منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1228)

محمد فتحي المقداد 09-12-2010 05:11 PM

قصيدة مالك بن الريب وهو يرثي نفسه
 

مالك بن الريب يرثي نفس
( البحر الطويل )


أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً = بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا
فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه = وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا
وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت = بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا = مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى = وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا
وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما = أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي = بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ = تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا = جَزى اللَّهُ عُمَراً خَيرَ ما كانَ جازِيا
إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن = وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي = سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا
لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي = لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
فَإِن أَنجُ مِن بابَي خُراسانَ لا أَعُد = إِلَيها وَإِن مَنَّيتُموني الأَمانِيا
فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً = بَنِيَّ بِأَعلى الرَقمَتَينِ وَمالِيا
وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً = يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ مِن وَرائِيا
وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَذين كِلاهُما = عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لَو نَهانِيا
وَدَرُّ الرِّجالِ الشاهِدينَ تَفتكي = بِأَمرِيَ أَلا يقصِروا مِن وَثاقِيا
وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صَحابَتي = وَدَرُّ لُجاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيا
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد = سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ = إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا
يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ = يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ = عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
صَريعٌ عَلى أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ = يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي = وَخَلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ = يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا
فَيا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا= بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ = وَلا تُعجلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا
وَقوما إِذا ما اِستُلَّ روحي فَهَيِّئا = لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي = وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا
وَلا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما = مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
خُذاني فَجُرّاني بِثَوبي إِلَيكُما = فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت = سَريعاً لَدى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا
وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى = ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى = وَعَن شَتمِيَ اِبنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
فَطَوراً تَراني في ظلالٍ وَنِعمَةٍ = وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا
وَيَوماً تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ = تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِماحِ ثِيابِيا
وَقوما عَلى بِئرِ السَّمينَةِ أسمعا = بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ = تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا
وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ بَعدَما = تَقطعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
وَلَن يَعدَمَ الوالونَ بَثّاً يُصيبُهُم = وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا
يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني = وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ = إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ = لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا = رحا المُثلِ أَو أَمسَت بِفَلجٍ كَما هِيا
إِذا الحَيُّ حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا = بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
رَعَينَ وَقَد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّها = يَسفنَ الخُزامى مَرَّةً وَالأَقاحِيا
وَهَل أَترُك العيسَ العَوالي بِالضُحى = بِرُكبانِها تَعلو المِتانَ الفَيافِيا
إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ = وَبولانَ عاجُوا المُبقِياتِ النَواجِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ = كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إِذا متُّ فَاِعتادي القُبورَ وَسَلِّمي = عَلى الرَمسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا
عَلى جَدَثٍ قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ = تُراباً كَسَحقِ المَرنُبانِيِّ هابِيا
رَهينَةُ أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت = قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا
فَيا صاحِبا إِمّا عَرضتَ فَبلغن = بَني مازِنٍ وَالرَّيبَ أَن لا تَلاقِيا
وَعَرِّ قَلوصي في الرِّكابِ فَإِنَّها = سَتَفلِقُ أَكباداً وَتبكي بَواكِيا
وَأَبصَرتُ نار المازِنِيَّاتِ موهِناً = بِعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرفُ رانِيا
بِعودِ النّجوج أَضاءَ وَقودُها = مَهاً في ظِلالِ السِّدرِ حوراً جَوازِيا
غَريبٌ بَعيدُ الدارِ ثاوٍ بِقَفرَةٍ = يَدَ الدَّهرِ مَعروفاً بِأَن لا تَدانِيا
تَحَمَّلَ أَصحابي عَشاءً وَغادَروا = أَخا ثِقَةٍ في عَرصَةِ الدارِ ثاوِيا
أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى = بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا
وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني = بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ عِندي وَأَهلِهِ = ذَميماً وَلا وَدَّعتُ بِالرَّملِ قالِيا
فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتايَ وَخالتي = وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا

ساره الودعاني 09-12-2010 10:12 PM


يسلم ذوقك اخي محمدالمقداد

تعجبني جدا هذه القصيدة لا امل من قرأتها

وسماعها..

كل عيد وأنت سعيد

محمد فتحي المقداد 06-15-2011 03:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 19558)

يسلم ذوقك اخي محمدالمقداد

تعجبني جدا هذه القصيدة لا امل من قرأتها

وسماعها..

كل عيد وأنت سعيد

الأستاذة سارة الودعاني
أسعد الله أوقاتك
تقديري لمرورك الكريم على متصفحي
مودتي

ماجد جابر 06-15-2011 11:35 AM

تحيّاتي
أشكركِ أستاذ محمد فتحي المقداد على حُسن الاختيار الموفّق لشعر رثاء النفس ، وهي تعبير عن شعر الفتوح ، وعن نقلة حضارية.
جميلةٌ هذه الأبيات.....لا يقرأُ مطلَعها مُحبٌّ للشعرِ إلا أتمها....فلله درك !
بوركت أستاذ فتحي ، وبورك الاختيار.

هالة نور الدين 06-16-2011 12:55 AM

الأستاذ الأديب الراقي

محمد فتحي المقداد

سلمَ انتقاؤكَ الأكثر من رائع
قصيدةٌ مُميزة لا يألو عنها فوحُ العَنان

دُمت تُثرينا بـ عَبير الذَّائقة

ممتدُ التَّقدير

ناريمان الشريف 06-17-2011 07:34 PM

أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى = وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا




هذا البيت تحديداً أحفظه عن ظهر قلب .. رائعة هذه القصيدة الرثائية
أشكرك أخي محمد عى إثراء هذا المنبر بهذه الرائعة
أنتظر المزيد




تحية ... ناريمان

محمد فتحي المقداد 06-17-2011 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 73662)
تحيّاتي
أشكركِ أستاذ محمد فتحي المقداد على حُسن الاختيار الموفّق لشعر رثاء النفس ، وهي تعبير عن شعر الفتوح ، وعن نقلة حضارية.
جميلةٌ هذه الأبيات.....لا يقرأُ مطلَعها مُحبٌّ للشعرِ إلا أتمها....فلله درك !
بوركت أستاذ فتحي ، وبورك الاختيار.


الأستاذ ماجد جابر
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
ولا شكر على واجب يا عزيزي
دام بهاء حضورك

محمد فتحي المقداد 06-17-2011 10:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة نور الدين (المشاركة 73733)
الأستاذ الأديب الراقي

محمد فتحي المقداد

سلمَ انتقاؤكَ الأكثر من رائع
قصيدةٌ مُميزة لا يألو عنها فوحُ العَنان

دُمت تُثرينا بـ عَبير الذَّائقة

ممتدُ التَّقدير



الأستاذة هالة نور الدين
أسعد الله أوقاتك
تقديري لمرورك العبق الذي عطرة
عند حروفي .... دمت بخير

محمد فتحي المقداد 06-17-2011 10:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 73899)
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى = وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا




هذا البيت تحديداً أحفظه عن ظهر قلب .. رائعة هذه القصيدة الرثائية
أشكرك أخي محمد عى إثراء هذا المنبر بهذه الرائعة
أنتظر المزيد




تحية ... ناريمان


الأستاذة ناريمان الشريف
أسعد الله أوقاتك
كما ذكرت فإنها من عيون الشعر
ولو تعلمي أختاه عندما سمعتها لأول
مرة في حياتي من شخص ألقاها غيباً
وهو يحفظها كلها عن ظهر قلب...
أدهشتني وسَبَتْ لُبّي ودخت بالبحث عنها
إلى أن جاءت وحصلت عليها بطريق الصدفة
كنت قد اشتريت رواية للكاتب عبد الرحمن منيف
اسمها ( عروة الزمان الباهي) ووجدتها وطرت بها
فرحاً وقرأتها لمرات عديدة حتى ارتويت ...
دمت بخير

ساره الودعاني 06-22-2011 12:40 AM



الساعة الآن 06:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team