منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   " الحُب " (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29630)

مُهاجر 02-08-2022 12:28 PM

" الحُب "
 
لا زال ذلك الموقف راسخاً في ذهني ،
وإن كان تقادم عهده ليكون في ذاكرة التأريخ
!

وأنا :
ما زلت في المرحلة الثانوية ، وكانت " أختي العزيزة " تنسج تلك الخواطر الجميلة ،
بتلك الحروف البهية الصادقة ، حينها كنت ذلك "القاصم" و" الكاسر" لذاك القلم الذي أتبعه الألم
، بعدما فصلتُ بذاك الروح عن الجسد ،

وقطعتُ :
ذلك الشريان الذي كان يُغذي الروح، وفيه ، وبه تنتشي السعادة ،
وتفضي به الذي خامر العقل والقلب ،
وبه تطرد اليأس وتستجلب به جميل لأمل ،

ومردُّ ذلك
:
تلك العقول التي كانت تُسقى بزعاف " الشك ! "
بأن ما يُخط عن الحب ، والشوق ما هو إلا واقع حال ، يعيشه مُبديه ،
ليدفع عن نفسه ، الكلل والوهن، وكل ما يُشجيه !

حينها :
أجبرتها أن تترك الخواطر ، وأن تكتفي ما في البيت من عمل !
وبعد تعاقب الايام ، كنت أسير مع أحد الأصدقاء ، وهو يكبرني بسنوات ،
وكان من طلبة جامعة السلطان ،

حينها :
استرسلنا في الحديث _ وكأن ذاك الصديق إليّ قد سِيق _
فقال :
ما نعانيه تلك العزلة ، وذاك الحائط ، وتلك الحواجز ،
التي نُشيدها بيننا ، وبين أخواتنا ،

بحيث :
لا نفتح معهن حديث ، ولا نكون لهن صديق ،
ونعرف ما الذي تُريد ،

هي أختنا ولكن " من بعيد " !

هو :
يُكلمني، وأنا في "وادٍ سحيق "
تمر علي معاملتي مع أختي الوحيدة ،
وذاك :
التهميش
و
التغاضي
و
التعنيف !

حينها استفقت من "غفلتي "
وجمعت جأشي ، ورجعت لبيتي ،

وناديت أختي ،
فحينها بسط لها الحديث ،

فوالله :
وكأني أفلتها من عقالها ، فاسترسلت في الحديث ،
وفاض من لسانها ما حُبس في قلبها ،
وكأنها في خلق جديد !

من يومها اقتطعت لها من وقتي ،

أرقبها

فعندما كانت "تَخبِز" أقّرب الكرسي منها لنبدأ ذاك الحديث ،
أخبرتني :
عن أمنياتها
عن
أحلامها
عن
الذي يحرق قلبها ،

وعن :
الماضي
و
الحاضر
و
المستقبل البعيد .

ف " كنت لها صديق " .


حينها :
طلبتُ منها أن تُعاود كتابة الخواطر من جديد ،
_ بعدما طردت ذاك الجهل والفكر المقيت _

فردّت :
عليّ مبتسمة ، وقد أعتلى ابتسامتها يأس عميق !
فقالت :
" لقد جف حبر قلمي ، والله يفعل ما يُريد " .

" أترك قصتي هذه ، لتكون من نقاط النقاش والبحث ،
ففيها معنى دفين
" .

مُهاجر 02-08-2022 12:38 PM

رد: " الحُب "
 
ما استشهدت بقصتي تلك لأكون رمزا للمثالية
" فلست أهلاً لذلك
" .

كان هدفي من سرد تلكم القصة :
أن نتّوصل إلى حقيقة ، لعلها غابت ، أو غُيّبت عن واقع الحال ،
بأن " الأخت " في أمّس الحاجة لمن :
يجلس معها
و
يسمع منها
و
يمسح عنها دمعتها
و
يواسي ألمها
و
يُضمد جرحها
و
يأخذ بيدها .

ليس :
بالضرورة أن يكون ذاك الافضاء يشمل " أدق التفاصيل " .


فتبقى :
الأخت " كومة " من العواطف والأحاسيس تُشارك غيرها " جُلّها وكلها " ،
لتكون مفتقرة لمن يوجهها ويُرشدها ،
لتمخر بذاك عباب هذه الحياة في سلام .


ما يُجيده الكثير منا :
هو تصويب التهم ، وفرض الأمر على تلكم " الضعيفة "
التي :
تدفع
و
تُشاغب
و
تشاكس مسيرتها

" عاطفة تُعمي بصيرتها " !


لأن قلبها في " غالب أحوالها " هو :
موجّهها
و
مرشدها
و
قائدها .


و" في الغالب " :
لا يلتفت ولي الأمر من " أب وأخ " أن عليه مُعاهدتها
والترداد عليها ،

كي يكون وعاء لها تسكب فيه عواطفها ،
كي لا تطلبه من خارج حوزتها ودائرتها .

وهنا :
الدور لا يتجاوز " الأم " ولا يستقر عندها ،
فالمسؤولية تبقى مُشتركة ،
فبذلك يكون البيت يملأه :
الحنان
و
الحب
و
الألفة
و
الانسجام .


الأمر:
عندما ننظر إليه بعيننا القاصرة ،
ونُقلّبه في أذهاننا الخاوية ،

نراه :
غريباً باهتاً ، لا يستسيغه من تعود
على ما نشأ عليه !


فكما قلنا :
" آنفا " هي البيئة التي تربى عليها ،
فكانت تلك العادة هي " السلوك " .


هي ثقافة :
" وجب علينا تَلَقيها ، وتلقينها ،
فبها ، ومنها تستقيم، وتصطلح الأمور
" .


الساعة الآن 03:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team