوات التي توحي بالتعلق بين البعث والهلاك
يستخدمها خوان لينتزعالقارئْ منْ مكانه الى تلكَ الأحياءْ الهامدة الحيّة ,
من اول الحضور في بداية هذه الرواية وانا اشعر بأن الهواءْ اسفنجة سخيّة , تمتصْ وَ تزفرْ
ربما القارئْ التقليديّ يرغب بأن يندمج بهااستدراجياً , حيثُ تبدأ من المدينة او المكان التي اتى منه , الى
تلك المدينة الضائعة الساكنة , لكني شعرت لحشدْ الاجواءْ والافكار في ذهنالكاتب فانه توغَّل بيّ
سريعاً الى بطنِ الجحيمْ , من اولها اتىبالابيضْ العاري المُتَّسخْ ,

للحظاتْ شعرتُ انَّ مُصطلح " التناقضْ " في وفاقٍتامْ وَ تكوينة الحياة , حينَ قالَ في مقطعْ,
-مالذيتفعله كل هذا الوقت في المرحاض ايها الصبي ؟
-لاشئْيااماه
-اذا مابقيت في الداخل ستخرج افعىوتلدغكْ
-حاضر يااماه ,
ويليها بالتواليّ , يقولْ ,
"عندما كنانطيّر طيارات ورقيّة , في موسم الرياحْ , ونسمعُ همس القرية النابضْ بالحياة ..الخْ"
المكانْ , الاسودْ , يوحيّبالظلالْ الروحانية ,
ذلكَ الرجلْ يعشقْ تأملْ الاشياءْ , تأملَالمطرْ , فيقولْ :
"مغفرة الذنوب , وبعثَ الجسدْ , آمينْ" , وكأنَ جُلَّ الحدثْ , في التخلصْ منْ الخطاياْ ,
علّنا نعودُ تائبينْ ,

لوانلنا فكرة خوان الى انفسنا , ومنحنا التركيزْ قليلٌ منا , لوجدنا انهيستخدمْ شخصية واحدة
في عدَّة أمورْ , لم تكن تقنيته تقليدية , في الواقعْ استخدامه شيّقٌ ورشيقٌ , جداً ,
ابونديو , وقد يكونَالبغّال ذاته هو ذاته في النطاطْ وهي وصف اكثر مما تكونْ استخدامْ , ايضاً مروّضاًللمهورْ , وَ مُهيّجاً للأحلامْ ,
ربما يكونُ ايضاً دجالاً حينَ قال لامه انْلآتُضاجعْ تلك الليلة احداً , لان القمر هائجْ ,
في حين انها كانت ليلةزفافها من بيدرو بارامو , / فأبدلت نفسها بصديقتها الحميمية , حيثُ كانتْ
هي ذاتها واقعة في غرامِ بارامو , لكنها لم تكن هي امه ,
فقدْ انجبتهُ امّهُ ذات الحدوسْ , او كما تُسمّيها العناتْ , وهي بعيدة عنبيدرو بارامو , هجرته لتذهب عند
اختها التي تُحبها أكثرْ , لذا بعد السنةاوصتْ ابنها ان يبحثْ عن ابيه الذي لم يره ,
حتى يأخذ منه غالياً ثمنالهجران الذي تركهم له ,

للحظاتْ اعيد قرائتي لنفس الكاتبْ , حتى أصبت بالتوهمْ ,
-لقد قتلوا اباك
-وانتِ , من الذيقتلك يااماه ؟

ايوب صابر 01-15-2013 03:58 PM

شخصية الابْ , ذكرتني بقصيدة
ذاتُ اللسعة لرخصْ الفكر , وضحالة النفسْ فيهمْ , ودناءة الرغبة فيه ,
حتى يقول الكاتبْ : "ومالذي يعرفه هو عن الفردوسوالجحيمْ !" , ولتصويرْ قذارة هذا الابْ ,
حين كان يتأملْ وضعه ككاهنْ , يقولْ"انني استعرضْ صفّاً من القديسينْ , كما لو كنت أرى ماعزاًتقفزْ"

وتجئُ اُخرى تنتزعْ من الحياة اثماً آخرْ , فتقولْ :
"اتركوا لي علىالاقل حقّ تخبط الساقينْ الذي يتمتع بهِ المحكومون بالشنقْ",
الالفاظ المُستخدمة , الاشخاصْ , الادوارْ , الاحداثْ , والمشاكلْ جميعها تُناسبْ ماتحتَ التُرابْ ,
قضيّة الخطيئة وَ التمثيلْ بها , جميعها لعبتْ هذا الدورْ , هذا الموقفْ ,
او بالاحرى , الشخصية التي تعالجها واقعية , وان اتتْ جُلَّ الفكرة من وحيّالبرزخْ ,
حينَ اقولْ عن الميتْ انهُ ينتهدْ , علىطريقة خوان رولفو ,فهي :
"كل تنهيدة هي مثل جرعة من الحياة تخرج من المرءْ" ,
لحظة , اسمعُ نُباحَ الكلابْ , - لن يأتيمقطعاً دونَ جلبة الامواتْ وَ ثرثرة اصواتهمْ / اصدائهمْ - وجرِّ الجحيمْ حتىمكانيّ , هواءٌ منهكْ , حارْ !
نعمْ سؤددُ النارْ الـ تلّظلتْ بهؤلاءْالامواتْ , ودللَ عليها حينَ قالْ :
"انه هو , ضعي وجهَالنفاقْ" , لازال الميتْ يمارسْ آثامه , ليعذّبهُ الله جهراً ,

-لقد شدّني الوهمْ
-الوهم! هذا يكلفغالياً , فقد كلفني ان اعيشْ اكثر من اللازمْ ,
هذا الاقتباسْ يختصر " دوروتيا " التي حلمت بحُلمينْ , احدهما " المباركْ " والاخرْ " اللعينْ "
كما اسمهتمْ , / الاول حينحلمت ان لديها ابنْ , وآمنتْ بذلكْ , حتى فقدته فجأه , حينحلمتْ
ان السماءْ اخطاءتْ , حين اعطتها قل ام , ورحم امراة عادية , حتى ماتتْ بالوهمِ وهماً ,

منالاقتباساتْ الرَّطِبة حقيقة , والتي تكسرْ روتينْ القارئْ , في السردْ الاسودْالذي يُملِيهِ القارئْ ,
من عالمْ الى اخرْ , من غرفة الى اخرى , منميت الى الاخرْ , من حشرجة الى حشرجة , ومن صوتِ الى صوتْ , آه , لذا قال :
"تعالي ايتها المياهاللذيذة , تعاليّ , اهطليّ حتى تتعبيّ , وبعد ذلكْ , اجرِ الى هنا , تذكري انناشققنا الارضَ
بالعملْ , منأجلْ ان تستريحيّ وحسبْ" / فأطلقَ ضحكة ,
هذا المشهد الوحيدْ , الذي يجربْ فيه تلقائية الطبيعة بعيداً , عنْ فحيحِالاختناقْ ,
اشعر احياناً , كان الكاتبْ يحاول ان يهزالشخصيات من كتفيها ان كفاكم بؤساً , وان اتتْ هذهِحكاية
من رؤيته , لكنْ المجال الذي ينفضه بينالفينة والاخرى هو كلمة " بزوغ الفجرْ " التي لاينفكْ يرددها ,
هناك املْ , حتى للدار الاخرة , لاشئَ ينقضيّ , رُبمَا فلسفتهمْ تُعينهمْ , لكنْ على الاقلْ
ايجاؤه بالاملْ في ظلْ هذهِ الروايةالترابية هوَ محضْ اتزانْ من الكاتبْ ,
تُتركْ عدالة الانفسْنفسها في ختامِ حديثه , حيثُ اصلاً تشعرْ انهُ بقيّ عليكْ ايهاالقارئْ
الدور الاهمْ , في انصاف بيدرو بارامو , هلتُشرعْ له الفراديسْ ابوابها , ام
تأكلهُ الجحيمْ يتلظّى ,

افسحوا لانفسكم مجالْ النقيضْ الصحْ , حتى تثبتوا انكم مرةً على السطحْ , ومارتٍ أُخرْ
انتمْ تحت انقاضِ الارضْ ,
اعادة نظرْ لحقيقة ان الامواتْ يموتونَ ثانية

ايوب صابر 01-15-2013 04:01 PM

زمن الرواية الصعب .. شبكة السرد المعقد

"
بيدرو بارامو " (*) للكاتب المكسيكي خوان رولفو

زيد الشهيد

من طواف الباصرة النقدية / القرائية ؛ خلل ماتبثّه دور النشر المتوزعة أصقاعاً متناثرة تتجلّى المقدرة على الفرز وجس ما هو رسيخ وآيل إلى التموضع في منعطفات الذاكرة – تلك المقدرة الحسيّة المكينة على خرق حُجب الخطاب وتأجيج دواخل قطبي الانتاج ( المبدع / المتلقي) من حيث أنَّ الرواية تحفر باصابع ذاكرتها متوناً لتاريخ وتفاصيل لمتابعين ادهشهم الكلم الابداعي ، وصار القارىء المتابع الدَّهِش يتطلّع بعين الرغبة ، ويتلمَّس بأنامل المكتشفين رُقم التأجج الابداعي والإحتراق اللحظوي / الدائمي العذب . وظنّي أنَّ مطالعة التجارب الروائية التي عُمتُ في خضيب غمارها هي ما رستني عند مرفأ هذا الاستنتاج .
تسوقني هذه الرؤية وأنا أتنقل شغيفاً من مرفأ نثري ارهاصي لمرفأ آخر قادم أو ماضٍ تحتشد ماوراء سوره بوادرُ وبواكيرُ نهوضٍ رؤيوي يؤرِّخ هموماً انسانية تقدّم جزئياتها مشهداً بانورامياً مؤثثةً له هدفاً ، وحافرةً تاريخاً على صفحات المسار الصاعد لتخوماللاانتهاء الانساني .
"
بيدرو بارامو " : هذا المُنتَج الروائي الذي أشعل ضوءً وهّاجاً في عتمةِ وهدة الأدب المكسيكي ، وسلَّط الانظار على حياة مُهملة لشريحة اجتماعية منسيَة .
"
خوان رولفو " : الكاتب المغمور ، القابع خلف منضدة دائرة ( مكاتب شؤون الهجرة ) المكسيكية يرمي على قارعة ذوق وتذوّق الانسانية هذا الاصبع من الديناميت الابداعي الذي نظر إليه المتابعون للحركة الادبية ببرودٍ أول الأمر، ما لبث أن فجّر في دواخلهم فضول التتبّع والملاحقة والسبر غور ؛ ثم الخروج باعتبارٍ يُقر أنَّ " بيدرو بارامو" اشتغالٌ روائي يُعَد من أهم روايات أدب امريكا اللاتينية حتى اليوم ( صدرت الرواية عام 1955 ) .
تتوخى " بيدرو بارامو " كخطاب روائي تنشيط الذاكرةِ السرديةِ عبر تهشيم البُنى التقليدية : بداية / وسط / نهايةوخلق توتر يستدعي التتبّع الحذِر والمعالجة الآنية تمتزج فيها ذاتُ القارىء وتُستَفزُّ مجسّاتُ فضوله والنزوع ، وصولاً لجمع الشَّتات وادراك اكتمالية الوحدة الموضوعية حيث التهشيم الماثل في الخطاب المقروء يجسّد قصدية صانع الخطاب في اظهار تشرذم الواقع المعاش لا واقع الشخوص الروائية فحسب ... انها قصدية كشف كاملِ العفن الآيل إلى الرفض والعُري المستور بشدة العسَف والتجنّي وقسوة الاضطهاد .
إنَّ التفكيك السردي والصوري الغريب وغير المألوف للعمل آنذاك( زمن كتابة الرواية ونشرها ) والبنائية الاسلوبية الصادمة عبر البرازخ الزمنية التي تنقلنا من حدثٍ لآخر ومن صوتٍ لأصوات خروجاً من عالم الاحياء ، ولوجاً إلى عالم الأموات وبالعكس هو ما أعطى سحراً مدهشاً وأضفى نوعاً من التحفّز والتحرك والدخول في عوالم زمكانية وسلوكيات شخوص ثم حواراتهم الموشاة بالغرابة والغيمية وبالتصدق تارة وعدم التصديق تارات .
والحساسيّة المكثفة / الضاجّة لدى الروائي منحته دفعاً قدرةَ عرضٍ سردي لحقبةٍ من تاريخٍ شكّلت تخلخلاً جاء بمثابة ارهاص لحركة تمرّد أو ثورة تحمل بذرةَ وأدِها . ثورةٌ لا يرقى مستوى وعي رجالاتها لاستشراف نجاحِها الناجز . وحقَّ للروائي أن يذكرها لأنَّ نتاجَ وطأتِها كان مأساوياً على البناء التركيبي القادم لحياته . فمن رَحِم مقاطعة ( خاليسكو ) المكسيكية ومنعطفاتها المعبّاة بالحرارة الفائرة قُدِّر لخوان رولفو – في ساعاته الأولى - أن يسمع تأوهات الصدور لجموعِ الفلاحين القاطنين قرى متناثرة وهم يرزحون تحت وطأة احتلال اسباني متعجرف عملَ على ابادة السكان الأصليين ، وأحلَّ مكانهم آخرين نظروا لأنفسهم على أنهم أسياد المكان . واستلَّ رولفو شخصية " بيدرو بارامو " نموذجاً في عمله الروائي هذا من هاتيك الشريحة المتجبّرة . ولا بدَّ لوضعٍ كذي أنْ يشهد عدم الاستقرار . ولا بدَّ للانسان المظلوم أن يصرخ يوماً بوجه مضطهديه مهما طال زمنُ العسف وشسعِت مقدرة التحمّل ( وهذا ما شهده رولفو في طفولته ، يوم تمرّد الفلاحون عندما أجبروا على ايقاف شعائرهم الدينية عام 1926 . وقد ولدت حساسية مكثَّفة ضاجّة لديه منحته قدرة عرض سردي سنراه يُنتج قصصاً تتحدّث عن كل هذا ؛ يصاحبه وفاء وحنين لماضيه أرضاً وبشراً رغم قسوة الماضي وتراجيديته ) . وبسبب ذلك فقدَ رولفو والده وجدّه ثم لحقتهما الأم ، ما دفعته إلى العزلة ودخول ملجأ الايتام حتى عمر الخامسة عشرة عندما قرر السفر إلى العاصمة لاكمال دراسته الجامعية التي لم يقدر على بلوغها فصارت العاصمة سكنه الدائم بينما تراكمت صور وأحداث أيامه السالفة في خانة متأججة من الذاكرة . ومن هذا التعقيد المُربك لحياة الكاتب ولدت روايته المُربكة ألتي لا تُفهم بسهولة ولا تمنح متعة قراءتها من أول مطالعة . إنها شبكة معقدةومتشظية من الصور والتراكيب والأصوات . ويشير مترجمها إلى أنّه واجه صعوبات جمّة في مضمار ترجمتهابعدما ظنَّ بادي الأمر أنها رواية يمكن أن ينال حظوة تقديمها بجهدٍ يسير " الحق أني وقعتُ في ما يشبه المصيدة ؛ إذ أنَّ المقاطع الأولى من الرواية أغرتني بترجمة الكتاب ، وكنتُ أتوقَّع أن تسير المقاطع الأخرى على المنوال نفسه من ذلك الاسلوب السهل الممتنع للمقاطع الأولى . إلا أني وجدتُ نفسي قد دخلتُ في رمال الرواية المتحركة التي كانت تشدني إلى الأسفل ، وتضعني أمام سلسلة لا تنتهي من المفردات والأسماء والمصطلحات . ". ومن يلج استهلال الرواية ويدخل في غمارسيرها يعذر المترجم ويمجِّد حذقه وجهده الاستثنائي في ترجمتها . فهي اشتغال صعب وعسير ما أن تدخل مع سردٍ وتوصيف لموقعٍ وحركة شخوص وحوار لمّا ترتسم ملامحهم وتلتم في الذاكرة حتى يصدمك سردٌ وشخوص وأماكن أخرىتهشّم لديك ما جمعت . وهي صفّة تدوينية كانت غير مألوفة زمن كتابتها واطّلاع قرائها . ولولا جهد المترجمومثابرته لكنّا نحن القراء العرب فقدنا متعة قراءة رواية هائلة كـ " بيدرو بارامو " إذ يشير في مقدمة كتابه المترجم أنّ " مشروع الترجمة كاد يقف عند هذا الحد لأني لم أكن مقتنعاً بما ترجمته ، ولأنَّ هناك ثغرات في النص المترجم لم استسغها ؛ إلا أنني استطعت الحصول على نسخة أخرى من الرواية نفسها صادرة عن دار نشر اسبانية فكَّت رموز هذه الرواية وجاءت حافلة بالملاحظات والشروح وقدّمت تفصيلاً شاملاً لكل المفردات الغريبة والمحلية التي وردت في الرواية . وهنا وجدتُ نفسي أقوم بترجمة الكتاب مرّةً أخرى في ضوء المعلومات الجديدة . بل اضطررتُ إلى ترجمة مقدمة الكتاب الطويلة ليستطيع القارىء فك رموز الرواية " .
تبدو عنونة الرواية بهذا الاسم اشارة مقصودة من الكاتب حيث :
( 1 ) "
بيدرو بارامو " الاقطاعي المهيمن على ( كومالا ) . له أتباعه ورجالاته . وهنا يُقر الروائي قصدياً بسطوة القوى المُضطهِدة وتقهقر ذوي المطالب الحقّة .
( 2 )
بيدرو بارامو : العاشق غير السوي ؛ الذي أحبّ " سوزانا " نصف المعتوهة والتي قرّر بعد موتها أن يحيل ( كومالا ) القرية التي تحت سطوته خراباً أبدياً ، ومدفناً جماعياً لذاكرةِ ساكنيها الذين تبعثروا فتركوا القرية جغرافيةَ أشباح ، وصفيراً دائماً .


ايوب صابر 01-15-2013 04:03 PM

تتداخل الاصوات عبر السرد وتعود الذاكرة تقهقراً ، تُبرز صوراً وحوارات ثم تتخللها تداعيات . ففي الوقت الذي يبتدىء فيه الراوية بصوت المتكلّم " خوان بريثيادو " نرى بعد عدَّة صفحاتالصوت الغائب يمسك زمام السرد ليحدثنا عن بيدرو بارامو ، حيث يتداخل أيضاً الحديث عنه . فمرةً صبيّاً تعنفه أمّه لعدم مساعدته جدّته بحوار تبدو عليه لمسات الغباء . يخترق الحوار تداعٍ يتكلم فيه بيدرو وهو رجل مسن عبر تذكره لسوزانا ، الفتاة التي أحبَّها بعمقٍ لكنَّها ماتت .. ثم يعود السرد بلسان الصوت الثالث يواصل الإخبار عن بيدرو الصبي . ومن داخل السرد يتعالى التداعي بسوزانا " كنت أنظر إلى القطرات التي التمعت في ضوء البرق وهي تسقط وأتنهّد كلما تنفستُ وكنتُ كلّماافكِّر ، افكر فيكِ أنتِ يا سوزانا ." ص74
ويعود " خوان بريثيادو " الذي استهل الدخول إلى الرواية عبر زيارة قرية ( كومالا ) بناءً على وصية أمّه التي ماتت قبل أيام لأخذ حقّه من أبيه بيدرو بارامو والتي يصلها فيلتقي بـ " دولوريس " التي تخبره أنها صديقة أمّه ، وأنهما عاشا سويةً لكنَّ أمّه تزوجت بيدرو ولم ينصفها ... يعود بريثيادو يتحدث عن " دونيا ايدوفكس " التي تحدثه عن أمه وكيف أنَّ عرّاب بيدرو نصحها أن لا تضاجع بيدرو تلك الليلة . فطلبت من دونيا ايدوفكس " أن تذهب بدلها ؛ وفعلت المرأة . ونعرف أنَّ بريثيادو جاء ولداً لـ" دولوريس " . لكن هذا التعرَّف سرعان ما يُبطل فعله فنكتشف أن " دونيا ايدوفيكس " كانت تهذي بهذا الكلام وأنها ساعة التحدث كانت من عداد الأموات وما هذا الكلام الذي سمعه سوى محض وهم انبثق في خيال " بريثيادو " نفسه على لسان " دونيا " . وحتى الشخوص الذين التقاهم بريثيادو منذ بدء الرواية هم أموات ابتداءً من الحوذي الذي ظنّه حيّاً واكتشف في ما بعد أنه ميت من خلال أخبار " دونيا ايدوفيكس "
إن ميزة هذه الرواية المثيرة أنها تجعلك تعيش المتخيَّل كما لو كان واقعاً رغم صبغته السريالية الي تطلي حركية الشخوص وتمثُّلَهمحيث تتمظهر المرأة التي يقابلها نساءً عديدات . ففي المرّة الأولى التي منها سمع الكلام ودخل في حوارٍ معها كانت " دونيا أيدوفيكس " . ودونيا هذه سرعان ما استحالت " داميانا " تلك المرأة التي لا تقطن قرية " كومالا " بلقرية " ميديا لونا " المجاورة والتي عرفها بريثيادو على أنها التي اعتنت به وربّته في صغره . ولم تعترض " داميانا " على الكلام بل وافقته وهو يخبرها أنَّ حديثاً طويلاً جرى بينه وبين " دونيا " . والغريب أن كل من التقاها وحدثته عمّن جاءت في سياق الكلام كانت حياتها غميرة المأساة ومليئة بالخطايا . الخطايا التي لا نجد له وجوداً كبيراً . فقط ما أوحى به صانع الخطاب؛ لأنَّ خطايا يرتكبها أناس بسطاء لا يمكن أن تكون مهولة إلى درجة تؤدي إلى الفناء ، وليس العذاب الذي تلاقيه هذه النفوس في مضمار موتها يقارن بكبار الخطايا . إنَّ صانع الخطاب يقسو بثقلٍ مريع على شخوص روايته حتى وإن رأيناهم أناساً عاديّين :
_ "
ألا ترى الخطيئة فيَّ إلا ترى هذه البقع الداكنةكأنها طفح ينتشر فيَّ من قمّة رأسي إلى أخمص قدمي . هذا هو الجزء الظاهر فقط ، أما داخلي فهو بحر من وحل . "
_
ومن براك إذا كان لا يوجد أحد هنا ؟ لقد طفتُ أرجاء المدينة ولم أشاهد أحداً ؟ "
_
هذا ما تعتقده أنت ، ولكن ما زال بعضهم موجوداً . قل لي إذا ما كان فيلومينو أو دوروتيا أو بردمثيو العجوز أو سوستينس ليسوا أحياء ؟ ولكن ما يحدث انهم يقضون وقتهم سجناء . لست أدري ما الذي يفعلونه في أثناء النهار ؛ أما الليل فيقضونه في حبسهم . إن هذه الساعات مليئة بالرعب . ليتك ترى زحمة الأرواح التي تمرح طليقة في الشارع . فحالما يبدأ الظلام تأخذ بالخروج . لا أحد يرغب في رؤيتها أنها كثيرة ونحن قلة . ولا تفيد معها حتى صلواتنا لانها تخرج بسبب آلامها ." ص119 هذا التصوير المهول الذي يصوره خوان رولفو لسكان " كومالا " يمثلمرتبة عالية من القسوة . وحتى " خوان بريثيادو " الراوي لم يفعِّله بل تركه يتعذب وهو يخطو على أديم طرقات القرية ويدخل بيوتاتها الذاويةثم يُدخِلهُ حلبةَ الهذيان والموت . ويظل رولفو ينشر قسوته حتى على الثورة التي تندلع على الأوضاع المتردية في الجنبات المكسيكية ويأتي لهب الثورة إلى " كومالا " فيعدها من الحركات التي تحمل بذرة وأدها . ومن هنا لا يعطي أي منفذ لخلاص " كومالا " من عزلتها ، ولا يمنح أيّة بادرة أمل لحياة جديدة ما يدفعها إلى الموت المحتَّم فيحكم عليها بالفناء .


ايوب صابر 01-15-2013 04:03 PM

ان الخطاب الروائي الذي يتعالق وذهنية المتلقي ويتفاعل معه بدافع الوصول إلى مرحلة الإدراك هو الخطاب الذي يمتلك الجرأة في الطرح والإيهام في التأويل . والشخصية التي يُرسَم لها على أن تكون مؤثرة ينبغي وجودها فاعلة لها قدرة التغيير وتحويل المسار المألوف؛ و( كومالا ) التي كانت قرية خضراء يانعة استحالت بقدرة بيدرو إلى يباب يغمرهاالهجر ويدميها الفقد . فقد استحوذ بيدرو على كل المقدرات ؛ وكان مصير القرية بيده ، فهو الذي يتحكم بجهد الفلاحين ومستقبلهم ، وهو الذي يؤثِّر على القس الأب " رونتيريا " ويدفعه إلى قبول آراءهحتى وأن كان فيها تجديف ، حتى وإن كانت تتعارض وتعاليم المسيح؛ وهو الذي كانت استباحة نساء القرية تتم لديه بمقدرة لا تستدعي الجهد ، اعتماداً على وسائل الترغيب بالخديعة تارةوالترهيب بالتهديد تاراتينفذها " فولغور سيدانو " ذراعه اليمنى التي يستخدمه لتحقيق المآرب والوصول إلى المآل . فمرة حدث إن رغب بيدرو في مضاجعة " دولوريس " فتم له إقناعها عن طريق سيدانو بقبولها زوجةً له وتحقيق مراسيم عرس سريعة وبوقت لا يتعدى امتداد التهيئة له لا يزيد على اليومين . وأمام هذه الخديعة تسقط " دولوريس " بشباك الغواية :
_
اعذر خجلي يا دون فولغور . لم أكن أعتقد أن دون بيدرو معجب بي .
_
إنّه لا ينام من كثرة التفكير بكِ .
_
لكنه يستطيع أن يختار أي واحدة ، فالجميلات مثيرات في كومالا . ماذا سيقلنَ عندما يعرفنَ ؟
_
إنّه يفكر فيك حسب ، يا دولوريس . لن يفكر بعد الآن في غيرك ." ص103
وكانت دولوريس صاغرة .. وكان الجميع أمام بيدرو صاغرين ، منفذين .
ولم يتعلق الأمر بقسوة بيدرو بارامو وامتهانه للناس بل تعدّت هذه القسوة والامتهان إلى سلوكية ولده " ميغيل بارامو " فسامَ هذا الابن الناس سوء العذاب والقتل واعتدى على الشرف ؛ إذ قتل شقيق الأب " رينتيريا " واغتصب ابنة القتيل كواحدة من ممارسات الاستحواذ والتعبير عن الهيمنة . ويوم قُتل هو رفض الأب " رينتيريا " قراءة الصلاة عليه وطلب الغفران له . ولأن لبيدرو بارامو سطوةقوية فقد أجبر الأب القس على أداء الصلاة بعدما تبرع للكنيسة كدلالة على اعترافه بهابمال وفير في محاولة لإرضائه . ولكن هل أعلن القس رضاءه عن قاتل أخيه ومغتصب ابنة أخيه بالعفو : " جمع القس رينتيريا قطع النقود الواحدة بعد الأخرى واقترب من مذبح الكنيسة ، وقال : _ إنها لكَ فهو يستطيع أن يشتري الخلاص . أنت وحدك تعرف إذا كان هذا هو الثمن . أما أنا يا ربّي فسأجلس عند قدميك لألتمس منك كل ما هو عادل أو غير عادلٍ . وهو كل ما ينبغي أن نطلبه ... عاقبه من أجلي يا رب ." ص88
ولقد قسم النقاد الرواية إلى قسمين وجعلوها ذات مستويينحيث القسم الأول بضم حضور خوان بريثيادو إلى كومالا واستحالته شبحاً عبر الرعب ثم الموت في أجواء من الفنتازيا والخيالات والتنصل عن الواقع ، في حين جعلوا القسم الثاني قسم الواقع المعاش عودةً إلى الماضي ، وقت كانت كومالاتعيش التفاصيل اليومية تحت سطوة بيدرو وأمام أنظار الفقر والخطايا والثورات الفاشلة .. وفي هذا القسم نشهد أحداث الثورات الفاشلة . وفي هذا القسم أيضاً نتعرف على بيدرو مسيطراً وقد امتلك كل شيء مثلما نتعرف على " سوزانا " وقد غدت امرأة تعيش تحت طائلة مرضٍ يجعلها لا تعير وزنا لأيامها ولا تلتفت توجهاً إلى الرب ليسعفها ؛ وإذ ماتت كان موتها بغيبوبة لا تعرف من حولها ولم تطلب غفراناً كما نشهد موت بيدرو وهو يرى نعش " سوزانا " ينقل إلى المقبرة فتتفاعل التداعيات داخله :" نظر إلى ذلك الموكب
إنَّ خوان رولفو صنع لنا رواية خالية من الفرح ، ولا توجد ثمّة منبت للضياء . زرع في فضاء مخيلتنا عالم الأموات والأحياء أو الأحياء الأموات لا فرق ، ودعانا إلى اقتفاء خطى قرية هي ذاتها قبل الفناء وبعده . ففي الوجود الذي يجسد جغرافيتهايعرض تضاريس بؤس وشقاء واستحواذ وقتل ودماء واغتصاب وغواية وأشباح وأحلام موؤدة ، وأمانٍ منتهكة ، ووجوه فاقدة الملامح ، وصدور خاوية القلوب ، وذاكرات منخورة كالغرابيل .
إنّ قراءتنا لهكذا خطاب روائي هائل تظل محفورة على صوان الذاكرة . ودائماً تنهض لتكون تدويناً يساجل التدوينات اللاحقة بصيغة مقارنة أو بأسلوب استقراء . وإذا كان " غوستاف باشلار " اعتبرَ متعةَ القراءةِ انعكاساً لمتعة الكتابةفقد رافق الصواب . وما استمتاعنا كقرّاء مطالعين وقراء ناقدين إلاّ صدى لجمالية الرواية المبثوثة على نواصي الصفحات والمنثورة صوراً في فضاء المخيلة .
وتبقى " بيدرو بارامو " رواية عصيةً على الملل ، مناهضة للإشباع، مثيرة للَّذاذات الرغوية ، ساعية للتأجج والانشطار

ايوب صابر 01-15-2013 04:04 PM

مخطئ تماماً إن ظننت أنه يمكنك قراءة هذه الرواية كأي رواية أخرى، استلزم الأمر مني قراءتين متواليتين حتى أقدر هذه الرواية، وأمنحها النجوم الخمسة التي تستحقها.
يأخذنا الراوي إلى كومالا، حيث يذهب بحثاً عن والده (بيدرو بارامو) الذي منح الرواية اسمها، في كومالا الحارة جداً والتي يوصف حرها بأن موتاها يعودون حالما يصلون إلى الجحيم طلباً للحافهم، هذه الكومالا مدينة غرائبية يلتقي فيها الموتى والأحياء، بحيث لا يمكنك أن تعرف هل من يحدثك حي أم ميت، ولكن هذا غير مهم، فهنا غرس بيدرو بارامو نفسه، وفرض قوانينه، وأنجب ابنه، بل أبنائه، فبارامو كعادة السادة الإقطاعيين ينزو على كل النساء في القرية، ويخلف أطفالاً لن تدري بهم، حتى يقول لك أحدهم “أنا ابن بيدرو بارامو”، فلماذا إذن يذهب الراوي إلى كومالا؟ إن ما يدفعه إلى هناك وعد قطعه لوالدته وهي تحتضر بأن يذهب للقاء والده، وأن يطالبه بحقوقهم التي أهملها.
الرواية مكتوبة بطريقة مذهلة، يختلط فيها الماضي بالحاضر، ولا تدري أحياناً من يتحدث، ولا أي حوار يدور، ولكنك تستمتع وتشعر بذكاء بيدرو وشخصيته الرهيبة، تراقب كيف يعامل رجاله ونسائه، حتى تصل إلى اللحظة الأخيرة ونهاية الرواية القصيرة.

ايوب صابر 01-15-2013 04:04 PM

Pedro Páramo
is a short novel written by Juan Rulfo, originally published in 1955. In just the 23 FCE editions and reprintings, it had sold 1,143,000 copies by November 1997. Other editions in Mexico, Spain, and other nations have sold countless more copies. It is Rulfo's second book, after the short story collection El Llano en llamas, translated into English as The Burning Plain and other Stories. It has had a major influence in the development of magical realism and it is told in a mixture of first and third person narration. Gabriel García Márquez said that he had not felt like that since reading The Metamorphosis, while Jorge Luis Borges called it one of the best novels in literature.[1]
The novel has been translated twice into English. The more recent translation is by Margaret Sayers Peden which has received numerous film adaptations. The first, by Spanish film director Carlos Velo and starred by American actor John Gavin in 1967 [2] and the latest will star Gael García Bernal and be directed by Mateo Gil.[3]

Synopsis</SPAN>

The novel is set in the town of Comala, considered to be Comala in the Mexican state of Colima.
The story begins with the first person account of Juan Preciado, who promises his mother at her deathbed that he will return to Comala to meet his father, Pedro P&aacute;ramo. Juan suggests that he did not intend to keep this promise until he was overtaken by subjective visions of his mother. His narration is fragmented and interspersed with fragments of dialogue from the life of his father, who lived in a time when Comala was a robust, living town, instead of the ghost town it has become. Juan encounters one person after another in Comala, each of whom he perceives to be dead. Midway through the novel, Preciado dies. From this point on most of the stories happen in the time of Pedro P&aacute;ramo. Most of the characters in Juan's narration (Dolores Preciado, Eduviges Dyada, Abundio Mart&iacute;nez, Susana San Juan, and Damiana Cisneros) are presented in the omniscient narration, but much less subjectively. The two major competing narrative voices present alternative visions of Comala, one living and one full of the spirits of the dead. The omniscient narration provides details of the life of Pedro P&aacute;ramo, from his early youthful idealization of Susana San Juan, his rise to power upon his coming of age, his tyrannical abuses and womanizing, and, finally, his death. Pedro is cruel, and though he raises one of his illegitimate sons, Miguel P&aacute;ramo (whose mother dies giving birth), he does not love him. He does not love his father (who dies when Pedro is a child), or either of his two wives. His only love, established from a very young age, is that of Susana San Juan, a childhood friend who leaves Comala with her father at a young age. Pedro P&aacute;ramo bases all of his decisions on, and puts all of his attention into trying to get Susana San Juan to come back to Comala. When she finally returns, Pedro makes her his, but she constantly mourns her dead husband Florencio, and spends her time sleeping and dreaming about him. Pedro realizes that Susana San Juan belongs to a different world that he will never understand. When she dies the church bells toll incessantly, provoking a fiesta in Comala. Pedro buries his only true love, and angry at the indifference of the town, swears vengeance. As the most politically and economically influential person in the town, Pedro crosses his arms and refuses to continue working, and the town dies of hunger. This is why in Juan's narration, we see a dead, dry Comala, instead of the luscious place it was when Pedro P&aacute;ramo was a boy.
Themes</SPAN>

People's hopes and dreams being the source of the motivation they needed to succeed is a major theme in the book. Hope is each character's central motive for action. As Dolores tells her son, Juan, to return to Comala, she hopes that he will find his father and get what he deserves after all of these years. Juan goes to Comala instilled with the hope that he will meet and finally get to know his father. He fails to accomplish this and dies fearful, having lost all hope. Pedro hopes that Susana San Juan will return to him after so long. He was infatuated with her as a young boy and recalls flying kites with her in his youth. When she finally returns to him, she has gone mad and behaves as though her first husband were still alive. Nevertheless, Pedro hopes that she will eventually come to love him. Dorotea says that Pedro truly loved Susana and wanted nothing but the best for her. The Padre lives in hope that he will someday be able to fully fulfill his vows as a Catholic priest and tell Pedro that his son will not go to heaven, instead of pardoning him for his sins in exchange for a lump of gold because he is too poor to survive otherwise. Along hope, despair is the other main theme in the novel. Each character's hopes lead to despair as none of their attempts to attain their goals are successful. Ghosts and the ethereal nature of the truth are also recurrent themes in the text. When Juan arrives in Comala it is a ghost town yet this is only gradually revealed to the reader. For example, in an episode with Damiana Cisneros, Juan talks to her believing that she is alive. They walk through the town together until he becomes suspicious as to how she knew that he was in town, and he nervously asks, “Damiana Cisneros, are you alive?” This encounter shows the truth as fleeting, always changing, and impossible to pin down. It is difficult to truly know who is dead and who is alive in Comala. Sometimes the order and nature of events that occur in the work are not as they first seem. For example, midway through the book, the original chronology is subverted when the reader finds out that much of what has preceeded was a flashback to an earlier time.

ايوب صابر 01-15-2013 04:06 PM

Plot summary and time line</SPAN>


The sequence of events for the plot is broken up in the work and is at times difficult to discern. Each plot event is stated and then defined in more detail.
  • Fulgor Sedano arrives at Media Luna: His old patr&oacute;n, Lucas, told him that Pedro is totally useless and that he should go and get a new job when he dies.
  • Pedro’s grandfather dies: His family prays for him after his death to help shorten his time in Purgatory. Pedro himself does not feel like doing this and instead thinks about Susana.
  • Susana San Juan and Pedro P&aacute;ramo play during their childhood: Pedro thinks about this often. They would fly kites near the village and Pedro would help Susana fly hers. He is scolded for taking so long in the outhouse by his mother, while he recalls this event.
  • Se&ntilde;ora San Juan dies. This event is assumed since Dorotea cannot remember seeing Susana with her mother ever. Susana also talks about how her mother died. She recounts that she was sickly and never visited anyone and how no one came to her funeral. Susana laments about having to pay for Gregorian masses for her mother and the heartless transaction of money required to be able to do that.
  • The San Juan family moves to the mining region. Not much is known about this other than they lived there for many years and later returned to Comala.
  • Susana and her Father explore the Andromeda mine. Se&ntilde;or San Juan drops Susana, at the end of a rope, down into the old mine shaft and tells her to look for gold coins. She is unable to find any, only a skeleton.
  • Lucas P&aacute;ramo was killed: He was shot at a wedding by a bullet that was meant for the bridegroom. Pedro later killed most of the people at that wedding. He also permanently crippled a man which Juan hears about in the grave.
  • Florencio dies (exact time unknown). Susana’s husband dies and she tragically becomes mad. She still thinks that he is living. She stayed up late that night waiting for him, but he never arrived at home and in the morning she found out that he was dead.
  • Fulgor Sedano tells Pedro about his father's debts: Sedano had avoided Pedro in the past because of the warnings of Lucas, but stayed on the hacienda because he loved the land. He has to tell Pedro about the debts. Pedro answers that: “I’m not interested in how much, just to whom.” They concoct a plan get Dolores Preciado to marry him to eliminate the debt to her family.
  • Sedano and Dolores Preciado talk: Sedano tells her a lie about how much Pedro had wanted her and that he is really a very shy man. To this, she replies that she is having her period and cannot be married so soon. Sedano is scornful of this reason.
  • Osorio warns Dolores Preciado not to sleep with Pedro on her wedding night. She begs Eduviges Dyada to go and sleep with Pedro in her place. Eduviges does this, but Pedro is too drunk to have sex.
  • Miguel P&aacute;ramo is killed by his horse: He is going to Contla to visit his girlfriend and to have sex with her when he attempts save time on his journey by jumping his horse over a fence that his father had built. His horse’s name is El Colorado, and it was said that this horse would be the death of him one day. His ghost came back to tell Dyada about this.
  • Miguel P&aacute;ramo is absolved by the Church: Father Renter&iacute;a absolves him after Pedro P&aacute;ramo gives him some gold coins. The priest realizes that he cannot afford to anger the leader of the town, Pedro, by not doing so. The priest is upset that he absolved his brother’s killer and niece’s rapist.
  • Renter&iacute;a talks to his confessor: He is not forgiven of his sins as he did not give absolution to the dying. The other priest chastises him for not doing his job and saying that the people of Comala believe in God more out of superstition rather than actual adoration. They talk about how the land is bitter in Mexico.
  • Dorotea Confesses: Dorotea goes to Father Renter&iacute;a and tells him that she was the one who was procuring girls for Miguel P&aacute;ramo. She is drunk at Miguel’s wake. She tells the priest that she had brought girls for Miguel for years and years and that she had lost count of how many she had gotten. The Padre said that there is nothing that he is able to do about it. He cannot forgive her and says that she will not “go to Heaven now.”
  • Toribio Aldrete is hanged: He was plotted against by Fulgor Sedano and Pedro P&aacute;ramo who accused him of “falsifying boundaries”. Toribio owned some land that P&aacute;ramo wanted to add to his hacienda. Pedro orders Sedano to write charges for Aldrete’s conviction. One night Aldrete is drunk and goes into Eduviges Dyada’a house (the corner room) and is hung. He is left to “turn to leather” and to never have salvation. The key to the room is thrown out. Ironically, Eduviges gives Juan Preciado this room in her house in which to stay the night. He then hears an echo of the past while sleeping and awakens suddenly.
  • Dolores Preciado (Juan's mother) leaves Pedro P&aacute;ramo and the Media Luna hacienda: She is looking at a crow in the sky and says that she wishes that she was this bird and could fly to her sister’s house in the city. Pedro becomes angry enough to finally dismiss her. She leaves and never returns. She and Pedro are never divorced.
  • Eduviges Dyada kills herself: Her sister. Maria Dyada, tells Father Renter&iacute;a that it was out of despair. “She died of her sorrows.” But the priest laments that all her good work has gone by the wayside and that she will be unable to get into heaven. The priest says that only with prayers will she be able to get into heaven and even then nothing is certain.
  • Start of the Mexican Revolution
  • Return of the San Juans: Se&ntilde;or Bartolomé San Juan refuses to read the letters from Pedro asking him to come and be his administrator. He is finally found and comes back to Comala only because the Revolution makes the countryside dangerous. He finds out the Pedro wants only his daughter.
  • Se&ntilde;or San Juan dies: Before, while working, he had realized that he would die and that he must die. Additionally, Sedano and Pedro conspire to have him killed. He dies and goes to heaven. His “spirit” comes to say goodbye to Susana. Susana laughs that he came to say goodbye to her while Justina cries. He must have been killed since his ghost does not haunt the town.
  • Fulgor Sedano is killed: A scared man comes to Pedro’s house with the news. He says that the revolutionaries stopped him and Sedano and told Sedano to run and tell Pedro that they were coming for him and then shot him as he ran.
  • Pedro joins Revolution: He calls the local revolutionaries to his house for supper. He promises to give them much money and support, even more than they had asked for. By doing this he managed to remain safe and preventing the soldiers from attacking his lands.
  • El Tilcuate, the revolutionary leader, and Pedro talk: Pedro tells Damasio that he has no more money to give to him to fight and that he should go and raid a larger town to get supplies.
  • Susana San Juan dies: She refuses absolution by the priest. She is simply waiting for death to come and take her. Father Renteria gives her communion, but she is semi-delirious and is talking to Florencio. Susana says that she “wants to be left in peace.” She dies without receiving the last sacraments.
  • The party: The people of Comala have a large fiesta which is full of drinking and wild revelry. This greatly annoyed Pedro who wanted people to mourn his loss of Susana. He says, “I will cross my arms and Comala will die of hunger.” And that is what happened
  • Refugia Martinez dies: This is the wife of Abundio. He had stayed up all night with her and she had died in the morning. He is out to get drunk to forget his troubles. He goes to the Villalpando’s store to do so.
  • Damiana Cisneros’s slaying: Abundio Mart&iacute;nez frightens Cisneros and she begins to scream. In his drunken state he becomes confused and begins to stab her. While doing so, he thinks about his wife and that he only wanted money for her burial. He is then captured and dragged back into town.
  • Pedro P&aacute;ramo dies: He is stabbed by his illegitimate son, Abundio. Pedro dies after thinking about Susana. It can be discerned that with her death, he died too. He realizes that he cannot move his arms and the ghost (apparently) of Cisneros comes to him and then he dies.
  • Dolores Preciado dies: Her death wish is for Juan to find his father and get what he deserves from him after all of these years.
  • Juan Preciado comes to Comala: He meets the ghosts of:
    • Abundio
    • Dyada
    • Cisneros
  • He is taken in by Donis and his sister/wife.: He is scared to death.
  • Dorotea dies
  • Juan and Dorotea are buried in the same grave.


الساعة الآن 10:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team