المدعو "فلان"
 

أنا مواطن بامتياز..
لستُ متأكدا إن كنتُ كذلك، أو كنتُ قريبا من ذلك أو دونه، أو لا...؟!!
سرقتُ من حقيبتي قلمي، وهو الذي كان ملْكا لها..حملته فوق رأسي مفاخرا بالسرقة، ومجاهرا بها في وضح الليل !
اقتادوني إلى مراكز الشرط المتعددة، وجابوا بي محاكم عديدة، وعرضوا قضية الشنطة والقلم على الكهنة والعرافين؛ رغم أنّ السارق أنا..
أنا المدعو/ فلان..
وقفت عند باب مسجد الحي أعلن توبتي، وألعن السرقة..
ولكن اللعنة تطاردني كلما حللتُ ضيفا على مجالس الرجال، والنساء من محارمي، أيضا..
أعلنت لهم توبتي من سرقة شنطتي التي حملتْ وطنيتي وقلمي حملا حلالا لم يشوبه شك، ولكنني سرقت..سرقت لأنني المدعو/ فلان !
فمن أكون؟ هل اختنقت هويتي؟ رغم أن لونها تغيّر، وطعمها ورائحتها لم تتغير..
المدعو/ فلان..
مواطنٌ بامتياز، مع مرتبة الشرف الأولى، ولكنه مازال "مدعوا" في المخطابات والمراسلات الرسمية..مازال يتصحر، ويغلي، ثم يبرد فيتجمد داخل كرات الثلج الغنية بفيتامين "و"، ما لبث بعدها أن استسلم للمعادن والغاز غير الضار..
حلم الهوية الحقيقية والانتماء الفعلي مازال يطارده في كل دائرة رسمية..ماذا قدّمت له تلك الدائرة؟ هل حققت له هويته على طبق حتى لو كان من "بلاستيك"؟! أم أنه يخرج من تلك الدائرة وحوله تدور الدوائر؟!
لستُ جازما من تحقق الحلم في دائرة، ولكنني أُجزم أنه سيتحقق بين كفّي رجل المستقبل بدون منازع؛ بل هو كل المستقبل - بإذن الله -..عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود..
والله من وراء القصد.
أبو أسامة

لا فض فوك وفاك ومبسمك وقلمك وشنطتك ويكفي أنك اعلنت التوبه ولكن توبتك ينقصها لآن المدعوا ما زال على حاله يمارس دون أن يمارس
نص قوى وله أبعاده وله تقيم راقي كصاحبه