منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   تصوّر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28814)

ياسَمِين الْحُمود 07-04-2021 02:03 PM

تصوّر
 
بين الذين نجلّهم
الموت قافلةُ العطاءْ
كانت سماتُ الأهلِ
داخلةً شمالاً
باتجاه القلب
للقدر المُخبّأ، لانفراج الكفّ.. نرفعها
فترفعُنا العيون إلى السماءْ
لكنّما الأحلامُ تسبقنا،
ويخذلنا الوفاءْ
وتعود خاوية كما تُلقى الدِّلاء
ظمأى يؤرقها اشتهاء
الصومُ يُضنيها
وما في العَين ماء
***
يا أيها الطاووسُ مهلاً
بائسٌ مَن جرَّ ذيل الخُيَلاء
يا أيها المغرور بالدنيا
ويُغريك التمنّي بالبقاء
كم خائبٌ هذا الرجاء
تمضي على دربٍ
ومهما طال يلقى حتفهُ
ذات انقضاء
فلتخلع الأوزار وازرع غرس خير ٍ
إنَّ خير الغرس ِ غرسٌ في حقول الفقراء
***
يا من تحلّى في اليمين بفضة ٍ
واختال حتى الانتشاء
مهلاً حذار ِ
فليس في اليسرى رجاء
والمرء يرسم منتهاه إذا تدبّر واعياً
فهو النعيمُ إذا تعقّل واقتفى أثر الهدى
وإذا تردّى في غيابات الضلالة والسُّدى فهو الشقاء
***
النفسُ تائقة إلى مرآتها
لكنها ما بين مِطرَقةِ الشَّغَفْ
والخَوفِ سِنْدانِ القَلَقْ
يَتَعَهَّدُ اللَّوْمُ النَّقاء
فَكلما وقفت خشوعًا
وهْي تنظرُ في خباياها
بلا سِترٍ عليها أو غِطاءْ
تخشى مواجهةَ الحقيقةِ
حينما تعرَى بلا زيفٍ
بلا كذبٍ
وينكشفُ الخفاءْ
إذ ذاك تدرك كل نفس ٍ كُنهها
تصفرُّ شاحبةً وقد عزَّ الدواء
وترى الخطايا تشرخ المرآة َ
تخنق نورها
والصورةُ الحسناءُ يغمرها الغبارُ
ويستبدُّ بها عويلُ الخزي ِ والخذلان ِ
والألوانُ مقفرةٌ
وقد عزّ الضياء
النفس والمرآة
ما هذا اللقاء ؟!
***
هذا أوان البسمة الصفراء
في شفةِ المراوح تنتشي
وخبيئة الأحلام يكشفها المساءْ !
والمستحيل يراود الرغبات ِ
يُسعدها ويُشقيها
يُمنيّها فترقص ُ بانتظار ٍ غدٍ صبوحٍ
مثل أحلام الطفولة ِ
ثم يحملها إلى جبلٍ ويُلقيها إلى وادٍ سحيق ٍ
وهو يضحك ُ
كم يقهقهُ ساخراً
ومواكبُ الرغبات زاحفة ٌ إليه
ولم تع ِ الدرس البليغ
وما تزال دُمىً بأيدي المستحيل
بها يُسلّي النفس َ ثم المنتهى في قعر ِ واد ٍ من هباء
لكنها الأيام تُغري
علّ ما يأتي يواري سوءة الماضي
ويجلو عتمة الليل المعتّق بالأسى
وبخيبة ٍ تجترُّ سيرةَ خيبة ٍ
هيهات ترسو الأُمنياتُ على شواطئ راحة ٍ
للجرح أنهرهُ
وصرخته التي تأبى الرقادَ
وليس يخبو في العيون لهيبُ قافية البكاء
فمتى سيبتسم الصباحُ وقد رمى كل المآسيْ خلفه
وتفوح ُ رائحة الغيوم من السماء
ويضمُّ عاطرُ غيثها شغف البراري في النفوس
وينتشي فرحٌ وقد عزَّ الهناء !

عبد الكريم الزين 07-04-2021 04:28 PM

رد: تصوّر
 
لكنّما الأحلامُ تسبقنا،
ويخذلنا الوفاءْ
يا لابس الفضّات في اليمنى
تمهّل..
ليس في اليُسرى رجاءْ



ما أعذب هذا السلسبيل المتدفق من كلماتك شاعرتنا
وفاتنة هذه الحروف المتلألئة بالعواطف الجياشة

سرني الحضور في بهاء الجمال
تحياتي وتقديري:45::45:

ياسَمِين الْحُمود 07-04-2021 11:32 PM

رد: تصوّر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 304221)
لكنّما الأحلامُ تسبقنا،
ويخذلنا الوفاءْ
يا لابس الفضّات في اليمنى
تمهّل..
ليس في اليُسرى رجاءْ



ما أعذب هذا السلسبيل المتدفق من كلماتك شاعرتنا
وفاتنة هذه الحروف المتلألئة بالعواطف الجياشة

سرني الحضور في بهاء الجمال
تحياتي وتقديري:45::45:

ولك من اسمك نصيب
فقد أسقيت هذه القصيدة بوابلِ كرمِك
وهطلت بوادر الخير من غيث غمامك
أمام حضورك تتوه المفردات …
تحياتي لقلبك الطيب ولروحك الزاكية:20:

ثريا نبوي 07-05-2021 04:00 AM

رد: تصوّر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 304211)



بين الذين نجلّهم
الموت قافلةُ العطاءْ
كانت سماتُ الأهلِ
داخلةً شمالًا
باتجاه القلب
للقدَر المُسَطَّر، لانفراج الكفّ.. نرفعُها
فترفعَنا العيونُ إلى السماءْ
فترفعُنا
لكنّما الأحلامُ تسبقنا،
ويخذِلنا الوفاءْ
يا لابس الفضّاتِ في اليُمنى
تمهّل..
ليس في اليُسرى رجاءْ
هذا أوانُ البسمةِ الصفراء
في شفةِ المراوح تنتشي
وخبيئةُ الأحلامِ كشَّفَها المساءْ !


يقولُ العارفونَ ببواطنِ الجمالِ في القصائد:
"لا تقيسوا الشِّعرَ بالمسطرة"
وأُعقِّبُ بعد الوقوفِ على الضفاف:
وهذه واحدةٌ من خرائدِ الشعرِ التي لا يجوزُ تمنِّي لو أنَّها كانت أطول
فقد قالت الكثيرَ الكثيرَ من المشاعرِ والأفكارِ التأمُّليةِ بالقليلِ من دُرّ الكلمات

تملكتني دهشةُ التلقّي مع هذا التعبير الانزياحيّ: (الموت قافلةُ العطاءْ)
كيف يكونُ العطاءُ هو الوجه الآخرَ للموتِ الذي هو الفَقدُ أو الذهابُ بلا عودة؟
بالتأمل فيما يتعينُ علينا من التحلّي بالصبر، يكون العطاء هو جزاء الصابرين
هكذا قرأتُ الرمزَ فيما حملتهُ قافلةُ العطاء
تحياتي لنبضِكِ التأمليّ الرهيف
و:45:

للقدَر المُسَطَّر... أظن القصدَ هو المسطور/ كما وردت في سورةِ الطور:
[والطور وكتابٍ مَسطور في رَقٍّ منشور]
لو قلنا للقدرِ المُخَبَّأِ... ينصلحُ النحوُ والوزن

ناريمان الشريف 07-05-2021 04:20 AM

رد: تصوّر
 
رائعة الحرف .. ندية المشاعر
في كلماتك بعض فلسفة وكثير من سحر
وإني لأغبضك على غزارة عطائك من شعر وأدب بكل ألوانه
دام قلمك وطاب
تحية من القلب ... ناريمان

ياسَمِين الْحُمود 07-05-2021 03:22 PM

رد: تصوّر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 304350)
يقولُ العارفونَ ببواطنِ الجمالِ في القصائد:
"لا تقيسوا الشِّعرَ بالمسطرة"
وأُعقِّبُ بعد الوقوفِ على الضفاف:
وهذه واحدةٌ من خرائدِ الشعرِ التي لا يجوزُ تمنِّي لو أنَّها كانت أطول
فقد قالت الكثيرَ الكثيرَ من المشاعرِ والأفكارِ التأمُّليةِ بالقليلِ من دُرّ الكلمات

تملكتني دهشةُ التلقّي مع هذا التعبير الانزياحيّ: (الموت قافلةُ العطاءْ)
كيف يكونُ العطاءُ هو الوجه الآخرَ للموتِ الذي هو الفَقدُ أو الذهابُ بلا عودة؟
بالتأمل فيما يتعينُ علينا من التحلّي بالصبر، يكون العطاء هو جزاء الصابرين
هكذا قرأتُ الرمزَ فيما حملتهُ قافلةُ العطاء
تحياتي لنبضِكِ التأمليّ الرهيف
و:45:

للقدَر المُسَطَّر... أظن القصدَ هو المسطور/ كما وردت في سورةِ الطور:
[والطور وكتابٍ مَسطور في رَقٍّ منشور]
لو قلنا للقدرِ المُخَبَّأِ... ينصلحُ النحوُ والوزن

تم التعديل من المُسطَّر إلى المُخبّأ
مع أنني أراهما على نفس الوزن
وكلمة المٌسطَّر والمسطور جميعها تدخل في معنى واحد
ولأن لكِ نظرة وخبرة وباع طويل في الشعر
وما أنا إلا هاوية أثق في تعديلاتك
ودروسك التي أنا شخصيّا أتلقاها بصدرٍ رحب:20::20::20:

ياسَمِين الْحُمود 07-05-2021 03:28 PM

رد: تصوّر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 304353)
رائعة الحرف .. ندية المشاعر
في كلماتك بعض فلسفة وكثير من سحر
وإني لأغبضك على غزارة عطائك من شعر وأدب بكل ألوانه
دام قلمك وطاب
تحية من القلب ... ناريمان

رائعة الحضور أمّي ناريمان
أهلا بك و مرحبًا
لازال حضورك الرائع
يقلدني نياشين السنا الوضاح
ويهديني وردةٌ عطرها فواح
فدامت لك السعادة ودامت الأفراح
لك كل المحبة و التحية :31:

حمزه حسين 07-05-2021 04:42 PM

رد: تصوّر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 304350)
يقولُ العارفونَ ببواطنِ الجمالِ في القصائد:
"لا تقيسوا الشِّعرَ بالمسطرة"
وأُعقِّبُ بعد الوقوفِ على الضفاف:
وهذه واحدةٌ من خرائدِ الشعرِ التي لا يجوزُ تمنِّي لو أنَّها كانت أطول
فقد قالت الكثيرَ الكثيرَ من المشاعرِ والأفكارِ التأمُّليةِ بالقليلِ من دُرّ الكلمات

تملكتني دهشةُ التلقّي مع هذا التعبير الانزياحيّ: (الموت قافلةُ العطاءْ)
كيف يكونُ العطاءُ هو الوجه الآخرَ للموتِ الذي هو الفَقدُ أو الذهابُ بلا عودة؟
بالتأمل فيما يتعينُ علينا من التحلّي بالصبر، يكون العطاء هو جزاء الصابرين
هكذا قرأتُ الرمزَ فيما حملتهُ قافلةُ العطاء
تحياتي لنبضِكِ التأمليّ الرهيف
و:45:

للقدَر المُسَطَّر... أظن القصدَ هو المسطور/ كما وردت في سورةِ الطور:
[والطور وكتابٍ مَسطور في رَقٍّ منشور]
لو قلنا للقدرِ المُخَبَّأِ... ينصلحُ النحوُ والوزن

أخرت تعليقي على القصيدة لأعود لأقرأ مرة أخرى

قديرتي الثريا
في تعليقاتك على كل ما في المنابر مدرسة أنا أتعلم فيها ومنها... هذا أولا
وثانيا جئت لأشاطرك الرأي... واسمحي لي أن أضيف بأنا لو تمنينا أن القصيدة تطول لشممنا عبقا طيبا جديدا
فبين أوراق الياسمين الكثير الكثير الذي لو استفز قليلا لغمرنا جميعا

لثريا الـــ :20:
والتحيات

حمزه حسين 07-05-2021 04:47 PM

رد: تصوّر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 304211)



بين الذين نجلّهم
الموت قافلةُ العطاءْ
كانت سماتُ الأهلِ
داخلةً شمالًا
باتجاه القلب
للقدر المُخبّأ، لانفراج الكفّ.. نرفعها
فترفعُنا العيون إلى السماءْ
لكنّما الأحلامُ تسبقنا،
ويخذلنا الوفاءْ
يا لابس الفضّات في اليمنى
تمهّل..
ليس في اليُسرى رجاءْ
هذا أوان البسمة الصفراء
في شفةِ المراوح تنتشي
وخبيئة الأحلام كشفها المساءْ !

هنا أعود لأستمتع بعطر هذا النص الجميل
ومعانيه المميزة
والحس المرهف
والحكمة أيضا
وما يختفي خلف السطور

رائعة شاعرتنا ياسمين الحمود
ورائع نصك

لقلبك الورد
والتحيات

محمد أبو الفضل سحبان 07-06-2021 12:01 AM

رد: تصوّر
 
نص فلسفي يجلي الروح في عشقها للجمال بحروف شعرية مرهفة...
ياسمين إسم ينثر الجمال..
ود يليق
:43:


الساعة الآن 05:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team