منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الإناء... ونصفه المملوء (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12483)

هاشم الصفار 11-24-2013 08:41 PM

الإناء... ونصفه المملوء
 



سنّ الله سبحانه وتعالى دستور الشريعة وتعاليمها لبني البشر لأجل صلاحهم وسعادتهم، ولكن الناس لا يفقهون حقيقة الكثير منها، أو يتخذونها سطوراً للمطالعة فقط لا غير، وكأنها ليست للتطبيق، ومنها شكر الناس ومجازاتهم بالكلمة الطيبة، ورؤية الجانب الإيجابي من تصرفاتهم، أي عدم التغاضي عن النصف المملوء من الإناء؛ لكي لا نكون مصداقاً لقول الشاعر قديماً:
ومن يك ذا فم مرّ مريض * يجد مراً به الماء الزلالا
يقول ابن كثير صاحب كتاب (البداية والنهاية: ج2/ ص106) أنه (مر عيسى (ع) وأصحابه بجيفة فقالوا: ما أنتن ريحها فقال: ما أبيض أسنانها..!)، فلنسأل أنفسنا: كم عدد الذين يتحلون بهذه السمة والفضيلة في عصرنا هذا؟ ويقول عيسى (ع) في نفس المصدر: (لا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب، وانظروا فيها كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية).
وقد ابتلينا فعلاً بآفة التذمر، وانتقاد كل شيء يصدر من الناس، بحيث أضحى الفرد لا يدري بالضبط ما يصنع لإرضاء الآخرين، سواء أكانوا من أرباب عمله، أم من المحيطين به، من الذين يرون أنفسهم فوق الخطأ والنسيان..!! ونحن نعلم أن الوصول إلى حالة عدم الخطأ تعد من الكمال التي لو تحققت، فأنها لن تستمر؛ لأن الحياة وصروفها لا تبقى على وتيرة واحدة، والإنسان وسط تيارات متكالبة ومتعددة، تستنزف طاقاته ومواهبه عبر السنين.
إن ميكانيكية الحياة وتجردها من المشاعر الإنسانية تدريجياً، قادتنا إلى حالة التصحر والجفاف تلك، بحيث بتنا لا نعرف كلمات مثل: الحمد والثناء والشكر والتقدير والتي يجسدها القرآن الكريم في قوله تعالى: (قولٌ معرُوفٌ وَمغفرَةٌ خَيرٌ من صَدَقَة يَتبَعُهَآ أَذًى)، بل صار ديدننا البحث عن هنات الآخرين، وسقطاتهم، ومواطن تعثرهم، وكأننا نبحث عن كنز ثمين، لو حظينا به استطعنا التبجح والسيطرة عليهم نفسياً ومعنوياً..!!

ريم بدر الدين 11-28-2013 09:34 PM

ذلك أنّا ابتلينا في وقتنا هذا بمن يعتقد انه حاز على الكمال و أنجز جميع ما عليه و بات من حقه أن ينصب نفسه ناقدا و منتقدا لا بغرض الاصلاح و التقييم و إنما بغرض الاستعلاء و الاستعراض
هو غرور لا حل له
أ. هاشم الصفار
عرض جميل جدا للفكرة
تحيتي لك

سامر العتيبي 11-30-2013 11:38 AM





الكمال لله وحده وارضاء الاخرين غايه لا تدرك فلنظر دائماً للاجمل
مودتي

عمر مسلط 12-02-2013 09:03 AM

أختصر مقالك الجميل بهذه العبارة :

" إذا وصلت إليكم أطراف النعم .. فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر "

الأخ الكريم / هاشم الصفار

أشكرك على جمال الفكرة ...
متمنياً لك الخير ...

ناريمان الشريف 12-03-2013 09:54 AM

وقد ابتلينا فعلاً بآفة التذمر، وانتقاد كل شيء يصدر من الناس، بحيث أضحى الفرد لا يدري بالضبط ما يصنع لإرضاء الآخرين، سواء أكانوا من أرباب عمله، أم من المحيطين به، من الذين يرون أنفسهم فوق الخطأ والنسيان..!!

نعم ... التذمر آفة
وانتقاد الآخرين آفة أخرى
تدلل على اشتغالنا بحال غيرنا والتربص بأخطائهم
وغض النظر عن أخطائنا
أشكرك أخ هاشم



تحية ... ناريمان الشريف


الساعة الآن 03:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team