منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   من صفاء التّأملات .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11245)

حنان آدم 05-31-2013 05:16 PM

من صفاء التّأملات ..
 
بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله ربّ العالمين .. حمداً يليق بجلاله وكماله ... أحمده حمد الحامدين والشّاكرين, وأحمده حمد البائسين الأوّاهين المنيبين , وأثني عليه الخير كلّه .. والمجد والإكرام , والتفضّل والطول والإنعام ... لا أُحصي ثناء ًعليه كما أثنى على نفسه تبارك وتعالى... جلّ وعظُم ربّي وعلا !

أوصاني ربّي :" وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا .. لعلّكم ترحمون " , طمعاً في رحمته الّتي وسعت كل ّ شيء ... رحمته تبارك وتعالى الّتي كتبها على نفسه .. وقضى بأنّها تسبق غضبه .. وقد جعل في الأرض منها جزءاً واحداً يتراحم الخلق به , فما في الأرض مظهر رحمة بين الخلائق إلّا هو بعضه ,
ولقد تاقت نفوس القوم قبلنا إليها , ولم يرضوا بها بديلا ً , ولم يبغوا عنها عوجاً وابتهلوا لربّهم : " هب لنا من لدنك رحمة , إنّك أنت الوهّاب " .. فما طاب العيش إلا بها , ولا هان الخطب إلّا بالتماس آثارها ... وآثارها تملأ الآفاق وإليها تطوى القفار وتُذلّ الأعناق ..

فلا والله , لهيَ هي َدونها الفلاح والنجاح وصلاح أمر الأولى والآخرة , .. والله رحمن رحيم .. يتحبّب إلينا برحمته وسعة فضله وعظيم آلائه ونعم ٍلا تعدّ ولا تحصى ..

كان الحصري يقرأ : " ولله ما في السّماوات والأرض , يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء .. والله غفور رحيم " فتأمّلت وأطلقت لفكري العـــنــــان , وراء المعنى المعجز .. واللفظ الموجز في نهاية الآية : والله غفور رحيم " فقد خُتمت بصفتين جليليتين من صفات ربّنا تبارك وعلا , وقبلها ذكر أنّه قادر على تعذيب من يشاء .. لكنّ فضله أعمّ وأشمل وهو عفوّ كريم يحبّ العفو والمغفرة .... فطمعت ُ لا كالطّمع !! ورجوت الرّجاء كلّه حتى أتيته في نفسي بحذافيره ..
أي ربّي ... أسألك رحمتك التي وسعت كل ّ شيء ...
ألا فلتسعنا بها ولتشملنا فلا حول ولا قوّة لنا إلا بك ... ولن نجد من دونك ملتحدا ً ... ولن نجد من دونك وليّا ً ولا نصيرا ُ

رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ... هب لنا رحمة من لدنك يا مولانا ... اللهم ّ آمين ..

ثم ّ سمعته يقرأ " واتّقوا الله .. لعلّكم تفلحون "
وذكرت في نفسي وصيّة أبي وأمّي بالتّقوى .. وذكرت كلامهما بأن ّ التّقوى هي وصيّة الأوّلين للآخرين .. وهي وصيّة الله لخلقه ...
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتقوا الله " فهي جِماع الخير ... وسرّ الفلاح كلّه .... وما أكثر ما طلب منّا ربّنا تحرّيها , والعمل بها على الاستطاعة ... " واتّقوا الله ما استطعتم " ...
وما أعظم ما تأتي به .. " واتقوا الله .. ويعلّمكم الله " , واتّقوا الله لعلكم ترحمون " , ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب " ..

..فاللهمّ التّقوى التّقوى نسألك ...اللهم ّ فلاحاً منك ونجاحاً وصلاحاً بها .... اللهم ّ آمين آمين

فها هي نعمك تنثال علينا من كلّ صوب وما بنا من نعمة فمنك يا مولانا , فكلّ نعمك تقرّبنا إليك , وكلّها تعرّفنا فضلك علينا
ألا ما كانت نعمة أشدّ منّة من الإيمان ... والتسليم والإذعان , ولقد تهون الحياة بأسرها لقاء الإيمان والتّقوى ... وفي سبيل الله ..

قالوا صف الحب لا تخطئه فى صفة
ان كان وصفك بالحق اتبعناه

فقلت صدق واخلاص ومعرفة
وان تموت وان المقصد الله

وان تعيش مع الرحمن منكسرا.
وان يكون لك البارى هو الجاه

ويبشّرنا الكريم ويقول لنا , ومن أصدق منه تبارك وتعالى قيلا ً ؟!! :
" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "

فالحزن كلّ الحزن في الرغبة عنه , والالتفات لغيره جلّ وعلا , وهو أعلم بنا منّا وأرحم بنا من أنفسنا
والله لطيف بعباده .. و" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ... "

سبحانك ربّي .. سبحانك سبحانك سبحانك !!
ما عبدناك حقّ عبادتك وما شكرناك حقّ شكرك ,
فاغفر الله جدّنا وهزلنا وخطئنا وعمدنا وما أسررنا وما أعلنّا ... وكل ّ ذلك عندنا

سبحانك وبحمدك وصلّ وسلّم يا مولانا على خيرة خلقك ورحمتك للعالمين وليّك وخليلك .. محمّد صلّى الله عليه وسلّم ... والحمد لله ربّ العالمين .

ـــــــــــــــــــــــــــ
مساء الخميس : 21 رجب 1434 هــ
الموافق : 31 مايو 2013 مــ

حنان آدم 05-31-2013 09:30 PM

http://www.youtube.com/watch?v=K-vQJDP5MvI

آية أحمد 06-02-2013 04:53 PM

محطات مختلفة للتأمّل ارتدناها رفقة
هذا الحرف الرقيق النابع من روح
شفيفة لسوسنة امتشقت المداد سيفا
كي تذود عن حمى الرحمن بخير ماجادت
به القريحة والفؤاد الملئ بالإيمان...

الراقية حنان آدم

في رحاب نصك النابض طهرا استراحت قلوبنا
وانتعشت أرواحنا... فشكرا لمداد فكر هذا فكره.

بوركت .

حنان آدم 06-05-2013 08:30 PM

الكريمة .. آية أحمد

راقني ذوقك الرّفيع , أشكره لك وأقدّره سيّدتي ..
ولله الحمد أن أثير لديك مثل هذه مشاعر صافية وسامية ..

شاكرة لك مجدّدا ً ..

عبدالله باسودان 06-15-2013 05:47 PM

حنان آدم الكاتية القديرة
جزاك الله خيراٍ أن نقلتينا إلى رحاب
هذه الأجواء الروحانية. هذه الأجواء من الباقيات
الصالحات. نسأل الله أن يثقل بها حسناتك.

دمتِ مع الله وبالله وفي الله.


الساعة الآن 12:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team