منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   التلويح بشعراء التوشيح ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12875)

عبده فايز الزبيدي 01-24-2014 12:41 AM

التلويح بشعراء التوشيح !
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم ، و صلى الله على رسوله الأمين محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي، و على آله و صحبه أجمعين !
سأتناول في هذا المقام ما يلي:
1- تعريف بالتوشيح
2- بحث أسباب عزوف الشعراء عن هذا الفن البديع
3. كيف نكتب الموشح .
4-عرض موشحات للمتقدمين في هذه الصناعة
5- عرض موشحات لشعراء معاصرين أبدعوا في هذا الفن.
وسأسلك منهج ( ما قلَّ ودلَّ ) حتى تكون هذه الأطروحة مفيدة و سهلة المحمل على من يرغب تعلم التوشيح ، و الله أسال أن يهديني و إياكم سواء السبيل !

عبده فايز الزبيدي 01-24-2014 12:41 AM

تعريف بالتوشيح:
كان التوشيح حركة موفقة في التجديد قام بها شعراء العرب في الأندلس رغبة في التحرر من سجن القافية الواحدة
ربما ساعدهم عليها جوارهم لأمم تنظم الشعر على غير قاقية فجاء الوشاحون بنظام يكسر رتابة القافية اليتيمة و لا يخرجهم عن أسس الشعر العربي في وزنه و قافيته؛ فكانت الموشحات .
قال عميد الأدب العربي في العصر الحديث عباس محمود العقاد_رحمه الله - في مقال له بعنوان (المذاهب العربية):
(و من الشعر الغربي ما يعرف كل سطر منه بعدد من المقاطع و النبرات ، و لكنه بغير قافية تنتهي إليها هذه السطور .
أما ضروب النظم التي تلتزم فيها القافيه ، فكلها في نشأتها كانت تغنى أو تنشد على ايقاع الرقص ثم استقلت بأوزانها المحدودة
على نحو مشابه للأوزان العربية ، و هي الموشحات ...) اهـ (1)
و يورد صاحب (الموشحات الأندلسية) ما نصه:
(... أمَّا المستشرق الإسباني ((ايميليو جارثيا جومث)) فإنه يرى أن الموشحات تضمنت عناصر عربية أصيلة ، و في بنائها الفني تشابه كبير مع المسمطات و المخمسات وولكنه يعتقد أن في الموشحات عناصر محلية إسبانية ...) اهـ (2)


فيحق لنا أن نقول بعد هذا :
إن الموشحات الأندليسية كانت نتاج تجاور أسموزي بين الثقافة العربية الشرقية و الثقافة الأوربية الغربية تأثرا الطرفان ببعضهما و أثرا في الفكر الإنساني إلي يومنا بل إلي ما شاء الله ، و قيمتها كتجربة شعرية رائدة كانت في توسيع دائرة القافية عن عنق الشاعر لا التخلي عنها .

___________

(1)عباس محمود العقاد:حياة قلم،المجموعة الكاملة ج 22، دار الكتاب اللبناني ط 1982
(2) د. محمد زكريا عناني : الموشحات الأندلسية ،صادر عن المجلس الأعلى للثقافة الفنون و الآداب -الكويت، عالم العرفة ط يوليو 1980 ، ص 19 .

عبده فايز الزبيدي 01-24-2014 12:42 AM

تعريف الموشح:
لغة:
بالرجوع إلى المعاجم اللغوية نجد أن لسان العرب يقول:
الوُشاحُ: كله حَلْيُ النساءِ، كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر، والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير: التي لها طرّتان من جانبيها،وثوب مُوَشْح وذلك لوَشْيٍ فيه.
قلت: والتوشية هي فعل ال
شِيَةُو الشية كما في لسان العرب:
هي كلُّ لونٍ يخالف معظمَ لون الفرس وغيره.
يقول الله تبارك و تعالى : (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الألاض و لا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها) أي أن لونها الذي بينه الحق من قبلُ ( قالوا : ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟، قال إنها يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونه تسر الناظرين). فلون البقرة أصفر صافٍ لا يخالطه لون آخر.
و هذا المدخل اللغوي يسهل علينا فهم المعنى الاصطلاحي .
اصطلاحاً:
يعود _بظني_ إلى بناء هذا اللون الشعري من تنويع في القوافي و التزام الشاعر للترتيب الفقري، كما يفعل الوشَّاء في نسجه للثياب و الوشَّاح بين الدر و الجوهر.
و يدخل في هذا المعنى التنويع في الأوزان ، و التزنيم اللغوي و هو ادخال ألفاظ أجنبية أو عامية مبتذلة على الفصحى للموشحة الواحدة.

ملحوظة:
وأرى أن تعريف ابن سناء الملك_ رحمه الله _ للموشحة بقوله: ( كلام منظوم على وزن مخصوص) لا يفي بالغرض ، و لو قال على وجه مخصوص لكان أوفق لواقع الموشحات ،و قد كان صلاح الدين الصفدي (ت764هـ) أكثر توفيقا حين قال : ( و رسم الموشح هو كلام منظومٌ على قدَر مخصوص، بقوافٍ مختلفة ).
قلت:
فقوله (قدَر) أرى أن تقرأ بتحريك الدال بمعنى الحكم و قضاء فيكون قريبا من المعنى الذي أرتضيه فالشاعر هو الذي يحكم الوجه الذي ستسير عليه موشحته و يقضي فيها بقواعد التوشيح ،والله أعلم!

عبده فايز الزبيدي 01-24-2014 03:28 PM

نشأة الموشحات:
نشأ فن التوشيح في القرن الثالث الهجري ، وهو فن أندلسي خالص الزمان و المكان ، و ما امتداده شرقا و غرباً إلا كامتداد الغصون و وصول الثمار اليانعة الطيبة إلى آفاق غير تلك التي تحيط بالجذع، و كل ليٍّ لأعناق النصوص أو تتبع للمُختلف عليه من النصوص هو ظلم بائن لحق براءة اختراع آبائنا المغاربة للموشحات.
و يبقى الخلاف بين المؤرخين على :
مّن هو أول من اختط هذا الفن ؟
و خروجاً من هذا الخلاف بالسلامة سنذكر أسماء من رشَّحتهم المصادر القديمة لسُدَّة الرِّيادة و هم:
محمود بن محمد القبري الضرير
و محمد بن معافر الفريري
و ابن عبدربه الأندلسي صاحب العقد الفريد.
و قد برع في هذا الفن جملة من الشعراء قديما ، منهم:
ابن بقي ، و ابن زمرك ، و ابن زهر ، و لسان الدين الخطيب ، و ابن عبادة القزاز ، و ابن المريني ، و محي الدين بن العربي الصوفي ،ابن سناء الملك المصري ، و ابن أرفع رأسه ، و ابن الفرس ، و الأعمي التطيلي ، ابن اللبانة ،ابن سهل ،.....الخ.



عبده فايز الزبيدي 01-24-2014 03:42 PM

ازدهار الموشحات في الأندلس:
يعتبر القرن الرابع الهجري أي العاشر الميلادي ، هو بداية العصر الذهبي للموشحات ، و كان للوشاح عبادة بن ماء السماء الفضل الكبير في تطوير هذا الفن و ابرازه بالسمات المتعارف عليها اليوم و لا نهضم حق من سبقوه و لكن نصوص بعضهم ضاعت كلية و بعضهم لم يرد منها إلا النتف التي لا يعول عليها ، و لولا ذكر المؤرخين لهم لما ذكرناهم أعلاه.
استمر هذا الازدهار زهاء خمسة قرون من القرن الرابع الهجري و حتى نهاية القرن التاسع الهجري بسقوط حاضرة الأندلس العربية غرناطة في عام 897 هجري.

الموشح في المشرق:
و كان لابن سناء الملك المصري الأثر الأبرز المحمود في نقل فن الموشحات إلي المشرق العربي تأصيلا و نظماً فقد ألف كتابه الشهير ( دار الطراز) حتى قيل الجميع عالة على ابن سناء الملك و كتابه.
و بعد سقوط غرناطة و نزوح العرب من أسبانيا إلى المشرق العربي نقلوا كامل التركة العربية معهم و لم يعد للسان العربي من صدى، و إن قالت المشارقة للمغاربة عن كتاب (العقد الفريد) حين وصلهم:
( هذه بضاعتنا ردت إلينا) ، فإنهم قالوا عن الموشحات :
( هذه تركتكم صارت إلينا).
انتشر الموشح في شمال أفريقيا العربي المجاور لبلاد الأندلس (المغرب و تونس و الجزائر حاليا)،ثم في مصر و الشام ، وساهم شعراء المشرق بسهم وافر ،و أهم دور لعبته هذه الأقطار هي المحافظة على هذا الفن ، و إن اقتصر دورها في العصور الأخيرة على انشاء الجوقات و الغناء ، و لم يبق في يومنا هذا سوى هذا المظهر الأخير .

عبده فايز الزبيدي 01-24-2014 11:18 PM

عصور الموشح:
لم يُعرف الموشح إلا في أربعة عصور من العصور الأدبية التي عاشت و تعيش فيها الضاد ، و هي:
- العصر الأندلسي (92-897هـ) و الذي بدأت فيه الموشحات في القرن الثالث الهجري.
- العصر المغولي ( 656هـ-922هـ ).
- العصر العثماني
( 922-1213هـ ).
- العصر الحديث (1213 هـ - ليومنا الحاضر) .
و هناك من يدمج العصر المغولي و العصر العثماني تحت مسمى العصر الأوسط.

عبده فايز الزبيدي 01-29-2014 09:35 PM

الموشح في العصر الحديث:
لا يخلو عصر من العصور فيما بين العصر الأندلسي و العصر العثماني من ظهور مشاهير فن التوشيح حتى جاء العصر الحديث الذي تلا العصر العثماني ، لنجد عزوفاً تاما عن الموشحات فهذا البارودي و أحمد شوقي و حافظ إبراهيم و ابن عثيمين و حمزة شحاتة و من جاء بعدهم من شعراء العربية المتأخرين فلا تجد للموشحات أثر ا في دواوينهم و استمر الحال على ما هو عليه حتى وقتنا الجاري، ما خلا بعض الأصوات التي تجاهد لإحياء هذا الفن البديع و تذكير الناس به، و في استطلاع لأراء بعض النخب من الأدباء العرب المعاصرين _ ممن تمكنت من التواصل معهم_ حول أسباب عزوف الشعراء عن الموشحات كتابة و تنظيرا و تقديما مما آل بهذا الفن ليكون أحفورة جميلة في متحف الشعر، فلقيت القوم منقسمين إلى فريقين:
1.فريق من الأدباء أرجع السبب إلى الموشح نفسه،
2. و فريق ألقى بالائمة على الشاعر.

عبده فايز الزبيدي 01-29-2014 09:35 PM

أراء الفريق الأول:
و هو يرى أن سبب عزوف الشعراء عن الابداع في مجال التوشيح يعود إلى:
- كون الموشح لا ينتظم على هيئة موحدة:
فليس ثمة شكل ثابت له كما هو الحال في القصيدة الكلاسيكية أو قصيدة التفعلية ، فتجد هناك الموشح الأقرع و الموشح التام حسب وجود و اختفاء القفل الأول أو المطلع ، و تجد الأقفال المنفردة و المزدوجة و المربعة و المخمسة ، و تجد تنوع الأوزان داخل الموشحة الواحدة ، مما قد يربك الشاعر الذي لا يمتلك حصانة عروضية و لا حصافة نظمية.
- يدعون أن الموشح لا يناسب العصر:
فطبيعة الموشح المخملية المرتبط في الأذهان بشيوع المشتهر له من الألحان و المعاني بالغناء و ما يتصل به من حياة ناعمة عاشها الأجداد العرب بالأندلس ترجمتها الموشحات في رقة البناء و سلاسة الأداء و عذوبة المفردة ، حتى ظن الظانون أن الموشح ليس إلا لمواضيع العشق و الغرام، أما قضايا العصر فيضيق عنها فمال الموشح و مسائل الثورات العربية ،و الصراع الاقتصادي و الصراع السياسي .

عبده فايز الزبيدي 01-29-2014 09:35 PM

أراء الفريق الثاني:
_غياب الشاعر الوشاح المشروع:
أصحاب القصيدة العربية الأصل (الكلاسيكية) أحيوا عمود الشعر فيها كما فعل محمود سامي البارودي و من جاء بعده ، و أصحاب قصيدة التفعلية ممن قالوا بصلاحيتها و مواكبتها لروح العصر جاهدوا في نشرها و استماتوا حولها ، حتى ما يسمى قصيدة النثر و هذا ما لا يصدقه عاقل أن النثر يكون شعرا لمجرد الإضافة بذلوا و يبذلون ما في وسعهم لاقناع من يقتنع بأمرهم ، و المنتديات و الصحافة و الإعلام المسموع و المرئي يعج بكل هؤلاء إلا الموشحات فلا نصير لها اليوم.
فلم نسمع بشاعر وشاح طاف الأرض ينشر الموشحات في أمسياته أو فرض على الجمهور العام قضية التوشيح في لقاء صحفي أو ملتفز (مرئي) و اثار حولها ضجة تفيق النائم عن و تقوي القائم في هذا الأمر .

غياب الشاعر الوشاح طبعاً و ثقافة:

لا خلاف أن هناك من عباقرة القصيد العربي من تفنن في فرع من أغراض الشعر حتى صار ذكر هذا الشاعر مرتبط بهذا الغرض كجرير و الهجاء ، و أبي العتاهية و الزهد ، و قيس ليلى و الغزل العذري ، و أبي تمام و الحكمة ، و المتنبي و وصف الحروب ، و أبي نواس و المجون ، و مردّ هذا إلي الطبع و ثقافة العصر من حوله.
فالله خلق الناس متباينين شكلا و مضمونا و هم كذلك في الشعر فهذا العباس بن الأحنف مع كونه عباسي الأرومة هاروني العصر إلا أنك لا تجد في ديوانه مدحا أو هجاء ، بل كل ديوانه غزل ظريف و عفيف ،اللهم ما خلا قصيدة واحدة لا تتجاوز الثمانية أبيات مدح بها ابن عمه هارون الرشيد في رحلة طويلة من بغداد إلى خراسان و أظنه كان محرجا ، فطبعه غلبه فأجاب الطبع
فقدَم لنا روائع الشعر، منها:
أتأذنون لصبٍّ في زيارتكم = فعندكم شهوات السمع و البصرِ
لا يضمر السوء إن طال الجلوس به = عفُّ الضميرو لكن فاسق النظر
و قس على العباس بن الأحنف ما تجده من تبلور شخصية الشعراء في تمازج حروفهم و تشكيل أرواح من أبدعها وزنا و قافية،
و الأمر كذلك مع الموشح فظهور التشويح و غلبته على سائر الفنون الشعرية في عصر سالف كان من أبرز مقوماته:
ظهور مواهب فطرية طبعها قابل لهيئة الموشح و موسيقاه ، مع ثقافة بخبايا العربية و ظواهر الحياة و إقبال من المجتمع على الموشحات و انتظار لما يبدعه الوشاحون لهم .
أما اليوم فإن وجد الشاعر المطبوع قتلته فتن العصر و ضعف الهمم ، فلا موقف المسلمين اليوم الباهت ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا و عسكريا يجعل الشاعر يركن إلى وصف الطبيعة و التغزل بالجمال فهو مشغول بحساب البقية الباقية من ديارنا التي لم تنلها جحافل الاستعمار و بالبكاء على ما سلب ومن لا يرفع رأسا بشأن مما سلف و لا احتفل بالدين و الوطن، تجده شاغل البال بلقمة العيال ، فخشونة العيش صيرت شعراء عصرنا جُفاة .
و زيادة على ما سبق تجد الشاعر يلهث خلف الظهور السريع فهو كما يقال يساير رغبة الجمهور لقلة النظر و ضيق الأفق فجمهور اليوم غير جمهور الأمس و سيكون غير جمهور الغد ، و الأحوط أن يرسم الشاعر لموهبته خريطة تضم أذواق الحاضرين و القادمين من الغيب في شتى صنوف الشعر و منها التوشيح.

عبده فايز الزبيدي 01-31-2014 03:43 PM

و أضيف إلي ما تفضل به الفضلاء أمرا لا يقل أهمية عما سبق، ألا وهو:
دور الإعلام إزاء الموشحات :
دور باهت للإعلام تجاه الموشحات و أراه يعمل على صعيدين _ دون قصد- هما:
-تجاهل الإعلام للتوشيح :
فخلال متابعتي الحثيثة للإعلام و أخص منه الإعلام الثقافي عبر القنوات التابعة للحكومات أو الممولة من قبل أفراد أو أحزاب أو هيئات نجد تغييبا متعمدا مرده الجهل بهذا الفن و قيمته كتراث أدبي و فني و نفسي و تأريخي لحقبة و أمة عاشت كبرزخ إنساني حي بين الشرق العربي و الغرب الأوربي، ما قال الله عن مثل هذه الحال في الطبيعة الغير عاقلة ( بينهما برزخٌ لا يبغيان) و سأشرح هذه الظاهرة في قادم الصفحات.
- التجهيل بهذا الفن:
و هذا الدور خطير بل أخطر مما سبقه، فالجهل بالشيء مع كونه منقصة إلا أن تشويه الحقيقة و تقديمها في قالب لا يناسبها يجهل الناس بحالها و ينفر الناس منها ، و هذا هو نصيب حقيقة الموشحات ، فالصورة التي يقدمها الإعلام عن الموشحات أنها جوقة موسيقية بأنغام خاصة مع أداء غالبه الجماعية، مع جملة من الراقصات يلبسن أزياء تحاكي العصور السابقة لعصرنا و ديكور أندلسي به حديقة و نافورة في وسط الدار و الكؤوس تدور لتدور معها رؤوس ٌ فارغة إلا من الشهوات ، و في أحسن الأحول يأتون بفرقة دراويش من المتصوفة ينشدون قصائد صوفية و أمامهم راقص في ملابس الدراويش المولوية و يدور حول نفسه في حركات تمثل الفكر الصوفي الوجودي ، و لهذا نفرت الناس من الموشحات لظنها أنه شهوة أو دروشة .
حتى اشتهر بين الناس و عامة المثقفين ظاهرة الخلط بين الموشح و الدوبيت و السلسلة و المسمط ، فسموها كلها موشحات ؛ لمجرد ارتباطها برتم موسيقي تقليدي ( كلاسيكي ) مزركش .

عبده فايز الزبيدي 01-31-2014 04:27 PM

مبحث: تفسير ظاهرة الموشحات
سؤال يتردد في ذهن الواقف على طبيعة الشعر:
ما الذي دفع بالعربي الشاعر لابتكار الموشحات ، و ما اثرها على بقية الفنون؟
أظن أن الزخرفة هي الظاهرة التي أسرت لب العربي الساكن الأندلس و من ثمَّ أنزاحت هذه الظاهرة من الخارج إلى داخله فأنتج لنا زخرفة روحية ظهرت جلية في الموشحات.

عبده فايز الزبيدي 01-31-2014 04:32 PM

مبحث: تفسير ظاهرة الموشحات
سؤال يتردد في ذهن الواقف على طبيعة الشعر:
ما الذي دفع بالعربي الشاعر لابتكار الموشحات ، و ما اثرها على بقية الفنون؟
أظن أن الزخرفة هي الظاهرة التي أسرت لب العربي الساكن الأندلس و من ثمَّ أنزاحت هذه الظاهرة من الخارج إلى داخله فأنتج لنا زخرفة روحية ظهرت جلية في الموشحات.

عبده فايز الزبيدي 01-31-2014 04:45 PM

فالعربي الأصيل الذي كان يجوب أقطار العرب المشرقية كان لا يتوقف كثيرا أو لا يستوقفه شيء لم يعتد عليه فمملكة الصحراء باسطة نفوذها على أغلب المساحات
و السحنة العربية بحنطية لونها و سواد شعرها و عينها هي التي يحملها و يقابلها و الريح هي معزوفته و الحادي هو منشده و العربية هي كل ما يسمعه فقد كان أحادي المشرب في كل شيء.
و حين دلف إلى بلاد الأندلس استوقفته الطبيعة العاقلة و غير العاقلة المزخرفتان.
و للحديث بقية إن شاء الله!

عبده فايز الزبيدي 02-07-2014 03:12 PM

و الزَّخرفة هي التزيين في كمال فيقال بيت مُزخرف أي مزين و مزوَّق ،
فأمَّا الزخرفة في الطبيعة غير العاقلة:
فلا أصرح من قول شاعرهم ابن خفاجة في وصف الطبيعة من حولهم :
يَأَهلَ أَندَلُسٍ لِلَّهِ دَرُّكُمُ
ماءٌ وَظِلٌّ وَأَنهارٌ وَأَشجارُ
ما جَنَّةُ الخُلدِ إِلّا في دِيارِكُمُ
وَلَو تَخَيَّرتُ هَذا كُنتُ أَختارُ
فهذه الطبيعة المنمقة بكل أصناف النعيم الحسي المختلفة في اتساق و تناغم ، أثرت في روح الشاعر العربي الأندلسي و هو يرى الألوان المختلفة التي تتركها الفصول على أوراق الشجرة الواحدة ليبقى أثر الصيف مع مطلع الربيع و يرى المروج التي تتخللها الأنهار المتموجة الملتفة حولها كضفائر الحسناء فتنغرس في حسه و نفسه قيمة التضفير و سحره و يسمع للطيور الصداحة ؛فتدق معانيه و ترق ألفاظه ، فيشارك الكل بكل عذب و مزين من لحن و قول .
, بل إن هذه الطبيعة احتضنت الإنسان و غدت له مجالس أنسه و إنشاداً لشعره كما يعبر عنها اليوم بالمسارح المفتوحة.

عبده فايز الزبيدي 06-10-2014 11:00 AM

الموشح بين هجرتين:
الموشحة العربية ظهرت بعد هجرة العرب الفاتحين إلي بلاد جديدة و غريبة هي الأندلس فامتزج بها و كان سيدا لها فأبدع الموشحة ، رجع هذا العربي مطرودا
و ترك اهتمامه بها لنشغاله بأعباء الحياة ، ثم عاد هذا العربي مهاجرا نحو أرض جديدة و غريبة في مهاجره الحديث نحو الأمريكتين الشمالية و الجنوبية و وضع في بقشته اثناء تجواله ببضائعه التي يمر بها على سكان تلك الحواضر طموح السيد الغريب كما فعل أسلافه الأمويون و لكن الموازين اختلفت و الحظ الباسم للأجداد عبس في وجه الأحفاد إلا من إمداده بفائق الشعر و منها الموشحات ، فظهر في المجر الثاني وشاحون كبار من أمثال إلياس فرحات و إيليا أبو ماضي.
و بدور المهجريين تكون الموشحة زارت أسماع و قلوب كل حي على وجه الكرة الأرضية.


و لربما جاز لي القول:
إن الموشحة مرت بأربعة مراحل:
-المرحلة الأندلسية حيث النشأة و اللازدهار: حيث الوشاح العربي في أوروبا.
- مرحلة عصر الممليك و العصر العثماني : الوشاح العربي في الشرق العربي و هو قريب الشبه من سابقه .
- مرحلة العصر المهجري و يشمل القرنين الرابع عشر و الخمس عشر الهجريين التاسع عشر و العشرين اللميلاديين: و فيها كان الوشاح العربي يجول بموشحاته كما يجول ببقشته بين الأمريكيتين.
- العصر الحديث: من القرن الخامس عشر الهجري ، و هو يوافق القرنين العشرين و الواحد و العشرين الميلاديين: حيث ندرة المواهب و انحصر وجودها في العالم العربي بجغرافيته الحديثة.

و هذا يثبت أن الوشاح العربي لم يخذل هذا الفن في رخاء الحال و ضيقه ، بل اضطلع بدوره و نفس عن همومه في و شجونه في حال عسره ،و عن ضحكاته و بسماته في حال يسره، مقتنعين و مقنعين الأجيال بجمل النمطية الشكلية للقصيدة العربية و تفردها، في حين كانت ثلة من المغرضين ينادون بموت الأشكال التقليدية للقصيدة العربية من زمن لويس عوض إلي أدونيس.و تبعهم رعاع القوم من صغار الأحلام و أقزام الأقلام و كل خبيث النية و سيء الطوية ،و علينا أن نذكر الناس بسير الكرام من شعرائنا المحدثين ممن هم شامة في وجه العربية الجميل.


الموشح بين هجرتين:
الموشحة العربية ظهرت بعد هجرة العرب الفاتحين إلي بلاد جديدة و غريبة هي الأندلس فامتزج بها و كان سيدا لها فأبدع الموشحة ، رجع هذا العربي مطرودا
و ترك اهتمامه بها لنشغاله بأعباء الحياة ، ثم عاد هذا العربي مهاجرا نحو أرض جديدة و غريبة في مهاجره الحديث نحو الأمريكتين الشمالية و الجنوبية و وضع في بقشته اثناء تجواله ببضائعه التي يمر بها على سكان تلك الحواضر طموح السيد الغريب كما فعل أسلافه الأمويون و لكن الموازين اختلفت و الحظ الباسم للأجداد عبس في وجه الأحفاد إلا من إمداده بفائق الشعر و منها الموشحات ، فظهر في المجر الثاني وشاحون كبار من أمثال إلياس فرحات و إيليا أبو ماضي.
و بدور المهجريين تكون الموشحة زارت أسماع و قلوب كل حي على وجه الكرة الأرضية.

مواضيع موشحات الهجرتين:
التوشيح في المهجر الأول كان صورة السيد العربي في اوروبا أحيث اهتم هذا السيد الفصيح بشؤون الحب و الغزل و التشبيب بالجمال و وصف الطبيعة و مجالس اللهو و أصناف الثراء، أما في المهجر فالموشح يصف اللاجيء الغريب المنطوي عل نفسه يقاسي غربة اللسان و و غربة الوجوه من حوله فوصف غربته وحشة مهجره و ندب حظه و فقره و تسلط الظروف و المجتمع عليه.

و لربما جاز لي القول:
إن الموشحة مرت بأربعة مراحل:
-المرحلة الأندلسية حيث النشأة و اللازدهار: حيث الوشاح العربي في أوروبا.
- مرحلة عصر الممليك و العصر العثماني : الوشاح العربي في الشرق العربي.
- مرحلة العصر المهجري و يشمل القرنين الرابع عشر و الخمس عشر الهجريين التاسع عشر و العشرين اللميلاديين: و فيها كان الوشاح العربي يجول بموشحاته كما يجول ببقشته بين الأمريكيتين.
- العصر الحديث: من القرن الخامس عشر الهجري ، و هو يوافق القرنين العشرين و الواحد و العشرين الميلاديين: حيث ندرة المواهب و انحصر وجودها في العالم العربي بجغرافيته الحديثة.

و هذا يثبت أن الوشاح العربي لم يخذل هذا الفن في رخاء الحال و ضيقه ، بل اضطلع بدوره و نفس عن همومه في و شجونه في حال عسره ،و عن ضحكاته و بسماته في حال يسره، مقتنعين و مقنعين الأجيال بجمل النمطية الشكلية للقصيدة العربية و تفردها، في حين كانت ثلة من المغرضين ينادون بموت الأشكال التقليدية للقصيدة العربية من زمن لويس عوض إلي أدونيس.و تبعهم رعاع القوم من صغار الأحلام و أقزام الأقلام و كل خبيث النية و سيء الطوية ،و علينا أن نذكر الناس بسير الكرام من شعرائنا المحدثين ممن هم شامة في وجه العربية الجميل.

أجزاء الموشحة:

و يليق بهذا المقام التعريف بأجزاء الموشحة حتى نذكر العارف و يستفيد الناشيء

فالموشحة تتكون من:
المطلع ، الدور ، القُفل ، الخَرْجة ، البيت ، الغُصن ، السَمْط
المطلع : هو ما يفتتح به الموشح ، ويتألف من قسمين عادة أو أربعة أو أكثر. ، و إذا خلا الموشح من المطلع سمي أقرع و إلا فهو تام.
الدور : هو الجزء الذي يأتي بعد المطلع وقبل القفل يتألف من ثلاثة أقسام فأكثر ويجب في كل دور أن يكون مُتفقاً
مع بقية الأدوار في الوزن وعدد الأقسام دون القافية
القُفل : هو الجزء الذي يلي الدور ويلزم أن يتفق كل قفل مع المطلع ومع بقية الأقفال ومع الخرجة
في الوزن والقافية وعدد الأقسام
الخرْجة: وهي آخر قفل في الموشح ، و هي من أهم أركان الموشح فلا بد منها .
البيْت -: يختلف البيت في القصيدة العمودية ، عن الموشح ،فالبيت في القصيدة يتركب من جزأين ( صدر البيت وعجزه ) في الموشح من جزأين ( الدور زائداً القفل الذي يليه )
كل دور مع القفل يطلق عليه البيت.
الغُصُن -: يطلق على كل قسم من أقسام المطلع أو الأقفال أو الخرجة
ويجب أن تتساوى جميع هذه الأجزاء في عدد الأغصان
السًمْط : هو اسم اصطلاحي لكل قسم من أقسام الدور ويجب أن تتساوى جميع الأدوار في عدد الأسماط .

عبده فايز الزبيدي 06-10-2014 11:00 AM

الوشاحون المعاصرون:
سنعرض هنا مختصر سير أعلام التوشيح في العصر الحديث مع نماذج من فنهم:

1. إلياس فرحات *:
ولد إلياس
حبيب فرحات في عام 1311 هجري و الموافق لعام 1893 ميلادي بكفرشيما بلبنان ، نزح من لبنان إلى البرازيل سعياً وراء الرزق، وذلك عام 1915 وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، سعيا وراء الرزق و طلبا لحياة الحرية مارس التجارة و لكنه لم يفلح فيها ، اشتهر بدفاعه عن القضية العربية، توفي في عام 1397 هجري و الموافق لعام 1976 ميلادي .
1. موشح تام ( خصلة الشعر) من بحر الرمل :

خُصْلَةُ الشَّعْـرِ التي أَعْطَيْتِنِيهَا = عِنْدَمَا البَيْـنُ دَعَانِي بِالنَّفِيـرْ
لَمْ أَزَلْ أَتْلُو سُطُـورَ الحُبِّ فِيهَا = وَسَأَتْلُـوهَا إِلَى اليَوْمِ الأَخِيـرْ

***
خُنْتِ عَهْدَ الحُبِّ لا بَأْسَ فَإنِّي = مُكْتَـفٍ بِالأَثَـرِ الغَالِي الثَّمِينْ
فَإِذَا مَا عُـدْتُ أَحْيَا بِالتَّمَنِّي = بَعْدَ أَنْ مَنَّيْتِنِـي عَشْرَ سِنِيـنْ
أَحْمَـدُ اللهَ فَمَا الإخْلافُ مِنِّي = إِنَّنِي كُنْتُ لَكِ الصَّـبَّ الأَمِينْ
********
رَاجِعِي سِيـرَةَ حُبِّي رَاجِعِيهَا = فَهْيَ نُـورٌ سَاطِـعٌ لِلْمُسْتَنِيرْ
وَإِذَا مَـرَّتْ بِكِ الرِّيحُ سَلِيهَا = إِنَّهَا تَعْـرِفُ مِنْ أَمْرِي الكَثِيرْ

***
هَيْكَلُ الحُـبِّ تَدَاعَى وَتَرَامَى = تَارِكَاً لِلْعَيْـنِ أَطْلالَ الوَفَـاءْ
كُتُبَاً تُوقِـظُ فِي قَلْبِي الهِيَامَا = كُلَّمَا نَامَ عَلَى ذِكْـرِ الجَفَـاءْ
إِنَّنِي أَرْنُـو إِلِى الخَطِّ احْتِرَامَا = فَأَرَى فِي الخَطِّ أَنْقَاضَ الرَّجَاءْ
*****************
وَأَرَى الأَسْطُـرَ آثَارَاً تَقِيهَا = غَيْرَتِي الشَّمَّاءُ مِنْ عَبَثِ العُصُورْ
وَأَرَى الحِبْرَ وَقَدْ جَـفَّ شَبِيهَا = بِدَمٍ جَفَّ عَلَى بَعْضِ الصُّخُورْ
***
وَأَرَى فِيمَا أَرَى شَكْـلاً فَظِيعَا = خُصْلَـةَ الشَّعْرِ أَرَاهَا فَإِخَالْ
جُثَّـةَ الحُبِّ وَقَدْ خَـرَّ صَرِيعَا = تَحْتَ أَنْقَاضٍ عَلَيْهَا الدَّمْعُ سَالْ
فَيَفِيض القَلْبُ مِنْ عَيْنِي دُمُوعَا = وَتَرُوح الرُّوحُ عَنْ دُنْيَا الضَّلالْ
***************
تِلْكَ آثَـارُ هَوَانَا فَانْظُـرِيهَا = تَعْلَمِي مَاذَا جَنَى ذَاكَ الغُـرُورْ
وَدُمُـوعٌ صُنْتِهَا لا تَذْرِفِيهَا = لَيْسَ يَمْحُو جُرْمَكِ الدَّمْعُ الغَزِيرْ

***
رَبْطَة القَلْبَيْنِ حَلَّتْهَا يَـدَاكِ = وَيَدِيْ تَأْبَى امْتِهَانَ الشَّعَـرَاتْ
لَمْ يُحَرِّكْهَا إِلَى الإِثْمِ جَفَـاكِ = فَهْيَ لا تَعْرِفُ غَيْرَ الحَسَنَـاتْ
لَمْسُهَا مَجْمُوعَة الشَّعْـرِ يُحَاكِي = لَمْسَ هَذَا الثَّغْر تِلْكَ الوَجَنَـاتْ
***************************
إِنْ أَعُدْ بَعْـدَ التَّنَائِي تُبْصِريهَا = مِثْلَمَا سَلِّمْتِهَا يَـوْمَ المَسِيـرْ
فَهْيَ كَالطِفْلَـةِ فِي حِضْنِ أَبِيهَا = لا تَرَى إلا حَنَانَاً وَشُعُـورْ

***
هِيَ أَصْفَى مِنْكِ حُبَّـاً وَودَادَا = هِيَ أَوْفَى مِنْكِ رَعْيـَاً لِلذِّمَمْ
هِيَ فِي غَيِّ الصِّبَا لَمْ تَتَمَـادَى = هِيَ لَمْ تَتْبَعْ هَوَىً جَـرَّ نَدَمْ
أَنْتِ قَوَّضْتِ مِنَ الحُـبِّ العِمَادَا = أَنْتِ خُنْتِ العَهْدَ عَمْدَاً وَهْيَ لَمْ
*************
لَمْ تُرَاوِغْ، لَمْ تُرِ الصَّـبَّ بِفِيهَا = عَسَلاً ، وَالخَلّ فِي القَلْبِ يَفُورْ
قَد وَفَتْنِـي ، وَأَنَا أَيْضَاً أَفِيهَا = فَكِلانَا حَافِـظٌ عَهْـدَ العَشِيرْ

***
كُلَّمَا أَذْكُـرُ أَيَّـامَ صِبَانَا = وَلَيَالِيهَا اللَّذِيـذَاتِ العِـذَابْ
تَصْهَرُ الأَحْزَانُ فِي صَدْرِي الجَنَانَا = فَأُقَاسِي كُلَّ أَنْـوَاعِ العَـذَابْ
فَإِذَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمَـوْتَ حَانَا = وَتَصَـوَّرْتُ نُزُولِي فِي التُّرَابْ
**********************
نَشْقَةٌ مِنْ خُصْلَـةِ الشَّعْرِ تَلِيهَا = قُبْلَةٌ تُخْمِـدُ ذَيَّـاكَ السَّعِيرْ
فَتَخُوض النَّفْسُ بَحْرَ الأُنْسِ تِيهَا = وَيَزُول اليَأْسُ عَنْ قَلْبِي الكَسِيرْ

_________________________
* انظر ترجمته كاملة في كتابنا ( مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر) على شبكة الانترنت.

عبده فايز الزبيدي 06-10-2014 11:01 AM

. و لإلياس فرحات موشح تام ( لولا ضميري ) من بحر المتقارب :

توالت هموم الحياة عليا = و لولا ضميري لعشت خليا

*********
فكم ثروةٍ تعجز الحاسبا = تسلمتُ و هي لبعض التجار
فقلت أفرُّ بها هاربا = فقال ضميري حذار حذار
****************
فأرجعتها و غسلتُ يديا =و لولا ضمير لصرتُ غنيا
**********
و بِكْرٌ أتت حجرتي موهنا = يقود خطاها غرور الصِّبا
فقلتُ سأبلغ منها المُنى = فقال ضميري : ا لستَ أبا ؟
**********
فأغمضت عن حسنها ناظريا = و لولا ضمير جنيت الشهيا

*********
و سابقت في الشعر فرسانه = فقصرت عن شاعر مفلح
فقلت أعرقل ميدانه = فقال ضميري ألا تستحي ؟
*********
فعدلت حبَّ التفوق فيَّا = و لولا ضميري تركتُ دويَّا

*********
شكوتُ ضميريَ شكوى الجهول = و نحتُ على الحظ نوح الغراب
فأسمعني اللهُ صوتاً يقول = أتشكو ضميرك يا ابن التراب
******
و لولا ضميرك ما كنت شيَّا = و لو كنت من نيرات الثريا

عبده فايز الزبيدي 06-10-2014 11:08 AM

2. الشاعر القروي:
رشيد الخوري أو الشاعر القروي أو الشاعر المدني ، شاعر سوري مهجري ولد في عام 1305 هجري و الموافق لعام 1887 ميلادي ، نزح إلي البرازيل عام 1913 ميلادي و مكث بمهجره أربعة و خمسين عاما ليعود في عام 1954 ميلادي في زمن الوحدة بين سوريا و مصر إلي مسقط رأسه قرية البربارة حيث توفي بها في عام 1404 هجري و الموافق لعام 1984 ميلادي .


_ موشح أقرع ( تحية الأندلس):

خبرينا كيف نقريك السلاما
طيب النشر كأنفاس الخزامى
والشذا المحي بسوريا العظاما
غادر الشام وبيروت وهاما
في بلاد حرة لم تحن هاما
وأنوف لم يقبلن الرغاما = خبرينا كيف نقريك السلاما؟
أمن"الميماس" حيث العلج رافع
راية حمراء تحميها المدافع
أمن الشام وطرف الشام دامع؟
أم من الأرز وليث الأرز خاضع
أم من الأردن والأردن ضارع
خاشع الرأس ذليلا يترامى = أ من العبدان ترضين السلاما ؟
إنَّ بالحمراء أرواحا مطيفه
لم تزل تحمي ذرى القصر المنيفة
أرسلت من بينها عين الخليفة
نظرات هن لعنات مخفية
لا يحينى سوى نفس شريفة!
أبعدوا لبنان عني والشآما = من ربوع الذل لا أرضى سلاما!
يا ابنة الزهراء يا أندلسية
لم تزل فيك من المجد بقيه
لمعت فيها السيوف المشرقيه
ضاربات بزنود عربية
فعلى ملك لا تلقى التحية
بأكف لم يجردن حساما = خبرينا كيف نقريك السلاما؟
فإذا بغداد عادت كالقديم
موطن الشعر وديوان العلوم
وإذا رن بها عود النديم
مرجفا بالحب أعصاب النجوم
و مثيراً لوعة الليل البهيم
ومديرا أدمع الفجر مداما = عند هذا سوف نهديك السلاما
وإذا بيروت، أم النور، ولى
عن سماها أثقل الرايات ظلا
وإذا السيف من الصحراء سلا
نافضا عن أربع الفيحاء ذلا
وإذا لبنان بالأمر استقلا
فلبسنا العز أو متنا كراما = عند هذا سوف نهديك السلاما

عبده فايز الزبيدي 06-10-2014 11:08 AM

يتبع إن شاء الله!

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 11:32 AM

3. رشيد أيوب:
رشيد بن نصر الله أيوب* ، شاعر و وشاح لبناني مهجري، ولد في لبنان في بسكنتا بجبل لبنا في عام 1288 هجر الموافق لعام 1871 ميلادي ، ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي ، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما نظمه من شكوى عنت الدهر.

- موشح أقرع ( أين كنتِ):
لقـيـتكِ لـمَّا نصـبْنـا الخـيـــــــــــامْ =ألا تذكريـن زمـانَ اللقـــــــــــــــاءْ
فأسكرْتِ قـلـبـي بخمـــــــــــــرِ الغرامْ =وخلَّفْتِ نفسـي بـوادي الشقــــــــــــــاءْ ___
ثــــمَّ غبْـــــــــــــــــــــــــــــتِ
ألا تذكريــــــــــــــــــنَ بشطِّ الغديرْ =عـلى صخرةٍ قـد جلسنـا هـنـــــــــــــاكْ
ولـمَّا انحنـيـتِ لصـــــــــــــوت الخريرْ=لـمحتُكِ فـي الـمـاء مـثلَ الـمــــــــلاكْ
حــــــــيـن لُـحــــــــــــــــــــــتِ _
ولـمَّا مشـيـنـا لنجنـي الـــــــــــورودْ=بظلّ فراشـاتهـا الـــــــــــــــــــحُوَّمِ
تعبْتِ فـودّعْتِ هـذا الـوجـــــــــــــــودْ =وقـلـتِ لأغصـانِهـا خـيّمــــــــــــــــي
ثــــــــــم نمـــــــــــــــــــــــتِ
وأودى الزمـانُ بعهدِ الهـــــــــــــــوى=ولكـنَّ - قـلـبـيَ - ذاك الأمـيــــــــــنْ
حفـظتكِ فـيـــــــــــــــــه برغمِ النّوى =فـوا عجـبـاهُ ألا تذكريــــــــــــــــنْ _
أيــــــــــنَ كــنـــــــــــــــــــتِ


- موشح أقرع ( أنفس الشعراء)**

لمّا بدا البرقُ في الظلماءِ ملتهبَا = وراح يطوي فضاء الله واحتجبا
ناديتُ ربّي وطرفي يرقبُ السُّحبا = ربّاه يا خالقَ الأكوان وا عجبَا
كم تُشبهُ البرقَ هذا أنفسُ الشعرا
يا ليلُ مهلاً ولا تُشفق على بصري= فما تعوّدتُ فيك النوم من صغري
يا ليل مهما تطل لا بدّ من سهري = حتى يودّع طرفي نجمة السَّحَرِ
تلك التي عشقتها أنفسُ الشعرا
دَعهُ يغيّض بلجّ الكأسِ أدمعهُ = فقد تذكّرَ نائي الدار أربعهُ
وهاتِ عودك واضربهُ ليسمعهُ = لكن توقّ رعاك الله أضلعهُ
تلك الأضالعُ فيها أنفسُ الشّعرا
سَلِ الكمنَجَةَ مَعنى أنّه الوَترِ = والرّيحَ إن هينمت سلها عن الخبرِ
والطيرَ إن بكرَت تشدو على الشجرِ = سَلها وسل كلّ روضٍ زاهرٍ عطرِ
تجبكَ يا صاحِ هذي أنفسُ الشعرا
يا هائماً بابنةِ العنقود تطربُه = منها الحميَا وفعل الراح يحسبه
أستغفرُ الله ممّا بتَّ تنسبهُ = للرّاحِ إنّ الذي في الكاس تشربهُ
يا صاحبي رشحتهُ أنفسُ الشعرا
طوباكَ يا ساكناَ في الغاب تؤنسهُ إِلاهةُ الشعر والأشباح تحرسهُ
يضمُّ كلَّ لطيف الروح مجلسهُ = ملآنةٌ من صفا الأيّامِ أكؤسهُ
وحولهُ تتَغَنّى أنفسُ الشّعَرَا
لله ناي سبتنا روحُ صاحبهِ = حتى وقفنَا حَيارَى عند واجبهِ
فصحتُ والليل زاهٍ من كواكبهِ = يا نافخ الناي يحدو في مواكبهِ
بنغمةِ الناي هامت أنفسُ الشعرا
يا نسمةً في مرُوج الحبّ نافحةً = حيث الحمائمُ لا تنفكّ نائحةً
ناشدتكِ الله إن باكرتِ سائحَةً = عند السواقي بجوّ الروح سابحةً
فهينمي تَترَنّح أنفُسُ الشّعرا



- موشح أقرع ( النفس الهاربة)
ضربنا بقرب السواقي الخيام
و بتنا هناك بظل السلام
إلي أن تجلى لنفس الغرام
ففكت سلاسل أغلالها = و ألقت إليَّ بأثقالها
تمشت إلي الروض عند الصباح
يموج على منكبيها الوشاح
فأصغت إلي هينمات الرياح
و سارت على درب آمالها = تمس النجوم بأذيالها
تغنت بلحن بعيد القرار
كهمس السواقي و شدو الهزار
فلما توارت وشط المزار
تُرى هل خطرت على بالها = بدنيا الهموم و أهوالها ؟
ألا أين كأسي ، و هاتوا الشمول
لأنعشَ قلباً عرَاهُ الذبولْ
ألا ليت شعري أما من رسول ؟
يذكر نفسي بأطلالها = و أنَّ غناها بإقلالها
فغنِ فؤادي إلى أن تعود
كفانا بأنَّا رعينا العهود
ليالٍ تمرُّ بهذا الوجود
و إدبارها مثل إقبالها = و صفوالحياة كبلبالها
______________
* هكذا أورد نسبه معجم البابطين
.
** هذه الموشحة في نفسي منها شيء فهي قريبة من التسميط لو كان لها مطلع يبين عنه، و هذه الموشحة تثبت أن التسميط و المسمطات و التخميس و المخمسات المشرقية هي نواة التوشيح و الموشحات الأندليسية.

جليلة ماجد 06-11-2014 06:56 PM

كَم هذا ممتع ...!

أعشق الشعر/ العصر الأندلسي ...

بتواشيحه و أدبه ...

أتابعك أستاذي الفاضِل ...

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 11:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليلة ماجد (المشاركة 177613)
كَم هذا ممتع ...!

أعشق الشعر/ العصر الأندلسي ...

بتواشيحه و أدبه ...

أتابعك أستاذي الفاضِل ...

هذا شرف لنا : أنا و متصفحي
و يسرني بعد دعائكم بالخير النصح و الإرشاد
فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
بارك الله فيكم !

عبده فايز الزبيدي 06-13-2014 03:04 PM

4.محمد أمين الزُّللي
ولد في المدينة المنورة في عام 1183 هجري الموافق لعام 1769 ميلادي ، وتوفي فيها
عام 1241 هجري الموافق لعام 1825 ميلادي.عاش في الحجاز ومصر وتركيا.
تعلم تعليمًا دينيًا على والده، وعلى بعض المشايخ في المدينة المنورة بالحجاز، وفي الأزهر بمصر.
عمل بالإمامة والخطابة في المسجد النبوي
الشريف على صاحبه الصلاة و السلام.

موشح تام ( مرآك للعين قرة و جلا):
مرآك للعين قرة عين و جلا = و في تلاقيك أمن من وجلا = يُطْلَب
كلُّ إلى وجهك الجميل يحن *
و حَين بعدت مضناك يحن **
فارفق بمن في رحى البُعاد طُحن
مرتجف القلب عظمه نخلا = كما غدا الجسم منه منتخلا = مُذْ حَب ْ
إن مال منك القوام و اعتدلا
ينكِّس الغصنُ رأسه خجلا
و البدر إن لحت مشرقاً أفلا
و لو رأى الجيد منك ظبي فلا = لراح من غيظه و ما جفلا = يغضب
جُمِّع فيك النَّفار و الأنس
و الماء في وجنتيك و القبس
و في الجبين الضياء و القبس
فجلَّا من أفرغ البهاء مُلاً= عليك و السحر في مرآك = مِنْ رَبْ
من قاس حالي لماك بالضَّرب
أو الثنايا بلؤلؤ رطب
فقل له : قد ذهلت عن حَبَبِ
على مُدامٍ في كأس طلا = من ذاقه عاف شُرب كأس طلا = مُذْهب
و أنت لو جُت لي برشف لمى
ما أبتُ أشكو جوىً و لا ألما
و لا تلهَّفتُ من ظمأيَ لما
فمن تروِّي من اللَّمى عَلَلا = لا يشتكي طول دهره عٍللا = تنصب
فيا مليك الملاح ،يا أملي
تمطل دين اللقا و أنت مَلي
ما حيلتي في هواك ؟ ما عملي ؟
اللهَ اللهَ بي فقد ذهلا = عقلي ، و أمسيت في الهوى مثلا = يُضرب
تقسو دلالاً و لا تكلِّمني
و بالجفا و الصدود تؤلمني
ما ضرَّ ؟ ما ضرَّ لو تسالمني ؟
إنَّ كان ما مَرَّ بي عليك حَلا = يا من جرى في جفوته كحلا = اطرب
ها أنا ذا يا مكحلَّ الحدق
حيران ، سهران ، دائم الأرق
لم يبق من مهجتي سوى ىرَمَق
و خاطري عن هواك ما انتقلا =فلا تذب مهجتي بنار قلا = تلهب
و اعطفْ و جد على دنف
أشرف مما به على التلف
و مِلْ به نحو روضةٍ أُنف
غناءُ أهدى لها الربيع حلى = زُهراً و من لطف وشيه حُلالا = مقصب
و فُض ختم الدِّنان و انتشقِ
طيبَ الشَّذا من عبيره العبِق
و استحلها في غلائل الشَّفق

حمراء ينفي نشاطها الكسلا
= ما ذاقها ذو خلاعة فسلا = مشرب

بكرٌ لها من زجاجها خدْر
عقول خُطَّابها لها مهر
لا الشمس تسمو لها و لا القمر
بها يضيء الوجود إن أفلا = إذا تبدت لناظر أفلا = يطرب
فقم بنا مسرعا لذا الفرحِ
و اقدح زناد السرور بالقدح
و اكشف عن القلب غُمَّة التَّرح
و زُفَّ كأساتها عليَّ مُلا = يا صاحِ ، واشربْ حتَّى تُرى ثملا = والعب
و اسكر ، ودع لوم من لحا و صحا
و عُقَّ فيها العذول و النُّصحا
مغتبقاً بالهنا و مصطبحا
و لا تبالِ بقول من عذلا = إن جار في نصحه و إن عذلا = و اطرب
و عاطنيها ما دمت منتعشا
حتَّى تراني كاطير مرتعشا
أحسب رأْد الضحى أوانَ عش
ا
و تنظر السهل مقلتي جبلا = و إن أرَ القط َ خلته جملا = يُركب


____
* يحن َّ: من الحنين و اهمل التشديد لسكون القافية .
** يحن : من الحين أي حلول الوقت
*** الضرب : هو العسل .

عبده فايز الزبيدي 06-14-2014 05:01 PM

عبد الهادي السائح *
هو الشاعرو الوشَّاح و المترجم ،الأديب الجزائري عبدالهادي السائح ، ولد السائح في يوم 17 ديسمبر عام 1978 بمدينة اﻷصنام في غرب الجزائر ، التي غُيّر اسمها بعد الزلزال المعروف باسمها إلى الشلف،
من عائلة عربية أندلسية اﻷصل عرف عنها التمسك الشديد باﻷصالة و الاهتمام بالعلم و اﻷدب.

- له موشح تام
هو (رؤى أغرقت شراعي):




رؤىً ... أغرقت شراعـي جوىً ... زادَ في عذابي
منىً ... هدّمـت قلاعـي هوىً ... تاهَ في اغترابي

*
بكُـم زادنـي هيـامـا نـوى الراحـلِ المُقـيـمِ
لَكَـمْ حــرّمَ المنـامـا أسـى العاشـقِ السقيـمِ
فـلا تـقـرأوا السـلامـا علـى الـوالـهِ الملـيـمِ
...

أما ... هدّنـي اِلتياعـي أمـا ... ظبيـةَ الشِّعـابِ
فما ... زادني انصياعـي سوى ... بينَ الاِقتـرابِ


*



كأنْ لـم يَرعْـكِ حالـي وقـد أسبلـت دموعـي
فــلا جـئـتِ للـسـؤالِ ولا أُوقـدت شمـوعـي
أيـا مُـشـرعَ النـصـالِ إلـى ساكـنٍ ضلوعـي

...
دنت ... لم تشأ سماعـي نأت ... أنكرت كتابـي
رشاً ... في الهوى المطاعِ طغى ... أدمنَ استلابـي


*
رنـا فـاتـرَ العـيـونِ بمـا يـشـدَه العيـونـا
رمـى مقلـةَ الحـزيـنِ بمـا يبـعـثُ الحزيـنـا
لقـد صادنـي حنينـي وقـد صَــدّ مستهيـنـا


...


لـهُ ... خيـرةُ المراعـي نضـا ... وجـدُه شبابـي
وَ لـي ... فضلـةُ الجيـاعِ شذىً ... ضاعَ كالسرابِ


*
سلـوا نـاعـمَ السـفـورِ لـمَ الـصـدُّ والجـفـاءُ
سلـوا قاسـيَ النـفـورِ إذا زانــه الـمـسـاءُ
أما بـاحَ بـي ضميـري فبـحْ يُمْـسِـكِ العـنـاءُ
...


قَسَتْ ... حينَ لانَ باعـي نفَتْ ... إذْ أتى خطابـي
دَهتْ ... صاعَنـا بصـاعِ كذا ... منكِرُ الصـوابِ
*
دعت لوعتـي القوافـي وهـا أقبـلـتْ سِـراعـا
عصى الصبـرُ كالتجافـي وقـد خِلتُـنـي مُطـاعـا
إذا هــمَّ بانـصـرافِ بكت حرقتـي الوداعـا
...


فمـن ... مبلـغٌ وداعـي إلـى ... ربـةِ الحجـابِ
أتت ... كسّرت يراعـي مضت ... مزّقت جوابـي

__________________
* انظر ترجمته في كتابي ( مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر)

عبده فايز الزبيدي 06-15-2014 03:40 PM

. زياد السعودي *
هو الأديب الشاعر الأردني زياد السعودي البصيراوي ، من مواليد مدينة عمان بالأردن ، مهندس جيولوجي ، و له منتديات الفنينيق ، ولد في الثالث من نوفمبر من عام 1967 م.
له :
_ موشح تام ( موشح همسُها شادٍ ) من الرمل:

همسُها شادٍ كعزفٍ ساحرٍ = رجعُهُ في القلبِ لا في المسمعِ
ألعَجَ الشوقُ فؤادي بالجوى
وشربتُ الحبَّ من ثَغْرِ الهوى
ثمِلٌ من خمرِ عشقٍ قد أوى
عاشقٌ صبٌ وقلبي مغرمٌ = همتُ فيها مُذْ تندّتْ لم أعِ
بلسمٌ داوى جروحي جسّني
أُطرقُ الروحَ إذا ما مسّني
من شذاها عبقٌ كالسوسنِ
وأناجيها بشعرٍ هامسٍ = تسكنُ الصدرَ و عجزَ المطلعِ
وتهادت كالثريّا في الدجى
مّدُّ شعري قابعٌ فيها سجا
جزرُ نثري باسمها شعراً شجا
ويحَ شعري إنْ تعدّى وصفَها = حسنها بادٍ بحرفي الممرِعِ
شَعْرُها ليلٌ مسجى وانتثرْ
قَدُّها السيفُ سباني وانتصَرْ
لحْظُها الفتانُ أرداني وفَرْ
أجتبيها شهقةً أحيى بها = خفقُ دفء في حنايا أضلُعي
عبَّقت كوني بِعطرٍ قدْ همى
خمرةً تسقي أوراي كلّما
باغَتَتْني في ارتعاشاتِ الّلمى
ملأتني واسْتَحَلَّتْ مُهْجَتي = أطفاتْ بالوصلِ جمرَ الأدمعِ


- و له موشح ( رحيل ) من الخبب :
حَلُوْا فَتَصَدَّى لِي وَجَعٌ = حَلَجَ الْأَنَاتَ بِآهَاتي
يَا نَجْمَ سُهَيْلٍ قُلْ لَهُمُ
إنّ حفَّ ضِيَاءُكَ طيفَهُمُ
أنّي أَسْيَانٌ دُوْنَهُمُ

سَكَنَتْ لَيْلي حُمَّى سَهَرِي = شُّطْآني عَافَتْ مَرْسَاتي
الْسّهْدُ بَراني بَرَّحَني
مُقَليْ هَطْلاءَ تُقرّحُني
يَا دَمْعُ كَفَاكَ تُجَرِّحُني

تَتَقَاذَفُني أَرْيَاحُ نَوَىً..... وَتُبَعْثِرُ سَكْنَةَ هَدْآتي
تُذْكِيْ تَحْنَاني وَتُرْسِلُهُ
وَخْزَاً فِيْ قَلْبِيْ مَعْقِلِهُ
فَيَمِيْدُ الْخَفْقُ وَيَحْمِلُهُ

وَشَفِيرُ الْحَظِّ يُخاتِلُنِي = وَيرُشِّحُنِي للخَيْباتِ
مَدْفُونٌ فِي لَحْدِ الْآهِ
وَحْدِي فَزِعٍ قَلِقٌ سَاهِي
كَيَتيمٍ فِي حَفْلٍ بَاهي

مُرَّارٌ يَسْرِي فِي عَصَبِي ..... وَبِجَوْفِي تَصْحُو شَهْقاتي
وَيْحِي مِنْ وَيْلاتٍ ألْقَى
وَحَيَاةٍ طَالَتْ كَيْ أَبْقَى
أنا حَيٍّ أرْزَقُ كَيْ أشْقَى

رَحَلوا فَتَجَهَّمَ مَوَّالي = وَالْنَّايُ تَجَرَّعَ أنَّاتي
مُضْنَىً في أعْماقِ الْألَمِ
أبْكي نَزْفاً دَمْعي كَدَمِي
جَزِعٌ حَتْفي حُضْنُ الْعَدَمِ

شِعْرِي ضَحِكي طَرَبِي.. حِجَجٌ.= لأُخاتِلَ فِيْها مَأساتي

عبده فايز الزبيدي 06-16-2014 12:54 AM

علي محمود طه
علي محمود طه شاعر مصري من مدينة المنصورة ولد في عام 1901 ميلادي و توفي في عام 1949 ميلادي من اشهر شعراء مدرسة ( أبولو) .

_ له موشح بعنوان ( أندليسية ) من الرمل:


حسنك النّشوان و الكأس الرّويّه = جدّدا عهد شبابي فسكرت
حلم أيّام و ليلات وضيّه = عبرت بي في حياتي و عبرت
أنا سكران و في الكأس البقيّه = ايّ خمر من جنى الخلد عصرت
آه ، هاتي قرّبي الكأس إليه
و اسقينا أنت يا أندلسيّه

***
لا تقولي أيّ صوت ملهم = قاد روحينا ، فجئنا ، و التقينا
دمك المشبوب فيه من دمي = روح ماض بالهوى يهفو إلينا
أخت روحي ! قرّبيها من فمي = إن شربنا أو طربنا ما علينا
آه هاتيها من الحسن جنيّه
و اسقينا أنت يا أندلسيّه

***
كانت النّظرة الأولى نظرتين = ثم صارت لفظة ما بيننا
و الهوى يعجب من مغتربين = لم يقل أنت .. و لا قالت ..أنا
و سبحنا فوق واد من لجين = تحت أفق من غمام و سنى
أتملاّها سمات عربيه
و أنادي أنت يا أندلسيه

***
صحت يا للشّمس في ظلّ النغيب = تلثم الزّهر و أوراق الشّجر
خلتها بين محبّ و حبيب = قبلة عند وداع و سفر
فانثنت تنظر للوادي العجيب = صورا يذهبن في إثر صور
و بسمعي همسة منها شجيه
و بروحي أنت يا أندلسيه

***
و نزلنا عند شط من نضار = و انتحينا خلوة بعد زحام
قلت و اللّيل بأعقاب النّهار = : ألك اللّيلة في لحن و جام ؟
ما على مغتربي أهل و دار = إن دار ها هنا كأس مدام
آه هاتيها كخديك نقيه
و اسقنيها أنت يا أندلسيّه

***
و احتوتنا بين لحن مطرب = حانة مثل أساطير الزّمان
صوّرت جدرانها بالذّهب = فتن العشق و أهواء الحسان
قالت : اشرب قلت لبيك اشربي = ملء كأسين فإنّا ظامئان
خمرة رومية أو بابلية

إسقينا أنت يا أندلسيّه
***
هتفت بي و يداها في يدي = تدفع الكأس بإغراء و عجب
أيّ قيثار شجيّ غرد = خلته ينطق عن أسرار قلبي !
قلت طفل من قديم الأبد = يمزج الألحان من خمر و حبّ
ملء كأس في يديه ذهبيه
فاسقنيها أنت يا أندلسيه

***
و مضى اللّيل و نادى بالرّواح = كلّ خال و تعايا كلّ صبّ
و خبا المصباح إلاّ كأس راح = نوره ما بين إيماض ووثب
قد تحدّى و هجه ضوء الصّباح = فبقينا حوله جنبا لجنب
نتساقاها على الفجر نديّه
و أغني أنت يا أندلسيّه

***
يا عروس الغرب يا أندلسيّه = بعدت دارك و الصيف دنا
أين أحلام اللّيالي القمريه = و البحيرات مطيفات بنا
إذكري بين الكؤوس الذّهبيّه = خانة ، يا ليتها دامت لنا
حين أدعوك صباحا و عشيه
إسقنيها أنت يا أندلسيّه

عبده فايز الزبيدي 06-17-2014 09:21 AM

سيد قطب
سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (9 أكتوبر 1906م - 29 أغسطس 1966م)، كاتب و شاعر و أديب ومنظر إسلامي مصري، مؤلف كتاب في ظلال القرآن ، وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة رئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين، أعدم في عهد الرئيس جمال عبدالناصر.

- له موشح تام ( الصديق المفقود ) من الرمل:

ابحثوا لي ما استطعتم عن صديق = فلقد أعيانيَ البحث الكثير
مخلص الطبع له قلب رقيق = خالص الاحساس فياض الشعور

إنَّ هذا القلب يهفو أبدا
لصديق أصطفيه مفردا
وأريد الود رطبا كالندى
غير أن الكون ذو طبع صفيق = ناضب الاحساس ممسوخ الضمير
يحقر الاخلاص في القلب الشفيق = ويرى الغدر باعجاب جدير

طالما همت بحب الأصدقاء
وتغنيت بألحان الوفاء
ساميات كأناشيد الوفاء
سكْرةٌ عجلى و من ثَمَّ أُفيق = فإذا بي ألمسُ الغدر الحقير
و إذا الإخلاص خَلاَّبٌ بريق = من سرابٍ أو سنا برق قصير

أيهذا الكونُ إنْ كنتَ تجيبُ !
أيُّ عيشٍ في حمى الغدر يطيبُ؟
ثمَّ ماذا تبتغي تلك القلوبُ
غيرَ إحساسِ من العطفِ رقيق = يغمر الأريَّاح فياحَ العبير
فإذا العيش ُ رجاءٌ و وثوق = و إذا الكونُ رضاءٌ و حبور
إنَّ هذا العطف رمزُ للخلود
و إذاءُ الروحُ في هذا الوجود
كلَّ ما في الكون لولاهُ زهيد
و رحيب العيش لولا الطف ضِيْق = و النعيم العزب مسلوب النعيم *
و أرى الإنسان بالعطف خَلَيق = في جحيم العيش و العيشُ جحيم

ابحثوا لي بين أطياف الرجاء
عن صديقي ذلك الطهرُ البّرَاءُ
لن أملَّ البحث لو طالَ العناءُ
ليس هذا اليأس ُ باليأْسِ حقيق = فهو لن يخْبيَ في نفسي السعير
حيرةٌ تائهةٌ ما إنْ نفيق = و هي الوحدةُ أو عيش القبور

يا صديق الغيب يا طيف الأمل
هاهُنا قلبٌ من الوحدةِ ملّْ
ينشدُ الإخلاص في قلب خَضَل **
و هو لا ينوي عتاباً للصديق = حينما يخطيءُ أخطاءَ الغرير
فبحسبي قلبه السمح الرقيق = في فيافي العيشِ إلْـفاً لي سمير


و له موشح أقرع ( الماضي) من الرمل:

شبحُ الماضي وما الماضي سوى = بعضُ نفسي قد تولاه العدم
يتراءى كلَّما شطَّ النَّوى = فإذا الذكرى شجون و ألم

و إذا الكامن في نفسيَ ثار - جائشاً مضطرما - كالجحيم

كلَّما أقبل يومٌ و مضى = أوغَلَ الماضي بمجهول سحيق
ذاهباً عني كبرقٍ أوْمضا = ثمَّ دوَّى بعده الصَّمتُ العميق

و هو صمتُ تحته صخبٌ مثار - و حنينٌ أضْرما - و وَجُوم

آهِ لو مُلكت تصريف الزَّمن = كيفما أهوى و أنَّى أرغبُ
لرجعت الدهر للماضي إذن = فإذا بي حيثُ كُنَّا نلعب ُ

و رفاقٌ لَيِّنو العودِ صغار - ليس تدري الألما - و الهموم

زهراتٌ ناضِرات باسماتٌ = تلمحُ الغِبْطةَ فيها و الرضا
مرحاتٌ مشرقاتٌ لاهياتٌ = لا ترى في الكون إلاَّ ما تشاء

فهو روض زاهرٌ داني الثِّمار - و هي نورٌ قد نما - في الكروم

نتساقى الودَّ من غير انتباه = فإإذا العيش سرور و فَرح
و إذا الكونُ و فيه حياهُ = تتبدَّى في نشاطٍ و مرح


تلك أيَّام ٌ طويلاتٌ قصار - في زَمانٍ بَسَمَا - و نعيم

أينَ مِنِّي ذلك العهد الوسيم = أينَ مني بعضُ أيَّام الصِّغَر
إنَّها مرَّتْ كما يهفو النَّسيم = فيحيي و يحييه الزَّهَر

ذهب الماضي و أعيا الانتظار - و هو يعدو قُـدُما - كالظَّـليم ***

ايُّها الماضي رُويداً في خُطاك = فَعَلامَ اليومَ تمضي مُسْرعا
إيهِ مهْلاً حَسْبُنا طول َ نَواكْ = و بحسبي منك أنْ لنْ ترجعا

لَجَّتِ الذِّكرى و لمْ يبقَ اصطبار - و ستغدو عَدما - لا يدوم

عبده فايز الزبيدي 10-07-2014 06:54 PM

رياض المعلوف

هو رياض بن عيسى إسكندر المعلوف شاعر مهجري ولد في زحلة بشرق لبنان عام 1912 ميلادي و بها توفي في عام 2002 ميلادي وهو نصراني .
له موشح تام ( لبنان) :

هل ترى نعودْ = إليك يا لبنانْ
فتصدق الوعود = و يسمح الزمان
فنقطف العنقود = منوع الألوان
هل ترى نعودْ=إليك يا لبنانْ
ما أحسن السهر = في خلوة الكروم
و بيننا القمر = و قربنا النجوم
فهذه الصور = تمر كالغيوم
هل ترى نعودْ= إليك يا لبنانْ
زقزقة العصفور = و رعشة الأغصان
حتى أرى الصخور = ندية الألوان
و عتمة الديجور ** = تشتفها العينان
هل ترى نعودْإليك يا لبنانْ
كم سُحت في المعمور = ما غرني منظر
فبلدي المهجور = و كوخي الأخضر
أحلى من القصور = و الذهب الأصفر
هل ترى نعودْ= إليك يا لبنانْ
ما أحسن الذكر = في مقلة الغريب
فهو إذا ذكر = موطنه الحبيب
يرتعش النظر = و عينه تغيب

هل ترى نعودْ=إليك يا لبنانْ

عبده فايز الزبيدي 12-11-2014 11:01 AM

محمد بلغيث العلوي
هو أستاذنا أبو إبراهيم/ محمد بن بلغيث العلوي من أدباء وادي حلي بن يعقوب ، شاعر و وشاح و عروضي و نحوي ، من مواليد قرية الكُدوة بوادي حلي في عام 1369 هجري ، و الكدوة بضم الكاف و سكون الدال و فتح الواو ثم تاء مربوطة ..
له من التوشيح :
- موشح ( قلبي المكلوم):
في وداع الخل جفني قد بكى = لست أدري ما جرى عند الفراق
زاد نبض القلب لما ذكرا
أكتب الشعر ودمعي قد جرى
زرقة الحبر تغطي الأسطرا

قلبي المكلوم ياخل اشتكا = بعدكم ياخل شيء ï»»يطاق
أريش العينين رفقا صدتني
بسهام الرمش قد أرديتني
أنت يا خل فقط ما عدتني

ï»»سمكم أصحو إذا الحاكي حكى = قلت هذا الخل مابين الرفاق
ياحبيبا لفؤادي نهبا
لم يزرني حتى في النوم أبى
تعب القلب وعقلي ذهبا

لدمي ليت حبيبي سفكا = بعدما يأتي وأحظى بالعناق

عبده فايز الزبيدي 12-11-2014 11:09 AM

عبده فايز الزبيدي
عبده بن فايز بن عبده بن عقيل بن الحسين بن عبد ه المصلح المصلحي الزُّبَيْدِي ،وعبده المصلح هو أبو المصالِحَةِ الذين في صبيا شمال شرق القنفذة و الذين في حلي بن يعقوب ، و أكنى بأبي فائز، من مواليد قرية الفريق بفتح الفاء و كسر الراء و سكون الياء من أعمال مركز وادي حلي بن يعقوب من محافظة القنفذة و التي تتبع أمارة مكة المكرمة شرفها الله ، من مواليد عام 1393 هجري و يوافق عام 1973 ميلادي . .
من أعمالي في هذا الفن ما يلي:

1 . موشح تام من المجتث بعنوان ( الطرف فيها كإنسان):

الطرف فيها كإنسانْ***يعلو لحسن و ينزلْ

إذا نظرتَ إلي الخد

تقولُ وِرْقٌ و عَسْجد

عـلـيه وَرْدٌ تمـدَّدْ

و طيـْبُـه مـاله حـد

يهتز للتُّوت سطران***إذا حكى أو تغَزَّل

واحللْ بروض و بستان

فيه من الحُـسنِ ألوان

وحاميا الرُّوضِ اثنان

تـُفـاحةٌ جَـنْـبَ رُمَّـان

فانزلْ عليه بإحسان***ياليتَ ليْ فيهِ مَنْزل

والخَـصـْر بـَانٌ مُبَتَّل

كـقَــدِّ خِـشْفٍ محجَّل

إذا ثـَـنــَتـْه ُ تـَفـَتـَّل

للطرف و القلب مقتل

تهابه الإنس و الجان***السَّمْهرِيُّ المفتَّل

و يخلبُ اللُّبَّ إنسان

له على القلب سُلطان

وقصرُه بين أجْفان

من فتكه القلب حيران

سطا على النفس وسنان***ساجي الرموش المُكَحل

وإن حكى قلت مَدَّاح*

لصـوته القلبُ يرتاح

و الهـمُّ مني سينزاح

إذا دعاني بِـيَـا صـَاح

فما اشتغالي بِطَعَّـان***إذا صفا لي المُكَـمَّل

_____
*مدَّاح:هو الفنان السعودي طلال مدَّاح رحمه الله!

2. موشح تام :(غادة الغادات من وادي حلي*)

غادةُ الغاداتِ من وادي حَلِي *... قدْ ورثنا حبَّـها في الأَزَلِ
أنشدُ الأشعار َفي وصفٍ لَها
وفؤادُ الصَّبِّ يشكو الوَلَها
ناعمُ الخدِّ فأضنى وَلَهى
ولها قَـدٌّ كَمِثْلِ الأَسَلِ ... ولهَا مَشْيٌ كمَشْيِ الحَجَلِ
هل تراها تَرتضي لي ما جَرى
بين هَجر ٍو صدودٍ قد بَرى
فمتى تأتي بوصلٍ يا تُرى
وأرى الخلَّ بحالِ الـمُقْبِلِ ... وتغنيْ بغناءِ الغَزَلِ
تأسرُ اللُّبَّ و تُغري الأنْفُسَا
بصباحٍ خلفهُ تُلْقِي المسا
وعقيقُ الخدِّ يبدو مُؤْنِسا
ليتني أحْظَى بوردِ القُبَلِ ... وبثَغْرٍ مثلِ شَهْدِ العَسَلِ
نكثَ الخلُّ بعهديْ نَكَثَا
جاهلُ السِّنِ ويُبدي العَبَثَا
ولحالِ الصَّبِّ تِيْهَاً مَا رَثَى
جَحَدَ الظبيُ بعهدي الأوَّلِ ... وتمادَى في اصْطِفَاءِ العُذَّلِ
ما رأيتُ الوصلَ مِنْ خليَ قَطّْ
كتمَ الشَّوقَ و للإِحساسِ غَطّْ
و تناسى ودَّ قلبيْ ثُمَّ شَطّْ
هكذا طَبعُ الغَزالِ الأكْحَلِ ... جَامِدُ الإحساسِ أَفْنَى مُقَلِيْ

....................
* وادي حلي : من أودية الجزيرة العربية، به سد عظيم ، وذكره ابن بطوطة في رحلته و أثنى على أهله.

عبده فايز الزبيدي 12-16-2014 10:23 PM

ماجد الرَّاوي
هو الشاعر السوري ماجد بن أحمد الرَّاوي براء مفتوحة مشددة ، ولد بدير الزور في عام 1962 ميلادي .
من توشيحاته:
1. موشح ( أنا و الموقد):

في هَدْأةِ الأسْحارْ .... وَسْطَ الشَّتا القارِسْ
أضاءَ وجْهُ النارْ .... ذاك الدُّجى العابِسْ

******
وكُنتُ في الظُّلْمهْ.... ذا حَيْرةٍ وحدي.... كَفِّي على خَدِّي
والنَّجْمُ في الغيمهْ.... كفارسٍ جَلْدِ... قد لاحَ من نَجْدِ

ثوبُ الدَّياجي قارْ.... طَرفي به ناعِسْ
أوْ جَحْفَلٌ جَرَّارْ.... قد آبَ من (داحِسْ)

******
في اللَّيلِ والوحْدَهْ.... يبدو سنا الجَمرِ.... في النَّفسِ كالخمرِ
كأنَّهُ بُرْدَهْ.... تَوْشيحُها زَهْري.... تُرَشُّ بالـتبرِ

يا حَومَةَ الأسْرارْ.... قلبي بهِ آنِسْ
يا صَمتَ تلك الدَّارْ.... وَحدي هُنا جالِسْ

******
يا موقدَ اللَّهَبِ.... كفِّي عليكَ تَرِفّْ.... كالنَّسْرِ حين يَزُفّْ
أغلى من الذَهَبِ.... ذكرى إليَّ تَخِفّْ.... والشَّوقُ ليس يَجُفّْ

شواردُ الأفكارْ.... عقلي لها سائِسْ
كماردٍ جَبَّارْ.... لكنَّهُ يائِسْ

******
رواقصُ النيرانْ.... يا موقدَ اللَّهبِ.... أُلقي بها حَطَبي
تهيجُ كالثيرانْ.... دوني فتنشرُ بي.... حُزْناً بلا سَبَبِ

يا شكلَها الدوّارْ.... لا تَسْحَرِ القابِسْ
قلبي جحيماً صارْ.... من قَدّها المائِسْ

******
يا نارُ يا ناري.... قلبي بدا مَبْهورْ.... في كهفهِ المَسحورْ
يا نارُ في داري.... أطفأتُ كُلَّ النورْ.... إذ عِشْتُ كالمخمورْ
يا نفحة التذكارْ.... هَيَّجْتِ ليْ الهاجِسْ
وقد رَسمتِ النارْ.... في حِسِّيَ السَّادسْ



2. موشح (ذكرى) من البسيط مركب المطلع مفرد البيت :

في ذلك السّفح كان الله يحرسنا =و كان يجمعُنا بيتٌ من الطِّينِ
يا حبَّذا طيب عيشٍ ضمَّنا زمنا = بين السهوب مع القوم المساكين ِ

يا حبذا نسمة تسري مع الفجْر
و النُّور نهرٌ على كتف الرُّبا يجري
إذا أنثرُ القمح للأطيار من حِجْري
لما دعتني و لمَّا أنفضِ الوسَنَا = و كلُّها ساربُ نحوي يحييني
سنا رؤى لست ألقى مثلها حسَنا = لأنني أعشق الماضي بتكويني
يا حبذا صحبُنا ترعى الخراف ضحى
و الناي من نومه بعد السّبات صحا
و السَّفح غِرٌّ بأبراد الضُّحى اتشحا
و للسنونو نشيد ودَّع الفَنَنَا = ينوي التَّرحل من حينٍ إلى حينِ
لم أدري هلْ قاصدٌ في دربه اليَمَنَا = أم الجنوحُ لأرض الهندِ و الصِّنِ
كُنَّا إذا بلغتْ أحلامُنا الشَّطَطَا
إلى الهِضاب تسابقنا كسِربِ قَطَا
حتى رسمنا على سطح الرِّمال خُطَا
فإنْ لهثْنا و طول العَدْوِ أتعبَنا = فطِبُّنا جَرْعةٌ من ماءِ تشرينِ
أو نسمةٌ من وِهَاد الغَرْبِ تسكرُنَا = كخمرةٍ خُزِنَتْ من عهدِ قايينِ *

3. موشح ( صورة من الخابور)
لَيالي الأُلْفِ والأُنْسِ
تَباريحَ الدُّنى تُنْسيْ
رُبُوعٌ أبْهَجَتْ نَفْسيْ
وبَدْرٌ في السَّما يُمْسيْ --- أمير الحسن والأُنسٍ


على شَطَّيْكَ يا خابُورْ
بِجَنْبِ الدَّارِ والتَّنُّورْ
إحِنُّ لِمَوْقِعِ النّاعُورْ
وأذْكُرُ عَهْدَهُ المَنْسيْ --- وقدْ وَلَّى مَعَ الأمْسِ


عَلَيكَ البَدرُ لَمّا هَلّْ
بِباهيْ حُسْنِهِ أقْبَلْ
تَبَدَّى مِنْ وراءِ الزَّلْ
سَما مِنْ مَطْلَعِ الشَّمسِ --- فأصْبى مُرْهَفَ الحِسِّ

حَكى في لَمْعِهِ الماسا
وَدُرّاً يَسْحَرُ النّاسا
عَلا في الكَوْنِ نِبْراسا
نأى عَنْ سَطْوَةِ الإِنْسِ ---- وبَثَّ النُّورَ للأُنْسِ


مَضى يَومٌ بهِ الصَّفْصافْ
يَهُزُّ القَدَّ والأعْطافْ
يُدَلِّيها على غَرَّافْ(1)
دَؤُوبٍ ناعِمِ الجِرْسِ --- يَلُمُّ الماءَ بالخَمْسِ(2)


بُيُوتُ الرِّيفِ في الواديْ
غَفَتْ في قَعْرِهِ الهاديْ
سَنا أنْوارِها الباديْ
يُحاكي أنْجُمَ الكُرْسيْ --- بِوَسْطِ الأُفْقِ إذْ تُمْسيْ(3)




____________
* قايين: اسم قابيل في بعض اللغات القديمة ، قلت هكذا فسرها الشاعر بنفسه في ديوانه

(1) الصفصاف : شجر يعيش على ضفاف الخابور – الغراف : آلة تشبه الناعور يديرها بغل تغرف الماء من النهر لري الزرع .
(2)
يلم الماء بالخمس : يغرف الماء عن طريق سطل يشبه كف اليد .
(3)
أنجم الكرسي : نجوم يسميها العامة بنات نعش




عبده فايز الزبيدي 12-20-2014 02:41 PM

ابن الطيب العلمي
هو محمد بن الطيب بن أحمد بن يوسف بن أحمد الشريف العلمي الوزاني أبو عبد الله ، أديب له شعر، من أهل فاس، توفي بالقاهرة، في عام 1134 هـ ،و هو من شعراء الدولة العثمانية.
من كتبه (الأنيس المطرب فيمن لقيه مؤلفه من أدباء المغرب - مطبوع ) و (رسالة في معرفة النغمات الثمان - مخطوط).

له من التواشيح:

1. موشح ( يا ليلة السُّكر و يوم الخمار):


يا ليلة السكر ويوم الخمار = بين الصغار = علمتما الأكواس رمي الجمار
بات يحيينا نسيم الرياض
حتى اكتسى الليل قميص البياض
كأنما يملا الطلا من حياض
مهفهف ينسيك ذات الخمار = غبّ المزار = يدير باليمنى لنا واليسار
فاشرب فما في شربها من جناح
هذا غراب الليل ضمّ الجناح
وقهقَه الإبريقُ والطير ناح
وفاح كالعنبر نشر العرار = بين الثمار = وانشد القمريّ حيّ الديار
واستنطق الأوتار تحت الروق
ظبيٌ صفا منه الجبين ورقّ
قام وأهدى للعيون الأرق
عارضه فوق الخدود استدار = ثم استنار = وألبس الحمرة ثوب اخضرار
بدرٌ على جيش الملاح ظهر
يعبق ريح المسك مهما ظهر
فهل رأيت الغصن لما زهر
مستأنسٌ أصبح يبغي النفار = فما يزار = ووجهه الجنة حفّت بنار
لما استحل الوصل لي واستباح
في ليلة الليالي الصباح
قلت وقد أسفرَ وجهُ الصباح
يا ليلة الوصل وليل العقار= دون استتار =علمتماني كيف خلع العذار

عبده فايز الزبيدي 12-20-2014 05:26 PM

15. نعمان ثابت عبداللطيف
شاعر عراقي من العصر الحديث ولد في عام 1323ميلادي و يوافق عام 1356 هـجري ، ولد في بغداد، وتوفي عام 1905 ميلادي و الموافق لعام 1937 هجري في منطقة الزريجية (قضاء السماوة)، ودفن في بغداد.، قضى حياته في العراق.
له من التوشيح:
موشح أقرع مطلعه ( استفيقي ما ظلام الليل مسدول الجناح):
استفيقي ما ظلام الليل مسدول الجناح
واغسلي عينيك بالأنوار سالت في البطاح
واسمعي الورقاء تبكي كبكائي وصياحي
وانشقي الأزهار فالعط ر من البستان فاح=وانهضي للحقل يا نف سي فتد لاح الصباح
سرّحي عينيك فالاشـجار في المرج الخصيب
قبلتها نسمت الريح تقبيل الحبيب
وعلى أغصانها يس مع نوح العندليب
رجعته ساقيات فتمادى بالصداح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح
سرحي عينيك فالحداد قيد الحسرات
شعل النار وفي عينيه آلام الحياة
وعلى سندانه يسمع أشجى النغمات
نغمات لا يداني يها حبور وانشراح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح
سرحي عينيك فالراعي بسفح الجبل
هادئاً جذلان لا يصغي إِلى المستقبل
ترتعي أغنامه الأعشاب قرب الجدول
وتناجيه كمعشوق تناجيه الملاح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح
سرحي عينيك فالفلا ح يعروه اكتئاب
حمل المسحاة محزوناً وفي النفس التهاب
وأغانيه اسمعيها يتولاها اضطراب
كهومي ليس يطفيها بكاء ونواح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح

عبده فايز الزبيدي 02-18-2015 06:42 AM

16. عبدالستار النعيمي
شاعر و وشاح عراقي معاصر و مغترب ، آخر عهدي به في عام 2018 م ، ترافقنا في كثير من المنتديات الأدبية ، وكانت بيننا مراسلات نثرية و شعرية ، وقد مدحته بقصيدة .
يا رُبى= فُورِي عطورا عند هبّ الصَبا= والظِبا = بين ثناياكِ بأثواب الصِبا
فانتشى مَن عاش في أريافها إذ مشى
كالرشا يلبس من زهر الرُبى زرْكشا
إن يشا مِن نبْعهِ يُروي غليلَ الحشا
قد جَبا من كل ورد يانعٍ مكسبا---فارقبا يا صاحبَي شعري* ... أليفا صَبا
أردِفا *نظرةَ شوقٍ بين رسمٍ عفا
واشرفا على ديار أبكت المُدنفا
مَن وفى لم ينس عهدا طالما أزلفا
بل حبا إلى مواعيد الهوى والصِبا--- مُتربا منكسرا كالسيف لما نَبا
فاقنعا بما قضاه اللهُ أو رجّعا
واسمعا صوت تسابيحٍ هنا واركعا
قد رعى ربي عهودا أحصن المربعا
فاجتبى فيها ديار الوصل بين الربى---والخِبا منصوبة تكنس فيها الظِبا
--------------------
* صاحبي شعري:قلبي ولساني

عبده فايز الزبيدي 09-25-2015 08:56 PM

17. ضياء الدين الجَمَّاس
هو ضياء الدين بن حامِد الجَمَّاس ، شاعر ووشاح ، أديب نحوي و عروضي ، من مواليد دير الزور السورية في عام 1950 م .
ترافقنا طويلا في منتديات أدبية مرموقة .
من توشيحاته:
1. موشح تام بعنوان ( من شذا عطري شذاك):
يا حبيبي من شذا عطري شذاكْ ...قُبْلتي حطت شفاها في شفاكْ
حنَّ قلبي دامعاً فيما يراه .... قُـبلتي باتت دماء في ثراكْ
قدسنا كانت وما زالت صدانا
قِـبْلة كانت وما زالت هدانا
عارنا أن صرت رهناً يا حمانا
قلبك الفياض في أيدي عدانا
يا حبيبي من ندى دمعي نداكْ ... أبتغي نوراً بهياً في رباكْ
بات وجدي ثائراً مما اعتراه .... علَّهُ يرقى رقِـيَّاً في علاكْ
كيف لي أجتث من رسْغي القيود؟
كيف لي أجتاز سداً من سدود ؟
كيف أحيا دائماً مثل الأسود ؟
كن أبياً صابراً حتى تسود
من هوانا نرتجي دوماً هواكْ ... في سمانا حمرة جلت سماكْ
حب قلبي ساحر ناجى ثراه ... ناره سحقاً لعادٍ في حماكْ
مسجد الأقصى ينادي للعروج
مستجيراً من يهود أو علوج
رمزنا يبقى بهياً في المروج
عاليا يبقى بقلبي كالبروج
كيدهم يمحى ولن يبقى سواك... عهدنا باقٍ صدوقاً في نداك
قولهم كذب جرى فيما فراه ... في فداء نبتغي دوماً رضاك
عارنا لن يمَّحي إلا جهادا
كاسرا يا سيفنا قيداً وصادا
ماحقاً منهم جموعاً أو فرادى
مستعيداً بسمة فيها السعاده
نصرنا قد لاح عزاً يا بهاكْ ... بِشْرُه دانٍ ببشرى من ملاكْ
آية مكتوبة فيما نراهْ ... للأعادي ساعة فيها الهلاكْ

2.موشح تام بعنوان ( بديع الجمال ):

بديع الجمال جميل الرداء ....لذيذ التناجي سريع الجواب
أُسِرْتُ بـــــِحبٍ لذيذ جميــــــلْ
وقد بان شوقي وحبي الأصيلْ
يداعبني في الليالـــي الخليــــــلْ
لقد بان إبداعه في جلاءْ ... وغشَّى الجمالُ فسيحَ الرِّحَابْ
فضوء الشموس سما في السماءِ
وبدر الليالي جلاها وضاء
ونور النجوم شعاع الفضاءِ
بديع الكمال وعالي البَهاءْ.... منير جلي ويجلو اللبابْ
بسبحي أجوب ونعم الحبيب
أناديه دوماً ونعم المجيب
حبيب صبوح ووجه مهيب
وفيه رجائي بطيب الدعاء.... يرد الجميل بخيرٍ عُجابْ
وتغريد طير بفجر السحرْ
يناجي الأعالي وضوء القمرْ
بجو رخيم ويحلو السمرْ
طيور الجنان تغني الغِناءْ .... وسرب يسير كسير السحابْ
وغيث حنون يجوب الأعالي
وعطر لطيف سرى في مجالي
وطيف الحواري سرى في خيالي
كنور جميل يشق السماء ... ونهر عسول لذيذ الشراب

3. موشح تام (يا حَنَّان يا منَّان ):
يا منعماً أدعوك بالحنَّان.... أكرم بحبي ملهم الإلهام
يا ماجداً أدعوك بالمنَّان....يا ذا الجلال الدائم الإكرام
ربنا يا وحيدْ...مذهلٌ مُبدعٌ يا جميلْ
ربنا يا مجيدْ ...قد بَهرت الرؤى يا خليلْ
ربنا يا فريدْ ...والهوا قد سرى بي عليلْ
وشى جمالٌ صفحة الأكوان ... طيف لطيف بان كالأحلام
نور سرى من سالف الأزمان ... ينير درباً من هدى الإسلام
ماجد قد ملكْ ... ترقص الشمس رقص البهاءْ
مالك للفلكْ...وَمَضت في عيوني السماءْ
ليلنا إن حلكْ ...وامض نجمها في العلاءْ
نور بدا في خلقة الإنسانْ.... رسم جرى بريشة الأقلام
وحبرهها نور من الإحسان ... كراية خفاقة الأعلام
منزلٌ للشفاءْ ...خالقي في السماء مجيبْ
في أعالي السماءْ ...مكرم شاكر وحبيبْ
حاكم في الفضاء ...كم بدا في جلال مهيبْ
بصيرة تدعو إلى الرحمن.... نِعْمَ البديعُ باسمه العلام
في قبضة من هيبة السلطان .... يقضي القضاء المُبْرمِ الأحكام
خالق الأطيارْ ...بلبل طائر في السحرْ
مبدع الأنوارْ... مُشْرِق في منار القمرْ
مفْرِح السمارْ... بسمة في جناح السمرْ
نهر الهدى يجري من القرآن..... يروي الورى من مهتدٍ هَمَّام
هذا كلام واضح الإعلان ... فيه الهدى من واسعٍ علام
يا مغيث الزروع ..غيثه قد بدى ماطراً
في الربى والربوع...مزهراً زهره عاطراً
يأت نورٌ سطوع ...مؤلقاً مبهراً ساحراً
إنا نرى هدياً من الديَّان ... يهدي لدين دائم الإكرام
حقاً يراه خالص الوجدان...من مؤمن يهدي الورى مقدام

عبده فايز الزبيدي 09-25-2015 09:15 PM

18.المَحَّار
ترجم له خير الدين الزركي في كتابه ( الأعلام ) بقوله: عمر بن مسعود بن عمر المحار الكناني الحلبي، نزيل حماة، سراج الدين ،(؟ - 711 هـ = ؟- 1312 م)شاعر، نعته ابن شاكر بالحكيم صاحب الموشحات، وأورد بعضها له " ديوان شعر - خ ".توفي في دمشق .

من موشحاته ما جاء في ( فوات الوفيات) للكتبي :
جسمي ذوى بالكمد والسهر ... والوصب من جاني
ذي شنب كالبرد كالدرر ... كالحبب جماني
بي غصن بان نضر ... يسبيك منه الهيف
يرتع فيه النظر ... فزهره يقتطف
الخد منه خفر ... والجسم منه ترف
قد جاءنا يعتذر ... عذاره المنعطف
ثم التوى كالزرد معبقري ... معقرب ريحاني
في مذهب مورد مدنر ... مكتب سوساني
ظبي له مرتشف ... كالسلسبيل البارد
بدر علاه سدف ... من ليل شعر وارد
غصن نقا منعطف ... من لين قد مائد
مقرطق مشنف ... يختال في القلائد
بين اللوى وثهمد كجؤذر ... في ربرب غزلاني
من كثب ذي جيد ذي حور ... ذي هدب وسنان
أما وحلي جيده ... ورنة الخلاخل
والضم من بروده ... قد قضيب مائل
والورد من خدوده ... إذ نم في الغلائل
لا كنت من صدوده ... مستمعاً لعاذل
نار الجوى واستعري ... وكذبي سلواني
وانسكبي واطردي وانهمري ... كالسحب أجفاني
مولاي جفني ساهر ... مؤرق كما ترى
فلا خيال زائر ... يطرقني ولا كرى
إني عليك صابر ... فما جزا من صبرا
إن سح دمعي الهامر ... فلا تلمه إن جرى
جال الهوى خلدي ومضمري ... أضر بي كتماني
مؤنبي اتئد لا تفتري ... وجنب عن عاني

2. موشح :
ترى دهر مضى بكم يؤوب منيبا ... يضحي روض آمالي الجديب خصيبا
عسى صب تملكه هواه ... يعاود جفن مقلته كراه
ويبلغ من وصالكم مناه ... ويرجع دهرنا عما جناه
ويجمع شملنا حسن وطيب قريبا ... ويصبح حيث أدعوه الحبيب مجيبا
أرى أمد الصدود بكم تمادى ... وكم لمت الفؤاد فما أفادا
وتأبى عبرتي إلا اطرادا ... ونار صبابتي إلا اتقادا
خدي رده الدمع السكوب خضيبا ... وقلبي كاد أشواقاً يذوب لهيبا
وبي رشأ بناظره يصول ... حسام من ضرائبه العقول
على وجناته لدمي دليل ... ولكن ما إلى قود سبيل
حبته من ضمائرها القلوب نصيبا ... فكان لها وإن كره الرقيب حبيبا
غزال وهو في المعنى هلال ... قريب وصله ما لا ينال
وغصن راح يعطفه الدلال ... كذا الأغصان تثنيها الشمال
إذا مالت بعطفيه الجنوب هبوبا ... تثنى في غلائله القضيب رطيبا
كلفت بحبه حلو المعاني ... أعاني في هواه ما أعاني
أراه وإن تباعد عن عياني ... كبدر التم قاص وهو داني
يرينا حين تطلعه الجيوب عجيبا ... جمالاً لا يكلفه الغروب مغيبا

3. موشح:
من دون رملة عالج ... لربة الخال دار
حلت عليها السحائب ... منا الدموع الغزار
همت عليها دموع ... لها السحاب شؤون
فاخضل منها النقيع ... ومسن فيها الغصون
حدث فتلك الربوع ... حديثهن شجون
في القلوب لواعج ... من ذكرها وأوار
ونار فقد الحبائب ... زنادها الإدكار
لم أنس يوم تولى ... حادي المطي وسارا
خلى المحبين قتلى ... كما ترى وأسارى
ودون رامة خلى ... منا العقول حيارى
لأن بين الهوادج ... أقمار تم تحار
منها بدور الغياهب ... لم يخفهن سرار
حكوا البروق ابتساماً ... والسمهريات لينا
أغصان بان إذا ما ... مالت تغير الغصونا
كم خلفت مستهاماً ... ملقى لديها طعينا
مذ أعينعت في الدمالج ... لها البدور ثمار
أوراقهن الذوائب ... حق الغصون تغار
سفرن بين الستور ... هيف دقاق الخصور
عن أوجه كالبدور ... في جنح ليل الشعور
تقلدوا في النحور ... بمثل ما في الثغور
يحكين غزلان ضارج ... شعارهن النفار
فليس يدنو لطالب ... من طيفهن مزار
هل للحياة سبيل ... وقد دهتنا العيون
وسل منها نصول ... لها الجفون جفون
قضب علينا تصول ... شفارهن المنون
فكيف للهم فارج ... أو للمحب اصطبار
وفي الجفون قواضب ... لها المنون شفار

4. موشح:
أيخفى غرامي والدموع السوافح ... تنم بما تطوى عليه الجوانح
وقلبي في واد من الشوق هائم ... حزين وغاد في الغرام ورائح
صب هيمان بعد الخلان ... نامي الأشجان بادي الأحزان
كتمت الهوى العذري بين أضالعي ... وأخفيته لولا وشاة مدامعي
وحاولت سلواناً فلم ألق سلوة ... فقلت لقلبي مت بداء المطامع
سلواني بان وسري بان ... فلا سلوان ولا كتمان
تملكني حلو الشمائل أهيف ... مليح التثني ناحل الخصر مخطف
أغض من الغصن الرطيب شمائلاً ... وأحسن مرأى في العيون وأظرف
يثني ريان قد فينان ... فاق الأغصان أغصان البان
أعار قضيب البان هزة عطفه ... ورق على نشر النسيم بلطفه
وزاد على البدر المنير بوجهه ... سناً وعلى الظبي الغرير بطرفه
ما للغزلان معنى أجفان ... طرف وسنان صاحي نشوان
تقوى على ضعفي برقة خصره ... وأضرم أشواقي إلى لثم ثغره
فقلت لقلبي عندما صد مغضباً ... وزاد إلى عدوانه طول هجره
كم ذا العدوان بذا الهجران ... ترى ما آن يرضى الغضبان؟
أجرني من الهجران يا غاية المنى ... وجد لي بوصل منك إن كان ممكنا
وعدني إذا لم يمكن الوصل زورة ... وزدني من الحسنى فلا زلت محسنا
وأحسن إن كان تلقى إمكان ... إن الإنسان عبد الإحسان
ظفرت بمحمود الوصال حميده ... حباني به المحبوب بعد صدوده
فقلت لقلبي بين آس عذاره ... ونرجس عينيه وورد خدوده
قم يا جنان وايش ذا النسيان ... واجني ريحان هذا البستان

ريمه الخاني 11-23-2016 08:12 AM

بارك الله بكم وبما قدمتم والسلام وهناك اسماء أخرى

عبده فايز الزبيدي 07-21-2019 02:55 PM

رد: التلويح بشعراء التوشيح !
 
خير الدين الزِّرِكلي
كان خيرالدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزِّرِكلي «بكسر الزاي والراء» والمولود في 9 ذي الحجة عام 1310هـ والمتوفى عام 1396هـ، من الأعلام الذين أنجبتهم دمشق الفيحاء، والعروبة الزهراء، والحنيفية السمحاء في العصر الحديث، وهو كردي النسب والأكراد في البلاد العربية والإسلامية سنة متمسكون بعقيدتهم..
شاعراً، مؤرخاً، مترجماً، مؤلفاً، أديباً ومحققاً، فهو ابن الوطن العربي الكبير وابن الإسلام الخالد العظيم..
ولد في بيروت من ابوين دمشقيين ونشأ وعاش في وطنه دمشق، حتى فاجأه الاحتلال الفرنسي لبلاده في الرابع والعشرين من يوليو عام 1920م فوقف مع المجاهدين الاحرار صلب العود قوي الوطنية وحكم عليه الاحتلال بالإعدام غيابيا آنذاك..
وكان الزركلي قد قصد الحجاز.. وتنقل بينه وبين الأردن ومصر، ولما هب السوريون لتحرير وطنهم من الاستعمار الفرنسي عام 1925م وكان اسمه في القائمة السوداء وحكم عليه للمرة الثانية بالإعدام عام 1925م لأنه من القوى المحركة للثورة ضد المستعمر الغاشم المحتل.
وفي عام 1934م دعاه الملك عبدالعزيز ليكون مستشاراً للمفوضية العربية السعودية بمصر فانتقل إليها..
وعاش في ظلال النيل للقراءة والكتابة والتأليف، وكان أحد المندوبين السعوديين في المفاوضات التمهيدية التي جرت لإنشاء الجامعة العربية، وفي التوقيع على ميثاقها عام 1945م..
وعمل بوزارة الخارجية السعودية، ومثل الحكومة السعودية في العديد من المؤتمرات والاجتماعات والمفاوضات الدولية، واختير عام 1951م وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً للحكومة السعودية لدى جامعة الدول العربية..
وفي عام 1957م عين سفيراً للمملكة في الرباط لدى حكومة المملكة المغربية، وفي عام 1965م عاد إلى الرياض حيث تنقل بينها وبين بيروت ودمشق والقاهرة، واخرج كتبه:
1 الإعلام «أربعة عشر جزءاً».
2 شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز «أربعة أجزاء».
3 الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز.
4 عامان في عمان.
5 ما رأيت وما سمعت
وغيرها من خوالد مؤلفاته.) )(1)

قلتُ: فهو دمشقي الأصل ،لبناني المولد ، سعودي الجنسية ومهام الدولة ، ومصري الوفاة.

.

قال أحمد العلاونة :
(نظم الزِّرِّكلي ثلاثة موشحات ، الأول ( لَمْ تَفِ يا قَمَرْ)(2)
و قال: (.... و موشح العذراء ، وهو موشح طويل) (3)،
وقال: ( .... ، ونظم موشحا على الطراز القديم ....) (4)

(لم تف يا قمر!) (موشح تام):
لم تبق يد الحادثات ولم تذر=فعلى م تضحك في سمائك يا قمر؟
أرأيت تائهة على أترابها؟
فتانة بسفورها وحجابها
خلابة بدلالها وعتابها
غلابة بحديثها وخطابها
ذهب الزمان بمالها وشبابها
وتفردت بأنينها ومصابها
ناجتك شاكية تصاريف القدر = وظللت تضحك في سمائك يا قمر!
أرأيت بين مسارح الأقلام؟
مترسلا أو مستجاد نظام
ما كاد يعرف بهجة الأيام
حتى رماه من الفوادح رامى
نهدت إليه قوارع الآلام
فبكى اليراع مودعا بسلام
عهد النبوغ وصوغ آيات العبر =ونعمت تؤنسك الكواكب يا قمر!
أشهدت من غسق الظلام غريبا؟
ملأ الفضاء تفجعا ونحيبا
نادى أحبته، وعاش كئيبا
قلق الجنان على الزمان غضوبا
والدمع يجرح مقلتيه صبيبا
يرعاك مضطرب الجوانح والفكر=وتتيه في خيلاء كبوك يا قمر!
ومعاقرا خمر الصبا يترنح
كالظبى يسكن في الرياض ويسرح
يلهو بزورقه الصغير، ويسبح
في سلسل كالنور، أو هو أوضح
قذفت به هوج العواصف تطرح
فهوى... ووجه الموت أكدر أكلح
وله على صفحات جدوله أثر
وخلوت، تزهى في نجومك يا قمر!=أسمعت أنات الجريح معددا؟
يطوي الليالي، لا يقر مسهدا
(لا العيش طالب له ولا الشقاق الردى)
يمسي ويصبح شاكيا متنهدا
ضعفت قواه، فما يطيق تجلدا
وتعامت الزفرات أن تتصعدا
غض الجفون وقال: حسبك يا غير! = وسهرت تبسم للكوارث يا قمر!
أشهدت من كرة الشقاء كتائبا؟
وأسنة وهاجة وقواضبا
جيشان، كلٌّ هب يحمي جانبا
يتطاحنان، تباعدا وتقاريا
هذا يئن، وذاك يقضي صاخبا!
ويح المطامع، كم تجر معاطبا
تفنى النفوس، وأنت تهزأ بالبشر =ويغرك الألق المحب يا قمر؟
أرعاك مبتئس شكا ألم الطوى؟
ومروع ضل السبيل، وما غوى
ومتوج، عنت الجباه، له هوى...
عن عرشه، لا الملك دام، ولا القوى
ومودع مستسلم لهوى النوى
ومعذب لفراقه بادي الجوى
وقسوت، هل قدت ضلوعك من حجر؟=لم تحتجب، لم ترث، لم تف يا قمر!!


موشح العذراء (موشح تام):
(1)
سكنت ضوضاء من في الحي – لا حي تراه
وغفا الثائر لا يلهج إلا بمناه
رقد الساهر واعتادته أحلام هواه
وبكى الموجع ، حتى بلل الدمع ثراه
غفل الناس وللحدثان والدهر انتباه
هدأت ثائرة الليل ، ولاحت في الفضاء
شهب تلمع كالآمال ، زهراً ، كالرّجاء
(2)
طوت الظلمة في أردانها كوخ وقار
حاطه أهلوه من زهر الأقاحي بإطار
وتراءى البحر عن يمناه ، منشور الإزار
ضم عذراء وأطفالاً كلألاء الدراري
وفتىً كالصبح أو أنقى – وكهلاً كالنهار
أسرة راضية العيشة – باتت في هناء
نعمت ، آمنةً سوء تصاريف القضاء
(3)
قرع الباب فصاحت ربة المنزل «ليلى» :
من يزور الحي أو يطرق هذا الباب ليلا ؟
فتعالى الصوت : لا تخشى – فداك الروح – ويلا
وافد : مالت به نحوكم الظلماء ميلا
فتمشّت تفتح الباب – يجرّ التيه ذيلا
وإذا الطارق يختال بأبراد السناء
طُبعت في وجهه سيما وجوه الكبرياء
(4)
عجبت من شأنه فانقلبت تدعو الشقيقا
وإذا والدها يسأل : ما الأمر ؟ – مفيقا
حدّثته أن في الباب نزيلاً أو صديقا
فسعى يستقبل الضيف ، ويهديه الطريقا
مرحباً بالزائر الوافد كالطيف طروقا
نحن في منتصف الليل ، عسـى داعي اللقاء
موجباً حمدي لمولاي المفدّى وثنائي
(5)
وجم الوافد حيناً ، يتحرى ما يقول
وانبرى يخطب ود الشيخ ، والشيخ ملول
قال : يا مولاي هذا البيت ظل لي ظليل
ولك الفضل ومهما أُبد فالقول فضول
أنت من أهل ودادي ولك الذكر الجميل
قال : والآن ؟ – أجاب الزائر : الآن عزائي
هو أن تقبلني جار صباح ومساء
(6)
عجب الشيخ ، وقال : الصفح إن أخطأت ، عني
أنت نعم الجار – وأقبل واضح الأعذار مني
قال : إني لك عون ! قال : شكراً لا تعني
أنا حسبي منك عطف الوُدّ ، في ضعفي وسني
ودنت ليلى فناداها فتى الليل : اطمئني
جئتكم أخدمكم خدمة موفور العطاء
إنما الخير بخير وجزاء بجزاء
(7)
بسمت ليلى ، وقالت : أنت أحسنت فشكرا
نحن في يسـر ، وإن لم تدع الأيام وفرا
فتطلب غير هذا القصـر يا مولاي ، قصـرا
قال : مهلاً يا مهاة الحي ، إني بك أدرى
أنتِ قد أحببتني ، والأب راضٍ بي صهرا
بُهتت من قوله واضطربت : – يا للسماء
أيُّ فاري فرية يلصقها بي – بإزائي
(8)
وأفاق الأخ من هجعته – والليل داج
فتصدى يتبع الصوت وضوضاء الحجاج
شهد العذراء غضبى وأباه في انزعاج
ورأى الضيف ثقيلاً مستمراً في لجاج
قال : من أنت ؟ وما شأنك ؟ ما أنت بناج
أطرق الوافد ختلاً ومشـى في خيلاء
قال : صبراً أيها الناشئ ما دائي بداء
(9)
أنا لي أمنية ليس لكم منها مناص
لي عذراؤكم ما إن لها مني محاص
جرحتني بهواها والجراحات قصاص
بيننا السلم إذا شئت – وإلا فالرصاص
قال : لا يرضى الفتى العار – فموت أو خلاص
ودرى الشيخ مصير الأمر – يا للاعتداء
صاح واحتاط ابنه ، يجذب أطراف الرداء
(10)
أزمع الباغي نزالاً ، فتوارى فاستعدا
وتلقاه الفتى ، والأب والعذراء شدّا
بكت الأطفال ذُعراً ، حين عاد الأمر جِدّا
حسر العاتي نقاباً ، فإذا عبدٌ تردّى
برداء المجد ، ساء العبد للأشراف نِدّا
صرخت ليلى : أخي «يوسف» زين النبلاء
اطعن المجرم ، روِّ الأرض منه بالدماء
(11)
زأر الخصمان واشتد فتى القصـر فدارا
حول عبد السوء لا يألو كروراً وانحدارا
ضرباتٍ بنصالٍ ، لم تلد إلا شرارا
وفتاة الحي تدعو الله سرا وجهارا
رعدت في القصـر منها شهقةٌ تقذف نارا
قتل الجاني أخي ، شلّت يد الباغي المرائي
آهِ يا غادرُ أدميت قلوب الضعفاء
(12)
وحنا الكهل على «يوسف» مغمياً عليه
لا يعي أمراً ، يفور الدمع من باصرتيه
فصحا يوسف صحو الموت يدعو باكييه
قال : أختي وأبي ! واثناهما بين يديه
حضناه ، فتلوّى ، موجعاً من جانبيه
مشهد يغلب فيه الدمع وصف الشعراء
صرع الغدر عماد الحي فخر الشهداء
(13)
لم يكد يغمض عينيه الفتى ، حتى تعالى
صخب الباكين حوليه يميناً وشمالا
أدركته قوةٌ ، فانتهض الرأس فقالا :
أنا إن متُّ فقد أحييت للناس مثالا
إنما الحر إذا سيم الأذى يجهر : لا ، لا !
هكذا فليتلق الموت فتيان الوفاء
ما أرى في صفحة العالم حيا للبقاء
(14)
أبتي ، لا تنسني ، واحم فتاة الطهر أنتا
فإذا أدركك الموت كما مِتُّ عُذِرتا
كَفكِفي دمعكِ يا ليلايَ كوني لي أختا
تاجها العفة لا ترضى بغير الطهر بتّا
يا طفيلات أبي أصلحكن الله نبتا
كن عوناً لأبيكن وخلين بكائي
وتناقلن حديثي ، إنه رمز الإباء
(15)
وقضـى يوسف ، والعذراءُ تبكي وتنوح
فإذا القاتل يدنو من أبيها ، ويصيح
ما مضـى فات ، ولا ترجع بعد الفوت روح
خلِّ عنك الندب إني لك يا شيخ نصيح
لست بالبارح هذا البيت هيهات النزوح
فأجاب الأب والعذراء : سقياً للفناء
من لنا بالموت يمحو ما نقاسي من عناء
(16)
ضحك الفاتك من قوليهما وانسلّ يدعو
عصبةً كامنةً ، فانهال نحو القصـر جمع
بات من في الدار أسرى ولدمع العين همع
كمت الأفواه ، كفت أعين ، أوقر سمع
حارت الألباب ، ضاقت أنفسٌ ، أقفر ربع
أين من يُنقذ بنت النور ، مرآة الضياء
من مهاوي البؤس والآلام ، من أيدي الشقاء
(17)
أين من يصغي لأنّات العذارى والعويل
أين من يضمد جرح القلب في الجسم العليل
أين من يرحم ضعف الطفل في القيد الثقيل
أين من يحنو على الأوّاه في الأسر الطويل
أين من يجزي جُناة الشـر بالشـر الوبيل
ليس في الناس سميعٌ أو مجيبٌ للنداء
فقد العطف … فواهاً للضعاف البؤساء



..............
(1) د. عبدالله بن سعد الرويشد، مقالة بعنوان: ( ديوان الشاعر خيرالدين الزركلي)، جريدة الجزيرة ، العددرقم: ( 10875)، الصادر يوم الإثنين 27 ربيع الثاني 1423 هـ - 8 يوليو 2002 م.
(2) أحمد العلاونة ، خيرالدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام ،دار القلم -دمشق ،الطبعة الأولى 1423 هـ -2202م، ص: (128)
(3) المرجع السابق. ص:(128).
(4) المرجع السابقز ص:(129).

زمزم 07-21-2019 03:16 PM

رد: التلويح بشعراء التوشيح !
 


.
.
:

اطروحات لها فلك خاص
يضم الإبداع بين جنباته

والسحر بين أكفه
فهنا اجتمع فن الانتقاء
مع روعة العقليه


سلمت يـــميــنــكـ
فلقد استمتع ناظري هنا
وعجزت عن التعبير

فماذا اقول لك غير
انها حقاً لمسات في قمة
الابداع والتميز الراقي


تسحرعيون من يدخلها
بــــاركك المــولـــى

أستاذنا القدير / عبده فايز
اراح الله قلبك و اسعدك


لك احترامي
وتقديري .~

عبده فايز الزبيدي 07-21-2019 03:38 PM

رد: التلويح بشعراء التوشيح !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمزم صافي (المشاركة 236392)


.
.
:

اطروحات لها فلك خاص
يضم الإبداع بين جنباته

والسحر بين أكفه
فهنا اجتمع فن الانتقاء
مع روعة العقليه


سلمت يـــميــنــكـ
فلقد استمتع ناظري هنا
وعجزت عن التعبير

فماذا اقول لك غير
انها حقاً لمسات في قمة
الابداع والتميز الراقي


تسحرعيون من يدخلها
بــــاركك المــولـــى

أستاذنا القدير / عبده فايز
اراح الله قلبك و اسعدك


لك احترامي
وتقديري .~

بارك الله فيك
وهذا من طيب أصلك
و كريم ذوقك.
أشكرك


الساعة الآن 05:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team