اغتيال نخلة
 

"اللويزية" التي وجدوا تحت رأسك عند الولادة، وسقوطك من أعلى السرير دون أن تصاب بأذى، دليلان قاطعان بأنك شريف عمري، ومن شك في ذلك وقال بخلافه يخاف عليه.
عند الإحتضار رأتك جدتك في المنام وأنت في صفة الغزواني بوشاقور الولي الصالح دفين مدينة أبي جعد، طلبت منك أن تأتيها بالماء من ضريح سيدي صالح. نفذت طلبها.
وعند رؤية الماء رأت شارات نصر لم ترها من قبل، وأعلاما وبيارقا. شاهدت أهل الله في الحضرة، شاركتهم طقوس الجذبة، وعند لحظة المكاشفة اقترب منها رجال الميعاد
وقالوا لها:"لاتحزني فأنت جيلانية غزوانية عمرية شرقاوية. كلي هذه الثمرة ، وما إن لمست شفتيها حتى فاضت روحها بيسر. صاحب اللويزية" حفيدها بكى أكثر من أي
وقت مضى، ودعها لكن وصيتها نفذها بالحرف الواحد"غرس شجرة فوق قبرها"وفي إحدى رحلات الصوفية وبعد رفع الحجاب. رآى قبر الجدة مظلما تكلله الكآبة. رآى
مناديل سوداء. هزته ريح الحب والخوف الى قبرها.
كانت النخلة قد اجثت من مكانها وانتزعت جذورها. بدا القبرموحشا غريبا،وحينما اقترب منه جفلت طيورسوداء ،أطلقت نعيبا، تطير منها، ولعن الغربان وأجدادها الى يوم الدين.
عاد للزاوية. هناك أرغى وأزبد. حمل السبحة وردد قوله تعالى"سلام قولا من رب رحيم وامتازوا اليوم أيها المجرمون"حلت بهم النكبة وهم ينظرون. نزل جنود الرحمان بسيوفهم.
أقيمت محكمة شرعية حضرها الأقطاب والشيوخ والمريدون. وفي جلسة الحكم، انتفض الشيخ أبويعزى لما رآى علامات السخرية على وجوههم وخاطبهم قائلا:" لوكنت بجانب
البحر لأريتكم كيف يكون المشي على الماء؟
وفي منطقة البروج حيث رفع جواد جده قائمتيه الأماميتين نبعت عين ماء صافية. هذا ماقالته جدته قبيل الرحيل. رفع العماري رأسه ولوح بيديه قائلا:" الويل لمن قطع النخلة،
ألا إن موعدهم الصبح. أليس الصبح بقريب.

خا لد عبداللطيف/ قصبة تادلة.

في النخلة وفي سموق جدعها وهالة سعفها تكمن الحكمة والبركة التي يلبسها الله أولياءه بغير حساب..
تشكر على هذا الدلالة العميقة وما جمعت عليه من قيم إنسانية غاية في الروعة..
كل التقدير لك أخي عبد اللطيف
محمد غالمي

سلام على عهودك الابداعية الجميلة أخي محمد...لك اليراع والابداع في الأول والآخر.
لك تحياتي.