منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الضمير (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=26944)

ياسَمِين الْحُمود 11-16-2020 10:54 AM

رد: الضمير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلف سرحان القرشي (المشاركة 266624)
نص موغل في الألم، مفعم بالوجع وهو للأسف العظيم انعكاس لواقع المواطن العربي في بعض أقطار عالمنا العربي. القاصة أنسنت بحرفيّةٍ عاليةٍ الجمادات لتجعل منها فاعلة في الألم في لقطات بارعة، وكأنَّها تقول لنا أن مصائب الإنسان _تجاه أخيه الإنسان_ لم تعد تأتي من أسلحة أو طائرات أو قنابل، وإنما من الإنسان نفسه.
يا لفجيعة الإنسانية عندما تستمد وسائل القتل والتعذيب والتدمير قوتها وعنفها وشراستها حينما تؤنسن!
ثيمة النص تطغى على أي محاولة للتأمل أو التدبر في جوانبه الفنية، وتجعل من إصدار أي أحكام نقدية معلبة ألما ووجعا آخر لا مبرر له.
دام يراعك أستاذة ياسمين.


‎تحليلك أخي خلف ،،
ألقى الضوء على ما ظهر و ما بطن من النص
‎فلك كل الشكر و الامتنان لمشاركتك القيِّمة هذه
‎مع ود و:45: بلا حد


أحمد فؤاد صوفي 07-24-2023 06:29 PM

رد: الضمير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 258908)
كانت رائحة الموت تتدلى من النوافذ و عبير الأزهار يعانق سكون آخرالليل ، عندما قامت قذيفة صفراء بزيارة خاطفة لمنزل يشع منه السلام ، ارتاحت الزائرة لحظة داخل المنزل ثم عطست عطسة عنيفة جفلت المبنى ، فسجد بعد أذان الفجر ، و ما أن ترجل بصيص الصباح من قطار الشمس ، حتى استيقظت الطفلة : سما " مذعورة تصرخ تحت أحشاء المنزل الراحل : أمي .. أبي .. أين أنا ؟ !!
لم يسمع والدها " أحمد " - الذي اعتاد أن يسقي الناس عصير محبته - صراخها ، لأنه أصبح صفيحة لحمية تحت سور الحديقة ، و تسربت روحه من صدع فيه ، أما " نهى " والدتها التي كان من المتوقع أن تضع وليدها في نفس الليلة ، فقد خط دمها بجانب الشجرة مختصرة كلمة " مبروك " لأنها ولدت طفلا قبل موسمه ، و لم يكن هناك من يبارك لها و خاصة أنها لم تكن بحاجة إلى عملية قيصرية ، فقد استطاع أحد أعمدة المنزل أن يخر ساجدا فوق صدرها مما جعل أحشاءها تبرز من فمها و المولود يخرج عنوة من محجرها يضحك ، للمرة الأولى خرج المولود يضحك راقدا على حجارة هذا العراء المبكي ، لكنه فضل أن يصبح طيرا من طيور الجنة ، فرحل مع والديه في هذا الصباح العامر بالأحزان ، و فجأة لبست السماء ثوب الحداد و راحت تبكي متألمة إلى أن حفرت دموعها الغاضبة مخرجا لـ" سما " فخرجت منه حافية بعد أن ماتت الطمأنينة في باطنها ، تركض في جميع الاتجاهات ، تبصق غيضا ، و تنثر كالبركان الهائج عويلها و هلعها توقظ ما كان يدعى الضمير .

الأديبة الكريمة ياسمين الحمود المحترمة ..
قصتك عبارة عن بركان مؤلم ..
نصك يدل على تمكنك العالي من القبض على مكنونات اللغة ، واستخدامها كما يجب ، وحسبما تريدين أن يكون تأثيرها على القارىء.
فمن الناحية الأدبية ، هو نص غني لا ينقصه شيء ، فالفكرة جديدة بزاويتها ، والسرد متجانس يدفع القارىء للاستمرار في القراءة بشغف ، واستخدام المفردات على بساطتها هو استخدام موفق ، والقفلة معقولة جداً.
أرى فقط أن العنوان ليس بمستوى السرد ، والقصة تحتاج إلى عنوان أقوى.
أرجو لك كل خير ..
بورك المداد ..
تحياتي لك.


الساعة الآن 01:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team