** كلما حل الظلام ..

هو ..هامش سيريالي في دفتر الزمن.. وإن شئتم .. هو هدر لوجيب يعتلي قامة محاجرنا في هنيهة الخيال ..
مساحة لا محدودة هنا .. تتسع لكل معاني البوح والألم والعتاب والأمل ..وحتى الغضب ..
والظلام الذي نرصده في هذا الدوح .. بأحداثه وتفاصيله وصوته المرتعش بالرمادية ..وأيضآ بأطيافه وكائناته الشتى ..
سيكون محور أنفاسنا حيث نلتقطها ساعة إختناق ونلقيها على مرمى العيون الساهدة ..
رابية لا نظير لها سوى إخضرار الحرف بكم .. وتسلق عناقيد المعنى لسياج الفضفضة ..منكم
لا فُض فوه من جاء يحمل سلة من باقات " كلما الليلية " العطرة ..
دعونا ننحتها بروائع الكلم .. نلونها بحروفنا المضيئة .. نعطرها بروائح للروح , لنعلقها همسآ بهيآ على جدار التاريخ ..
دعونا نقر هنا بخلجاتنا .. وأسرارنا المتلفحة بالخفقات ..
دعونا نخبرنا ماذا يحل بنا كلما حل الليل وجاء الظلام ..
إذن .. لنحلق معآ إلى آفاق البوح
تحيتي

كلما حل الظلام ..
أختلي بوفرة من شجون شتى ..
نظرة شاردة من هدب الحيرة تنغمس في صدري ..
ورمق جاف الحياة ..
ووجه الصمت يلوح من قعرالزمن هائمآ ..
وفي جانب الظلام تأوه الخوف يتلمظ ببقايا قلوب افترسها ..
وعند هبوب الشمس .. تراكضت الأحزان تتوارى من الضوء ..
ولم يبق سواي ..
فحملت قلبي ومشينا نفتش في طيات يوم جديد
عنك ..

حل المساء ..
وانكمشت الطفلة الى جانب امرأة مُسنَة تستظل بشيخوختها ..
كانت العتمة تصرخ بغضب الريح في الخارج ..
وكان السراج الهزيل يتراقص على أنفاس الشتاء ..
والجدة تحدق في الطفلة بحنان ..
ابتسامتها فقط تلك الطيبة .. أشاعت الطمأنينة في أرجاء المكان
فنامت الصغيرة ..

كلما حل الظلام ..
* هناك ..
على حافة الطريق ..
ووجنة الغمام ..
بدر غريق
في السحاب ..
وتيك الدروب يأكلها السراب ..
وسرمدية الضباب
ولا ضوء ..أو نوء ..
عدا التراب
ورزمة من الأنوار قد خبا وهجها ..
فقط شعاع هزيل وجهها
كألق يتأرجح في القوام ..
كروح .. أجهدها السلام
كرمق ..
بلا نهاية
يتفشى
وفي الصقيع ..
مواسم بلا ربيع
فيمض الفتى الذي يترنح
متوشحآ أسماله
مأساته
تحت القناديل
وبين الأزقة .. يتسكع
أو يندلع
مرتعشآ
في الضياع الوخيم
في عتمة مستبدة
لا تنجلي
وغصة تعتلي
وعلى الوجع تنطلي
هناك
ما ينحتها الشتاء
صريم البقاء
في أغوار الأفق
على المفترق
صبي ورحيل
وحلم جميل
حلم .. قد نفق

كلما حل الظلام ..
وفاحت الأجواء بروائحك ..
وعانق بوحك حدقي ..
أضاء قلبي .. وابتسمت شفة الروح ..

عمران العميري ..
عذب مطر حضورك سيدي ..
تحية لغيومك البيضاء ..
وترحيب كأنت ..

كلما حل الظلام
وطرقتُ ذاك الدرب .. وأنا أتلجلج حيرة عند مفترق الطريق ..
كان المزارع يحمل فأسه ويهش على غنمه في الحقل
وكانت غيمة تطل من الأفق وتشاكس النهر ..
ونوارس .. وسرب من الصيادين ...
وصبي يبيع الياسمين ..
فجأة هبت العاصفة .. واجتاحت القرية ومضت ..
كانت الأرض قاحلة بدون نهر ولاحقل ولا نوارس ..
لا ظل لبائع الريحان ..ولا أطياف للصيادين
كانت فقط مجرد ..
ذكرى تراءت لي .....

كلما حل الظلام ..
أقبل شبح الحكاية يهمهم بين دروب الذاكرة ..
إبن يعقوب والبئر وسيارة عابرة ..
ورجل ابيضت عيناه من الحزن ..
كانت امرأة العزيز تنسج غواية الليل ..
وكان الفتى سجين زنزانة تغشاه من وراءها ضوء الحكمة ..
ظلم وغدر ونهاية أمهرتها العظة ..
حكاية تحدث كل يوم .. ولكن بتفاصيل ووجوه مختلفة ..

حل الظلام ..
وأقبل الخير بحرف مبهر هنا ..
وكلم أنار الروح بالفرح ..
" بخير عساك دوم بخير "

جابر الناصر ..
شهرك مبارك سيدي ..
ومرحبآ بك مضيئة ..
تفديري

كلما حل الظلام ..
آويتُ إلى نخلة الليل ..
وبساط من حشائش الصمت يتمرغ تحت وقوفي ..
والهواء كخيوط للحياة يمسكها صدري فتتقطع إربآ ..
وجنى الجنتين دان ..
وهزي إليك بجذع النخلة ..
وياحبذا الفردوس ونعيمه
وربِ إني لما أنزلت إلي من خير فقير ..

أمل محمد ..
أشرق ليل حرفي بأضواء مروركِ العطرة ..
شكرآ للباقتكِ البيضاء ..
وتقديري

كلما حل الظلام ..
فر ضوء مارق من الطريق واعتصم بنافذة مشرعة ..
وكلص يحاول في القضبان ويحطمها حتى تسلل إلى حجرة مغشي عليها ..
كانت العيون مغلقة في موعد مع الأحلام ..
ولكن الضوء أيفظها بصخبه المنير ..
فقام الوجه الناعس وألقى القبض عليه ..

أخي محمد ..
كلما أقبلت العتمة أدركتُ أن منابر يحفها قناديل الروعة ..
وأنت قنديل يتوهج باللباقة ..
شكرآ لروعتك ..

كلما حل الظلام ..
تجمهرت أنفاس كحشد من الزفرات على الرصيف ..
والقلوب تلفظ نبضاتها إلى جانب عامود النور ..
ونظرات يعج بها الدرب .. بعضها ضائع .. منكس حزين ..
والآخر خبيث ويصفع الوجوه المارة ..
والليل يجلس بتعب ويكتب بأنامله المرتعشة حكاية الفجر القادم ..

فاطمة جلال ..
ازدانت حديقة الليل بأزاهير حرفكِ المتوهجة ..
باقة امتنان لروحك ..

كلما حل الظلام ..
أرخى الصمت سمعه لتغريد القلوب ..
خلف تيك النافذة قلب ينكمش على جدار الوحشة ..
يطل وجلا من وراء كرسي الزمن ..
ليهمس للكائنات الصاخبة :
كفوا عن الزئير .. أريد أن أغفو وأحلم ..

عادل بشير ..
خطاك هنا على متن ليلي ..
أضاءت في إنتباهي شموع الحبور ..
تحية لروعة مرورك ..

كلما حل الظلام ..
أغلق الباب على قلبي حتى لا يجزع لهبوب العتمة ..
حتى صدري أرتكب معه حماقة الوهم كي لا ينكس قفصه ..
وحلمي أضعه في حقيبة ذاكرتي ثم أحكم عليه النسيان ..
فماعاد لي شأن بالأمنيات ..
لأن هادم الأمل قادم عنوة مع الليل ..

غادة ..
أعواد الريحان استيقظت الليلة على وقع خطاك ..
ونثرت من مروركِ عبيرا ..
تحية لروحك ..

كلما حل الظلام ..
يحضر الليل كشيخ تعبت خطاه من وطأ السواد فيرتشف جرعة من نور بارد ..
وقشة ملقاة على ظهر الريح وتمسك بتلابيب الفزع وتبتهل بألا تسقط بين براثن المجهول ..
وتنحسر الغصة ولكن الحسرة كائن معصوب التراخي ويتجلى بأنينه الوجل ..
فيلوح الفجر .. ويولد الصباح منغولي ..
ويمسي الضوء معوق ..

عمران العميري ..
مرة أخرى ازدانت حدبقتي بورودك الندية ..
شكرآ كبيرة لقلبك ..

كلما حل الظلام ..
أيقنتُ أن الصيف طقس من الجحيم ..
تتسلل نيرانه بدون هوادة إلى خلاياي ..
وتحرق ما تبفى من جلدي , حتى أشم روائح الشواء ..
وقلبي مضغة لا يلوكه الحريق ..
وإنما يهلكه نسمة مارة وتحمل عبير يتنفس روائحك ..

كلما حل الظلام ..
نثرتُ وريقات من زهرة الأنفاس اليانعة في صوتي ..
أضعها في طبق حنجرتي ..
ثم أمسكها براحة الألم .. وأبدأ أحصي :
هل سيعود .. أم سيظل غائب في المدى ؟
تنتهي عيوني من متابعة ما يجري ..
فتنغلق على طيفك ..
وأنا أحس بمرارة في الحلق ..

* كلما حل الظلام
أحتسي طيفك مع قهوتي الخالية من السكر ..
أمد أصابعي إلى قطعة حلوى , وأقضم معها كلماتك ..
كانت مريرة الطعم لأنها خالية من أنفاسك ..
فأطلب من قامتي النهوض ..
وأحمل وجهك بين يدي ..
وأغادر المكان ..

كلما حل الظلام ..
أمسك على جمرة ديني في راحتي التي تنفست فيها روائح الشواء ..
وقلبي يتسلق إنتباهتي بخفقات واجمة ..ويصرخ في وجهي :
الأيام تنفذ من رزمانتي ولم أصل لغايتي بعد ..
أريد أن أغمس نبضي بقطرات من الطهر ..
حتى أفوز فوزآ عظيما ..

أخي أحمد الدراجي ..
أشرقت شمس حرفك في هذه المساحة الليلية ..
شكرآ كبيرة بلا نهاية ..