لأني في تمثيلكِ لم تقبلي من قلبي أن يأخذ منصب السفير

كرهتُ فكرة الهجرة ومزقتُ جوازي

وتخلفتُ عن طائرة

السفر

ولأنها رشفة شفة من فنجاني قبل أن تقرأ محتوياته بصارة الفنجان

اختلطت معالم الرموز وامتزجت الألوان

ومالت لمصلحتها كفة

الميزان


ناريمان الشريف

ممتن جداً لمرورك وشكراً تلحقها شكراً لحروفك

وتحية حفظت طريقها

إليك

حذرتني طبيبتي من شرب القهوة في الليل وقالتْ تسبب الأرق

ويا ليتها لو علمتْ السبب وراء عدم نومي

لأصابها من أسبابي

القلق

كنا ثلاثة إذن وأحاول جاهداً إعادة توصيل شريط ذكرياتي المقطوع

أنا وأنتِ ورائحة عطر فاتن وساحر حملته نسمات هاربة

جاءتْ إلينا لاجئة من أجواء الطاولة المجاورة

وقبل أن أكمل شرب فنجان القهوة

بدأتْ جلسة الاتهام

الظالمة

لا يا سيدتي لا تكتفي أبداً بالصمت ولا يوجد مانع لو تشاركي فوراً في الرسم

أظنكِ تمتلكين مجموعة رائعة جداً من الخطوط والألوان

وليس لديكِ ما بعد ظني السابق

مهرب ولا حتى

عذر

ما أضعف جسد الإنسان وما أقوى الروح

التي وضعها الله ضمن

الجسد


مروركِ كما المطر يجعلني أتصور الحياة

صافية نقية خالية من

الحسد

هجرتنا الحكمة وبقيتْ ضمن عقول الفلاسفة فكرة تحتاج المزيد من المعرفة

ولا تلام غيبتها أبداً لكثرة من يدعونها اليوم منطقاً وحجة

ولكم بعيدة هي أفعالهم عما قالوا لدرجة

أضحتْ حتى القيم رهينة

بما يقولون

إن نَسِيَتْ ذاكرتي رائحة عطركِ خسرتكِ

فتعالي ولو كنتِ طيفاً

في منام

سألتني بعدما شربنا القهوة بغياب السكر

وفنجانها المقلوب قد أمسكته

في يدها اليسرى

أبصر

!

هل تحبني أم إنكَ مازلت تميل إليها أكثر

أجابتها من المؤكد تمزحين

قالتْ مقدار حبها

أكبر

؟

فقلتُ لها بعدما صاحبتني تلك الضحكة

ألم أقل لكِ يا شقيقة السكر

بأنكِ ومنذ البداية

تمزحين

!

عندما يخلو القلب من الحب في فترات معينة نرى العقل يلجأ إلى الاستعانة بالذكريات

يهب القلب إحساس المشاعر الماضية بطريقة تختصر المسافات

يستدرج القلم الحروف ويخطفها من الذاكرة

ثم يلقيها ضمن أحضان

الكلمات


أمل محمد


ورائع جداً يا سيدتي لو تمكنتْ حروف كلماتي المخطوفة

من أن ترسم بسمة خفيفة الظل

على شفتيك

كانت صغيرة وتعشق اللعب بالحلوى وقطع السكر وكان صوتها يناغي الكنار

وعندما كبرتْ أصبحتْ أصابعها الحلوى وريقها السكر

سكنتْ الشمس ضمن عينيها وهجر

النور قلب النهار

أشكر مرورك يا صديقي وحضورك دائماً يسعدني

ستعود الحكمة إن وجدتْ الكلمة

من يتلقاها

الحب مرض لطيف ومحاولة الشفاء منه كمن يستبدل رشحة البرد بالآنسة المدعوة كورونا

ولم اشتكي يوماً من وقوعي في المرض حتى وإن صاحبه بعضاً من الألم

لكن المضاعفات والتأثيرات الجانبية المصاحبة لنزلة البرد

كانت وما تزال من أكثر ما يثير ضمني الحذر

وغالباً ما يتدخل قلمي ليشفيني

فيضاهي كل حبوب

المسكنات


ناريمان الشريف

أبعد الله عنك وعنا مرض الروح قبل الجسد

وتحية لم تمنعها نزلة البرد

من الوصل إليك

كانتْ تمتطي طيفي حصاناً وسلاحها الوحيد كان سيف الانتظار

استيقظتْ عيناها فجأة وتحول حلمها إلى حقيقة

وقطفتْ من الزمن نبوءة

الانتصار

الحب معركة تخلو من الأسلحة الثقيلة وعلى الرغم من بساطتها

قد يخسر في نهاية مجرياتها

الطرفان

من المبادئ المتعارف عليها بالقانون الدولي والتي تحكم التمثيل الدبلوماسي الاكتفاء بسفير

وعندما جاء سفيران من ذات المصدر كان لابد من التروي وإعادة التفكير

كلاهما يا سيدتي ذو شأن عظيم والاختيار بينهما جداً خطير

وبعد المشاورة احتفظنا بعينيكِ لتكون السفير

هما مرآة القلب ونهاية المصير

فهل وصلكِ القرار

الأخير

أحب التاريخ وأهوى الجغرافيا ولكني أعشق الفلسفة أكثر وخصوصاً لو كان عقلكِ الميدان

فلا تدعي أحداً يطرحكِ من المعادلة ويأخذ مكان سيادتكِ في المقام

جميع حواسكِ الخمس هدفاً مشروع لكلماتي

إن بقيتُ ونظرات عينيكِ

في خصام

لم ينفعني القلم وعقلكِ كشف الألغام التي زرعتها تحت المعاني

وأغلب الظن سوف يهزمني

وينتصر

الحب رحلة إلى الميتافيزيقيا يقودها العقل ويمارس خلالها شتى أساليب المكر والإغواء

يضلل الشبكية فينخدع البصر ويدخل النظر منطقة يسمونها البقعة العمياء

ضحيتها قلب وثق في سيده وذنبه الوحيد لبّى على عجل النداء

ولكنه لم يكن متمرساً كفاية في فنون التمثيل والأداء

جذبه التيار واستمالته الرغبة في الانتماء

والنار لن تحتاج في اشتعالها

إلا القليل من ذرات

الهواء


ناريمان الشريف

وإن لم يخبروكِ مجرد وجودكِ على صفحات الورق

كافي بحد ذاته ليخطف النظر

من الحدق

كيف أنا ومنذ البارحة كما أنا وتسألينني حقاً كيف أنا

وحروف الأبجدية شمتتْ في قلمي من الألف إلى الياء


أيا ساحرة تتفنن في الرقص على معاني اللغة العربية

لم تسعفني المعاجم وأغوتْ صفاتكِ الأفعال والأسماء


جُلّ ما تمنيته أن أفهم كلماتكِ فهل طلبي صعب المنال

توقعتُ منكِ الرأفة ولكن ندائي لم يلقى لديكِ الإصغاء

وأظنهم خجلوا أن يخبروكِ أنتِ كما المملكة التي لا تغرب عنها الشمس

لم تعرف شوارعها يوماً قسوة وظلم الاستعمار

فمن أين سوف يأتيكِ إذن

الاحتلال