ثمن السعادة...
 

غداة إطلاق سراحه، زاره المحقّق الذي باشر القضيّة. قال متوعّدا :

- لا يجولنّ في خلدك أن قضاء محكوميّتك كاملة، ستسقط مطالبتك بالأموال التي اختلستها.. سأستمر في مطاردتك حتى يعود الحق لأصحابه..

اكتفى برسم ابتسامة ودية.. والتقط حقيبة في متناول يده.. فتحها واذا بها ممتلئة بالأوراق النقدية، ناولها له قائلا:

- هاك المبلغ كاملا غير منقوص .. ارتسمت الدهشة على ملامح المفتش:

- ماذا؟ كيف ولماذا؟ رد مذهولا. ابتسم قائلا:

- قبل خمسة عشر عاما، وفور وضع يدي على النقود.. قمت بإيداعها في أحد البنوك، وحصلت على سعر فائدة مرتفع جدا بسبب طول مدة ربطها، التي تعادل فترة حبسي تقريبا.. لقد استحقت الوديعة منذ أيام بسيطة.. وحال إطلاق سراحي قمت بسحب النقود والفوائد.. وأردف:

- سأكتفي بقيمة الفوائد، وهي تكاد توازي المبلغ الأصلي وكأني استلفته سلفة...

ثم أضاف:

- لقد درست الأمر جيدا.. بكل أبعاده ومضاعفاته.. راضيا بسجني وعقابي... لو عملت طيلة حياتي ما استطعت جمع هذا المبلغ، ولتقاعدت محاسبا تافها مغمورا، حتى المرأة الوحيدة التي أحببتها في حياتي هجرتني وتزوجت أحد الأثرياء...

صمت هنيهة مفكرا، واسترسل قائلا:

- ما زال في العمر بقية - لما أبلغ الأربعين بعد - درست في السجن وأتممت تعليمي بالمراسلة.. ونلت شهادة عليا في الإدارة والتخطيط.. أنوي الهجرة إلى بلد أخر حددته مسيقا يتمتع بالحريات وبجوه اللطيف.. مستخدما هوية جديدة ببداية نظيفة..

وأشرق مبتسما:

- كل الصعوبات ستذلل.. سأتزوج إحدى الصبايا، كنت راسلتها بالسجن وهي بانتظاري... أخيرا سأتنعم برغد العيش... فمعي المال الوفير لذلك.. !

***********


(النص اقتناصة من الذاكرة... أحببت نقلها هنا)...

ربما في بلاد لا تؤمن بقيمة الحرية ، و استعبد فيها الناس حتى أضحوا ينظرون إلى المال أو إلى مذهب آخر كمخلص لهم من تلك العبودية ومن أجله يمكن للفرد أن يقترف في حق نفسه كل الجرائم .

كل التقدير والاحترام

فعلا هذا ما صار مع بطلنا...
لما لا يكون هنالك أي وازع ديني...
يسمح لنفسه تجاوز كل القوانين...

شكرا الاستاذ ياسر على حضورك وتعليقك...

تحيتي واحترامي.

السعادة اقتناع الروح بما لديها ...

السعادة ليست مال و جاه .....

السعادة هي الرضا ...

و نحن - كبشر - لا نرضى بل نعيش في دوامة الطمع أبداً

الشفيفة ريما ...

ذاكرة خصبة و أسلوب جميل كألف نجمة كونية ...

صافي الود

تسلمي عزيزتي جليلة على حضورك الجميل..
اوافقك طبعا على ما تفضلت به...
ومعادلة خاسرة التضحية باهم سنوات العمر
الشباب من اجل المال..

شكرا جزيلا لكم اسعدني حضورك...


مودتي واحترامي وتقديري.