منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   لقاء .. مع الأستاذ الكبير أيوب صابر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=19267)

ناريمان الشريف 01-09-2016 11:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 201815)
استاذة نريمان
- اسمح لي أولاً أن أناديك باسمك الحقيقي ( خليل)
لا مانع طبعا ويسرني ذلك كثيرا .

- لمَ لمْ تترك والدتك أية صورة أليس هذا غريباً ؟! في زمن يوثق الناس كل لحظات أعمارهم بالصور ..؟


والدتي توفيت رحمها الله عام 1956 ولك ان تتخيلي ماذا كانت عليه الحال في الريف الفلسطيني في تلك السنوات وربما ان ذلك صعب عليك تخيله لانك تنتمي الي جيل لاحق ومن سكان المدينة وربما انك ولدت في الكويت على ما اذكر .
في تلك الايام كانت فلسطين تعاني من اثر النكبة وما خلفته من كوارث ولا بد ان الفقر كان السمة الغالبة فقد عرفت مثلا ان والدتي كانت مريضه وحتى يتمكن والدي من علاجها اقترض 5 دنانير اردني من احد الاشخاص المرابين ولا بد ان ذلك كان خياره الوحيد ورهن مقابل الخمسة دنانير كرم زيتون ربما يزيد حجمه عن خمس دنمات وما لبث ان استولى ذلك الرجل على كرم الزيتون .
وحتى لو وجد التصوير في ذلك الوقت فحتما كان مقتصرا على اصحاب المال والنفوذ او لنقل ابناء المدينة ربما ولو انها لم تكن تختلف كثيرا في أحوالها عن الريف. ولا تنس ان العادات والتقاليد كانت ربما تمنع المرأة الريفية من ذلك الزمن ان تقف امام الكاميرا ؟! ربما ؟! كما ان الوصول الي اقرب مدينة وهي نابلس وتبعد 20 كيلومتر كان صعبا وغالبا اما انه كان يتم على ظهور الدواب ( الخيل والحمير ) أو سيرا على الأقدام. وقد قيل لي ان ابنة عمة لي كانت قد ارتفعت درجة حرارتها في نهاية الاربعينات فحملها والدي الي الطبيب في المدينة لكن الحرارة كانت قد تمكنت منها قبل وصولها الي الطبيب.
اتصور ان الطفرة في التوثيق والتصوير حدثت بعد الاحتلال اي بعد العام 1967 حيث كان لزاما الحصول على بطاقة هوية لكل مواطن . علما ان اقدم صورة لي شخصيا وجدتها ضمن بضعة صور أخذها ابن عمة لي وهو مدرس وقد أخذت في بداية الستينات واتصور انه حصل على الكاميرا من العراق حيث كان يعمل اخاه الاكبر .
.

أشكرك .. وأعتذر منك أخي خليل .. لأنني في سؤالي ربما أكون قد قلّبت المواجع
ولكن هذا هو الحال بالنسبة لأية سيرة ذاتية ..
وعلى أية حال .. لم أتساءل بالنسبة للصورة سوى لأنني وجدت صوراً - بالأسود والأبيض - كثيرة لأجدادي في الخليل منذ عام 1948 أو قبل ذلك .. ولكن يبدو كما قلت ربما لأن حال القرى الذي يختلف عن المدن ..
والآن اسمح لي أن أعود إلى الاسم مجدداً
اسمك الحقيقي خليل .. فما هو سبب تسميتك لنفسك ب ( أيوب صابر )
فأيوب هو من أكثر الأنبياء صبراً ثم عطفت على اسم أيوب ..صابر ... وكلاهما عنوان للصبر
مما يعطي انطباعاً أنك صبرت على ( .... ) جداً حتى سميت نفسك بهذا الاسم ؟
ما هو السر وراء ذلك ؟


تحية ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 01-16-2016 06:28 PM

أين أنت يا أستاذ أيوب ؟؟؟
نحن بانتظارك


تحية ... ناريمان الشريف

ايوب صابر 01-16-2016 11:39 PM

أنا معكم استاذة ناريمان واعتذر لتأخري بسبب السفر فقد عدت لتوي من رحلة عمل لمدة 5 ايام .
وسوف استكمل ما بداته هنا ان شاء الله الصبر الصبر *

ناريمان الشريف 01-22-2016 06:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 202234)
أنا معكم استاذة ناريمان واعتذر لتأخري بسبب السفر فقد عدت لتوي من رحلة عمل لمدة 5 ايام .
وسوف استكمل ما بداته هنا ان شاء الله الصبر الصبر *

الله يعطيك العافية ...
وحمداً لله على سلامتك
نحن بانتظارك لتجيب على سؤالي
وبانتظار الأصدقاء لطرح الأسئلة

تحية ... ناريمان الشريف

ايوب صابر 01-24-2016 01:34 PM

اعتذر لتأخري مرة اخرى بسبب الانشغال بعملي الوظيفي :)

- أشكرك .. وأعتذر منك أخي خليل .. لأنني في سؤالي ربما أكون قد قلّبت المواجع ولكن هذا هو الحال بالنسبة لأية سيرة ذاتية ..

- لا عليك فانا متصالح مع الماضي ومواجعه ولا حرج في طرح اي سؤال.

س - اسمك الحقيقي خليل .. فما هو سبب تسميتك لنفسك ب ( أيوب صابر )

[SIZE="4"]- هذا سؤال تطول اجابته وقد يحتاج الى مجلدات للاجابة عليه. فانت تطلبين مني سرد قصة حياتي او على الاقل الجوانب الموجعة منها طبعا، ولكني اتصور انني استطيع تلخيص كل ذلك بكلمة واحدة " الاحتلال". فاذا كان السفر قطعة من العذاب فان الاحتلال هو القهر كله.

الصحيح انني منذ لحظة الزلزال الذي صدمني وانا فتى في الثالة عشرة من عمري وذلك طبعا هو الاحتلال ، اردت ان اكون خفيا invisible خشية من الاحتلال وما يرتبط به، وقد تعزز هذا الشعور بعد ان درست كجزء من رسالة الماجستير الخاصة بي ، رواية الكاتب الامريكي من اصول افريقية رالف السون وهي بعنوان الرجل الخفي the invisibleman والذي يصور حياة الالم والوجع الشديد لشاب اسود في بلاد البيض وهو احتلال من نوع اخر ربما اشد قسوة علما بان بطل الرواية يتيم وكذلك الكاتب فالرواية المذكورة سيرة ذاتية اراد البطل ان يحيا فيها خفيا لشدة وهول ما واجهه في مجتمع البيض من الم وقهر.

وهذه فقط بعض المواقف التي ترصد بعض المواجع التي اختبرتها شخصيا وربما تبرر تلك الرغبة واختيار ذلك الاسم .

في الايام الاولى للاحتلال قام الاحتلال بمنع التجول على القرية التي اسكن فيها، وتم جمع الرجال في ساحة وسط البلد ولم يبق في المنازل سوى النساء والاطفال. المشكلة انه اثناء تلك العملية دارت اشاعات بين من تبقى في البيوت والذين كانوا يتلصصون على ما يجري في الساحة بأنهم يقتلون الرجال، وانهم قصوا شوارب فلان وخلعوا اظافر علان واطلقوا النار على زيد وعبيد... لم يكن ذلك صحيحا ولكن اثره كان مزلزلا ومخيفا لطفل في مثل سني في حينه.

بعد سنوات قليله من الاحتلال، وكنت حينها في الجامعة ادرس الادب الانجليزي، ورغبة مني في اتقان اللغة الانجليزية، وتحسين ملكاتها، حاولت العمل بنصيحة استاذة لي من الجامعة اسمها الاخت بيا PIA، وهي من اصول ايرلندية، وما ازال اذكر اسمها لانها كانت تقول ان اسمها يحمل الحروف الاولى لشركة الطيران الدولية الفلسطينية Palestine International Airways ...وكانت تنصح بأن على من يرغب في تعلم شيء واتقانه عليه ان يعلمه if you want to learn something teach it ، فتطوعت لتدريس بعض الطلبة من المدارس في القرية، ولكن ذلك ترجم من وجهة نظر الاحتلال على انه عمل نضالي، ولولا نصيحة صديق لي لكنت ربما عفنت في غياهب السجن...فقط لانني اردت تعلم اللغة الانجليزية.

وقد اختبرت ايضا في احدى الليالي وجع الزيارات الليلة لقوات الاحتلال..فاثناء دراستي الجامعية ارادت قوات الاحتلال على ما يبدو اعتقال احد الطلاب، ولكنهم لم يعرفوا على وجه التحديد مكان سكنه فقاموا على زياراتنا ليلا انا وزميل لي ربما بعد الثانية صباحا..وكانت لحظات رعب حقيقية تلك التي تصاحب مثل تلك الزيارة الليلة...جنود مدججين بالسلاح يطرقون الباب ببساطيرهم واعقاب بنادقهم ..ثم سيل من الاسئلة لشخص مرتبك بل شديد الارتباك لا يكاد يعرف ما يقول وقد افيق للتو من النوم ولا يعرف السبب او المصير...اؤكد لك ان صدمة هذه الزيارة الليلة المفاجئة اشد من صدمة زلزال بقوة 10 درجات على مقياس رختر.

لاحقا وعندما بدأت السفر والى خارج القفص.. او السجن الكبير ...وما ادراك ما السفر عبر حواجز الاحتلال والحدود...اذكر ان لحظات وداع المسافر في مثل تلك الايام كانت اشبه بلحظات وداع مشروع انسان ميت..شديدة الالم والوجع. وكانت طقوس السفر تبدا في ساعات الليل المبكرة ربما الثالثة او الرابعة صباحا ولك ان تتخيلي وجع السفر عبر الحواجز ومخاطره، ثم وجع اجراءات السفر...
كان المشهد في احد المرات في الباص الذي يستقله المسافرون عبر الجسر مزلزلا مؤلما..الي حد ان امرأة عجوز صارت تتأفف فما كان من ابنتها الا ان قالت لها تذكري يا والدتي بأن "الانسان خلق في كبد"؟! ...كان على الانسان استحضار كل الايات والمواعظ التي تحث على الصبر حتى يستطيع ان يتعايش مع ظروف الاحتلال وقهره والم السفر..وعذاباته.

وفي مشهد اخر كنا حينها في رحلة العودة من الاردن حيث كان يطلب منا خلع الحذاء والعقال لمن يلبسه طبعا، وكل ما يشك به ليتم تفتيشه عبر الماكنات، وكان هناك شيخ كبير في السن، خلع حذاءه وعقاله ووضعها في الصندوق المخصص للتفتيش، وعندما انتهى من التفتيش الجسدي سار خارجا ولكن سار حافيا وقد نسي حذاءه... وربما ان وجع المنظر وقساوته هو الذي انساه الحذاء.

هذه مجرد مشاهد تصور بعضا من معاناة والم انسان يعيش تحت الاحتلال... اما وجع الاحتلال وقهره كله... فلا اتصور ان احدا يستطيع حصرها وتسجيليها فهي عصية على التدوين.. وحتى ايوب المشهور بصبره ما كان ليحتملها حتما.



[/SIZE]

ناريمان الشريف 01-25-2016 11:23 AM

وفي مشهد اخر كنا حينها في رحلة العودة من الاردن حيث كان يطلب منا خلع الحذاء والعقال لمن يلبسه طبعا، وكل ما يشك به ليتم تفتيشه عبر الماكنات، وكان هناك شيخ كبير في السن، خلع حذاءه وعقاله ووضعها في الصندوق المخصص للتفتيش، وعندما انتهى من التفتيش الجسدي سار خارجا ولكن سار حافيا وقد نسي حذاءه... وربما ان وجع المنظر وقساوته هو الذي انساه الحذاء.

هذه مجرد مشاهد تصور بعضا من معاناة والم انسان يعيش تحت الاحتلال... اما وجع الاحتلال وقهره كله... فلا اتصور ان احدا يستطيع حصرها وتسجيليها فهي عصية على التدوين.. وحتى ايوب المشهور بصبره ما كان ليحتملها حتما.

سلام عليك .. والله يعطيك العافية أخي أيوب ..
هذه المشاهد التي ذكرت .. كل إنسان فلسطيني عاشها بكل تفاصيلها مع اختلاف درجة الاهتزاز على مقياس ريختر ..
يبدو أنك من غير شعور .. فتحت باباً لا يغلق من أبواب الوجع الفلسطيني الذي نلت منه ونال منك
.. يا ليتك تتحدث باستفاضة .. فسرّ حياة أي إنسان تكمن في تفاصيل أوجاعه
كما أود أن تحدثنا عن طفولتك والظروف التي أحاطت بها غير تلك الظروف السياسية ..
مع الشكر والتقدير

تحية ... ناريمان الشريف

مها الألمعي 01-25-2016 02:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طابت أوقاتكم
حتى لا أكون كمتجسسة
فضلت أن أسجل بهذا الرد متابعتي للقاء الأستاذ أيوب
وأنا متشوقة جدا لأن يكمل
شكرا أستاذة ناريمان على هذه الخطوة منك
وشكرا للأستاذ أيوب قبوله مشاركتنا بهذه التفاصيل.

هند طاهر 01-26-2016 12:41 AM

اقتباس:

وفي مشهد اخر كنا حينها في رحلة العودة من الاردن حيث كان يطلب منا خلع الحذاء والعقال لمن يلبسه طبعا، وكل ما يشك به ليتم تفتيشه عبر الماكنات، وكان هناك شيخ كبير في السن، خلع حذاءه وعقاله ووضعها في الصندوق المخصص للتفتيش، وعندما انتهى من التفتيش الجسدي سار خارجا ولكن سار حافيا وقد نسي حذاءه... وربما ان وجع المنظر وقساوته هو الذي انساه الحذاء.

هذه مجرد مشاهد تصور بعضا من معاناة والم انسان يعيش تحت الاحتلال... اما وجع الاحتلال وقهره كله... فلا اتصور ان احدا يستطيع حصرها وتسجيليها فهي عصية على التدوين.. وحتى ايوب المشهور بصبره ما كان ليحتملها حتما.

مشهد مؤلم بعد التجربه .. وبسببه لم اعد لفلسطين من سنة 2009

متابعه لكم ولي عوده باذن الله ... تحيتي ..

ناريمان الشريف 01-26-2016 12:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها الألمعي (المشاركة 202631)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طابت أوقاتكم
حتى لا أكون كمتجسسة
فضلت أن أسجل بهذا الرد متابعتي للقاء الأستاذ أيوب
وأنا متشوقة جدا لأن يكمل
شكرا أستاذة ناريمان على هذه الخطوة منك
وشكرا للأستاذ أيوب قبوله مشاركتنا بهذه التفاصيل.

احترامي وتقديري لشخصك عزيزتي مها
أشكرك على مشاركتنا هذا الحوار الطيب مع الأستاذ أيوب
تحية ... ناريمان الشريف

ايوب صابر 01-27-2016 12:31 PM

اشكر الاستاذة مها الالمعي
والاستاذة هند الطاهر على الاهتمام والمتابعة

سرني جدا حضوركن...فقد اصبح لدي 5 ملايين متابع...


الساعة الآن 02:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team