مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي أحبتي ! بحول الله سأبذل الجهد لتدوين سير أهل الأدب المعاصرين ممن عرفت أو ممن سمعت بهم و شاع ذكرهم و اشتهروا بحرفة القلم شعرا أو نثرا ، شريطة أن أعرفَ تأريخ ميلاده ، أو وفاته كشرط للترجمة له . فما تجده أيها القارئ الكريم هو ما أقره الأديب بنفسه عن نفسه، اللهم ما خلا تراجم من مضى إلي ربِّه كحمزة شحاتة و طاهر زمخشري و زوربا الحجاز و غيرهم ممن طعمت بهم المشروع ؛لمحبتي لهم و للتعريف بهم لظني أنهم لم ينالوا التعريف الذي يليق ، و قد أشرت للمصادر التي أشارت لهم . أما ألية البحث: - هو الاتصال المباشر بالمترجم له و الأخذ عنه . - التواصل معه و سؤاله عن ما يشكل علي كطلب بعض المعلومات الخاصة كتأريخ المولد و مكانه و الكنية و ما شابه.- - التشاور معه حول النصوص التي يرغب في مشاركتها مع الجمهور. - التأكد من رضاه عن سردي لسيرته . بقي من المتابعين _ فضلا لا أمرا _ أن يتحفونا بأمرين: أولهما: التواصل بكريم نقدهم و صادق نصحهم و جميل دعائهم على العام و الخاص من وسائل التواصل و شكرا! ثانيهما:ترشيح من تعرف من أدباء و شعراء في نواحيكم شريطة أن تكون أعماله باللغة الفصحى و ذات قيمة أدبية أرضى عنها . للتواصل: الرسائل الخاصة على موقع منابر ثقافية https://www.facebook.com/alzopedyabduhfaiz والله ولي التوفيق! |
http://www.farajat.net/ar/wp-content...ifa-alawi1.jpg شريفة العلوي : التقيت بقلم الشاعرة شريفة العلوي في منتديات الأدباء و المبدعين العرب و تشرفت بالقرب منها في منتديات أروقة الأدب فحيث كانت علماً بارزاً و قلباً حانياً على الجميع إلي وفاتها في تأريخ 22 إبريل 2013 للميلاد الموافق لـ جمادى الآخرة 1434 للهجرة ، و قد طلبت مني الإشراف على قسم الشعر فاعتذرت إليها و لكني قبلت منها الإشراف على قسم النقد الدراسات الأدبية. و ( هي شريفة بنت محمد بن عبد الرحمن بن عثمان العلوي، من مواليد منطقة (بدة ) القريبة من مدينة عصب في أرتريا، بدأت الشاعرة العفرية شريفة العلوي دراستها الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة في المدرسة العراقية بجيبوتي ومن ثم انتقلت إلى الجزيرة العربية وأتمت بقية المراحل الدراسية على فترات متفاوتة نظرا لظروفها العائلية ،وتحمل الشاعرة شريفة العلوي شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في لندن بتقدير جيد جدا بالإضافة إلى حصولها على الدبلوم الإداري الشامل الذي يشمل: مواد تجارية، حاسب آلي، لغة إنجليزية بتقدير ممتاز.بدأت الكتابة الأدبية حين سنحت لها فرصة لنشرها في المواقع والمنتديات الأدبية مما ساعد على غزارة إنتاجها الأدبي حيث تصل نصوصها إلى ثلاثمائة نص بين الشعر والنثر والخاطرة والمقالة كما تتنوع الأفكار التي تتناولها هذه النصوص بين الفكر والاجتماع ومناقشة قضايا المحيط عامة من خلال رؤية ونظرة ثاقبة تدلل على مدى وعي المرأة الجيبوتية وتمسكها بالهوية العربية الإسلامية. لها ديوان (زخرف البلح) و ديوان ( إلا أنا)...) 1 قلت ُ: رثاها جملة من الشعراء منهم: الشاعر الأرتيري صالح طه (ظميان غدير ) في منتديات أروقة الأدب بقصيدة جميلة قدم لها بقوله: رثاء لنبية الشعر : فقدتُكِ شمساً في القصائدِ تُشرقُ *** وعطْراً زكيّاً منهُ روحيَ تعبقُ وهذي دموعي علّها تَغسلُ العنا *** على فقْدِ منْ كانتْ بها الروضُ يُورقُ تركتِ بهذي الدار ِ أهلاً وصحْبة ً *** جميعهمُ من بعد فقدك ِ فُرّقوا سأبكيكِ شعْرا من دموعِ قصائدي *** وأَمضي إلى بحر ِ الأسى فيهِ أغرقُ شــريفةُ ولّتْ نجمة عفرية *** فلا نورُ في ليلاتنا يتألقُ لقدْ سَكَنَتْ في اللحدِ سيدة الرؤى *** فقلبي من الفقْدِ العظيمِ ممزّقُ بأي قصيدٍ سوف أرثي قصيدة ً *** سماوية ً فيها البديعُ يُحلّقُ بها القمران ِ الرائعان تجاورا *** فأبصرْ سناءً شعّ حينَ تُحدّقُ شريفةُ يغفو الشعر في عمقِ بحرها *** وتُخرجهُ درّاً إذا هيَ تنــطقُ يضيء جبينُ الشعر من خطراتِها *** ومن ماسها الشعري كم يتأنقُ هي الجدولُ الجاري يفيضُ روائعا *** لينهلَ منه الظامئون َ ويستقوا لقد كانت الأشعار تخطب ودّها *** نبية شعر للمعاني تنسّقُ مشينا بُعيد الفقد لم نلق شاطئا *** وليس لدينا حين نبحر زورقُ فيا ربّ ألهمْ إخوةً وأحبّةً *** سلوّا وشعراً صار بالنأي يُخنقُ . و رثاها الشاعر العراقي عبدالستار النعيمي في منتديات أروقة الأدب بقوله: شريفة اعذريني لأني بخيلْ *** فدمعي شحيحٌ وصبري قليلْ بكيتكِ حزناً وما سدّ حزني *** أفولاً لبدري بليلٍ طويلْ فديتك قُومي علينا بشِعر *** رقيق المعاني ؛فما من بديلْ بعينيك تغفو نجوم الليالي *** بوجهك همسُ النسيم العليلْ حنانيك عودي فقد طال نحبي *** وشهقات حزني تصد العويلْ الى أين تمضين هل من مكانٍ *** ألاقيك فيه وهل من دليلْ انا من شربت الهوى من يديكِ *** بأحلى كلامٍ وحرفٍ جميلْ الا ليت موتي يضمني اليكِ *** لأُسقى مدادك في السلسبيلْ واُروى بنثرك في منتداهُ *** واغفو على حرف شعرٍاصيلْ حنانيك عودي فما لي سواكِ *** قريب- أنيس- نديم – خليلْ ولكن دهري ابى انشراحي *** فسد الرتاج القوي الصقيلْ فلم استطعْ ثقب حيط المنايا ***فكان الفراق الحزين الثقيلْ من أدبها: 1. قصيدة (الأشواق): ما أروع التحليق في الأشواق بحرٌ علا في موقع الإغراق أقسمت شعرا كي أجوب سماءها من دهشتي عبّرت عن إملاقي وبفرحتي قلّمت أظفاري التي سبقت صعودا للسماء براقي برقت حوافر خيلكم في خاطري يا ليت شعري لو يحد فراقي ولكم تعبت لأستعيد مكانتي بين الورى ومواكب الإشراق يا ليت جفني لو يداني قربكم فجواركم عتق من الإشفاق منذ القراءة والحياة بدت هنا بملامحٍٍ لمعت على الأحداق فأنا السفينة في بحور متونكم عكفت على إبحارها أشواقي وأنا الربيع إلى فصولك قادمٌ وطن الزهور على مدى السماق والشعر يجري كالفرات مجددا شطر الرحيل وفاض بالإغداق صعبٌ فيسهل كلما يجتاحني يرتادني زمنا يفوق نطاقي وبنات أفكاري التي خرّت هنا نسكا وتسبيحا على أوراقي يا قلب إني كم أحب بيانه وبلاغة تندي الجوى بوثاقي لكن خوفي حين يبدي مانعا يطوي الفيافي عابرا أعماقي هذا شعوري ذاك سر كتابتي هيهات يحملني إليه رفاقي حتى النجوم إذا رأتني أُطْربَِتْ حاكت شهابا يقتفي أعراقي ومن الجمال مراتب بقريضكم كقوافل عبرت على أشواقي نسجت مفاتنها الخمائل في الضيا فترنمت بحروفها أوراقي مد الحصيرة في فضاء قصائدي لا مستحيل يحد من أذواقي وأعود أختم في مقالي منشدا يا ليت شوقي يستسيغ سباقي . 2. قصيدة (حكاية خبز قديمة) : وللخبز طعم كطعم الحقيقة وللخبز سحر كمخلب عرافة لا تتوب وللخبز شمس لنجم يغيب وليل كأحداق هر لعوب يغامر بالضوء حينا وحينا يزج بأفواههم في الرماد عصي على الاحتراق ولكنه يحرق الآخرين بلا أدنى وخز الضمير وللخبز سر قصي بعيد فلا يدري تنوره عن هواه ولا يدري خبازه عن مداه وتلك الجموع صباحا مساء تساق ككبش فداء لأقدارها المبهمات إلى دربها المستفيض من الاحجيات وتنساق قسراً لحتف يسمى حكاية خبز قديم. 3.قصيدة (و أجهل كيف يتم العثور على الشاعرة): أنا لست هنا أو هناك لأني معلقة كالغبار على ياقة المعطف المهمل أتدلى حنينا كما انثيال الحريرعلى المخمل وأبث الغيوم هبوب النسيم لأني معلقة في سماء القصيد وأين القصيدة أين ؟ لقد لفظتني وقد أنكرتني كما تركتني في صحاري التساؤل والأمنيات حيث لا ماء و لا زاد زادٍ سوى سرب خوف الحباري وومضة نبض الصواري أمد لها ساعدي بل أصابع برق ابتسامي ولكن هيهات لا جدوى من .. ارتداد الرياح على حائط .. لا يصد اختراق الصدى البعيد عن العين والهمس بعيد عن القلب واللمس أفتش عن حلمي بين القصيدة و بين أزيز الرياح الحزينة أنا التائهة في لجوج البحار العميقة شواطئ تلك المحيطات غائبة عن مرام الحقيقة ولكن ..كل الحقائق تنصاع للشك والشك أول درب الطريقة ويصلبني الوقت بالانتظار وروحي تهيم إذا ما الزوابع ترجف خلف الدقيقة هنا.. حيث تنكرني الفلك جفاني دجى كحل عيني وذاب على هدب خوفي أينك يا رأب صدعي ..الـشقيقة ولكنني خفقة لا تموت وان كان موتي لأجلٍ ..قريب , قريب سأرمق وسط فراغٍ جريء يحيط بكون من الأمنيات الرقيقة أظل كما زفرة الموج أرعش قلب السماء معلقة في حنين القصيدة أفتش عنها بين ماض مضى وحاضر يوم كضيف أتى في زحام غد مبهم السحنات لأنه يبحث عن موطئ للثبات ولم تترك الجاذبية له كفاءة سمع يواصل إنصاته واختلال البصر في عيون الأسر فكيف تحد عيونك أو تكبح الأغنيات ..! أفتش عنها إن عثرت عليها لسوف أضيع أنا وأجهل كيف يكون... العثور على الشاعرة. ( 2) و بالجملة فهي شاعرة أديبة متمكنة أفادتها ثقافتها في إبراز تفاصيل شخصيتها الفنية بدقة و متانة ، رحمها الله تعالى. __________ 1. هذه المعلومات أعدتها صفحة (حامد إدريس عواتي) بالفيس بوك . 2. النصوص الشعرية مصدرها منتديات ( أروقة الأدب) . |
http://www.alweeam.com.sa/wp-content/uploads/7762.jpg
مستورة الأحمدي: تو فيت الشاعرة السعودية المشهورة مستورة الأحمدي (وَلَه ) عن عمر يناهز 37 عاماً في يوم الإثنين عصرا بتأريخ الثالث من أكتوبر لعام 2011 (1)، و قد شاركت في مسابقة (شاعر المليون ) على قناة أبو ظبي الإماراتية . كتب عنها الأستاذ خشان بن محمد خشان في منتداه (العروض الرقمي ) ما ملخصه : ( ( وَلَه) هكذا عرفتها لبضع سنوات عبر عدة منتديات لعل أطولها لقاء بيننا كان منتدى الشعر المعاصر. أذكر أني قلت في أحد تعليقاتي عليها إنها من طراز فريد في سموق شعرها يذكرني بأبي تمام. وكانت مبدعة في الشعر الفصيح وفي الشعر النبطي ، ثم عرفت أنها مستورة الأحمدي عندما شاركت في شاعر المليون.ترحمها الله رحمة واسعة . و سأعرض ما وجدته لدي من قصائدها وبعض ما أتوصل إليه من آثارها : 1. بيت من الرمل وحدي أسامر شاطئي المهجورا**ابني على موج الظروف جسورا الدرب زلقٌ كيف تثبت خطوتي **والبحر يُعرف بالوفاء كفورا استأصلت عنقي العواطف ويحها **إذ كنت أنظر للوراء كثيرا أحبو على قدمٍ تغالب جرحها**وأجر أخرى ترفض التجبيرا في راحتي قلمٌ بقايا حبره **نزف يخط على الرمال سطورا وعلى جبينٍ قد تبخر حلمه **قطرات ملح ترفض التقطيرا سارت على درب التجاعيد التي**خفرت لأيام الشباب قبورا قررت أن أبني برملك شاطئي**سكنا يقيني أعينا وهجيرا وأنام أحلم أن يُخلد مسكني**لأعيش,إذ هجرت خطاي قصورا فخلعت أطرافي لأدخل مسكني**فالبيت يبدو ضيقا وصغيرا وزحفت واستلقيت بين رماله **والسقف يلزم أنفي التكويرا ويصد جفني الذين استسلما**للنوم واتخذا الدموع سريرا كم كنت أحلم أن أكون فقيرة**ملكت بسلطان الوداد أميرا أو شاعرا تُهدي إليه شعورها**شعرا ويمضي عمره تشطيرا أو مالكا للمال يهمل ماله **ويرى الثراء عواطفا وشعورا أو فارسا , حرا يُهاب ويتقى **طرق الفؤاد لكي يكون أسيرا ضحكات موج البحر تهزأ بالمنى**والرمل ليس على الصعاب جسورا سأشق لي بين الحوائط مخدعا **سيكون قبري أن هوت محفورا 2. ((العودة بدونه)) --------------- متباعدان وإن دنت أجسادنا متنافران كسائر الأضداد تتثاءب الكلمات عند لقائنا وينام نبضٌ بعد طول سهاد ألم المخاض يفت في أرواحنا ويموت طفل الشوق في الميلاد نسعى لنسعد باللقاء وعنده نحيا شعور مآتم الأعياد كم ذا ألقن ناظري ماذا يرى فيضيع في كهف الظنون مرادي فيردني خوفي وتأبى عزتي وأمد كفي بعد كف عنادي وأحرر الكلمات قبل ضفائري فيئن إحساسي من الأصفاد وأحضر الثوب الذي عُزفت له أولى حروف مُلقََّّن الإنشاد وأعد بعض العطر علَّ محدثي يصغي له إن فر منه جوادي لكنه قد كان يبني قلعةً متحصنا باليأس والإجهاد سيان إن بعد المزار وقربنا فالبين بين فؤاده وفؤادي . 3. عكاز قلبي عكاز قلبي أيها القلم****الزم فؤادي إنه هرِمُ لا تسرع الخطوات تجهده****ارفق بمن قعدت به الهممُ اقصد, ولا تسكن فتُسكنه****إن جف حبرك جف منه دمُ رفقا بمكلومٍ ينازعه ***** أنفاسه الإعياء والسأمُ شقت خطاه خنادقا وعلى **** كتفيه شِيد بتربها هرَمُ قد كان في وهج الصبا علما **** واليوم في وهن القوى علمُ كم حطّم الأسوار وانطلقت **** أمواجه بالصخر ترتطمُ ما غير الصوان رقتها ****بل إنها في صلده تشمُ تسقي الرمال وكم تطهرها **** بالملح حين تدوسها قدمُ وتظل رغم الصد صامدةً **** لا ينثني من نبلها عزم تبدي الصفاء وما تبدِّله **** لو غار في أعماقها سقم الشعر كان جزيرة رحلت **** أطيارها مذ ثارت الحمم كم أبحرت فيه الشجون وكم **** عادت ودمع العين يبتسم كان القرين لصبوتي فمتى **** بصرت به سالت به قمم فعلى جناح الحلم هدهدها **** لينام فيها الوعي والألم كان السحاب فراشها ومضى **** فهوت بصلد الأرض تصطدم سقوط التمثال سقطـت عليـه مـع الضيـاء ظلالـي*** والصـمـت يـدفـع جـاهـدا إقـبـالـي مـا بالـه هـجـر الجمـيـع لنفـسـه؟ *** ومـن الـذي غيـري بــه سيبـالـي؟ كتـف اليديـن ومـال عـنـي معـرضـاً *** فـــي قـســوةٍ وصـلابــةٍ وتـعـالــي مسترخيا في ركن بهـو مشاعـري *** متـأهـبـا لـلـنـوم مـثــل ســؤالــي طــال السـبـات وحدثتـنـي خفـقـةٌ *** مــن بـعـد أعـــوام وبـضــع لـيـالـي أن تصـهـل الأنـثـى وتـعــدو نـحــوه *** لأثـيـر هــذا النـقـع عـــن تمـثـالـي فـأخـذت أنـفـث والغـبـار يحيطـنـي *** حتـى انتهـيـت إلــى مـكـانٍ خــال فتعـثـرت كــل الـحـروف بمنطـقـي *** وتزاحـمـت فـــي غـصــةٍ وسـعــالِ وتبـدلـت أحـنـى المشـاعـر ثـــورةً *** قـد حــررت نفـسـي مــن الأغــلالِ وإذا الحمـامـة فــي فــؤادي قـطـةٌ *** قـتـلـت بنـيـهـا خـشـيـة الأهـــوالِ قُرعت طبول الحرب بيـن جوارحـي *** وإلـى المخابـئ أسرعـت أقـوالـي ما ضـر لـو مـادت بنفسـي أرضهـا؟ *** وتـصـدعـت تـحـتـي مـــن الـزلــزالِ فإذا سقطت فسوف أسكن جوفها *** لأكــــون بــــذرة صــحــوةٍ ونــضــالِ وسـيـذكـر الأدنـــون مــــا أبـلـيـتـه *** كــم مـيـتٍ قــد عـــاش بـالأعـمـال وإذا صمـدت فسـوف أرفــع رايـتـي *** ولسوف أُروي الأرض مـن شلالـي وأزيـــل بـالـمـاء الـطـهـور مـعـالـمـا *** لـلـحـسـن بــالألــوان والأشــكــالِ هي كالقناع وحسب روحٍ أُهملـت *** أن تـرتـدي قـبـحـا بـاســم جـمــالِ سأسير خلف العطـر عبـر نوافـذي *** وأحيك من شمس الضحى آمالـي تقصي أكف الضوء جسم ستائـري *** لـتـضــم قـلـبــا بـــــارد الأوصـــــالِ يـأتــي الـهــواء لـــه نـقـيــا دافــئــا ***يسـري لـروحـي عـابـرا أسمـالـي فإذا العواطف خلـف ظهـر تحفظـي *** قد صارحت بالشوق طيف خيالـي لأحـــل كـــل قـصـيــدة مـجـدولــةٍ *** فتسـيـر فــوق سـطـورهـا بـــدلالِ فـي طرفهـا حــورٌ وفــي أعطافـهـا *** سـحـرٌ مـــن الأسـمــاء والأفـعــالِ ضربت بشطريهـا السطـور وفيهمـا ***وشـي وشــت بــه رنــة الخلـخـالِ .....) (2) ________________ 1. جريدة المدينة السعودية بنأريخ 4 - 10 - 2011 م 2. المصدر: منتدى العروض الرقمي. |
محمد برهام: ترجمت له موسوعة البابطين كما يلي: (هو الشاعر المصري محمد المرسي برهام ، ولد في عام 1909 للميلاد في قرية ديسط التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية و بعد أن حفظ القرآن وأنهى دراسته الابتدائية الدينية التحق بتجهيزية دار العلوم فحصل على الثانوية العامة, ثم التحق بمدرسة دارالعلوم (كلية دار العلوم الآن), وحصل على الدبلوم في عام 1936 للميلاد ، تقلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية ، قلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية والتعليم بالإسكندرية،توفي في عام 1994 للميلاد له ديوانان هما: ( الشموع ) صدر عام 1971 ، و ( القيثار ) صدر عام 1989 م.) أ.هـ لقد كنت أرى أن الأدب العربي لا ينهض بتدريسه على نحو نافع إلا أديب متمكن ذوَّاقة ... و لئن كان ديوان الشاعر الصادق سجل حياته، فإن ديوان الشموع مصدق لهذه القاعدة الفنية القديمة . فإنك تستطيع – في شيء كثير من اليسرو السهولة – أن تعرف الشاعر معرفة وثيقة من خلال ديوانه .... إن الديوان نمط جيد من الشعر ، و هو يجئ في أوانه ، فيطلع نجماً جديداً في سماء الشعر العربي الصحيح بعد أن غامت ، بما أطلقه فيها أولئك الذين يتجافون عن موسيقى الشعر، .... إن الذين ينادون بالتخلص من الوزن و القافية ، أحدهما أو كليهما ، إنما يعبرون عن عجزهم ، قبل أن تكون دعوتهم هذه تطوراً أو تطويراً ... المعادي 2 من مارس 1971) أ.هـ من شعره: قصيدة (الأماني الحائرة) عن اللغة العبرية: لله كم من أمانٍ بتُّ أرقبها *** و لا يحققها دهري و أيامي تراكمت فهي أكوام مكدسةٌ *** ليستْ تعد بأقلامٍ و أرقامِ أحدث النفس َ عنها كلَّ آونةٍ *** و ما أدثها في غير أوهامِ لهفي عليها و قد راحت تقاذفها *** يد المقادير من عامٍ إلي عامِ ما إن نظرت إليها و هي حائرة *** إلا انثنيت بقلب صارخٍ دامِ ألا تحقق لي الأيام أمنية ؟ *** حتى أودع أشجاني و آلامي لكم أجمعها حولي و أندبها *** بكل أنشودة حرى و أنغام مآرب كضياء الفجر باسمة *** حفت بعاثر جدٍّ غير بسَّامِ يا حُسنها من أمانٍ لو يحققها *** دهري ، و ما رجعت أضغاث أحلام قصيدة (شعلة ): ألقيتني في الحبِّ ثم تركتني *** أذوي و تذبل في الهوى أوراقي قد كان ظني أن تكوني جنتي *** لا أن تكوني شعلة الإحراق قصيدة (مطال): وفيها يعاتب الشاعر الشهير محمود غنيم و كان صديقاً له أورد منها: يا غنيمُ وعدت بالديوانِ *** و على الوعد قد مضى شهران لا تقل لي نسيتَ هلْ أنا أنسى؟ *** أنا و العذر كفتا ميزان يسعُ الجُهدُ سِعرَهُ ، غيرَ أني *** رُمتُ إهداءه لترفعَ شاني |
محمد الحسن منجد ترجم له صديقي الشاعر عبدالسلام بن بركات زريق الحموي الشامي في الملتقى الثقافي العربي، في 24- 3- 2011م ،بقوله: ( - الشاعر محمد الحسن منجد من مواليد حماة 27-12-1935 - خريج دار المعلمين بحمص 1968 - عضو إتحاد الكتاب العرب 1975 - من أساتذته الشيخ المرحوم محمد الحامد والأستاذ الباحث عبد الرزاق الأصفر وهما من علماء حماة الكبار - قرأ العروض على يد الشاعر المرحوم محمد عالي الحمراء المعروف ب (علي دُمَّر) - معروف في الصحافة الأدبية ب ( الشاعر البركاني ) لجهارة صوته وطبيعة شعره القوي الجزل - آثاره المطبوعة .... - صراخ الجحيم 1975 ..... (29) قصيدة - نداء الرميم 1998 ........ ( 23) قصيدة - رماد الهشيم 1999 ....... (37) قصيدة - جراح الصميم 2001 ..... (53) قصيدة - سهر الشوق 2009 ....... (53) قصيدة - عنده الكثير من القصائد التي لم تطبع بعد - لبدايته مع الشعر قصة طريفة أحب أن أسردها هنا ..عام 1948 كان طالباً في المرحلة الإبتدائية أستاذه في اللغة العربية وأثناء نكبة فلسطين ،طلب موضوعاً إنشائياً عن وعد بلفور المشؤوم ،فكتب الطالب الذي كان يحفظ أكثر القرآن الكريم: أرض العروبـة يستبيـح ذمـارهـاقـــومٌ تَـخَـطـوا حـرمــةَ الأديـــانِ جـاؤوا إلـى الأقصـى ذئابـاً كلـهـملا يـعـرفـون كــرامــة الإنــســان جعلـوا النـذالـة والجهـالـة مهـنـةًبالـقـتـل والتـشـريـد والعـصـيـان وتـجـاهـلـوا أن الـعـروبــة أمــــةٌأودتْ بعـرش الفـرس والرومـان شدَّتْ ركاب المجد بل سارتْ بهـاوتسـلَّـحـتْ بـالـحـقِّ والإحــســان ومشتْ إلى مهد الرسول وأرضهلتـعـيـد فـيــه شـعـائــر الإيــمــانِ .............................. .............................. .............................. سُحقاً بنـي صهيـون إنَّ لنـا هنـابـيـتــاً أقــيــمَ بــعــزة الـرحــمــن (هذا ما يحفظه الشاعر منها ) صباح اليوم التالي .... الأستاذ .. من محمد الحسن منجد ؟ الطالب .. بخوف أنا الأستاذ .. من كتبَ هذا ؟؟ الطالب .. والله أنا الأستاذ .. أنت كاذب .. أتستطيع أن تضيف إلى موضوعك شيئاً ؟؟ الطالب .. نعم كان الموضوع قصيدةً من 7-8 أبيات أضاف له الشاعر، بعدد أبياتها تقريباً لتكتمل القصيدة إلى خمسة عشر بيتاً ، وهو في المدرسة ... كانت قصيدةً متكاملةً عروضاً، ولغةً ومعنى واجتمع الأساتذة ليهنئوا أنفسهم بولادة شاعرهم الصغير . والشاعر من طبقة الكبار تربطني به علاقة رائعة .. يتنفس شعراً ..أرى أن شاعريته ترقى إلى شاعرية عمالقة شعراء سوريا في القرن العشرين (عمر أبو ريشة -نزار قباني - بدوي الجبل ) عاش حياةً بائسة وما يزال ولم يرتقِ إلى درجة معاصريه المذكورين لسببين .. 1 - حالة العوز التي يعيشها والتي جعلته لا يغادر مجتمع حماة الضيق شأنه شأن معاصريه . 2 - إحباطه الذي رافقه من أول أيام عمره فجعله يزهد بكل شيء حتى بعشقه الأبدي (الشعر) حتى أنه لم يطبع نتاجه إلا في السنوات الأخيرة. و مما أورد له من شعر ما أختاره هُنا: فمن قصيدة (تشرينُ نصرٌ أحمر) مشـتِ العصـورُ علـى هُــداكَ تبخـتـرُ*** فـــالأرضُ ريَّـــا والـفـضــاءُ مـعـطَّــرُ والـنـصــرُ مـعـقــودٌ تــــرِفُّ بــنــودُه*** نـشـوى يداعبُـهـا الـضـيـاءُ فتـسـكـرُ وبـنــو الـشــآمِ مــواكــبٌ مـوصـولــةٌ***تـهــزا بـوقــعِ الـحـادثــاتِ وتـسـخــرُ خلـعـوا عـلـى الأيــامِ أثـــوابَ الـسـنـا***وتـصــدَّروا الـتـاريـخَ فــهــوَ مــنــوّرُ وبَنَـوا صـروحَ المجـدِ مــن أكبـادهـ***مفـبــكــلِّ سـامــقــةٍ دمـــــاءٌ تَــقــطِــرُ وسنا الجـراحِ يضـيءُ دربَ نضالِه***موالـلـيـلُ عــنــد حــدودِهــم يتـقـهـقـرُ زرعـوا حقـولَ الـغـارِ فــوقَ ربوعِـنـا*** أَلـقـاً يـشــعُّ عـلــى الـزَّمــانِ فيُـبـهـرُ وقضـوا علـى وهـجِ النـضـالِ قـوافـلاً *** " تشريـنُ " يـذكـرُ عهـدَهـا ويُـذكِّـرُ يـا "شـام" حسـبُ الخالديـن دماؤهمْ *** يمـضـي بـهـا سـفـرُ الجِّـهـادِ ويَمـهـرُ . قصيدة (يأس) غـداً إذا مــتُّ مــات الـحـزنُ والألــمُ *** فـــلا شـعــورٌ ولا حِـــسٌّ ولا نــــدمُ حسبي أغادرُ دنيـا النـاسِ مرتضيـاً *** دارَ الـبـقـاءِ فــأهــلاً أيــهــا الــعــدمُ أمـضــي لـعـالـمِ أرواحٍ تـهـيـمُ بــــه *** روحي .. وتنعـدمُ الأعـرافُ والنُّظُـمُ فـــلا خـصــامٌ ولا كــــرهٌ ولا مِــقَــةٌ *** ولا رِيـــــاءٌ ولا بــخـــلٌ ولا كــــــرمُ ولا شـقــاءٌ ولا خـــوفٌ ولا دعــــةٌ *** ولا قـصــورٌ ولا يــــأسٌ ولا هِــمَــمُ ولا جــمـــالٌ ولا قــبـــحٌ ولا غَــيَـــدٌ *** ولا صــبــيٌّ ولا كــهـــلٌ ولا هـــــرمُ ولا نـجــومٌ ولا شــمــسٌ ولا قــمــرٌ **** ولا ســمـــاءٌ ولا أرضٌ ولا نَــسَـــمُ * ** * لِـــمَ الـحـيـاةُ وعـيـشـي كـلُّــه كَـــدَرٌ *** وفي ضلوعيَ نارُ الصمـتِ تضطـرمُ والفـقـرُ يـأكـلُ أعـصـابـي يُمـزِّقـنـي *** والسهـدُ يفعـلُ بـي مـا يفعـلُ السقـمُ ولـي حبيـبٌ يــؤوسٌ مــن مبادلـتـي *** حُـبَّــاً بـحــبٍّ .. ولا حِـــلٌّ ولا حَـــرَمُ وكـلُّ مـا بيننـا فــي الـحـبِّ مختـلـفٌ *** الخـوفُ يرصدنـا .. والشـك والتُّهـمُ مـات الـرجـاءُ ولــم أبـلـغْ بــه أمــلاً *** يا حسرةَ القلبِ بعدي سـوفَ ينعـدمُ يا حسرةَ الشعرِ بعدي كيف يقرضُهُ **** متـيَّـمٌ فــي دجــى العيـنـيـن مكـتـتـمُ إذا أشـــارتْ لـــه جـنَّــتْ عـواطـفـه *** وأمطـرتـه القـوافـي الـبـكـر تنـتـظـمُ فينتـشـي الـكـونُ مــن آيـاتِـه طـربـاً *** ويسـكـر اللـحـنُ والأوتـــارُ والـنَّـغـمُ * ** * فـإن قضيـتُ فزورونـي علـى جَــدَثٍ *** وابكوا عليَّ ليرضـى المجـدُ والكـرمُ أنـا الـذي فـي حياتـي كنـتُ أمنحُـكـم *** طيبَ الوفاءِ .. وحولي النـارُ تحتـدمُ معـلَّـقٌ بخـيـوطِ الـوهــمِ .. مُحـتـكِـمٌ *** إلى الزمانِ .. وبئسَ الحُكمُ والحَكَـمُ أقتـاتُ مـن صَلَـفِ الأيـامِ فـي حَــذَرٍ *** وأشـربُ اليـأسَ .. والأوهـامَ ألتـهـمُ وفـي جحيـمِ شعـوري يكـتـوي أمــلٌ *** يُدمي فؤادي .. وخوفَ اللومِ أبتسمُ وجُـلُّ مـن هــو حـولـي حـاقـدٌ وقــحٌ *** تَـزْوَرُّ عـن نفسـه الأخـلاقُ والقِـيَـمُ مُعَطَّلُ الحـسِّ .. مغـرورٌ يعيـشُ بـه *** وحـشٌ تصـول بـه الأحـقـادُ والنِّـقَـمُ وبيـن جَنْبَـيَّ يحـيـا الخـيـرُ مزدهـيـاً ***وفي ضميريَ ينمـو اليـأسُ والسـأمُ وآفـةُ العـيـشِ أنــي شـاعـرٌ كـرهـتْ ***نفسي الحياةَ .. وغيري جائـعٌ نَهِـمُ |
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...Jpq-lobsCHYJEw الدكتور عبدالله الصالح العثيمين شاعر سعودي معاصر ،ترجم له الأستاذ الدكتور / ابراهيم خليل العلاف بقوله : ( ... ولد الدكتور العثيمين في عنيزة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية سنة 1355هـ ((1936م) .. وتعلم مباديء القراءة والكتابة ، ثم التحق بالتعليم الحكومي (الرسمي) سنة 1370هـ (1950م) ونال شهادة ( المعهد العلمي السعودي ) في مكة سنة 1379هـ (1959م) .. تخرج في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1383هـ (1963) . سافر الى المملكة المتحدة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرة / اسكتلندا سنة 1972م وكانت أطروحته لتلك الشهادة عن ((الشيخ محمد عبد الوهاب ، حياته وفكره )) . وقد طبعت كما سبق ان قدمنا . وبعد نيله للدكتوراه عين عضوا في هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب ـ جامعة الملك سعود وترقى الى مرتبة أستاذ سنة 1982 . وكان عضوا في مجلس كلية الآداب لثلاث سنوات وعضوا في المجلس العلمي جامعة الملك سعود ممثلا لكلية الآداب اربع سنوات ، كما كان عضوا في اللجنة الاستشارية في وزارة المعارف للتطوير التربوي ، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق ، وعضو هيئة تحرير مجلة الدارة ، التي تصدرها دارة الملك عبد العزيز في الرياض ، وعضو هيئة تحرير حوليات كلية الآداب التي تصدرها جامعة الكويت سنتين ، ومنذ سنة 1987 وهو الأمين العام لجائزة الملك فيصل ( العالمية) وابتداء من سنة 1999 أصبح عضوا في مجلس الشورى (البرلمان السعودي) ،وقد شارك في عدة مؤتمرات وندوات محلية وإقليمية وعالمية ، كما القى محاضرات عامة وشارك في أمسيات شعرية داخل السعودية وخارجها ...الدكتور العثيمين ، هو شقيق مفتي السعودية الأسبق الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، ومع هذا فان الدكتور عبد الله من خلال معرفتي به كان ذو توجه يساري تقدمي ، وفيما يتصل برؤيته التاريخية ، فانه يؤكد في كتبه ودراساته ومحاضراته على ضرورة الالتزام الصارم بالمنهجية العلمية التاريخية والى شيء من هذا القبيل يشير فيقول : ان حياد الباحث امر تعتمد عليه جودة البحث بدرجة كبيرة ، وقربه من الموضوع الذي يريد دراسته ، يخوله معرفة كثير من أسرار ما يريد بحثه ، من ناحية اخرى ، قد يؤثر في موقفه ، بقصد او بدون قصد بطريقة تختلف قوة وضعفا من كاتب الى آخر ... ) أ.هـ و من شعره التي وردت في ديوانه الذي اطلعت عليه عام 2011 ميلادي ، ما أختار منه: من قصيدة بعنوان (عودة الغائب) : و كان كتبها بعد عودته من دراسته في اسكتلندا إلي بلدته عنيزة سنة 1972 م: طربت ماذا على المشتاق إن طربا *** لما دنت لحظاتٌ نحوهنَّ صبا أرستْ على مدرج الأمجاد طائرتي *** و موعدي مع أحلامي قد اقتربا حيث التي أسرتْ قلبي تعانقني *** و تمسحُ الهمَّ عن عينيَّ و التعبا كم قد مكثتُ بعيدا عن مفاتنها *** أغالبُ السُّهد في اسكتلندَ مغتربا و كم بعثتُ أناشيدي لأخبرها *** أني على العهد طال الوقتُ أم قَرُبا. ومن معجم البابطين: من قصيدة: الأســاطــيـــر حينما كنت صبيا كنت أصغي للأساطير فأطرب لم أكن وحدي الذي يصغي فيطرب كل طفل في بلادي كان مثلي يسمع الجدة تجترَّ أساطير عجيبة فيصدِّق كل شيء كانت الجدة تحكيه يصدقْ الخفافيش التي صارت أسودا والثعابين التي صارت حمائم لم تكن تستهدف التضليل بالقول المنمَّق لم يكن يصدر ما جاءت به عن سوء نية وتجاوزْتُ سنين العمر من طور لآخر, غير أني رغم أن الشيب قد بات وشيكا لم أزل أسمع أحيانا أساطير عجيبة وحكايات تُردد لأصدقْ منذ ما يربو على عشرين عاما وأنا أصغي لأخبارٍ تُردد وحكايات غريبة وادعاء يجعل الباطل حقا ويحيل الظلم عدلا حدَّثوني منذ ما يربو على عشرين عاما أن إسرائيل باطل فتقدمت إلى الميدان عن حقي أقاتل غير أني كل مرة أترك الساحة من غير انتصار . من قصيدة: شجون وراء الحدود أمسَى فَأَمّ مرقدهْ مبتهجاً ما أسعدهْ يعبّ أقداح الكرى لذيدة مبرده لم يكتو بما اكتوت به عيون مسهده أو يدرِ ما في يومه فكيف يستجلى غده ؟ ونعمة الجهل بما يجري ربيع الأفئده تطير في أفيائها راقصة مغرّده بعيدة عما يدو ر من رؤى منكِّده وعن مآسي أمة أوطانها مستعبده تموج في ساحاتها جنودها المجنده لكنها لا تقتني إلا سيوفاً مغمده تجريدها عَزَّ على أكفّها المقيده متى انتضى مكبل بقيده مهنده ؟ والحرف, دنيا الحرف لطـ _ ـفاً (خَلّها ملبّده) الخوض في شؤونها مشكلة معقده ترى وجوهَ بؤسها بعينك المجرده رموزها مستغرب أفكاره مستورده يعرضها كما أتت قوالباً مجمَّده مصونة عما ينا ل سحرها ممجده إلى صدور قومه سهامها مسدده وكاتب أبوابه عن الجديد موصده أحب من تراثه أبيضه وأسوده حتى غدا هيمان في سجونه المؤبده يجترُّ ما يجترّ من أقواله المردده كأنها أدعية مأثورة وأورده وشاعر سلاحه قريحة متّقده متى أراد حلّقت بديعة مزغردة فصاغها أنشودة يطرب فيها سيده يمدحه لكنه يمدح شيكاً (زنَّده) وهل يهم تاجراً إلا نموّ الأرصده؟ |
http://www.alwatan.com.sa/Images/new...36R_2905-1.jpg طاهر زمخشري هو الشاعر و الكاتب طاهر بن عبدالرحمن زمخشري و يعرف بِـ (بابا طاهر ) ، ولد بمكة في المملكة العربية السعودية 1332هـ ـ 1906م، أنهى الدراسة من مدرسة الفلاح، عمل في مختلف أنشطة الدولة والدوائر الحكومية، بدأ بشؤون الصحافة والطباعة من مصحح إلى مراقب عام، وأشرف على جريدة " أم القرى "، ثم عمل في شؤون الجمارك في وزارة المالية فتقلد سكرتير الديوان وساهم في تنظيم اللوائح والأنظمة الأساسية، ثم شارك في تأسيس الإذاعة السعودية وكان من أوائل الذين عملوا فيها، أحب الطفولة والأطفال, وله مآثر مشهورة في ذلك, يقول: "الأطفال عشقي الأول والنهائي والأخير.. أنا عاشق البراءة وأحلام الطفولة وأمانيها, فالطفولة هي الوطن والحياة..)، فقدم مختلف البرامج الإذاعية والتمثيليات وبرامج الأطفال وكل ما يتعلق بالإنتاج الإذاعي حتى أصبح مراقباً عاماً لها، ثم انشأ أول مجلة سعودية خاصة بالأطفال وكان اسمها "الروضة"، وصدر العدد الأول من هذه المجلة يوم الخميس 14 ربيع الأول 1379 هـ، الموافق 17 سبتمبر 1959م وكانت تطبع في دار الأصفهاني وشركاه للطباعة في جدة، وهي أول مجلة سعودية ثقافية مصورة للأطفال وصدر عددها الأول تحت شعار " مجلة الطفل العربي السعودي " مقدمة نفسها أنها " مجلة ثقافية مصورة .. تصدر تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز وزير المعارف " . صدرت " الروضة " بغلاف ملون عليه رسومات جذابة للأطفال في 16 صفحة مقاسها 22× 30 سم وثمنها نصف ريال سعودي والاشتراك السنوي فيها قيمته 25 ريالا داخل المملكة ، وقد ضمت المجلة في أعدادها حكايات وألعاب ومعلومات ورسومات تخاطب الطفل وتداعب اهتماماته . وكانت نصف صفحات " الروضة " ملونة كما ضمت إعلانات تجارية ، وكان كل عدد يضم قصة مصورة بالألوان، وفي كل عدد جزءان من قصتين سرديتين مسلسلتين، كما ضمت صفحاتها الأخرى موضوعات ثقافية مختلفة تناسب عمر الأطفال . لم تستمر طويلا، و توقفت بعد 27 عدد بتاريخ 1383هـ، كما شارك في إنشاء وتحرير معظم المجلات والجرائد في بلده. نظم الشعر العمودي والحر ولم يكفه التشجيع الأدبي بل أنفق من جيبه الخاص على كل موهبة فنية تنبأ لها بالمستقبل الواعد، وكان يعتبر كل فنان أو فنانة أو مثقف تربطه به أواصر الصداقة إلا ويكون الترجمان له والمحامي الذي لا يكل ولا يمل، صارع الأيام وصارعته وصارع المرض حتى صرعه ولم يشك ولم يهن ولم يغصب ولم ييأس, والزمخشري شاعر وجداني, بل أبرز شعراء الوجدان في المملكة بشهادة النقاد, أصدر طاهر ديوانه الأول " أحلام الربيع" 1946م، وكان أول ديوان يصدر في السعودية بعد فترة طويلة من غياب المطبوعات عنها وعن منطقة الخليج، وترك بعد رحلته الشعرية الطويلة مجموعة مؤلفات ودواوين وترك اثنين وعشرين ديواناً شعرياً, ومئات القصائد الشعرية المنشورة في الدوريات, وكتب عنه وعن آثاره عدة دراسات وأبحاث. من أعماله: 1. أحلام الربيع 1946م، الديوان الأول. 2. أنفاس الربيع. 3. أصداء الربيع. 4. أغاريد الصحراء. 5. على الضفاف. 6. ألحان مغترب. 7. لبيك. 8. أحلام. 9. ورمضان كريم. 10. عبير الذكريات. 11. من الخيام. 12. بكاء الزهر. 13. أوراق الزهر. 14. أصداء الرابية. 15. مع الأصيل، مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية. 16. العين بحر، بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين. 17. ليالي ابن الرومي، دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره. 18. حبيبي على القمر. قبل حصوله على جائزة الدولة التقديرية 1983م عاش الزمخشري حياة المعاناة والبؤس والغربة وأقام طويلاً في مصر، ثم انتقل بعدها إلى تونس حيث كرمته الحكومة التونسية ومنحته وساما رفيعا، وتوفي هناك 1407هـ ـ20 يوليو 1987، كابد مرضاً قدمه لنا صورةً من المعاناة والمصابرة، لم يسلمه بؤسه فيها إلى يأس، وإنما إلى يقين بأن الحياة قدر، وأن الحي اقتدار لا يرقى إلى درجة القدر، وإنما يتعامل معه بالصبر.. والإيمان، فلكل إنسان مهمة حياتية ينجح فيها وقد يفشل.. وكلٌ ميسر لما خلق له. كان الزمخشري أحد الذين حملوا مشعل تجديد الرسالة الفكرية في الجزيرة العربية، ونجح في إخراج الشعر السعودي من دائرة المحلية وأطلقه إلى مصر ولبنان وسوريا والعراق ثم إلى المغرب. كتب عبدالله حمد القرعاوي في رثاء الزمخشري الأبيات الشعرية التالية: بسمة كنت في قلوب الحزانى كيف أصبحت دمعة في القلوب عشت للحب والوفاء شراعاً ترتخي في ذراه كل الخطوب وتعلمت من دموع اليتامى كيف تأسو مشاعر المكروب صاغك الله رقة وحناناً وحنيناً على شفاه الحبيب فتلفعت بالعذوبة شعراً وترنمت بالنشيد الطروب. جوائزه: حصول على جائزة الدولة السعودية التقديرية في الأدب 1404هـ ـ 1983. كرمته الحكومة التونسية بمنحه وساما رفيعا. نماذج من شعره: قصيدته «إلى المروتين» نشرت في عام 1377هـ : أهيم بروحي على الرابيه *** وعند المطاف وفي المـــروتين وأهفو إلى ذكر غــاليه *** لدى البيت والخيف والأخشبين فيهدر دمعي بآمـــاقيه *** ويجري لظــاه على الوجنتين ويصرخ شوقي بأعمـاقيه *** فأرسـل من مقلتي دمــعتين أهيــم وعبر المدى معبد *** يعلـــــق في بابه النيرين فإن طاف في جوفه مسهد *** وألقى على سجـــفه نظرتين تــراءى له شفق مجهد *** يواري سنـــا الفجر في بردتين وليس له بالشجـا مولد *** لمغترب غــــــائر المقلتين أهيم وقلبي دقـــاته *** يطـير اشـتياقاً إلى المسجــدين وصدري يضج بآهــاته *** فيسري صداه على الضــفتين على النيل يقضي سويعاته *** يناغي الوجوم بسـمع وعــين وخضر الروابي لأنــاته *** تردد من شـجوه زفـــرتين أهيم وحولي كؤوس المنى *** تقطر في شفتــــي رشفتين فأحسب أني احتسبت الهنا *** لأسكب من عـــذبه غنوتين إذا بي أليف الجوى والضنى *** أصاول في غـــربتي شقوتين شقاء التياعي بخضر الربى *** وشقوة سهم رمــــاني ببين أهيـم وفي خاطري التائه *** رؤى بلد مشرق الجـــانبين يطـــوف خيالي بأنحائه *** ليقطع فيه ولو خطـــوتين أمـــرغ خدي ببطحائه *** وألمس منه الثرى باليــدين وألقـــي الرحال بأفيائه *** وأطبع في أرضـــه قبلتين أهيم وللطـــير في غصنه *** نواح يزغرد في المســمعين فيشدو الفــؤاد على لحنه *** ورجع الصدى يملأ الخافقـين فتجري البــوادر من مزنه *** وتبقي على طرفه عــبرتين تعيد النشــــيد إلى أذنه *** حنيناً وشوقاً إلى المــروتين قصيدة "الموعد المنتظر": حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ يا منية النفس قد طاف المراح بنا فراح ينشر من أفراحنا السمر فبادليني الهوى فالبحر موجته عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر والليل أغفى فأرخى من غدائره سودًا تهادى على أطرافها العمر والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا الحب صدَّاحه والخافق الوتر وإن أحلامنا في الشط غافية وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر والذكريات رؤاها كلما هتفتْ بنا استراحت إلى آمالنا الصور فيا طيوف المنى.. فاض الحنين بنا وزادنا شجنًا أن النوى قدر ولا نزال على الأثباج من لهب يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر قصيدة "في الأصيل": أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا **** أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا **** قال عنه د.عبدالله باقازي في جريدة الرياض، في العدد (13492)، 25 ربيع الآخر 1426هـ: )أبرز الشعراء عفوية الأستاذ الشاعر طاهر زمخشري.. لا زالت جملته الشهيرة: «أنا كومة الفحم السوداء.. تلبس الثياب البيضاء، وتقول: «أشعاراً: حمراء وصفراء وخضراء».. لا زالت هذه الجملة ترن في الآذان تذكر بفنان عفوي بسيط منفتح على بهجة الدنيا، يشرع نوافذ الأمل نحو ساحات الحياة الواسعة.. ويجعل من الحياة بسمة عريضة من التفاؤل! عندما كتبت كتابي: «مظاهر في شعر طاهر زمخشري» عام 1408ه الموافق 1988م، كان طاهر زمخشري قد مات.. وقبل ان اكتب الكتاب وأشرع في تأليفه.. هزني شعر الزمخشري.. في كل الفنون التي قال فيها: كان مبدعاً من نوع خاص.. كان شعره الرثائي في أبيه.. وأمه.. وزوجته من أجمل شعر المراثي من الشعر السعودي الحديث بل العربي بعامة. وقد اعتمدت قصيدة: «إلى المروتين» أنموذجاً شعرياً تحققت من خلاله كل المظاهر الشعرية في شعر.. كانت قصيدة «إلى المروتين» - في رأيي - هي قصيدة الاغتراب ومحاولة الوصول إلى «التوازن النفسي» في رحلة الاغتراب المرضية.. كانت الدلالات الثنائية ا لتي تفوقت على الدلالات المفردة تؤمي إلى محاولة «التوازن» التي كان الزمخشري يقوم بها.. ونشرت القصيدة في عام 1377ه وطنها الموسيقار: طارق عبدالحكيم بلحن شجي بعد ذلك، لعل ذلك اللحن من مقام «البياتي» فهو المقام الذي يفعل فعلته التأثيرية في المتلقى، ولعله من «السيكا» أو من الراست. المهم ان الموسيقار طارق قد أخذنا في لحنه إلى عوالم الزمخشري الخزينة.. من الوحدة والاغتراب: - أهيم وقلبي بدقاته - يطير اشتياقاً إلى المسجدين - وصدري يضج بآهاته - فيسري صداها على الضفتين. - على النيل يقضي سويعاته - يناغي النجوم بسمع وعين - وخضر الروابي لآناته - تردد من شجوه زفرتين. لكن ما لفت نظري في شخصية الزمخشري - فضلاً عما سبق - جانب «الطفولة» فكل ما في هذا الشاعر يوحي بالطفولة الكامنة والتي تعبر عن نفسها في كثير من الحالات. من جوانب هذه الطفولة الإنسانية.. تقديم الأستاذ طاهر زمخشري لأول برنامج إذاعي سعودي عن الأطفال عام 1369ه ابان بداية الإذاعة السعودية بجبل هندي بمكة المكرمة. ومن جوانبها: إصداره لأول مجلة للطفل السعودي عام 1379ه بعنوان: «الروضة».. ولعل لفظة الروضة بعفويتها الدالة على الطبيعة البكر النقية هي التي أغرت الزمخشري بهذا العنوان وبعنوان البرنامج المسائي الذي قدمه طويلاً في الإذاعة بعنوان: «روضة المساء». ومن جوانب الطفولة - أيضاً - تخصص ابنه «فؤاد» في «طب الأطفال»! ومن مظاهرها صوته الطفولي عندما يتكلم هذا الصوت الذي جعل أحد زملائه في فترة نهاية السبعينات الهجرية في حدود 1378- 1379ه يقترح ان يقدم الزمخشري برنامج: «المرأة» - في الإذاعة - حيث لا نساء يقدمن - وكان صوت الأستاذ الزمخشري في عفوية وتلقائية ينطلق باستهلاله المعهود: «سيدتي.. ربة البيت»! .. إنها الطفولة الكامنة في أعماق شاعر كبير.. ورمز من رموز الشعر السعودي المعاصر.. أسهم إعلامياً.. إذاعة.. وصحافة وفنياً.. شاعراً مزدوج العطاء.. بين الفصحى والعامية.. وراعياً للفن والفنانين.. وأبرزهم محمد عبده. و من الجميل أن نختم هذه الترجمة بهذه القصيدة الفاخرة: تقسوعلي بلاذنب أتيت به*** وماتبرمت لكن خانني النغمُ أعاده شجنٌ باح الأنين به *** فهل يلام محبٌّ حاله العدم حسبي من الحب أني بالوفاء له*** أمشي وأحمل جرحٌ ليس يلتئم وماشكوت لأني إن ظلمت فكم قبلي من الناس في شرع الهوا ظلموا أبكي وأضحكـ والحالات واحدة*** أطوي عليها فؤادن شفه الألم فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة*** فالدمع في زحمه الالام يبتسم وفي الجوانح خفاق متى عصفتْ*** به الشجون تلوى وهو مضطرم فاظلمْ كما شئتَ لا أرجوك مرحمةً ***إنَّا إلي الله يوم الحشـر نحتكـم. |
هو صديقنا الشاعر و الكاتب الأديب الأريب محمد بن بلغيث الجلبي القوزي ، من مواليد عام 1365 للهجرة ،الموافق 1945 للميلاد ، في بلدة القوز الواقعة جنوب القتفذة حاضرة المحافظة في عصرنا،
كان حدثني يوماً في منزله و في صحبتي الشاعر محمد بن أحمد المرحبي المعروف بـ (خريْص) أن من تولى تربيته و تعليمه أبوه ، و هو شديد التعظيم له ومن هذا قوله: ( كان والدي _يرحمه الله _ أحد الرجال الذين خدموا في سلك التعليم ، بل ومن المؤسسين فهو من أسس مدرسة الحبيل الإبتدائية وكان مقرها المسجد الجامع ، فكان يعمل معلماً ومديرَ مدرسة وفراشاً، استطاع إقناع أولياء الامور بالسماح لإبنائهم بدخول المدرسة ، رغم معارضتهم لتعليمهم ... )، ثم التحق بالتعليم النظامي و تخرج معلما ً للمرحلة الابتدائية من معهد القنفذة بدرجة دبلوم المعلمين ..... و الجلبي شاعرٌ يجيد كلَّ فنون الشعر من فصيح و نبطي و عامي و كسرات ...... له جهود كبيرة في نشر الثقافة الشعرية في محافظتنا و الحفلات المدرسية و الأمسيات الأدبية خير شاهد ، له أعمال كثير ة، و لم أقف له على ديوان مطبوعٍ حتى الساعة ، غير أن أشعاره مشهورة و منها: قصيدة (اعتذار): يا أيها الشعر إني جئت معترفاً = أن المتاعب لا تنفــــــــــــــك تأتيني أعاتب النفس عن ما خطه قلمي = وما كتبت قديـــــــــماً في دواويني فإن أسأت بلا قصدٍ على أحدٍ = فاغفرْ أَياربُّ قبل المــــــوت يطويني فالعذر من كلِّ شخصٍ ناله قلمي = ســألت ربي لدرب الخـير يهديني قصيدة (هنا وطني)، و كان نشرها في 23 - 3- 2011 م بمناسبة عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلة علاجية: حنَت لك الدار واشتاقت لعودتكم= وترجم الشوقَ دمعٌ خُطَ بالوجنِ وذي الربوع بلقياكم قد ابتهجت= وطائر السعد قد غنى على فنن قد أسعد الشعب يامولاي مقدمكم = لحن البشائر قد أصغت له أُ ذني ياسيد العُرْب من بدوٍ وحاضرةٍ = فأ نت فينا مكان الروح في البـــــــــــد ن ما ضرنا ما يُثارُ اليوم من كـــذ بٍ =من عُصْبةٍ عُـــــر فو بالشر والفتن أما درو أننا اخترناك قائدنا = الـــــــــكل رددها في السر والعلن أما درو أننا دون الحمى أُسُدٌ =أرواحنا دونه تُهدى بلا ثمن وكلنا دونكم جُندٌ وأفئدةٌ= وحبكم قد رضعناه مع اللبن يا من بذلت ولم تمنن على أحدٍ = فكفك الجود لم تبخل ولم تهن قد عُدت يا أملاً نهفو لطلعته= يادار هذا إمام الشعب فاحتضني جعلت يا سيدي عيناً لكم وطناً = وقد كتبت على الأ خرى هنا وطني. قصيدة (متى ذا الجرح يندملُ) رثى بها صديقه الأستاذ/ أحمد بن بِلْقَاسم الشريف في 9-2-2012م: بكت عليك أبا بلقاسم ٍ مُقلُ=وكلُّ جسم براه الحزن والعللُ يامن رحلت عن الدنيا وزخرفها=مصا بنا ياأ خي في فقدكم جلل تركت في القلب جرحاً لادواء له= فكم سأ لت متى ذا الجرح يندمل؟ تركت في النفس آ لاماً مبرحةً=عنا السعادة والأفراح قد رحلوا وفقد شخصك أيم الله أحزننا= ولا مردَ لأ مرٍ إن دنا الأجل فيك المروءة والأ خلاق نعرفها= لكم دعوت الى الفردوس تنتقل من للمدارس والتعليم غيركمو= قد كنت با لأ مس للأ عباء تحتمل حققت أعطيت كم أذكيت مجتهداً=حتى غدت جذوة التعليم تشتعل قد كان فقدك بين الصَحْب صاعقة= حلت علينا فناء السهل والجبل حتى ابتسا متنا من بعدكم ذبلت= أ صاب أ فراحنا من بعدك الشلل مجا لس الصحب أ مست شبه خاويةٍ= والأرض يبكيك منها السهل والجبل ومدمع العين أمسى لايفارقها= كأ ن أ عيننا بالدمع تكتحل كلٌ له موعد لابد يدركه= وما على ظهرها لا شــــــــــك مرتحل فالكل يسعى لآ مال يحققها = والموت حقٌ وعنه الناس قد غفلوا فإ ن رحلت ففي الأ حداق منزلكم = منا القلوب الى الرحمن تبتهل أ ن يجعل الله في الفردوس منزلكم= فيها المقام ويكسو جسمك الحلل فإ ن أ طلتُ فما أ وفا كمو كلمي= كلا ولا أ نصفت أفعالك الجُمَل لكن دعونا لك الرحمن مغفرةً= ما سار بالليل في كُنْه الدجى زحل قصيدة (رجال المكارم)، نشرها بتأريخ 4-12- 2008 م،و رثى بها الشيخ أحمد بن عبدالكريم الناشري : ربي إليك رفعت كفي ضارعاً=فأليك يا رحمن ينساب الندا يا من رأيت النمل في غسق الدجى=وبعثت بالدين الحنيف محمداً يا من بفضلك ذي الخلائق سبحت=أنت القدير بان تجل وتحمدا ارحم فقيداً قد بكته قلوبنا=الباسط الكف الندية أحمدا شيخ تسامى في البرايا جوده=في قومه كان الكريم السيدا نبع المكارم والفضائل والتقى=فكأنه في الناس توأمه الندى فهو الربيع بجوده وعطائه=عمَّ السواحل والسهول وأنجدا ما مات من غنى الزمان بفعله=وبنى حصوناً للوفاء وشيدا ما مات من كانت كذاك صفاته=شيخ بكل المكرمات تفَّردا تأبى البشاشة أن تفارق ثغره=شهم على نبل الصفات تعوَّدا فإذا الخطوب على الجميع تكالبت=يأتيك كالبدر المنير إذا بدا وإذا القبيلة بالخصام تمزقت=جمع القلوب مقارباً ومسددا فيسد أبواب الشقاق بحكمة=ويرد بالعقل اللبيب من اعتدا فبكت تنومة والنماص لفقده=ونعاه ثربانُُ وجاوبه شدا بل كل دار قد بكته بحرقةٍ=بصفاته ناح الحمام وغردا لو أن أفعال الرجال مراتبُُ=لوجدته بين الجميع المبتدا أو أن أرواح الخلائق تُفتدى=لرأيت أفواجاً تهب إلى الفدا لكن هذا في الحياة مآلنا=ولكل نفس موعد قد حددا تاللهِ ما قلت القصيد تملقاً=أو مستليناً جانباً متوددا لكن أفعال العظام بموتهم=لا بد أن تروى كذا ،وتُخَّلدا . و الجلبي فيه صفة ظاهرة لا تخطئها عين البصيرة ألا و هي الوفاء ،فهو شديد التعلق بمن يعرفهم و كما قرأت فقد كان يمدح و يرثي من حوله محبة و زلفى للقربى و الصديق، و من هذا قوله في أبيه: تذكرني تلك السنون احبة = لهم في حنايا القلب نهر من الحب أيا موطن الأحباب هيجت خافقي = فكم فيك لي اهل وكم فيك من صحبي فلو طلب الغالي من الحب بعضه =للقلت فداك الروح فانزل على الرحب لقد شاطر القوَزَ الحبيل ُ محبتي = فكان لكل منهما النصف من قلبي فما زال حبل الود يمتد بيننا =ويقوى مع الايام في البعد والقرب ففي دوحة التعليم ذكرى لوالدي = فاوصى بها خير وقال اسلكوا دربي حباها من الاخلاص حنى كأنه = يهيم بمن يهواه كالعاشق الصب وكان لهم في نهجه خير قدوة = سقاهم رحيق العلم من مورد عذب فكم انجبت في ساحة العلم انجما = فكانو بفخر في دجى الليل كالشهب إذا ذُكرالتعليمُ فاضت عيونُهم = وقالوا أيا رباه فلترحمِ الجَلْبِي و يروي لنا في قصيدته (عتاب الأرض) عتْب بلدته القَـوْزِ عليه، و منها : مهوى الفؤاد رنت اليَ وعاتبت=ما كنت احسب شاعري ينساني لم تذكراسمي في قصيدك مرة=هل ما أرى ضرب من العصيان؟ أنسيت اني قد رعيتك يافعا=بل نلت كل محبتي وحناني ... إلي أن يقول: قالت كفاك القول عن عصرٍ مضى=والآ ن لوحدثت كيف تراني ؟ فأجبت وجه مشرق قد زانه=هذا البهاء وروعة العمران يا (القَوزُ) أنت قصيدةٌ قد صغتها=بيراع أشواقي وحبرِ بياني يا(القَوزُ) أنت اللحن إن أرسلته=رقصتْ على نغماته أوزاني أنت التي أيقضت فيَ مشاعري=بل أنت نبضٌ مَهْده شرياني . و بالجملة فله عندي ودٌّ كبير، و لي عنده مثله ، و للجلبي أيادٍ بيض أقلها حفظه غيبتي بكلِّ جميل من الثناء، و ما وصلني من أفواهِ الناس من رواحل حديثه ،لا يقل عن تجارة قريش لأهل قريشٍ ،إن يمَّنت جاءت لي بالطيب من الثناء، و إن شآمت أهدتني أفخر ما أتزيَّ به من الكلام الموشى بالتقدير، و قد حاولت ردَّ بعض ما يجب له من التقدير فقلت فيه : بئرٌ معطلةٌ و حوضٌ دارسٌ هَجَرَ الدلاء أساورٌ و بنانُ مأثورةٌ ترك الندوبَ بجيدها أثَرُ الرشاءِ بحيثُ قام حِسَانُ من كرِّ مكرِ الغانيات بصخرها فاسلم بنفسك أيُّها الإنسانُ دمنٌ دواثرُ و المغانيَ أقفرتْ صمُّ المعاهد خانها الخلان إني تذكرت الهوى و زمانها فتحدرت فوق اللجين جمانُ النفسُ تمرض و الجسوم صحيحة مرضُ النفوس توهمٌ و ذهانُ طبُ النفوس عناق صبٍّ هاجرٍّ طب الجسوم مشارب و دهانُ تتأنق اللفظ الجميل لردها يُشجيْك منها لؤلؤٌ مرجانُ جمع الجمال فنونه في دُميةٍ لو شئتُ قلت بأنها أشجانُ فمن الجمال وسامةٌ و قسامةٌ و من الجمال مقالةٌ و لسانُ اللوذعيُّ إذا تحدث في الورى قلتَ :المحدثُ للورى سَحْبَانُ و إذا تتبع عازباً في شاردٍ في الشِّعر قلت َ كأَنَّما حسانُ متمدِّنٌ في الفكر إلإ أنَّه يهدِيه آيٌ محكمٌ و أَذان منْ معْشر الجود الذين همُ إذا ظَلمَ الزمانُ على الزمانِ أعانوا أهلٌ لميسرةٍ و دارُ مَسرَّةٍ يلقاك فيه بشاشةٌ و خِوانُ فهمُ البَرآءُ من النَّقيصةِ كلِّها و همُ لهامةِ عصرنا تيجانُ قَفْوِ المكارمِ بالمكارمِ دأْبُه ولكلِّ جودٍ عنده إبَّانُ فعطاؤكم ماءٌ لبارقةٍ إذا مسَّ البسيطةَ ماستِ الأغصانُ لكأنما أنت السحاب بسحِّه و كأنَّ أنت و قطرنا صنوانُ مبثوثُ خيرك لا ينامُ سحابه تغفوا الأنام و جودكم يقظانُ حاز المكارم فارسٌ أو شاعرٌ ما المجدُ إلا صارمٌ و بيانُ قد شاع ذكرك بالحجاز و رنَّمتْ بعد العراقِ بصيتكم لبنان ما أنت إمعةٌ يقول لقائلٍ معكمْ أنا ! فيقوده شيطانُ لا بلْ وُزعتَ على الفضيلة فطرة و لأنت في سننِ الهدى سلطانُ قد فتُّ في صنع القريض مراكضاً فإذا المُحاول ظالعٌ حسرانُ و بدعتُ معنىً في القريض مجدداً فمشى بقوديَ إنسهم ْ و الجَان لوددت أنّيَ بالقريض وفيتكم حقاً فتشرفُ حينها أوزانُ ما زلتُ ألْهَج ُ بالثناء عليكم حتَّى تطبَّعَ بالثّناء لسانُ آهٍ لحبِّك يا محمد ُ! إنه أضحى صريحَ عدوّه الكتمان. |
محمد سنده البدوي
هوصديقنا أبو عبدالرحمن محمد بن علي بن سنده البدوي ،من مواليد عام 1392 هـ بقرية الصُّفة الكائنة بوادي حلي بن يعقوب المذكور في رحلة ابن بطوطة جنوب مدينة القنفذة بقرابة السبعين كيلا ، و الراحل عنها في يتأريخ 26 - 5 - 1425 هـ، و عمره ثلاث و ثلاثون سنة تاركاً أدباً ملتزما و متميزا ، في مجالي القصة و المسرح. تلقى تعليهم النظامي إلي شهادة الثانوية العامة ببلدته الصفة ثم انتقل إلي أبها في عام 1412 هت ؛ ليأخذ تعليمه الجامعي فالتحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم ما لبث أن حوَّل إلي قسم اللغة العربية ليتخرج فيها عام 1419 هـ.النحق أثناء تواجده بمدينة أبها بجمعية الثقافة و الفنون و حصل على عضويتها و كان أمله أن يصبح ممثلاً مشهورا و أنا أعرفُ ما يمتلكه من موهبة التمثيل خاصة الجانب الكوميدي(الهزلي) ، و لكن كان القدر يعدُّه لما هو أكبر من هذا الحلم، ففوزه بجائزة المفتاحة للقصة القصيرة و هي جائزة الأمير خالد الفيصل _أمير مكة حاليا _ و كان حينها أميرا لأبها ، قد غير مجرى حياته تماماً . سخر حياته و فكره لفن الكتابة من قصة قصيرة و مسرحيات ذات الفصل الواحد و قصص للأطفال ، استحق بها الإشارة له بالحب بالقلوب قبل البنان و حصد التكريم و معه اللجوائز و منها: - جائزة أبها في القصة القصيرة لثلاث سنوات . - جائزة جمعية حائل الثقافية في القصة لسنتين متتاليتين . - جائزة نادي المنطقة الشرقية في القصة القصيرة . - جائزة نادي جازان، مناصفة ، عام 1418 هـ ، في قصص الأطفال عن مجموعة " حكايات البحر الأحمر" . - جائزة نادي تبوك في قصص الأطفال عن مجموعة " الشمس تأكل الرجال". - جائزة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مسرح الطفل عن مسرحية " بائع الحطب" . -اختارته جريدة الجزيرة عام 1418 هـ كثاني أفضل قلم في مجال القصة القصيرة. من أعماله: - (سيفان و نخلة) مجموعة قصصية . -(شجاعة نخلة) قصة للأطفال. -(بائع الكلام) مسرحيات قصيرة . -(البيت الكبير) مسرحية نال بها جائزة جامعة الإمام محمد بنسعود فرع الجنوب. و قد أبنه بكل خير عند وفاته كلَّ من عرفه و عاشره و من هذا ما قاله أبو سلمان الدكتور ياسين الغانمي مدير جمعية تحفيظ القران الكريم بـ (حلي بن يعقوب) : (مات يوم الجمعة وهو يقرأ القرآن _ كما أخبر مرافقوه عند موته _ وأقسم بالله العظيم أيمانا مغلظة لا أحنث فيها أبدا، والله على ما أقول شهيد أنني عندما أتيتُ إلى وداعه بعد غسله في مغسلة الراجحي، أن وجهه كان يشعُّ نوراً ، و أنَّ لون وجهه كان على غير العادة ، إذا أنه تحول إلى اللون الأبيض مع أن بشرته كما هو معلوم لونها أسمر، فهنيئا له هذه الخاتمة، وهكذا هي خاتمة الصالحين ، نحسبه منهم والله حسيبنا وحسيبه، ولا نزكي على الله أحدا .) و وصلني أن الأستاذ عفاف الدويش نالت درجة الماجستير في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية في رسالتها (البناء الفني في النص المسرحي لمحمد البدوي). رحمه الله تعالى! |
:
هو الطبيب الإستشاري / السيد عبد الله عبد الغني أحمد ، من مواليد المنوفية - مصر في فبراير عام 1966 م ، حصل على الثانوية العامة من مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية، ثم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب في جامعة المنوفية . حصل على ماجستير الأمراض الصدرية من كلية الطب في جامعة بنها. شارك في الكثير من الندوات الأدبية والشعرية والملتقيات الأدبية حتى عام 1992 م ، قاطع الحياة الأدبية والثقافية من عام 1992 ؛وذلك إحباطا لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي. بدأ في التواصل الأدبي مرة أخرى في عام 2011 مع بداية ربيع الثورات العربية. تعرفتُ على هذا الشاعر المصري الجميل في منتديات مجلة أقلام و منتديات تجمع شعراء بلا حدود، و توثقت عرى الصداقة هناك من خلال الحرف الشعري ، و من جميل ما يكتب: 1. قصيدة (القميص). وَخَبّأَتنِي فِي القَمِيِصِ ثمّ رَاحَت تُبَادِلُ الأَيّامَ فِي أَلحَانِها وتَقِيسُ بُعدَ نَخلةٍ مِن شَهدِهَا هي مَن أَفََاضَ النّهرُ فوقَ جَبِينها وعَانَقتْ شَمْسَ المَغِيبِ ووطّنَتْ أهْدَابَها أهدَابَنا قَصِيْداً مِنْ حَنَانِ المُلْهَمِين أَلاأيّها الشَادِي لَقَد خَبّأَتنِي فِي الغَامِضِ الورديّ مِن أوراقِها وَبَاغتت حُلمِي بوردةٍ فِي أفنانِها ومِن ثمّ غَفَتْ فِي لحْظةِ افْتِتَانِها وصَافِيهْ صَبَاحُ الخيرِ مولاتِي: ها هُنا أنت ها هُنا أملاكِي فَلا تقيسي الصبحَ بالمسا وَلا تقيسي عُمرَنا الذي انْقَضَى بعمري الذي آتِي أنا شمسٌ للمغيبِ و أنتِ وردُك الآتِي فضاءٌ يَحْكُمُ الفَضَا. 2. قصيدة (أرق المنسرح). أرق المنسرح أمستْ على نارٍ من جوى العَتَبِ = هيمانةً تَشكِي أنّةَ الحِقَبِ بين الأسى والدّمعِ المُراقِ شذًا = تَمشِي شُجونٌ من حاقدِ الرّيَبِ كاللّيلِ مَعقودٌ فِيها كاحلُها = جَمرٌ ، حَرِيقٌ مِنْ هَامِسِ الكُتُبِ في فَرْشِها دقّ النّجْمُ لَحنَ غَرَا = مٍ كانَ مِن حلمٍ ساكنِ الخَرِبِ يَأتِي على مَهْلٍ كَاتِباً أرَقاً = في جَفنِ رقراقِ الدّربِ مُلْتَهِبِ مَا بينَ جنبٍ والجنبِ غانيةٌ = تَقضي ليالي في حُضنِ منْ رَهَبِ في عرشِها كالمَسْحُورِ يَأكلُها = وِسْوَاسُ هجرٍ كَانتْ على النّهَبِ في خافقٍ مِن ترتيلِ هاجرُها = كانَ الأسى يسقِيها بلا أدبِ ذُوْ غُصّةٍ يَروِي من مِرَارِ شَرَا = بٍ عَاشِقاً ظلّ العُمرَ في نَصَبِ أرخى سدُولَ الهمِّ الّتي بِشقَا = ءٍ جاوَزَتْ عاتٍ حَالِفَ الكَذِبِ هذي شَئوني في بحرِ مُنْسَرِحٍ = أعيتْ على بيتٍ راجِزَ العَرَبِ إنْ جَاءَ يَطويْها أثقلتْ عليّ = يَ الشّعْرَ باءاً طَارتْ على الهَرَبِ إنْ كُنتُ أزجيها في الغرامِ فَرَوْ = ضٌ بنتُ أشعارِي جئتُ بالعَجَبِ إنْ كُنتُ أنْساهُ ، البّحرُ يَطلُبُنِي = والبّحرُ ممسُوسٌ جَدّ في طَلَبِي ___________________________ * مصدر الترجمة الشاعر نفسه . |
الساعة الآن 03:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.